منتدي طماف ايرينى
اهلا بكم في منتدي طماف ايريني ونتمني لكم اوقات مباركة
ومنتظرين مشاركاتكم
منتدي طماف ايرينى
اهلا بكم في منتدي طماف ايريني ونتمني لكم اوقات مباركة
ومنتظرين مشاركاتكم
منتدي طماف ايرينى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيــــلدخول
   1 فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم (2مل16:6). 2  الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط (ام1:15).  3 يارب تجعل لنا سلاما لانك كل اعمالنا صنعتها لنا (اش12:26).  4طوبى للذى ينظرالى المسكين فى يوم الشر ينجيه الرب (مز1:41).  5 لانه لا يزل من قلبه ولا يحزن بنى انسان (مز33:31 .  6 واما التقوى مع القناعه فهى تجاره عظيمه (اتى6:6)  7 ليصل المسيح بالايمان فى قلوبكم (اف17:3).  8 فان جاع عدوك فاطعمه وان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه (رو20:12)   9لانك انت رجائى يا سيدى الرب متكلى منذ صباى (مز5:71).  10 مخافه الرب ادب حكمه وقبل الكرامه التواضع (ام33:15)  11 الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج (مز5:126).  12 لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا رديّة ولا شجرة رديّة ان تصنع اثمارا جيدة .  13 كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار .  14 فاذا من ثمارهم تعرفونهم  15 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات .  16 طريق الكسلان كسياج من شوك وطريق المستقيمين منهج (ام19:15).  17 لان الرب راض عن شعبه يجمل الودعاء بالخلاص (مز4:149)  18 اما رحمه الرب فالى الدهر والابد على خائفيه وعدله على بنى البنين (مز17:103).  19ان سالتم شيئا باسمى فانى افعله (يو14:14) .  20 افرحوا وتهللوا لآن اجركم عظيم فى السموات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم (مت12,11:5) .  21 ويل للحكماء فى عين انفسهم والفهماء عند ذواتهم (اش21:5).  22 فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم (2مل16:6).  23 الق علي الرب همك فهو يعولك    
مواضيع مماثلة

     

      تفسير سفر التكوين

    اذهب الى الأسفل 
    انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
    كاتب الموضوعرسالة
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2011, 1:15 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 26
    حدث جوع في الأرض مثلما حدث أيام إبراهيم. لكن إسحق يسأل الرب وكطلب الرب لا ينزل إلي مصر بل يتغرب في جرار. لقد تربي إسحق في بيئة إيمانية وله إيمان قوي فلماذا يمتحنه الرب بهذه المجاعة؟ هنا نري أن الله يسمح بالتجارب ليتثبت الإيمان وينمو حين يحتمل الإنسان التجربة فها نحن نري زراعة إسحق 100 ضعف. فإيمانه قطعاً زاد وتثبت حينما رأي يد الله في الشدة. ورأى من حوله بركة الله له.



    أية 1:

    " 1 وكان في الارض جوع غير الجوع الاول الذي كان في ايام ابراهيم فذهب اسحق إلى ابيمالك ملك الفلسطينيين إلى جرار "

    وكان في الأرض جوع = الجوع وقع علي الأرض وليس علي إسحق. فالله يعول أولاده.



    الأيات 2-4:

    " 2 وظهر له الرب وقال لا تنزل إلى مصر اسكن في الارض التي اقول لك 3 تغرب في هذه الارض فاكون معك واباركك لاني لك ولنسلك اعطي جميع هذه البلاد وافي بالقسم الذي اقسمت لابراهيم ابيك 4 واكثر نسلك كنجوم السماء واعطي نسلك جميع هذه البلاد وتتبارك في نسلك جميع امم الارض "

    إذ ذهب إبراهيم إلي مصر دون إستشارة الله كاد أن يفقد زوجته. ومن المؤكد أن إسحق وقع تحت نفس الغواية إلا أنه سال الله وأطاعه فكان له وعود بالبركة ثم بركات كثيرة. فلا مانع من التجارب لكن هناك بركة مع الطاعة والصبر. وإذ سمع إسحق لصوت الله ولم ينزل سمع تجديد العهد معه وظهر له الرب = إن كنا نسمع صوت الله ننعم بتجليه فينا.



    الأيات 5، 6:

    " 5 من اجل ان ابراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي اوامري وفرائضي وشرائعي 6 فاقام اسحق في جرار "

    الله يبارك إسحق من أجل إبراهيم الذي مات وهذا دليل علي الشفاعة. لاحظ أن الله يبارك لإسحق من أجل أبيه الذي مات بالجسد لكنه حى عند الله، فلماذا لا نتشفع بالعذراء والقديسين والملائكة.



    أية 7:

    " 7 وساله اهل المكان عن امراته فقال هي اختي لانه خاف ان يقول امراتي لعل اهل المكان يقتلونني من اجل رفقة لانها كانت حسنة المنظر "

    حقا لا يوجد إنسان كامل فها هو إسحق يكرر نفس خطأ أبيه إبراهيم. والكتاب المقدس لا يمتنع أن يذكر أخطاء القديسين حتي لا نيأس فهم بشر مثلنا "وكان إيليا إنسان تحت الألام مثلنا يع 17:5. فها هو إسحق يخاف من أهل جرار فيكذب.



    أية 8:

    " 8 وحدث اذ طالت له الايام هناك ان ابيمالك ملك الفلسطينيين اشرف من الكوة ونظر واذا اسحق يلاعب رفقة امراته "

    أبيمالك غالباً ليس هو نفس الملك الذي عاصر إبراهيم. فإبيمالك لقب ملوك جرار وليس إسماً.



    الأيات 9-11:

    " 9 فدعا ابيمالك اسحق وقال انما هي امراتك فكيف قلت هي اختي فقال له اسحق لاني قلت لعلي اموت بسببها 10 فقال ابيمالك ما هذا الذي صنعت بنا لولا قليل لاضطجع احد الشعب مع امراتك فجلبت علينا ذنبا 11 فاوصى ابيمالك جميع الشعب قائلا الذي يمس هذا الرجل أو امراته موتا يموت "

    كما أن الكتاب المقدس يظهر أخطاء القديسين نراه يظهر حسنات الوثنيين. وهنا نجد أبيمالك شخصاً أمينا يخاف الرب فعلينا أن لا نحتقر إنسان بسبب دينه فالله هو الذي يري خفايا القلوب. ومن أقوال إبيمالك نعرف أن مخاوف إسحق من أهل جرار لم يكن لها مبرر.



    أية 12:

    " 12 وزرع اسحق في تلك الارض فاصاب في تلك السنة مئة ضعف وباركه الرب "

    وزرع إسحق… مئة ضعف: البدو عادة لا يهتمون بالزراعة أما إسحق فأهتم بزراعة الأرض. وبالرغم من خطأ إسحق إلا أن الله لم يمنع بركته عنه بل أصاب 100 ضعف. وهذا الرقم 100 راجع إلي

    1. بركة الرب.

    2. عدم اهتمام البدو بالزراعة.

    3. هو وقت مجاعة فالأرض لا تعطي ثمراً لكن هي بركة الرب "كما كان في أيام موسي ظلمة علي كل مصر ونور علي الشعب".



    أية 14:

    " 14 فكان له مواش من الغنم ومواش من البقر وعبيد كثيرون فحسده الفلسطينيون "

    هذه البركة في الزراعة مع كثرة المواشي سبب حسد الفلسطينيين لإسحق. وهنا نري في هذا الصراع والحسد صراع العالم مع أولاد الله. والله أعطي إسحق 100 ضعف ليلمس وجوده معه فلا ييأس في هذا الصراع. وكثيراً ما يعطينا الله خيرات مادية نشعر بسببها بوجوده معنا في حياتنا ويكون هذا تثبيتاً لنا في صراعاتنا الروحية وأنه قادر أن يهبنا نصرة علي عدو الخير كما باركنا مادياً. وهذا يعطي إطمئنان لأولاد الله فلا يخافوا في أثناء صراعهم " لا تخف لأني معك".



    أية 15:

    " 15 وجميع الابار التي حفرها عبيد ابيه في ايام ابراهيم ابيه طمها الفلسطينيون وملاوها ترابا "

    بدأت الحرب بأن ردم الفلسطينيين أبار إسحق. فالحرب هنا لأجل المياه. وإذا فهمنا أن المياه تشير إلي الروح القدس نفهم أن عدو الخير يحاول أن يحرمنا من هذه النعمة حتي لا نثمر.



    الأيات 18-22:

    " 18 فعاد اسحق ونبش ابار الماء التي حفروها في ايام ابراهيم ابيه وطمها الفلسطينيون بعد موت ابيه ودعاها باسماء كالاسماء التي دعاها بها ابوه 19 وحفر عبيد اسحق في الوادي فوجدوا هناك بئر ماء حي 20 فخاصم رعاة جرار رعاة اسحق قائلين لنا الماء فدعا اسم البئر عسق لانهم نازعوه 21 ثم حفروا بئرا اخرى وتخاصموا عليها ايضا فدعا اسمها سطنة 22 ثم نقل من هناك وحفر بئرا اخرى ولم يتخاصموا عليها فدعا اسمها رحوبوت وقال انه الان قد ارحب لنا الرب واثمرنا في الارض "

    إسحق فضَل أن يترك مكان النزاع بعد أن طردوه ولكنه بدأ في نبش أبار الماء أي الجهاد حتي يحصل علي المياه وهذه تساوي "إضرم موهبة الله التي فيك 2 تي 6:1" لكن هل يترك عدو الخير الأمور تمضي بسلام؟ بالقطع لا!! فخاصم رعاة جرار رعاة إسحق وتكرر هذا. لقد إحتمل إسحق بوداعة كل الإضطهاد وكان يترك مكان الشر رمزاً لإضطهاد المسيح كل أيام حياته علي الأرض. وردم الأبار في البرية هي أحسن وسيلة لطرد شخص من مكانه فلا حياة بدون ماء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وللعلم فإن هذه الأبار كانت من حق إسحق بمقتضي المعاهدة بين أبيه إبراهيم وإبيمالك. إلا أن النزاع المستمر بين العالم الذي لا يحتمل أن يري نعمة الله في أبنائه،نجدهم يغتاظون محاولين هدم ما عمله الله. ونلاحظ أن الله يتركهم حيناً لإدانتهم كبشر لكنه يفتح باباً اخر للنجاح والقوة لأولاده. وهكذا إذ تخاصموا علي بئر وأخذوها أعطي الله لإسحق بئراً اخري. البئر الأولي أسماها عسق = أي خصام والبئر الثانية سطنة = أي نزاع والبئر الثالثة أسماها رحوبوت = أي الأماكن الرحبة المتسعة. لأن إسحق شعر أن الله أعطاه بركات بإتساع وبغير نزاع. وهذه هي البئر الثالثة ورقم (3) يشير للقيامة وكأن الروح القدس يعطي ثماره بإتساع ورحبة علي أساس القيامة. والإيمان بسر الثالوث. ولنلاحظ أن الحرب مع عدو الخير ستستمر إلي أن نذهب للراحة الأبدية (الرحبة) دون نزاع علي رجاء القيامة.



    الأيات 23-25:

    " 23 ثم صعد من هناك إلى بئر سبع 24 فظهر له الرب في تلك الليلة وقال انا اله ابراهيم ابيك لا تخف لاني معك واباركك واكثر نسلك من اجل ابراهيم عبدي 25 فبنى هناك مذبحا ودعا باسم الرب ونصب هناك خيمته وحفر هناك عبيد اسحق بئرا "

    بعد أن حصل إسحق علي الماء نجد هنا سلسلة من الأحداث لها معاني روحية.

    1. صعد من هناك: ترك مكان الشر (يمثل توبة المؤمن).

    2. إلي بئر سبع: بئر الماء يشير للمعمودية ويشير لعمل الروح القدس في المعمد.

    3. ظهر له الرب: فالمعمودية ثم التوبة في حياة المسيحي تعطي إستنارة "طوبي لأنقياء القلب لأنهم..."

    4. إني معك وأباركك: الله معنا فكيف نخاف. وهو يباركنا فلا نضطرب. ويسندنا في هذه الحرب.

    5. فبني هناك مذبحاً: عبادة مستمرة وصلوات بل تقديم الإنسان نفسه ذبيحة حية.

    6. نصب خيمته: الاحساس بالغربة والاشتياق والحنين للسماويات

    7. حفر بئراً: إضرام موهبة الله بالجهاد المستمر في حياتنا حتي الدم ضد الخطية.



    الأيات 26-33:

    " 26 وذهب اليه من جرار ابيمالك واحزات من اصحابه وفيكول رئيس جيشه 27 فقال لهم اسحق ما بالكم اتيتم الي وانتم قد ابغضتموني وصرفتموني من عندكم 28 فقالوا اننا قد راينا ان الرب كان معك فقلنا ليكن بيننا حلف بيننا وبينك ونقطع معك عهد 29 ان لا تصنع بنا شرا كما لم نمسك وكما لم نصنع بك الا خيرا وصرفناك بسلام انت الان مبارك الرب 30 فصنع لهم ضيافة فاكلوا وشربوا 31 ثم بكروا في الغد وحلفوا بعضهم لبعض وصرفهم اسحق فمضوا من عنده بسلام 32 وحدث في ذلك اليوم ان عبيد اسحق جاءوا واخبروه عن البئر التي حفروا وقالوا له قد وجدنا ماء 33 فدعاها شبعة لذلك اسم المدينة بئر سبع إلى هذا اليوم "

    في هذه الأيات تحقيق لوعد الله "إن أرضت الرب طرق إنسان جعل حتي أعداؤه يسالمونه أم 7:16" فأهل المنطقة حينما رأوا نجاح إسحق حسدوه وخافوا منه وطردوه. لكن إذ رأوا فيه عمل الله دعوه مبارك الرب وطلبوا أن يقطعوا معه عهداً فالله يعطي نعمة لأولاده في أعين الجميع. ونلاحظ أن اسحق قابل مبادرتهم بالحب والتسامح. ونلاحظ أن إبيمالك هنا يستعمل إسم يهوة (28) أو الرب وهذا يعني أنه تعلمه من إسحق ولم يستعمل إبيمالك أسماء الهته 1)إكراماً لإسحق 2)شعوراً بقوة يهوة التي تجلت في بركاته لعبده إسحق. فدعاها شبعة: سبق إبراهيم وأسماهها بئر سبع وهنا إسحق كانه يؤكد هذا بتسميتها شبعة. وشبعة تعني إمتلاء. وصادف هذا يوم الحلف والمعاهدة مع إبيمالك فتأكد الإسم. وما صنعه إسحق في الإسم أنه أضاف حرفاً ليصبح المعني وفرة ورضا وإمتلاء هذا معني شبعه أما الإسم بئر سبع: يعني قسم أو حلف أو مملوءة. هذا تأكيد لتسمية إبراهيم.



    الأيات 34،35:

    " 34 ولما كان عيسو ابن اربعين سنة اتخذ زوجة يهوديت ابنة بيري الحثي وبسمة ابنة ايلون الحثي 35 فكانتا مرارة نفس لاسحق ورفقة "

    لم يكن عيسو حكيماً في تصرفه إذ إلتحم بوثنيتين أفسدتا علاقته بوالديه وحرمتاه ونسله من السلام. فهو أولاً باع البكورية ثم تزوج وثنيات حسب شهوته وضد فكر الله فإختفي من خطة الخلاص التي هي محور الكتاب المقدس. فهو لوث نسله بهؤلاء الوثنيات.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 02 أغسطس 2011, 1:17 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 27
    الأيات 1-4:

    " 1 وحدث لما شاخ اسحق وكلت عيناه عن النظر انه دعا عيسو ابنه الاكبر وقال له يا ابني فقال له هانذا 2 فقال انني قد شخت ولست اعرف يوم وفاتي 3 فالان خذ عدتك جعبتك وقوسك واخرج إلى البرية وتصيد لي صيدا 4 واصنع لي اطعمة كما احب واتني بها لاكل حتى تباركك نفسي قبل ان اموت "

    وحدث لما شاخ إسحق: يقدر كثيرين أن عمره وقتئذ كان 117 سنة لكنه عاش حتي عمر 180 سنة (28:35). ونجده هنا يريد أن يعطي البكورية لبكره عيسو بالرغم من:

    1. النبوة لرفقة بأنها ليعقوب (23:25).

    2. إستهتار عيسو وبيعه للبكورية ثم زواجه بوثنيات وهو غالباً كان مدفوعاً بالعواطف البشرية فعيسو هو البكر وهو صياد وإسحق يحب أن يأكل من صيده.

    وسكان البرية يحبون أن يأكلوا من الصيد وليس من قطعانهم لتوفير قطعانهم ولأن الوعول والغزلان البرية طعمها أفضل. وخطأ أسحق في أختيار عيسو للبركة كان لأنه ضد النبوة وبسبب تصرفات عيسو الخاطئة، فكيف يعطي البكورية لهذا المستهتر. لكن أسحق بسبب أكلة صيد كان سيخالف النبوة كما باع عيسو البكورية بأكلة عدس. وطلب إسحق إصنع لي أطعمة.. لأكل.. حتي تباركك نفسي = هذه تعني ان إسحق سيفرح بأن ابنه يصطاد له ويطعمه إعلاناً عن محبته كإبن لأبيه. أو هي طقوس كانت سائدة (طقوس أكل وشرب) مع حفل إعطاء البركة التي يشعر فيها إسحق أنه يقوم بعمل ديني إلهي بأن يمنح البركة لإبنه. وكما بارك إسحق يعقوب هكذا بارك يعقوب أولاده.



    الأيات 5-10:

    " 5 وكانت رفقة سامعة اذ تكلم اسحق مع عيسو ابنه فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيدا لياتي به 6 واما رفقة فكلمت يعقوب ابنها قائلة اني قد سمعت اباك يكلم عيسو اخاك قائلا 7 ائتني بصيد واصنع لي اطعمة لاكل واباركك امام الرب قبل وفاتي 8 فالان يا ابني اسمع لقولي في ما انا امرك به 9 اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيدين من المعزى فاصنعهما اطعمة لابيك كما يحب 10 فتحضرها إلى ابيك لياكل حتى يباركك قبل وفاته "

    رفقة كانت تذكر وعد الله وكان الأفضل أن تذكر إسحق به ولكنها فضَلت أن تلجأ للطرق البشرية والحيل البشرية فلم تثق أن الله قادر ان يحقق وعده دون اللجوء لهذه الحيل ولأنها خافت من عيسو المتوحش. فيعقوب أعطي البركة لأفرايم عكس إرادة يوسف وأعطي بركة ليهوذا لم يعطها لرأوبين. عموماً كان الله قادر أن يتدخل في اللحظة الأخيرة ولكن رفقة أخطأت في حيلتها واسحق أخطأ في نيته أن يبارك عيسو ويعقوب أخطأ في أن قبل الحيلة والكل دفع الثمن، فرفقة حرمت من إبنها المحبوب ويعقوب تمررت حياته كلها. وعيسو بكي بدموع وبلا فائدة. وإسحق إرتعد بشدة حينما أدرك خطأه وكذلك حرم من إبنه يعقوب. إلا أن الأباء رأوا في القصة رموزاً:-

    1. دعوة إسحق لعيسو ليباركه بعد أن شاخ إسحق: دعوة الله لليهود ليؤمنوا بالمسيح في أواخر الدهر.

    2. دعوة رفقة ليعقوب الأصغر ليحصل علي البركة: هو عمل الروح القدس مع الكنيسة (الأمم).

    3. رفقة ألبست يعقوب ثياب عيسو: كنيسة العهد الجديد إقتنت لقب شعب الله بدلاً من اليهود.

    4. يعقوب يضع علي يديه وجسمه جلود المعزي: المسيح يحمل خطايانا فالماعز تشير للخطية.



    الأيات 11-12: " 11 فقال يعقوب لرفقة امه هوذا عيسو اخي رجل اشعر وانا رجل املس 12 ربما يجسني ابي فاكون في عينيه كمتهاون واجلب على نفسي لعنة لا بركة "

    يعقوب هنا لا يرفض لأنه يكره المكر ويرفضه بل لأنه خاف أن يفتضح أمره فتتحول البركة إلي لعنة من أبيه له، ويتعرض لغضب عيسو.



    الأيات 13-17:

    " 13 فقالت له امه لعنتك علي يا ابني اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي 14 فذهب واخذ واحضر لامه فصنعت امه اطعمة كما كان ابوه يحب 15 واخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الاكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت والبست يعقوب ابنها الاصغر 16 والبست يديه وملاسة عنقه جلود جديي المعزى 17 واعطت الاطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها "

    نعود مرة أخري للأباء الذين رأوا في الذبيحة التي قدمها يعقوب لأبيه وهو لابساً ثياب عيسو (غالباً هي ثيابه الكهنوتية التي كان يستخدمها وهو يقوم بعمله الكهنوتي) رأي الأباء هنا يعقوب يقوم بدور المسيح الذي قام كرئيس كهنة بتقديم نفسه ذبيحة أمام الآب. يعقوب هنا يمثل المسيح الذي لبس جسدناً وزِيَنا وملابسنا وحمل خطايانا. ورأي الأٌباء أيضا أن إنطلاق يعقوب لخاله لابان هو إنطلاق الإيمان إلي الأمم بعد أن قاومه اليهود (يمثلهم عيسو)



    الايات 18-25:

    " 18 فدخل إلى ابيه وقال يا ابي فقال هانذا من انت يا ابني 19 فقال يعقوب لابيه انا عيسو بكرك قد فعلت كما كلمتني قم اجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك 20 فقال اسحق لابنه ما هذا الذي اسرعت لتجد يا ابني فقال ان الرب الهك قد يسر لي 21 فقال اسحق ليعقوب تقدم لاجسك يا ابني اانت هو ابني عيسو ام لا 22 فتقدم يعقوب إلى اسحق ابيه فجسه وقال الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو 23 ولم يعرفه لان يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو اخيه فباركه 24 وقال هل انت هو ابني عيسو فقال انا هو 25 فقال قدم لي لاكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي فقدم له فاكل واحضر له خمرا فشرب "

    كيف جرؤ يعقوب أن يقول كل هذه الأكاذيب "أنا عيسو بكرك" "أن الرب إلهك قد يسر لي" "أنا هو" هي جرأة دفع ثمنها في حياته غالياً. وكان إسحق حقا نظره ضعيف وقد شاخ لكنه شك في يعقوب بسبب قوله "أن الرب إلهك قد يسر لي" فهذا ليس أسلوب عيسو في الكلام بل أسلوب يعقوب. وقد يكون صوت التوائم متشابهاً إلا أن هناك فرق قد يكون إسحق قد أدركه وقد يكون سبب الشك سرعة إعداد الطعام.

    الصوت صوت يعقوب لكن اليدين يدا عيسو: هي صورة المسيح الذي لبس جسدنا. فصوته هو صوت الأبن وحيد الجنس لكن يديه هما أيدينا إذ حمل طبيعتنا فيه.



    أية 27:

    " 27 فتقدم وقبله فشم رائحة ثيابه وباركه وقال انظر رائحة ابني كرائحة حقل قد باركه الرب "

    رائحة إبني كرائحة حقل باركه الرب: عيسو كانت ثيابه لها رائحة طيبة. فهناك عادة للشرقيين أن يضعوا ثيابهم في صناديق ومعها أزهار ورياحين. وحقول فلسطين عطرة بسبب كثرة الزهور العطرة التي تزرع فيها والأشجار التي بها. والله حين يبارك شخص يجب أن تكون له رائحة حسنة "أنتم رائحة المسيح الزكية 2 كو 15:2" فحتي يباركنا الله يجب ان نلبس ملابس أخونا البكر المسيح "البسوا المسيح" رؤ 14:13 أي تكون لنا نفس صفاته حلوة الرائحة (حب، وداعة،...).



    الأيات 28، 29:

    " 28 فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الارض وكثرة حنطة وخمر 29 ليستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل كن سيدا لاخوتك وليسجد لك بنو امك ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين "

    فليعطك الله= لم يقل الرب (يهوة) لأن الله يعطي للجميع وليس شعبه فقط. من ندي السماء : أي كثرة المطر. ومن دسم الأرض : جودة اراضيه وكثرة حنطة وخمر أي كثرة الثمار. أي يحول الله أراضيه القفر إلي جنة خصيبة. ويعطيه حنطة أي شبع وخمر أي فرح

    ويستعبد لك شعوب = سيادة علي من حوله. وهذا حدث في أيام داود وإستمر فترة طويلة. وليسجد لك بنو أمك=أي نسل عيسو. وقد فرض داود ملكه عليهم وإستمر هذا حتي أيام يهورام إبن يهوشافاط ثم تحرروا في أيامه حتي عهد المكابيين حين أخضعهم يوحنا هركانوس لليهود نهائياً وتهودوا. ولم يخضع إسرائيل لأدوم أبداً. ولكن هذه البركات لم تعني فقط البركات الزمنية التي حصل عليها اليهود في أرض فلسطين، فيعقوب ونسله هاجروا لمصر بسبب المجاعة وإستعبدوا هناك. وعاشوا فترات طويلة في حروب وسبي وخضوع لأمم مثل بابل والفرس واليونان. ولكن هذه البركات تشير للبركات الروحية التي تحققت بمجئ المسيح حيث تمتع يعقوب الروحي الكنيسة بالبركات وصارت الكنيسة هي الحقل ذو الرائحة الطيبة. وحل عليها الروح القدس (ندي السماء) وتغذت الكنيسة علي الجسد والدم (الحنطة والخمر) وصار المسيح رأس الكنيسة = كن سيداً لإخوتك، ليستعبد لك شعوب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالمسيح صار إلهاً وملكاً علي الجميع وتعبد له رؤساء وملوك الأرض.

    وبالنسبة للنفس حينما تمتلئ من ندي السماء (الروح القدس) حينما تقدس نفسها تصبح مثمرة وتتحول لأرض خصبة. تشبع من الحنطة (العريس السماوي النازل من السماء) وتفرح بالخمر أي فيض الفرح الروحي الداخلي. مثل هذه النفس يكون لها سلطان وسيادة.



    أية 33:

    " 33 فارتعد اسحق ارتعادا عظيما جدا وقال فمن هو الذي اصطاد صيدا واتى به الي فاكلت من الكل قبل ان تجيء وباركته نعم ويكون مباركا "

    إرتعد إرتعاداً عظيماً= لأنه علم أن نيته أن يبارك عيسو كانت ضد إرادة الله وأن ما حدث كان بسماح من الله لذلك لم يلم رفقة ولا يعقوب لذلك قال نعم ويكون مباركاً فهذه هي إرادة الرب. لذلك قال بولس أن عيسو طلب التوبة بدموع ولم يجدها عب 17:12.



    الأيات 34-37:

    " 34 فعندما سمع عيسو كلام ابيه صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا وقال لابيه باركني انا ايضا يا ابي 35 فقال قد جاء اخوك بمكر واخذ بركتك 36 فقال الا ان اسمه دعي يعقوب فقد تعقبني الان مرتين اخذ بكوريتي وهوذا الان قد اخذ بركتي ثم قال اما ابقيت لي بركة 37 فاجاب اسحق وقال لعيسو اني قد جعلته سيدا لك ودفعت اليه جميع اخوته عبيدا وعضدته بحنطة وخمر فماذا اصنع اليك يا ابني "

    عيسو حرم من البركة لأجل أستهتاره عب 16:12. وصراخه وحزنه كانا بسبب الخسارة المادية (نصيب البكر في الميراث) وليس بأي إحساس روحي. بدليل قوله "أما بقيت لي بركة" فكيف يأتي المسيح من نسلهما معاً



    أية 39:

    " 39 فاجاب اسحق ابوه وقال له هوذا بلا دسم الارض يكون مسكنك وبلا ندى السماء من فوق "

    بلا دسم الأرض يكون مسكنك= أي في الصحراء فهو لا يميل للحرث والزرع.

    وبلا ندي السماء من فوق= فالروح القدس لا يحل سوي علي من هم من نسل يعقوب أي الكنيسة. وكل من يبتعد عن الله لا يرتوي من الروح القدس ولا يكون مثمراً بل كمن في برية. وبسيفك تعيش.



    أية 40:

    " 40 وبسيفك تعيش ولاخيك تستعبد ولكن يكون حينما تجمح انك تكسر نيره عن عنقك "

    يعيش بسيفه فهو صياد. ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر نيره عن عنقك: إجمالاً خضع أدوم لإسرائيل ولكنهم تحرروا منهم أيام الملك يورام وأيام أحاز فكسروا النير فترة.



    الأيات 41-46:

    " 41 فحقد عيسو على يعقوب من اجل البركة التي باركه بها ابوه وقال عيسو في قلبه قربت ايام مناحة ابي فاقتل يعقوب اخي 42 فاخبرت رفقة بكلام عيسو ابنها الاكبر فارسلت ودعت يعقوب ابنها الاصغر وقالت له هوذا عيسو اخوك متسل من جهتك بانه يقتلك 43 فالان يا ابني اسمع لقولي وقم اهرب إلى اخي لابان إلى حاران 44 واقم عنده اياما قليلة حتى يرتد سخط اخيك 45 حتى يرتد غضب اخيك عنك وينسى ما صنعت به ثم ارسل فاخذك من هناك لماذا اعدم اثنيكما في يوم واحد 46 وقالت رفقة لاسحق مللت حياتي من اجل بنات حث ان كان يعقوب ياخذ زوجة من بنات حث مثل هؤلاء من بنات الارض فلماذا لي حياة "

    نوي عيسو أن يقتل يعقوب بعد موت أبيه فدبرت رفقة خطة لهروب يعقوب فهي لم تستطع ان تواجه اسحق بما نوي عيسو ان يفعله وإلا لامها اسحق علي فعلتها فدبرت ان تشتكي من زوجات عيسو حتي يرسل إسحق ابنه إلي لابان ليتزوج من عائلته. وكان تدبيرها ان يقيم يعقوب لدي خاله أياماً قليلة= لكن إقامته طالت عشرات السنين فيها حرمت أمه منه وهناك تمررت حياة يعقوب من خداع لابان خاله كما خادع هو أبوه.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالخميس 04 أغسطس 2011, 12:22 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 28
    ظهرت عناية الله بأولاده بصورة واضحة ومتكررة وبخاصة في حياة يعقوب. فالله لا يترك أولاده ويتخلي عنهم أن بدرت منهم أخطاء بل يؤدبهم بضيقات يسمح بها حتي ينزع منهم شرورهم. ويعقوب بالرغم من ضعفاته ومكره كان مشتاقاً للبركة، عينه علي السماء وعلي الله. وكل من كان مثله لا يتركه الله بل يجذبه ويعتني به بالرغم من خطاياه (تك 15:48) ويستمر الله سامحاً له ببعض الألام حتي يتكمل. فهو كان معتمداً علي مكره وذكائه. ونجد الله قد سمح له بالألام حتي يتخلي عن هذا ويلقي كل رجاؤه وإعتماده علي الله.

    رحلة يعقوب إلي خاله لابان وزواجه من محبوبته راحيل تمثل تجسد المسيح وقدومه إلينا إلي أرض غربتنا ليتخذنا له عروساً. أما إسحق في زواجه من رفقة فيمثل المسيح في سمائه الذي أرسل لنا ليصعدنا إليه في سمائه. علي أننا نجد راحيل وقد أخذها يعقوب إلي كنعان ولكنها ماتت في الطريق علي رجاء القيامة وهذا ما يحدث معنا الآن فنحن نموت إنتظاراً للقيامة. أما رفقة التي تمثل الكنيسة في السماء وستكون حية للأبد، لا يذكر موتها أي موت رفقة.



    أية 1:

    " 1 فدعا اسحق يعقوب وباركه واوصاه وقال له لا تاخذ زوجة من بنات كنعان "

    لقد بارك إسحق يعقوب من قبل بخدعة والآن يباركه بعد أن علم أن الأمر من قبل الرب.



    أية 4:

    " 4 ويعطيك بركة ابراهيم لك ولنسلك معك لترث ارض غربتك التي اعطاها الله لابراهيم "

    لترث أرض غربتك: فيها إيمان إسحق بأن يرث نسله أرض الموعد وهذا الإيمان أيضاً كان لرفقة حين قالت ليعقوب أن يبقي في فدان أرام أياماً قليلة (45،44:27).



    أية 5:

    " 5 فصرف اسحق يعقوب فذهب إلى فدان ارام إلى لابان بن بتوئيل الارامي اخي رفقة ام يعقوب وعيسو "

    رفقة أم يعقوب وعيسو= هنا حسب يعقوب البكر وذكر اسمه أولاً. جمهوراً من الشعوب (اية 4) تعني هنا جماعة مختارة لمقاصد دينية وترجمت باليونانية كنيسة وأصبحت إسماً لشعب إسرائيل "جماعة إسرائيل" لا 17:16.



    الأيات 6-9:

    " 6 فلما راى عيسو ان اسحق بارك يعقوب وارسله إلى فدان ارام لياخذ لنفسه من هناك زوجة اذ باركه واوصاه قائلا لا تاخذ زوجة من بنات كنعان 7 وان يعقوب سمع لابيه وامه وذهب إلى فدان ارام 8 راى عيسو ان بنات كنعان شريرات في عيني اسحق ابيه 9 فذهب عيسو الى اسماعيل واخذ محلة بنت اسماعيل بن ابراهيم اخت نبايوت زوجة له على نسائه "

    عيسو يحاول إسترضاء أبيه وأمه بهذا الزواج.



    الأيات 10-15:

    " 10 فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران 11 وصادف مكانا وبات هناك لان الشمس كانت قد غابت واخذ من حجارة المكان ووضعه تحت راسه فاضطجع في ذلك المكان 12 وراى حلما واذا سلم منصوبة على الارض وراسها يمس السماء وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها 13 وهوذا الرب واقف عليها فقال انا الرب اله ابراهيم ابيك واله اسحق الارض التي انت مضطجع عليها اعطيها لك ولنسلك 14 ويكون نسلك كتراب الارض وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الارض 15 وها انا معك واحفظك حيثما تذهب واردك إلى هذه الارض لاني لا اتركك حتى افعل ما كلمتك به "

    هذه الرؤيا كانت ليعقوب المدلل من أمه الهارب من وجه عيسو محروماً من بيته وعاطفة أبويه، سائراً في برية وحده، واضعاً رأسه علي حجر لينام وسط مخاوفه، كانت هذه الرؤيا تشجيعاً له وإعلانا من الله أنه لن يتركه وحده بل هو في حمايته وملائكته تحيطه والسماء ليست مغلقة أمامه بالرغم من خطأه. لم ينعم يعقوب برؤيا مثل هذه في بيته."

    معني الرؤيا: هذه الرؤيا تشير لتجسد المسيح فهو الذي بتجسده صالح السمائيين والأرضيين وهذا معني الملائكة الصاعدة والنازلة فالمسيح فتح السماء (يو 51:1). ويشير السلم للعذراء فالمسيح تجسد من بطنها وللصليب الذي به تم الفداء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ويعقوب يشير للسيد المسيح الذي أرسله أبوه إسحق (الآب) ليأخذ له عروساً (الكنيسة) تاركاً بنات المنطقة (اليهود) أع 46:13. وقد ظهرت هذه الرؤيا ليعقوب قبل أن يأخذ راحيل زوجة. فالصليب كان أولاً ثم قدم المسيح دمه مهراً لعروسه. فوعود الله ليعقوب في هذه الرؤيا كانت تناسب حاضر يعقوب ومستقبله (الكنيسة). والحجر تحت رأس يعقوب يشير للمسيح كحجر تبني عليه الكنيسة بعد أن صار رأساً للزاوية. أي بعد تجسده. والرب واقف عليها: بكونه السماوي فهو السماوي قد تجسد ليؤسس الكنيسة عليه. وإذا كان الصليب يشير له السلم والسلم يستخدم للصعود والنزول. فالقديسين حينما يحملون صليبهم يرتفعون للسماويات والأشرار بجحدهم للمسيح المصلوب ينزلون للهاوية. والملائكة الصاعدة والنازلة تشير لإهتمام السماويين بنا وأن مشورات الله في السماء تنفذ هنا علي الأرض والمسيح علي رأس السلم فهو فوق الكل وضابط الكل يسندنا ويرفعنا اليه.



    أية 16:

    " 16 فاستيقظ يعقوب من نومه وقال حقا ان الرب في هذا المكان وانا لم اعلم "

    الرب في هذا المكان: ربما ظن يعقوب ان الله لا يمكن أن يقابله سوي عند مذبح العائلة.



    أية 17:

    " 17 وخاف وقال ما ارهب هذا المكان ما هذا الا بيت الله وهذا باب السماء "

    هل نحس بهذه الرهبة ونحن في الكنيسة أو في الهيكل أو ونحن نصلي فبيت الله هو الكنيسة.



    الأيات 18-22:

    " 18 وبكر يعقوب في الصباح واخذ الحجر الذي وضعه تحت راسه واقامه عمودا وصب زيتا على راسه 19 ودعا اسم ذلك المكان بيت ايل ولكن اسم المدينة اولا كان لوز 20 ونذر يعقوب نذرا قائلا ان كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي انا سائر فيه واعطاني خبزا لاكل وثيابا لالبس 21 ورجعت بسلام إلى بيت ابي يكون الرب لي الها 22 وهذا الحجر الذي اقمته عمودا يكون بيت الله وكل ما تعطيني فاني اعشره لك "

    نجد هنا إثبات أهمية التقليد في الكنيسة. فمن أين عرف يعقوب ان يصب زيتاً علي الحجر لتكريس المكان ليصبح بيتاً لله ومن أين عرف فكرة العشور. إلا أن الله سلم هذا للأباء ابتداء من آدم حتي إبراهيم وإسحق ويعقوب ثم جاءنا ناموس موسي ليؤيد الناموس الشفهي (التقليد) المسلم للأباء شفاهة. وإقامة عمود في هذا المكان ليكون شاهداً علي هذه الرؤيا.

    لوز وبيت إيل: يش 2،1:16. لوز كانت قريبة من بيت إيل والمعني أن يعقوب كان خلال هذه الرؤيا يبيت في مكان قرب لوز. ثم أطلق علي المكان بيت إيل ثم بعد هذا صارت بيت إيل ولوز مكاناً واحداً بعد أن إتسعت الرقعة وصار اسم المكان كله بيت إيل.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالجمعة 05 أغسطس 2011, 12:15 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 29
    أية 1:

    " 1 ثم رفع يعقوب رجليه وذهب إلى ارض بني المشرق "

    رفع يعقوب رجليه = تعني الإسراع في الطريق بعد أن بعثت فيه الرؤيا نشاطاً وطمأنينة.



    أية 2:

    " 2 ونظر واذا في الحقل بئر وهناك ثلاثة قطعان غنم رابضة عندها لانهم كانوا من تلك البئر يسقون القطعان والحجر على فم البئر كان كبيرا "

    يبدو أن البئر كانت من حق لابان فكان الرعاة ينتظرون حتي تأتي راحيل ليسقوا قطعانهم. أو هم يجتمعون ولا يرفعون الحجر إلا بعد أن يجتمع الجميع حتي لا تتلوث البئر بالتراب.

    وفي هذا الإصحاح نجد يعقوب رمزاً للسيد المسيح وراحيل رمزاً للكنيسة:-

    1. هو ذهب لها ليقتنيها زوجة والمسيح أتي لكنيسته ليقتنيها عروساً له.

    2. هو جاء إلي الحقل أي إلي العالم ليقابلها هناك.

    3. البئر تشير للمعمودية وهذه كان عليها حجراً أزاحه يعقوب. والمعمودية هي بنوة لله وبتجسد المسيح إنفتحت المعمودية لنصير أولاداً لله. والمعمودية هي بعمل الروح القدس والبئر تشير لكل أعمال الروح القدس هذا الذي أنسكب علي الكنيسة بعمل المسيح (الأسرار).

    4. القطعان الرابضة في إنتظار مجئ يعقوب وراحيل هم كل من سبق وجاء قبل التجسد وربما ثلاثة ليرمزوا إلي 1) الأباء السابقين للناموس الموسوي (هابيل… يوسف) وهؤلاء يمثلون الناموس الطبيعي 2) رجال الناموس الموسوي برموزه 3) الأنبياء. كل هؤلاء كانوا ينتظرون علي رجاء مجئ المسيح. والله تكلم مع الأباء بطرق متنوعة عب 2،1:1فكلمهم بالرؤي وبالناموس والنبوات وحين جاء ملء الزمان جاء المسيح وأرسل الروح القدس. ودحرجة الحجر ربما تشير للملاك الذي دحرج الحجر ليعلن قيامة المسيح.

    5. أخبر يعقوب راحيل أنه اخو أبيها=هو إعلان المسيح عن قرابته لنا بتجسده وفدائه والمصالحة التي صنعها بين أبيه السماوي وبيننا وقال لأبان "انت عظمي ولحمي" أف 30:5.

    6. رفع الحجر= يشير أيضا لرفع حجر الظلال والرموز ويعلن كمال الحق ويشير أيضاً لأن المسيح بموته داس الموت وأعطانا القيامة والحياة.

    7. يعقوب قَبَل راحيل= إعلاناً عن حبه وهذا ماعمله المسيح فأعلن حبه بصليبه.

    8. حين أعلن ذاته لها أدخلته بيت أبيها وسكن عندهم علامة الشركة معه كل أيام غربتنا حتي يدخل بنا إلي سمواته. ووجود يعقوب كضيف في بيت خاله لفترة تشير لأن المسيح كان كضيف سماوي في الأرض حتي يقتني عروسه.

    9. ليئة= تعني معياة ربما بسبب مرض عينيها وراحيل تعني شاة. وليئة هنا تشير لشعب اليهود ذو النظر الكليل فهم لم يروه كمخلص ورفضوه أما المسيح فقبلهم فترة من الزمان حتي يحصل علي كنيسته (هي الشاة وهو الراعي) هي ذات العيون القوية الجميلة التي عرفته وأحبته وإختارته لأنه هو أحبها اولاً. عموماً كان المسيح هو حجر الزاوية الذي ربط بين الشعبين (أف 8:2). هذا ويلاحظ أن المسيح جاء من سبط يهوذا ابن ليئة فهو من نسل اليهود (رمزهم ليئة) بالجسد.

    10. من محبة يعقوب لراحيل قيل "كانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها". وقيل عن المسيح " لا يوجد حب أعظم من هذا أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه" وقيل عن القديسين "لم يحبوا حياتهم حتي الموت رؤ 11:12 وقال بولس الرسول "من يفصلني عن محبة المسيح أشدة أم ضيق …إذا هي محبة متبادلة.



    أية 14:

    " 14 فقال له لابان انما انت عظمي ولحمي فاقام عنده شهرا من الزمان "

    أقام يعقوب عند لابان شهراً. فكانت العادة أن يستضيف الإنسان ضيفه بحد أقصي شهر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). بعد ذلك يصير كواحد من العائلة ويشاركهم حياتهم بما فيها من عمل وينال أجرة عن عمله (أية 15).



    أية 23:

    " 23 وكان في المساء انه اخذ ليئة ابنته واتى بها اليه فدخل عليها "

    لم يكن الخداع صعباً فالعروس تزف ليلاً وهي مرتدية برقع أحمر. وكما خدع يعقوب أبوه إسحق هكذا فعل به لابان خاله. ثم خدعه أولاده في موضوع يوسف. فكان في حياته معذباً.



    أية 27:

    " 27 اكمل اسبوع هذه فنعطيك تلك ايضا بالخدمة التي تخدمني ايضا سبع سنين اخر "

    كانت العادة أن يحتفل العريس بعروسه لمدة أسبوع (مثل شهر العسل عندنا).



    الأيات 30،31:

    " 30 فدخل على راحيل ايضا واحب ايضا راحيل اكثر من ليئة وعاد فخدم عنده سبع سنين اخر 31 وراى الرب ان ليئة مكروهة ففتح رحمها واما راحيل فكانت عاقرا "

    كلمة مكروهة في أصلها أنها محبوبة بدرجة أقل ويتضح هذا من الآيتين والله الذي سمح لها بأن تكون عينها هكذا عوضها بكثرة البنين. وليئة بأبنائها الكثيرين تشير لليهود الذين كانوا مخصبين أما راحيل العاقر فتشير للأمم الذين كانوا في حالة عقم ثم أثمروا.



    الأيات 32-35:

    " 32 فحبلت ليئة وولدت ابنا ودعت اسمه راوبين لانها قالت ان الرب قد نظر إلى مذلتي انه الان يحبني رجلي 33 وحبلت ايضا وولدت ابنا وقالت ان الرب قد سمع اني مكروهة فاعطاني هذا ايضا فدعت اسمه شمعون 34 وحبلت ايضا وولدت ابنا وقالت الان هذه المرة يقترن بي رجلي لاني ولدت له ثلاثة بنين لذلك دعي اسمه لاوي 35 وحبلت ايضا وولدت ابنا وقالت هذه المرة احمد الرب لذلك دعت اسمه يهوذا ثم توقفت عن الولادة "

    ليئة حينما شعرت أنها مكروهة لجأت إلي الله وإتضح هذا في تسمية أولادها فنسبتهم كلهم لله فهي أسمت البكر رأوبين= إبن الرؤيا أي الله رأي مذلتي فوهبني أبنا حتي يحبني زوجي وأسمت الثاني شمعون= الله سمعني إذ كنت مكروهة فشمعون تعني مستمع وأسمت الثالث لاوي أي مقترن بي وتعني الأن يقترن بي زوجي والرابع يهوذا= يعترف أو يحمد فهي تشكر الله علي عطيته. وليئة التي تمثل اليهود أنجبت البكر فهم بالنسبة لله الأخ الأكبر فهم أسبق من المسيحيين في معرفة الله ولكن سحبت منهم البكورية وأصبحت لهم البكورية الجسدية فقط بحكم الزمن أما البكورية الروحية فصارت للشعب المسيحي. ومن ليئة جاء لاوي أي الكهنوت، كهنوت العهد القديم وجاء من ليئة يهوذا أبو المسيح بالجسد. ويقول الكتاب ثم توقفت عن الولادة فهذا هو كل دور شعب اليهود أن يأتي منهم المسيح وبعد ذلك لا يوجد لهم أي دور في خطة الخلاص سوي أن يؤمنوا بالمسيح. وقد تشير إلي انهم برفضهم السيد المسيح توقفوا عن الإنجاب الروحي. علي أننا نجد ان ليئة بعد ذلك عادت وأنجبت يساكر وزبولون وقد يكون هذا إشارة لقبول اليهود الإيمان المسيحي في أواخر الأيام.



    إسحق ويعقوب

    إن كان يعقوب يشير للمسيح الذي نزل للأرض ليأخذ عروستين (اليهود والأمم) وكان موت راحيل في الطريق يشير لموتنا الآن بالجسد في طريقنا للسماء فإسحق يشير المسيح الموجود الآن في السماء وعروسته الواحدة (رفقة) تذهب له، يأتى بها له الروح القدس. وهي واحدة وحيدة، فهكذا هي عروس المسيح. وهذه ستكون حية في السماء للأبد في حياة أبدية، لذلك لا يذكر خبر موتها.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالجمعة 05 أغسطس 2011, 12:21 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 30
    إن كان يعقوب قد دخل مع أخيه عيسو في صراع وهما بعد في الأحشاء (25: 22)، فقد قضى حياته كلها سلسلة لا تنقطع من الصراعات، فقد صارع مع عيسو واختلس منه البكورية والبركة، والآن هذا هو في أرض الغربة يعيش في جو عائلي مملوء صراعًا بين زوجتيه ليئة وراحيل، ويدخل في صراع مع أبيهما بسبب أجرته، ويبقى هكذا كل حياته مصارعًا.

    1. صراع بين ليئة وراحيل 1-24

    2. يعقوب يطلب أجرته 25-43



    1. صراع بين ليئة وراحيل:
    إذ كانت ليئة ضعيفة العينين، أكبر سنًا من راحيل وأقل منها جمالاً أعطاها الرب أولادًا حتى ينزع كراهية يعقوب لها (29: 31)، الأمر الذي أثار غيرة راحيل أختها فقالت لرجلها: "هب لي بنين وإلاَّ فأنا أموت" [1]. فتمررت نفس يعقوب إذ يود رضى راحيل التي يحبها، وها هي تطلب منه ما لا يستطيع، لذا في غضبه قال: "ألعلي مكان الله الذي منع عنك ثمرة البطن" [2]. وإذ قدمت له جاريتها بلهة لينجب لها بنينًا خلالها دخل في صراعات مستمرة بين راحيل وليئة... كل منهما تود أن يكون لها بنين أكثر من الأخرى. أما سر الصراع فهو:

    أولاً: ربما سمعت الزوجتان من يعقوب الكثير عن وعود الله لإبراهيم وإسحق ويعقوب وما يتمتع به نسلهم من ميراث لأرض الموعد وبركة بمجيء المخلص من نسلهم، فكان الصراع يقوم على أساس شوق كل منهما أن يحظى نسلها بالوعد الإلهي، ويتحقق فيه المواعيد الزمنية والروحية.
    ثانيًا: من جانب ليئة كانت تشعر أنها مكروهة، وأن يعقوب رجلها من حقها وحدها، لكن راحيل اغتصبت قلبه، فتشعر أن كثرة البنين يفتح قلب رجلها نحوها. هذا ما ظهر واضحًا عندما طلبت راحيل من ليئة أن تعطيها من لفاح ابنها [14] إذ أجابتها: "أقليل انك أخذتِ رجلي فتأخذين لفاح وبني أيضًا؟!" [15]... وكأن ليئة كانت تشعر بأن راحيل أخذت منها رجلها. ويبدو أن يعقوب كان قد هجر ليئة إلى حين إذ قبلت أن تعطي راحيل لفاح ابنها رأوبين مقابل ترك يعقوب ليلة، كطلب راحيل نفسها [15]. أما موضوع اللفاح الذي وجده رأوبين في الحقل وجاء به إلى أمه [14] فهو نبات يسمى "تفاح الجن" أو "تفاح المحبة"، شكله كالتفاح يسمى أيضًا "اليربوح" وكان الاعتقاد سائدًا أنه يجلب محبة الزوج لزوجته إذا أكلت منه.

    ثالثًا: من جهة راحيل فقد امتلأت من جهة أختها التي أنجبت أربعة بنين بينما هي عاقر... وقد سمح الله بعقر راحيل ليعطي فرصة لانفتاح قلب يعقوب من جهة ليئة، ولتكون رمزًا لكنيسة العهد الجديد التي جاءت من الأمم الذين كانوا قبلاً بلا ثمر روحي، وقد وهبها أبناء، إذ يقول الكتاب: "وذكر الله راحيل وسمع لها الله وفتح رحمها، فحبلت وولدت أبنًا فقالت: قد نزع الله عاري، ودعت أسمه يوسف قائلة: يزيدني الرب أبنًا آخر" [22-23]. صارت رمزًا لكنيسة العهد الجديد التي أنجبت يوسف، ويعني "نمو" أو "زيادة" إذ تطلب حياة النمو بلا انقطاع، وتشتاق أن تثمر على الدوام!

    وفي وسط هذا الصراع المرّ بين راحيل وليئة بلا شك تمررت نفس يعقوب محاولاً الرضاء بين الطرفين، فعرف مرارة نفس أخيه الذي صارع معه ليأخذ منه البكورية والبركة... وهنا لا ننكر الأخطاء التي ارتكبتها راحيل في صراعها حتى أنجبت يوسف، ألا وهي:

    أولاً: سقطت راحيل في اليأس عوض إلقاء رجائها على الله، وطلبت من رجلها ما هو من حق الله وحده إذ قالت له: "هب لي بنين وإلاَّ فأنا أموت" [1]، كأنها تقول له: هب لي بنين وإلا فأحسب كميته... ما فائدة حبل لي وأنا بلا نسل أو أبن يرثنا؟!

    ثانيًا: تسرعت راحيل فألزمت رجلها أن ينجب لها خلال جاريتها ففتحت لنفسها مجالاً للصراع من جديد مع أختها ليئة وجاريتها هي أيضًا.

    ثالثًا: اتكلت على المعتقدات العامة الخاطئة، فظنت في أكل اللفاح ما يجلب حب رجلها لها، ربما لأنها خشيت أن يتركها رجلها إن شاخت ولم تنجب له بنين!

    أخيرًا يبدو أنها ألقت رجاءها على الله عندما فشلت الطرق البشرية البحتة خارج دائرة الإيمان، عندئذ فتح الله رحمها ووهبها أبنًا دعته: "يوسف" أي "النمو" أو "الزيادة"، واثقة في الله الذي يعطي ولا يتوقف.

    فيما يلي بيان بأبناء يعقوب ومعنى أسمائهم وعلة التسمية:



    علة التسمية

    معناه

    الإسم

    الأم

    الرب رأى مذلة ليئة (29: 32).

    إبن الرؤيا

    رأوبين

    ليئة

    الرب سمع أنها مكروهة (29: 33).

    مستمع

    شمعون

    ليئة

    الآن يقترن بها رجلها لأنها ولدت 3 بنين (29: 34).

    مقترن بي

    لاوي

    ليئة

    أحمد الرب لأنه وهبها 4 بنين (29: 35).

    يحمل (يعترف)

    يهوذا

    ليئة

    قضي الرب لراحيل وأعطاها أبنًا من جاريتها (30: 6).

    يدين (يقضي)

    دانا

    بلهة

    أعطاها الرب غلبة (أتساعًا) بإنجاب جاريتها ثانية
    (30: Cool.

    متسع

    نفثالي

    بلهة

    صارعت ليئة بكثرة البنين (30: 11).

    متشدد

    جاد

    زلفة

    صارت ليئة مغبوطة (30: 13).

    سعيد (مغبوط)

    أشير

    زلفة

    أعطاني الله جزائي (أجرتي) (30: 18).

    جزاء

    يساكر

    ليئة

    الآن يساكنني رجلي لأني ولدت له 6 بنين (30: 21).

    مسكن

    زبولون

    ليئة

    يزيدني الرب أبنًا آخر (30: 24).

    يزيد

    يوسف

    راحيل

    دعته أمه وهي تلد "أبن أواني" أي "أبن حزني" بسبب شدة الألم (35: 18)، أما يعقوب فدعاه "بنيامين" ... وكأن أبن الألم والحزن إنما ينعم بيمين الله.

    أبن اليمين

    بنيامين

    راحيل

    هكذا بدأ نسل يعقوب بالبكر جسديًا رأوبين الذي يعلن أن الله رأى مذلتنا فوهبنا ثمرًا، ويظل يهبنا حتى ننعم ببنيامين، أي نبلغ خلال الألم إلى يمين الله شركاء في المجد الأبدي.

    وقد لاحظ بعض الآباء على أبناء يعقوب الآتي:

    أولاً: جاء الترتيب هنا بحسب السن، فبدأ بالبكر جسديًا وانتهى بالأصغر بنيامين، أما في التعداد الوارد في سفر الرؤيا فجاء الترتيب هكذا: أبناء ليئة فأبناء راحيل ثم أبناء الجاريتين دون التزام بتاريخ ميلادهم. وكأن الله أراد أن يؤكد أن الأمجاد الإلهية لا تُعطي بحسب السن إنما حسب النمو الروحي والاتحاد العملي مع الله[384].

    ثانيًا: رأى بعض الآباء أن لأثنى عشر أبنًا كان لهم أخت واحدة "دينة" من ليئة [21]، أو على الأقل لم يذكر الكتاب سواها، فإن كان الأبناء الذكور يشيرون إلى ثمر الروح فإن الابنة تشير إلى ثمر جسدي. دينة هذه وهي وحيدة بسببها دخل يعقوب وأولاده في صراع مع أهل شكيم (ص 34)، وكأن الجسد ما لم يضبط ويتقدس يفسد سلام الروح ويفقدها ثمرها المتكاثر.



    2. يعقوب يطلب أجرته:
    ما أنجبت راحيل حتى بدأ شيء من الاستقرار العائلي بين الزوجتين، فصارت ليئة تشعر باقتران رجلها بها بسبب كثرة البنين وراحيل قد انطفأت غيرتها بهذا الابن "يوسف". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هنا بدأ يعقوب يفكر في العودة إلى أرض كنعان، قائلاً للابان خاله: "اصرفني لأذهب إلى مكاني وإلى أرضي، أعطني نسائي وأولادي الذين خدمتك بهم فأذهب، لأنك أنت تعلم خدمتي التي خدمتك" [26]. كانت هذه الكلمات تحمل عتابًا حازمًا ورقيقًا في نفس الوقت، فقد قضى 14 سنة يخدمه ليتزوج بنتيه، وحوالي ست سنوات لا يأخذ شيئًا سوى طعام زوجتيه وأطفاله، والآن يخرج ومعه إحدى عشر أبنًا وأيضًا ابنة ومعه زوجتاه لا يملك شيئًا من الغنم.

    كان لابان يدرك بركة الرب العاملة في بيته بسبب يعقوب، إذ يقول له: ليتني أجد نعمة في عينيك، قد تفاءلت فباركني الرب بسببك" [27]. "وقال: عين لي أجرتك فأعطيك" [28]. هنا طلب يعقوب أن تكون له كل شاه بلقاء (أي تكون النقط السوداء والبيضاء منتشرة بالتساوي تقريبًا) ورقطاء (أي سوداء يشوبها نقط بيضاء) وسوداء، وأيضًا كل معزى بلقاء ورقطاء... وهذه الأصناف كانت قليلة في الشرق، فاختار لنفسه القليل ليترك الكثير للابان.

    إذ أفرز يعقوب ما اتفق عليه مع لابان وصار بين قطيعه وقطيع خاله "مسيرة ثلاثة أيام" [36]، أي حوالي 40 ميلاً. هذا يكشف مدى الغنى الذي وصل إليه لابان حتى اضطر الأمر إلى عزل القطيعين كل هذه المسافة، هذا الذي لم يكن يملك إلا قطيعًا صغيرًا تقوده أبنته الصغرى راحيل لتسقيه في يوم مجيء يعقوب من بيت أبيه.

    كان لكي يغتني يعقوب يلزمه أن يعتزل خاله مسيرة ثلاثة أيام، وكما سبق فقلنا أن الثلاثة أيام تشير إلى شركة القيامة مع السيد المسيح القائم في اليوم الثالث[385]، وكأنه لكي ينعم الرب بالبركة يلتزم أن يمارس الحياة المقامة أو الحياة الجديدة التي له في المسيح يسوع الذي يحرم منها لابان.

    إن كان يعقوب قد استخدم مكرًا بوضع القضبان المخططة من نباتات اللبني (وهو نبات له لبن كالعسل يسمى الميعة) واللوز والدلب (ويسمى بالعبرية عرمون وهو نبات يوجد في السهول وعلى شواطئ الأنهار) عندما يأتي القطيع ليشرب متى كان القطيع سمينًا وقويًا أو في فترة الربيع حيث المراعي الغنية، لكي في وحمها تنجب أغنامًا رقطاء وبلقاء... فإن سر غناه الحقيقي هو بركة الرب.

    لنخرج خارج محبة العالم ملتصقين بالرب القائم من الأموات فنكون كيعقوب الذي أنطلق مسيرة ثلاثة أيام، فقيل عنه: "فاتسع الرجل جدًا، وكان له غنم كثير وجوار وعبيد وجمال وحمير" [34]. بالحياة الجديدة التي لنا في المسيح يسوع يكون لنا غنى روحي وفيض بتقديس حواسنا وعواطفنا ومواهبنا وكل طاقاتنا لحساب مملكته!
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالسبت 06 أغسطس 2011, 12:57 pm

    فسير سفر التكوين الاصحاح 31
    رجوع يعقوب إلي كنعان مع عائلته يمثل المسيح حاملاً الكنيسة داخلاً بها أورشليم (كنعان) السماوية ولكن خلال هذه الرحلة وبينما الكنيسة تجاهد علي الأرض فإن الشيطان ورمزه هنا لابان، لا يتركها بل يسعي وراءها محاولاً إعادتها ليمنعها من دخول كنعان.



    أية 1:

    " 1 فسمع كلام بني لابان قائلين اخذ يعقوب كل ما كان لابينا ومما لابينا صنع كل هذا المجد "

    بلغ يعقوب كلام بني لابان وحسدهم إياه لنجاحه: فسمع كلام بني لابان.



    أية 3:

    " 3 وقال الرب ليعقوب ارجع إلى ارض ابائك والى عشيرتك فاكون معك "

    بلا شك كان حنين يعقوب أن يعود لأرض أبائه ونجد الله هنا يشجعه. بل أن الله سمح بأن يصل إلي مسامعه حسد أبناء لابان وكراهيتهم ليشعر بالغربة وينطلق. كم من ألام يسمح بها الله لنا لنشعر بغربتنا في الأرض ويكون حنيننا إلي السماء.



    أية 4:

    " 4 فارسل يعقوب ودعا راحيل وليئة الى الحقل إلى غنمه "

    دعوة يعقوب ليتشاور في الأمر مع ليئة وراحيل وذهابهن للحقل غالباً لأنه كان مشغولاً بجز الغنم.



    أية 7:

    " 7 واما ابوكما فغدر بي وغير اجرتي عشر مرات لكن الله لم يسمح له ان يصنع بي شرا "

    غير أجرتي عشر مرات: لم يذكر الكتاب كيف حدث هذا. وهنا من فسر هذا بأن لابان كان يأتي ويأخذ من الغنم البلقاء والرقطاء من يعقوب. بينما هذه من المفروض أن تكون من نصيبه.



    أية 8:

    " 8 ان قال هكذا الرقط تكون اجرتك ولدت كل الغنم رقطا وان قال هكذا المخططة تكون اجرتك ولدت كل الغنم مخططة "

    المعني ان الله أعطاني أن يزيد الغنم الذي إخترت لونه.



    أية 9:

    " 9 فقد سلب الله مواشي ابيكما واعطاني "

    سلب الله مواشي أبيكما: عاقب الله أبيكما علي ظلمه لي وأعطاني.



    الأيات 10-13:

    " 10 وحدث في وقت توحم الغنم اني رفعت عيني ونظرت في حلم واذا الفحول الصاعدة على الغنم مخططة ورقطاء ومنمرة 11 وقال لي ملاك الله في الحلم يا يعقوب فقلت هانذا 12 فقال ارفع عينيك وانظر جميع الفحول الصاعدة على الغنم مخططة ورقطاء ومنمرة لاني قد رايت كل ما يصنع بك لابان 13 انا اله بيت ايل حيث مسحت عمودا حيث نذرت لي نذرا الان قم اخرج من هذه الارض وارجع إلى ارض ميلادك "

    الله هو الذي أرشده لهذه الخطة ليحصل علي أجرته ويعود لأرض أبائه وتسمي الذكور: الفحول.



    الأيات 14-16:

    " 14 فاجابت راحيل وليئة وقالتا له النا ايضا نصيب وميراث في بيت ابينا 15 الم نحسب منه اجنبيتين لانه باعنا وقد اكل ايضا ثمننا 16 ان كل الغنى الذي سلبه الله من ابينا هو لنا ولاولادنا فالان كل ما قال لك الله افعل "

    تعاطف زوجتيه معه راجع إلي

    1. لأنهما شعرتا بأن الله يبارك في يعقوب وكل ماله.

    2. شعرا أن أباهن ظلمهن وظلم رجلهن. وقولهن ألنا نصيب: كلام يفيد النفي أي أنه ليس لهن نصيب فأباهن قد ظلمهن. وقولهن أجنبيتين باعنا= كأننا لسنا بنتيه فهو لم يعطنا شيئاً من المهر ولا أي هدايا. بل أخذ كل شيء لنفسه فكأنه باعنا وأخذ الثمن خدمة يعقوب له.



    أية 19:

    " 19 واما لابان فكان قد مضى ليجز غنمه فسرقت راحيل اصنام ابيها "

    هذه غلطة أخري لراحيل فهي سرقت أصنام أبيها= الأصنام المذكورة هنا تسمي الترافيم وهي تماثيل صغيرة في شكل أشخاص كان الوثنيين يضعونها في بيوتهم ويتفاءلون بها ويعتقدون أنها تجلب الخير ويستشيرونها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وقد سرقتها راحيل ربما بنفس المعاني فهي تتفاءل بها وتسهل لهم رحلتهم وتمنع والدها من أن يستشير هذه الأصنام فلا يدركهم وعجيب أن راحيل التي عاشرت يعقوب رجل الله ورجل الصلاة كل هذا العمر يكون لها مثل هذه المعتقدات الوثنية. هي تمثل المسيحي الذي مازال يحمل خطاياه في قلبه. وبسبب هذه الأصنام ثار لابان وكان ناوياً علي الإنتقام ممن سرقها. وهكذا يفعل الشيطان مع كل من يحتضن خطايا في قلبه فهو يطلب كل ما هو مختبئ فينا لذلك يقول الكتاب " من يكتم خطاياه لا ينجح".



    أية 20:

    " 20 وخدع يعقوب قلب لابان الارامي اذ لم يخبره بانه هارب "

    وخدع يعقوب قلب لابان= أي لم يظهر له أنه سوف يهرب منه.



    أية 21:

    " 21 فهرب هو وكل ما كان له وقام وعبر النهر وجعل وجهه نحو جبل جلعاد "

    وعبر النهر: النهر هو نهر الفرات. والمسيح عبر بنا مياه المعمودية كأول خطوة نحو أورشليم السماوية ولسان حالنا يقول مع راحيل وليئة أن أبينا القديم عدو الخير عاملنا كغرباء وسلبنا حياتنا وحريتنا وأمجادنا ونحن الأن منطلقين مع عريسنا المسيح (يعقوب الحقيقي) في طريق كنعان السماوية.

    جبل جلعاد= هو كورة صخرية وكان جبلها حاجزاً بين الأراميين والكنعانيين وأسماه يعقوب جلعيد.



    أية 22:

    " 22 فاخبر لابان في اليوم الثالث بان يعقوب قد هرب "

    لابان هنا في سعيه وراء الموكب المنطلق إلي كنعان يمثل عدو الخير. وهكذا صنع فرعون حينما إنطلق وراء الشعب بقيادة موسي (أي نسل يعقوب).

    فأخبر لابان في اليوم الثالث= فعدو الخير لم يتعرف علي سر عمل المسيح الخلاصي إلا بقيامة المسيح في اليوم الثالث فوهبنا الحياة.



    أية 23:

    " 23 فاخذ اخوته معه وسعى وراءه مسيرة سبعة ايام فادركه في جبل جلعاد "

    هو سعي وراء يعقوب مع جيش من اخوته وهكذا إبليس وكل جنوده وراءنا في محاولة لمنعنا.

    وقد لحقه في جبل جلعاد= أي علي مسافة كبيرة جداً وهذا كان راجعاً غالبا لخطة ذكية من يعقوب فالمسافة كانت حوالي 400 كم من مكان لابان حتي جبل جلعاد. فغالباً حينما نوي يعقوب ان يهرب خطط لهذا علي مدة طويلة وليس في سبعة ايام فقط. فهو حرك كل مواشيه أولا وحينما تحرك هو كانت مواشيه ذات الحركة البطيئة قد صارت قرب جبل جلعاد. وبعد أيام من رحيل مواشيه تحرك هو وعائلته. وكون مسيرة لابان كانت 7 أيام فهذا إشارة لأن عدو الخير يظل يلاحقنا طوال أيام العمر (7 أيام العمر)= كل العمر.



    أية 24:

    " 24 واتى الله إلى لابان الارامي في حلم الليل وقال له احترز من ان تكلم يعقوب بخير أو شر "

    هذه هي عناية الله بأولاده فهو حذر لابان من أن يؤذي يعقوب. فلماذا نخاف إن كان الله يحمينا هكذا.

    بخير أو بشر: بخير أي تحاول بكلامك المعسول أن تعيده لأرام. وبشر أي لا تؤذيه. فالله يحمينا من خداعات إبليس ومن أذيته.



    أية25:

    " 25 فلحق لابان يعقوب ويعقوب قد ضرب خيمته في الجبل فضرب لابان مع اخوته في جبل جلعاد "

    يعقوب ضرب خيمته في الجبل: هذا تعبير رائع عن الكنيسة التي تحيا في السماويات فالجبل يشير للسماويات ولأن الكنيسة راسخة. ولابان أيضاً أتي إلي الجبل. وأحسن شرح لهذا في أف 12:6 "فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء… مع اجناد الشر الروحية في السماويات" فالشيطان لا يحتمل ان الكنيسة تحيا في السماويات فيحاربها هناك ليجذبها للأرضيات.



    أية 27:

    " 27 لماذا هربت خفية وخدعتني ولم تخبرني حتى اشيعك بالفرح والاغاني بالدف والعود "

    بالدف والعود= هنا لابان يخادع. إلا أن هذا القول يعبر عن إنهيار القيم الروحية في العائلة فرفقة ودعوها بالصلاة والبركات. والأن هو كان يود أن يودعهم بإحتفالات عالمية، دف وعود. علي أن لابان كان يود أن يمنعهم تماماً من الرحيل.



    أية 30:

    " 30 والان انت ذهبت لانك قد اشتقت إلى بيت ابيك ولكن لماذا سرقت الهتي "

    لماذا سرقت ألهتي=هذا دليل الغباوة الروحية فهل تسرق الألهة. ولا تدافع عن نفسها.



    أية 32:

    " 32 الذي تجد الهتك معه لا يعيش قدام اخوتنا انظر ماذا معي وخذه لنفسك ولم يكن يعقوب يعلم ان راحيل سرقتها "

    لا يعيش= يعقوب كان يقصد أن لابان يقتل من معه الأصنام. ولكن قيل أنه تنبأ عن موت راحيل في الطريق.



    أية 34:

    " 34 وكانت راحيل قد اخذت الاصنام ووضعتها في حداجة الجمل وجلست عليها فجس لابان كل الخباء ولم يجد "

    حداجة الجمل= ما يوضع فوق الجمل للركوب عليه وهو إذا وضع علي الأرض يصلح للجلوس عليه.



    أية 39:

    " 39 فريسة لم احضر اليك انا كنت اخسرها من يدي كنت تطلبها مسروقة النهار أو مسروقة الليل "

    فريسة لم أحضر إليك= كان الراعي مسئول عن كل ما يسرق من القطيع فيرد لصاحب القطيع عوضه ولكنه لا يسأل عما تفترسه الوحوش علي أن يحضر جزء من الفريسة لصاحب القطيع إلا إن حتي هذا لم يصنعه يعقوب بل كان يعوض لابان عن الغنم المفترسة من عنده. وهنا نري أن من إيجابيات يعقوب أمانته كما أن من سلبياته المكر والخداع. وهنا تأمل للخدام. إن كانت الغنم هكذا ثمينة عند صاحب القطيع فكم بالأولي النفوس أمام المسيح صاحب القطيع.

    مسروقة النهار أو مسروقة الليل= كان لابان يطلب التعويض عن كل ما يسرق ويعقوب يرد له.



    أية 42:

    " 42 لولا ان اله ابي اله ابراهيم وهيبة اسحق كان معي لكنت الان قد صرفتني فارغا مشقتي وتعب يدي قد نظر الله فوبخك البارحة "

    هيبة اسحق= لم يذكر اسم أبيه مباشرة إحتراماً له وتعظيماً له.



    أية 46:

    " 46 وقال يعقوب لاخوته التقطوا حجارة فاخذوا حجارة وعملوا رجمة واكلوا هناك على الرجمة "

    أكلوا علي الرجمة= هي ذبيحة عهد وقارن مع أية 54 (فكانوا يذبحون ويأكلون ليتعاهدوا) ويكون العمود والرجمة (كومة الحجارة) التي نصبوها وأكلوا عليها، هي شهادة بينهما حتي لا يعبرها أحدهم إلي الطرف الأخر ليؤذيه.



    أية 47:

    " 47 ودعاها لابان يجر سهدوثا واما يعقوب فدعاها جلعيد "

    يجرسهدوثا= كلمة ارامية وجلعيد كلمة عبرية وكلاهما يعنيان رجمة الشهادة.



    الأيات 48،49:

    " 48 وقال لابان هذه الرجمة هي شاهدة بيني وبينك اليوم لذلك دعي اسمها جلعيد 49 والمصفاة لانه قال ليراقب الرب بيني وبينك حينما نتوارى بعضنا عن بعض "

    يجب أعادة ترتيبهم ليكونوا 48وقال لابان هذه الرجمة هي شاهدة بينى وبينك اليوم 49 لذلك دعي أسمها جلعيد والمصفاة لأنه قال… الخ والمصفاة= تعني برج المراقبة. أي ان يعقوب أطلق علي الرجمة إسمين جلعيد والمصفاة.



    أية 52:

    " 52 شاهدة هذه الرجمة وشاهد العمود اني لا اتجاوز هذه الرجمة اليك وانك لا تتجاوز هذه الرجمة وهذا العمود الي للشر "

    للشر= أي يمكن تجاوزها لكن للخير والمودة والصداقة.



    أية 53:

    " 53 اله ابراهيم والهة ناحور الهة ابيهما يقضون بيننا وحلف يعقوب بهيبة ابيه اسحق "

    إله إبراهيم وألهة ناحور= هنا يظهر وثنية لابان بل وناحور.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالإثنين 08 أغسطس 2011, 1:42 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 32
    الآن يعقوب إنطلق في إتجاه كنعان وهو تخلص من مضايقات لابان لكنه الأن بدأ يشعر بالخوف بل بالرعب من عيسو وإنتقامه المتوقع ويعقوب خاف من إنتقام عيسو منه ومن زوجاته وأولاده.



    الأيات 1، 2:

    “ 1 واما يعقوب فمضى في طريقه ولاقاه ملائكة الله 2 وقال يعقوب اذ راهم هذا جيش الله فدعا اسم ذلك المكان محنايم “

    لاقاه ملائكة الله= لقد كان الملائكة حوله دائما لكنه لم يكن يراهم. وهم الأن يشعرونه بوجودهم تشجيعاً له لإزالة مخاوفه من عيسو. وهناك معني أخر رائع. فها هو موكب الكنيسة المنطلق في إتجاه كنعان السماوية والملائكة ترافق الموكب كما حملت الملائكة لعازر المسكين وهو منطلق للسماء. ويبدو أن عدد الملائكة كان كبيراً جداً فأسماهم يعقوب جيش الله. ودعا الموضع محنايم أي معسكرين أو محلتين. لأن يعقوب وعائلته كانا يمثلان جيشاً والملائكة جيشاً آخر. وما أروع هذه الصورة عن الكنيسة المجاهدة والكنيسة المنتصرة في السماء، والمسيح هو حجر الزاوية الذي وحد الأرضيين مع السمائيين. وهذا له تطبيق رائع في الطقس القبطي في صلاة الساعة الثانية عشر يوم الجمعة العظيمة حينما يردد الشمامسة في الهيكل لحن ثوك تي تي جوم (ممثلين للسمائيين) ويرد عليهم الشعب من الكنيسة بنفس اللحن (ممثلين الكنيسة علي الأرض).



    الأيات 3-8:

    “ 3 وارسل يعقوب رسلا قدامه إلى عيسو اخيه الى ارض سعير بلاد ادوم 4 وامرهم قائلا هكذا تقولون لسيدي عيسو هكذا قال عبدك يعقوب تغربت عند لابان ولبثت إلى الان 5 وقد صار لي بقر وحمير وغنم وعبيد واماء وارسلت لاخبر سيدي لكي اجد نعمة في عينيك 6 فرجع الرسل إلى يعقوب قائلين اتينا إلى اخيك إلى عيسو وهو ايضا قادم للقائك واربع مئة رجل معه 7 فخاف يعقوب جدا وضاق به الامر فقسم القوم الذين معه والغنم والبقر والجمال إلى جيشين 8 وقال ان جاء عيسو إلى الجيش الواحد وضربه يكون الجيش الباقي ناجيا “

    مازال يعقوب في ضعفه البشري خائفاً بعد أن أراه الله أنه حماه من لابان وبعد أن رأي جيش الملائكة. وهنا نجده يرسل لأخيه كانه يستاذنه في أن يعود وليعرف مشاعره تجاهه. وإستخدم لغة الإتضاع… سيدي عيسو… عبدك يعقوب. وحينما سمع أن عيسو آتيا ومعه 400 رجل خاف جداً. وكون عيسو يأتي ومعه 400 رجل فهذا إعلانا عن غناه وقوته. وبدأ يعقوب يفكر في تقسيم عائلته إلي جيشين لينجو جزء منهم لو ضرب عيسو الجيش الأخر.



    الأيات 9-12:

    “ 9 وقال يعقوب يا اله ابي ابراهيم واله ابي اسحق الرب الذي قال لي ارجع إلى ارضك والى عشيرتك فاحسن اليك 10 صغير انا عن جميع الطافك وجميع الامانة التي صنعت إلى عبدك فاني بعصاي عبرت هذا الاردن والان قد صرت جيشين 11 نجني من يد اخي من يد عيسو لاني خائف منه ان ياتي ويضربني الام مع البنين 12 وانت قد قلت اني احسن اليك واجعل نسلك كرمل البحر الذي لا يعد للكثرة “

    نجد هنا صلاة يعقوب وهي أول صلاة يذكرها الكتاب بكلماتها وتفاصيلها.

    يا إله أبي أبراهيم= الله بالنسبه له ليس إلهاً محتجباً عن البشر. بل هناك علاقة شخصية بين الله وبين عائلته، جده وأبيه. هو أب له ولعائلته.

    الرب الذي قال= هو يذكر الله بمواعيده والله يفرح بأولاده الذين يصرون علي تحقيق المواعيد الإلهية لذلك تقول الكنيسة في صلواتها "أذكر يارب كذا وكذا…"

    صغير انا= هو شعور بالضعف والإنسحاق أمام الله.

    بعصاي عبرت= أي كنت لا أملك شيئاً.

    الأن قد صرت جيشين= إذا هذه بركة من الله. فهو يشكر الله علي بركاته ونعمه ويذكرها له وهناك تأمل أن يعقوب الذي خرج بعصاه يمثل المسيح الذي حمل صليبه. ويعقوب رجع بعائلته والمسيح إقتني كنيسته.



    الأيات 13-21:

    “ 13 وبات هناك تلك الليلة واخذ مما اتى بيده هدية لعيسو اخيه 14 مئتي عنز وعشرين تيسا مئتي نعجة وعشرين كبشا 15 ثلاثين ناقة مرضعة واولادها اربعين بقرة وعشرة ثيران عشرين اتانا وعشرة حمير 16 ودفعها إلى يد عبيده قطيعا قطيعا على حدة وقال لعبيده اجتازوا قدامي واجعلوا فسحة بين قطيع وقطيع 17 وامر الاول قائلا اذا صادفك عيسو اخي وسالك قائلا لمن انت والى اين تذهب ولمن هذا الذي قدامك 18 تقول لعبدك يعقوب هو هدية مرسلة لسيدي عيسو وها هو ايضا وراءنا 19 وامر ايضا الثاني والثالث وجميع السائرين وراء القطعان قائلا بمثل هذا الكلام تكلمون عيسو حينما تجدونه 20 وتقولون هوذا عبدك يعقوب ايضا وراءنا لانه قال استعطف وجهه بالهدية السائرة امامي وبعد ذلك انظر وجهه عسى ان يرفع وجهي 21 فاجتازت الهدية قدامه واما هو فبات تلك الليلة في المحلة “

    هنا يعقوب يرسل هدايا ضخمة إلي عيسو يطفئ بها لهيب غضبه. وهو يرسلها إليه مجزئة. كل هدية تليها هدية حتي يأسر قلب أخيه. وأمر خدامه حاملي الهدايا بأن يكون كلامهم في منتهي التواضع= سيدي عيسو… عبدك يعقوب.



    أية 22:

    “22 ثم قام في تلك الليلة واخذ امراتيه وجاريتيه واولاده الاحد عشر وعبر مخاضة يبوق “

    مخاضة يبوق= يبوق هو أحد روافد الأردن. ومخاضة تعني جزء ضحل يعبر بالأقدام.



    الأيات 24-29:

    “ 24 فبقي يعقوب وحده وصارعه انسان حتى طلوع الفجر 25 ولما راى انه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه 26 وقال اطلقني لانه قد طلع الفجر فقال لا اطلقك ان لم تباركني 27 فقال له ما اسمك فقال يعقوب 28 فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله والناس وقدرت 29 وسال يعقوب وقال اخبرني باسمك فقال لماذا تسال عن اسمي وباركه هناك “

    الله حاول تثبيت يعقوب وتشجيعه برؤيا للابان ثم برؤيا جيش الملائكة ولكن يعقوب ظل في رعب. ونجد هنا أن الله يتعامل معه بأسلوب جديد ليشجعه ويعطيه ثقة بنفسه. وفي هذه الليلة التي بدأت بالصلاة المذكورة، من المؤكد أن يعقوب بعد أن أرسل هديته إستمر يجاهد في صلاته. وظهر له إنسان وصارعه حتي طلوع الفجر. والله أعطي له هذه القوة للصراع والجهاد فهو لم يكن يملك هذه القوة. وهناك رأيين في هذا الإنسان أولهما أنه أحد ظهورات المسيح قبل التجسد وثانيهما أنه ملاك علي شكل إنسان لكنه يمثل الحضرة الألهية. وكان هدف الله أن يعطيه ثقة بذاته حينما يغلب فلا يخاف من مقابلة عيسو. ولكن هذا الصراع يشير للجهاد في الصلاة وثمرة الجهاد والتمسك بمواعيد الله لذلك بدأ الصراع جسدياً وإنتهي صراعاً روحياً وإلي هذا يشير هوشع النبي هو 4،3:12 بكي وإسترحمه فهو لم يكن صراعاً جسدياً ولكنه بكاء وطلب رحمة من الله. هو تمسك بالله ولم يرخه "نش 4:3" ولما رأي أنه لا يقدر عليه. بمعني أن الملاك حين رأي يعقوب في جهاده لم يستسلم بل ظل يصارع طوال الليل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). الأمر الذي بدا فيه الملاك كمن هو مغلوب ويعقوب كغالب. ولكن هل يغلب الله؟ نرجع لسفر النشيد فنسمع "حولي عنى عينيك فإنهما قد غلبتاني نش 5:6" فالله يغلب بالدموع والتوبة ويعقوب هنا بكي وإسترحمه. وحتي لا يأتي إنتصار يعقوب بنتيجة عكسية فيدخل في الكبرياء ضرب الملاك حق فخذه فإنخلع. كما سمح الله لبولس بشوكة في الجسد لكي لا يرتفع من فرط الإستعلانات. وحق الفخذ هو مفصل الفخذ وكلمة ضرب في العبرية تأتي بمعني لمسة خفيفة "لمس حق فخذه" وهذا لو أدي لخلع المفصل يكون من لمس يعقوب ليس إنساناً عادياً.

    أطلقني: هذه تبين ما صار ليعقوب من صداقة مع الله فالملاك لا يريد أن يفارقه دون أن يسأله ذلك وجهاد يعقوب لحصوله علي البركة = ملكوت السماوات يغصب والغاصبون يختطفونه مت 12:11. ولنلاحظ أن مشكلة يعقوب كانت خداعاته ومكره وذلك بسبب إحساسه بالضعف وها نحن نراه مرعوباً من لقاء عيسو والله حاول أن يظهر له أنه يسانده مرارا عديدة.

    1. نبوة لرفقة حتي قبل ميلاده

    2. رؤيا السلم في الطريق.

    3. توفيقه في لقاء راحيل وعائلته.

    4. البركة في بيت لابان.

    5. رؤيا لابان وفيها إعلان لحماية الله له.

    6. رؤيا جيش الملائكة.

    ولكن النفسية الخائفة غير المصدقة ترتعب عند أول ذكر لمشكلة مثل عيسو وتنسي كل إعلانات وإحسانات الله!! فكيف يتعامل الله مع هذه الشخصية؟

    يصارعه ملاك ليشعر بضعفه، فهو كان يتغلب علي ضعفه بالحيل والمكر والخداع. والأن ما الحل مع من يصارعه وجها لوجه؟ لا مكان للحيل والخداع والمكر. بل هناك حل واحد ان يبكي ويسترحم ويصلي ويجاهد ويغلب ويحصل علي البركة وهنا يعرف كيف يتخلي عن ذاته واضعاً كل ثقته في الله. لذلك ما لم تحله الرؤي والإعلانات حلته هذه الرؤيا أو هذا الجهاد فالله يلمس نقاط الضعف فينا فنشعر بضعفنا وإحتياجنا إليه وأن فيه كفايتنا. والأن هو كان خائفاً من لقاء عيسو لأن فكره وحيله لم تسعفه فعيسو آتٍ ومعه 400 رجل ولكن بعد هذا اللقاء عرف أن الحل ليس في الحيل والمكر بل في جهاده مع الله وأن الله هو الذي يحفظه. ثم نجد بعد هذه الحادثة أن الملاك يسأل يعقوب عن إسمه لا لجهله بإسمه ولكن ليعلن له أن اسمه القديم يعقوب قد تغير إلي اسم جديد يناسب البركة التي حصل عليها بجهاده

    أسرائيل: أمير الله أو قوي مع الله أو هو مجاهد قوي في صف الله. هو قوي بجهاده فهو جاهد مع الله ومع الناس

    سار: امير أيل:الله فيكون إسرائيل= أمير الله

    ومن هذا الأسم سارة: أميرة

    ولها تفسير أخر

    أس را إيل

    إيس را إيل

    رجل رأى الله

    وهذا التفسير يتفق مع تسمية يعقوب للمكان فنوئيل.

    وفي (29) يعقوب يسأل الملاك عن اسمه فلا يجيبه. وهذا يتمشي مع قول الملاك لمنوح أبو شمشون لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب. والمسيح هو من دعي عجيباً إلهاً مشيراً أش 6:9 وهو هنا يرفض الأجابة عن اسمه فميعاد التجسد واعلان هذه الحقيقة لم يأتي أوانه.



    أية 30:

    “30 فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل قائلا لاني نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسي “

    فنيئيل= وجه الله. واسمي المكان هكذا لأنه رأي الله وجهاً لوجه ولم يمت. ولم يسمي باسم يحمل معني انه غلب الله بل هو سعيد بأنه رأي الله ولم يمت = ونجيت نفسي.



    أية 31:

    “31 واشرقت له الشمس اذ عبر فنوئيل وهو يخمع على فخذه ”

    واشرقت له الشمس=المسيح هو شمس البر مل 2:4. وما أجمل هذا القول فالأن عرف يعقوب معرفة جديدة عن الله فأشرق له نور المسيح بعد أن تخلي عن ذاته ووضع ثقته في الرب. وليس مهماً بعد ذلك أن يخمع علي فخذه = شوكة الجسد مع المعرفة الحقيقية لله تصبح لا شئ.



    أية 32:

    “32 لذلك لا ياكل بنو اسرائيل عرق النسا الذي على حق الفخذ الى هذا اليوم لانه ضرب حق فخذ يعقوب على عرق النسا “

    عرق النسا = هو ممتد من الورك إلي الكعب ويمر بجانب حق الفخذ وإجلالاً لهذه الواقعة فاليهود يستخرجونه من ذبائحهم ولا يأكلونه.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالإثنين 08 أغسطس 2011, 1:43 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 33

    في الإصحاح السابق جاهد مع الله بصلاته وفي هذا الإصحاح يجاهد مع الإنسان (عيسو) بمحبته وتواضعه، باللطف والهدايا، بإنكار الذات. الأن الهدايا والمحبة والتواضع ليست عن خوف بعد البركة التي نالها، بل عن حب. فالخوف تم علاجه في الصراع مع الملاك. ولقد إنتزع الله منه الإعتداد بالذات والمكر وإنتزع أيضا منه الخوف. ونجد هنا عيسو مع يعقوب إنساناً محباً عطوفاً يبكي حينما رأي أخوه بعد هذا الفراق! فأين الوحشية السابقة؟ حقا إن أرضت الرب طرق إنسان جعل أعداؤه يسالمونه. وحقا فإن قلوب الملوك والناس في يد الله.



    الأيات 1-4:

    “1 ورفع يعقوب عينيه ونظر واذا عيسو مقبل ومعه اربع مئة رجل فقسم الاولاد على ليئة وعلى راحيل وعلى الجاريتين 2 ووضع الجاريتين واولادهما اولا وليئة واولادها وراءهم وراحيل ويوسف اخيرا 3 واما هو فاجتاز قدامهم وسجد إلى الارض سبع مرات حتى اقترب إلى اخيه 4 فركض عيسو للقائه وعانقه ووقع على عنقه وقبله وبكيا “

    لاحظ أنه يضع راحيل المحبوبة وإبنها يوسف في المؤخرة حرصاً عليهم وهو إجتاز أمام الجميع. وسجد في إتضاع. هنا يمثل المسيح الذي يتقدم الموكب محامياً عن عبيده وجسده أي كنيسته. وكون عائلته وراءه فهذا يعطيهم فرصة للهروب إعلاناً عن حمايته لهم وبذله نفسه عنهم. والكتاب المقدس يعلن فضائل عيسو ومحبته وبكاؤه فكما أن الكتاب المقدس لا يخفي عيوب القديسين فهو لا يخفي فضائل الإنسان العالمي. ولكن لنعلم أن كل عطية صالحة هي من فوق من عند الله. فالله هو الذي جعل عيسو هكذا لأجل يعقوب.



    أية 8:

    “8 فقال ماذا منك كل هذا الجيش الذي صادفته فقال لاجد نعمة في عيني سيدي “

    ماذا منك كل هذا الجيش= يقصد الهدايا التي سبقته. ثم حاول عيسو أن يرفض الهدية فله الكثير.



    أية 10:

    “10 فقال يعقوب لا ان وجدت نعمة في عينيك تاخذ هديتي من يدي لاني رايت وجهك كما يرى وجه الله فرضيت علي “

    لأني رأيت وجهك كما يري وجه الله = أي رأيت فيك صورة الله الذي يقابلنا بالحب والعفو فأنت لأنك عفوت عني صرت هكذا. أو رأيت في وجهك محبة وإحسان وعفو هي نتيجة عمل الله معك.



    الأيات 12-16:

    “12 ثم قال لنرحل ونذهب واذهب انا قدامك 13 فقال له سيدي عالم ان الاولاد رخصة والغنم والبقر التي عندي مرضعة فان استكدوها يوما واحدا ماتت كل الغنم 14 ليجتز سيدي قدام عبده وانا استاق على مهلي في اثر الاملاك التي قدامي وفي اثر الاولاد حتى اجيء إلى سيدي إلى سعير 15 فقال عيسو اترك عندك من القوم الذين معي فقال لماذا دعني اجد نعمة في عيني سيدي 16 فرجع عيسو ذلك اليوم في طريقه إلى سعير ”

    نجد هنا يعقوب يرفض أن يسير في الطريق مع عيسو أو أن يبقي عيسو من رجاله معه فهو لا يضمن تصرفاته. وهو لا يحتاج لحماية أحد طالما هو في حماية الله.



    الأيات 17-20:

    “ 17 واما يعقوب فارتحل إلى سكوت وبنى لنفسه بيتا وصنع لمواشيه مظلات لذلك دعا اسم المكان سكوت 18 ثم اتى يعقوب سالما إلى مدينة شكيم التي في ارض كنعان حين جاء من فدان ارام ونزل امام المدينة 19 وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور ابي شكيم بمئة قسيطة 20 واقام هناك مذبحا ودعاه ايل اله اسرائيل “

    سكوت=مظال. ثم أتي إلي شكيم وإشتري هناك حقلاً دفع فيه ثمنا غالياً مئة قسيطة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والقسيطة =عملة مرتفعة القيمة وعرفنا هذا لأن أصحاب أيوب أعطوه كل واحد هدية قسيطة واحدة (أي 11:42) ويترجمها البعض خروف وقد يكون السبب أن هذه العملة قد رسم عليها خروف. وكان أول ما فعله يعقوب أنه أقام هناك مذبحاً. وهذه الأرض التي إشتراها يعقوب من شكيم هي التي دفن فيها يوسف. وهي ثاني أرض مشتراة بعد المكفيلة. وهذه الأرض بقيت ملكاً ليعقوب حتي بعد إقامته في مصر. ولكن إقامة يعقوب في شكيم وعدم عودته فوراً لبيت أيل أو إلي بئر سبع حيث اسحق سببا له مشكلة دينة. هو خالف أمر الله له في أن يعود لأرض أبائه (3:31) لذلك حدثت المشكلة بل المشاكل.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 09 أغسطس 2011, 12:05 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 34
    أية 1:

    “1 وخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الارض “

    وخرجت دينة… لتنظر بنات الأرض = غالباً هي خرجت لحضور أحد الإحتفالات كما قال يوسيفوس. وخرجت لتري حليهن وملابسهن. هي تمثل أولاد الله حينما يريدون أن يتمثلوا بأولاد العالم، يعيشوا مثل أهل العالم وينجذبوا لشرور العالم. وماذا كانت النتيجة

    1. ضياع البنت.

    2. سفك دماء.

    3. خوف عائلة يعقوب من الإنتقام.

    وهذه هي طريقة الشيطان فهو يدعونا أولاً للخروج من بيت أبينا (الكنيسة) وبعد ذلك يلفت نظرنا لجمال العالم فننخدع. ولاحظ أنه لا يدعونا أولاً للخطية بل للخروج ثم تأتي الخطية بعد ذلك وغالباً فمحاولته تتضمن الإقناع بأننا محرومين من لذات العالم.



    أية 2،3:

    “2 فراها شكيم ابن حمور الحوي رئيس الارض واخذها واضطجع معها واذلها 3 وتعلقت نفسه بدينة ابنة يعقوب واحب الفتاة ولاطف الفتاة “

    وأحب الفتاة = هذا لا يسمي حباً بل هو شهوة فمن يحب فتاة لا يغتصبها ويحجزها في بيته. ولكن منذ القدم إعتاد الناس أن يسموا الشهوة حباً. ولكن الحب له معني أخر وهو البذل.



    أية 5:

    “5 وسمع يعقوب انه نجس دينة ابنته واما بنوه فكانوا مع مواشيه في الحقل فسكت يعقوب حتى جاءوا “

    سكوت يعقوب حين سمع كان ليعطي لإخوتها الحق في التصرف. وهذه كانت عادة متبعة مع تعدد الزوجات. فإخوة دينة من أمهما ليئة هم لهم حق التصرف.



    الأيات 8-12:

    “8 وتكلم حمور معهم قائلا شكيم ابني قد تعلقت نفسه بابنتكم اعطوه اياها زوجة 9 وصاهرونا تعطوننا بناتكم وتاخذون لكم بناتنا 10 وتسكنون معنا وتكون الارض قدامكم اسكنوا واتجروا فيها وتملكوا بها 11 ثم قال شكيم لابيها ولاخوتها دعوني اجد نعمة في اعينكم فالذي تقولون لي اعطي 12 كثروا علي جدا مهرا وعطية فاعطي كما تقولون لي واعطوني الفتاة زوجة “

    ظن حمور أنه يعوض يعقوب عن شرفه بأن يقدم عرضاً بزواج ابنه ودينة. ثم تقدم بعرض سخي، أن يدخلوا في مصاهرات عائلية ويصيروا أسرة واحدة ويسكنوا معاً ويتاجروا ويتملكوا، هو عرض كريم ولكن ماذا يقدم نظير الشرف. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهنا نجد أسلوب من أساليب إبليس فبعد أن يدعو الإنسان للخروج ثم يغويه بالخطية نجده يتقدم خطوة أبعد ويطلب المصاهرة وأن تحيا النفس معه وتسكن معه ولكن "أي شركة للنور مع الظلمة"



    الأيات 13-29:

    “13 فاجاب بنو يعقوب شكيم وحمور اباه بمكر وتكلموا لانه كان قد نجس دينة اختهم 14 فقالوا لهما لا نستطيع ان نفعل هذا الامر ان نعطي اختنا لرجل اغلف لانه عار لنا 15 غير اننا بهذا نواتيكم ان صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر 16 نعطيكم بناتنا وناخذ لنا بناتكم ونسكن معكم ونصير شعبا واحدا 17 وان لم تسمعوا لنا ان تختتنوا ناخذ ابنتنا ونمضي 18 فحسن كلامهم في عيني حمور وفي عيني شكيم بن حمور 19 ولم يتاخر الغلام ان يفعل الامر لانه كان مسرورا بابنة يعقوب وكان اكرم جميع بيت ابيه 20 فاتى حمور وشكيم ابنه إلى باب مدينتهما وكلما اهل مدينتهما قائلين 21 هؤلاء القوم مسالمون لنا فليسكنوا في الارض ويتجروا فيها وهوذا الارض واسعة الطرفين امامهم ناخذ لنا بناتهم زوجات ونعطيهم بناتنا 22 غير انه بهذا فقط يواتينا القوم على السكن معنا لنصير شعبا واحدا بختننا كل ذكر كما هم مختونون 23 الا تكون مواشيهم ومقتناهم وكل بهائمهم لنا نواتيهم فقط فيسكنون معنا 24 فسمع لحمور وشكيم ابنه جميع الخارجين من باب المدينة واختتن كل ذكر كل الخارجين من باب المدينة 25 فحدث في اليوم الثالث اذ كانوا متوجعين ان ابني يعقوب شمعون ولاوي اخوي دينة اخذا كل واحد سيفه واتيا على المدينة بامن وقتلا كل ذكر 26 وقتلا حمور وشكيم ابنه بحد السيف واخذا دينة من بيت شكيم وخرجا 27 ثم اتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة لانهم نجسوا اختهم 28 غنمهم وبقرهم وحميرهم وكل ما في المدينة وما في الحقل اخذوه 29 وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل اطفالهم ونساءهم وكل ما في البيوت “

    نجد هنا حيلة شمعون ولاوي للإنتقام لشرف دينة وشرف العائلة وخطأهم كان

    1. خداع. فأهل شكيم وحمور إعتبروهم أصدقاء. ووافقوا علي الختان لأجلهم.

    2. إستغلال الدين. فهم أقنعوا شكيم وحمور بأن هذا أي الختان هو ضرورة دينية للزواج.

    3. هم نظروا لخطأ شكيم ولم ينظروا لخطية أختهم فهي التي ذهبت إليهم وربما ما حدث كان برضاها.

    4. هم لم يقتلوا المخطئ بل قتلوا الجميع وكانوا أبرياء وهذه وحشية وبربرية

    5. لم يراعوا كرم ومودة أهل شكيم وعرضهم الذي عرضوه.

    حقا لقد أخطأ شكيم إذ ظن المسألة صفقة تجارية. ولكن أبناء يعقوب تصرفوا بطريقة خاطئة.



    أية 30:

    “30 فقال يعقوب لشمعون ولاوي كدرتماني بتكريهكما اياي عند سكان الارض الكنعانيين والفرزيين وانا نفر قليل فيجتمعون علي ويضربونني فابيد انا وبيتي “

    هي جريمة وحشية أزعجت نفس يعقوب وكدرته وجعلته خائفاً من الإنتقام. هو الأن يتألم بسبب مكر إبنيه. لقد صارت حياته كلها سلسلة من الألام.

    1. اعتداء شكيم على دينة:
    "وخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الأرض، فرآها شكيم بن حمور الحوي رئيس الأرض وأخذها واضطجع معها وأذلها" [1-2].

    في حديثنا عن أبناء يعقوب (ص 30) رأينا إن الأحدى عشر (فيما بعد الأثنى عشر) يشيرون إلى ثمر الروح أما دينة كابنة له فتشير إلى ثمر الجسد، الذي يبقى مقدسًا ومتجاوبًا مع ثمر الروح ما دام الجسد مضبوطًا تحت تدبير حسن، أما إن يُترك العنان لدينة لتخرج وتنظر بنات الناس، فإنها تفقد قدسيتها وتفسد سلام أبيها وأخوتها وتسبب هلاكًا وقتلاً لكثيرين. لهذا السبب يقول الرسول الروحي بولس: "أقمع جسدي واستعبده لئلا بعدما كرزت للآخرين أصير أنا نفسي مرفوضًا".

    كانت سارة في الخيمة وراء إبراهيم حتى عندما التقى بالله وملاكيه (تك 18: 9، 10) تمثل الجسد المضبوط في الرب السائر وراء شهوات الروح القدس، لذا تمتع الاثنان بالوعد الإلهي أن ينجبا إسحق، أما دينة فخرجت إلى الأرض تنظر بنات الأرض تمثل الجسد المدلل الذي يحطم النفس ويفقدها سلامها.

    خرجت دينة كفتاة ترى بنات العالم لتتمثل بهن في تصرفاتهن العالمية ففقدت بتوليتها وحريتها، وأذلها العالم.



    2. حمور يطلب دينة لابنه:
    توجه حمور إلى يعقوب يطلب أبنته دينة زوجة لأبنه شكيم، بعد أن أفسدها هذا الأخير، الأمر الذي صدم يعقوب فصمت [5] منتظرًا مجيء أخوتها من الحقل ليخبرهم بالأمر، فحسبوا ذلك نجاسة في إسرائيل، أي الاعتداءً على أسرة إسرائيل (يعقوب)، وفكروا أن ينتقموا لا من شكيم وحده الذي أرتكب الإثم ولا من والده معه بل من كل أهل المدينة، فتزعم شمعون ولاوي عملاً بعيدًا عن الإنسانية.

    ظن حمور أنه يعوض يعقوب عن شرفه بتقدمه لتزويج شكيم من دينة، مقدمًا عرضًا سخيًا في عينيه، أن يدخلوا في علاقات عائلية ومصاهرات ليصير الكل أسرة واحدة، فيسكنوا في الأرض ويتاجروا ويتملكوا... وفي نفس الوقت سأل حمور يعقوب وبنيه أن يكثروا المهر كما يشاءون فإنه مستعد أن يدفع برضا وفرح من أجل محبة ابنه لدينة!

    إن كان "شكيم" تعني "كتفأ"، وحمور مشتقة من كلمة "حمار"، فإن ما فعله شكيم ووالده إنما يشير إلى عمل إبليس الذي يثير الخليقة لتكون لها الكتف المعاندة لله، وأن تسلك بفكر حيواني جسداني (كالحمار). فإبليس هذا يعتدي على النفس البشرية كما على دينة ليفسدها بروح معاند وأفكار شهوانية، وإذ يتظاهر بحل هذه المشكلة يتقدم كما بلطف زائد وسخاء، فيعلن رغبته في المصاهرة مقدمًا أرضه وتجارته وممتلكاته كمهر يسحب النفس من يعقوبها الحقيقي! هذه هي خداعات العدو في كل جيل، يود أن يسحب القلب من الإيمان خلال مظاهر اللطف والرقة والعطاء بسخاء والمصاهرة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لهذا السبب يحذرنا الرسول بولس، قائلاً: "أية شركة للنور مع الظلمة" (2 كو 6: 14).



    3. إجابة بني يعقوب بمكر:
    إن كان حمور قد أخطأ إذ حسب الزواج صفقة تجارية، يستطيع بأرضه وماله أن يقتني دينة، فإن بني يعقوب خاصة شمعون ولاوي قد أخطأوا بمكرهم واستغلالهم الدين كفرصة للانتقام بطريقة غير إنسانية. طلب شمعون ولاوي من حمور أن يختتن هو وأبنه وكل رجال المدينة حتى يحق لهم الدخول معهم في مصاهرات ويصير الكل عائلة واحدة. وإذ اختتنوا استل شمعون ولاوي سيفيهما وقتلوا كل المختونين في اليوم الثالث، وأخذا دينة أختهما من بيت شكيم وخرجا، وقد استغل أخوتهما الأمر فقاموا بقتل الكثيرين ونهب المدينة وسبي الأطفال والنساء.

    إنها بلا شك جريمة وحشية أزعجت نفس يعقوب وكدرته، إذ خاف لئلا تجتمع الأمم المجاورة معًا وتنتقم لأهل شكيم، خاصة وأنه غريب ويمثل نفرًا قليلاً.

    إن كان يعقوب قد ألقى اللوم على أبنيه لمكرهما، ففي الواقع إنما يشرب من ذات الكأس التي مزجها، لقد سبق فاستخدم مكره في اغتصاب البركة من أبيه، فصارت حياته سلسلة لا تنقطع من المرارة بسبب مكر الآخرين وغدرهم به، حتى وإن كان هؤلاء الآخرون هم أبناءه. تصرف يعقوب بمكر فغدر به لابان عشر مرات، والآن يتكدر بسبب مكر أبنيه، ويبقى يعقوب حتى الشيخوخة يحصد ما زرعه.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالأربعاء 10 أغسطس 2011, 12:16 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 35
    الأيات 1-4:

    “1 ثم قال الله ليعقوب قم اصعد إلى بيت ايل واقم هناك واصنع هناك مذبحا لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو اخيك 2 فقال يعقوب لبيته ولكل من كان معه اعزلوا الالهة الغريبة التي بينكم وتطهروا وابدلوا ثيابكم 3 ولنقم ونصعد إلى بيت ايل فاصنع هناك مذبحا لله الذي استجاب لي في يوم ضيقتي وكان معي في الطريق الذي ذهبت فيه 4 فاعطوا يعقوب كل الالهة الغريبة التي في ايديهم والاقراط التي في اذانهم فطمرها يعقوب تحت البطمة التي عند شكيم “

    الله هنا يجدد الدعوة ليعقوب حتي يصعد إلي بيت إيل ليقيم هناك ويصنع مذبحاً لله. وإذ شعر بأن هناك ستتم مقابلة الله إهتم بدفن وعزل كل الألهة الغريبة (الترافيم) هذه التي سرقتها راحيل وما كان مع عبيده قبل أن يدخلوا في العهد الألهي. وكل ما نهبه أولاده من شكيم.

    [ ولنلاحظ أن عبيد يعقوب كانوا من أرام حيث تنتشر الوثنية ولنلاحظ أن أولاد يعقوب قد سبوا نساء وأطفال عائلة شكيم وكلهم وثنيون]. فلا يمكن أن نقابل الله إلا علي أساس القداسة وعزل كل ما هو غريب عن الله ودفنه. ودفن هذه الأشياء يشير لدفن كل عمل شيطاني وكل فكر شرير تحت خشبة الصليب كتطبيق لقول بولس الرسول "صلب العالم لي وأنا صلبت للعالم" وأبدلوا ثيابكم = إشارة إلي تطهير الجسد ونقاوته والأقراط: هذه لم تكن تستخدم في الزينة فقط بل لأغراض دينية خرافية كجلب الخير وإبعاد الحسد ولهذا السبب فالعجل الذهبي الذي صنعه هارون للشعب كان من أقراطهم.



    أية 5:

    “5 ثم رحلوا وكان خوف الله على المدن التي حولهم فلم يسعوا وراء بني يعقوب “

    كان خوف الله= أوقع الله رعباً علي من حول يعقوب حتي لا يمسوه فلم يجسر أحد أن يذهب وراءه أو يقتفي أثره. هم شعروا بأن رهبة الله ظاهرة في حياة هذا الإنسان.



    أية 8:

    “ 8 وماتت دبورة مرضعة رفقة ودفنت تحت بيت ايل تحت البلوطة فدعا اسمها الون باكوت “

    عجيب أن يهتم الكتاب بموت دبورة مرضعة رفقة ولا يذكر الكتاب موت رفقة نفسها وكل ما يذكره الكتاب أن رفقة مدفونة في مغارة المكفيلة (تك 31:49) والسبب ببساطة أن رفقة ترمز للكنيسة التي لا تموت روحياً ولكنها تموت جسدياً علي رجاء القيامة. وكل أجساد القديسين مدفونة علي رجاء القيامة.

    وكان للمرضعات منزلة كبيرة وإحترام يقترب من منزلة الأم. وقد أحضرها يعقوب من بيت أبيه إسحق في حبرون، وربما أن يعقوب كان يزور والده اسحق. وفي إحدي الزيارات إستأذنه أن تقيم معه دبورة ليأخذ بركتها وغالباً كانت أمه رفقة قد ماتت خلال هذه الفترة. ويقدر المفسرين عمر دبورة في هذا الوقت بحوالي 180 سنة.

    تحت بيت إيل= أي في مكان منخفض في بيت إيل أو بجوارها. الون باكوت: بلوطة البكاء وبيت إيل تعني بيت الله. هناك أقام داود الذي يمثل الكنيسة المجاهدة وهناك دفنت دبورة التي تمثل الراقدين. والكنيسة الأن تصلي في كل صلاة عشية أوشية الراقدين فالكل أحياء وراقدين هم كنيسة واحدة وبيتاً واحداً للرب.



    الأيات 9-15:

    “9 وظهر الله ليعقوب ايضا حين جاء من فدان ارام وباركه 10 وقال له الله اسمك يعقوب لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يكون اسمك اسرائيل فدعا اسمه اسرائيل 11 وقال له الله انا الله القدير اثمر واكثر امة وجماعة امم تكون منك وملوك سيخرجون من صلبك 12 والارض التي اعطيت ابراهيم واسحق لك اعطيها ولنسلك من بعدك اعطي الارض 13 ثم صعد الله عنه في المكان الذي فيه تكلم معه 14 فنصب يعقوب عمودا في المكان الذي فيه تكلم معه عمودا من حجر وسكب عليه سكيبا وصب عليه زيتا 15 ودعا يعقوب اسم المكان الذي فيه تكلم الله معه بيت ايل “

    إذ طمر يعقوب الآلهة الغريبة وصعد لبيت أيل كما أراد الله له أولاً، وهذه تناظر التوبة،(فبالتوبة نعود ونري الله ونسمع صوته) إستحق أن الله يظهر له ويجدد له الوعد بالبركة. وقدم يعقوب عموداً حجرياً وسكيباً من الخمر والزيت. وسكب الزيت هو للتدشين أو التكريس أي أن هذا المكان صار مخصصاً لله وسكب الخمر هو إعتراف الشخص لله علي إحساناته وعلامة تضحية. والله يتنازل الذي لا تسعه السماء والأرض ويقبل أن يسكن في مكان يعطيه له الإنسان كعلامة علي حلوله وسط شعبه. وهناك للعمود الحجري رمز أخر فهو إشارة للمسيح حجر الزاوية الذي أعلن سكيب الخمر أي تقدمة الفرح وزيت المسحة الذي هو حلول الروح القدس علي الكنيسة



    الأيات 16-20:

    " 16 ثم رحلوا من بيت ايل ولما كان مسافة من الارض بعد حتى ياتوا إلى افراتة ولدت راحيل وتعسرت ولادتها 17 وحدث حين تعسرت ولادتها ان القابلة قالت لها لا تخافي لان هذا ايضا ابن لك 18 وكان عند خروج نفسها لانها ماتت انها دعت اسمه بن اوني واما ابوه فدعاه بنيامين 19 فماتت راحيل ودفنت في طريق افراتة التي هي بيت لحم 20 فنصب يعقوب عمودا على قبرها وهو عمود قبر راحيل إلى اليوم "

    أفراته= هي بيت لحم أي بيت الخبز حيث ولد المسيح. هنا نجد قصة موت راحيل المحبوبة. وعجيب أيضاً ان يذكر مناحة دبورة ولا يذكر أي مناحة أو بكاء علي راحيل المحبوبة. فموت راحيل التي تشير لكنيسة المسيح يشير لإنتقال الكنيسة من هذا العالم إلي العالم الأخر وهذا فرح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولنلاحظ أن راحيل كانت قد قالت "إعطني نسلاً وإلا أموت" وها هي قد ماتت بسبب النسل وبسبب ولادتها. وكثيراً ما يحجز الله عنا ما نظنه خيراً ويراه الله غير ذلك. وموت راحيل بعد ولادة بنيامين يشير لأن الكنيسة تظل تتمخض بأولادها متوجعة حتي متي كمل المختارون ترحل الكنيسة كلها لتستريح أبدياً. وما يؤلم الكنيسة هنا حتي تدعوه إبن أوني، يفرح به الرب فيدعوه بنيامين، إنها تتألم إلي حين وتحزن ولكن حزننا يتحول إلي فرح حين ننطلق جميعاً مع الرب علي السحاب ونكون عن يمينه. وراحيل كانت تريد تسمية أبنها ابن أوني أي إبن حزني بسبب شدة ما قاسته من الألام والأحزان، أما أبوه فأسماه بنيامين أي أبن اليمين وهي تسمية كلها رجاء في الله بالرغم من أحزانه، عربون القوة للشعب القديم (الألام ستكون سبباً في وجودنا عن يمين الله يو 20:16-22).



    الأيات 21، 22:

    " 21 ثم رحل اسرائيل ونصب خيمته وراء مجدل عدر 22 وحدث اذ كان اسرائيل ساكنا في تلك الارض ان راوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية ابيه وسمع اسرائيل وكان بنو يعقوب اثني عشر "

    مجدل عدر: أي برج عدر أو برج القطيع وهو موضع يقع في سهل الرعاة شرقي بيت لحم. وهنا حدثت خطية رأوبين البشعة التي فقد بسببها البكورية والذي ظل يعقوب يذكرها له بمرارة حتي فراش الموت (تك 14:49). وقوله وسمع إسرائيل يعني أنه لم يتكلم لكنه كتم في قلبه مرارة لا يمحوها الزمن ولا الكلام. ورأوبين ظن أنه فعل في الخفاء لكن ليس مكتوماً إلا ويعلن.



    ملحوظة أخيرة علي حياة يعقوب

    لماذا إختار الله يعقوب وترك عيسو، بالرغم من كل ضعفات يعقوب وسقطات أبنائه، الله إحتمل ضعف يعقوب وكان يكمله ويؤدبه ويعقوب خاضع بين يديه ومستسلم للتأديب أما عيسو الوحشي في طبعه فهذا لا يخضع لعمل الله في حياته فهناك خطيتين لا يحتملهما الله:

    1. الكبرياء.

    2. الوحشية والقسوة وحب الإنتقام "أقوم وأقتل أخي".

    هذه الخطايا تمنع عمل الله في الإنسان فلا يتكمل ولا يتأدب بتأديب الله ويكون مصيره الرفض.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالخميس 11 أغسطس 2011, 12:19 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 36
    لماذا إهتم الكتاب بذكر قوائم نسل عيسو؟

    1. جاءت القوائم مختصرة حتي يمكن للمؤمن أن يتفهم الأحداث الواردة بعد ذلك عبر العصور بمعرفته لأصل كل شعب أو أمة. وليظهر أن الكتاب المقدس ليس أساطير ولا قصص مؤلفة لكن أشخاصه قد ظهروا في التاريخ فعلاً. ويظهر من إهتمام الكتاب بنسل شخص مرفوض مثل عيسو، أن البشرية كانت كلها جسد واحد وقد مزقته الخطية فصار الجسد الواحد شقين الأول القديسين الذين اختاروا الله والثاني الأشرار الذين إختاروا العالم.

    2. الكتاب يذكر نسل عيسو ليظهر أن الله بارك فيه وأنه أثمر وتحققت وعود الله لإبراهيم وإسحق. فهذه البركات لعيسو كانت بسبب أبويه القديسين. وكانت وعود الله لهما أن منهما يخرج ملوك ورؤساء ويكون نسلهم كنجوم السماء وتراب الأرض. وفيه تحقيق لقول الله لرفقة "في بطنك أمتان" فها نحن نري أن عيسو قد أصبح أمة كبيرة.

    3. يتم هنا التركيز علي عيسو لأنه سيتركه تماماً بعد ذلك ويتفرغ الكتاب لنسل يعقوب.

    4. يظهر هنا أن نسل عيسو قد إمتلك الأرض وأما يعقوب وأولاده فقد ظلوا مشردين بل مستعبدين في مصر مئات السنين متغربين في الأرض لكن علي رجاء ميراث أرض الميعاد وهذا رمز لأن الكنيسة تحيا في العالم متغربة علي رجاء ميراث الحياة الأبدية. أما الغرباء عن الله يمتلكوا في هذه الأرض سريعاً ويصيروا ملوكاً. ولا عجب فإبليس رئيس هذا العالم.

    5. مما سبق نري أننا كمؤمنين نفضل أن نحيا كغرباء علي رجاء ميراث أورشليم السماوية عن أن نرث ونملك في جبل سعير أي العالم.

    6. يأتي الحديث عن عيسو قبل أن يحدثنا الكتاب عن يوسف كرمز للمسيح. فكما قال بولس الرسول "لكن ليس الروحاني أولاً بل الحيواني وبعد ذلك الروحاني 1كو 44:15-50"..

    7. أدوم في صراعه منذ البطن مع يعقوب يشير للصراع القديم بين نسل الحية ونسل المرأة، بين إبليس وبين أولاد الله. ونجد أن أدوم كثيراً ما حاول أن يعترض مسيرة أولاد الله وهذا ما يصنعه إبليس الذي هو قتال للناس منذ البدء. فهو يحاول دائما أن يعترض مسيرة معاملات الله مع أولاده.

    8. وقد سبق أن ذكرت أسماء نساء عيسو في (تك 34:26، 35+28: 9). ونجد هنا إختلاف في الأسماء بين ما سبق وما ورد هنا والسبب هو حمل الأشخاص لأكثر من اسم وهذه كانت عادة سائدة بين الرجال والنساء. فعيسو هو أدوم. وساراي هي سارة وأبرام هو إبراهيم. وبولس هو شاول وبطرس هو صفا وهو سمعان… الخ وربما أن عيسو هو الذي أطلق علي زوجاته الأسماء الجديدة.



    أية 2:

    " 2 اخذ عيسو نساءه من بنات كنعان عدا بنت ايلون الحثي واهوليبامة بنت عنى بنت صبعون الحوي"

    عدا بنت إيلون الحثي:هي بسمة (34:26). وأهوليبامة: بنت عني هي يهوديت ووالدها عني هو بيري. لأن بيري تعني صاحب بئر فهو الذي وجد الينابيع الحارة في البرية (أية 24) والينابيع الحارة سميت هنا الحمائم. ونجد هنا مرة أنه يذكر الحويين ومرة الحثيين. وهذا بسبب المصاهرات بينهم فعني الحوي هو بيري الحثي لأن أبوه حوي وأمه حثية. والحويين والحثيين من القبائل المتناسلة من كنعان (17،15:10).



    أية 3:

    " 3 وبسمة بنت اسماعيل اخت نبايوت "

    بسمة بنت إسمعيل هي محلة أخت نبايوت (9:28)



    ملحوظات

    1. نسل عيسو نجد منهم الكثير ملوك وامراء هم ملكوا قبل أن يقوم ملك من بني أسرائيل: قبلما ملك ملك لبني إسرائيل: فما ليس من الله يفرخ ويزدهر سريعاً أما ما هو من الله فينمو بالتدريج وببطء وفي نهاية الأمر يزهر ويثمر ويدوم ثمره للأبد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وموسي كتب هذه الأية بالإيمان فهو يؤمن بوعد الله لإسرائيل "وملوك سيخرجون من صلبك 11:35" هو كتبها قبل عصر الملوك بمئات السنين. وأما النقاد الذين لا يفهموا معني الإيمان فقالوا إن هذه العبارة أضيفت بعد عصر الملوك.

    2. إذ إغتني كلا من عيسو ويعقوب ولم تعد الأرض تحتملهما معاً. سكن يعقوب في أرض كنعان ميراث أبائه حيث وعده الله. أما عيسو فإرتحل إلي بلاد سعير التي كانت تمتد من البحر الميت إلي خليج العقبة وهي تضم سلسة من الجبال بها مناطق وعرة وبها أيضاً مناطق زراعية.

    3. سعير إسم لعيسو بكونه مملوء شعراً.ويقول البعض بل هو إسم للمنطقة الموجود بها أشجار كثيرة فتشبه الأرض الجسد المشعر.

    4. رؤساء القبائل أسماهم الكتاب أمراء. وجاءت الكلمة العبرية بمعني رؤساء ألوف فهم شيوخ قبائل.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالخميس 11 أغسطس 2011, 12:22 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 37
    إبتداء من هنا نجد قصة يوسف كرمز للمسيح لكن يعترضها قصة يهوذا فهو الذي جاء منه المسيح بالجسد. ولم يعرض الكتاب بالتفصيل لقصة حياة يهوذا لكنه يتحدث بالتفصيل عن قصة حياة يوسف لأنه حمل رموزاً واضحة لحياة وعمل المسيح. وتعتبر حياة يوسف حلقة الوصل بين عصر الأباء البطاركة ونشأة اليهود كشعب وأمة تحت العبودية تصرخ طالبة الخلاص. وفتح يوسف الطريق لأبيه إسرائيل وعائلته أن يعيشوا في مصر ليكونوا جسداً منفصلاً عن وثنية كنعان وعن كبرياء مصر.



    يوسف كرمز للمسيح

    1. يوسف كان الأبن المحبوب لأبيه ثم صار عبداً في مصر. والمسيح هو الإبن المحبوب الذي جاء إلي العالم كعبد (مصر رمز العالم). فهو أخذ شكل العبد وهو الإبن المحبوب. أف 6:1 + هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت.

    2. أول ما نري يوسف في 2:37 أنه كان يرعي مع إخوته رمزاً للمسيح الراعي الصالح.

    3. وفي 3:37 كان يعمل ويرعي مع أبناء بلهة وزلفة الجاريتين. فهو الإبن المحبوب يخدم أولاد العبيد. والمسيح الإبن المحبوب الذي أتي ليَخدِم لا ليُخدَم. ويخدم من؟ أولاد عبيده.

    4. يوسف هو إبن شيخوخة يعقوب. والمسيح هو إبن قديم الأيام دا 13:7.

    5. أحلام يوسف كانت تشير لأن يوسف ليس إنساناً عادياً ولكن إخوته رفضوا ملكه ورفض إخوة يوسف لأحلامه هو ما حدث عندما رفض اليهود أن يسجدوا للمسيح ويعبدوه كملك هذا الذي تجثو له كل ركبة في 8:2-11. وفرعون طلب السجود ليوسف.

    6. يوسف حسده إخوته 11:37. والمسيح حسده الكهنة وبيلاطس عرف هذا مر 10:15.

    7. وأما أبوه يعقوب فحفظ الأمر وهكذا كانت العذراء (لو 19:2) ويعقوب تعجب من أحلام يوسف ربما فهم أنه سيكون عظيما لكنه كتم الأمر حتي لا يثير حسد إخوته بالأكثر.

    8. يعقوب يرسل يوسف لإخوته (13:37) والمسيح يرسله الآب للعالم يو 36:5-38.

    9. يوسف ذهب لإخوته في محبة. ولم يجدهم في شكيم حيث أرسله والده فذهب يفتش ويسأل عنهم وذهب وراءهم إلي دوثان (يقال أن معناها ثورة). وكان يمكن أن يعود إلي والده قائلاً لم أجدهم. لكنها هي محبته. أما إخوته نتيجة حسدهم خططوا لقتله. والمسيح جاء إلي خاصته وخاصته لم تقبله. (مت 38:21). هو وجد إخوته في حالة ثورة ضده (دوثان).

    10. هو ذهب لإخوته يحمل لهم خبزاً. فأرسلوه لمصر كعبد وسجن ليخرج ويدخل القصر ويعود ليعطي إخوته خبزاً يشبعهم ويعطيهم حياة. هو وهب حياة لكل إنسان من الحنطة أي الخبز والمسيح جاء ليعطينا نفسه خبزاً. وهو الأن في قصره السماوي يشبع كل إنسان.

    11. مشاوراتهم لقتل يوسف هي مثال لمشاورات اليهود لقتل المسيح.

    12. كما أنقذ يوسف العالم من المجاعة أنقذ المسيح العالم من مجاعة للحق ومن الموت الروحي.

    13. رفضه إخوته ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام أما هو فكلمهم بسلام وجاء يخدمهم ورفضوه. فإخوته رفضوه وقبله الأمم (مصر) وهكذا المسيح رفضه اليهود وقبله كل العالم.

    14. أعطاه أبوه قميصاً ملوناً. والمسيح كانت له الكنيسة ثوباً ملوناً، وثوباً لأنها إلتصقت بالمسيح كالثوب وملونا فهي متعددة المواهب.

    15. هم كرهوه لأنه في أحلامه أعلن مجده. والمسيح كان دائما يعلن نسبته لله مما أثار اليهود فكرهوه يو 59،58:8. ويوسف لم يكره إخوته بالرغم من كراهيتهم له وهكذا المسيح.

    16. إخوة يوسف أخلعوه ثيابه. وهكذا فعل اليهود بالمسيح.

    17. الأمم إلبسوا يوسف الثياب الملوكية بعد أن سجنوه والعالم خضع للمسيح بعد أن رفضه زمناً.

    18. الأمم إشتروا يوسف بالفضة. والأمم اشتروا المسيح بإيمانهم به.

    19. لم نسمع أن يوسف قاومهم والمسيح لم يقاوم بل كان كشاة سيقت للذبح وكان طائعاً.

    20. بيع يوسف بعشرين من الفضة. والمسيح بيع بثلاثين من الفضة.

    21. الذي أشار ببيع يوسف هو يهوذا أخوه. ويهوذا هو الذي سلم المسيح.

    22. إخوة يوسف بعد أن طرحوه في البئر جلسوا ليأكلوا والمسيح بعد أن صلبوه أكلوا الفصح.

    23. نزول يوسف للبئر وخروجه حياً يشير لموت المسيح وقيامته.

    24. يوسف كان حسن الصورة والمنظر (6:3) والمسيح كان أبرع جمالاً من بني البشر.

    25. يوسف حوكم ظلماً في مصر وهكذا المسيح حوكم ظلماً في العالم (مصر رمز لأرض العبودية).

    26. يوسف جرِب من أمراة فوطيفار وغلب والمسيح جربه إبليس وغلب.

    27. المرأة أتهمت يوسف ظلماً وزوراً والمسيح طالما إتهموه زوراً (أنه مجنون وببعلزبول يخرج الشياطين وأنه أكول وشريب خمر. بل للأن هناك أتهامات موجهة للمسيح.

    28. كان مع يوسف في السجن إثنين ، خباز وساقي. والمسيح صلب بين لصين. وكما نجا الساقي وهلك الخباز هكذا خلص اللص اليمين وهلك اللص اليسار. وهكذا كل العالم فجزء من العالم سيخلص والجزء الأخر سيهلك يو 29:5.

    29. دخل يوسف السجن لا لذنب إرتكبه. وهكذا المسيح صار إنساناً وصلب عن ذنوبنا لا ذنبه هو.

    30. يوسف وقف أمام فرعون وسنه 30 سنة والمسيح بدأ خدمته وسنة 30 سنة. وكانت خدمة يوسف أن يشبع العالم وهكذا كان عمل المسيح.

    31. خلع يوسف ثياب السجن ولبس اللبس الملوكي. ليعلن أن زمن الألام إنتهي ويأتي زمن المجد. فطريق المجد ليوسف مر عبر الألام (من إخوته ومن المصريين وفي السجن…) والمسيح جلس عن يمين الآب بعد أن مر بطريق الألام والصليب.

    32. حلق الشعر ليوسف يشير لأن المسيح خلع صورة الجسد الأول ليأخذ الجسد النوراني.

    33. فرعون ألبس يوسف ثوب كتان أبيض (رمز بر المسيح) وخاتم (رمز السلطان والبنوة) وطوق ذهبي (رمز المجد).

    34. مشورة يوسف لفرعون هي الحكمة والتدبير والمسيح هو أقنوم الحكمة. وإذا سلمنا له حياتنا يدبرها حسنا فلا نجوع. وكانت سمة يوسف عموماً الحكمة.

    35. سماه فرعون صفنات فعنيح ولها ترجمات عديدة سنذكرها بعد ذلك وتعني طعام الحياة أو مخلص العالم أو معلن الأسرار وهذه كلها أسماء المسيح مشبع العالم ومخلصه.

    36. زواج يوسف بأسنات هو رمز المسيح الذي إتخذ كنيسة الأمم عروساً له. وكان ثمرة الزواج منسي (أنساني الله كل تعبي) وأفرايم (جعلني الله مثمراً). والمسيح يفرح وينسى كل ألامه حين يجد الكنيسة مثمرة. بل السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب.

    37. كان حلم فرعون 7 بقرات سمينة تأكلها سبع بقرات قبيحة. والبقرات السمينة تشير للكنيسة الخارجة من المعمودية (فالبقرات خرجت من الماء). والبقرات القبيحة تشير للهراطقة وكل محاولات عدو الخير لإبتلاع الكنيسة خصوصاً محاولة الوحش في نهاية الأيام ان يبتلع الكنيسة ويعتدي عليها.

    38. المجاعة كانت تدبير من الله ليعود إخوة يوسف ويتقابلوا مع يوسف. كما دبر الله مجاعة للإبن الضال ليعود لحضن ابيه. وحوتاً يبتلع يونان. هي خطة الله ليجذب كل نفس للتوبة حتي تتقابل مع المسيح يوسفها الحقيقي.

    39. لقاء يوسف مع إخوته تم علي 3 مراحل تشير لمعاملات الله مع الخاطئ التائب:-

    أ إخوة يوسف لم يعرفوه في اللقاء الأول واليهود لم يعرفوا المسيح. وهكذا كل خاطئ في بداية توبته تكون معرفته بالمسيح ضعيفة جداً بل يكاد لا يعرفه. وقد يعامل المسيح الخاطئ بجفاء كما عامل المسيح المرأة الكنعانية، وكما عامل يوسف إخوته. (نش 2:5-7)

    ب. في اللقاء الثاني أيضا لم يعرفوه لكنه بكي وحده. هو قلب المسيح الذي يشتاق لكل واحد منا.

    ج. في اللقاء الثالث أعلن ذاته لهم وبكي وأخرج الجميع فالمسيح لا يعلن نفسه سوي لأحبائه كما في القيامة.
    د. لاحظ أن يوسف أمر بحبسهم 3 أيام ثم أعطاهم القمح. وهكذا حتي نشبع من المسيح علينا أن نموت معه (صلب الأهواء والشهوات) والثلاث أيام إشارة للقيامة في اليوم الثالث فنحن نتقابل مع المسيح علي أساس القيامة (أي بحياته المقامة التي يعطينا إياه).

    40. إرتاع إخوة يوسف عند رؤيته والمسيح سيرتاع منه الخطأة عند ظهوره. هم إرتاعوا أما هو فيقول تعالوا إلي. وكما غفر يوسف لإخوته غفر المسيح علي الصليب "يا أبتاه إغفر لهم".

    41. يوسف لم يستح من إخوته وهكذا المسيح لا يستحي بنا بل يدعونا إخوته. عب 11:2. وكما قدم يوسف إخوته لفرعون غير خجلاً من وضاعتهم هكذا سيقدمنا المسيح للآب كإخوة له قائلاً ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الله عب 11:2-13.

    42. دعوة يوسف ليعقوب وإخوته ليعيشوا في مكان مجده (هو مصر الآن) هي دعوة المسيح لنا لنعاين مجده "من يغلب يجلس معي في العرش رؤ 21:3. وإرسال العربات الملكية ليعقوب لتشهد لمجده. هو إرسال الروح القدس لنا ليعلن مجد المسيح "فهو يأخذ مما للمسيح ويخبرنا يو 14:16.

    43. يقول يعقوب لأولاده ما بالكم واقفين تنظروا لبعضكم إذهبوا لئلا نموت. هي دعوة الكنيسة لأولادها توبوا وإرجعوا للمسيح فيرجع إليكم فتكون لكم حياة ولا تموتوا.

    44. يقول فرعون "لا تحزن عيونكم علي أثاثكم لأن خيرات مصر كلها لكم" والعربات هي العربون وبولس الرسول يحسب كل شيء نفاية ليعرف المسيح في 8،7:3.

    45. رجوع إخوة يوسف إلي يوسف يشير لرجوع اليهود للمسيح وإيمانهم به في أخر الأيام.

    46. قيل عن يعقوب "فعاشت روح يعقوب حين سمع عن يوسف" فنحن لا نعيش إلا به ونموت لو إبتعدنا عنه. فهو الحياة "من أمن بي يحيا" وهو خبر الحياة.

    47. قيل عن يوسف أنه سيد الأرض كلها والمسيح هو ملك الملوك وسيد الخليقة كلها.

    48. سجود يعقوب لعصا يوسف هو سجود الكنيسة كلها للصليب الذي كان به الخلاص.

    49. قيل عن يوسف أنه حسن الصورة وحسن المنظر وهو في بيت فوطيفار أي في بيت العبودية ونحن لم نعرف جمال محبة المسيح إلا بعد أن تجسد ورأيناها بوضوح وهو علي الصليب. والمسيح قيل عنه " ابرع جمالا من بني البشر " (مز 45).

    50. لعل أروع ما قاله يوسف "أنتم قصدتم بي شراً. أما الله فقصد به خيراً. لكى يفعل كما اليوم، ليحيي شعباً كثيراً" إليس هذا هو ما حدث مع المسيح. لقد قصد اليهود أذيته وأن يلحقوا به شراً حوله الله لخير البشرية كلها وحياة العالم مزمور 1:2-4.

    العهد القديم كله هو ظل للعهد الجديد. كله إشارات لعمل المسيح. هو وسائل لإيضاح خطة الخلاص. وهناك نبوات واضحة صريحة عن المسيح مثل "ها العذراء تحبل وتلد إبناً أش 7" وهناك شخصيات ترمز للمسيح مثل إسحق ويوسف. وشخصيات ترمز للكنيسة مثل راحيل ورفقة. وهناك أحداث تشير لخطة الخلاص مثل مرور الشعب في البحر رمزاً للمعمودية وهكذا أيضا الطوفان. بل أن خيمة الإجتماع كلها هي رمز للمسيح كما سنري لذلك قال الأباء أن العهد الجديد مختبئ في العهد القديم والعهد القديم مشروح في العهد الجديد. وإنجيل متي مثلاً حاول أن يشرح كيف أنه في المسيح كان تحقيق نبوات العهد القديم. وهذا ما يعنيه السيد المسيح بأنه ما جاء لينقض العهد القديم بل ليكمله. ويكمله أي يحقق في نفسه كل ما حاول العهد القديم أن يشرحه، هو أعلن كل معاني القصص التي وردت في العهد القديم فكلها كانت تشير لشخصه المبارك. هو حل رموز وألغاز العهد القديم. فإن شهادة يسوع هي روح النبوة "رؤ 10:19"



    حياة يوسف

    يوسف هو إبن راحيل المحبوبة، لذلك أحبه أبوه وصنع له قميصاً ملوناً كان سبب ألامه. إذ كرهه إخوته لأنهم شعروا بمحبة أبيهم الزائدة ليوسف. وهم كانوا قادرين علي جذب محبة أبيهم بحكمة وبخضوع لأبيهم. ولكنهم آثروا طريق الشر فرأوبين إعتدي علي فراش أبيه وشمعون ولاوي كانوا متوحشين وأولاد بلهة وزلفة كانوا اشرار وأتي يوسف بنميمتهم أي نقل لأبيه أخبار شرورهم. قطعاً نقل أخبار مثل هذه ليس صحيحاً لكن يبدو أن يعقوب كان له حزناً في قلبه بسبب أولاده وأحب يوسف الذي رآه كاملاً فضلاً عن أنه ابن راحيل. وهنا نجد ربما خطأ ليعقوب أنه احب يوسف أكثر من إخوته وهذه المعاملة المميزة تسبب غيرة وحسد بين الإخوة. ونلاحظ أن يوسف في محبته، إذ أحب أخوته بالرغم من كراهيتهم له قد نفذ وصية المسيح قبل أن يأتي المسيح بـ 2000 سنة وفي طهارته ورفضه للزني نفذ وصايا موسي قبل أن يأتي موسي أو تكتب الوصايا (هذا بالتقليد فكل شي مسلم شفاهة للأباء وموسي قام بكتابته) كانت وصايا الله مكتوبة علي قلب يوسف قبل أن تكتب علي ألواح حجرية.

    كانت هناك أسباب اخري لكراهية إخوة يوسف له وهي أحلامه التي رواها لهم فأثارت كل أحقادهم الدفينة وهذا يعطينا فكرة أن لا نتحدث عن نجاحنا الجسدي أو نجاحنا الروحي أمام الأخرين حتي لا نثير أحقادهم ونكون سبب عثرة لهم.

    أما إخوة يوسف فنري في مؤامراتهم منتهي الوحشية والعجيب أن يجلسوا ويأكلوا بعد أن ألقوا بأخيهم في البئر بل ربما أكلوا من الطعام الذي أحضره لهم.

    وربما سمح الله ليوسف بهذه الألام لأنه كان شخصاً مدللاً أراد الله أن يصقله ليعده لعمل عظيم. ولذلك فقول يوسف "لستم أنتم أرسلتموني إلي مصر بل الله الذي أرسلني" يعطينا فكرة أن حياتنا هي في يد الله وكل شيء بسماح منه وأن كل الأمور تعمل معاً للخير للذين يحبون الله" ولقد سمح الله بأن يجتاز يوسف تجربة شديدة لكنه كان معه في كل خطوة كما حدث مع الثلاث فتية في أتون النار. فالله رافقه في بيت فوطيفار وفي السجن فتحول إلي بركة للجميع. وأعطاه القلب المفتوح والعين المفتوحة ففسر الأحلام. بل أنقذ العالم من مجاعة فصار بركة للعالم. وأعطاه الله نعمة في عين كل أحد (فوطيفار/ رئيس السجن/ فرعون).

    ولكن لم يسكت الشيطان بل حرك زوجة فوطيفار ولم يجد يوسف عذراً للخطية بأنه شاب وفي إحتياج لهذا أو أن زوجة فوطيفار قادرة علي أذيته… الخ بل شعر بأنه أمام الله ولا يجب أن يخطئ. لقد كان هذا الشاب البتول أكثر طهارة من داود المحصن بزوجاته. فهو فضل أن يلقي في السجن، فضل العار وربما الموت عن أن يخطئ إلي الله. في حياة يوسف نري كيف أن نعمة الله تعمل وسط التجارب، وكيف أن الله فسر علي يديه الأحلام ليعد له الطريق إلي القصر. وكانت هذه الأحلام (الخباز والساقي ثم أحلام فرعون) من الله، علي أن هناك أحلام من الشيطان وأحلام من العقل الباطن. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولنتأمل في يوسف حين سأل الساقي أن يذكره أمام فرعون. ماذا كانت أقصي أماله: إما أن يطلقه فرعون حراً ويعود لأبيه ولإخوته الأشرار أو يعمل مساعداً للساقي. ولكن هل كان يعلم ما في فكر الله من خير نحوه بل نحو كل العالم. وجميل أن نري في حياة يوسف أن اسم الله دائما علي لسانه. هو لا يخطئ أمام الله. وهو لا يفسر الأحلام بل الله… إذاً هو يعطي المجد لله لذلك رفعه الله، وعلينا أن لا نطلب مجد أنفسنا بل نترك هذا لله، نحن نمجده وهو الذي يشهد لنا. فهو أراد أن يختفي هو ليظهر الله لكن الله أظهره ومجده حتي الأن.

    ونقطة أخري تتضح في حياة يوسف المتدين. فهو يظهر أن الدين ليس صوم وصلاة فقط بل عمل وتدبير والله يشترك في العمل فيكون ناجحاً "وكان الله مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً" وكان جفاؤه مع إخوته ظاهرياً فهو إنسان عاطفي حساس يبكي مراراً. ولكن سبب الجفاء الظاهري أن يشعر إخوته بخطإهم. أيضا هو نفذ "إحسنوا إلي المسيئين إليكم" قبل المسيح. ونري في يوسف بره بأبيه وكيف إستقبله إستقبالاً لائق وفي موته كيف شيعه ونفذ وصيته بدفنه في مغارة المكفيلة أي تحمل كل مشاق السفر إكراماً لأبيه.

    ووصية يوسف لإخوته أن لا تتغاضبوا في الطريق هي وصية المسيح لكنيسته وشعبه أن لا تتغاضبوا وتتخاصموا بل كونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً… (أف 4:4).

    ويوسف حصل علي نصيب البكر لأمانته، إذ حصل علي نصيب إثنين في الميراث في شخصي إبنيه إفرايم ومنسي لذلك نجد دائما اسماء الأسباط الـ12 لا تشتمل علي اسم يوسف، بل رفع اسم يوسف ليوضع مكانه أسماء أفرايم ومنسي وبهذا يكون يوسف قد حصل علي نصيب البكر أي نصيبين من الميراث وفي هذا إشارة إلي البكورية الروحية التي فقدها رأوبين لخطيته. والبكورية الروحية حصلت عليها الكنيسة بسبب خطية شعب اليهود وصلبهم للمسيح ورفضهم له.



    أية 1:

    " 1 وسكن يعقوب في ارض غربة ابيه في ارض كنعان "

    سكن يعقوب في أرض كنعان أرض غربة أبيه= حتي يتسلمها أبنائه وأحفاده كأرض موعد يعيشون فيها لا كغرباء في خيام وإنما كمواطنين يبنون المدن والمنازل.



    أية 3:

    " 3 واما اسرائيل فاحب يوسف اكثر من سائر بنيه لانه ابن شيخوخته فصنع له قميصا ملونا "

    كانت شعوب المنطقة في ذلك الوقت تعتبر الثياب الملونة شيئاً فاخراً يلبسه المكرمون.



    أية 10:

    " 10 وقصه على ابيه وعلى اخوته فانتهره ابوه وقال له ما هذا الحلم الذي حلمت هل ناتي انا وامك واخوتك لنسجد لك إلى الارض "

    هل نأتي أنا وأمك: غالباً يقصد بلهة جارية راحيل فهي التي إهتمت به بعد موت أمه لكن المعني أن الأسرة كلها تسجد له.



    أية 11:

    " 11 فحسده اخوته واما ابوه فحفظ الامر "

    حسده إخوته: بسبب الأحلام وبسبب محبة أبيه له وربما ما زاد الأمر نقل نميمتهم لأبيه.



    أية 13:

    " 13 فقال اسرائيل ليوسف اليس اخوتك يرعون عند شكيم تعال فارسلك اليهم فقال له هانذا "

    اليس اخوتك يرعون عند شكيم= خوف يعقوب علي أبنائه راجع لخوفه من انتقام أهل شكيم.



    أية 20:

    " 20 فالان هلم نقتله ونطرحه في احدى الابار ونقول وحش رديء اكله فنرى ماذا تكون احلامه "

    أحد الأبار= هي حفر تحفر لجمع المياه (مياه الأمطار) وإدخارها لوقت الحاجة وكانت تجف وقت الصيف. وكان من يطرح فيها يندر أن ينجو فهي عميقة وواسعة من أسفل ضيقة من أعلي.



    الأيات 25-28:

    " 25 ثم جلسوا لياكلوا طعاما فرفعوا عيونهم ونظروا واذا قافلة اسماعيليين مقبلة من جلعاد وجمالهم حاملة كثيراء وبلسانا ولاذنا ذاهبين لينزلوا بها إلى مصر 26 فقال يهوذا لاخوته ما الفائدة ان نقتل اخانا ونخفي دمه 27 تعالوا فنبيعه للاسماعيليين ولا تكن ايدينا عليه لانه اخونا ولحمنا فسمع له اخوته 28 واجتاز رجال مديانيون تجار فسحبوا يوسف واصعدوه من البئر وباعوا يوسف للاسماعيليين بعشرين من الفضة فاتوا بيوسف إلى مصر "

    القافلة قافلة إسماعيليين ومدياينين فهم بينهم تجارة وزواج مشترك.

    كثيراء= نوع من أنواع الصمغ يستخدم في الطب وفي التغرية (لصق الأشياء).

    بلسان= دهن طيب الرائحة يسيل من شجرة البلسان متي جرح ساقها يستخدم في الطب والتحنيط .

    لاذن= نوع من الصمغ يستخدم في الطب



    أية 32:

    " 32 وارسلوا القميص الملون واحضروه إلى ابيهم وقالوا وجدنا هذا حقق اقميص ابنك هو ام لا "

    أحضروه إلي أبيهم= لقد خدع يعقوب أبيه بملابس عيسو وها هو يخدع بملابس يوسف.



    أية 36:

    " 36 واما المديانيون فباعوه في مصر لفوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط "

    في (1:39) يذكر أن فوطيفار رجل مصري وهذا غريب. والتفسير أن فرعون في هذا الوقت كان من الهكسوس ورجاله كلهم من الرعاة (الملوك الرعاة) فتركيز الكتاب المقدس هنا أن خصي فرعون كان مصرياً يصبح شيء مفهوم لأنه مصري وسط رجال القصر الذي هم كلهم من الهكسوس الرعاة. ولذلك طلب يوسف من إخوته أن يذكروا لفرعون أنهم رعاة (34:46) فهو بالتأكيد سيتعاطف معهم فهم رعاة مثله. ونفهم كذلك كيف إرتقي يوسف لهذا المنصب الكبير وهو غريب فالملك نفسه غريب. ولأن الهكسوس الغرباء كانوا رعاة كان المصريين يكرهون الرعاة ويعتبرونهم شيئاً كريهاً (34:46). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ونلاحظ أيضا أن الملك كان له مواش كثيرة. والخصي هو من نزعت خصيتاه ليخدم مع نساء فرعون. ثم إصبحت اسم وظيفة كبيرة حتي لو لم يحدث له هذا بدليل أننا نجد فوطيفار أن له زوجة. (خصي مترجمة رئيس).
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أغسطس 2011, 11:40 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 38
    هذا الإصحاح تاريخياً مكانه يسبق هذا المكان فلماذا أتي في هذا المكان وهذا التوقيت؟

    يوسف كان يرمز للمسيح في رسالته ولكن يهوذا هو أبو المسيح بالجسد والكتاب المقدس يعرض نسل يهوذا لنتتبع أنساب السيد المسيح. وجاء هذا الإصحاح مملوء خطايا وتعدي لأن المسيح جاء ليحمل في جسده الذي أخذه من يهوذا كل تعدي وكل خطايا أبائه وكل ضعف وراثي فهو جاء من نسل يهوذا مع زوجة أبنه (هو زني معها). هو جاء من نسل الخطاة ليفديهم.



    الأيات 1-3:

    " 1 وحدث في ذلك الزمان ان يهوذا نزل من عند اخوته ومال إلى رجل عدلامي اسمه حيرة 2 ونظر يهوذا هناك ابنة رجل كنعاني اسمه شوع فاخذها ودخل عليها 3 فحبلت وولدت ابنا ودعا اسمه عيرا "

    ربما كان حيرة الرجل العدلامي صديقاً ليهوذا. رجل كنعاني= كنعاني تعني انه أما هو كنعانياً أو تعني تاجر. وزواج يهوذا من أبنة رجل كنعاني أتي علي العائلة بمصائب كثيرة فالكنعانيون منحرفون جداً لذلك كان أولاد يهوذا من الكنعانية منحرفون أيضاً. وعدلام التي ينسب إليها حيرة هي إحدي مدن كنعان الكبري. وهناك تأمل فيهوذا هو الذي نسب له شعب اليهود (يهود من يهوذا) فيهوذا كان أكبر الأسباط ومنهم ملوك يهوذا. وتركيز الكتاب أن شيلة ابنه ولد في كزيب يشير أن اليهود مصرين علي جحدهم الإيمان بالمسيح مصدقين في ذلك أكاذيبهم التي يقولونها علي المسيح.



    الأيات 6-11:

    " 6 واخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار 7 وكان عير بكر يهوذا شريرا في عيني الرب فاماته الرب 8 فقال يهوذا لاونان ادخل على امراة اخيك وتزوج بها واقم نسلا لاخيك 9 فعلم اونان ان النسل لا يكون له فكان اذ دخل على امراة اخيه انه افسد على الارض لكيلا يعطي نسلا لاخيه 10 فقبح في عيني الرب ما فعله فاماته ايضا 11 فقال يهوذا لثامار كنته اقعدي ارملة في بيت ابيك حتى يكبر شيلة ابني لانه قال لعله يموت هو ايضا كاخويه فمضت ثامار وقعدت في بيت ابيها "

    ثمار الزواج الخاطئ إبنين شريرين يميتهم الرب. وكانت العادة التي شرعها موسي في ما بعد أن الأخ يتزوج إمراة أخيه إذا مات أخوه دون أن يترك نسلاً وحتي لا يمحي اسم أخوه كان النسل (غالباً الطفل الأول فقط) ينسب للأخ المتوفي. ولكن أونان ثاني أولاد يهوذا رفض أن يكون لأخيه نسل فلم يرد الإنجاب من ثامار زوجة أخيه المتوفي عيرا حتي لا يشاركه الإبن في الميراث وساء هذا جداً في عيني الرب فأماته أيضاً. ورفض يهوذا ان يزوج ابنه المتبقي شيلة لثامار متحججاً بصغر سنه لكنه كان متصوراً انها السبب في موت إبنيه، هي نظرة تشاؤم مرفوضة. وكان الحل هو نزع الخطايا من الأسرة وليس في أن ندعي أن شخصاً هو سبب مصائبنا (كما يقول العامة فلان نحس).



    الأيات 12-19:

    " 12 ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امراة يهوذا ثم تعزى يهوذا فصعد إلى جزاز غنمه إلى تمنة هو وحيرة صاحبه العدلامي 13 فاخبرت ثامار وقيل لها هوذا حموك صاعد إلى تمنة ليجز غنمه 14 فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة لانها رات ان شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة 15 فنظرها يهوذا وحسبها زانية لانها كانت قد غطت وجهها 16 فمال اليها على الطريق وقال هاتي ادخل عليك لانه لم يعلم انها كنته فقالت ماذا تعطيني لكي تدخل علي 17 فقال اني ارسل جدي معزى من الغنم فقالت هل تعطيني رهنا حتى ترسله 18 فقال ما الرهن الذي اعطيك فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك فاعطاها ودخل عليها فحبلت منه 19 ثم قامت ومضت وخلعت عنها برقعها ولبست ثياب ترملها "

    كبر شيلة ولم يف يهوذا بوعده ويزوجه لثامار. وثامار إشتهت أن يكون لها نسلاً فهي عاشت وسط عائلة يعقوب وسمعت عن أن المسيح سيأتي من نسلهم. فقبلت أن تعرض حياتها للخطر. وقامت بدور زانية لتحصل علي نسل. وتغطت ببرقع= ليس فقط حتي لا يعرفها يهوذا. ولكن كانت الزواني لا يضعن برقعاً. وأما ناذرات أنفسهن للزني (وهذه كانت عادة كنعانية في الهياكل الوثنية) كن يضعن برقعاً. وكان هؤلاء يذهبن للهياكل الوثنية وينذرن أنفسهن لمدة سنة ويحصلن علي أجرهن من الزنا جديا يتبرعن به للهيكل. وكانوا يسمين الزانية: قدشة أي قديسة. ولاحظ أن يهوذا تموت زوجته وأولاده ثم يذهب ليزني ويسمي هذا تعزية وأما ثامار الوثنية فقبلت أن تكون كزانية حتي يأتي منها نسل قد يكون المسيح. حقاً نحن لا نبرر الخطأ الذي إرتكبته لكن كان مما يؤكد شهوتها لأن يكون لها نسل مقدس أنها عاشت بعد ذلك مع يهوذا دون أن تعرفه. فكان كل ما تريده هو النسل وليس الشهوة الخاطئة في حد ذاتها. لذلك قال عنها يهوذا "هي أبرمني" أية 26 وبهذا العمل الإيماني تأهلت ثامار أن تكون جدة للسيد المسيح، دمها يجري في عروقه، وقد سجل متي أسمها في أنساب السيد المسيح (مت 23:1) بينما لم يسجل اسم سارة ورفقة. وصارت تشير لكنيسة الأمم التي كانت كأرملة مهجورة فصارت كنيسة مقدسة للرب.

    أية 18:خاتمك = كان الخاتم يعلق بحبل في الصدر لختم الأوراق الهامة. وكان لكل واحد صورة علي خاتمه، قد تكون صورة حيوان وربما كانت الصورة التي وضعها يهوذا علي خاتمه صورة أسد. وربما كان يساكر له علي خاتمه صورة حمار لذلك قال يعقوب أبيهم في نبوته يهوذا جرو أسد – يساكر حمار جسيم" 14،9:49".



    الأيات 20-26:

    " 20 فارسل يهوذا جدي المعزى بيد صاحبه العدلامي لياخذ الرهن من يد المراة فلم يجدها 21 فسال اهل مكانها قائلا اين الزانية التي كانت في عينايم على الطريق فقالوا لم تكن ههنا زانية 22 فرجع إلى يهوذا وقال لم اجدها واهل المكان ايضا قالوا لم تكن ههنا زانية 23 فقال يهوذا لتاخذ لنفسها لئلا نصير اهانة اني قد ارسلت هذا الجدي وانت لم تجدها 24 ولما كان نحو ثلاثة اشهر اخبر يهوذا وقيل له قد زنت ثامار كنتك وها هي حبلى ايضا من الزنا فقال يهوذا اخرجوها فتحرق 25 اما هي فلما اخرجت ارسلت إلى حميها قائلة من الرجل الذي هذه له انا حبلى وقالت حقق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه 26 فتحققها يهوذا وقال هي ابر مني لاني لم اعطها لشيلة ابني فلم يعد يعرفها ايضا "

    في (21) أين الزانية: الأصل أين القدشة. وقول يهوذا لتأخذ لنفسها أي تأخذ الخاتم والعصاة كأجر لها وحتي لا يتهم بعدم دفع الأجر لها يشهد صديقه العدلامي.

    أية 24 أخرجوها لتحرق = هنا يهوذا ككبير العائلة ورب البيت يأمر بعقابها علي خطيتها وإستغل المفهوم العام أنها زوجة لشيلا أبنه وقد زنت فعقابها الحرق. وهو هنا يحكم ويدين وهو لا يحكم علي نفسه. فهو الزاني وهو الذي رفض أن يزوجها لإبنه. وعلامات الحمل ظهرت بعد ثلاثة شهور = هنا ثامار ترمز للكنيسة التي إلتصقت بالمسيح بعد أن كانت أممية وظهر لها ثمار الروح القدس (الأقنوم الثالث) بإيمانها بالثالوث وتمتعها بالقيامة في المسيح الذي قام في اليوم الثالث. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لذلك يقال خلعت ثياب ترملها = فالنفس التي تتلاقي مع المسيح (هنا يهوذا يرمز للمسيح) لا تعود تحيا في حزن.

    وكونها تغطت ببرقع فهذا يرمز لأننا مازلنا في الجسد (البرقع) لا نعاين أمجاده. ولكن قد حصلنا علي خاتمه (علامة البنوة كما حصل عليه الإبن الضال وعلي صليبه (عصاه).



    الأيات 27-30:

    " 27 وفي وقت ولادتها اذا في بطنها توامان 28 وكان في ولادتها ان احدهما اخرج يدا فاخذت القابلة وربطت على يده قرمزا قائلة هذا خرج اولا 29 ولكن حين رد يده اذا اخوه قد خرج فقالت لماذا اقتحمت عليك اقتحام فدعي اسمه فارص 30 وبعد ذلك خرج اخوه الذي على يده القرمز فدعي اسمه زارح "

    أخرج زارح يده فربطت القابلة يده بخيط قرمزي أحمر، لكنه أدخل يده ليخرج فارص وبعده زارح. ويري بعض الأباء في زارح مثلاً للشعب اليهودي الذي كان يجب أن يكون البكر. وقد مد يده وإستلم شريعة الذبائح الدموية(الخيط القرمزي الأحمر) لكنه رفض الإيمان بالمسيح المرموز إليه بالذبائح فرد يده مرة أخري وفقد البكورية التي أخذها فارص ممثل الأمم الذين صارت لهم باكورية الروح.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالجمعة 12 أغسطس 2011, 11:43 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 39
    إن كان يهوذا الابن الحرّ قد استعبد نفسه لشهوة الجسد فتزوج بالكنعانية ابنة شوع، فإن يوسف العبد أعلن حريته الحقة إذ لم تستطع امرأة سيده أن تقتنص قلبه أو تدنس جسده بالرغم من كل الظروف المرة التي يعيش فيها هذا الشاب.

    حقًا إن كان "يوسف" يعني "نمو" أو "تزايد"، فقد حمل في حياته نموًا بلا توقف، نجح في حبه لأخوته بالرغم من بغضهم له وها هو ينجح في التمتع بالطهارة في بيت العبودية.

    1. يوسف في بيت فوطيفار 1-6

    2. يوسف وامرأة سيده 7-10

    3. يوسف والثوب 11-18

    4. يوسف في السجن 19-23



    1. يوسف في بيت فوطيفار:
    لم نسمع عن يوسف وهو في بيت أبيه يعقوب أن البيت تبارك بسببه ولا قيل: "كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحًا" [2]، ليس لأن يوسف لم يكن "بركة" في بيت أبيه ولا لأنه لم يكن ناجحًا... لكنه إذ كان مدللاً في أحضان أبيه يتمتع بالقميص الملون دون أخوته لم يكن محتاجًا إلى كلمة تشجيع... أما وقد بيع كعبد في أرض غريبة وحرم من كل عاطفة أسرية أعلن الوحي أن الرب نفسه كان معه يهبه النجاح ويعطيه نعمة في عيني سيده، حتى قيل: "الرب بارك بيت المصري بسبب يوسف، وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل، فترك (فوطيفار) كل ما كان له في يد يوسف، ولم يكن معه يعرف شيئًا إلاَّ الخبز الذي يأكل، وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر" [5-6].

    كان يوسف أشبه بقارورة طيب كثيرة الثمن محفوظة ومغلقة في بيت يعقوب، لا يشتم أحد رائحتها كما هي عليه، لكنها إذ كُسرت بآلام العبودية والحرمان من الحب العائلي فاحت رائحتها في بيت فوطيفار، وملأت حقوله أيضًا فأحب يوسف جدًا ورأى فيه عمل الرب فسلمه كل شيء، رآه الكل حسن الصورة وحسن المنظر، إذ كشفت الضيقة عن جمال وجهه الداخلي وسلام قلبه وفكره.

    ما حدث مع يعقوب أبيه تكرر معه، فما استطاع يعقوب أن يتمتع بالسلم السماوي ولا أن يدرك إسرار الصليب وأمجاده وهو في خيمة أبيه وبين أحضان أمه رفقة إنما نال ذلك عندما صار طريدًا في الطريق بلا عون بشري، يسند رأسه على المسيح (حجر الزاوية). هكذا لم تنكشف بركة الرب ليوسف ونجاح أعماله وجمال ملامحه الداخلية إلاَّ في بيت العبودية في أرض الغربة.

    إن جاز لنا القول أننا ما كنا نستطيع التعرف على يوسف الحقيقي بكونه "أبرع جمالاً من بني البشر" (مز 44: 3) إلاَّ برفعه على الصليب واجتيازه المعصرة وحده من أجلنا، لذا تناجيه الكنيسة قائلة: "أسمك دهن مهراق" لذلك أحبتك العذارى" (نش 1: 3).
    تقف الكنيسة في كل أجيالها أمام يوسف الطاهر الذي عرض حياته للموت حتى لا يدنس جسده بكل إجلال وتكريم. فالقلب الذي امتلأ بالحب الحق حتى لإخوته المبغضين له ليس فيه فراغ لشهوة جسدية ولا عوز إلى عاطفة امرأة غريبة! لقد نجح يوسف في تجربته التي نصبها له العدو خلال امرأة سيده لا من أجل شهامة إنسانية ولا من أجل تربية نشأ عليها وإنما بالأكثر من أجل الحب الذي ملأ قلبه. هذا ما أكده القديس يوحنا الذهبي الفم حين قارن يوسف وامرأة فوطيفار معلنًا أن يوسف أحبها بحق عمليًا، ففي حديثه معها لم يجرح مشاعرها بكلمة قاسية... لم يتفوه بكلمة أنها تزني، بل في إتضاع قال: "هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت وكل ما له قد دفعه إلى يديّ، ليس هو في هذا البيت أعظم مني، ولم يمسك عني شيئًا غيرك لأنك امرأته" [9]. إنه يذكرها بأنها سيدته، وأنها امرأة سيده... كما يعلن عن إكرامها له فكيف يرد إكرامها بهذه الخيانة؟! يعلن أنه العبد الذي يخدم ولا يخون، وأنه موضع ثقة سيده فلا يقدر أن يجحده! لقد أوضح أنه علاقته بهما إنما هي في الرب: "فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟!" [9]. لقد أحبها في الرب وخضع لها في الرب... أما علامة حبه الصادق أنه لم يشهر بها في السجن ولا انتقم منها حين سلمه فرعون كل شيء! وعلى العكس كانت امرأة فوطيفار تحبه جسديًا أو بمعنى آخر تحب شهوات جسدها، وعلامة ذلك إنها سلمته للسجن وعرضته للموت بعد أن شهرّت به، فهل حملت حبًا له؟
    يقول الأب قيصريوس: [أظن أنها لم تكن تحبه ولا تحب نفسها. لو كانت تحبه لماذا أرادت تحطيمه؟! ولو كانت تحب نفسها لماذا أرادت أهلاك نفسها؟!... إنها لم تكن تحب لكنها كانت محترقة بسم الشهوة، ولم تكن مشرقة بلهيب الحق[410]].

    في حديثه مع من أحبته بعنف لا يستنكف من دعوة رجلها "سيدي" فأنه لا يستغل مشاعرها الشريرة ليسيطر عليها أو يحدثها كمن هو ند لها، إنما زيّن نفسه بروح الإتضاع، وكما يقول القديس أمبروسيوس: [مع أن يوسف كان من أسرة البطاركة العظام لم يخجل من العبودية المنحطة بل بالحري زينها باستعداده للخدمة، وجعلها مجيدة بفضائله. لقد عرف كيف بتواضع ذاك الذي كان بين أيدي الشاري والبائع ويدعوهما "سيدي"[411]].



    3. يوسف والثوب:
    إذ كان بمفردهما في البيت أمسكت به، للحال "ترك ثوبه في يدها وهرب وخرج إلى خارج" [13]. كان يعرف ثمن هروبه: العري والفضيحة والافتراء عليه والسجن وربما الموت، لكنه قبل هذا كله ثمنًا لعلاقته مع الله وطهارته. بهذا صار يوسف الشاب مثلاً حيًا للطهارة، وكما يقول الأب قيصريوس: [يوجد في الكنيسة ثلاثة نماذج للطهارة يجب أن نتمثل بها: يوسف وسوسنة ومريم. يتمثل الرجال بيوسف والنساء بسوسنة والعذارى بمريم[412]].
    إن كان قد قيل عن يوسف أنه: "حسن الصورة وحسن المظهر" [6]، فبتركه الثوب في يديّ سيدته كشف عن طهارته وجمال نفسه وعذوبة قلبه، وكما يقول الأب قيصريوس: [كان يوسف جميلاً في الداخل أكثر من الخارج، بهيًا بنور قلبه أكثر من جمال جسده، حيث لم تكن عينا هذه المرأة تقدران أن تحترقا وتتمتعا بجماله[413]]. ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم[414]: [أن يوسف قد تعرى فصار أكثر بهاءً من غيره، وكأنه قد عاد إلى حال آدم العريان في الفردوس ولا يخجل، من أجل طهارته].

    صار يوسف مثلاً حيًا وشجاعًا للهروب من الشر، فمن كلمات الآباء في ذلك الشأن:

    * إن كنت طاهرًا حتى الآن فلتكن أكثر طهارة بتجنب مثل تلك المناظر. لا تبتهج بالمناقشات الباطلة ولا تحتج بالأعذار غير النافعة وإنما ليكن لك عذر واحد... أترك الزانية المصرية كمن يهرب من يديها عاريًا.
    القديس يوحنا الذهبي الفم[415]

    * هرب يوسف وترك ثوبه حتى لا يسمع شيئًا يضاد عفته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). من يلتذ للسماع إنما يحث الآخر على الكلام.
    القديس أمبروسيوس[416]

    * إن استعطت أن تتمثل بيوسف وتترك ثوبك في يد سيدتك المصرية، فبعريك تتبع ربك ومخلصك القائل في الإنجيل: "من لا يترك كل ما له ويحمل صليبه ويتبعني لا يكون لي تلميذًا"
    القديس چيروم[417]

    * حينما تقف على السطح لا تفكر في الثوب الذي في الداخل (مت 24: 17، 18)، فلكي تهرب من سيدتك المصرية أترك الثوب الذي يخص هذا العالم... فإن حتى إيليا في انتقاله السريع إلى السماء لم يكن ممكنًا أن يأخذ معه ثوبه بل ترك ثياب العالم في العالم (2 مل 2: 11، 13).
    القديس چيروم[418]

    يرى الأب أوستريوس أسقف أماسيا أن ما فعله يوسف حمل ما تحقق بقوة في المسيح يسوع ربنا، إذ يقول: [أمسكت امرأة مصرية بيوسف فترك لها ثيابه ورحل، والمسيح رحل من الموت الذي أمسك به، تاركًا الثياب في القبر. أمسكت المصرية بثياب يوسف ولم يكن ممكنًا لها أن تمسك به هو، وكانت الأكفان في القبر الذي لم يعق الرب إذ لم يكن ممكنًا أن يمسك به[419]]



    4. يوسف في السجن:
    إذ لم تستطع امرأة فوطيفار أن تغتصب قلب يوسف وأمسكت بثيابه صرخت لتتهمه بالشر، فحمي غضب رجلها: "فأخذ يوسف سيدهُ ووضعه في بيت السجن المكان الذي كان أسرى الملك محبوسين فيه، وكان هناك في بيت السجن. ولكن الرب كان مع يوسف وبسط إليه لطفًا وجعل نعمة له في عينيّ رئيس بيت السجن" [20-21].

    لقد نجح يوسف في بيت أبيه كابن محب لمبغضيه فدخل به الرب إلى العبودية ليعلن نجاحه كعبد غريب، وإذ نجح في عبوديته وزينها بفضائل دخل به إلى السجن ليتمجد الله فيه وسط المجرمين. لقد أعطاه الرب نعمة في عيني رئيس بيت السجن فسلمه كل شيء؛ وإذا بالرب معه "ومهما صنع كان الرب ينجحه" [23].

    ما أجمل الكلمات التي قالها القديس يوحنا الذهبي الفم: [كان يوسف أكثر مجدًا من كل منتصر مكلل وهو مستمر تحت القيود، وكانت (امرأة فوطيفار) أكثر بؤسًا من أي سجين حتى وإن قطنت المساكن الملوكية[420]].

    يؤكد الوحي الإلهي "الرب كان مع يوسف"... بهذا تحول السجن إلى سماء، لأنه حيث يوجد الرب يصير الموضع سماءً! التقى يونان بالرب المدفون في القبر وهو في جوف الحوت وسط تيارات المياه ولجج البحر الثائرة، وظهر كلمة الله ليحيط بالثلاثة فتية وهم في أتون النار... بينما حُرم الفريسي من اللقاء مع الله داخل الهيكل حين وقف متشامخًا يعدد فضائله! لست أقلل بهذا من قدسية الهيكل، لكنني أود أن نتلقى بربنا أينما وجدنا! إن غاية بيت الرب أن نصير مقدسًا للرب وهيكلاً لروحه القدوس، أينما حللنا إنما نحمله في داخلنا. هكذا تحول السجن في حياة يوسف إلى لقاء جديد مع الرب على مستوى ربما أعمق مما كان عليه وهو في بيت أبيه أو في بيت سيده.

    على أي الأحوال ألقت المرأة الشريرة بيوسف في السجن لتحطمه، فإذا به ينال نجاحًا في السجن ونعمة، ويتحول السجن إلى طريق للمجد. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [هكذا هي طرق الله في التدبير، أن الأمور التي تضرنا هي بعينها التي تنفعنا. هذا ما حدث مع يوسف، فقد أرادت سيدته أن تحطمه، وبدت بالحقيقة تصارع معه لتحطيمه لكنها فيما هي تفعل ذلك كان عملها يدخل به إلى الأمان. فالبيت الذي كان فيه هذا الوحش (المرأة) محفوظًا كان بالنسبة ليوسف جبًا، أما السجن فكان بالنسبة له لطفًا. عندما كان في البيت محفوفًا بالإكرام والتودد (مغازلتها له) كان في رعب يخشى أن تقتنصه سيدته. كان في حالة خوف أقسى مما كان عليه وهو في السجن. أما بعد الاتهام فصار في سلام وأمان، إذ تخلص من هذا الوحش وفسقه وتدابيره المهلكة، لذا كان الأفضل له أن يُحفظ في موضع بائس (السجن) وسط خليقة بشرية عن أن يكون في صحبة سيدة مجنونة... بالحقيقة لم يُلق في سجن إنما انطلق من سجن. لقد جعلت من سيده عدوًا له، لكنها جعلت من الله صديقًا له؛ دخلت به إلى علاقة أوثق مع الله الذي هو الصديق الحق[421]].


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أغسطس 2011, 11:49 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 40
    قد سمح الله ليوسف بالسجن. فالله تكمل خطته ببعض الألام



    أية 2:

    " 2 فسخط فرعون على خصييه رئيس السقاة ورئيس الخبازين "

    خصييه = أي أن مركزهما سام جداً



    الأيات 4-8:

    " 4 فاقام رئيس الشرط يوسف عندهما فخدمهما وكانا اياما في الحبس 5 وحلما كلاهما حلما في ليلة واحدة كل واحد حلمه كل واحد بحسب تعبير حلمه ساقي ملك مصر وخبازه المحبوسان في بيت السجن 6 فدخل يوسف اليهما في الصباح ونظرهما واذا هما مغتمان 7 فسال خصيي فرعون اللذين معه في حبس بيت سيده قائلا لماذا وجهاكما مكمدان اليوم 8 فقالا له حلمنا حلما وليس من يعبره فقال لهما يوسف اليست لله التعابير قصا علي "

    فخدمهما… فسأل لماذ وجهاكما مكمدان: لم يجدا من يخدمهما بأمانة ورقة مثل يوسف. وهي خدمة أن يسألهما عما يحزنهما ويعزيهما بقدر إمكانه. ولاحظ قول يوسف أليس لله التعابير = فهو في كل كلامه يعطي المجد لله.



    الأيات 9-19:

    " 9 فقص رئيس السقاة حلمه على يوسف وقال له كنت في حلمي واذا كرمة امامي 10 وفي الكرمة ثلاثة قضبان وهي اذ افرخت طلع زهرها وانضجت عناقيدها عنبا 11 وكانت كاس فرعون في يدي فاخذت العنب وعصرته في كاس فرعون واعطيت الكاس في يد فرعون 12 فقال له يوسف هذا تعبيره الثلاثة القضبان هي ثلاثة ايام 13 في ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك ويردك إلى مقامك فتعطي كاس فرعون في يده كالعادة الاولى حين كنت ساقيه 14 وانما اذا ذكرتني عندك حينما يصير لك خير تصنع الي احسانا وتذكرني لفرعون وتخرجني من هذا البيت 15 لاني قد سرقت من ارض العبرانيين وهنا ايضا لم افعل شيئا حتى وضعوني في السجن 16 فلما راى رئيس الخبازين انه عبر جيدا قال ليوسف كنت انا ايضا في حلمي واذا ثلاثة سلال حوارى على راسي 17 وفي السل الاعلى من جميع طعام فرعون من صنعة الخباز والطيور تاكله من السل عن راسي 18 فاجاب يوسف وقال هذا تعبيره الثلاثة السلال هي ثلاثة ايام 19 في ثلاثة ايام ايضا يرفع فرعون راسك عنك ويعلقك على خشبة وتاكل الطيور لحمك عنك "

    الخصيان يشيران إلي جنس البشرية الساقط وهو ينقسم قسمين. الأول يجتاز الغضب بالإيمان فيعبر إلي الملكوت والأخر في جحوده يفقد حياته أبدياً. وهنا يوسف حين يخبر كليهما بمصيره فهو يمثل المسيح الذي يخبرنا عن مصير كل قسم منا:

    (يو 29:5) وقد قسم المسيح البشرية هكذا لقسمين في مثل العذاري الحكيمات والجاهلات. ولاحظ أن رقم 3 أي الثلاث أيام التي حلم بها كلاهما تشير لفترة الموت وبعدها القيامة التي تكون في اليوم الثالث ويذكر أن يوسف ضعف حين طلب من الساقي (أية 14) أن يذكره أمام فرعون. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ولذلك ركز الوحي علي أن الساقي قد نسيه (22:40). ولنلاحظ أن اللص اليمين طلب من المسيح ان يذكره فلم ينساه المسيح بل قال "اليوم تكون معي في الفردوس" وأما من طلب من البشر أن يذكروه فنسوه. وأعتقد أن هذا الدرس لنا نحن حتي لا نطلب أن يذكرنا البشر. بل نصلي لمن لا ينسي. والله جعل الساقي ينسى يوسف لأنه لو ذكره في هذه الفترة ربما كان فرعون قد افرج عنه وكان يوسف قد ذهب لأبيه وتعطلت قصة الخلاص ولما أنقذ أحداً من المجاعة. فنقول أن الله جعل الساقي ينسي حتي تكمل خطة الله. ولكن من الصعب أن نلوم يوسف علي طلبه للساقي وهو في هذه الظروف القاسية. وهو درس لنا لنضع ثقتنا في الله.

    ثلاث سلال حوَاري = حوَاري هي نفس الكلمة التي ترجمت سابقاً سميذ (6:18) أي دقيق فاخر. يعلق جسدك = هي عقوبة مخيفة عند المصريين فهو لن يحنط جسده وبالتالي حسب عقيدة قدماء المصريين فلن تكون له قيامة. ولاحظ أن يوسف لم يجرح زوجة فوطيفار ولم يفضحها أمام الساقي والخباز.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالسبت 13 أغسطس 2011, 11:50 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 41
    تخرج يوسف في مدرسة المحبة الصادقة، فقد أتسع قلبه بالحب لإخوته المبغضين له، ونجح في بيت فوطيفار كعبد يخدم في محبة طاهرة، وأخيرًا كسجين وسط المذنبين، وفي الوقت المناسب رفعه الله إلى القصر وكأنه بالسيد المسيح الذي نزل من أجلنا إلى سجن الجحيم لكي يرفعنا معه إلى قصره السماوي واهبًا إيانا خبزًا سماويًا.

    1. حلما فرعون 1-8

    2. إحضار يوسف 9-16

    3. الحلمان وتفسيرهما 17-32

    4. مشورة يوسف 33-36

    5. يوسف وختم فرعون 37-46

    6. يوسف وتخزين القمح 47-49

    7. أبنا يوسف 50-52

    8. يوسف يشبع مصر 53-75



    1. حلما فرعون:
    طلب يوسف من رئيس السقاة أن يذكره أمام فرعون دون أن يمس سمعة امرأة فوطيفار في شئ، لكن إذ اتكل يوسف على هذا الذراع البشري تركه بعد ذلك سنتين في السجن، حتى متى جاء الوقت المحدد من قبل الله تكلم الله نفسه في قلب فرعون خلال حلمين أزعجاه.

    رأى فرعون نفسه واقفًا عند نهر النيل، وإذا بسبع بقرات حسنة المنظر وسمينة خرجت من النهر لترتع من مرج أخضر وخصيب، ثم خرجت سبع بقرات أخرى قبيحة المنظر ورقيقة اللحم أكلت البقرات الأولى وقد بقيت كما هي في قبح منظرها [21]. وإذ استيقظ فرعون ونام رأى سبع سنابل في ساق واحدة سمينه وحسنة، ابتلعتها سبع سنابل رقيقة ملفوحة بالريح الشرقية نابتة وراءها...

    لقد فسر يوسف الحلمين بكونهما يشيران إلى أمر واحد أراد الله تأكيده، هو حدوث رخاء عظيم لمدة سبع سنوات يفسده جوع شديد وقحط ليس له مثيل لمدة سبع سنوات تالية.

    إن كان النيل يشير إلى مياه المعمودية التي من خلالها أنطلق الرب بكنيسته المقدسة مرموزًا إليها بالسبع بقرات الحسنة المنظر والسمينة فإن عدو الخير ينطلق كوحش بحري معه أتباعه الأشرار القبيحو المنظر روحيًا والرقيقو اللحم، غايتهم افتراس الكنيسة في أواخر الدهر... إذ يقول السيد المسيح: "لو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جسد" (مت 24: 22)؛ "حتى يضلوا لو أمكن المختارون أيضًا، هذا أنا قد سبقت وأخبرتكم" (مت 24: 25). وقد قدم لنا السيد المسيح وصفًا مرًا لمجيء المسيح الدجال في أواخر الدهور، سبق لنا عرض أقوال الكثير من الآباء في تفسيره[427].

    تكرر الأمر بالنسبة لسنابل الحنطة، فإن كانت الكنيسة تمثل سنابل القمح المتحدة في ساق ملفوحة بالريح الشرقية، التي يقول عنها القديس هيبوليتس الروماني[428]: [أنها المسيح الدجال، يهب من الشرق كريح ساخنة تحرق الزرع المقدس. هكذا يهاجم المسيح الكذاب بأتباعه الكنيسة المسيح ليفسدها في أواخر الدهور].

    يبدو أنها ستكون أيام مريرة عند ظهور ضد المسيح، الذي قال عنه الرسول بولس: "يستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهًا أو معبودًا حتى أنه يجلس في هيكل الله (كإله) مظهرًا نفسه أنه إله" (2 تس 2: 4). وإذ يتعرض العلامة أوريجانوس لضد المسيح في عظاته على سفر أرميا يشكر الله أنه لا يعاصر هذه الأيام القادمة إذ يتساءل: "هل يا ترى سيوجد مؤمن واحد في كل كنيسة؟! بهذا يعكس العلامة أوريجانوس فكر الكنيسة في القرن الثاني عن المسيح الدجال.



    2. إحضار يوسف:
    إذ أنزعج فرعون أحضر جميع سحرة مصر وحكمائها وقص عليهم حلمه فعجزوا عن تقديم تفسير للحلم. هنا تذكر رئيس السقاة ما حدث له ولرئيس الخبازين في السجن وكيف فسر لهما الغلام العبراني يوسف الحلمين. أخبر رئيس السقاة فرعون، فاستدعى يوسف الذي حلق وأبدل ثيابه ودخل على فرعون... وإذ أخبره فرعون بالأمر، أجاب: "ليس لي، الله يجيب بسلامة فرعون" [16].

    إن كان إطلاق الشعر وارتداء ملابس السجن يشيران إلى التجسد الإلهي، حيث حمل السيد المسيح طبيعتنا لكن بغير فساد وارتدى جسدنا، فما فعله يوسف إذ حلق شعره وأبدل ثيابه ليدخل على فرعون يشير إلى السيد المسيح الذي يرتفع بنا إلى مجده، إلى حضن أبيه بعد أن ينزع عنا عارنا ويبدل طبيعتنا الأولى إلى طبيعة تليق بتمتعنا بحياته. في المسيح يسوع نخلع إنساننا القديم لنلبس الإنسان الجديد الذي على صورة خالقه.



    3. الحلمان وتفسيرهما:
    قص فرعون ليوسف الحلمين وأخبره أن السحرة لم يستطيعوا أن يخبروه بتفسيرهما. هنا فرعون يمثل العالم الذي كان الله يتحدث معه خلال الأحلام والرموز خاصة في العصر الموسوي... حتى يأتي السيد المسيح نفسه – يوسف – الذي يكشف لنا الرموز، ويحدثنا فمًا لفم، ويهبنا المشورة الصالحة باستلامه قيادة حياتنا، وإقامة مخازن قمح روحي في أعماقنا.

    ما أحوجنا أن ننطلق من الحكماء والسحرة إلى يوسف الحقيقي، فلا نعود نتكل على فهمنا البشري بل بالإيمان نلتقي بربنا يسوع، يكشف لنا الأسرار الإلهية ويقود حياتنا في أيام الشبع كما في أيام الجوع، ويتسلم تدبيرنا الروحي حتى يخرج بنا من ضيق هذا العالم إلى كمال مجده الأبدي!



    4. مشورة يوسف:
    لم يقف عمل يوسف عند تفسير الحلمين بل قدم لفرعون مشورة صالحة بحسب الحكمة الإلهية: "فالآن لينظر فرعون رجلاً بصيرًا وحكيمًا يجعله على أرض مصر. يفعل فرعون فيوكل نظارًا على الأرض، ويأخذ خُمس غلة مصر في سبع سني الشبع، فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيدة القادمة ويخزنون قمحًا تحت يد فرعون طعامًا في المدن ويحفظونه، فيكون الطعام ذخيرة لسبع سني الجوع التي تكون في أرض مصر، فلا تنقرض الأرض بالجوع" [ 34–36].

    لقد تركزت مشورة يوسف في النقاط التالية:

    أولاً: الحاجة إلى رجل بصير وحكيم يقيمه فرعون على أرض مصر... وكانت إجابة فرعون على هذا المطلب: "هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله؟! ثم قال فرعون ليوسف: بعدما أعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلك. أنت تكون على بيتي، وعلى فمك يقبل جميع شعبي" [ 38–40].

    إذ يفتح الرب بصيرتنا فلا نعيش بعد تحت ظلال الناموس، بك يتكشف الحلمان فنفهم الحق عوض الظل، والمرموز إليه عوض الرموز نكتشف هذه الحقيقة أننا محتاجون إلى من يتسلم أرضنا ويتدبر حياتنا الداخلية بحكمة سماوية، فنقول ليوسفنا: إن كنت قد أدخلتنا إلى الحق، وفتحت بصائرنا على السموات من هو بصير وحكيم مثلك؟! من يكون على بيتي الداخلي ويشبع أفواه حواسي وعواطفي وكل طاقاتي غيرك؟! بمعنى آخر كلما دخل بنا ربنا يسوع المسيح إلى أسراره السماوية ازداد إحساسنا بالحاجة إليه والتهبت أعماقنا شوقًا نحوه، فنقول مع العروس: "وجدت من تحبه نفسي فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة من حبلت بي" (نش 3: 4).

    إن كان فرعون قد تعلق قلبه بيوسف قائلاً: "هل نجد مثل هذا الرجلاً فيه روح الله؟!"، فكم بالحري يليق بنا أن نتعلق بذاك الذي روح الله هو روحه؟! الواحد مع الروح القدس في اللاهوت؟!

    يقول الرسول بولس: "لأن غاية الناموس هي المسيح" (رو 10: 4)... فإذ يكشف لنا السيد المسيح عن أسرار الناموس وأعماقه نكتشف غايته أن يدفعنا نحو المسيح كمخلص وعريس للنفس البشرية. ولعله لهذا السبب كان المرتل يصرخ: "بنورك يارب نعاين النور"، وكأنه يقول بمسيحك الذي هو نورك نكتشف أسرار ناموسك فيدخل بنا إلى المسيح نفسه بكونه "النور الإلهي". المسيح هو الطريق وهو الغاية!

    ثانيًا: يوسف يسأل فرعون أن يقيم نظارًا على الأرض تحت قيادة ذاك الحكيم الذي يدبر أرض مصر. ماذا يعني بهؤلاء النظار إلاَّ تقديس الحواس، فتكون جميع حواسنا مضبوطة في الرب ومقدسة، تعمل لا حسب أهواء الجسد بل حسب مشورة السيد المسيح مدبر حياتنا كلها.

    والعجيب أن السيد المسيح لم يأتمن نظارًا على حواسنا غير روحه القدوس الذي وحده يقدر أن يقدس ويشكل حواسنا حسب إرادته الإلهية. يقول القديس الأنبا أنطونيوس: [الروح القدس يعلم الإنسان أن يحفظ الجسد كله – من الرأس إلى القدمين – في تناسق. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فيحفظ العينين لتنظرا بنقاوة. ويحفظ الأذنين لتصغيا في سلام دون أن تتلذذ بالأحاديث عن الآخرين والافتراءات وذم الغير. ويحفظ اللسان لينطق بالصلاة وحده، معطيًا وزنًا لكل كلمة، فلا يسمح لشيء دنس أو شهواني أن يختلط بحديثه. ويحفظ اليدين لتتحركا طبيعيًا فترتفعان للصلاة لصنع الرحمة والكرم. ويحفظ المعدة ليكون لها حدود مناسبة للأكل والشرب، وذلك حسب القدر الكافي لقوت الجسد، فلا يترك الشهوة والنهم ينحرفان به فتتعدى حدودها. ويحفظ القدمين ليسلكا حسب إرادة الله بهدف القيام بالأعمال الصالحة. بهذا يكون الجسد كله قد اعتاد كل عمل صالح، وصار خاضعًا لسلطان الروح القدس، فيتغير شيئًا فشيئًا حتى يشارك – إلى حد ما – في النهاية صفات الجسد الروحي الذي يناله في القيامة العادلة[429]].

    ثالثًا: طالب يوسف فرعون بالجمع في أيام الشبع، وتخزين خُمس المحصول السنوي لمدة سبع سنوات حتى يستخدم هذا الفائض في أيام الجوع. هذه مشورة حكيمة يليق بكل مؤمن أن يلتزم بها روحيًا، ففي فترات تعزيته الروحية والتهاب قلبه بمحبة الله يكون حريصًا أن يغتنم كل فرصة ليجمع لحساب ملكوت الله في مخازن قلبه الداخلية، حتى متى كان أمينًا وغير مستهتر في تلك الآونة يسنده الرب نفسه في أوقات الجفاف وفي فترات التجارب.

    بقد أمانتنا في فترات الالتهاب الروحي وحرصنا على كل فرصة للنمو والبنيان المستمر، نجد عون الله المجاني يفيض في فترات الفتور... فهو أمين و"ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة" (عب 6: 10).

    إن كنا تحت الناموس نلتزم بتقديم العشور، ففي عهد النعمة يليق بنا أن نقدم بفيض، فالخُمس هنا لا يعني كمًا معينًا إنما تقديم حواسنا له بكونها خمس حواس!

    رابعًا: إذ نقيم في الأرض مخازن "لا تنقرض الأرض بالجوع" [36]... بمعنى أنه إن صار جسدنًا يحمل فيه مخازن الحنطة الروحية، فإن الخطية لا تستطيع أن تفسده بجوعها، بل يجتاز فترات الضيق دون أن يهلك!



    5. يوسف وختم فرعون:
    تلمس فرعون في يوسف أنه رجل فيه روح الله [38]، إنسان بصير وحكيم ليس مثله في الحكمة، لذا قال له: "أنظر قد جعلتك على كل أرض مصر، وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف، وألبسه ثياب بوص (من الكتان الأبيض) ووضع طوق ذهب في عنقه، وأركبه في مركبته الثانية، ونادوا أمامه أركعوا" [41–43].

    يا للعجب الذي طرده إخوته من بينهم وحسبوه أهلاً للموت يكرمه الملك الوثني ويقيمه في قصره على كل أرض مصر. إخوته خلعوا قميصه الملون، وغريب الجنس يقدم له الثوب الكتاني الأبيض. باعه إخوته كعبد والوثني يهبه خاتمه ويضع طوق في عنقه ويركبه مركبته الثانية. إخوته أذلوه والغريب نادى أن يركع له الجميع.

    من هو يوسف هذا إلاَّ السيد المسيح الذي رفضته أمته وقبله الأمم كملك يسيطر على قلوبهم ويدبر حياتهم ويتجلى في أعماقهم؟!

    من هو يوسف هذا إلاَّ كل مؤمن حق يثبت في السيد المسيح ليصير مرفوضًا من أخوته، مشهودًا لبره من الذين في الخارج؟!

    أما فرعون فإن كان يمثل الشعوب الوثنية التي قبلت السيد المسيح، العبد المرفوض من إخوته، ليملك عليها روحيًا ويتسلم قيادة حياتها، يمكننا القول أنه يمثل الآب أيضًا. فكما خرج يوسف من السجن ليلتقي بفرعون ويتسلم الخاتم من يده والثوب الكتاني الأبيض وطوق الذهب في عنقه والمركبة. إنه السيد المسيح الذي صار لأجلنا كعبد، ودخل إلى الجحيم كما في السجن، ولحسابنا أنطلق فنال باسمنا من الآب خاتم البنوة، فصرنا فيه أبناء الله، وتمتعنا ببره كثوب كتاني أبيض بلا عيب ولا دنس، وصار لنا شركة أمجاده معلنة في الطوق الذهبي، وتمتعنا بالمركبة السماوية المنطلقة بنا نحو السماء كما من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة، وصرنا فيه ملوكًا مكرمين.

    لقد دعى فرعون يوسف "صفنات فعنيح" التي تعني بالمصرية "طعام الحياة"... اللقب الذي يليق بحق بالسيد المسيح إذ لم يبن مخازن أرضية ليجمع حنطة في أيام الرخاء بل قدم نفسه خبزًا سماويًا، من يأكله لا يجوع إلى الأبد. يرى البعض أن هذا اللقب يعني بالعبرية "مخلص العالم" أو "معلن الأسرار".

    أزوجه فرعون اسنات ابنة فوطي فارع كاهن أون، وكان في ذلك يرمز لاتحاد السيد المسيح بعروسه القادمة من الأمم حيث كان والدها يتعبد ويكهن للأصنام. هذا وأسنات أسم آلهة الحكمة، واسم أبيها فوطي فارع يعني المنتسب لرع إله الشمس، أما أون فهي هليوبوليس مدينة الشمس...ويقول إن أسنات كانت فتاة جميلة ومهذبة أحبت يوسف بسبب ما اتسم به من سمات فتركت عبادة الأوثان والتصقت بعبادة الله الحيّ. على أي الأحوال ليتنا نحسب كأسنات فنكون "حكماء" نترك عبادة شمس هذا العالم لنلتصق بشمس البر عريسًا أبديًا.
    6. يوسف وتخزين القمح:
    أقام يوسف مخازن في كل مدينة وإذ بدأ الموظفون يقيدون كميات الطعام الواردة في كل مدينة حدث فيض حتى لم يستطع أحد أن يحصي الكميات الواردة، "وخزن يوسف قمحًا كرمل البحر كثيرًا جدًا حتى ترك العدد إذ لم يكن له عدد" [49].

    حينما نسلم حياتنا في يد ربنا يسوع يفيض في كل مخازن حياتنا، ويهبنا شبعًا بلا كيل، فوق كل الحسابات البشرية، فيعيش الإنسان متهللاً، لا يستطيع الفراغ أن يتسلل إلى فكره أو قلبه أو أحاسيسه! إذ يبسط الرب يديه يعطي بسخاء ولا يعير، مفجرًا في داخلنا ينابيع حية تفيض بلا توقف.



    7. أبنا يوسف:
    في سنوات الشبع أنجبت أسنات ليوسف ابنين هما منسي، إذ قال يوسف: "الله أنساني كل تعبي وكل بيت أبي" [51]، أفرايم، قائلاً: "الله جعلني مثمرًا في أرض مذلتي" [52].

    النفس التي تلتصق بالسيد المسيح تنجب كأسنات ابنين هما منسي وأفرايم، الأول يمثل الجانب السلبي حيث ينسى الإنسان هموم الحياة ومتاعبها وينسى بيت أبيه القديم، أما الثاني فيمثل الجانب الإيجابي إذ أفرايم يعني "الثمر المتكاثر" فلا يكفي أن ننسى الماضي وإنما يليق بنا أن نثمر في الرب.

    إن كانت أسنات تمثل الحياة الفاضلة، إذ هي اتحاد مع يوسف الحقيقي، فإن هذه الحياة الفاضلة كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم[430]: [لا تقف عند ترك الشر أو نسيانه إنما يلزم معه صنع الخير. فالفضيلة في المسيح يسوع لها شقان متكاملان: نسيان الشر وممارسة للخير، أي انغلاق عن الخطية مع انفتاح على البر الحقيقي].



    8. يوسف يشبع مصر:
    كملت سبع سني الشبع لتأتي السبع سني الجوع... وإذ كان يوسف مدبرًا للأمر يقول الكتاب: "فكان جوع في جميع البلدان وأما أرض مصر فكان فيها خبز" [54]. إن سلمنا حياتنا في يديّ إلهنا وقت الشبع فإن لن يتركنا جائعين وقت الجوع!

    نختم حديثنا هنا بالتأمل في تدبير الله العجيب، فقد سمح ليوسف أن يُلقى في السجن حتى ينقذ المصريين من المجاعة ويهب لعائلته الحياة... وكأنه بالسيد المسيح الذي صار عبدًا، ودخل تحت حكم الصليب لكي يقدم ذاته خبزًا سماويًا يشبع الأمم الغريبة الجنس، وفي آخر الأزمنة ترجع إليه خاصته التي جحدته لتقبل الإيمان به بعد سني الجحود الطويلة.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالأحد 14 أغسطس 2011, 5:02 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 42
    أية 1:

    “1 فلما راى يعقوب انه يوجد قمح في مصر قال يعقوب لبنيه لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض “

    فلما رأي يعقوب = لماذا لم يقل "إسرائيل" مع أن الله أسماه اسرائيل من قبل؟ لأن يعقوب هنا يمثل اليهود وليس شعب الله. هنا يعقوب هو أبو العشرة الذين سلموا يوسف وباعوه. رمزاً لليهود الذين صلبوا المسيح. والمجاعة التي حدثت ترمز للمجاعة الروحية التي ستحدث في نهاية الأيام "ثمنية القمح بدينار". ونزول الإخوة إلي مصر يشير لإيمان اليهود وإلي أنهم سوف يلجأون لكنيسة الأمم لتشبعهم بمعرفتها بالمسيح الحقيقي. وهكذا كل من باع المسيح بسبب خطية يفقد ما له ويحتاج مثل ما حدث مع الإبن الضال. لماذا تنظرون بعضكم إلي بعض؟ أنظرا ليوسف أي المسيح.



    أية 2:

    “2 وقال اني قد سمعت انه يوجد قمح في مصر انزلوا إلى هناك واشتروا لنا من هناك لنحيا ولا نموت “

    إنزلوا إلي هناك = فمتي نتقابل مع المسيح علينا أن نتواضع. واليهود إتسموا بالكبرياء.



    أية 3:

    “3 فنزل عشرة من اخوة يوسف ليشتروا قمحا من مصر “

    فنزل عشرة = أيضاً حتي نتقابل مع المسيح علينا أن نلتزم بالوصايا العشرة. لقد سمح الله بالمجاعة لينزل هؤلاء المتكبرين إلي مصر ويتقابلوا مع يوسف (هذه خطة الله مع كل نفس حتي تتوب، أن يسمح ببعض التجارب فتشعر النفس بخطاياها وتتوب). ربما كان إخوة يوسف قد نسوا ما فعلوه بأخيهم وكان لو أن الله تركهم هكذا لهلكوا إذ لم يتوبوا عن هذه الخطية.



    أية 6:

    “6 وكان يوسف هو المسلط على الارض وهو البائع لكل شعب الارض فاتى اخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الارض “

    لماذا ذهب الأخوة إلي يوسف ولم يذهبوا للموظفين؟ كان المصريين يتوجسون خيفة من كل من يأتي من الشرق خصوصاً الساميين لذلك أقاموا القلاع علي حدودهم. ولما وجد الموظفين أنهم عشرة رجال ظنوا أن كل منهم أي ممثلاً عن قبيلة ليتجسسوا الأرض كمقدمة لغزو الأرض، ولاحظ أن عبيدهم كانوا معهم فيصيروا عدد كبير.



    الأيات س7،8:

    “7 ولما نظر يوسف اخوته عرفهم فتنكر لهم وتكلم معهم بجفاء وقال لهم من اين جئتم فقالوا من ارض كنعان لنشتري طعاما 8 وعرف يوسف اخوته واما هم فلم يعرفوه “

    كلمهم يوسف بجفاء

    1. لأنه تذكر قسوتهم.

    2. ليعرف أخبار أبيه وأخوه بنيامين فهو خاف أن يكونوا قد قتلوه هو أيضاً. فدبر الخطة التي سوف نراها ليأتي بأبيه وبنيامين.



    أية 9:

    “9 فتذكر يوسف الاحلام التي حلم عنهم وقال لهم جواسيس انتم لتروا عورة الارض جئتم “

    لتروا عورة الأرض جئتم= أي تتعرفوا النقاط الضعيفة الحراسة حتي تهاجموها.



    أية 11:

    “11 نحن جميعنا بنو رجل واحد نحن امناء ليس عبيدك جواسيس “

    بنو رجل واحد= هذا القول يدفع عنهم تهمة الجاسوسية. فهل يعقل أن رجل واحد يرسل كل أبنائه كجواسيس فيعرضهم للهلاك. وهل رجل واحد بأولاده سيهاجم مصر بجيوشها.



    أية 15:

    “15 بهذا تمتحنون وحياة فرعون لا تخرجون من هنا الا بمجيء اخيكم الصغير إلى هنا “

    يظهر تخطيط يوسف في أنه يريدهم أن يأتوا له ببنيامين.



    أية 16:

    “16 ارسلوا منكم واحدا ليجيء باخيكم وانتم تحبسون فيمتحن كلامكم هل عندكم صدق والا فوحيوة فرعون انكم لجواسيس “

    سؤال يوسف عن بنيامين الإبن الأصغر إعلان أن المسيح يبحث عن أصغر نفس.



    أية 24:

    “24 فتحول عنهم وبكى ثم رجع اليهم وكلمهم واخذ منهم شمعون وقيده امام عيونهم “

    بكي يوسف عند أول إعتراف بخطيتهم. أي تحركت مشاعره نحوهم بعد توبتهم.

    لماذا قيد شمعون؟

    1. ربما كان أعنفهم في إضطهاده ليوسف

    2. وربما كان هو أقلهم شعوراً وتوبة وإحساساً بالندم وإستخفافاً بالموقف أمام يوسف الآن.

    3. لتحريك مشاعر الأخرين بالتوبة والندم حتي يروا أخيهم مقيداً ومحبوساً. هي ضيقات كثيرة تحاصرهم حتي يذكروا ما صنعوه بأخيهم يوسف. وهذه الضيقات رمز للضيقات التي ستحدث لليهود في أخر الزمان لصلبهم المسيح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وقوله في 22:- هوذا دمه يطلب = هو بداية التوبة أو بداية الإيمان. وهكذا علينا أن ندين أنفسنا في كل ما يقع علينا من ألام.



    أية 25:

    “25 ثم امر يوسف ان تملا اوعيتهم قمحا وترد فضة كل واحد إلى عدله وان يعطوا زادا للطريق ففعل لهم هكذا “

    رد فضة كل واحد= إشارة إلي أن عطايا المسيح مجانية. عدله = جواله (كيس كبير).



    أية 27:

    “27 فلما فتح احدهم عدله ليعطي عليقا لحماره في المنزل راى فضته واذا هي في فم عدله “

    في المنزل = المقصود نزل أو فندق في الطريق. وكان عبارة عن غرفة تكون بجانب الأبار طول الطريق. وليس المقصود هنا منزل أبيه.



    أية 36:

    “ 36 فقال لهم يعقوب اعدمتموني الاولاد يوسف مفقود وشمعون مفقود وبنيامين تاخذونه صار كل هذا علي “

    صار كل هذا علي = هل كان يعقوب يقول مثل هذا القول لو كان يعقوب يعلم خطة الله وأن ما حدث كان لإنقاذ حياته وحياة اولاده وحياة شعب بأكمله "كل الأمور تعمل معاً للخير"
    .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالإثنين 15 أغسطس 2011, 11:45 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 43
    أية 3:

    “ 3 فكلمه يهوذا قائلا ان الرجل قد اشهد علينا قائلا لا ترون وجهي بدون ان يكون اخوكم معكم “

    لا ترون وجهي بدون أن يكون أخوكم معكم = أخوكم أي بنيامين ومعني أسمه ابن اليمين فيوسف يمثل المسيح مرفوضاً ومعزولاً عن إخوته وبنيامين يمثل المسيح في مجده عن يمين الآب ونحن لا يمكننا أن نتلاقي مع المسيح إلا بمعرفتنا بكلاهما أي حين يلتقي يوسف مع بنيامين.



    أية 9:

    “9 انا اضمنه من يدي تطلبه ان لم اجئ به اليك واوقفه قدامك اصر مذنبا اليك كل الايام “

    عرض يهوذا هنا عرض يمثل الفداء وهو عرض معقول = أصر مذنباً إليك. أما عرض رأوبين فهو عرض وحشي غير مقبول فهل كان يعقوب سيقتل ولديه (37:42). هنا يهوذا أبو المسيح بالجسد يشير لعمل المسيح الفدائي.



    أية 10:

    “10 لاننا لو لم نتوان لكنا قد رجعنا الان مرتين “

    لكنا رجعنا الأن مرتين = رفض يعقوب أن يرسل بنيامين كان السبب أنهم لم يذهبوا إلي مصر فإرتفع ثمن القمح مع المدة. وإذا كان يعقوب قد وافق علي إرسال بنيامين لكانوا قد ذهبوا في خلال هذه الفترة إلي مصر وإشتروا قمح بالثمن المنخفض مرتين.



    أية 11:

    “11 فقال لهم اسرائيل ابوهم ان كان هكذا فافعلوا هذا خذوا من افخر جنى الارض في اوعيتكم وانزلوا للرجل هدية قليلا من البلسان وقليلا من العسل وكثيراء ولاذنا وفستقا ولوزا “

    كثيراء= نوع من الصمغ كان يستخدم في الطب وصنع المواد اللاصقة. وربما دعيت كثيراء لأنها عندما توضع في الماء يزداد حجمها. ولاذنا: نوع من اللبان (لادن) أفخر جني الأرض: في أصلها العبري أفخر غناء الأرض أي الثمار التي نسبح الله علي أنه أعطاها لنا. فالأرض حين تثمر تكون كأنها تغني وحين تبور تصبح كأنها تنوح (هو 3:4). وإذا كانت الأرض تشير للإنسان فحين يمتلئ من الروح القدس يكون له ثمار فيسبح (يغني). ولنتأمل ماذا كان يوجد في كنعان فستق ولوز ولادن…الخ هي أشياء ثمينة لكنها لا تغني عن الخبز ومهما كان في العالم من لذات فهو بدون المسيح الخبز الحقيقى هو عالم جائع مائت ويميت.



    أية 14:

    “14 والله القدير يعطيكم رحمة امام الرجل حتى يطلق لكم اخاكم الاخر وبنيامين وانا اذا عدمت الاولاد عدمتهم “

    وأنا إذا عدمت الأولاد عدمتهم = أي يكون هذا أمر مقضي به أمام الرب فليكون حسب إرادته.

    الأيات 15-22:

    “15 فاخذ الرجال هذه الهدية واخذوا ضعف الفضة في اياديهم وبنيامين وقاموا ونزلوا إلى مصر ووقفوا امام يوسف 16 فلما راى يوسف بنيامين معهم قال للذي على بيته ادخل الرجال إلى البيت واذبح ذبيحة وهيئ لان الرجال ياكلون معي عند الظهر 17 ففعل الرجل كما قال يوسف وادخل الرجل الرجال إلى بيت يوسف 18 فخاف الرجال اذ ادخلوا إلى بيت يوسف وقالوا لسبب الفضة التي رجعت اولا في عدالنا نحن قد ادخلنا ليهجم علينا ويقع بنا وياخذنا عبيدا وحميرنا 19 فتقدموا إلى الرجل الذي على بيت يوسف وكلموه في باب البيت 20 وقالوا استمع يا سيدي اننا قد نزلنا اولا لنشتري طعاما 21 وكان لما اتينا الى المنزل اننا فتحنا عدالنا واذا فضة كل واحد في فم عدله فضتنا بوزنها فقد رددناها في ايادينا 22 وانزلنا فضة اخرى في ايادينا لنشتري طعاما لا نعلم من وضع فضتنا في عدالنا “

    كل محاولات يوسف مع إخوته (شدة / جفاء/ حبس / مأدبة طعام كما هنا /حجز أخيهم/ طلب بنيامين/ وضع الفضة ثم الطاس في عدالهم، كان لتحريك ضمائرهم للتوبة. وحين طلب يوسف إعداد مأدبة لهم كان يتكلم المصرية (آية 16) فلم يفهم إخوته لذلك حين ذهبوا لبيت يوسف خافوا وظنوا أنهم يعاقبونهم علي الفضة المسروقة فحاولوا تبرير موقفهم.



    أية 23:

    “23 فقال سلام لكم لا تخافوا الهكم واله ابيكم اعطاكم كنزا في عدالكم فضتكم وصلت الي ثم اخرج اليهم شمعون “

    يبدو أن يوسف لقن الرجل هذا الكلام ليطمئن إخوته.



    أية 29:

    “29 فرفع عينيه ونظر بنيامين اخاه ابن امه وقال اهذا اخوكم الصغير الذي قلتم لي عنه ثم قال الله ينعم عليك يا ابني “

    كان يوسف قد ترك بنيامين وعمره 8 سنوات وها هو الأن عمره حوالي 30 سنة.



    أية 32:

    “32 فقدموا له وحده ولهم وحدهم وللمصريين الاكلين عنده وحدهم لان المصريين لا يقدرون ان ياكلوا طعاما مع العبرانيين لانه رجس عند المصريين “

    كان المصريين يعتبرون أن الأكل مع الغرباء رجس.

    1. فالغرباء يأكلون من لحوم ذبائح تعتبر مقدسة عند المصريين .

    2. هم يحتقرون الرعاة لأن منهم الهكسوس.

    3. هم لا يحبون الغرباء عموماً حتي أنهم كانوا يمتنعون عن أن يستعملوا سكيناً إستعملها يوناني من قبل لعله ذبح بها أحد حيواناتهم المقدسة لذلك كان ليوسف مائدة لمستواه الرفيع وكان لكل من اليهود والمصريين مائدة، كل علي حدة. ولكن من ناحية أخري فإجتماع الجميع مع يوسف ليأكلوا فيه رمز للمسيح الذي جمع اليهود والأمم حول مائدة واحدة.

    وعدم معرفة الأخوة ليوسف تشير لأن اليهود قد أغلقت عيونهم عن أن يعرفوا المسيح بسبب قساوة قلوبهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). "لأنهم لو عرفوا لما صلبوا رب المجد 1كو 8:2. وكان الإخوة لم يعرفوا يوسف فهو زاد في العمر حوالي 22 سنة بالإضافة لهيبته ومجده وملابسه ولغته المصرية.



    أية 34:

    " 34 ورفع حصصا من قدامه اليهم فكانت حصة بنيامين اكثر من حصص جميعهم خمسة اضعاف وشربوا ورووا معه "

    خمسة أضعاف: رقم 5 هو رقم النعمة. فالمسيح يشبعنا من نعمته مجاناً.



    ملحوظة:

    دخول الأخوة بيت يوسف: دخولنا للكنيسة. والماء لغسل الأرجل = معمودية ثم توبة مستمرة والجلوس علي

    مائدة يوسف: سر الإفخارستيا (اية 24).
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالإثنين 15 أغسطس 2011, 11:48 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 44
    م يكن ممكنًا ليوسف بعد أن رأى أخاه بنيامين ودخل الأخير بيته وجلس على مائدته أن يتركه يتغرب عنه، لهذا بحكمة أمر يوسف بوضع طاسة الفضي في عدل بنيامين حتى يرده إليه وليتحقق أيضًا مدى أمانة إخوته من جهته، هل يتخلون عن أخيهم ويرجعون بدونه أم يتمسكون به.

    1. وضع الطاس في عدل بنيامين 1-13

    2. يهوذا يفدي أخاه الأصغر 14-24



    1. وضع الطاس في عدل بنيامين:
    أمر يوسف رئيس عبيده أن يضع فضة كل واحد في عدله، وأن يضع طاسه الفضي في عدل بنيامين؛ هذا الطاس هو كأس يستخدم في الشرب، وكان بعض الأمم يتفاءلون بالكأس، بأن يلقوا عملة أو خاتمًا فيه ويتأملون في عدد الفقاقيع التي تظهر واتجاهاتها، ومن خلال هذه الفقاقيع يعرفون المستقبل، ولا تزال هذه العادة توجد في مصر وإن أخذت شكلاً آخر، فالبعض يدعي معرفة المستقبل بالنظر إلى الفنجان أو الكأس التي يشرب فيها الإنسان "القهوة" بعد أن يحرك ما تبقى من القهوة ويتأمل ما تتركه من أشكال...

    كان البعض أيضًا يستخدم الكأس لاستجلاب النوم خلال التأمل المستمر والعميق في الفقاقيع التي تظهر فيها، حيث يعطي ذلك للإنسان شيئًا من الاسترخاء.

    في الصباح إذ انصرف الرجال بحميرهم، وخرجوا من المدينة ولم يبتعدوا بعد لحق بهم رئيس عبيد يوسف ووبخهم على سرقتهم كأس سيده بعدما قدم لهم كل هذا الخير، فكانت إجابتهم: "لماذا يتكلم سيدي مثل هذا الكلام؟! حاشا لعبيدك أن يفعلوا مثل هذا الأمر. هوذا الفضة التي وجدنا في أفواه عدالنا رددناها إليك من أرض كنعان، فكيف نسرق من بيت سيدك فضة أو ذهبًا؟! الذي يوجد معه من عبيدك يموت، ونحن أيضًا نكون عبيدًا لسيدي" [7–9]. إذ فتش الرجل عدالهم مبتدئًا من الكبير إلى الصغير، وجده في عدل بنيامين، فمزقوا ثيابهم وحمل كل واحد على حماره ورجعوا إلى المدينة.

    لقد نجح يوسف في خطته، فقد رجع بنيامين إليه حتى وإن كان متهمًا بالسرقة ظلمًا، كما اكتشف تغير قلب إخوته، إذ مزقوا ثيابهم ورجع الكل في مرارة من أجل أخيهم الأصغر بنيامين، لهذا أعلن ذاته لهم... بتوبتهم وبحبهم الباذل من أجل الأصغر أستحق الكل أن يلتقي مع يوسف للمرة الثالثة كما مع المسيح المقام ليعلن قيامته لهم وفيهم.

    ما هذه الكأس التي وجدت في عدل بنيامين التي ردت الكل إلى يوسف، إلاَّ الكأس التي شربها السيد المسيح عنا، قائلاً: "يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت" (مت 26: 39).

    لقد شرب السيد هذا الكأس، إذ قبل الآلام نيابة عن البشرية كلها، وبشربه الكأس ردنا إلى المدينة مرة أخرى بعد خروجنا منها بحميرنا... نرجع إلى المدينة المقدسة، أورشليم العليا، ونحمل القمح السماوي خلال الجسد الذي يرجع لا إلى جنة عدن كما كان آدم وحواء بل إلى الحياة الأبدية. نرجع لا بجسد حيواني إنما بجسد يحمل طبيعة جديدة تليق بالأبدية، كقول الرسول بولس: "يزرع جسمًا حيوانيًا ويُقام جسمًا روحانيًا... وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضًا صورة السماوي" (1 كو 15: 44، 49).

    قال الرجل: "الذي يوجد معه من عبيدك يموت، ونحن أيضًا نكون عبيدًا لسيدي" [9]. هذا هو صوت البشرية الصارخ "خير أن يموت واحد عن الشعب" لقد حمل السيد الكأس عنا ومات بالجسد، وبالحقيقة صرنا نحن عبيدًا لسيدنا، وكأنه قد تحقق القول السابق حرفيًا في شخص السيد المسيح ومؤمنيه.

    مزق الرجال ثيابهم، إذ خلعوا الإنسان القديم، وانطلقوا مع بنيامين حامل الكأس إلى المدينة ليلتقوا بيوسف الممجد.



    2. يهوذا يفدي أخاه الأصغر:
    إن كان بنيامين قد صار رمزًا للسيد المسيح الذي تقدم في آخر الصفوف كأنه الأصغر ليحمل عنا كأس غضب الله ويفي الدين ويدخل بنا إلى مدينة الله لنلتقي بسيد الأرض الممجد، فإنه من جانب آخر يمثل البشرية الحاملة للخطية والتي جاءها الخارج من سبط يهوذا يشفع فيها، مقدمًا حياته لخلاصها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هذا ما فعله يهوذا حين تقدم أمام يوسف بروح الإتضاع ليصرف عنه الغضب مسلمًا نفسه فدية عن أخيه الأصغر، إذ يقول "عبدك ضمن الغلام لأبي، قائلاً: إن لم أجئ به إليك أصر مذنبًا إلى أبي كل الأيام. فالآن ليمكث عبدك عوضًا عن الغلام عبدًا لسيدي ويصعد الغلام مع إخوته، لأني كيف أصعد إلى أبي والغلام ليس معي، لئلا أنظر الشر الذي يصيب أبي" [32–34].

    لقد روى يهوذا ليوسف الحديث الذي جرى بينهم وبين أبيهم، وكيف تتعلق نفس أبيهم بالغلام خاصة وأن أخاه قد أفترس افتراسًا، والآن لا يستطيع أن يرى الشر يصيب أباه... هذا التعلق الذي يربط نفس يعقوب ببنيامين والذي يدفع يهوذا لتقديم نفسه فدية عن أخيه هو صورة خفيفة للحب الذي يربط الآب بالبشرية، لهذا يتقدم الابن الوحيد الجنس في محبته لأبيه وللبشرية كفادٍ ومخلص للبشرية.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 16 أغسطس 2011, 1:25 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح45
    الأيات 1-3:

    " 1 فلم يستطع يوسف ان يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده فصرخ اخرجوا كل انسان عني فلم يقف احد عنده حين عرف يوسف اخوته بنفسه 2 فاطلق صوته بالبكاء فسمع المصريون وسمع بيت فرعون 3 وقال يوسف لاخوته انا يوسف احي ابي بعد فلم يستطع اخوته ان يجيبوه لانهم ارتاعوا منه "

    لقد أخرج يوسف المصريين من عنده حتي لا يعرفوا مؤامرة الأخوة ضده فيسقطوا في نظر المصريين. وهذا يشير لله الذي يستر علينا ويغطي ضعفاتنا. وقول يوسف أنا يوسف = هو قول المسيح أنا هو لا تخافوا. وبكاء يوسف هي عواطف الأب عند رجوع إبنه الضال (لو 20:15). قد يكتمها أحياناً ولكن من المؤكد أنه سيعلنها يوماً للتائب.

    وإعلان يوسف نفسه لإخوته دون المصريين يشير لأن المسيح سيعلن نفسه في القيامة لشعبه ولأحبائه فقط، فبينما أن كثيرين شهدوا الصلب فلم يراه في قيامته سوي التلاميذ وأحبائه. فسمع المصريون = هم كانوا كالحراس علي قبر المسيح فهم أحسوا بالزلزلة وشاهدوا بهاء شديداً لكنهم لم يفهموا سر القيامة. وهذا ما حدث مع شاول الطرسوسى فهو وحده سمع صوت المسيح ورآه.



    أية 5:

    " 5 والان لا تتاسفوا ولا تغتاظوا لانكم بعتموني إلى هنا لانه لاستبقاء حياة ارسلني الله قدامكم "

    نلاحظ هنا رقة مشاعر يوسف فهو لا يعاتب ولا يلوم. هم إرتاعوا منه وخافوا من إنتقامه وهو في مجده هذا. لكن كل ما قاله لهم تقدموا إليَ. فالخطية تبعدنا عن المسيح لكننا دائما نجد صوته يدعونا أن نقترب. ولاحظ شعور يوسف بأن الله ضابط الكل وهو في حضرته دائما فهو يشهد لله أمام فرعون ويخاف الله أمام زوجة فوطيفار والأن يشعر أن كل الأمور هي بسماح من الله = أرسلني الله. فالله في نظر يوسف هو ضابط الكل. يدبر كل الأمور معاً للخير.



    أية 8:

    " 8 فالان ليس انتم ارسلتموني إلى هنا بل الله وهو قد جعلني ابا لفرعون وسيدا لكل بيته ومتسلطا على كل ارض مصر "

    أباً لفرعون = كان رئيس الوزراء أو الوزير الأول عند المصريين وملوك فارس والعرب والرومان والفينيقيين يسمي أب للملك فالملك يترك له تدبير كل الأمور كما يسلم الإبن كل شيء لأبيه وهكذا صار المسيح أبا لكل ملوك الأرض.

    أية 9:

    " 9 اسرعوا واصعدوا إلى ابي وقولوا له هكذا يقول ابنك يوسف قد جعلني الله سيدا لكل مصر انزل الي لا تقف
    أسرعوا أصعدوا = المجاعة القادمة لا تترك وقتا للتهاون. ونحن هل نتوب سريعاً.
    أية 10:

    " 10 فتسكن في ارض جاسان وتكون قريبا مني انت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وكل ما لك "

    أرض جاسان = شمال شرق الدلتا، ومكانها الأن محافظة الشرقية وتسمي أرض رعمسيس (تك 11:47) وهي من أجود الأراضي للرعي.



    أية 13:

    " 13 وتخبرون ابي بكل مجدي في مصر وبكل ما رايتم وتستعجلون وتنزلون بابي إلى هنا "

    هو يستعجل مجئ أبيه وإخوته لمصر ليتمتعوا بمجده والمسيح هكذا أيضاً يو 22:17.



    الأيات 17-20:

    " 17 فقال فرعون ليوسف قل لاخوتك افعلوا هذا حملوا دوابكم وانطلقوا اذهبوا إلى ارض كنعان 18 وخذوا اباكم وبيوتكم وتعالوا الي فاعطيكم خيرات ارض مصر وتاكلوا دسم الارض 19 فانت قد امرت افعلوا هذا خذوا لكم من ارض مصر عجلات لاولادكم ونسائكم واحملوا اباكم وتعالوا 20 ولا تحزن عيونكم على اثاثكم لان خيرات جميع ارض مصر لكم "

    كان الكل يحب يوسف. ولذلك كان فرعون كريماً جداً معه ومع عائلته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ودسم الأرض هو أسرار ملكوت الله وفيض غني السماء الذي صار لنا من قبل الله خلال المسيح (ورمزه يوسف) لا تحزن عيونكم علي أثاثكم = بالإيمان علينا ان نتخلي عن كل شيء فما أعده الله لنا من أمجاد سماوية لا يقاس بما نتركه هنا من تراب في الأرض مهما كان ذهباً أو فضة فالكل زائل.



    أية 21:

    " 21 ففعل بنو اسرائيل هكذا واعطاهم يوسف عجلات بحسب امر فرعون واعطاهم زادا للطريق "

    عجلات = هي أعمال الروح القدس في حياة الكنيسة، التي هي عجلات الهية قادرة أن ترفعنا إلي حضن الأب.



    أية 22:

    " 22 واعطى كل واحد منهم حلل ثياب واما بنيامين فاعطاه ثلاث مئة من الفضة وخمس حلل ثياب "

    حلل ثياب = الإتحاد بالمسيح فيصير لنا كثوب يسترنا أبدياً. 300 من الفضة = رقم 300 في اليونانية T كعلامة الصليب والفضة ترمز للكفارة. وهذا ما أعطاه لنا المسيح كفارة علي الصليب . خمس حلل ثياب = بنعمته كسانا برداء بره. وعلينا أن نشترك في صليبه وألامه وهذا معني أنه يعطي لأخيه 300 فضة. وإذا فعلنا وصلبنا الأهواء مع الشهوات نلبس ثوب بره.



    أية 23:

    " 23 وارسل لابيه هكذا عشرة حمير حاملة من خيرات مصر وعشر اتن حاملة حنطة وخبزا وطعاما لابيه لاجل الطريق "

    كل ما أرسله هو طعام للطريق حتي يصل الركب إلي أرض المجد. وهذا ما فعله المسيح إذ أن كل ما أعطاه لنا هو عربون وزاد للطريق حتي نصل إلي الأمجاد السماوية.



    أية 24:

    " 24 ثم صرف اخوته فانطلقوا وقال لهم لا تتغاضبوا في الطريق "

    هو خشي أن يلقي كل واحد منهم اللوم علي الأخر في موضوع يوسف وبيعه للإسماعيليين والأن ليس وقت عتاب لكن عليهم بالإسراع والعودة مع أبيهم وبيوتهم حتي لا تدركهم المجاعة.



    الأيات 25-28:

    “25 فصعدوا من مصر وجاءوا إلى ارض كنعان إلى يعقوب ابيهم 26 واخبروه قائلين يوسف حي بعد وهو متسلط على كل ارض مصر فجمد قلبه لانه لم يصدقهم 27 ثم كلموه بكل كلام يوسف الذي كلمهم به وابصر العجلات التي ارسلها يوسف لتحمله فعاشت روح يعقوب ابيهم 28 فقال اسرائيل كفى يوسف ابني حي بعد اذهب واراه قبل ان اموت “

    كان الموقف أكبر من أن يحتمله قلب الشيخ يعقوب حتي خيل إليه أن قلبه قد توقف عن النبض. لم ينشغل يعقوب بالمركبات ولا مجد يوسف بل بأن يوسف أبنه حي. هو يطبق قول المرتل "من لي في السماء، ومعك لا أريد شيئاً في الأرض" مز 25:73. ونلاحظ عودة إسم إسرائيل إلي يعقوب (أية 28) حين أدرك أن ابنه يوسف حي، حين عاشت روحه، هي حياة وقيامة مع المسيح

    إذا أسم يعقوب يشير للكنيسة قبل المسيح

    وإسم إسرائيل يشير للكنيسة بعد قيامة المسيح

    هو يشير للكنيسة المقامة في المسيح

    ولكن لماذا لم يتصل يوسف بيعقوب كل هذه المدة فيدفع يعقوب فديته ويحرره من العبودية لفوطيفار، "ربما خاف من إخوته حتي لا يجدوا وسيلة أخري لقتله. ولماذا لم يتصل به بعد أن تملك؟ هو تدبير الله حتي يأتي ملء الزمان أي يكمل عمل الله في كل النواحي.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالأربعاء 17 أغسطس 2011, 12:18 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 46
    الأيات 1-4:

    “1 فارتحل اسرائيل وكل ما كان له واتى إلى بئر سبع وذبح ذبائح لاله ابيه اسحق 2 فكلم الله اسرائيل في رؤى الليل وقال يعقوب يعقوب فقال هانذا 3 فقال انا الله اله ابيك لا تخف من النزول إلى مصر لاني اجعلك امة عظيمة هناك 4 انا انزل معك إلى مصر وانا اصعدك ايضا ويضع يوسف يده على عينيك “

    بقدر إشتياق يعقوب إن يري أبنه يوسف إلا أنه لم ينزل إلي مصر إلا بعد أن استشار الله فهو يعلم أن الله إختار لهم كنعان أرضاً لهم وهو يعلم أيضاً أن الله قد رفض نزول إسحق إلي مصر في مجاعة مماثلة ولم يكن الله سعيداً بنزول إبراهيم إلي مصر أيضاً بسبب مجاعة. وقد ذهب يعقوب إلي بئر سبع المكان المقدس الذي ظهر الله فيها لإبراهيم ثم لإسحق.

    خصوصاً أن بئر سبع في الطريق إلي مصر. ولقد نزل يعقوب إلي مصر وسنه 130 سنة بعد حوالي 215 سنة من الوعد لإبراهيم 1:12-4 في السنة 2298 للعالم وقبل المسيح بـ 1706 سنة. ولقد نزل بعد أن طمأنه الله من جهة نزوله إلي مصر. وكانت هذه الرؤيا هي الرؤيا الأخيرة ليعقوب ولم يظهر الله لأحد فيما بعد إلا لموسي في العليقة. فهو ظهر ليعقوب لأخر مرة عند النزول إلي مصر وظهر لموسي بعد ذلك عند الخروج من مصر. وإذا كانت مصر تمثل أرض العبودية وفرعون يمثل الشيطان فقول الله لا تخف… أنا أنزل معك = قوله لنا لا تخافوا من الصراع مع الشيطان فأنا معكم. أنا نزلت إليكم لأصارع معكم فبدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيئاً. وأنا أصعد معك أيضاً = هذه إذاً صورة لنزول الله إلي هذا العالم ونموه في الأمة العظيمة أي في الكنيسة التي تضم الأمم وصعوده إلي الآب. ولماذا ناداه الله يعقوب يعقوب ولم يناديه إسرائيل؟ يعقوب هنا يمثل آدم الأول الذي نزل إلي العالم كما نزل يعقوب إلي مصر. وآدم نزل إلي العالم في معركة مع إبليس. ولكن نزل الله معه ليسحق الله رأس الحية تحت قدميه واهباً إياه الغلبة والنصرة، ليصعد معه رافعاً إياه من الجحيم إلي فردوسه السماوي. وقول المسيح للص اليمين "اليوم تكون معي في الفردوس" هذا القول موجه لنا جميعاً نحن الذين نزل المسيح ليصعدنا معه.

    لأني أجعلك أمة عظيمة هناك = وحقاً لقد بارك الله الشعب في مصر فصاروا ما بين 2-3 مليون نسمة وكان لهم خشية عند المصريين. لقد صاروا أمة عظيمة ثم صعد بهم من مصر. ويضع يوسف يديه علي عينيك = هي عادة سائدة أن يغمض أعز الأقرباء عيني المتوفي. ولقد نال يعقوب هذه المواعيد عند بئر سبع (البئر تشير للمعمودية)



    الأيات 8-27:

    “8 وهذه اسماء بني اسرائيل الذين جاءوا إلى مصر يعقوب وبنوه بكر يعقوب راوبين 9 وبنو راوبين حنوك وفلو وحصرون وكرمي 10 وبنو شمعون يموئيل ويامين واوهد وياكين وصوحر وشاول ابن الكنعانية 11 وبنو لاوي جرشون وقهات ومراري 12 وبنو يهوذا عير واونان وشيلة وفارص وزارح واما عير واونان فماتا في ارض كنعان وكان ابنا فارص حصرون وحامول 13 وبنو يساكر تولاع وفوة ويوب وشمرون 14 وبنو زبولون سارد وايلون وياحلئيل 15 هؤلاء بنو ليئة الذين ولدتهم ليعقوب في فدان ارام مع دينة ابنته جميع نفوس بنيه وبناته ثلاث وثلاثون 16 وبنو جاد صفيون وحجي وشوني واصبون وعيري وارودي وارئيلي 17 وبنو اشير يمنة ويشوة ويشوي وبريعة وسارح هي اختهم وابنا بريعة حابر وملكيئيل 18 هؤلاء بنو زلفة التي اعطاها لابان لليئة ابنته فولدت هؤلاء ليعقوب ست عشرة نفسا 19 ابنا راحيل امراة يعقوب يوسف وبنيامين 20 وولد ليوسف في ارض مصر منسى وافرايم اللذان ولدتهما له اسنات بنت فوطي فارع كاهن أو 21 وبنو بنيامين بالع وباكر واشبيل وجيرا ونعمان وايحي وروش ومفيم وحفيم وارد 22 هؤلاء بنو راحيل الذين ولدوا ليعقوب جميع النفوس اربع عشرة 23 وابن دان حوشيم 24 وبنو نفتالي ياحصئيل وجوني ويصر وشليم 25 هؤلاء بنو بلهة التي اعطاها لابان لراحيل ابنته فولدت هؤلاء ليعقوب جميع الانفس سبع 26 جميع النفوس ليعقوب التي اتت الى مصر الخارجة من صلبه ما عدا نساء بني يعقوب جميع النفوس ست وستون نفسا 27 وابنا يوسف اللذان ولدا له في مصر نفسان جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت الى مصر سبعون “



    أعداد بني إسرائيل حسب النسخة العبرية التي بين أيدينا

    رأوبين وأولاده =5 شمعون واولاده=7 لاوي وأولاده=4

    يهوذا وأبنه شيلة + فارص وأبنيه حصرون وحامول + زارح = 6

    يساكر وأولاده = 5 زبولون واولاده=4 يعقوب ودينة = 2

    المجموعة الأولي أي يعقوب مع اولاد ليئة = 33 نفس

    بنو زلفة جاد وأولاده وأشير وأولاده = 16 نفس وهذه هي المجموعة الثانية

    أولاد راحيل يوسف وأولاده =3 وبنيامين وأولاده =11 المجموعة الثالثة =14 نفس

    أولاد بلهة دان وابنه =2 نفتالي وأولاده = 5 المجموعة الرابعة = 7 أنفس

    فيكون جميع الأنفس 33+16+14+7= 70 نفس

    ويكون عدد الأنفس بدون يعقوب ويوسف وإبنيه = 66 نفس لأن يوسف وأبنيه كانوا في مصر ولم ينزلوا إليها مع يعقوب. ولذلك يقال جميع الأنفس ليعقوب التي أتت إلي مصر ست وستون نفساً (أية 26)

    وقد وردت هذه القوائم، قوائم الأسباط في1 أي 4-8 + عد 26 مع بعض الإختلافات وهذه الأختلافات راجعة للأسباب الأتية

    يوجد للشخص الواحد عدة أسماء، أو قد ينطق الاسم الواحد بعدة طرق.

    في بعض الأحيان يطلق علي الأحفاد بنون. وربما أضيفت اسماء بعض الأحفاد الذين ولدوا في مصر خلال فترة حياة يعقوب في مصر وهي 17 سنة. ومثال لهذا أولاد فارص فهؤلاء غالباً ولدوا في مصر.

    ربما أسقطت بعض الأسماء لموتهم أو شرورهم أو لأنهم لم يتركوا أولاداً

    + وقد ذكر القديس الشهيد اسطفانوس أن عدد عشيرة يعقوب 75 نفس!!

    (راجع أع 14:7) وهناك تفسيرين لهذا:

    1. ورد في السبعينية أن هناك 5 أحفاد ليوسف واضيفت أسمائهم في الأية 20 في هذا الإصحاح مع اولاد يوسف. وهم ماكير من منسي وجلعاد بن ماكير وسوتلام وتام أبناء إفرايم وأدوم ابن سوتلام. وإسطفانوس حين كان يتكلم كانت عينه علي النسخة السبعينية فأضاف الخمسة أحفاد إلي الـ 70 نفساً ليصبحوا 75 نفس.

    2. هناك طوائف لا تعترف بالنسخة السبعينية وهؤلاء لهم تصور آخر لحل المشكلة فهم يضيفوا علي الـ 66 نفس عدد زوجات الأخوة وهم 9 (لأن زوجة يهوذا ذكر أنها ماتت في ص 38. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وغالباً فشمعون زوجته ماتت لأنه أنجب شاول من كنعانية فيصبح العدد 66+9: 75. لكن هذا الحل واضح فيه أنه غير منطقي ويكون الحل الأول هو المعقول خصوصاً وأن كنيستنا تعتمد النسخة السبعينية، بل أن كتاب العهد الجديد الإنجيليين والرسل إعتمدوها وكانت إقتباساتهم من النسخة السبعينية.



    الأيات 28-30:

    " 28 فارسل يهوذا امامه إلى يوسف ليري الطريق امامه إلى جاسان ثم جاءوا إلى ارض جاسان 29 فشد يوسف مركبته وصعد لاستقبال اسرائيل ابيه إلى جاسان ولما ظهر له وقع على عنقه وبكى على عنقه زمانا 30 فقال اسرائيل ليوسف اموت الان بعدما رايت وجهك انك حي بعد "

    أرسل يعقوب إبنه يهوذا إلي يوسف لكي يدلهم علي الطريق إلي جاسان، ويدبر لهم أمر نزولهم فيها. فإن كان يعقوب يمثل الكنيسة ويهوذا هو جد المسيح بالجسد. فيكون المعني أن المسيح هو الذي يقود الكنيسة في أرض غربتها. بل هو الطريق لها.

    أموت الأن بعد ما رأيت وجهك = لأن رؤياك هي كل ما كنت أتمني من السعادة في هذا العالم ولم يبقي لي في الحياة أي فرح آخر أكثر من هذا. وكل نفس تتقابل مع المسيح تقول مع بولس "لي إشتهاء أن أنطلق" وتقول مع سمعان الشيخ "الأن يا سيدي إطلق عبدك بسلام"



    الأيات 31-34:

    " 31 ثم قال يوسف لاخوته ولبيت ابيه اصعد واخبر فرعون واقول له اخوتي وبيت ابي الذين في ارض كنعان جاءوا الي 32 والرجال رعاة غنم فانهم كانوا اهل مواش وقد جاءوا بغنمهم وبقرهم وكل ما لهم 33 فيكون اذا دعاكم فرعون وقال ما صناعتكم 34 ان تقولوا عبيدك اهل مواش منذ صبانا إلى الان نحن واباؤنا جميعا لكي تسكنوا في ارض جاسان لان كل راعي غنم رجس للمصريين "

    لماذا أختيرت جاسان لسكن بني أسرائيل؟

    1. ليكونوا في شمال شرق مصر، أقرب ما يمكن لأرض كنعان. كأن الله أرشد يوسف لهذا ليكون الشعب طوال مدة غربتهم التي طالت لأكثر من 200 سنة لهم القلب المهيأ للرحيل إلي كنعان فالله أعطاهم كنعان ميراثاً.

    2. كانوا في جاسان منعزلين عن المصريين. فلا يتعرضون لإزدرائهم ومضايقاتهم. فشعب مصر شعب وثني يقدس الأغنام، وبعض الحيوانات التي يذبحها الشعب. بالإضافة لكراهية المصريين للهكسوس والغرباء، لذلك كانوا يعتبرون رعاية الغنم رجس.

    3. هذه الأرض صالحة لهم فهي أرض مراع وهم رعاة.

    4. بإعتزالهم في جاسان لن يتأثروا بالعبادات الوثنية بقدر المستطاع.

    5. كثافة المصريين في أرض جاسان قليلة فهي أرض مراعٍ.

    6. بهذه الطريقة لن يذوبوا ويختلطوا بالعائلات المصرية فيختلط النسل المقدس مع الشعب الوثني ويتزاوجوا معهم.

    7. حتي يمارسوا شعائرهم الدينية (بما فيها الذبائح) بحرية ودون مضايقات
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالأربعاء 17 أغسطس 2011, 12:23 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 47
    لم يخجل يوسف من أبيه وأخوته، بل إنطلق بمركبته ليلتقي بهم وأسرع لفرعون يخبره بمجيئهم.



    أية 2:

    " 2 واخذ من جملة اخوته خمسة رجال واوقفهم امام فرعون "

    أخذ… خمسة رجال= كممثلين عن إخوته. وربما رقم "5" يمثل شيئاً عند المصريين.



    أية 4:

    " 4 وقالوا لفرعون جئنا لنتغرب في الارض اذ ليس لغنم عبيدك مرعى لان الجوع شديد في ارض كنعان فالان ليسكن عبيدك في ارض جاسان "

    جئنا لنتغرب= فشعور الغربة لا يفارقهم لإيمانهم بوعد الله أن كنعان هي أرضهم.



    أية 7:

    " 7 ثم ادخل يوسف يعقوب اباه واوقفه امام فرعون وبارك يعقوب فرعون "

    وبارك يعقوب فرعون = لقد شعر فرعون بمهابة هذا الرجل فطلب بركته مرتين (راجع أية 10) هنا نري تطبيق لما قاله بولس الرسول كمجهولين ونحن معروفون… كفقراء ونحن نغني كثيرين 2 كو 10،9:6.



    الأيات 8، 9:

    " 8 فقال فرعون ليعقوب كم هي ايام سني حياتك 9 فقال يعقوب لفرعون ايام سني غربتي مئة وثلاثون سنة قليلة وردية كانت ايام سني حياتي ولم تبلغ إلى ايام سني حياة ابائي في ايام غربتهم "

    كم هي أيام سني حياتك…. أيام سني غربتي= لاحظ شعور يعقوب بالغربة ولاحظ تقدير العمر بالأيام فهو قليل مهما كان كثيراً. "بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل" وأيام يعقوب بحسب تقديره كانت ردية = كانت بلا راحة بل سلسلة من المتاعب فهو تألم من عيسو العنيف وهرب إلي خاله لابان وخدمه خدمة شاقة مضنية (40:21) وقد خدعه خاله 10 مرات وعاش في رعب من إنتقام عيسو. ثم عاني من خلع فخذه ثم كدره إبناه شمعون ولاوي وأبنته دينة. وماتت راحيل زوجته المحبوبة وخانه رأوبين مع زوجته وخدع في قصة يوسف ثم أرادوا أخذ بنيامين إلي مصر وحجز شمعون عند يوسف. لقد تألم يعقوب كثيراً ولكنه بارك فرعون مرتين وكأن الألام لم تزده إلا بركة.



    الأيات 11،12:

    " 11 فاسكن يوسف اباه واخوته واعطاهم ملكا في ارض مصر في افضل الارض في ارض رعمسيس كما امر فرعون 12 وعال يوسف اباه واخوته وكل بيت ابيه بطعام على حسب الاولاد "

    أرض رعمسيس = هي جزء من أرض جاسان (غالبا صان الحجر حالياً) وبني فيها العبرانيون لفرعون مدينة رعمسيس (خر 11:1). وأعطاهم ملكا في أرض مصر: إشارة للمسيح الذي أعطي كنيسته أن تملك روحياً، أي يستطيع الأنسان أن يضبط شهواته. وسكن الشعب في مصر إشارة أيضا لإنتشار الإيمان وسط الأمم خصوصاً أنه كان بموافقة الملك.
    الاية 13.25
    " 13 ولم يكن خبز في كل الارض لان الجوع كان شديدا جدا فخورت ارض مصر وارض كنعان من اجل الجوع 14 فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في ارض مصر وفي ارض كنعان بالقمح الذي اشتروا وجاء يوسف بالفضة إلى بيت فرعون 15 فلما فرغت الفضة من ارض مصر ومن ارض كنعان اتى جميع المصريين إلى يوسف قائلين اعطنا خبزا فلماذا نموت قدامك لان ليس فضة ايضا 16 فقال يوسف هاتوا مواشيكم فاعطيكم بمواشيكم ان لم يكن فضة ايضا 17 فجاءوا بمواشيهم إلى يوسف فاعطاهم يوسف خبزا بالخيل وبمواشي الغنم والبقر وبالحمير فقاتهم بالخبز تلك السنة بدل جميع مواشيهم 18 ولما تمت تلك السنة اتوا اليه في السنة الثانية وقالوا له لا نخفي عن سيدي انه اذ قد فرغت الفضة ومواشي البهائم عند سيدي لم يبق قدام سيدي الا اجسادنا وارضنا 19 لماذا نموت امام عينيك نحن وارضنا جميعا اشترنا وارضنا بالخبز فنصير نحن وارضنا عبيدا لفرعون واعط بذارا لنحيا ولا نموت ولا تصير ارضنا قفرا 20 فاشترى يوسف كل ارض مصر لفرعون اذ باع المصريون كل واحد حقله لان الجوع اشتد عليهم فصارت الارض لفرعون 21 واما الشعب فنقلهم إلى المدن من اقصى حد مصر إلى اقصاه 22 الا ان ارض الكهنة لم يشترها اذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون فاكلوا فريضتهم التي اعطاهم فرعون لذلك لم يبيعوا ارضهم 23 فقال يوسف للشعب اني قد اشتريتكم اليوم وارضكم لفرعون هوذا لكم بذار فتزرعون الارض 24 ويكون عند الغلة انكم تعطون خمسا
    لفرعون والاربعة الاجزاء تكون لكم بذارا للحقل وطعاما لكم ولمن في بيوتكم وطعاما لاولادكم 25 فقالوا احييتنا ليتنا نجد نعمة في عيني سيدي فنكون عبيدا لفرعون 26 فجعلها يوسف فرضا على ارض مصر الى هذا اليوم لفرعون الخمس الا ان ارض الكهنة وحدهم لم تصر لفرعون "

    هذه الأحداث غالباً حدثت في السنتين الأخيرتين للمجاعة حيث إشتد الجوع فنقلهم يوسف إلي المدن (21) حيث مخازن الحبوب. وهنا نجد أن المصريين قدموا لفرعون أولا فضتهم ثم مواشيهم فأجسادهم وأرضهم. أي إستعبدوا له بالكامل وهناك عدة تأملات فيما حدث في هذه الأيات

    1. هنا يوسف يشير للسيد المسيح الذي أنقذنا من الجوع وإشترانا ومالنا لله الآب "لأنك ذبحت وإشتريتنا لله رؤ 9:5". ولاحظ أن المصريين كانوا يعطون أنفسهم بفرح ليوسف ولفرعون ليحيوا فهو أنقذ حياتهم، وهكذا ينبغي أن نصنع فنسلم أنفسنا لله بفرح.

    2. الـ 5/1 لفرعون. ورقم 5 هو رقم النعمة 5= 4+1 (الخليقة + الله) فالله من نعمته أعطي الأرض للإنسان. فالكل له وهو يعطي بسخاء من نعمته ولا يطلب سوي العشور.

    3. أرض الكهنة لم يشترها. إذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون: والله يقول لكهنته أنا نصيبك لا 20:18.

    4. من ناحية أخري نري أن المصريين إستعبدوا أنفسهم بأنفسهم لفرعون. فإذا نظرنا لفرعون علي أنه رمز للشيطان فنجد هنا مثالاً لمن يستعبد نفسه للشيطان وهذا يبيع بالتدريج:

    ‌أ. الفضة= فقدان كلام الله والإنفصال عنه فالفضة تشير لكلام الله.

    ‌ب. المواشي= بيع الحواس للشيطان.

    ‌ج. الأجساد= هذا يمثل الإستعباد الكامل له.

    ولو لاحظنا أن فرعون قد إستعبد شعب إسرائيل بعد ذلك، لكن كان هذا دون رغبتهم. لذلك من سقط دون رغبته يرسل الله له مخلصاً يحرره هو موسي.



    أية 29:

    " 29 ولما قربت ايام اسرائيل ان يموت دعا ابنه يوسف وقال له ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فضع يدك تحت فخذي واصنع معي معروفا وامانة لا تدفني في مصر "

    لا تدفني في مصر… بل أضطجع مع أبائي = لقد عاش يعقوب في مصر لكن قلبه كان في كنعان مع الله الذي وعده بكنعان. وهذا يعني إهتمامه بقيامة جسده وثقته في مواعيد الله. وعلينا وإن عشنا في غربة العالم أن تكون إشتياقاتنا هناك في السماء حيث أبونا السماوي.



    أية 31:

    " 31 فقال احلف لي فحلف له فسجد اسرائيل على راس السرير "

    علي رأس السرير = السرير أو الفراش بالعبرية Mittah والعصا Mattah وفي العبرية تكتب من ثلاث حروف م ت هـ أو M T H مع تغيير النقط فوق الحروف. ووضع النقط فوق الحروف شيء جديد لم يكن مستعملاً من قديم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لذلك فكلمة سريره تقرأ عصاه. وهكذا فعلت السبعينية وقرأت الآية علي رأس عصاه. وعصا يوسف تمثل صولجانه وسيادته[1] ورئاسته. ولو فهمنا أن يعقوب رمز للكنيسة ويوسف يرمز للمسيح وعصا يوسف للصليب فهذا الموقف يشير لسجود الكنيسة للصليب الذي به الخلاص. هذا السجود هو إعتراف بمراحم الله. وما فعله يعقوب بسجوده هو إعتراف يعقوب بإحسانات الله له ولإبنه يوسف. ويعقوب يشكر يوسف لأنه سيعيد جسده لكنعان. ونحن نسجد للمسيح الذي بصليبه أعادنا أو سيعيدنا إلي كنعان السماوية. (عب 21:11).


    [1] والصليب (عصاه) كان السرير الذي مات (نام) المسيح عليه، وبه ملك المسيح علينا



    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالخميس 18 أغسطس 2011, 1:38 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 48
    الأيات 1،2:

    " 1 وحدث بعد هذه الامور انه قيل ليوسف هوذا ابوك مريض فاخذ معه ابنيه منسى وافرايم 2 فاخبر يعقوب وقيل له هوذا ابنك يوسف قادم اليك فتشدد اسرائيل وجلس على السرير "

    يوسف يريد بركة أبيه لإبنيه كما بارك إسحق أبنه يعقوب. فيكون لهما رجاء في الخلاص.



    أية 3:

    " 3 وقال يعقوب ليوسف الله القادر على كل شيء ظهر لي في لوز في ارض كنعان وباركني "

    إشارة يعقوب لظهور الله له في لوز معناه أن كل بركة له راجعة إلي الله الذي باركه وهكذا فكل بركة تقدمها الكنيسة لأولادها إنما هي من قبل الله واهب البركة.



    أية 5:

    " 5 والان ابناك المولودان لك في ارض مصر قبلما اتيت اليك إلى مصر هما لي افرايم ومنسى كراوبين وشمعون يكونان لي "

    هنا يعقوب يعطي يوسف نصيب البكر أي ضعف إخوته فيصير إفرايم ومنسي كلاهما مثل باقي الأسباط وهو بهذا حرم رأوبين من هذه البركة بسبب خطيته.



    أية 6:

    " 6 واما اولادك الذين تلد بعدهما فيكونون لك على اسم اخويهم يسمون في نصيبهم "

    فيكونون لك = أي اولاد أخرين غير إفرايم ومنسي لا يحسبون من الأسباط.



    أية 7:

    " 7 وانا حين جئت من فدان ماتت عندي راحيل في ارض كنعان في الطريق اذ بقيت مسافة من الارض حتى اتي إلى افراتة فدفنتها هناك في طريق افراتة التي هي بيت لحم "

    حتي النفس الأخير لا ينسى زوجته المحبوبة راحيل. وهو يبارك أحفادها. وكأنه يريد أن يركز الأولاد أنظارهم علي كنعان حيث أمهم مدفونة فلا تنسيهم مصر كنعان أرضهم. وحزن يعقوب علي راحيل هو حزن المسيح علي كنيسته التي مازال أعضائها يعانون الموت ولكن المسيح لا ينسى نفساً واحدة منهم. ولاحظ أن راحيل دفنت في بيت لحم حيث ولد المسيح الذي يعطي حياة لكل من مات علي الرجاء.



    أية 12:

    " 12 ثم اخرجهما يوسف من بين ركبتيه وسجد امام وجهه إلى الارض "

    وسجد = أي أن يوسف سجد أمام ابيه. والأغلب أن يوسف وأبنيه سجدوا أمامه.



    أية 14:

    " 14 فمد اسرائيل يمينه ووضعها على راس افرايم وهو الصغير ويساره على راس منسى وضع يديه بفطنه فان منسى كان البكر "

    بفطنة= جاءت في السبعينية متقاطعتين أي علي شكل صليب. لقد أراد يوسف وربما يعقوب أيضاً أن يبارك منسي البكر. ولكن الله أرشد يعقوب أن الذي سيأخذ البركة الأكبر هو الأصغر (وهذا ما حدث مع هابيل واسحق ويعقوب، فليس الأكبر جسدياً هو الذي يستحق دائما) والتاريخ يشير أن يعقوب قد صنع هذا بفطنة ففي أول أحصاء عمل في أيام موسي كان سبط إفراييم 40500 بينما سبط منسى 22200. وعاش سبط منسى منقسماً نصفه شرقي الأردن والأخر غربه مما عرضه للإختلاط بالشعوب الوثنية. أما سبط أفرايم فكان قوياً دائماً حتي أن المملكة الشمالية (أسرائيل) دعيت إفرايم ومن هذا السبط خرج يشوع بن نون ودبورة النبية وجدعون ويفتاح وصموئيل النبي ومنهم يربعام أول ملوك إسرائيل بعد الإنفصال عن يهوذا. ووضع يعقوب يديه علي شكل صليب يشير لأن البركة الحقيقية كانت بالصليب. وإختيار إفرايم الأصغر للبركة إشارة للكنيسة الأصغر جسدياً من شعب اليهود (الإبن البكر خر 22:4) ولكنها استحقت البركة. وهكذا فآدم الأخير أي المسيح صار أولاً وصار آدم الأول أخيراً.

    ولقد ركز بولس الرسول في عب 21:11 علي أن يعقوب كان قد فقد البصر الجسدي ولكن الإيمان أعطاه بصراً روحياً فبارك الأصغر ضد الرغبات الطبيعية وسجد لعصا يوسف (الصليب).



    أية 15:

    " 15 وبارك يوسف وقال الله الذي سار امامه ابواي ابراهيم واسحق الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم "

    وبارك يوسف = مع أنه وضع يديه علي أفرايم ومنسي إلا أن البركة حسبت ليوسف.



    أية 16:

    " 16 الملاك الذي خلصني من كل شر يبارك الغلامين وليدع عليهما اسمي واسم ابوي ابراهيم واسحق وليكثرا كثيرا في الارض "

    لم يطلب لهما مجداً كمجد يوسف ولكن بركة الله التي أعطاها لإبراهيم ولإسحق. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وأن يخلصهم الملاك الذي خلصه من كل شر. ولاحظ ان الملاك لا يمنع الشر بل هو يخلص منه. يدعي عليهما اسمي = صار أفرايم ومنسي سبطين مستقلين كباقي الأسباط



    أية 20:

    " 20 وباركهما في ذلك اليوم قائلا بك يبارك اسرائيل قائلا يجعلك الله كافرايم وكمنسى فقدم افرايم على منسى "

    أي إذا صلي إنسان من أجل احد يطلب من الله أن يباركه كما بارك إفرايم ومنسي ولقد ظل اليهود يستعملون هذه البركة دائماً.



    أية 22:

    " 22 وانا قد وهبت لك سهما واحدا فوق اخوتك اخذته من يد الاموريين بسيفي وقوسي "

    كلمة سهم في أصلها العبراني "شكيم" وشكيم تعني المرتفع عن الأرض أوكتف ولقد أشتري يعقوب أرضاً في شكيم بمئة قسيطة. ثم أخذ أولاد يعقوب أرض شكيم بالسيف والقوس، حقا هم حاربوا بخدعة ولكنهم أخذو الأرض. وربما الأشارة هنا للسيف والقوس هي إشارة لهذه المعركة بين أبنائه وأبناء شكيم، لكن الأصح أنها نبوة عن إستيلاء شعب أسرائيل بقيادة يشوع بن نون علي كل الأرض. ومعني قول يعقوب هنا أنه حين تأخذون الأرض يكون ليوسف هذه الأرض. فهذه الأرض كانت عربون إقتناء الأرض كلها. ولقد كانت شكيم إحدي مدن إفرايم بعد ذلك (يش 7:20) وهناك دفن يوسف. ولهذه الأرض يشير الأنجيلي في يو 6،5:4 فكان مفهوماً أن يعقوب وهب هذه الأرض ليوسف ولنلاحظ أن:-

    يهوذا: جاء منه الملوك

    لاوي: جاء منه الكهنة.

    يوسف: كان له نصيب البكر، هو أخذ عربون الميراث المميز ونجد أن (تث 17:21) ينص علي أن البكر له نصيبن. وراجع إثباتاً لهذا (ا أي 1:5) لذلك قال يعقوب ليوسف (تك 26:49) بركات أبيك فاقت بركات أبوي.



    تأمل:- الله وعد ان يبارك يعقوب دون عيسو. ولكن الحلول البشرية سببت كم هائل من الالام للجميع. ولو كانت رفقة لم تفعل هذا ، وتركت التدبير لله لكان الله اوجد حلا سهلا لا يسبب اية مشاكل. وهذا رأيناه في طريقة بركة يعقوب لاولاد يوسف , بان وضع يديه علي شكل صليب. ونفذت ارادة الله بطريقة سهلة.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالجمعة 19 أغسطس 2011, 11:49 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 49
    ية 1:

    " 1 ودعا يعقوب بنيه وقال اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في اخر الايام "

    أخر الأيام= هو تعبير كتابي يشير للمستقبل بوجه عام. وقد يشير لنهاية الأيام أو لنهاية العالم وقد يشير لأيام كنيسة المسيح وبهذا يعني نهاية أيام اليهود كشعب لله.



    أية 2:

    " 2 اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب واصغوا إلى اسرائيل ابيكم "

    يعقوب يجمع أولاده لينبئهم بما يحدث لهم. ولقد رأي بروح النبوة المسيح الخارج من سبط يهوذا ورأي الكنيسة الخارجة من الشعب القديم.



    الأيات 3،4

    " 3 راوبين انت بكري قوتي واول قدرتي فضل الرفعة وفضل العز 4 فائرا كالماء لا تتفضل لانك صعدت على مضجع ابيك حينئذ دنسته على فراشي صعد "

    رأوبين:

    أنت بكري قوتي= كان البنون يعدون قوة الأباء ولأنه البكر فهو أول قدرته وقوته.

    وأول قدرتي= هو نتيجة قوة الإنسان. ولكن ما هي نتيجة قوة الإنسان الساقط سوي الشهوة التي أفقدت أبوينا آدم وحواء بساطتهما وها هي تفقد رأوبين بكوريته.

    فضل الرفعة= أي أفضلها لأنه أولها فهو البكر.

    فائراً كالماء= أصل الكلمة "فعل قباحة" وفعل فجور بإنغماس في اللذات والشهوات والماء يفور ولكنه يهبط سريعاً للدلالة علي شدة هياج إنفعالاته.

    لا تتفضل= هذا جزاء كل من يسير وراء شهواته، هو يفقد كرامته.

    كان يعقوب يعتز ببكره ويدعوه قوته وأول قدرته، نال أفضل رفعة وعز. ولكنه سار وراء شهوته. ولم ينس له أبوه ما فعله مع بلهة حتي وهو علي سرير موته. ولهذا فقد بكوريته لينالها إبنا يوسف. والبكورية الروحية أخذها يهوذا.

    هنا رأوبين يمثل سقوط آدم وحواء، آدم الذي كان بكراً للخليقة وسقط وخسر بركته. ويمثل الشعب اليهودي قبل المسيح الذي حسب بكراً في معرفة الله، لكنه بالجحود فقد بكوريته وقوته الروحية ورفعته وعزه وحسبوا دنسين بصلبهم المسيح وإضطهادهم لكنيسته. بل في الأيام الأخيرة عن طريق ضد المسيح الذي يسيرون وراءه سيهاجمون الكنيسة مضجع الله أبيهم (فالكنيسة عروس الله) بقصد إفسادها.



    الأيات 5-7

    " 5 شمعون ولاوي اخوان الات ظلم سيوفهما 6 في مجلسهما لا تدخل نفسي بمجمعهما لا تتحد كرامتي لانهما في غضبهما قتلا انسانا وفي رضاهما عرقبا ثورا 7 ملعون غضبهما فانه شديد وسخطهما فانه قاس اقسمهما في يعقوب وافرقهما في اسرائيل "



    شