منتدي طماف ايرينى
اهلا بكم في منتدي طماف ايريني ونتمني لكم اوقات مباركة
ومنتظرين مشاركاتكم
منتدي طماف ايرينى
اهلا بكم في منتدي طماف ايريني ونتمني لكم اوقات مباركة
ومنتظرين مشاركاتكم
منتدي طماف ايرينى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيــــلدخول
   1 فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم (2مل16:6). 2  الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط (ام1:15).  3 يارب تجعل لنا سلاما لانك كل اعمالنا صنعتها لنا (اش12:26).  4طوبى للذى ينظرالى المسكين فى يوم الشر ينجيه الرب (مز1:41).  5 لانه لا يزل من قلبه ولا يحزن بنى انسان (مز33:31 .  6 واما التقوى مع القناعه فهى تجاره عظيمه (اتى6:6)  7 ليصل المسيح بالايمان فى قلوبكم (اف17:3).  8 فان جاع عدوك فاطعمه وان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه (رو20:12)   9لانك انت رجائى يا سيدى الرب متكلى منذ صباى (مز5:71).  10 مخافه الرب ادب حكمه وقبل الكرامه التواضع (ام33:15)  11 الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج (مز5:126).  12 لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا رديّة ولا شجرة رديّة ان تصنع اثمارا جيدة .  13 كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار .  14 فاذا من ثمارهم تعرفونهم  15 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات .  16 طريق الكسلان كسياج من شوك وطريق المستقيمين منهج (ام19:15).  17 لان الرب راض عن شعبه يجمل الودعاء بالخلاص (مز4:149)  18 اما رحمه الرب فالى الدهر والابد على خائفيه وعدله على بنى البنين (مز17:103).  19ان سالتم شيئا باسمى فانى افعله (يو14:14) .  20 افرحوا وتهللوا لآن اجركم عظيم فى السموات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم (مت12,11:5) .  21 ويل للحكماء فى عين انفسهم والفهماء عند ذواتهم (اش21:5).  22 فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم (2مل16:6).  23 الق علي الرب همك فهو يعولك    
مواضيع مماثلة

     

     تفسير سفر الخروج

    اذهب الى الأسفل 
    انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
    كاتب الموضوعرسالة
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالإثنين 05 سبتمبر 2011, 12:12 pm

    تفسير سفر الخروج 26
    يروي لنا سفر الخروج أن الله أظهر لموسى مسكنًا ليقيم مثالاً له (خر 25: 9)، أي أظهر له الحقيقة لكي يصنع لها رمزًا على شبه الحقيقة. وقد أكد سفر الأعمال (7: 44) والرسالة إلى العبرانيين (8: 5، 9: 23) أنه رأى نموذجًا حقيقيًا. هذا يعني شيئًا واحدًا هو ان الله قد أراد أن تكون جميع تفاصيل المبنى ودقائقة ليست أمورّا للزينة بل رمزًا يعلن حقيقة واقعية وإشارة تتنبأ بحقيقة روحية مقبلة[360].

    ولما كان موضوع خيمة الإجتماع قد شغل أكثر الأصحاحات الباقية من السفر لهذا رأيت تقديم فكرة مبسطة عنها من جهة أسمائها وأبعادها وأقسامها وموادها وأثاثاتها، تسند القارئ في فهم هذه الأصحاحات.



    أسماء الخيمة:
    1. المسكن [1]، لأن الله أمر موسى أن يقيمها لكي يسكن في وسطهم (خر 25: 8-9).

    2. مسكن الشهادة (38: 21)، أو خيمة الشهادة (أع 7: 44) إذ يودع فيها كأمر أساسي تابوت العهد الذي يحوي لوحي الشهادة، وكأن الخيمة في جوهرها جاءت كشهادة عملية للعهد الذي أقامه الله مع شعبه، نقشه بأصبعه على لوحي الشهادة.

    3. خيمة الإجتماع: دعيت هكذا ليس لأن الشعب يجتمع معًا فيها، وإنما لأن الله نفسه يجتمع مع شعبه خلالها (33: 7)، ليؤكد رعايته للشعب وحفظه لعهده معهم.

    4. بيت الرب (خر 34، يش 6: 24)، إنه ليس مجرد موضع لقاء، لكنه المكان الذي يقدمه الشعب لله كتقدمة، فيتقبله الله مالئ السماء والأرض ليجعله في ملكيته بيتًا خاصًا له، هذا الذي لا يسكن في بيت، حتى يدخل إليه رجاله وأولاده كمن يدخلون السموات مسكن الله!



    أبعاد المسكن:
    كانت الخيمة على شكل متوازي مستطيلات، طوله 30 ذراعًا وعرضه 10

    أذرع، وارتفاعه 10 أذرع، والمدخل في الشرق. يقوم الجانبان والمؤخرة على 48 لوحًا، عشرون لوحًا من كل جانب وثمانية ألواح في المؤخرة. طول اللوح عشرة أذرع وعرضه ذراعًا ونصف، مغشي بالذهب. لكل لوح طرفان من الفضة يدخلان في قاعدتين من الفضة. وكانت الألواح موصلة بعوارض من خشب السنط مصفحة بذهب تنفذ بحلقات ذهبية [15-30].

    المدخل في الشرق مفتوح لكنه مغطى بشقة (حجاب) من الكتان المبروم والأسمانجوني والأرجوان والقرمز، معلقة على خمسة أعمدة مغطاة بالذهب ومستقرة على قواعد من نحاس.



    أقسام المسكن:
    ينقسم المسكن من الداخل إلى قسمين بأربع أعمدة متشابهة تثبت على أساسات من فضة ومعلق عليها حجاب [31-32، 37] عبارة عن شقة مطرزة من أعلى المسكن إلى أسفله، من الكتان المبروم والأسمانجوني والأرجوان والقرمز، وعليها الكاروبيم برسم حاذق.

    يسمى القسم الغربي قدس الأقداس، وهو أشبه بمكعب كل ضلع فيه طوله عشرة أذرع، يحوي في داخله تابوت العهد.

    أما القسم الشرقي فيسمى القدس، أبعاده عشرون ذراعًا في الطول، وعشرة أذرع عرضًا، وعشرة أذرع إرتفاعًا (خر 26: 16، 18، 22-24)، يحوي مائدة خبز الوجوه على يمين الداخل للقدس، ويقابلها على اليسار المنارة الذهبية، وبينهما مذبح البخور الذهبي قبالة تابوت العهد (في قدس الأقداس).



    مادة الخيمة وأغطيتها:
    1. الخيمة في حقيقتها عبارة عن ستارة ضخمة تغطي السقف والجانبين والمؤخرة، لكنها لا تصل إلى الأرض بل ترتفع على الأرض ذراعًا واحدًا من الجانبين. هذه الستارة تتكون من عشر قطع من الكتن المبروم والأسمانجوني والأرجوان والقرمز مطرزة بالكاروبيم، طول الشقة 28 ذراعًا[361] وعرضها أربعة أذرع، موصلة في شكل شقتين، كل خمس شقق موصولة معًا. شقة منهما تمثل السقف وثلاثة جوانب قدس الأقداس، والأخرى تمثل سقف القدس وجانبيه. وتوصل الشقتين معًا خلال خمسين عروة من الأسمانجوني في كل منهما، تُربط العرى معًا خلال شظاظٍ من الذهب، فتصير كأن الخيمة كلها قطعة واحدة.

    2. يصنع الغطاء الرئيسي للخيمة من شعر المعزى، ويتكون من 11 ستارة ضيقة كل منها 30 ذراعًا × 4 أذرع، بهذا يزيد طول الغطاء عن الستارة الداخلية ذراعين، أي ذراع من كل جانب ليغطي الخيمة حتى الأرض. هذه الستارة أيضًا موصولة معًا في شكل ستارتين، الصغيرة تتكون من خمس ستائر معًا تغطي السقف مع جوانب قدس الأقداس، والكبرى (6 ستائر) تغطي السقف وجوانب القدس مع جزء صغير من المدخل (7: 13).

    3. غطاءان آخران من جلود الكباش المحمرة وجلود التيوس لوقاية المسكن من الشمس والمطر.



    الدار الخارجية:
    يحيط بالمسكن فناء على شكل مستطيل طوله 100 ذراع وعرضه 50 ذراعًا، والمسكن في موقعه يميل إلى الجانب الغربي من الفناء.

    يحدد الفناء بعشرين عمودًا من كل جانب، وعشرة أعمدة في العرض، وارتفاعه خمشة أذرع، نصف ارتفاع المسكن. على الأعمدة تعلق شقق من الكتان المبروم. الأعمدة مغطاة بفضة وتستقر على قواعد من نحاس.

    المدخل من جهة الشرق، إتساعه عشرون ذراعًا، مغلقًا بستارة من الأسمانجوني والأرجوان والقرمز والكتان المبروم، ومعلقة على أربعة أعمدة (خر 27: 9-18).

    في الفناء، خارج المسكن توجد المرحضة وأيضًا مذبح المحرقة.



    إقامتها وموقعها:
    أقيمت الخيمة في اليوم الأول من السنة الثانية من خروجهم (40: 17)، وقد اشتغل الصناع تسعة أشهر في إقامتها، دشنت بعدها بشعائر دينية.

    وكانت تنصب مدة السفر في البرية وسط المحلة، تحيط بها خيام الكهنة واللاويين، ثم خيام بقية الأسباط حواليهم في أربعة أقسام (عدد 2: 2-34).

    في اليوم الذي أكملت فيه الخيمة أظهر الله ذاته في سحابة غطتها وملأتها، بعد ذلك تحولت السحابة إلى عمود كان يسير أمام الشعب في رحلاتهم. إذا وقف العمود فوق الخيمة ينزل الشعب، وإذا انتقل نقلت الخيمة وتبع الجمهور السحابة. بالليل كانت السحابة تتحول إلى عمود نار يسير أمامهم (40: 35-38، عد 9: 15-23).

    ولما انتهوا من البرية، إستقرت الخيمة في الجلجال (يش 4: 19) ثم نقلت إلى شيلوه (يش 18: 1) وبقيت ما بين ثلاثة وأربعة قرون، ثم نقلت إلى نوب (1 صم 21: 1-9)، وفي أيام الملك داود نقلت إلى جبعون (1 أي 21: 29)، وكانت هناك في بدء حكم سليمان (2 أي 3: 13) حتى بنى الهيكل على نمطها وان يكون في أبعاده ضعفها طولاً وعرضًا وارتفاعًا.



    الخيمة كرمز للسيد المسيح:
    1. المواد التي تصنع منها الشقق هي التي يصنع منها الحجاب الذي يفصل قدس الأقداس عن القدس، وأيضًا ذات المواد التي تصنع منها الستارة التي في مدخل المسكن، وأيضًا ثياب هرون رئيس الكهنة، هي تمثل شخص السيد المسيح من جوانب أربع، وكأن السيد المسيح هو غاية كل هذه الرموز.

    أ. الكتان المبروم يُشير إلى الطهارة والنقاوة الكاملة.

    ب. الأسمانجوني، لونه سماوي، يُشير إلى كونه من السماء (يو 3: 13).

    ج. الأرجوان، لباس الملوك، علامة ملكه (مز 2).

    د. القرمز إشارة إلى عمله الخلاصي، بسفك دمه لأجل خلاصنا.

    هذا هو الأساس الذي تقوم عليه الخيمة من كل جوانبها، إنها شخص السيد المسيح نفسه الذي فيه يلتقي الأب مع البشرية... إذ فيه تمت مصالحتنا معه!

    2. تغطى هذه الشقق الرائعة الجمال بثلاث أغطية:

    أ. الغطاء الأول من شعر معزى [7]، غطاء بلا جمال، إذ بقدر ما حمل السيد في اعماقه جماله الإلهي، كان خارجه يحمل أتعابًا وآلامًا. رآه إشعياء النبي بلا جمال وظهر له كأنه مضروب من الله والناس (إش 53)، لكنه هو حمل الله الذي عليه وضعت آثامنا وخطايانا.

    ما نقوله عن شخص السيد نقوله أيضًا عن وصاياه وتعاليمه، فوصيته صعبة، طريقها كرب وبابها ضيق، لكن من يدخل إلى الوصية ويمارسها يجد السيد المسيح داخلها يفرح النفس ويهبها لذة فائقة!

    وما نقوله عن السيد ووصيته ينطبق أيضًا على تابعيه، فمن يسلك مع المسيح لا يحمل حجالاً خارجيًا، إنما "مجد ابنة الملك من داخل" (مز 45)! من الخارج يحمل المسيحي أتعابًا وآلامًا وفي الداخل أمجادًا وأفراحًا!

    ب. جلود كباش محمرة [14] ترمز لطاعة السيد المسيح للآب حتى الموت.

    ج. جلود تخس [14] وهي فوق كل الأغطية، إذ ترمز للسمة البارزة في شخص السيد المسيح: ثباته في الشهادة حتى الموت!



    الأعمدة والعرائض:
    ما هي الأعمدة التي توضع عليها الشقق الموصولة، وما هي العرائض التي تربط الأعمدة معًا؟

    يقول العلامة أوريجانوس: [يلزم أن يكون في الخيمة أعمدة، أي المعلمون الذين هو سفراؤها، هؤلاء يقول عنهم الرسول: "... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرين أعمدة أعطوني وبرنابا يمين الشركة" (غل 2: 9).

    في المسكن تجتمع الأعمدة معًا خلال العرائض المساعدة [19]، وذلك كما يتحد المعلمون معًا في الكنيسة.

    قواعد الأعمدة من الفضة، لكل عمود قاعدتان... أما الفضة فتعلن عن كلمة الله ونوال موهبة الروح، إذ كلام الله نقي كفضة مصفاة في بوتقة[362].

    أساس تبشير الرسل هو الأنبياء (القاعدة)، لأن الكنيسة تقوم على الرسل والأنبياء (أف 2: 20)، وبشهادتهم (الأنبياء) يتقوى الإيمان بالمسيح الذي هو تاج الأعمدة، الذي كما أظن عبّر عنه الرسول قائلاً أن رأس الرجل هو المسيح (1 كو 11: 3). أما العوارض التي تربط الأعمدة فكما رأينا – هي الأيدي المتشابكة خلال الشركة الرسولية][363].

    باختصار نقول أن الخيمة وهي ترمز للسيد المسيح، ترمز أيضًا للكنيسة كجسد المسيح الذي على الرسل (الأعمدة) المتحدين بروح الحب والشركة (العوارض) الكارزين بما تنبأ عنه الأنبياء (القواعد الفضة) فهي كنيسة رسولية تسلك بالفكر الرسولي، ولا تتجاهل الناموس والأنبياء، بل تعتمد عليهما بروح إنجيلي.



    أعمدة الحجاب وأعمدة المدخل:
    يقوم الحجاب الذي يفصل قدس الأقداس عن القدس على أربعة أعمدة، فإن كان هذا الحجاب يمثل عزل الإنسان وحرمانه من الدخول إلى حضرة الله والتمتع برؤيته، فإنه في الحقيقة يمثل حبنا للعالم، أو شهوات الجسد الذي أخذ من التراب (العالم)، لذلك فإن الأربعة أعمدة هنا تُشير للعالم (أربعة جهات المسكونة) أو شهوات الجسد، الأمور التي أنهارت بارتفاع السيد المسيح على الصليب، حيث انشق حجاب الهيكل
    أما ستارة المدخل (السجف) فتقوم على خمسة أعمدة؛ ورقم خمسة يُشير غالبًا إلى الحواس الخمس، فلا دخول إلى المسكن إلاَّ بتقديس الحواس الخمس. لهذا شُبه ملكوت السموات بالخمس عذارى الحكيمات اللواتي حملن مصابيحهن المتقدة، أي لهن الحواس المقدسة والمستنيرة بالروح القدس، أما ملكوت إبليس فشبه بالخمس عذارى الجاهلات اللواتي لهن مصابيح غير موقدة، لأن حواسهن قد انطمست في الظلمة ولم تقدر على الدخول إلى العرس السماوي (مت 25).



    الشقق:
    الخيمة في جوهرها ستارة ضخمة تتكون من ستارتين متحدتين معًا، كل ستارة تتكون من. خمس شقق، كل شقة طولها 28 ذراعًا وعرضها 4 أذرع؛ هذه الشقق مصنوعة من الكتان المبروم والاسمانجوني والأرجوان والقرمز.

    فالستارة الكلية التي تمثل الكنيسة الجامعة، بكونها خيمة المسيح وثوبه، عرضها 28 ذراعًا وطولها 40 ذراعًا (10 شقق × 4 عرض الشقة). هذه الأبعاد ليست بغير معنى، فأن رقم 28 يُشير إلى كنيسة العهد الجديد حيث رقم 7 يمثل الكمال كما رأينا قبلاً[364]، فإن الإنجيل إذ يُكرز به في العالم (4 جهات المسكونة) يكون كنيسة العهد الجديد رمزها 28. أما رقم 40 فتشير لعهد الناموس، حيث يُشير الرقم إلى الوصايا العشر منفذه في هذا العالم (10 × 4)، لذلك صام موسى 40 يومًا إيليا علامة ضرورة النسك كل أيام غربتنا، وأيضًا صام السيد المسيح أربعين يومًا. إذن فالستارة تُشير إلى كمال الكنيسة المتحدة خلال العهدين، القديم والجديد.

    ويلاحظ أن الستارة الكلية التي تتكون منها الخيمة في حقيقتها ستارتان متحدتان معًا، كل منهما تتكون من خمس شقق، وكأن الخيمة في حقيقتها هي ثمرة إتحاد شعبين، الشعب اليهودي الذي قدّس حواسه الخمس ليتشبه بالعذارى الحكيمات الخمس، والشعب الأممي الذي قدّس كذلك حواسه الخمس متشبهًا بالعذارى الحكيمات. الشعبان يمثلان خيمة واحدة، هي جسد السيد المسيح المقدس.

    تتحد الستارتان معًا خلال خميسن عروة في إحدى الجانبين من كل ستارة [4-5]، ترتبط العرى كلها بواسطة خمسين أشظة ذهبية. إذن فسرّ اتحاد الشعبين معًا هو رقم 50، أي حلول الروح القدس في يوم الخمسين، حيث وحدّ الشعب اليهودي مع الشعوب، معطيًا للتلاميذ موهبة التكلم بألسنة كل شعوب ذلك الزمان ليجتمع الكل معًا بلسان الوحدة والحب وشركة الروح القدس. أما كون الأشظة من الذهب. فذلك لأن سرّ الوحدة الذي يقدمه الروح القدس إنما يتم خلال تمتعنا بالفكر السماوي، إذ لا يوجد في السماء إنشقاق ولا إنقسام إنما وحدة وحب!

    أما كون الشقق من الكتان والأسمانجوني والأرجوان والقرمز، فهذا يُشير إلى أن الكنيسة تتمثل بالمسيح يسوع رأسها الذي يرمز له بهذه المواد الأربعة معًا.

    الحلقات الذهبية التي تربط الشقق معًا لتكون مشدودة على الأعمدة والعوارض تُشير إلى الإيمان الذي يسند الكنيسة[365].



    الأغطية:
    الخيمة في جوهرها تتكون من عشر شقق، إشارة إلى الوصية أو الناموس (10 وصايا) وكأن سكنى الله في وسطنا حفظنا لناموسه أو صاياه. بطاعتنا له ندخل فردوسه ونعيش معه كأولاد له.

    أما الغطاء الذي من شعر معزى فيتكون من إحدى عشر شقة وليس عشر شقق [7]. وفي رأي القديس أغسطينوس أنه إن كان رقم 10 يُشير للناموس، فإن هناك وصية حادية عشر تعرف ضمنًا هي "حفظ الناموس ذاته"، فرقم 11 يُشير إلى عدم حفظنا للناموس نفسه أو كسرنا له، فإن اعترفنا بهذه الوصية إننا كاسرون للوصيا ننال – في إستحقاقات الدم – غفران الخطايا. بمعنى آخر يظهر من الخارج الإحدى عشر شقة إعلانًا عن ضرورة الإعتراف بخطايانا كشرط للدخول إلى هذا المسكن الإلهي.

    ويرى القديس أغسطينوس في إجابة السيد المسيح على الرسول عن عدد المرات التي فيها يغفر لأخيه إنها سبعة وسبعون إشارة إلى كمال الغفران، فالخطايا (كسر الناموس) هو 11. ورقم الكمال 7. فلا نستطيع أن ننعم بكمال مراحم الله اللانهائية ما لم نغفر لإخوتنا كل أخطائهم.

    ويلاحظ أن الغطاء أيضًا ينقسم إلى جزئين، إحداهما يتكون من خمس شقق والآخر من ست شقق، في كل جزء من طرف واحد وخمسون عرى، ويرتبط الجزءان معًا خلال العرى بخمسين شظاظًا نحاسيًا.

    لعل الغطاءان هنا يشيران إلى العبادة الظاهرة للشعبين اليهودي والأممي، أحدهما له الذبائح الخمس مركز العبادة اليهودية، والشعب الآخر يرمز له في العبادة بالرقم 6، لأنها عبادة أرضية بشرية ناقصة. ففي تفسيرنا للوحش ورقم 666 في سفر الرؤيا قلنا أن رقم 7 يُشير للكمال ورقم 8 يعني الحياة الأخروية أو السماوية بكونها تعدت سبعة أيام الأسبوع ودخلت إلى الأسبوع الجديد أو الحياة الأخرى الجديدة، أما رقم 6 فيُشير إلى عدم الكمال، لذا رقم الوحش 666 أي كله نقص، ليس فيه صلاح. فالعبادة الأممية دخلتها الخزعبلات الشيطانية والأعمال الناقصة. لكن خلال العرى الخمسين، أي خلال عمل الروح القدس الذي حلّ على الكنيسة يوم الخمسين انتهت الذبائح الموسوية القديمة (الخمس) وانتهت العبادات الوثنية الناقصة، وأعطى الروح القدس شركة إتحاد الشعوب في المسيح يسوع.

    هنا الشظاظ من النحاس لأنه على الغطاء وليس من الذهب كما في شقق الخيمة ذاتها، فإن الذهب يُشير للمجد السماوي، يكون في الداخل، عميقًا في النفس، أما النحاس فيُشير إلى الجهاد.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالإثنين 05 سبتمبر 2011, 12:13 pm

    تفسير سفر الخروج 27
    1. المذبح النحاسي:
    إن كنا قد تحدثنا عن المقدسات الداخلية في المسكن، سواء الخاصة بقدس الأقداس (تابوت العهد) أو القدس (مائدة خبز الوجوه والمنارة ومذبح البخور)، فإنه لا عبور إلى المقدسات إلاَّ خلال المذبح النحاسي والمرحضة. المذبح النحاسي إنما يعني سفك دم الحيوانات وتقديمها ذبائح للرب.

    يقارن سفر العبرانيين بين المذبح النحاسي الدائم الإتقاد بالنار ليلتهم ذبائح يومية بلا إنقطاع وبين صليب السيد المسيح الذي حمل ذبيحة واحدة في آخر الأزمنة.

    بالنسبة للمذبح النحاسي يقول الرسول أن رئيس الكهنة يدخل قدس الأقداس مرة واحدة في السنة، لكن "ليس بلا دم يقدمه عن نفسه وعن جهالات شعبه" (عب 9: 7). دخوله كل عام مرة علامة عجز العمل، وتقديم الذبائح، أو دم الحيوانات، عن خطاياه وجهالات شعبه علامة ضعفه المستمر. أما السيد المسيح، رئيس الكهنة الأعظم، فقد دخل لا إلى رموز المقدسات السماوية أو ظلالها بل إلى السماء عينها، لكن "ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه، دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءًا أبديًا" (عب 9: 12). قدم دم نفسه على الصليب فقدم إمكانية على مستوى أبدي، دون تكرار العملية الصليب! فرئيس الكهنة الأول كان يتألم مرارًا بتقديم دم حيوانات كل عام، علامة العجز عن إبطال الخطية أما رئيس الكهنة الجديد فبدم نفسه أبطل الخطية ودخل بنا إلى المقدسات عينها. وكما يقول الرسول "لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقة بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا، ولا ليقدم نفسه مرارًا كثيرة كما يدخل رئيس الكهنة إلى الأقداس كل سنة بدم آخر، فإن ذاك كان يجب أن يتألم مراراً كثيرة منذ تأسيس العالم، ولكنه الآن قد أظهر مرة عند إنقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عب 9: 24-27).

    هذا عن رئيس الكهنة، أما الكهنة فكان عملهم اليومي "كل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مرارًا كثيرة تلك الذبائح عينها" (عب 10: 11)، ويرى الرسول في تكرار العمل يوميًا علامة عن عجز دم التيوس والعجول عن تطهير النفس بنزع الخطية (عب 10: 11) إنما تقدس إلى طهارة الجسد (9: 13)، أي حملت عملاً رمزيًا، حتى تقوم الذبيحة الواحدة القادرة على تطهير الضمائر (9: 14).

    مادة المذبح وأبعاده:
    يصنع المذبح من خشب السنط [1] بكونه رمزًا للصليب شجرة الحياة. يُغشى بالنحاس [2] لا الذهب، إذ على الصليب يتقبل الابن ثمن الخطية التي ارتكبناها في ثبات كامل، كالنحاس الذي هو علامة الصبر والمثابرة.

    لا نجد للذهب أثرًا خارج المسكن، فإن الأمجاد السماوية تبقى في الداخل، لكننا نجد النحاس والفضة، النحاس [1-4، 6...] لكي نشارك السيد المسيح صبره وآلامه ومثابرته، إذ يظهر في سفر الرؤيا هكذا: "رجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون" (رؤ 1: 15). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). إذ نلبس السيد المسيح يكون لنا النحاس الذي به ندك كل الأتعاب والضيقات ونسير نحو السماء بمثابرة دون تراخٍ. أما وجود الفضة [10-11] فعلامة حاجتنا إلى كلمة الله كسند لنا في جهادنا ومثابرتنا.

    المذبح مغشى بالنحس، وجميع آنيته من النحاس، وشباكه من النحاس وحلقاته من النحاس والعصوان لحمله مغشيتان بالنحاس.

    طول النحاس خمسة أذرع وعرضه كذلك، وكأن الذبيحة مقدمة لأجل تقديس حواسنا الخمس، لكي نتهيآ للدخول إلى المقدسات الخفية.

    رقم خمسة أيضًا يذكرنا بالذبائح والتقدمات التي وردت في سفر اللاويين، عددها خمس، لأن جميعها إنما ترمز لذبيحة الصليب، الأمر الذي سبق لنا شرحه في مقدمة سفر اللاويين.

    ارتفاع المذبح النحاسي ثلاثة أذرع، وكأن المذبح لا يُشير إلى الصليب فحسب وإنما يحمل رمز القيامة (رقم 3)، فقوة الذبيحة أنها تدخل بنا إلى الصليب لكي تعبر بنا إلى القيامة، فتقوم أفكارنا وكلماتنا وأعمالنا (رقم 3)، أي نمارس سرّ رقم 3 بالدخول إلى الألم والدفن والقيامة، بهذا يرفعنا المذبح إلى ثلاثة أذرع.



    2. دار المسكن:
    سبق لنا وصفه في الأصحاح السابق حيث عرفنا أن طوله 100 ذراع وعرضه 50 ذراعًا، تقوم ستائره الكتانية على ألواح أو أعمدة. عشرون عمودًا من كل جانب من الجانبين، 10 أعمدة في المؤخرة، أما من جهة الشرق فيوجد ثلاثة أعمدة على اليمين وثلاثة أعمدة على اليسار وتقوم ستارة المدخل على أربعة أعمدة.

    يلاحظ في دار المسكن أنه لا وجود أيضًا للذهب، إنما تقوم الأعمدة على قواعد نحاسية، اما رززها وقضبانها فمن الفضة، لينطبق عليها ما قلناه عن المذبح النحاسي.

    الستائر جميعها (فيما عدا ستارة الباب) من الكتان المبروم فقط، تقوم على أعمدة طول كل منها خمس أذرع، وكأن الدار الخارجية أرادت أن تركز على الطهارة (الكتان) والنقاوة القائمة على أعمدة المثابرة الدائمة والمتكئة على كلمة الله (الفضة). أما طول العمود فيُشير إلى ضرورة النقاوة في كل الحواس الخمس.

    لم يكن ممكنا أن تكون ستارة الباب من الكتان وحده، بل من الأسمانجوني والأرجوان والقرمز مع الكتان، لأنه لا دخول إلى حياة الطهارة (الكتان) ولا قدرة على المثابرة (النحاس) ولا فهم لكلمة الله (الفضة) إلاَّ من خلال السيد المسيح الذي هو باب الحظيرة.

    هذه الستارة التي ترمز لحياتنا في المسيح، أو دخولنا الدار خلال المسيح تقوم على أربعة أعمدة، إذ تتم خلال جهادنا على الأرض في المسكونة (أربعة أركان المسكونة)، لكننا إن تطلعنا يمينًا أو يسارًا نرى ثلاثة أعمدة، كأننا ونحن ندخل بالمسيح هنا على الأرض إلى المسكن الإلهي الروحي يلزمنا أن ندخل بقوة قيامته.



    3. المنارة الذهبية:
    يؤكد مرة أخرى أن المنارة ليست لمجرد الإضاءة لكنها علامة عهد فيه نتقبل الإستنارة الإلهية، إذ يأمر باستخدام "زيت زيتون مرضوض نقي"، وأن يكون ذلك "فريضة دهرية" [21].
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالإثنين 05 سبتمبر 2011, 12:14 pm

    تفسير سفر الخروج 28
    1. تقريب هرون وبنيه كهنة [1].

    2. صنع ثياب كهنوتية [2-5].

    3. الرداء [6-14].

    4. الصدرة [15-29].

    5. الأوريم والتميم [30].

    6. الجبة [31-35].

    7. العمامة [36-38].

    8. قميص مخرّم (منسوج) [39].

    9. المنطقة والقلنسوة والسروال [40-43].



    1. تقريب هرون وبنيه كهنة:
    بعد أن أعلن الله لموسى النبي المسكن السماوي ليقيم له مثالاً هو خيمة الإجتماع، أمره ان يقرب هرون وبنيه كهنة له، فإن العبادة التي ترتبط ببيت الله هي عبادة مصالحة خلالها يظهر عمل السيد المسيح الكهنوتي في مصالحتنا مع الآب، وكما جاءت الخيمة في مجملها وتفاصيلها تشهد للسيد المسيح وعمله الرعوي معنا، فإن الكهنوت بكل تفاصيل ملابسه وطقس عبادته قد حمل صورة رائعة لذات الأمر.

    هذا هو مفهومنا للكهنوت اليهودي، إنه رمز لكهنوت السيد المسيح، الكاهن الأعظم وأسقف نفوسنا (1 بط 2: 25)، أما الكهنوت المسيحي فهو إختفاء العاملين في بيته الروحي في هذا الكاهن الأعظم، الذي وحده في حضن الآب قادر بدمه الطاهر أن يشفع فينا ليدخل بنا إلى هذا الحضن الإلهي.

    الكاهن المسيحي يعمل لحساب المسيح وباسمه وليس لحساب نفسه[366]. في هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يقوم الوكيل بإدارة أمور موكله حسنًا، دون أن ينسب لنفسه ما لموكله، بل على العكس ينسب ما لديه لسيده... أتُريد أن ترى مثالاً لوكلاء أمناء؟ إسمع ما يقوله القديس بطرس الرسول: "لماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟!" (أع 3: 12). وعند كرنيليوس أيضًا قال: "قم أنا أيضًا إنسان"... والقديس بولس الرسول لا يقل عنه أمانة في قوله: "أنا تعبت أكثر من جميعهم، ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي" (1 كو 15: 10). وعندما قاوم الرسول أولئك الأشخاص غير الأمناء، قال: "وأي شيء لك لم تأخذه؟!" (1 كو 4: 7) [367]].



    2. صنع ثياب كهنوتية:
    لا يمكن أن تفهم هذه الثياب الكهنوتية المقدسة إلاَّ من خلال ربنا يسوع المسيح، فإنها صنعت "للمجد والبهاء" [2]، ليس لمجد الكاهن وبهائه الشخصي، وإنما لمجد السيد المسيح الذي يتمثل الكاهن به، يحمل سماته، ويختفي داخله.

    سمع أحد الآباء عن نسك القديس باسيليوس أسقف قيصرية وتقشفه فذهب لزيارته، لكنه فوجئ به يلبس ثيابًا فاخرة أثناء التقديس. وإذ ظهر عليه علامات الدهشة إضطر القديس – بإرشاد إلهي – أن يكشف له حقيقة الأمر، أنه يلبس تحتها مسوحًا لكنه يرتدي الثياب الفاخرة من أجل بهاء كهنوت السيد المسيح نفسه!

    يقارن القديس يوحنا الذهبي الفم بين بهاء الكهنة في العهد القديم خلال ملابسهم المقدسة وبهاء كهنة العهد الجديد، فيقول: [الأمور الخاصة بعد ما قبل النعمة مرعبة ومخيفة للغاية... مثل الرمان والحجارة التي على الصدرية والأفود والمنطقة والقلانس (وصفيحة) قدس الأقداس... أما من يرغب في اختبار الأمور الخاصة بعهد النعمة فسيجدها قليلة لكنها مخيفة ومملؤة رهبة. أنك ترى (في عهد النعمة) الرب كفدية ملقى على المذبح والكاهن يقف مصليًا للذبيحة وكل المتعبدين يتلمسون ذاك الدم الثمين. إذن هل تتصور – أيها الكاهن – أنك لازلت بين البشر، وأنك مازلت على الأرض واقفًا؟! أنا إجتزت إلى السماء باستقامة، قاطعًا كل فكر جسداني بعيدًا عن الروح؟! ألست أنت الآن بروح مجردة عن الجسد وفي عقل نقي متأملاً الأمور السمائية؟! آه!! يا لها من أعجوبة!! يا لعظم حب الله للإنسان!! إن الجالس في الأعالي مع الآب يُحمل في تلك الساعة في أيدي الكل، ويعطي ذاته للراغبين في احتضانه ونواله!!... هل يمكنك أن تزدري بهذه الأمور أو تفتخر عليها؟![368]].

    ويرى القديس أثناسيوس الرسولي[369] أن هرون لبس ثيابًا كهنوتية ليعمل ككاهن، وكان هذا رمزًا لابن الله الذي لبس جسدًا حتى يخدم لحسابنا ككاهن يشفع فينا بدمه.



    3. الرداء (الأفود):
    هو الثوب الخارجي، يبدو انه كان قميصًا قصيرًا موصولا عند الكتفين فقط ومفتوحًا من الجانبين، مشدودًا بزنار مطرز متصل بالرداء نفسه [8].

    والعجيب أن الراداء كما الزنار مصنوعان من نفس مواد الخيمة، أي من الكتان المبروم والأسمانجوني والأرجوان والقرمز مضافًا إليه مادة الذهب التي وجدت بكثرة في الخيمة. وكأن العمل الكهنوتي مرتبط بالكنيسة، يقدم صورة حية لسمات السيد المسيح نفسه، أي النقاوة (الكتان) والحياة السماوية (الأسمانجوني والذهب) والفكر الملكوكي (الأرجوان) والتقديس بدم الكريم (القرمز).

    كلما أدرك الآباء هذه الحقيقة إرتعبوا وشعروا بخطورة سقوط كاهن ما في خطية، أقتبس هنا بعض كلماتهم:

    * إنه بالحقيقة لا يوجد في العالم وحش كهذا وقاسٍ نظير ذلك الكاهن القبيح السيرة الذي لا يشاء الإصلاح!
    * ان شرف الكهنوت عظيم، لكن إن أخطأ الكهنة فهلاكهم فظيع.
    * لا يخلص الكاهن لأجل شرفه، إنما إن سلك بما يليق بشرفه.
    القديس إيرونيموس[370]

    * الله لا يُهان من أحد بقدر ما يُهان من أولئك المتلألئين بشرف الكهنوت إذ أخطأوا، لأن خطية الكاهن تزداد رداءة وثقلاً بسبب نكران الجميل الذي يبديه ضد الله المنعم عليه برفعة هذا مقدار سموها.
    * كيف لا يلزم أن تلمع بأشعة القداسة أكثر من الشمس، يد الكاهن التي تلمس جسد الرب، وذلك الفم الذي يمتلئ نارًا سمائية، وذاك اللسان الذي يصطبغ بدم المسيح؟!
    القديس يوحنا الذهبي الفم[371]

    * الكاهن الذي يخدم المذبح الإلهي يلزمه قبل كل شيء أن يكون مزينًا بالطهارة.
    العلامة أوريجانوس[372]

    نعود إلى رداء رئيس الكهنة لنجد حجري الجزع موضوعين على كتفي الرداء، وقد نقش عليهما أسماء أسباط بني إسرائيل، وكأن رئيس الكهنة – كرمز للسيد المسيح – وقد وضع على كتفيه كل احتياجات شعبه؛ كل نفس تطلب منه! إنه أب يلتزم بالمسئولية عن أولاده. للقديس يوحنا الذهبي الفم أحاديث ممتعة وعملية عن هذه الأبوة الملزمة، جاءت ثمرة خبرة رعاية أمينة لسنوات طويلة[373].

    الكاهن – مهما كانت شخصيته ومهما بلغت قدراته – لا يقدر أن يحمل أثقال شعبه على كتفيه، لهذا إذ يضع أسماءهم على كتفيه كجزء من الطقس التعبدي، إنما يدخل بها الثقل ليلقيه على كتفي المسيح شخصيًا. لهذا في كل قداس إلهي يصرخ الكاهن في قلبه أكثر من مرة، قائلاً: "أقبل هذه الذبيحة عن خطاياى وجهلات شعبك"، وكأنه يلقي بأثقال نفسه وأثقال شعبه على السيد الذي وحده يقدر أن يحتمل ويعين!



    4. الصدرة:
    قطعة مربعة من القماش عينه كالرداء [15]، مثنية إلى الخلف عند الطرف الأسفل ليكون سمكها مضاعفًا [16]. ترصع بأثنى عشر جدرًا كريمًا، ثلاثة حجارة في كل صف، وينقش على كل حجر إسم من أسباط بني إسرائيل، وكانت زاويتاها العلويتان مرتبطتين بالرداء بسلاسل ذهبية، ولم تكن الصدرة تنزع عن الرداء [28]، أما زاويتاها السفليتان فتربط به خلال الزنار. وكانت الحلقات وبقية أدوادت ربطها مصنوعة من ذهب أو تطريز وسميت "تذكارًا" [12، 29]، لأنها بهذا الوضع تكون الحجارة على صدر رئيس الكهنة أي في قلبه لا يقدر أن ينسى أحدًا منهم. إن كان حجرًا الجزع يشيران إلى المسئولية والتزامه باحتياجاتهم فالصدرة تُشير إلى حمله لهم في أحشائه الداخلية كقول الرسول بولس عن أنسيموس: "الذي هو أحشائي" (في 12).

    وسميت أيضًا تذكارًا، لأنه كما ارتدى الكاهن هذه الملابس تذكر التزامه بالصلاة عن كل شعبه. إن كان السيد المسيح هو رئيس الكهنة والشفيع الدائم لشعبه (عب 7: 25) لدى الآب خلال دمه، فإن الكاهن وقد اختفى في السيد المسيح يدعى "برسفيتيروس" أي "شفيع" عمله الرئيسي الصلاة الدائمة عن أخوته وأولاده الروحيين. في هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الكاهن بما أنه نائب الله، فيلزمه أن يهتم بسائر البشر، لكونه أب للعالم كله[374]]. كما يقول القديس ايروينموس: [المخلص بكى على أورشليم لأن سكانها لم يتوبوا (لو 19: 41)... وإرميا أيضًا ندب شعبه غير التائب قائلاً: "ياليت رأسي ماءً وعينيّ ينبوع دموع فأبكي نهارًا وليلاً قتلى بنت شعبي" (إر 9: 1)، معللاً سبب حزنه، قائلاً: "لا تبكوا ميتًا ولا تندبوه. إبكوا إبكوا من يمضي لأنه لا يرجع بعد" (إر 22: 10)... إذن فحرى بنا أن نبكي من أجل هؤلاء الذين بسبب جرائمهم وخطاياهم عزلوا أنفسهم عن الكنيسة... وفي هذا المعنى يدعو النبي خدام الكنيسة ملقبًا إياهم "اسوارًا وأبراجًا"، قائلاً لكل منهم: "يا سور... إبكي الدمع كالنهر" (مرا 2: 18)... فبدموعك تلين قلوب الخطاة حتى يبكواهم أيضًا[375]].

    وفي العهد الجديد يلبس رئيس الكهنة صدرة، يرسم عليها الاثنا عشر تلميذًا في صفين عمودين، حتى يتشبه بالرسل والتلاميذ متذكرًا ضرورة ذكر شعبه بدموع، حاملاً إياهم في أحشائه.



    5. الأوريم والتميم:
    المعنى الحرفي للكلمتين هو "الأنوار والكمالات"، وقد رأى البعض أنهما شيئان صغيران (ربما حجران كريمان) يوضعان في الصدرة [30] لكي يعرف رئيس الكهنة إرادة الله في الأمور الهامة الكهنوتية والقومية. ويرجح البعض أن الكلمتين تشيران إلى أن نور الإرشاد وكماله يأتي من قبل الله، وأن هذا يتم خلال الاثنى عشر حجرًا المرصعة في الصدرة، لأنه حيث تذكر الحجارة لا يذكر الأوريم والتميم وأيضًا حيث يذكر الأوريم والتميم لا تذكر الحجارة (خر 29: 10، لا 8: Cool.

    يقول علماء اليهود أن الله كان يحدث الشعب بواسطة الأوريم والتميم في الخيمة، أما بعد بناء هيكل سليمان فصار يحدثهم بواسطة الأنبياء.

    على أي الأحوال فإن "الأوريم والتميم" يؤكدان في حياة الكاهن ألاَّ يعتمد في خدمته على الأذرع البشرية والمشورات البشرية، لكنه يلجأ أولاً إلى المذبح، حيث ينسكب امام الله طالبًا نوره الإلهي يشرق في قلبه ويكمل كل ضعف فيه. فالتزامات الكاهن الكثيرة والخطيرة والمتشابكة، إذ يقوم بإرشاد الناس في أثمن ما لديهم – خلاص نفوسهم – وتعامله مع أنواع مختلفة من الناس، تحت ظروف متباينة، هذا الأمر الذي يجعله محتاجًا أن يكون على صلة مستمرة بالله مرشده حتى لا تهلك نفس بسبب جهله أو عجزه عن القيام بالعمل. وقد تحدث القديس يوحنا الذهبي الفم عن مسئولية الكاهن أو الراعي عن كل فشل يلحق بالخدمة أو خسارة تلحق بنفس ما بسبب عدم حكمته، ولا يقدر أن يقدم عذرًا، فشاول الملك لم يُقبل على الكرسي من ذاته وإذ تصرف في المملكة بغير حكمة لا يقدر أن يعتذر بأن صموئيل النبي رسمه دون وجود رغبة داخلية فيه لهذا؛ ولم يستطع عالي الكاهن أن يعتذر عن خطأ ابنيه بأنه ورث الكهنوت بغير إرادته، وموسى الطوباوي نفسه بالرغم من كل محاولاته للإفلات من العمل القيادي عندما أخطأ عند ماء مريبة لم تكن لمحاولاته هذه أن تشفع له، ولم يقدر يهوذا أن يخلص بالرغم من أن الرب هو الذي اختاره للرسولية... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لهذا يليق بالكاهن أن يكون حكيمًا يطلب المشورة الإلهية على الدوام حتى لا يسقط تحت الدينونة[376].



    6. الجبة:
    مصنوعة كلها من الأسمانجوني، يلبسها تحت الرداء مباشرة، وكأنها تُشير إلى طبيعة الكاهن، الداخلية، التي هي الفكر السماوي. يحمل السماء ليس مادة للوعظ أو الحديثت لكنها تملأ قلبه في الداخل وتشغل كل أفكاره. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يليق بمن يقوم بدور قيادي أن يكون أكثر بهاءّا من أي كوكب منير، فتكون حياته بلا عيب، يتطلع إليه الكل، ويقتدون بسلوكه[377]].

    ربما كانت الجبة تصل تحت الركبتين بقليل، وكانت بدون أكمام ومفتوحة فقط من أعلى، ولعلها كانت منسوجة بدون خياطة [32].

    كان بهدب الرداء رمانات من نسيج ذات ألوان بديعة يتخللها اجراس ذهبية [33-34]. تُشير الرمانات إلى ضرورة وجود الثمر في حياة الكاهن. فيظهر الكاهن مثمرًا في كلمات الوعظ العميقة، وفي صمته، وفي مناقشاته، وفي إرشاداته، وفي سلوكه مع كل أحد! وتُشير الأجراس إلى إعلان صوت الكرازة بالإنجيل أينما تحرك، منذرًا الكل بالتوبة من أجل ملكوت السموات.

    يرى القديس يوستين أن عدد الأجراس اثنا عشر، إشارة إلى الاثنى عشر تلميذًا الذين اعتمدوا على قوة السيد المسيح الكاهن الأبدي، فبلغت أصواتهم إلى أقاصي الأرض بمجد الله ونشر كلمته ويرى العلامة أوريجانوس أن [هذه الأجراس يلزم أن تدق على الدوام رمزًا لعدم سكوت الكاهن عن التحدث عن الأزمنة الأخيرة ونهاية العالم[378]].



    7. الصفيحة الذهبية:
    ينقش على هذه الصفيحة "قدس للرب"، توضع على العمامة. ما هذه الصفيحة الذهية إلاَّ الإعلان عن السيد المسيح، الذي هو البكر الذي تقبله الآب نيابة عنا. لقد قدس السيد حياته للآب بإسمنا، لكي نصير أيضًا مقدسين فيه، إذ يقول "من أجلهم أقدس ذاتي لكي يكونوا هم أيضًا مقديسن في الحق".

    يدخل الكاهن إلى الهيكل، العرش الإلهي، ليس عن برّ فيه ولا من أجل جهاده الذاتي، وإنما مختفيًا في ذاك الذي هو موضع سرور الآب. المسيا سرّ تقديسه. لهذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [حين تنظر الكاهن مقدم الذبيحة، تأمل يدّ السيد المسيح ممتدة بنوع غير ملحوظ[379]]. كما يقول القديس لأمبروسيوس: [آمن إذن أن الرب يسوع هو الحاضر أثناء صلوت الكاهن... لأنه إن كان قد قال "إن اجتمع اثنان أو ثلاثة بإسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20) فكم بالأكثر يهبنا حضوره عندما تجتمع الكنيسة وتتم الأسرار[380]؟!].



    8. العمامة:
    غايتها أن توضع عليها الصفيحة الذهبية السابقة، وكأن التاج الذي ينعم به الكاهن ويكلل به هو حمله للسيد المسيح نفسه، قدس الرب.

    يقابل هذه العمامة التاج الذي يلبسه الأسقف، وهو غير معروف أصلاً في الكنيسة القبطية، لكنه أخذ عن الطقس البيزنطي.



    9. القميص المخرّم (المنسوج):
    يصنع من الكتان الأبيض، يلبسه تحت الجبة الزرقاء فلا يظهر إلاَّ على الذراعين وما بعد الجبة تحت القدمين. إم كانت الجبة الزرقاء تُشير إلى القلب السماوي الداخلي، فإن القميص الكتاني المنسوج يُشير إلى الحياة الطاهرة النقية الملائكية، التي تعمل في الداخل لكنها تظهر على الذراعين، أي تنعكس على التصرفات الخارجية، كما تظهر من تحت الحقوين حتى القدمين، وكأن الطهارة أيضًا تغطي كل مسلك الإنسان (القدمين)، أينما سار يسلك بنقاوة!



    10. المنطقة والقلنسوة والسروال:
    عند تقديم الذبيحة يلبس رئيس الكهنة المنطقة، وهي حزام من القماش للتمنطق وشدّ الوسط أثناء الخدمة، إشارة إلى ضرورة تيقظ الراعي (لو 22: 25، أف 6: 14، 1 بط 1: 13)، وقد سبق الحديث عن "التمنطق" أثناء أكل خروف الفصح.

    التمنطق هو عمل العبيد الذين يخدمون سادتهم، وكأن الكاهن في خدمته يشعر أنه خادم لأولاد سيده وليس رئيسًا أو متسلطًا.

    والتمنطق يُشير إلى عمل الجندية فالكاهن كجندي صالح يُجاهد روحيًا في جيش الخلاص.

    التمنطق هو عمل المسافرين، إستعدادًا للرحيل. فيشعر الكاهن أنه غريب على الأرض، لا يطلب ما للأرضيات بل ما للسمويات.

    وفي سفر الرؤيا رأينا الشعب يمثل المنطقة الذهبية المحيطة بصدر السيد المسيح (رؤ 1: 13) لكي يقتات على ثدييه أي العهدين الجديد والقديم. وهكذا يحمل الكاهن شعبه حول صدره ويقدم كل حياته في المسيح يسوع لشعبه.

    أما السراويل فيعلن الله نفسه أنها لسترة الكاهن... لهذا يقول القديس أمبروسيوس: [لا يزال بعضنا يُلاحظ هذا، لكن الغالبية يفسرونه بطريقة روحية، ويفترضون أنها قليت لكي يراعي الكهنة الإحتشام ويحتفظون بالطهارة[381]].

    فالسروال يُشير إلى احتشام الكاهن من جهة ملبسه فقط، لكنه يلزم أن يكون محتشمًا (1 تي 3) في كل تصرفاته وكلماته. وفيما يلي مقتطفين من أقوال الآباء عن هذا الأمر:

    * ينبغي ألاَّ يكون صوت الكاهن مترهلاً خافتًا أو "سيداتي" في نغمته، كما اعتاد الكثيرون.
    القديس أمبروسيوس[382]

    * إن ساعة واحدة من الخلاعة جعلت نوحًا يتعرى بعد ما إستتر ستين عامًا بوقار.
    القديس ايروينموس[383]
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 06 سبتمبر 2011, 12:32 pm

    تفسير سفر الخروج 29

    تقديس الكهنة

    كلمة تقديس معناها إنفصال عن الخطية إلى الله القدوس (لا26:20). والتقديس له جانبين الأول هو عمل الله والثاني هو دور البشر أن يمتنعوا عن الخطية. وعمل الله في التقديس ينسب للآب وينسب للابن وينسب للروح القدس. فبالنسبة للآب يقول يهوذا (يه1) المقدَّسين في الله الآب وبالنسبة للابن فهو قدس شعبه بدمه المقدسين في المسيح يسوع (1كو3:1). والروح القدس يقَّدَّس بتبكيته وبمعونته في تقديس الروح للطاعة (1بط3:1) أما عمل البشر فهو الجهاد حتى الدم للامتناع عن كل خطية.

    وكان تقديس هرون وبنيه لوظائف الكهنوت يتم عن طريق 5 رموز

    1- الغسل للتطهير (4) 2- الكساء بملابس كهنوتية (5-9)

    3- المسحة لإعطائهم نعمة إلهية (7) 4- الذبيحة للكفارة والشكر (10-21)

    5- ملء اليد (22-28) لإعطائهم سلطة ولتكريسهم.

    وكان هذا يتم بعد أن اختارهم الرب (عب1:5) ويقدمون إلى باب الخيمة أي يقدمون للرب وإلى حضرته المقدسة في تكريس كامل.

    وهنا يدعو الله هرون وبنيه للعمل الكهنوتي ويحدد لهم الثياب التي يلبسونها فيدركوا أن الله هو الذي دعاهم وسترهم بنفسه وأن القوة سرها في الله وليس منهم. ثم نجد طقساً طويلاً خاصاً بتقديسهم وتقديس ثيابهم الكهنوتية وتقديس المذبح الذي يخدمونه. وكأن الثلاثة يمثلون وحدة واحدة، فلا تقديس للكهنة ما لم يلبسوا السيد المسيح نفسه (الثياب المقدسة) ويحملوا سماته فيهم ويخدموا المذبح المقدس (الصليب).

    واختيار الكهنة وتقديسهم كان إشارة إلى اختيار الابن الوحيد القدوس الذي قدس ذاته لهذا العمل الخلاصي "من أجلهم أقدس ذاتي " ليس بمعنى أن يحمل قداسة جديدة، إنما قد قدم وخصص وكرس حياته المقدسة، أي تقديم نفسه ذبيحة ليقدسنا. وكما يرتدي الكهنة ملابسهم للعمل هكذا إرتدى الابن جسد بشريتنا ليقوم بعمله.

    وكان الرب قد قال لموسى عن الشعب "وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة" (خر6:19). ومع هذا لم يترك الله الكهنوت لكل أفراد شعبه بل لمجموعة مختارة يتم تكريسها بالكامل لحساب الله ولخدمة مذبحه. ولو كان الكهنوت شيئا عاماً لكل إنسان لكان انتهى أمره فالعمل الذي يقوم به أي إنسان سرعان ما سوف يهمله كل إنسان. وتفهم كلمة مملكة كهنة أن الله يريدهم ان يكونوا مملكة لهم ملك يملك عليهم وكهنة يخدمون مذبحه نيابة عنهم. وفي العهد الجديد نفس الكلام تماماً فكثيرين يسيئون فهم قول بطرس الرسول وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي" وبالتالي يتصوَّرون الكهنوت هو حق للجميع. ولكن يجب أن نفهم أن هناك كهنوت عام لكل المسيحيين وهذا يشمل تقديم ذبائح روحية وذبائح تسبيح بل أن يقدم المسيحي نفسه ذبيحة حية وهناك كهنوت خاص فيه ينتخب الكهنة لخدمة المذبح وخدمة أسرار الكنيسة.

    وطقس التكريس هنا طقس طويل حتى يشعر الكاهن بعظم المسئولية الملقاة على عاتقه ويشعر الشعب أن هذا العمل مكلف به هؤلاء الكهنة فقط فلا يفكروا في الاعتداء على هذه الوظيفة وهذا الطقس يعطي شعوراً للجميع أن هؤلاء الكهنة مختارين من الله نفسه (عب4:5،5) وكلمة تكريس أو تقديس الكاهن في العبرية يناظرها تملأ يد (آية9) وبالتالي يكون كبش الملء هو كبش التقديس والتكريس. وهناك احتمال بأن الكلمة أصلها وضع أجزاء من الذبيحة وترديدها في يد الكاهن. ولكن تعبير ملء اليد يعني ما هو أكثر من هذا:-

    1. فالكهنة أيديهم مملوءة فلا داعي للاهتمام بالتفاهات الأرضية مشغولين فقط بخدمته.

    2. الله يملأهم روحياً ليشبعوا الآخرين. ولا يجب أن يأتي إليهم أحد ويجدهم فارغين.

    وهم لن يستطيعوا أن يملأوا قلوب الناس إن لم يملأ الله أياديهم[1] فهم يأخذون من ملئه.



    الآيات (1-3): "وهذا ما تصنعه لهم لتقديسهم ليكهنوا لي خذ ثوراً واحداً ابن بقر وكبشين صحيحين. وخبز فطير وأقراص فطير ملتوتة بزيت ورقاق فطير مدهونة بزيت من دقيق حنطة تصنعها. وتجعلها في سلة واحدة وتقدمها في السلة مع الثور والكبشين."

    موسى هو الذي يقوم بطقس التكريس وهو يقوم بهذا بدعوة إلهية. فالله دعاه وكرّسه ولكن لم يكرسه إنسان. ثم يقوم موسى بتكريس هرون وبنيه وبعد هرون يقوم الكهنة بتكريس أحدهم ولكن البداية من الله لموسى ثم من موسى لهرون وهكذا. وهذا ما حدث بالنسبة للكنيسة فقد نفخ المسيح في وجه تلاميذه وأرسلهم مملوئين وهم وضعوا الأيادي على آخرين وهكذا حتى اليوم. ولأن موسى كان مختاراً من الرب للقيام بعمل الكهنوت كان له نصيب الكاهن (26:29).



    الآيات (1-9): "وتقدم هرون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء. وتأخذ الثياب وتلبس هرون القميص وجبة الرداء والرداء والصدرة وتشده بزنار الرداء. وتضع العمامة على رأسه وتجعل الإكليل المقدس على العمامة. وتأخذ دهن المسحة وتسكبه على رأسه وتمسحه.وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة. وتنطقهم بمناطق هرون وبنيه وتشد لهم قلانس فيكون لهم كهنوت فريضة أبدية وتملأ يد هرون وأيدي بنيه."

    الغسل بالماء ولبس الملابس ودهن المسحة:

    (آية4) إلى باب خيمة الاجتماع= خيمة الاجتماع هي المكان الذي يجتمع الله فيه مع شعبه. وهناك يجتمع الشعب والله مسرور بوجوده في وسطهم. ولذلك فباب خيمة الاجتماع هو المكان المناسب لتكريس الوسيط بين الله وشعبه، أي رئيس الكهنة هرون. وتغسلهم= في طقس التكريس كان الكهنة يغسلون كلية من رأسهم لأرجلهم، كل الجسد (رمز المعمودية). أما بعد ذلك فطول فترة خدمتهم يغسلون أيديهم وأرجلهم فقط (رمزاً للتوبة) (خر9:30 + يو10:13) وغسل الكهنة ضروري ليعرفوا أن من يحمل أواني الله يجب أن يكون طاهراً. وعلى الكهنة أن يعرفوا دائماً ويشعروا دائماً أنهم محتاجين للغسيل كما يُصَّلى في القداس الكاهن ويقول "إعط يا رب أن تكون مقبولة أمامك ذبيحتنا عن خطاياي وجهالات شعبك". والكاهن يحتاج للغسيل أما المسيح فقد اعتمد وهو غير المحتاج ليكمل كل بر، إغتسل إعلاناً لطهارته. وليتمم لنا طريق التبرير.



    الآيات (5،6): إرتداء الملابس جزء من طقس تقديس الكهنة. وما أن يرتدي رئيس الكهنة ملابسه يصير ممثلاً للسيد المسيح. ولذلك يسميها للمجد والبهاء. فكان الغسيل هو للتطهير من الخطايا ولكن هذا لا يكفي بل عليهم وضع رداء للبر ويرتدوا لباس نعمة الروح (مز9:132).



    آية (7): طالما لبس رئيس الكهنة ملابسه وصار ممثلاً للمسيح يسكب الدهن على رأسه. كما حل الروح القدس على المسيح. وهذا تم قبل تقديم أي ذبيحة إشارة إلى حلول الروح القدس علي السيد المسيح حلولاً أقنومياً منذ الأزل وإشارة لحلول الروح القدس عليه بعد خروجه من الماء قبل أن يُقدَّم نفسه ذبيحة. أما الكهنة العاديين فكان ينضح عليهم من دهن المسحة بعد تقديم الذبيحة ومسحهم بالدم أولاً. فبالنسبة لرئيس الكهنة يسبق الحلول الذبيحة وبالنسبة للكهنة تسبق الذبيحة المسح بالدهن. فالمسيحي لا يمكن أن يحصل على الروح القدس إلا باستحقاقات دم المسيح ومن المؤكد فما يحصل عليه رئيس الكهنة أكثر من الكهنة فهو رمز للمسيح (مز7:45 + عب9:1) ولاحظ "عبارة أكثر من رفقائك" والكهنة العاديين لم يقال عنهم أن الدهن سُكِب على رؤوسهم بل ملابسهم. فالدهن يسكب على رأس رئيس الكهنة كما حل الروح القدس على المسيح بعد عماده والمسيح رأس الكنيسة. وكان هذا الحلول لحساب الكنيسة حتى يسيل الدهن على لحيته أي شعبه (شعب المسيح) (مز2:133).



    الآيات (10-14): "وتقدم الثور إلى قدام خيمة الاجتماع فيضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الثور. فتذبح الثور أمام الرب عند باب خيمة الاجتماع. وتأخذ من دم الثور وتجعله على قرون المذبح بإصبعك وسائر الدم تصبه إلى اسفل المذبح. وتأخذ كل الشحم الذي يغشي الجوف وزيادة الكبد والكليتين والشحم الذي عليهما وتوقدها على المذبح. وأما لحم الثور وجلده وفرثه فتحرقها بنار خارج المحلة هو ذبيحة خطية."



    ذبيحة الخطية:

    تفاصيل الذبائح في سفر اللاويين ونجد فيما يلي مجرد بعض ملحوظات.

    1. هذه الذبيحة تعبِّر عن المسيح وقد حمل خطايانا لهذا يضع هرون وبنيه أيديهم على رأس الثور. ولا نسمع أنها للرضى والمسَّرة فهي تشير إلى ثقل ومرارة ما حمله المسيح عنا ولهذا صرخ المسيح "نفسي حزينة حتى الموت".

    2. يأخذ من دم الثور ويجعله على قرون المذبح بإصبعه. والمعنى أن الدم هو الذي يعطي القوة للمذبح. وسائر الدم يصبه إلى أسفل المذبح بمعنى مؤسس على الدم.

    3. حرق لحم الثور وجلده خارج المحلة يشير لتألم المسيح خارج المحلة حتى يخرج الكهنة معه حاملين عاره في خدمتهم لشعبه.

    4. هذه الذبيحة هي للتكفير عنهم (أي تغطيتهم). فالكهنة حتى يقدموا ذبائح للتكفير عن الشعب كان يلزمهم أن يقدموا ذبائح للتكفير عن أنفسهم (عب27:7،28). وكان الكهنة يأكلون من لحم ذبائح الخطية التي يقدمها الشعب عن أنفسهم والمعنى أنه كأن الكاهن يرمز للمسيح الذي يزيل خطايا مقدم الذبيحة. ولكن الذبائح المقدمة عن الكهنة تأكلها النار كلها إشارة للإله المنتظر أن يأتي من السماء ليحمل خطايا الجميع.



    الآيات (15-18): "وتأخذ الكبش الواحد فيضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الكبش. فتذبح الكبش وتأخذ دمه وترشه على المذبح من كل ناحية. وتقطع الكبش إلى قطعه وتغسل جوفه وأكارعه وتجعلها على قطعه وعلى رأسه. وتوقد كل الكبش على المذبح هو محرقة للرب رائحة سرور وقود هو للرب."



    ذبيحة المُحْرَقَة:

    هذه الذبيحة تقدم جانباً آخر للصليب، فإن كانت الأولى تحمل ثقل خطايانا فهذه لا علاقة لها بالخطية بل هي تعلن طاعة المسيح للآب حتى الصليب، طاعة إرادية غير إضطرارية وحين يضع هرون وبنيه أياديهم على راس الذبيحة يصيروا واحداً معها. فيحملوا روح الطاعة الكاملة التي للمسيح فيهم. فكما يشتم الآب رائحة طاعة المسيح رائحة سرور هكذا يشتم رائحة الكهنة وكهنوتهم رائحة سرور ورضا (راجع يو38:6 + في8:2). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وذبيحة المحرقة تغسل قطعها وترتب على المذبح إعلاناً عن قداسة المسيح ونقاوته خارجياً وداخلياً وهكذا ينبغي أن يكون الكهنة. ونلاحظ اختلاف الكلمة المستخدمة لحرق أنواع الذبائح فمع ذبيحة الخطية تستعمل كلمة يحرق وأيضاً مع البقرة الحمراء. أما كلمة يوقد التي تستعمل أيضاً مع البخور فتستعمل مع ذبائح المحرقة وأجزاء من ذبيحة السلامة ومن ذبيحة الخطية فهي إشارة لسرور الرب بالطاعة الكاملة للمسيح.



    الآيات (19-35): "وتأخذ الكبش الثاني فيضع هرون وبنوه أيديهم على رأس الكبش. فتذبح الكبش وتأخذ من دمه وتجعل على شحمة إذن هرون وعلى شحم آذان بنيه اليمنى وعلى أباهم أيديهم اليمنى وعلى أباهم أرجلهم اليمنى وترش الدم على المذبح من كل ناحية. وتأخذ من الدم الذي على المذبح ومن دهن المسحة وتنضح على هرون وثيابه وعلى بنيه وثياب بنيه معه فيتقدس هو وثيابه وبنوه وثياب بنيه معه. ثم تأخذ من الكبش الشحم والإلية والشحم الذي يغشي الجوف وزيادة الكبد والكليتين والشحم الذي عليهما والساق اليمنى فانه كبش ملء. ورغيفاً واحداً من الخبز وقرصاً واحداً من الخبز بزيت ورقاقة واحدة من سلة الفطير التي أمام الرب. وتضع الجميع في يدي هرون وفي أيدي بنيه وترددها ترديداً أمام الرب. ثم تأخذها من أيديهم وتوقدها على المذبح فوق المحرقة رائحة سرور أمام الرب وقود هو للرب. ثم تأخذ القص من كبش الملء الذي لهرون وتردده ترديداً أمام الرب فيكون لك نصيباً. وتقدس قص الترديد وساق الرفيعة الذي ردد والذي رفع من كبش الملء مما لهرون ولبنيه. فيكونان لهرون وبنيه فريضة أبدية من بني إسرائيل لأنهما رفيعة ويكونان رفيعة من بني إسرائيل من ذبائح سلامتهم رفيعتهم للرب. والثياب المقدسة التي لهرون تكون لبنيه بعده ليمسحوا فيها ولتملأ فيها أيديهم. سبعة أيام يلبسها الكاهن الذي هو عوض عنه من بنيه الذي يدخل خيمة الاجتماع ليخدم في القدس. وأما كبش الملء فتأخذه وتطبخ لحمه في مكان مقدس. فيأكل هرون وبنوه لحم الكبش والخبز الذي في السلة عند باب خيمة الاجتماع. يأكلها الذين كفر بها عنهم لملء أيديهم لتقديسهم وأما الأجنبي فلا يأكل لأنها مقدسة. وأن بقي شيء من لحم الملء أو من الخبز إلى الصباح تحرق الباقي بالنار لا يؤكل لأنه مقدس. وتصنع لهرون وبنيه هكذا بحسب كل ما أمرتك سبعة أيام تملأ أيديهم."



    شريعة الملء (كبش الملء)

    ذبيحة كبش الملء هي ذبيحة سلامة ولكن بشكل خاص أي لها بعض الفروق عن ذبيحة السلامة العادية. وذبيحة السلامة هي شركة مع الله ومع الآخرين. هنا نجد صورة حية للتقديس فبعد ما يضع هرون وبنيه أياديهم على رأس الكبش، أي يعلنون إتحادهم معه وكأنهم يعلنون طاعتهم الكاملة لله ورفضهم الكامل للخطية حتى لو وصلت الطاعة لسفك الدم مثل هذه الذبيحة التي يرش دمها على أجسادهم وثيابهم لتطهيرهم وتقديسهم بالكلية فتكون حياتهم وأعمالهم كلها للرب ويأخذ موسى من الدم ويجعله على شحم أذانهم اليمني وأباهم أيديهم اليمني وأباهم أرجلهم اليمني. وكأن أذانهم وأياديهم وأرجلهم قد تقدمت وتكرست في طاعة كاملة لخدمة الله تماماً. كل كلمة يسمعها الكاهن (بل أن الاذن تعبير عن كل الحواس الخمس) وكل حركة وكل عمل (أرجل وأيدي) إنما يكون لحساب موكله. لقد تقدس له بالكامل لذلك فإن هذه الذبيحة التي للتقديس هي "رائحة سرور أمام الرب" ويجب أن نعرف أن هذا لم يحدث بالكامل سوى في المسيح.



    مسح الثياب المقدسة (21)

    في ذبيحة المحرقة رأينا الدم كله لله والذبيحة كلها لله وهذا يعني أن الله هو الذي له مجد كهنوتهم. وفي هذه الذبيحة نجد مفهوم الشركة بين الله وبينهم ففي آية (20) نجد الدم يرش على المذبح وفي (21) نجد جزء من الدم يرش على ثياب الكهنة بل وعلى الكهنة مع الزيت وبهذا يفهم الكهنة أنهم تقدسوا من رأسهم حتى أخمص قدميهم لحساب الرب. والدم والزيت معاً إشارة لدم المسيح الذي يقدس ولنعم الروح القدس التي سيحصلون عليها. ومفهوم الشركة مع الله نجده في لحم الذبيحة فجزء من اللحم للمذبح وجزء للكهنة يأكلونه.



    ملء أيدي الكهنة والترديد

    إذ تقدست أيدي الكهنة يضع فيها الأجزاء المقدسة من كبش الملء ويقومون بالترديد أي تقديمها للرب، وكأنها أول ذبيحة تمتد يدهم التي تقدست لتقديمها أمام الرب والترديد يكون برفع الذبيحة لأعلى أي إلى الله ثم يحركها للأمام ثم إلى الخلف. وتحريكها للأمام أي أن هذه الأجزاء هي مِلْكٌ لك يا رب ثم للخلف تعني وأعطيتها لنا وكان موسى ينقل لهم النعمة ويسلمها لهم بأن يرفع أياديهم ويرددها حتى يستطيعوا هم أن يرفعوا أيدي الشعب ويرددوها.

    وكان يُعَبَّر عن الكهنوت أو التعيين أو التكريس في الكهنوت بملء اليد (قض12:17 + 1مل33:13) وكان التقديس يعتبر ملئاً لليد لأن الشخص يتسلم به نعمة الكهنوت وسلطانه وحقوقه. واليد هنا تعبر عن الشخص نفسه فاليد هي التي تقبل المنح والعطايا لذلك نرفع أيدينا في الصلاة منتظرين النعم. فالملء هو ملء من نعمة الكهنوت وسلطانه وحقوقه. وكان بعض الشعوب تستخدم هذا التعبير في تنصيب ملوكها حين يعطى الملك صولجانه والكنيسة تعطى الإنجيل والحية للأسقف. أما كهنة اليهود فكانوا يأخذون من قطع لحم الذبيحة إشارة للكهنوت المسيحي الذي يشترك فيه الكاهن مع الشعب في ذبيحة الإفخارستيا. وحيث أن قطعة لحم ذبيحة الخطية التي يأكلها الكاهن هي قطعة من الذبيحة التي حملت خطايا الخاطئ الذي قدمها. فأكل الكاهن لها هو إشارة للمسيح الكاهن الأعظم الذي حمل خطايانا.

    والفرق بين ذبيحة كبش الملء وذبيحة السلامة العادية أنه في طقس ذبيحة السلامة يعطى الكاهن الرجل اليمنى ولكن هنا الكاهن يعطي نصيبه للرب في حفل تقديسه وتكريمه وكلمة ملء تشير لإمتلاء أيدي هرون وبنيه فقد كانت تملأ بالأجزاء الدسمة من الكبش وبأقراص الفطير التي يمتلكونها ويشعرون ويقدرون قيمتها ممتلئين بها. وهم سبق لهم في ذبيحة الخطية أن نقلت خطيتهم عنهم إلى الذبيحة وإذ افرغت تلك الأيدي من الذنب تمتلئ الآن بتلك الأجزاء المختارة من الذبيحة. وهي مبادلة عجيبة حقاً!! فقد وضع على المسيح إثم جميعنا وخطايانا حملها وبدلاً من ذلك ملأ قلوبنا من شخصه وعندما رددت هذه الأشياء أمام الرب وهي في أيدي هرون فكأنهم هم أنفسهم قُدّموا لله كتقدمة ترديد وهم مملوءون بالمسيح ومتحدون معه فاستقرت عينا الله على الأشياء الثمينة التي في أيديهم (رمز المسيح) وبها صاروا مكرسين ككهنة. ثم تقدم للمذبح كمحرقة فكأن الكهنة يتحدون أنفسهم بالمحرقة أمام الله.

    وبالنسبة للآية (22) راجع سفر اللاويين أما زيادة الكبد فهناك من يقول أنها هي الحجاب الحاجز الذي يتحرك مع كل نفس فكأن كل نفس مكرس لله أيضاً (وغالباً هي المرارة) ووجود الخبز في التقدمة يشير للمسيح خبز الحياة وعدم وجود خمير، فالكل فطير، يشير للمسيح الذي بلا خطية فالخمير ينتشر في العجين كله بسرعة وهكذا الشر.

    وفي آية (32) نجد الله يأمرهم أن يأكلوا عند باب خيمة الاجتماع وفي هذا إشارة للدخول في عهد بين الله وبين الكهنة وهو إشارة لأن الله يتعهدهم كخدام له. هم يتعهدون بتكريس أنفسهم لله وهو يتعهد بهم حتى في أكلهم وشربهم هذا غير النعمة التي يعطيها لهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكان على الكهنة أن يتغذوا بتلك الأشياء التي كفر بها عنهم لملء أيديهم لتقديسهم وهكذا نرى الكفارة والتقديس والملء كلها متضمنة في الذبيحة التي صارت طعامهم ومصدر حياتهم وقوتهم (1كو18:10). إذاً هناك شركة وحب بينهم، وهذا الأكل تقديس وتثبيت لهم (يو54:6،55).

    وفي (26) نجد أن نصيب موسى كنائب ليهوة هو القص أي الصدر. وهذا يرمز لمحبة الله لابنه المحبوب الذي ترمز إليه الذبائح.

    ولاحظ أن في طقس ذبيحة السلامة كان نصيب الكهنة هو الساق والصدر ونجد هنا أنهم أصبحوا نصيباً للرب فموسى يأخذ الصدر والمذبح يأخذ الساق (لا34:7) ونصيب هرون وبنيه في ذبائح سلامة الشعب هو الصدر وساق الرفيعة (27،28) وكلمة الرفيعة نستخدمها حين نقول نرفع صلاة أو نرفع ذبيحة فهي مرفوعة لله.



    مسح الثياب المقدسة (29،30)

    تقدس الثياب بالدم والمسحة (لا30:Cool ليلبسها الكاهن سبعة أيام، لا يخرج فيها من باب خيمة الاجتماع (لا33:Cool + (لا35:Cool. هذا يعني أن الكاهن الذي قدَّم حياته ذبيحة حب لله ولخدمته وبعد أن لبس الملابس الكهنوتية المقدسة وتقدست حياته الداخلية وتصرفاته الظاهرة يليق به أن يبقى كل حياته (رقم7 رقم كامل) حافظاً لشعائر الرب ولا يرتبك بأي عمل زمني. هي فترة مقدسة فيعزل فيها الكاهن عن حياة سابقة ليبدأ حياة جديدة.



    (آية33): الأجنبي هنا أي العلماني فهو غير مسموح له أن يأكل.

    وباقي الطقس تجده في سفر اللاويين (طقس ذبيحة السلامة)



    الآيات (36،37): "وتقدم ثور خطية كل يوم لأجل الكفارة وتطهر المذبح بتكفيرك عليه وتمسحه لتقديسه. سبعة أيام تكفر على المذبح وتقدسه فيكون المذبح قدس أقداس كل ما مس المذبح يكون مقدساً."

    مع أن الكهنة قُدَّم عنهم ذبيحة خطية وتقَّدسوا إلا أنهم ينبغي أن يشعروا دائماً بأن "خطيتهم أمامهم في كل حين وأنهم محتاجين للدم بصفة مستمرة ومحتاجين للتوبة بصفة مستمرة لذلك كان يقدم كل يوم ثور خطية عنهم. وهذه الذبائح هي لتقديس المذبح 7 أيام أي تكريساً كاملاً وهكذا يتقبل الله من شعبه هذا المذبح الذي يقدسه ويجعله قدس أقداس وخلاله تقبل الذبيحة لتقديس شعبه والتكفير عنهم. وكثرة تكرار الذبائح تشير أنها غير كاملة وهم في انتظار لذاك الذي يأتي ليقدم نفسه ذبيحة مرة واحدة. والمذبح لم يخطئ فلماذا يقدم عنه ذبيحة خطية؟ هذا بسبب خطايا من يخدمون المذبح. فهو يتنجس بنجاسة وخطايا الكهنة. ومهما كان الإنسان الذي يتقدم للخدمة فهو غير مستحق.



    الآيات (38-49): "وهذا ما تقدمه على المذبح خروفان حوليان كل يوم دائماً. الخروف الواحد تقدمه صباحاً والخروف الثاني تقدمه في العشية. وعشر من دقيق ملتوت بربع الهين من زيت الرض وسكيب ربع الهين من الخمر للخروف الواحد. والخروف الثاني تقدمه في العشية مثل تقدمة الصباح وسكيبه تصنع له رائحة سرور وقود للرب. محرقة دائمة في أجيالكم عند باب خيمة الاجتماع أمام الرب حيث اجتمع بكم لأكلمك هناك. واجتمع هناك ببني إسرائيل فيقدس بمجدي. واقدس خيمة الاجتماع والمذبح وهرون وبنوه أقدسهم لكي يكهنوا لي. واسكن في وسط بني إسرائيل وأكون لهم إلهاً. فيعلمون أنى أنا الرب إلههم الذي أخرجهم من ارض مصر لأسكن في وسطهم أنا الرب إلههم."



    التقدمة اليومية

    بعد أن تكلم عن الكهنوت يكلمنا هنا عن وظيفة الكاهن وهي تقديم ذبائح بصفة مستمرة صباحاً ومساءً. وعلى كل مسيحي ككاهن روحي بالمفهوم العام أن يقدم ذبائح تسبيح وشكر (صلوا بلا انقطاع) طول النهار. وغرض الذبائح المستمرة كما هو محدد في آية (43) "حيث اجتمع بكم.... فيقدس بمجدي" فالشعب يتقدس بحلول الله وسطهم. الله يريد أن يسكن في وسطنا ليقدسنا" اكون مجدا في وسطها " ( زك 2: 5)

    وتقديم سكيب خمر هو رمز للفرح فالله يفرح بنا وبمحرقاتنا وبصلواتنا ويريد أن يشركنا في هذا الفرح. ولاحظ أن الله يفرح بمن هو على استعداد أن يسكب نفسه لأجله (2تي6:4). هي عبادة يومية صباحاً ومساءً تعبيراً عن الشكر لمراحم الله المستمرة. وهي محرقة دائمة رمز لشفاعة المسيح الدائمة عنا. والله يريد أن يسكن في وسطنا، يقدسنا ويكون مجداً لنا. ولكن من الذي سيتمتع بهذا؟ هؤلاء الذين يلتصقون ببيته مقدمين ذبائح تسبحتهم دائما. حيث اجتمع بكم لأكلمك هناك= هو يجتمع بالشعب ويكلم شخص واحد قد يكون موسى كممثل للشعب وقد يكون المقصود الشعب كوحدة واحدة فالله يريد أن يكون شعبه واحداً. في العشية= في العبرانية الكلمة تعني بين العشاءين فاليهود كان عندهم عشاءان. وحسب ما يقول المفسرون أن العشاء الأول حوالي الساعة التاسعة أي الثالثة ظهراً وبعده كان يقدم محرقة المساء أي بين الساعة التاسعة والحادية عشر.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالأربعاء 07 سبتمبر 2011, 12:00 pm

    تفسير سفر الخروج 30
    الآيات (1-10): "وتصنع مذبحاً لإيقاد البخور من خشب السنط تصنعه. طوله ذراع وعرضه ذراع مربعاً يكون وارتفاعه ذراعان منه تكون قرونه. وتغشيه بذهب نقي سطحه وحيطانه حواليه وقرونه تصنع له إكليلاً من ذهب حواليه. وتصنع له حلقتين من ذهب تحت إكليله على جانبيه على الجانبين تصنعهما لتكونا بيتين لعصوين لحمله بهما. وتصنع العصوين من خشب السنط وتغشيهما بذهب. وتجعله قدام الحجاب الذي أمام تابوت الشهادة قدام الغطاء الذي على الشهادة حيث اجتمع بك. فيوقد عليه هرون بخوراً عطراً كل صباح حين يصلح السرج يوقده. وحين يصعد هرون السرج في العشية يوقده بخورا دائماً أمام الرب في أجيالكم. تصعدوا عليه بخوراً غريباً ولا محرقة أو تقدمة ولا تسكبوا عليه سكيباً. ويصنع هرون كفارة على قرونه مرة في السنة من دم ذبيحة الخطية التي للكفارة مرة في السنة يصنع كفارة عليه في أجيالكم قدس أقداس هو للرب."



    مذبح البخور:

    المذبح 1 × 1 × 2 ذراع وهو من خشب مغشى بذهب. إذاً هو يشير للمسيح الإله المتأنس.

    وهو مذبح بلا ذبيحة فهناك ذبائح الحمد والتسبيح (مز3:50، 22:107، هو2:14، مز2:141، عب15:13) وخدمة الفقراء (عب16:13) وتقديم الإنسان نفسه ذبيحة حية. هذا ما يجعلنا نقتني حياة الرب يسوع.

    جاء الحديث عن مذبح البخور بعد الحديث عن مذبح المحرقة حيث أدينت الخطية وتحولت إلى رماد حينئذ نقدر خلال المسيح الكاهن الأعظم أن ندخل إلى المقدسات

    الإلهية (القدس وما فيه وفيما بعد لقدس الأقداس نفسه).

    إلى نهاية الإصحاح 27 نرى إعلان الله للإنسان في المسيح رمزياً في كل ما رأيناه من قطع الخيمة. وهنا نجد الاقتراب لله لذلك نجد موضوع الكهنوت يتوسطهم (28،29) وفي نهاية ص29 نجد المحرقة الدائمة فلا اقتراب لله سوى بالمسيح المحرقة الدائمة. وبأن نقدم أنفسنا محرقة كذلك.



    بين مذبح المحرقة ومذبح البخور

    (مز3:84). "لهم ارتباط وثيق ببعضهما البعض"

    1. خلال المذبح النحاس دفع الدين لكي ندخل إلى بر المسيح وفي شركة معه (على المائدة نجد شركة جسده ودمه) وفي المنارة نستنير بالروح القدس، بل نرى الأمجاد الإلهية فوق الكاروبيم.



    1. في مذبح النحاس نجد المسيح مواجهاً نيران عدل الله وغضبه وعند مذبح الذهب نراه يشبع قلب الله برائحة الرضا. هو عند مذبح المحرقة يطفئ نار غضب الله أما عند مذبح البخور يوقد نار الحب.

    2. حين ينتهي المؤمن من ذاته وخطيته ويدفنها عند مذبح المحرقة حينئذ ينشغل بالمسيح فيلتهب حبه ناراً وحين يصلب أهوائه وشهواته عند مذبح المحرقة يصير رائحة المسيح الزكية الصاعدة بخوراً عطراً. ولكن كل من لازال يتمتع بالشر يحرم نفسه من بركة شركة الأقداس.

    3. قرون مذبح النحاس تشير أن المسيح ملجأ حصين للخاطئ وقرون مذبح البخور تشير لقوة شفاعة المسيح الكفارية. وقرون مذبح النحاس تشير للقوة والسلطان لنا ضد عدو الخير.

    4. كان الدم يؤخذ من على مذبح المحرقة حيث تذبح الذبيحة ويوضع على قرون مذبح البخور في مناسبتين (لا7:4،18 ذبيحة خطية رئيس الكهنة أو رئيس + لا18:16 يوم الكفارة).

    5. كان هرون بعد تقديم المحرقة. في كل صباح وكل مساء يدخل تواً للقدس ليقدم البخور، فهو يدخل باستحقاقات المحرقة. أي أن المحرقة أساس شفاعة المسيح. وكان هرون أيضاً بعد تقديمه للمحرقة يصلح السرج للمنارة وهذا يعني أن المحرقة أساس عمل الروح القدس في المؤمنين.

    6. كانت النار تؤخذ من على مذبح المحرقة في مجامر خاصة إلى مذبح البخور.



    ثلاثة تحذيرات

    1. استعمال بخور غريب (آية9) إذن المطلوب استعمال البخور المحددة مواصفاته فيما بعد وإذا كان البخور يشير للمسيح فالمعنى أنه لا تقبل أي شفاعة ولا تقدمة خارج المسيح.

    2. تقديم محرقة أو تقدمة أو سكيب على مذبح البخور. فالمسيح في شفاعته الكفارية الآن أي بعد دخوله للأقداس وجلوسه عن يمين الآب لا يعود يقدم ذبيحة ثانية.

    3. التحذير من تقديم نار غريبة (لا12:16، 1:10) غير التي خرجت من عند الرب. والنار هي الروح القدس وإلهنا نار آكلة. والمطلوب في العبادة أن تكون بالروح لا بالإنفعالات.



    البخور رائحة زكية:

    يقول معلمنا بولس الرسول في (2كو14:2) "ولكن شكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان. لأننا رائحة المسيح الزكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت ولأولئك رائحة حياة لحياة".

    وهذه الصورة اقتبسها بولس الرسول من واقع الحياة في الدولة الرومانية. فكان قائد الجيش الروماني بعد أن ينتصر في معركة يدخل إلى المدينة منتصراً. ويتبعه موكب من الأسرى فيحرقون البخور قدامه ثم يقدمون الأسرى للأسود ويكون البخور رائحة حياة للمنتصرين (القائد وجنوده) ورائحة موت للأسرى المهزومين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والرسول استخدم هذا التشبيه لكل من يسمع بشارة الإنجيل ويظل غير مؤمن، فهو يظل في حالة الموت والأسر، أما كل من يشتم رائحة المسيح ويقبله فيكون له رائحة حياة. والبخور يشير لصلوات المؤمنين التي تتصاعد في استحقاقات الرب يسوع وهذا يتم برفع بخور من الكنيسة الأرضية مع بخور هو صلوات القديسين وصلوات السمائيين وتقدم هذه الصلوات أمام العرش الإلهي (رؤ8:5-14).

    ولو كان هناك مذبح بخور داخلنا لصرنا رائحة المسيح الزكية ومذبح البخور داخلنا يكون بأن نصلي بلا انقطاع (1تس17:5،18) ولاحظ قول داود "لا اعطى لعيني نوماً ولا لأجفاني نعاساً إلى أن أجد موضعاً للرب" (مز131). ويكون هذا بأن يرى الناس أعمالنا الحسنة فيمجدوا أبانا الذي في السموات ولاحظ قول المسيح "انا مجدتك على الأرض" (يو4:17،5). ونحن نقدم ذبائح حمد وتسبيح نكون مذبح للبخور. ويكون هذا أيضاً بأن نلهج في ناموس الرب نهاراً وليلاً (مز2:1) ليكون القلب تابوت عهد يستقر فيه لوحي الشريعة. ويكون هذا بالإمتلاء من الروح القدس فنستنير وننير ويكون هذا بالشركة من جسد الرب ودمه.

    ولاحظ أن للمذبح عصوين فكل هذا (تسبيح وأعمال...) ينبغي أن نمارسه طوال رحلتنا في غربة هذا العالم. وأيضاً العصوين يشيران لشفاعة المسيح المستمرة عنا.

    ولكن فلنعود ونلاحظ أن المذبح مربع (1×1) ذراع وهذا يعني أن المسيح الذي يشفع فينا هو أيضاً ديان لا يريد من شعبه أن يكون متهاوناً مع الخطية. والمذبح ارتفاعه 2 ذراع إشارة للمسيح المتجسد بسبب خطايا البشر. والمائدة طولها 2 ذراع بينما مذبح البخور ارتفاعه 2 ذراع. والسبب أن المائدة تشير لشركة الكنيسة الأرضية في جسد المسيح ودمه أما مذبح البخور فيشير لإمتداد جسد المسيح الواحد من الأرض للسماء، من الأرض حيث الكنيسة المجاهدة إلى السماء حيث الكنيسة المنتصرة فكنيسة الأرض ممتدة أفقياً وكنيسة السمائيين ممتدة راسياً وهذا عمل الصليب الذي وحد الكنيستين على خشبتيه الأفقية والرأسية.



    اختفاء رقم (4) من مذبح البخور

    مفهوم ضمناً أن عدد قرون المذبح (4) قرون من التشابه مع مذبح النحاس. ومعروف ضمناً أن عدد الحلقات 4 حلقات اثنين من كل جهة ولكن لا نجد إشارة لعدد القرون على مذبح البخور وتأتي الكلمات التي تشير لعدد الحلقات بطريقة غامضة لا توضح هل هم حلقتين أم (4) حلقات حلقتين من كل جهة. والرسم الموجود يمثل الحالة الأولى أن مذبح البخور له حلقتين،حلقة من كل جهة. فرقم 4 يمثل العالم وحقاً فإن المسيح في فدائه مات عن كل العالم لكنه الآن في مجده وعمل شفاعته الكفارية هو بوجوده عن يمين الآب، هناك هو في السماء ظاهر لأجلنا وهناك في السماء والمجد لا مجال للحديث عن رقم (4) رقم العالم الضعيف ورقم الخليقة الضعيفة.

    ولكن حتى يتقابل المسيح مع الناس نجد مذبح البخور خارج قدس الأقداس. ولكن حتى نفهم معنى الأحداث راجع (لا16) فرئيس الكهنة هرون كان ممنوعاً دخوله لقدس الأقداس سوى مرة واحدة مع ذبيحة الخطية ومع سحابة من البخور في مجمرته الذهبية هنا المجمرة دخلت للأقداس عوضاً عن مذبح البخور (لا12:16). هنا المجمرة الذهبية تمثل المسيح في مجده ظاهراً في الأقداس السماوية. والمجمرة الذهبية يأخذها هرون معه لقدس الأقداس بعد تقديم ثور الخطية ومعنى هذا أن هرون رئيس الكهنة يمثل المسيح بالجسد بعد أن قدم ثور الخطية (المسيح الذبيحة) يدخل للأقداس (المجمرة الذهبية) ليشفع فينا. وقد سبق القول أن كل ما يمثل المسيح هو خشب مغشى بالذهب حتى يكون هذا مثالاً للناسوت واللاهوت. لكن هنا نجد المجمرة الذهبية بلا خشب في داخلها ولكن علينا ألا ننسى شخص هرون كممثل لناسوت المسيح فهو مع المجمرة يمثلان الناسوت واللاهوت. والآن نفهم أن المجمرة تمثل المسيح في مجده لذلك فبولس الرسول استعاض عن المذبح الذهبي (مذبح البخور) بالمجمرة الذهبية في (عب4:9) فحين كتب بولس الرسول هذا كان الحجاب قد إنشق وطريق الأقداس أصبح مفتوحاً وظاهراً (عب25:7)



    كلمة أخيرة فالمسيح هو المذبح الذي به تصبح صلواتنا وذبائحنا مقبولة (عب15:13) ولا نسمع عن رقم 1/2

    (مذبح البخور 1 × 1× 2) فالبشر لا دور لهم في شفاعة المسيح الكفارية.



    الآيات (11-16): "وكلم الرب موسى قائلاً. إذا أخذت كمية بني إسرائيل بحسب المعدودين منهم يعطون كل واحد فدية نفسه للرب عندما تعدهم لئلا يصير فيهم وبأ عندما تعدهم. هذا ما يعطيه كل من اجتاز إلى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس الشاقل هو عشرون جيرة نصف الشاقل تقدمة للرب. كل من اجتاز إلى المعدودين من ابن عشرين سنة فصاعداً يعطي تقدمة للرب. الغني لا يكثر والفقير لا يقلل عن نصف الشاقل حين تعطون تقدمة الرب للتكفير عن نفوسكم. وتأخذ فضة الكفارة من بني إسرائيل وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع فتكون لبني إسرائيل تذكاراً أمام الرب للتكفير عن نفوسكم."



    فضة الكفارة:

    · كان المطلوب عن كل شخص ½ شاقل فضة وهي تساوي تقريباً 7.5جم فضة وكان عدد الأشخاص الذين هو فوق 20 سنة. المطلوب منهم تقديم هذا المبلغ 603550 شخصاً، مطلوب منهم 301775 شاقل ومع ملاحظة أن الوزنة= 3000شاقل يكون المتحصل 100وزنة + 1775 شاقل. واستخدمت المائة وزنة في صنع قواعد الألواح وأعمدة الحجاب وهم 100قاعدة، كل قاعدة وزنة فضة أما ال1775 شاقل المتبقية فاستخدمت في عمل رزز وقضبان الأعمدة لدار المسكن.

    · وهناك ضريبة أخرى نسمع عنها في (عد40:3-51) موضوعها أن كل بكر مقدس للرب. وقد أُخِذَ اللاويين بدلاً من الأبكار ولكن وُجِدَ أن عدد اللاويين 22000 والأبكار وُجِدَ عددهم 22273 ويكون الفرق 273 طُلِبَ من كل منهم 5 شواقل والمتحصل صنع منه الأبواق الفضية.

    · وسن العشرين هو الذي كان اللاويين يبدأون فيه خدمتهم وهو أيضاً سن التجنيد أي السن التي يصبح فيها الإنسان مستعداً للجهاد ولخدمة الله.

    · ½ شاقل= 10 جيرات والجيرة كانت تساوي وزن 11 قمحة تساوي تقريباً 6قروش. إن كان البخور هو ذبيحة الحب التي يقدمها الكهنة داخل القدس باسم الجماعة كلها، لكن الشعب التزم بتقديم مساهمة حب في نفقات الخيمة من كل الرجال فوق 20 عاماً دون تمييز بين غني وفقير. فهي تحمل روح جماعية في خدمة بيت الله. وهي تشير أيضاً حيث أنها فضة كفارة لإقرارهم بأنهم خطاة محتاجين للفداء وإعترافاً منهم بمراحم الله الذي نجاهم. لا فرق بين غني وفقير أو ذو مواهب أو من لا مواهب له، الكل يقف أمام الله في احتياج لكفارته. كل واحد مسئول عن نفسه ويقف كخاطئ أمام الله، من لا يدفع يصير فيه وبأ ومن لا يدفع هو من يشعر أنه لا يحتاج للفداء.

    · ويلاحظ أن التقدمة رمزية فستة قروش هي في متناول الجميع أي مجاناً. ونحن نعلم أن الخلاص مجاني لكن الكل ملزم بأن يجاهد حتى الدم ولكن كل جهاد نقوم به ما هو إلا شيء بسيط لا يزيد عن ½ شاقل بالقياس لعمل المسيح. هذا ما نسميه الجهاد والنعمة. وهذا ما يتضح في قصة الخمس خبزات والسمكتين (هذا هو الجهاد) وهذه الكمية البسيطة أشبعت الجموع وتبقى منها (هذه هي النعمة).

    · ½ شاقل = 10 جيرات ورقم 10 نجده في الوصايا ونجده في ارتفاع الألواح فهذا الفداء كان بسبب كسرنا للوصايا. وجهادنا الآن أن نحفظ الوصايا. وهي تعني أن فداء المسيح بسبب خطيتي كان فداءً كاملاً واستوفى مطاليب العدل الإلهي. ولكن من يجاهد يستفيد من الفداء (هذا معنى النصف شاقل) فالكل نجا من فرعون وخلص منه وعبر البحر الأحمر لكن يجب دفع النصف شاقل.

    · كان من يدفع هذه القيمة من يتجند أو يخدم الهيكل (اللاويين) وكل منا هو جندي في جيش الله ، خداماً لإسمه ملتزمين أن نحيا في قداسة (1كو20:6).

    · تحولت هذه الضريبة إلى ضريبة سنوية على اليهود لمصروفات الهيكل وهناك احتمال أن موضوع الدرهمين (مت25:17-27) كان إشارة لهذه الضريبة لذلك طلب المسيح من بطرس أن يصطاد سمكة بداخلها المبلغ. وأخذ المبلغ من السمكة إشارة لموت المسيح الذي دفع عني الثمن. لكن الاحتمال الأصح أن هذه الضريبة كانت هي التي تدفع للرومان كجزية.

    · (1بط18:1،19) هنا الفضة المقصودة هي فضة الكفارة.

    · لئلا يصير فيهم وبأ= هذا ما حدث مع داود (2صم10:24-17).



    الآيات (17-21): "وكلم الرب موسى قائلاً. وتصنع مرحضة من نحاس وقاعدتها من نحاس للاغتسال وتجعلها بين خيمة الاجتماع والمذبح وتجعل فيها ماء. فيغسل هرون وبنوه أيديهم وأرجلهم منها. عند دخولهم إلى خيمة الاجتماع يغسلون بماء لئلا يموتوا أو عند اقترابهم إلى المذبح للخدمة ليوقدوا وقودا للرب. يغسلون أيديهم وأرجلهم لئلا يموتوا ويكون لهم فريضة أبدية له ولنسله في أجيالهم."



    المرحضة:

    هي إناء نحاسي مستدير كان الكهنة يغسلون فيه أياديهم وأرجلهم قبل الدخول للخيمة وقبل تقديمهم ذبائح على مذبح المحرقة وهي من نحاس وتشير إذن لدينونة الخطية والنجاسة. وليس بها خشب سنط إذن هي لا تشير للمسيح بل للروح القدس الذي يبكت على خطية (يو8:16).

    وهي يشير للروح القدس العامل في المعمودية التي هي موت مع المسيح وقيامة. وبدون استعمال المرحضة لم يكن الكاهن يقدر أن يدخل للخيمة، وهكذا بدون المعمودية لا دخول للسماء (يو5:3). وهي تأتي مباشرة بعد المذبح أي الصليب فالمعمودية عملها مبني على الصليب فهي موت مع المسيح وقيامة.



    وكان من يدخل الخيمة هم الكهنة الممسوحين ونحن بعد المعمودية نجد سر الميرون الذي به يمسح المعمد ليحصل على الروح القدس ويصير كاهناً روحياً (الكهنوت العام) فيكون له حق التمتع بشركة جسد المسيح (المائدة). والاستنارة (المنارة) وله الحق في شفاعة المسيح الكفارية وله أن يعاين أمجاد الله (التابوت).

    وكان غسل هرون بالماء هو تأهيل هرون ليكون نقياً للخدمة وهذا رمز للمسيح القدوس في ذاته. أما قداسة الكنيسة ففي اتحادها بالمسيح.

    وكان الكهنة عند تقديسهم للخدمة في المرة الأولى يغتسلون إغتسالاً كاملاً أي غسل الجسد كله في المرحضة (أي استحمام) وهذا يشير للمعمودية (تي4:3،5)

    وكانت المرحضة تستخدم أيضاً في التطهير اليومي للكهنة عند خدمتهم (دخول الخيمة أو تقديم ذبيحة) وكان هذا بغسل الأيدي والأرجل وهذا يرمز للتوبة والأرجل ترمز للسلوك والأيدي للأعمال والتوبة هي النية لتغيير كلاهما.



    وهناك كلمتان عبريتان ولهما نظير في اليونانية لكلا الاستعمالين وهما:

    لوفو= استحمام أو غسل كامل، بنتو = غسل الأيدي والأرجل

    وفي كلام الرب لبطرس (يو10:13) استعمل السيد المسيح كلا الكلمتين

    الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله =

    الذي قد (لوفو) ليس له حاجة إلا إلى (بنتو) رجليه بل هو طاهر كله ولذلك نحن لا نكرر المعمودية وتسمى التوبة معمودية ثانية.

    وهذا الكلام من الواقع اليهودي والكهنوت اليهودي فكيف يفهمه الرومان؟

    أقام الرومان حمامات عامة يستحم فيها الجمهور ويخرج منها الشخص نظيف تماماً لكن بعد أن يسير في الشوارع تتسخ قدماه فهم كانوا يلبسون صنادل مفتوحة وكان من العادات السائدة وقت الرومان أن يأكل الناس وهو راقدين وأرجلهم إلى الخلف ويأتي صاحب البيت المضيف ويغسل أرجل ضيوفه. وهذا ما فعله المسيح بغسل أرجل تلاميذه فهم ضيوف مائدته، وهذا ما يفعله في غسل قلوبنا وتنقيتنا وبالمفهوم الروماني لكلام المسيح أن من اغتسل (في الحمام العام) وسار في الشوارع لا تكون له حاجة لإعادة حمامه بل يحتاج لغسل قدميه فقط. والمسيح لم يذكر شيء عن غسل الأيدي فهو يشير بالأكثر للعادة الرومانية. وغسل الأرجل روحياً لازم نتيجة السير في العالم والاحتكاك بخطاياه فيلزمنا التوبة لنتمتع بأمجاد القدس.

    ولاحظ أن الكاهن الذي يدخل الخيمة آتياً من حرارة الجو في سيناء حيث الشمس المحرقة ثم يرطب جسده بالماء فينتعش،هكذا من يقدم توبة يشعر بالانتعاش بعد طول عبودية للخطية واستعباد لها في ألم كألم الشمس الحارقة. وهناك تأمل بأن البحر في سفر الرؤيا كان من زجاج أي بلا ماء فنحن هناك بلا خطية وفي فرح دائم لا حاجة لنا لما ينعشنا فنحن في انتعاش دائم.

    والمرحضة يأتي ذكرها بعد مذبح البخور لأن لا قيمة للتوبة إلا بشفاعة المسيح الكفارية الدائمة. المسيح الآن أتم عمله الكفاري وجلس عن يمين الآب ونحن في هذا العالم مازلنا نجاهد ونخطئ ونحتاج للتوبة والغفران (الغسيل).



    المرحضة ليس لها أبعاد:

    فالله قادر أن يغفر الخطايا مهما كان نوعها. ولأنها تمثل الروح القدس والروح لم يتجسد فلا نجد لها أبعاد.



    قاعدة المرحضة:

    سمعنا من قبل في وصف المنارة قوله المنارة وقاعدتها وهنا يقول المرحضة وقاعدتها. ومن المؤكد أن هناك قاعدة ترتكز عليها المنارة وقاعدة ترتكز عليها المرحضة فما معنى قوله وقاعدتها وتكرار هذا؟



    كما سبق ورأينا أن كل ما لا يدخله خشب السنط فهو لا يشير للمسيح وهذه القطع هي:

    1. غطاء تابوت العهد.

    2. المنارة.

    3. المرحضة.

    ونرى أن غطاء تابوت العهد يغطى التابوت نفسه والتابوت رمز للمسيح، بينما الغطاء يرمز لله في مجده. أما المنارة فتشير للروح القدس الذي يعطي استنارة للكنيسة والمرحضة تشير للروح القدس الذي يبكت الخطية ويدينها ويعطي الغفران للتائبين ويعمل في سر المعمودية ويعطي للمعمد موتاً ودفناً مع المسيح (ليموت جسد الخطية) وقيامة مع المسيح. وكون أن لكل قطعة لا تشير للمسيح قاعدة فهذا يعني أن الله حتى يتعامل مع الإنسان الخاطئ فهذا يستلزم أن تكون هناك قاعدة أو أساس لتعامل الله مع الإنسان وهذا الأساس هو تجسد المسيح وفداؤه. إذاً القاعدة تشير لأساس تعامل الله مع الخاطئ وهو المسيح المتجسد.



    المرحضة مصنوعة من مرايا المتجندات (خر8:38)

    المرايا قديماً كانت تصنع من النحاس اللامع. وهنا نجد بعض المتجندات قد ضحوا بمراياهن النحاسية وصنعت منها المرحضة ولكن لماذا الإشارة إلى أن المرحضة من هذه المرايا؟ المرايا تتحدث عن الإعجاب بالذات والمشغولية بالذات وبالباطل وهذا يسبب الكبرياء (أش23:3) وهذا ما حدث مع الفريسي المعجب بذاته (لو11:18) "اشكرك يا رب أني لست خاطئاً مثل باقي الناس". وما هو دور الروح القدس هو يدين الخطية في داخلي (النحاس رمز الدينونة) وهذا ما حدث مع السامرية في لقائها مع المسيح. في هذا اللقاء مع الروح القدس، لقاء التبكيت تستبدل مرآة الكبرياء البشري بمرآة إلهية تعكس حالتي وتريني الله، وحين يصنع المسيح هذا يصرخ الفريسي مع العشار "اللهم ارحمني أنا الخاطئ" هكذا كان بولس يفتخر بنفسه معجباً بنفسه أنه فريسي ابن فريسي.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). (في4:3-7) ولكنه حين تقابل مع الروح القدس حسب كل شيء نفاية (في8:3) بل صرخ في مكان آخر قائلاً "الخطاة الذين أولهم أنا" وفي مكان ثانٍ يقول "ويحي أنا الإنسان الشقي" وهذا يحدث معنا بالتأمل في كلمة الله فهي كمرآة تكشف كل الشر الذي فينا (يع23:1-25). وحين نرى حقيقة أنفسنا بكل الشر الذي فينا نرى أننا نحتاج للغسيل. حين نأتي إلى الله فاحص القلوب والكلى نجد أننا نحتاج له ليطهرنا فأتخذ قراراً بالتوبة أي قرار بتغيير هدفي من الإنشغال بالعالم للإنشغال بالله. ومرائي المتجندات صنعت في مصر أرض العبودية والثانية أي المرحضة هي من تصميم الله. وهناك معنى آخر للمرآة يتضح من قول بولس الرسول في (1كو12:13) فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجهاً لوجه. لأن أعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عرفت" والمعنى أننا حينما نتأمل الآن في كلمة الله نرى ملامح السماويات فننشغل بها وبالمسيح الذي أعد لنا هذا المجد عوضاً عن الانشغال بأنفسنا.



    ملحوظات:

    1. كل ما هو خارج الخيمة نحاس ولا يوجد ذهب وما داخل الخيمة ذهب ولا يوجد نحاس وإن كان نحاس يشير للدينونة فلا دينونة على من هم في المسيح.

    2. في المرحضة نجد الكهنة يغسلون الأيدي والأرجل أما في (يو13) أشار المسيح لغسل الأرجل فقط، وحقاً هذه عادة رومانية لكن تفسيرها الروحي أن التوبة أي حين أغير قراري وهدفي يكون هذا غسيل لرجليَّ أما الأيدي فهي تشير للعمل وحينما أغير هدفي وأتجه للمسيح يصير المسيح شريكاً في كل عمل صالح.

    3. كيف نغسل أقدام بعضنا البعض راجع (غل1:6 + الاعتراف يع16:5)




    St-Takla.org Image: Balsamodendron Myrrha Plant, El Morr

    صورة في موقع الأنبا تكلا: نبات شوك المر: بالساموديندرون ميرا

    الآيات (22-33): "وكلم الرب موسى قائلاً. وأنت تأخذ لك افخر الأطياب مراً قاطراً خمس مئة شاقل وقرفة عطرة نصف ذلك مئتين وخمسين وقصب الذريرة مئتين وخمسين. وسليخة خمس مئة بشاقل القدس ومن زيت الزيتون هيناً. وتصنعه دهنا مقدساً للمسحة عطر عطارة صنعة العطار دهناً مقدساً للمسحة يكون. وتمسح به خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة. والمائدة وكل آنيتها والمنارة وآنيتها ومذبح البخور. ومذبح المحرقة وكل آنيته والمرحضة وقاعدتها. وتقدسها فتكون قدس أقداس كل ما مسها يكون مقدساً. وتمسح هرون وبنيه وقدسهم ليكهنوا لي. وتكلم بني إسرائيل قائلاً يكون هذا لي دهناً مقدساً للمسحة في أجيالكم. على جسد إنسان لا يسكب وعلى مقاديره لا تصنعوا مثله مقدس هو ويكون مقدساً عندكم. كل من ركب مثله ومن جعل منه على أجنبي يقطع من شعبه."



    دهن المسحة: راجع المقدمة (المواد المستخدمة)

    يشير لمسحة الروح القدس لبعض الأشخاص في العهد القديم (أنبياء/ ملوك/ كهنة) للقيام بأعمال قيادية تحمل جوانباً من عمل السيد المسيح نفسه. (مز45 + عب9:1) بل أن هذه الأمور (النبوة/ الملك/ الكهنوت) اجتمعت في شخص المسيح "من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك" فمن هم رفقائه؟ هم شعبه من المسيحيين الذين يمسحون بزيت الميرون فيحل عليهم الروح القدس وبهذه المسحة نصير ملوكاً، نملك متسلطين على شهواتنا ونصير كهنة نقدم أجسادنا ذبيحة حية ونقدم ذبائح تسبيح ونصير أنبياء لإطلاعنا على أسرار هامة وعظيمة جداً.

    ومزمور (143) يحدثنا عن الدهن الذي يسكب على رأس هرون رئيس الكهنة ويسيل هذا الدهن على لحيته. فمن هو هرون؟ هو رمز للمسيح رأس الكنيسة الذي حين حل عليه الروح القدس كان هذا لحساب الكنيسة والكنيسة هنا ممثلة في شعر لحية هرون فشعب المسيح ملتصقين به كما الشعر بالرأس وحينئذ، حين ينسكب عليهم الروح القدس وهم في محبة تفوح منهم رائحة المسيح الذكية (فالعطور تمثل المسيح).وهذا معني" لأننا رائحة المسيح الزكية "

    (2كو 2: 15)

    ويؤخذ من الزيت مقدار هين أي مقياس كامل. والرب يسوع امتلأ تماماً من الروح القدس (لو1:4) [الهين مقياس أو مكيال للسوائل والإيفة للحبوب والشاقل للوزن والذراع للقياس] وكون الزيت يكال بالهين أي أن الروح أعطى بالمفهوم البشري بقدر ما تدرك أفهامنا. أما الروح القدس حين حل على التلاميذ كان كألسنة نار منقسمة كل بقدر ما يحتمل أما المسيح فحل عليه حلولاً كاملاً وليس على هيئة ألسنة نار. وهذا معنى "أكثر من رفقائك".

    مقادير العطور:- 500 (مر) + 250 (قرفة + (قصب) 250 + 500 سليخة

    = 5 × [100 + 50 + 50 + 100] هي نفس مقاييس الخيمة وإذا فهمنا أن الخيمة تشير للمؤمنين نفهم أنه بنعمة الله (5) انسكب الروح على الكنيسة جسد المسيح حين حل على المسيح نفسه. غير أن هذه الأرقام لها معاني أخرى فإذا زاد أحداها عن المحدد فهذا يعني زيادة أحد كمالات المسيح عن الآخر والمسيح متساوي في كمالاته.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالخميس 08 سبتمبر 2011, 12:55 pm

    تفسير سفر الخروج 31
    أوصى الله موسى بصنع الخيمة وأدواتها. وأراه نموذجاً حياً ليقيم الخيمة على مثاله. وحدد له بصلئيل وملأه من روح الله بالحكمة. وأهوليآب ليسنده في العمل. وبل في قلب كل حكيم القلب الله يعطي حكمة للعمل في خدمته. فكل عطية صالحة هي من فوق (يع17:1) والله يعطي لكل إنسان حكمة فإذا ما سار في خوف الله يقدس الله بروحه القدوس حكمته هذه ويسنده ويعينه. والله يريد أن يعمل الكل في محبة وروح واحد بصلئيل وأهوليآب وكل حكيم القلب. ومن خلال الوحدة وفي العمل بمحبة يفيض الله من روحه على الجميع. وغالباً فقد اختص بصلئيل بالصناعات والمعادن والنجارة ونقش الأحجار واختص أهوليآب بالتطريز والتوشية وصناعة النسيج. ولاحظ أن الشعب تعلم هذه الفنون في مصر فالله يُعِّدْ أولاده ثم يقدس مواهبهم وعلمهم لخدمته ولنعرف أن الله شريك في العمل. والله أعطاهم حكمة= عقل وتدبير حسن وفهم= إدراك كامل معرفة= علم وإلمام.

    ثم ينتقل إلى تقديس يوم السبت فلا ينبغي أن ننشغل بالعمل وننسى يوم الرب وهنا يوم الرب أي يوم الراحة فهو يشير للراحة الأبدية والمعنى أن الإنسان يجب أن يعمل ويجد والله يشترك معه في العمل لكن عليه أن لا ينشغل عن حياته الأبدية فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لذلك يشدد هنا على حفظ السبت في نفس الموضع الذي يتكلم فيه عن العمل ومواهب الله لمن يعمل. من دنسه يقتل قتلاً. ومن يحفظ السبت أي ينشغل بحياته الأبدية يكون هذا فرحاً له وفرحاً لله لذلك ينسب الله السبوت له ويقول سبوتي تحفظونها. الله سر راحتنا الحقيقية وفي نفس الوقت يستريح هو فينا إذ يجد له موضعاً في قلوبنا. وكلمة سبوتي أي راحتي.

    ثم سلّم الله لموسى لوحين مكتوبين بإصبعه أي بالروح القدس الذي أوحى بالكتاب المقدس كله.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالخميس 08 سبتمبر 2011, 12:56 pm

    تفسير سفر الخروج 32
    لآيات (1-10): "ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هرون وقالوا له قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا أصابه. فقال لهم هرون انزعوا أقراط الذهب التي في أذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها. فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في أذاهم وأتوا بها إلى هرون. فاخذ ذلك من أيديهم وصوره بالأزميل وصنعه عجلاً مسبوكاً فقالوا هذه الهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من ارض مصر. فلما نظر هرون بنى مذبحا أمامه ونادى هرون وقال غداً عيد للرب. فبكروا في الغد واصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب."

    هناك سؤال هام لماذا أراد الشعب أن يصنع له إلهاً؟

    1. هم اعتادوا ذلك في مصر! أن يعبدوا عجول وحيوانات. وهذه مشكلة نعاني منها كلنا وهي الخطايا القديمة التي تعودنا عليها، هذه تصبح كشيء مُلّح علينا في أوقات كثيرة. وها هم قد خرجوا من أرض العبودية لكن مازالت خبراتهم السيئة تمثل مشكلة كبيرة في حياتهم.

    2. ما يحركهم هو أساساً شهواتهم فهذه العبادة التي اعتادوا عليها في مصر كانت تقترن بالزنى والرقصات الخليعة وكانوا يتعرون في هذه الرقصات" وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب" (تث15:32-18). هم يريدون عبادة لإله حسب شهوات بطونهم وأجسادهم.

    3. هم اعتادوا على أن يكون الإله منظوراً أمامهم. هكذا كانوا في مصر وبعد أن خرجوا للبرية كان موسى بالنسبة لهم شيئاً مرئياً فحينما اختفى عن عيونهم طالبوا بأن يكون لهم إله يرونه بالعيان. وهذه مشكلة كل منا أننا نريد أن نرى الله ونرى يد الله بالعيان ونرفض الإيمان. والإيمان هو "الثقة بما يرجي والإيقان بأمور لا ترى" ولنأخذ مثل لذلك: لنفرض أنني واقع في مشكلة وقد صليت لله أن يتدخل ويحلها وطال انتظاري للحل ولم يحدث (كما طال انتظار الشعب لموسى ولم ينزل من على الجبل) حينئذ أبدأ في الشكوى بأن الله لا يسمع ولا يستجيب ثم يبدأ التذمر ومطالبة الله بأن يتدخل بحل أراه بالعيان. ولذلك نسمع كثيراً في الكتاب المقدس عبارة "انتظرالرب" أي ثق بالإيمان أن الله سيتدخل في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة التي يراها الله وليس بالطريقة التي تراها أنت.

    4. هم لم يتركوا الله يهوه بل أرادوا أن يصير يهوه مجسماً أمامهم. بدليل قول هرون هذه آلهتك التي أخرجتك ثم قوله غداً عيدٌ للرب. فهم لم يقصدوا تجاهل الله بل أن يعبدوا اله من خلال تصوراتهم هم عنه ومن خلال شهواتهم. والله قصد أن يتأخر موسى عنهم لتستعلن الخطية التي في داخلهم وهذا من مراحم الله أنه يكشف لنا عن أمراضنا الروحية بمثل هذه التجارب. فهذه الأمراض ستؤدي حتماً للموت إن لم نكتشفها.

    5. طلب هرون أن يصنع العجل من أقراطهم ربما تفتر همتهم إذا علموا أن هناك ثمناً باهظاً لتتحقق طلبتهم لكنهم لم يهتموا، هكذا كل من يجري وراء شهواته، ربما يجد العشور حملاً كبيراً لا يستطيع حمله ولكن هو على استعداد أن يبذل الغالي والرخيص ليحقق شهوة خاطئة له.

    6. هناك بركات كثيرة في حياتنا تشهد بوجود الله وعنايته بنا لكن لأننا تعودنا عليها أصبحت في حكم المألوف. وأصبحنا نطلب غير المألوف. فالشعب الذي طلب إلهاً منظوراً كان متمتعاً بالمن كل صباح وكان أمامه عمود السحاب وعمود النار وأمامه صخرة تخرج ماء فهم بلا عذر. ليعطينا الرب العين المفتوحة التي ترى عطاياه فنشكره.



    الآيات (7-35): "فقال الرب لموسى اذهب انزل لأنه قد فسد شعبك الذي أصعدته من ارض مصر. زاغوا سريعاً عن الطريق الذي أوصيتهم به صنعوا لهم عجلاً مسبوكاً وسجدوا له وذبحوا له وقالوا هذه الهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من ارض مصر. وقال الرب لموسى رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة. فالآن اتركني ليحمى غضبي عليهم وأفنيهم فأصيرك شعباً عظيماً. فتضرع موسى أمام الرب إلهه وقال لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذي أخرجته من ارض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة. لماذا يتكلم المصريون قائلين أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك. اذكر إبراهيم واسحق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم اكثر نسلكم كنجوم السماء وأعطي نسلكم كل هذه الأرض التي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد. فندم الرب على الشر الذي قال انه يفعله بشعبه. فانصرف موسى ونزل من الجبل ولوحا الشهادة في يده لوحان مكتوبان على جانبيهما من هنا ومن هنا كانا مكتوبين. واللوحان هما صنعة الله والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين. وسمع يشوع صوت الشعب في هتافه فقال لموسى صوت قتال في المحلة. فقال ليس صوت صياح النصرة ولا صوت صياح الكسرة بل صوت غناء أنا سامع. وكان عندما اقترب إلى المحلة انه ابصر العجل والرقص فحمي غضب موسى وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في اسفل الجبل. ثم اخذ العجل الذي صنعوا واحرقه بالنار وطحنه حتى صار ناعماً وذراه على وجه الماء وسقى بني إسرائيل. وقال موسى لهرون ماذا صنع بك هذا الشعب حتى جلبت عليه خطية عظيمة. فقال هرون لا يحم غضب سيدي أنت تعرف الشعب انه في شر. فقالوا لي اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأن هذا موسى الرجل الذي أصعدنا من ارض مصر لا نعلم ماذا أصابه. فقلت لهم من له ذهب فلينزعه ويعطني فطرحته في النار فخرج هذا العجل. ولما رأى موسى الشعب انه معرى لأن هرون كان قد عراه للهزء بين مقاوميه. وقف موسى في باب المحلة وقال من للرب فالي فاجتمع إليه جميع بني لاوي. فقال لهم هكذا قال الرب اله إسرائيل ضعوا كل واحد سيفه على فخذه ومروا وارجعوا من باب إلى باب في المحلة واقتلوا كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه وكل واحد قريبه. ففعل بنو لاوي بحسب قول موسى ووقع من الشعب في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف رجل. وقال موسى املأوا أيديكم اليوم للرب حتى كل واحد بابنه وبأخيه فيعطيكم اليوم بركة. وكان في الغد أن موسى قال للشعب انتم قد أخطأتم خطية عظيمة فاصعد الآن إلى الرب لعلي اكفر خطيتكم. فرجع موسى إلى الرب وقال آه قد أخطأ هذا الشعب خطية عظيمة وصنعوا لأنفسهم آلهة من ذهب. والآن أن غفرت خطيتهم وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت. فقال الرب لموسى من اخطأ إلىّ أمحوه من كتابي. والآن اذهب اهد الشعب إلى حيث كلمتك هوذا ملاكي يسير أمامك ولكن في يوم افتقادي افتقد فيهم خطيتهم. فضرب الرب الشعب لأنهم صنعوا العجل الذي صنعه هرون."

    هناك مقارنة بين هذه الأحداث وبين قصة سقوط آدم وحواء. فالله خلق آدم وحواء ليعيشوا في الجنة ثم ينتقلوا من مجد إلى مجد ولكن سقوطهم جلب عليهم الموت ولكن الله أرسل إبنه ليعيدهم لهذا المجد. وفي قصة سقوط الشعب نرى الله يُعِّد أمجاداً لشعبه ويظهر لموسى أشباه السماويات حتى يصنع خيمة لله يقيم فيها وسط شعبه ويكون لهم هذا مجداً وبركة ولكن الشعب جرى وراء شهواته وسقط فأرسل الله لهم موسى (كرمز للمسيح) ليعيدهم للمجد الذي أراده الله لهم وليبنى لهم الخيمة ويقيم الله وسطهم حسب خطته الأولى. ولكن هذا السقوط وكل سقوط له ثمن ندفعه. فآدم مع أن فداء المسيح فتح له الطريق للمجد ثانية إلا أنه مات وتألم في حياته كثيراً في أرض ملعونة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والشعب مع أن موسى تشفع عنهم وأتم بناء الخيمة لهم إلا ان ما حدث كان مؤلماً جداً فقد قُتِلَ منهم الكثير وبيد إخوتهم آية (27) واقتلوا كل واحد أخاه= أي كل من لا يزال يمارس هذه العبادة الشهوانية، عليهم أن يقتلوه حتى ولو كان أخاً أو صاحب ويظهر غضب الله على الشعب من قوله لموسى إذهب إنزل لأنه قد فسد شعبك ولم يقل شعبي أو ابني البكر كما كان يقول سابقاً. على أن هذه الآية تفهم بطريقة أخرى. فموسى هنا يرمز للمسيح الذي نزل ليخلص شعبه بعد أن فسد ولنأخذ أمثلة نقارن فيها بين المسيح وعمله وما قيل هنا لموسى.

    قصة موسى مع الشعب

    ما يناظرها في عمل المسيح الفدائي

    1. آية (7) إذهب إنزل لأنه قد فسد شعبك

    2. افنيهم فاصيرك شعباً عظيما (آية10)

    ملحوظة: الموت مع المسيح= كان الموت هو ما نستحقه بسبب خطيتنا وجاء المسيح ومات عنا ونحن في المعمودية نموت معه لنقوم بحياة جديدة.

    3. فتضرع موسى أمام الرب إلهه (آية11)

    4. لماذا يتكلم المصريون قائلين أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم (آية12)

    5. فندم الرب على الشر (آية14)

    6. لوحا الشهادة في يده (آية15)

    7. أصعد الآن إلى الرب لعلي أكفر خطيتكم (آية30)

    8. من أخطأ إلىّ أمحوه من كتابي (آية33)

    9. إذهب إهد الشعب (آية 35)

    1. إرادة الآب أن نخلص. وهذا تم بنزول المسيح لنا على الأرض.

    2. أفنيهم هذا يشير للموت مع المسيح هذا يبدأ بالموت في المعمودية ثم القيامة معه وينتهي بموت هذا الجسد وفنائه ثم القيامة مع المسيح أبدياً. وبالمعمودية يتكون شعب المسيح أي جسده. هذا هو الشعب العظيم الذي تكوَّن أي جسد المسيح.

    3. هذه هي شفاعة المسيح الكفارية التي بدأت بقوله على الصليب "يا أبتاه اغفر لهم"

    4. لماذا يشمت الشيطان في بني البشر قائلاً خلقهم الله ليقتلهم ويفنيهم.

    5. الرب قال لآدم موتاً تموت وبالفداء كان هناك قبول للبشر وحياة بدلاً من الموت.

    6. المسيح أتى من السماء وصعد ليرسل روحه يكتب في قلوبنا وأذهاننا ناموسه (عب10:Cool

    7. المسيح صعد إلى السموات وجلس عن يمين الآب وظهر في الأقداس ليكفر عنا (عب24:9)

    8. بفداء المسيح كتبت أسمائنا في سفر الحياة الأبدية ومن يغلب يثبت اسمه فيه (رؤ5:3)

    9. الله يقودنا في مسيرة غربتنا في هذه الحياة.

    آية (10): الله هنا لا يتردد في قراره فهو هنا ببساطة يدفع موسى ليصلي، هو يَعْلَمْ قلب موسى ومحبته لشعبه ولكنه هنا يريد أن يعلمه كيف يتشفع عن شعبه. ولذلك يطلب منا معلمنا يعقوب "صلوا بعضكم لأجل بعض" (يع16:5)



    آية (14): فندم الرب= الله لا يندم مثل البشر ولكن لكي نفهم هذه الآية نضع بجانبها الآية "إرجعوا إلىّ.. فأرجع إليكم" (زك3:1) فالله في محبته واقف ينتظر توبتنا ونحن الذين نختار طريقنا.

    (آية19): كسر اللوحين علامة أو رمز لبدء عهد النعمة ونزول موسى كما قلنا رمز لنزول المسيح وتجسده وبدء العهد الجديد وشيخوخة العهد القديم (عب13:Cool. وفي العهد الجديد تكتب الوصية على قلوبنا التي يحولها الله لقلوب لحمية عوض القلوب الحجرية. وهذا يتم بالحب، هذا عمل الروح القدس أن يسكب المحبة في قلوبنا (رو5:5) ومن يحب يحفظ الوصية.

    (آية20): وسقى بني إسرائيل= هم شربوا نتيجة خطيتهم وهكذا كل خاطئ يحمل ثمار خطيته. وما صنعه موسى أظهر للشعب تفاهة هذا الإله الذي صنعوه.

    (آية22): نرى هنا موقف هرون المتخاذل وحججه الواهية. ربما خاف أن يقتله الشعب إن لم يصنع لهم العجل. ولكن ماذا يهم في هلاك الجسد لكي تخلص الروح!!

    (آية25): بين مقاوميه= هم عماليق. الذين شاهدوهم في هذا الرقص العاري فهزأوا بهم.

    (آية27): رأينا سابقاً محبة موسى وشفاعته وحلمه وهنا نرى حزم موسى وغيرته.

    (آية29): إملأوا أيديكم= كما رأينا فهذه الآية تعني التكريس وخدمة الكهنوت. والمعنى هنا أن موسى يريد أن يقول لهم تكرسوا لله وقدِّموا له خدمة وأزيلوا هذا الشر حتى يصفح الله عنا.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالخميس 08 سبتمبر 2011, 12:57 pm

    تفسير سفر الخروج 33
    هناك فكرة واضحة في هذا الإصحاح أن الخطية هي سبب حرماننا من التمتع بوجود الله في وسطنا ورؤيتنا له. فالله نار آكله ووجود خطية فينا تكون كالوقود الذي يشتعل فيه غضب الله فيفنينا. ومن محبة الله أنه لم يعد يظهر أمامنا لئلا نموت لهذا وقف ملاك كاروبيم على باب الجنة ولهذا نسمع هنا إن صعدت لحظة واحدة في وسطكم أفنيتكم (آية5) ولا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش (آية20)

    ولكن هناك حل. فالله يريد أن يكون وسط شعبه والشعب لن يحتمل وجوده وسطهم، هذا ما حدث حين أراد الشعب أن الله يكلمهم راجع (خر9:19-19) بل أن موسى نفسه ارتعب (عب18:12-21). وراجع أيضاً (تث15:18-19) لنعرف الحل. فالمشكلة الآن أن الله يريد أن يكلم شعبه ويكون في وسطهم ولكنهم لن يحتملوا لذلك كان لابد من التجسد وهذا يتضح هنا "يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك.. وأجعل كلامي في فمه". ويظهر في (خر2:33) "وأنا أرسل أمامك ملاكاً.. " ويظهر في (خر21:33) "هوذا عندي مكان فتقف على الصخرة...." والصخرة هي المسيح (1كو4:10) والله يضعه في نقرة في الصخرة (آية22) والله يستره. وما هي هذه النقرة سوى جنب المسيح المطعون الذي خرج منه دمٌ وماء والدم يسترنا ويغطينا ويبررنا = يكفر عنا والماء مع الروح نولد منه ولادة جديدة في المعمودية. ولذلك فعلي الأرض الشهود ثلاثة هم الروح والماء والدم (1يو8:5)

    وهناك درجات فنحن نرى موسى يكلم الله وجهاً لوجه في خيمته كما يكلم الرجل صاحبه. ويتحدث مع الرب ويطلب منه والرب يستجيب. حقاً كلما اقتربنا من الله وتخلينا عن العالم بإرادتنا يقترب الله منا فنتمتع بمجده ولكن طالما نحن مازلنا في الجسد فلا تمتع بالأمجاد بصورة نهائية إلى أن نخلع هذا الجسد الترابي المائت "ويحيي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو24:7) "فإننا.. نئن مشتاقين أن نلبس فوقها مسكننا الذي في السماء" (2كو2:5 +" لي اشتهاء أن أنطلق" (في 1: 23)



    الآيات (1-6): "وقال الرب لموسى اذهب اصعد من هنا أنت والشعب الذي أصعدته من ارض مصر إلى الأرض التي حلفت لإبراهيم وإسحق ويعقوب قائلا لنسلك أعطيها. وأنا أرسل أمامك ملاكاً واطرد الكنعانيين والاموريين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين. إلى ارض تفيض لبناً وعسلاً فإني لا اصعد في وسطك لأنك شعب صلب الرقبة لئلا أفنيك في الطريق. فلما سمع الشعب هذا الكلام السوء ناحوا ولم يضع أحد زينته عليه. وكان الرب قد قال لموسى قل لبني إسرائيل انتم شعب صلب الرقبة أن صعدت لحظة واحدة في وسطكم أفنيتكم ولكن الآن اخلع زينتك عنك فاعلم ماذا اصنع بك. فنزع بنو إسرائيل زينتهم من جبل حوريب."

    قبلت شفاعة موسى لذلك يأمره الله أن يتحرك صوب أرض الميعاد وهكذا قبلت شفاعة المسيح والكنيسة الآن كلها في حركة نحو السماء. وفي آية (2) نجد مقاومات من الكنعانيين والأموريين.. الخ لكن لماذا الخوف والملاك يطردهم وهؤلاء رمز لمقاومة الشياطين ولكن ملاك الله يقاومهم ويطرحهم أمامنا. وفي آية (4) نجد الشعب ينوح وهذا واجب شعب المسيح الآن أن يحيا في توبة مستمرة نائحاً على خطاياه. وكان وضع الزينة علامة فرح عند الشرقيين (أطواق وخلاخيل..) وخلع هذه علامة للحزن والمطلوب هو الحزن المقدس ليس بيأس بل برجاء فنحن مسافرين لأرض الميعاد.



    الآيات (7-11): "واخذ موسى الخيمة ونصبها له خارج المحلة بعيداً عن المحلة ودعاها خيمة الاجتماع فكان كل من يطلب الرب يخرج إلى خيمة الاجتماع التي خارج المحلة. وكان جميع الشعب إذا خرج موسى إلى الخيمة يقومون ويقفون كل واحد في باب خيمته وينظرون وراء موسى حتى يدخل الخيمة. وكان عمود السحاب إذا دخل موسى الخيمة ينزل ويقف عند باب الخيمة ويتكلم الرب مع موسى. فيرى جميع الشعب عمود السحاب واقفاً عند باب الخيمة ويقوم كل الشعب ويسجدون كل واحد في باب خيمته. ويكلم الرب موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه وإذا رجع موسى إلى المحلة كان خادمه يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة."

    هنا نجد موسى يأخذ خيمته ويعتزل خارج المحلة والله يجتمع معه فيها. فالله لا يحتمل الخطية ولذلك فهو الآن يقيم مع موسى خارج المحلة. أي مجد للتائب فقد اصبحت خيمته بيتاً لله وأي خسارة للخاطئ. موسى خلال حب الله دخل معه في علاقة صداقة بل سميت خيمة موسى خيمة الاجتماع (7) فخيمة الاجتماع لم تكن قد اقيمت بعد.

    وفي (Cool كان الشعب ينظر وراء موسى وهو داخل لخيمته وهنا أدركوا قدسية اللقاء مع الله وقدسية خدام الله. وفي دورة البخور يدور الكاهن داخل صحن الكنيسة والشعب يصلي ويقدم طلباته وينظر الشعب الكاهن داخلاً الهيكل يقدم هذه الطلبات أمام الهيكل عن الشعب. هذا ما يحدث هنا ففي قوله: يقوم كل الشعب ويسجدون نجد فيها تقديمهم لصلواتهم وخشوعهم أمام الله. ونرى تلمذة يشوع ومرافقيه لموسى دائماً فهو ملتصق به في تعاليمه وفي عبادته. بل هناك احتمال أنه إذا كان موسى في خارج الخيمة يُعّلِّم أو يقضي للشعب كان يشوع يصلي من أجله في الخيمة.



    الآيات (12-17): "وقال موسى للرب انظر أنت قائل لي اصعد هذا الشعب وأنت لم تعرفني من ترسل معي وأنت قد قلت عرفتك باسمك ووجدت أيضاً نعمة في عيني. فالآن إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فعلمني طريقك حتى أعرفك لكي أجد نعمة في عينيك وانظر أن هذه الأمة شعبك. فقال وجهي يسير فأريحك. فقال له أن لم يسر وجهك فلا تصعدنا من ههنا. فانه بماذا يعلم أني وجدت نعمة في عينيك أنا وشعبك أليس بمسيرك معنا فنمتاز أنا وشعبك عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض. فقال الرب لموسى هذا الأمر أيضاً الذي تكلمت عنه افعله لأنك وجدت نعمة في عيني وعرفتك باسمك."



    في هذه الآيات نجد طلبتين لموسى:

    الطلبة الأولى لموسى: علمني طريقك حتى أعرفك:

    هنا موسى يريد أن يقول لله أنت أرسلتني مع هذا الشعب وهذا الشعب هو شعبك وأنت قد اخترتني لهذا العمل فهل تتركني وحدي. أنت قلت عرفتك بإسمك في السبعينية عرفتك فوق الكل. هي معرفة القبول والصداقة فالرب يعرف الذين هم له (2تي19:2) أما الذين يفعلون الشر يقول الله لهم لا أعرفكم (مت23:7).

    علمني طريقك لكي أعرفك= اسمح لي أن أعرف طريق معاملات حبك مع شعبك لكي أعرفك أنا أيضاً كما عرفتني بإسمي فأنا أريد أن أعرفك ليس معرفة الفهم بل معرفة الحب والصداقة.

    الطلبة الثانية: إن لم يَسِرْ وجهك فلا تصعدنا:

    موسى هنا يقول لله لن نقبل عنك بديلاً ولن نستريح بدونك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ووجه الله هنا إشارة للأقنوم الثاني الذي تأنس وصار بيننا يقود حياتنا ويصعد بنا إلى أحضان الآب. وسير الله أمامنا يعطينا سلاماً حقيقياً "الساكن في ستر العلي يستريح في ظل إله السماء" (مز1:91)



    الآيات (12-17): "فقال ارني مجدك. فقال أجيز كل جودتي قدامك وأنادي باسم الرب قدامك وأتراءف على من أتراءف وارحم من ارحم. وقال لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش. وقال الرب هوذا عندي مكان فتقف على الصخرة. ويكون متى اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى اجتاز. ثم ارفع يدي فتنظر ورائي وأما وجهي فلا يرى."



    الطلبة الثالثة: أرني مجدك:

    هنا نجد موسى الذي يطمع في عطايا الله اللانهائية. هو حين اشتعل قلبه بمحبة الله أراد أن يراه كما هو. وكان رد الرب أجيز كل جودتي قدامك= الله يريد ويشتاق أن يعلن مجده لنا ولكنه لا يفعل فنحن لن نحتمل. ولذلك هو يعلن مجده الآن بأن يعلن جوده وكرمه وعطاياه لكننا لا نستطيع أن نراه وإلا نموت لأننا مازلنا في جسد الخطية. وكأن بهذه الإجابة الله يريد أن يقول لموسى أنت سألت أمراً لا تحتمله فإكتفي بأن تنظر جودي وإحساناتي وأعمال قوتي. والله يعلن نفسه داخل النفس قدر ما تستطيع أن ترى لكن جوهر لاهوته لا يقدر أحد أن يعاينه. وكان هذا هو سؤال فيلبس للمسيح "أرنا الآب وكفانا" فهو لم يفهم أنه لا يمكن رؤيته بالنظر. الطريق الوحيد لأن نعاين الله هو نقاوة القلب "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" ليس بالنظر ولكن بإعلانات الله لهم عن نفسه، كلٌ بقدر ما يحتمل.

    لاحظ أن موسى طلب طلبين وكان هذا هو الثالث. فكل ما نعرف عن الله نشتاق أن نعرف أكثر.

    أتراءف على من أتراءف= هذه تشير لأن مراحم الله مجانية لا أحد يستحقها بل هو في نعمته يعطي لمن يريد. هي إرادته الحرة أن يعطي وهو يريد أن يعطي ولكن ما يحجز عطاياه هو مقدار احتمالنا. لذلك قال بعدها لا تقدر أن ترى وجهي. ثم يأتي الحديث عن الصخرة وهي تحدثنا عن التجسد والكفارة والتغطية حتى نكون مقبولين = أسترك بيدي فتنتظر ورائي= حين ننظر وجه إنسان نرى جماله ومجده ولكن حين يمر إنسان أمامنا ويعبر لا نرى سوى ظله. وهذا أقصى ما استطاع موسى إحتماله وهذا جعل وجهه يلمع (29:34).
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالجمعة 09 سبتمبر 2011, 12:05 pm

    تفسير سفر الخروج34
    الآيات (1-4): "ثم قال الرب لموسى انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين فاكتب أنا على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما. وكن مستعداً للصباح واصعد في الصباح إلى جبل سيناء وقف عندي هناك على رأس الجبل. ولا يصعد أحد معك وأيضاً لا ير أحد في كل الجبل الغنم أيضاً والبقر لا ترع إلى جهة ذلك الجبل. فنحت لوحين من حجر كالأولين وبكر موسى في الصباح وصعد إلى جبل سيناء كما أمره الرب واخذ في يده لوحي الحجر."

    الخطية دائماً تسبب خسائر لبعض النعم والإمتيازات ففي المرة الأولى وجدنا أن الله قدم اللوحين منحوتين والوصايا منقوشة عليهما. ولكن في هذه المرة طلب الله من موسى أن ينحت هو اللوحين ويكتب الله عليهما. الشعب كسر المعاهدة مع الله والله قبل أن يتصالح مع الشعب ولكن هناك خسائر. وفي تصالح الله مع شعبه نفهم أن عدم أمانة البشر لا يبطل أمانة الله "وأن قصد الله ومحبته للبشر والمجد المعد لهم سيحققه الله وأن الخطية ونتائجها من موت وخلافه هو شيء عارض فقط.

    وهذه القصة تشير أن الله كتب وصاياه على قلوب آدم وحواء وهما في حالة البراءة الأولى. وكانت قلوبهم هي الحجر الذي من صنعه والذي كتب هو عليه وصاياه وكانت قلوبهم وقتئذ قلوب لحم (حز19:11). وكسر اللوحين الأولين حين كسَّرها موسى كان يشير لفساد الإنسان الأول بسبب خطيته ولذلك بدأ الله يكتب كلماته ووصاياه بإصبعه (الروح القدس) على ألواح حجرية أي الكتاب المقدس الذي كتب بواسطة الأنبياء والرسل الذين أوحى لهم الروح القدس بما يكتبونه. فالكتاب كله موحى به من الروح القدس. فلأن قلوب البشر تقست بالخطية وصارت كالحجر ، ما عادت تعرف ارادة الله ولكي يساعد الله البشر" اعطانا الناموس عونا" حتي لا نهلك ولكنه اعطاه لنا علي لوحي حجر ليناسب طبيعة قلوبن التي تحجرت. وكان هذا حتى يأتي المسيح والذي اخذ جسده من الانسان ، ويمثل هذا دور البشر الذين اخذ منهم المسيح جسده ويمثلهم اللوحين اللذين نحتهما موسى وكتبهما الله بإصبعه (المسيح الذي تجسد من الروح القدس والقديسة العذراء مريم). هذا كان طريق الصلح. وحيث أن الطريق الأمثل أن تكتب الوصية على القلب فهذا ما صنعه المسيح فقد أرسل روحه ليسكب محبة الله فينا ويكتب وصاياه على قلوبنا وأذهاننا (أر31:31-34 + عب10:8-13 + رو5:5) وهذا معنى قول المسيح "من يحبني يحفظ وصاياي" هنا نسأل كيف يتحول قلبنا الحجري لقلب لحمي؟ والإجابة التوبة وهنا يبدأ عمل الله في تحطيم وتشكيل حجارة هذا القلب والكتابة عليه. ويكون ذلك بأن الروح القدس يسكب محبة الله فينا فنطيع وصاياه.

    وحتى يأخذ موسى من يد الله الوصايا ويكلم الله موسى كان على موسى أن يظهر وحده دون أي شخص (فهم خطاة) ولا يصعد على الجبل بهيمة (هذا إشارة للشهوات الحيوانية المُعَطِلة). ويصعد للجبل (أي يتسامى عن الأرضيات) ويعرف أنه ينتمي للسماويات. هذه هي شروط المصالحة.



    الآيات (5-9): "فنزل الرب في السحاب فوقف عنده هناك ونادى باسم الرب. فاجتاز الرب قدامه ونادى الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير اللاحسان والوفاء. حافظ الإحسان إلى ألوف غافر الإثم والمعصية والخطية ولكنه لن يبرئ إبراء مفتقد إثم الآباء في الأبناء وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع. فأسرع موسى وخر إلى الأرض وسجد. وقال إن وجدت نعمة في عينيك أيها السيد فليسر السيد في وسطنا فانه شعب صلب الرقبة واغفر اثمنا وخطيتنا واتخذنا ملكاً."

    هنا نجد في (6) أن الرب حقق وعده فإجتاز الرب قدامه. وحيث أن الإنسان لا يحتمل مجد الله والله حين يعلن فهو يعلن لكل إنسان حسب إحتماله نزل الله في السحاب (5). ونرى الله هنا يعلن عن طبيعته أنه إله رحيم ورؤوف.. والله يعلن حضوره بذكر إسمه المبارك= ونادى باسم الرب ثم إعلان صفاته وهذا يتم بينما موسى في النقرة والله يستره بيده والله في السحاب ليحجز عن موسى بهاء مجده فلا يموت. وقطعاً في قول الله هنا أنه رحيم وبطئ الغضب لكن لا يبرئ إبراء إعلان عن رحمته وعدله. وهو حين يعلن أنه يرحم من يرحم فهذا يشير إلى أنه يريد أن يرحم لكنه لا يرحم إلا من كان مستحقاً. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وقوله يفتقد ذنوب الأباء في الأبناء=هذا يعني أن الأبناء يتحملون ذنوب أبائهم اجتماعياً وصحياً ومادياً ومعنوياً ونفسياً وأدبياً ولكن هذه الآية تشير لبطء غضب الله وطول أناته فهو يصبر على الجيل الأول فلو استمرت الخطية في الجيل الثاني بلا توبة يصبر للجيل الثالث والرابع وليس معناها أن الله سيجازي الجيل الثالث والرابع لو كانوا أبرياء على خطايا أبائهم في الجيل الأول. (حز1:18-25 + أر29:31،30). والمقصود أن الله يؤدِّب الأبناء لو استمروا في خطايا أبائهم بلا توبة. ولنأخذ مثالاً من اليهود فهم قالوا "دمه علينا وعلى أولادنا" وستستمر خطيتهم حتى يؤمنوا بالمسيح! فلو آمنوا لا تصير عليهم خطية. وسجود موسى أمام الله كممثل للشعب هو إعلان عن خضوع المسيح للآب كرأس للجسد (1كو28:15).



    ملحوظات:

    1. الله يعلن عن اسمه وعن نفسه لموسى بينما هو مجتاز فهو لا يحتمل بقاؤه أمامه.

    2. الله يعلن اسمه القدوس قبل أن يعلن عن رحمته حتى نتعلم أن نقترب إلى الله في خوف ورهبة وليس في استهتار. والعكس صحيح فرهبة الله وعظمته تجعلنا لا نخشى الاقتراب منه فهو هنا يعلن عن رحمته.

    3. الله يعلن هنا عن رحمته فهو يغفر لا لاستحقاقنا بل لأنه رحيم.

    4. هناك مقارنة تظهر مراحم الله فهو حافظ الإحسان إلى ألوف ومفتقد إثم الأباء في الأبناء حتى الجيل الثالث والرابع فقط.

    5. أمام إعلان الله عن اسمه وصفاته لم يستطع موسى إلا أن يخر ويسجد (رؤ10:4).

    6. حينما كان موسى في حضرة الله صلّى طالباً من الله أن يسير وسطهم. وطلب الغفران ولاحظ أنه يقول وإغفر إثمنا ففي حضرة الله يشعر أعظم القديسين بأنه خاطئ.

    7. في (3:33) قال الله عن الشعب أنه صلب الرقبة وهنا يكررها موسى ثانية!! وهو يقصد أن يقول "يا رب فعلاً هو شعب "صلب الرقبة" ولكن هو شعبك فتعال وأملكْ علينا وغير طبيعة هذا الشعب.



    آية (10): "فقال ها أنا قاطع عهداً قدام جميع شعبك افعل عجائب لم تخلق في كل الأرض وفي جميع الأمم فيرى جميع الشعب الذي أنت في وسطه فعل الرب أن الذي أنا فاعله معك رهيب."

    الله يقبل الصلح ويقطع عهداً مع الشعب ولكن بشروط:

    1. شروط سلبية (الإمتناع عن الخطية) الآيات 11-17

    2. شروط إيجابية (وصايا حفظ الأعياد..) الآيات 18-26

    أفعل عجائب= هزيمة كل أعدائهم وشق الأردن ووقوف الشمس وكونهم يكونون رعباً للأمم ولكن هذه الآية لو فهمنا أن العهد يشير للعهد الجديد فهي تشير لأعمال الفداء العجيب. وفعل العجائب هو دور الله. أما دور الإنسان فهو الشروط السابق ذكرها.



    الآيات (11-17): "احفظ ما أنا موصيك اليوم ها أنا طارد من قدامك الأموريين والكنعانيين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين. احترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض التي أنت آت إليها لئلا يصيروا فخاً في وسطك. بل تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم. فانك لا تسجد لإله آخر لأن الرب اسمه غيور اله غيور هو. احترز من أن تقطع عهداً مع سكان الأرض فيزنون وراء آلهتهم ويذبحون لآلهتهم فتدعى وتأكل من ذبيحتهم. وتأخذ من بناتهم لبنيك فتزني بناتهم وراء آلهتهن ويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهن. لا تصنع لنفسك آلهة مسبوكة."

    المطلوب هنا رفض الخطية وعدم إقامة عهد مع الشعوب الوثنية. ولاحظ أن الشعب في هذه الرحلة كان يصعب عليه التمييز بين الخطية والخطاة لذلك حرم الله عليهم الخطاة وأمرهم بإبادتهم رمزاً لإبادة الخطية في حياتنا. والأنصاب جمع نصب وهي أعمدة تصنع من الحجر وتسمى بأسماء الآلهة تذكاراً وتكريماً لها. وغالباً تقام الأنصاب للبعل والسواري جمع سارية وهي أعمدة خشبية كانت تقام على الأماكن المرتفعة ليجتمع عندها وحولها عباد الأوثان لعبادة هذه الآلهة والسواري كانت تقام للآلهة عشتروث. ولاحظ قوله تكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم ولم يقل تهدمون مذابحهم وقد أثبت التاريخ أن الكنعانيين لم يكن لهم هياكل. والتحريم هنا يشير في حياة التائب أن لا يتساهل مع أي خطية حتى ولو صغيرة حتى لا تكن شركاً له "احترز من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم". والسبب المذكور هنا حتى يتركوا الخطية. أن الله إله غيور لن يحتمل أن يكون قلب شعبه منقسماً بين عبادة الله وعبادة البعل. وكون الله غيور فهي تعني انه غيور على خلاص أولاده وهو يعلم أن خلاص أولاده لن يتم إلا في حالة تبعيتهم الكاملة له وتحررهم من كل تبعية غريبة. ومنع الزواج من بنات الكنعانيين هو لمنع زواجهم بآلهتهم وهذا ما حدث مع الملك سليمان نفسه فعبد الأوثان في أواخر أيامه.



    الآيات (18-27): "تحفظ عيد الفطير سبعة أيام تأكل فطيراً كما أمرتك في وقت شهر أبيب لأنك في شهر أبيب خرجت من مصر. لي كل فاتح رحم وكل ما يولد ذكراً من مواشيك بكراً من ثور وشاة. وأما بكر الحمار فتفديه بشاة وأن لم تفده تكسر عنقه كل بكر من بنيك تفديه ولا يظهروا أمامي فارغين. ستة أيام تعمل وأما اليوم السابع فتستريح فيه في الفلاحة وفي الحصاد تستريح. وتصنع لنفسك عيد الأسابيع أبكار حصاد الحنطة وعيد الجمع في آخر السنة. ثلاث مرات في السنة يظهر جميع ذكورك أمام السيد الرب اله إسرائيل. فأني اطرد الأمم من قدامك وأوسع تخومك ولا يشتهي أحد أرضك حين تصعد لتظهر أمام الرب إلهك ثلاث مرات في السنة. لا تذبح على خمير دم ذبيحتي ولا تبت إلى الغد ذبيحة عيد الفصح. أول أبكار أرضك تحضره إلى بيت الرب إلهك لا تطبخ جديا بلبن أمه. وقال الرب لموسى اكتب لنفسك هذه الكلمات لأنني بحسب هذه الكلمات قطعت عهداً معك ومع إسرائيل."

    هنا نجد الشروط الإيجابية فلا يكفي الهروب من الشر ولكن حفظ الأعياد وتقديم الأبكار وتقديس يوم الرب شروط هامة. فهذه الأمور تلهب قلب الإنسان بنار محبة الله وتعطيه فرحاً وراحة.

    هم احتفلوا وأكلوا وشربوا للعجل الذهبي والله يعرف حاجة الإنسان للأعياد. لأن تكون له أيام فرح فحدد الرب أياماً مقدسة للفرح ولكن لمناسبات مقدسة وفيها نذكر إحسانات الله علينا فنقدم له الشكر وتقديم الشكر لله يلهب القلب بمحبته. فالأعياد المقدسة تقربنا من الله بينما أفراح العالم تبعدنا عنه.

    سبعة أيام تأكل فطير= الفطير أي لا خمير والخمير يشير للشر. وسبعة أيام أي هي إشارة للامتناع عن الشر العمر كله. وحفظ السبت= إشارة للاهتمام بالحياة الأبدية وسط مشاغل العالم والعمل. الظهور أمام الرب 3مرات في السنة= إشارة لأهمية الشعور بأننا أمام الله دائماً فنحيا في وقار وخشية. وهل في الظهور أمام الرب حين يذهب كل الرجال أي خطر من هجوم الأعداء؟ الإجابة لا تخافوا فالله هو الذي يحفظ مدنكم وأسواركم لا يشتهي أحد أرضك. ليس فقط لن يغزوا أحد أرضك بل لن يشتهي أحد أرضك فقلوب البشر في يد الله. والأعياد المذكورة هنا هي عيد الفصح والفطير تذكاراً لخروجهم من مصر ويلحق بهذا قانون تقديم الأبكار تذكاراً لأن الله أهلك أبكار المصريين وأنقذهم هم. ثم نجد عيد الأسابيع (البنديكوستي) في يوم الخمسين بعد الفصح ومعه شريعة الباكورات لباكورات الأثمار وثالث عيد هو عيد الجمع أو الحصاد الذي هو عيد المظال.

    لا تطبخ جدياً بلبن أمِّه= هي دعوة لمنع القسوة وهي أيضاً لمنعهم من العادات الوثنية فكانوا يطبخون الجدي بلبن أمه ويأخذون هذا اللبن ويرشونه في الحقول اعتقاداً منهم بأن هذا يزيد خصوبتها.

    وكان اليهود يملكون كثيراً من الحمير للركوب والنقل وحيث أن الحمار حيوان غير طاهر فكان يجب أن بستبدلوه بشاة.



    الآيات (28-35): "وكان هناك عند الرب أربعين نهاراً وأربعين ليلة لم يأكل خبزاً ولم يشرب ماء فكتب على اللوحين كلمات العهد الكلمات العشر. وكان لما نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل أن موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه. فنظر هرون وجميع بني إسرائيل موسى وإذا جلد وجهه يلمع فخافوا أن يقتربوا إليه. فدعاهم موسى فرجع إليه هرون وجميع الرؤساء في الجماعة فكلمهم موسى. وبعد ذلك اقترب جميع بني إسرائيل فأوصاهم بكل ما تكلم به الرب معه في جبل سيناء. ولما فرغ موسى من الكلام معهم جعل على وجهه برقعاً. وكان موسى عند دخوله أمام الرب ليتكلم معه ينزع البرقع حتى يخرج ثم يخرج ويكلم بني إسرائيل بما يوصى. فإذا رأى بنو إسرائيل وجه موسى أن جلده يلمع كان موسى يرد البرقع على وجهه حتى يدخل ليتكلم معه."

    امتزج العهد بالصوم فموسى صام والسيد المسيح في بدئه للعهد الجديد صام 40 يوماً وهكذا إيليا صام 40يوماً. والمسيح حين تجلى كان معه موسى وإيليا. وسر احتمال موسى أنه كان عند الرب فهو يتلذذ بالرب وبوصاياه. والجموع التي شبعت من معجزة إشباع الجموع لم يشعروا بجوع فهم متلذذين بما يسمعون. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). إذاً نحن نصوم لنأخذ من الله وإذ نأخذ من الله لا نشعر بالجوع أو ننسى الجوع لفترة. فنحن لا نحيا بالخبز وحده بل بكل كلمة تخرج من فم الله. موسى كان يشبع من معرفة الله فهذه هي الحياة وهذا هو خبز الملائكة. وكيف عاد موسى للأرض.

    1. حاملاً كلمة الله. وأي مجد لموسى أن يحمل كلمة الله للبشر.

    2. كان وجهه يلمع فهو رأى أكثر من المرات السابقة. هو رأي مجد الله. وموسى وجهه لمع وهو مختبئ في الجبل فكم وكم كان لمعان وجه آدم وحواء اللذان كانا يكلمان الله مباشرة.

    وهذا درس في التواضع فموسى يخفي نوراً يلمع في وجهه وهناك من يريد أن يظهر نوراً ليس له= موسى لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع.

    والبرقع علّق عليه بولس الرسول بأن اليهود مازالوا يضعون هذا البرقع على عيونهم حتى لا يدركوا أن الكتاب الذي بين أيديهم يشهد للمسيح (2كو15:3) وكثيرين يوجد برقع على عيونهم يقرأون الكتاب ولا يفهمونه، ولا تكفي الدارسة لنفهم بل يجب أن يفك المسيح ختوم الكتاب (رؤ5:5 + لو32:24) هنا نرى تلميذي عمواس قلبهم ملتهب إذ يشرح لهم المسيح. والمسيح لن يفك الختوم ويشرح إن لم نترك عبودية العالم والمال وشهوة الجسد.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالجمعة 09 سبتمبر 2011, 12:07 pm

    تفسير خروج 35
    نجد هنا إعادة لما سبق فخطة الله لا شيء يُعَوِّقها، والله يريد أن يقيم وسط شعبه وهو سيفعل هذا. بالإضافة لأن الوحي أراد إظهار أن كل شيء تمَّ حسب أمر الله تماماً. وهنا نلاحظ طاعة الشعب في تنفيذ أوامر الله، وهذا يعطينا شعور بأن بطاعة الله تكتب أسماءنا في سفر الحياة والخلود كما سُجِّلَ هنا طاعة الشعب. ولاحظ تكرار كلمة بحسب ما أمر الرب كثيراً.

    ونجد هنا التكريس الاختياري والتقدمات الاختيارية "كل سموح القلب"



    (19:35): "والثياب المنسوجة للخدمة في المقدس والثياب المقدسة لهرون الكاهن وثياب بنيه للكهانة."

    الثياب المنسوجة للخدمة= غالباً هي التي يغطون بها الأدوات.

    ونرى هنا وحدة الشعب، الكل يشترك بما عنده وبمواهبه في العمل، رؤساء وشعب، رجال ونساء. هذه هي الروح التي يحبها الله ويفيض خلالها من روحه عليهم.



    (3:36): "فاخذوا من قدام موسى كل التقدمة التي جاء بها بنو إسرائيل لصنعة عمل المقدس لكي يصنعوه وهم جاءوا إليه أيضاً بشيء تبرعاً كل صباح."

    كل صباح= الذين يبكرون إلىّ يجدونني (أم17:Cool



    (26:38): "للرأس نصف نصف الشاقل بشاقل المقدس لكل من اجتاز إلى المعدودين من ابن عشرين سنة فصاعداً لست مئة ألف وثلاثة آلاف وخمس مئة وخمسين."

    نصفٌ نِصفّ الشاقِلِ= يبدو أن نصف الشاقل أصبح اسمه نصفُ وأصبح كعملة معروفة. كما نقول شلن على العملة التي تساوي 5قروش،



    (34:40): "ثم غطت السحابة خيمة الاجتماع وملأ بهاء الرب المسكن."

    ثم غطت السحابة وملأ بهاء الرب المسكن= كلمة بهاء الرب بالعبرية شكيناه وحينما ملأ بهاء الرب المسكن لم يستطع موسى أن يدخل بكل ما بلغ إليه من دالة لدى الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). كأنه أراد أن يعلن لشعبه أنه قدم الرمز كاملاً وترك الطريق للابن الوحيد الذي في حضن الآب، هو وحده الذي يدخل قدس الأقداس، يحملنا فيه لننعم ببهاء الرب وشركة أمجاده إلى الأبد.



    طريق الاقتراب لله كما يبدو وللذين هم من خارج

    الذين هم خارج يرون سوراً أبيض (نقاوة) ورؤوس فضية للأعمدة (كرازة بكلمة الله ويشتهون الدخول ويجدون باباً واحداً ملوناً (المسيح) وهو واسع 20ذراع فهو دعوة للجميع. ثم يجدون مذبح النحاس (الإيمان بالمسيح المصلوب) ثم المرحضة (التوبة كحياة مستمرة بعد المعمودية لأول مرة ولمرة واحدة فقط) ثم يجدوا باباً آخر للدخول للمقدسات هناك الشركة (المائدة) والاستنارة (المنارة) والمسيح القائم يشفع فينا للأبد (مذبح البخور) ثم نجد حجاباً (كان هذا رمزاً للمسيح الذي مات على الصليب ليفتح الأقداس والآن نحن نتحد بهذا الجسد حتى يحين موعد دخولنا للسماويات) وأخيراً نجد السماويات التي ننعم بعربونها الآن.



    طريق الاقتراب بحسب خطة الله أو قصده الأول (إصحاحات 25-30)

    الله يعلن مجده أولاً (تابوت العهد) وأنه يريد أن يشرك معه شعبه (المائدة) ويعطيهم استنارة (المنارة)



    طريق الاقتراب بحسب قصد الله بعد السقوط (إصحاحات 35-40)

    هنا يبدأ بالشقق فلا اقتراب الآن إلا عن طريق المسيح المتجسد.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالجمعة 09 سبتمبر 2011, 12:08 pm

    تفسير خروج 36
    نجد هنا إعادة لما سبق فخطة الله لا شيء يُعَوِّقها، والله يريد أن يقيم وسط شعبه وهو سيفعل هذا. بالإضافة لأن الوحي أراد إظهار أن كل شيء تمَّ حسب أمر الله تماماً. وهنا نلاحظ طاعة الشعب في تنفيذ أوامر الله، وهذا يعطينا شعور بأن بطاعة الله تكتب أسماءنا في سفر الحياة والخلود كما سُجِّلَ هنا طاعة الشعب. ولاحظ تكرار كلمة بحسب ما أمر الرب كثيراً.

    ونجد هنا التكريس الاختياري والتقدمات الاختيارية "كل سموح القلب"



    (19:35): "والثياب المنسوجة للخدمة في المقدس والثياب المقدسة لهرون الكاهن وثياب بنيه للكهانة."

    الثياب المنسوجة للخدمة= غالباً هي التي يغطون بها الأدوات.

    ونرى هنا وحدة الشعب، الكل يشترك بما عنده وبمواهبه في العمل، رؤساء وشعب، رجال ونساء. هذه هي الروح التي يحبها الله ويفيض خلالها من روحه عليهم.



    (3:36): "فاخذوا من قدام موسى كل التقدمة التي جاء بها بنو إسرائيل لصنعة عمل المقدس لكي يصنعوه وهم جاءوا إليه أيضاً بشيء تبرعاً كل صباح."

    كل صباح= الذين يبكرون إلىّ يجدونني (أم17:Cool



    (26:38): "للرأس نصف نصف الشاقل بشاقل المقدس لكل من اجتاز إلى المعدودين من ابن عشرين سنة فصاعداً لست مئة ألف وثلاثة آلاف وخمس مئة وخمسين."

    نصفٌ نِصفّ الشاقِلِ= يبدو أن نصف الشاقل أصبح اسمه نصفُ وأصبح كعملة معروفة. كما نقول شلن على العملة التي تساوي 5قروش،



    (34:40): "ثم غطت السحابة خيمة الاجتماع وملأ بهاء الرب المسكن."

    ثم غطت السحابة وملأ بهاء الرب المسكن= كلمة بهاء الرب بالعبرية شكيناه وحينما ملأ بهاء الرب المسكن لم يستطع موسى أن يدخل بكل ما بلغ إليه من دالة لدى الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). كأنه أراد أن يعلن لشعبه أنه قدم الرمز كاملاً وترك الطريق للابن الوحيد الذي في حضن الآب، هو وحده الذي يدخل قدس الأقداس، يحملنا فيه لننعم ببهاء الرب وشركة أمجاده إلى الأبد.



    طريق الاقتراب لله كما يبدو وللذين هم من خارج

    الذين هم خارج يرون سوراً أبيض (نقاوة) ورؤوس فضية للأعمدة (كرازة بكلمة الله ويشتهون الدخول ويجدون باباً واحداً ملوناً (المسيح) وهو واسع 20ذراع فهو دعوة للجميع. ثم يجدون مذبح النحاس (الإيمان بالمسيح المصلوب) ثم المرحضة (التوبة كحياة مستمرة بعد المعمودية لأول مرة ولمرة واحدة فقط) ثم يجدوا باباً آخر للدخول للمقدسات هناك الشركة (المائدة) والاستنارة (المنارة) والمسيح القائم يشفع فينا للأبد (مذبح البخور) ثم نجد حجاباً (كان هذا رمزاً للمسيح الذي مات على الصليب ليفتح الأقداس والآن نحن نتحد بهذا الجسد حتى يحين موعد دخولنا للسماويات) وأخيراً نجد السماويات التي ننعم بعربونها الآن.



    طريق الاقتراب بحسب خطة الله أو قصده الأول (إصحاحات 25-30)

    الله يعلن مجده أولاً (تابوت العهد) وأنه يريد أن يشرك معه شعبه (المائدة) ويعطيهم استنارة (المنارة)



    طريق الاقتراب بحسب قصد الله بعد السقوط (إصحاحات 35-40)

    هنا يبدأ بالشقق فلا اقتراب الآن إلا عن طريق المسيح المتجسد.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

    تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر الخروج   تفسير سفر الخروج - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 13 سبتمبر 2011, 11:36 am

    تفسير سفر الخروج اصحاح 37الي 40

    لماذا ذكرت تفصيلات الخيمة بإسهاب مرة أخرى؟
    أ. أراد الكتاب المقدس أن يؤكد أن الصناع قد اتزموا بالدقة الشديدة في عمل الخيمة وكل أدواتها حسب المثال الذي أمر به الله موسى. فإن الله الذي يهتم بإقامة مسكن روحي في داخلنا يُريد فينا الدقة في تنفيذ الوصية.

    ب. تسجيل أعمال الطاعة التي قام بها هذا الشعب لتصير جزءًا حيًا من كلمة الله، إنما يعلن لنا أننا – خلال أعمال الطاعة – تصير حياتنا مسجلة في سفر الحياة ويُكتب لنا الخلود.



    2. التقدمات:
    رأينا قبلاً قول الكتاب "خذوا من عندكم تقدمة للرب" (35: 5)، إنها قد حملت تقدمة داخلية، فيقدم الإنسان حياته وقلبه ومشاعره وفكره... لهذا تنوعت التقدمات لكننا لا نجد فيها "رصاصًا" لأنه يُشير للخطية، إنما نجد الذهب والفضة والنحاس... حتى شعر الماعز وجلود الكباش والتخس التي تُشير إلى حياة الإماتة وضبط شهوات الجسد.

    يؤكد الكتاب: "جاء الرجال مع النساء كل سموح القلب..." هذه الشركة في العطاء تُشير إلى إشتراك النفس مع الجسد، والفكر مع العاطفة، أي تقديس الإنسان كله كوحدة واحدة. وكما يقول العلامة أوريجانوس: [النساء هن صالحات يَطعن رجالهن، بمعنى أن الجسد صالح لا يتمرد على الروح بل يطيعها وينسق العمل معها[446]].

    كما أن الجسد يمكن أن يحطم النفس بمقاومته لها خلال الشهوات الشريرة، فيحرم الأثنان معًا من الأمجاد الإلهية، هكذا بخضوعه يعمل مع النفس تحت قيادة السيد المسيح بواسطة روحه القدوس لينالا معًا الإكليل السماوي. وكما يقول العلامة أوريجانوس أنه إذ يتم التنسيق بين النفس والجسد والوحدة بينهما في العمل الروحي يسكن الله في الإنسان كقول الرب: "إن اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون في وسطهم" (مت 18: 19).

    هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نجد أيضًا في هذا العمل صورة حية للكنيسة الحية التي يعمل فيها الرجال مع النساء ويشترك الشيوخ أيضًا... الكل يقدم شيئًا، ليس من خاملٍ ولا من عقيم في أعضاء جسد السيد المسيح.

    تخصص الرؤساء في تقديم حجارة الجزع وحجارة الترصيع للرداء والصدرة وتقديم الطيب والزيت للضوء ولدهن المسحة وللبخور العطر [27-28]، هؤلاء الرؤساء يشيرون للعمل القيادي لذا قدموا الحجارة التي تحدثنا عنها قبلاً والتي تُشير إلى حمل الشعب على الكتفين والصدر للدخول بهما إلى هيكل الرب بروح أبوي، نحمل مسئوليتهم ونصلي عنهم! هؤلاء يملأون أيضًا السراج بالزيت حتى تضيئ حياتهم العملية بنور الإيمان العملي الحيّ فيشهدوا لله أمام الجميع، ويقدموا دهن المسحة لتكون أعمالهم ممسوحة بالروح القدس، أما البخور والعطور فلأن سرّ نجاحهم هو "الصلاة الدائمة" وتقديم حياتهم ذبيحة حب رائحة بخور زكية لدى الله.



    3. الحكمة في العمل والتبرع:
    يلزمنا إذ نملك مواد الخيمة أن تكون لنا الحكمة في بناء الخيمة، وكما يقول العلامة أوريجانوس: [ماذا ينفعك لو أنك ملكت هذه المواد ولا تستطيع أن تستعملها، وتجهل إبراز قيمتها في الوقت المناسب وبالطريقة اللائقة؟! لهذا يليق بنا أن نجاهد لنصير حكماء، لكي نقدر أن نستخدم الأشياء التي نتعلمها من الكتب المقدسة في حينها، ونضعها في مكانها المناسب، فنبني بها مسكن الله ونزينه[447]].



    4. التبكير في العطاء:
    كان الشعب يقدم عطاياه كل صباح (36: 3)، والصناع يقدمون أعمالهم، ليس كحماس مؤقت ولكن بروح مثابر دائم حتى صار هناك فيض فوق الحاجة. هذه صورة الحياة العاملة التي تقدم للرب حياتها الداخلية وأعمالها كل صباح، أي في وقت مبكر، ولا تنتظر لتقدم للرب ما يتبقى منها في آخر النهار. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). إنها تعطيه الأولوية في كل حياتها، الله أولاً وقبل كل إنسان وقبل كل عمل! لهذا تقول الحكمة (الرب): "أنا أحب الذين يحبونني والذين يبكرون إليّ" (أم 8: 17). ويقول المرتل: "يا الله إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء لكي أبصر قوتك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك" (مز 63: 1-2).

    تقديمهم عطاياهم في الصباح لا يعني فقط أنهم يقدمون من أعوازهم، لكنهم أيضًا يقدمون بفرح وابتهاج بغير تردد ولا تأجيل، وكأنهم يتمثلون بمريم المجدلية التي خرجت في الصباح الباكر تحمل أطياب الحب لتلتقي بالسيد المسيح القائم من الأموات.



    5. تدشين الخيمة (ص 40):
    إذ أطاع الشعب أوامر الله بكل دقة أُقيمت الخيمة، وتقبلها الله الذي تسعه السموات والأرض لتكون مسكنًا له وسط شعبه!

    كان يومًا مفرحًا إذ سيم الكهنة ودشنت كل الخيمة وأدواتها "ثم غطت السحابة خيمة الإجتماع وملأ بهاء الرب المسكن، فلم يقدر موسى أن يدخل خيمة الإجتماع، لأن السحابة حلت عليها وبهاء الرب ملأ المسكن" [34-35]. هنا موسى بكل ما بلغ إليه من دالة لدى الله عجز عن الدخول إلى الخيمة لأن السحابة حلت عليها وبهاء الرب ملأ المسكن، وكأنه أراد أن يعلن لشعبه أنه قدم الرمز كاملاً وترك الطريق للابن الوحيد الذي في حضن الآب، وهو وحده الذي يدخل قدس الأقداس، يحملنا فيه لننعم بسحابة الروح القدس التي تملأ المسكن وندخل به إلى بهاء الرب وشركة أمجاده إلى الأبد.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
     
    تفسير سفر الخروج
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتدي طماف ايرينى :: الكتـــــــــاب المقدس :: دراسه الكتاب المقدس-
    انتقل الى: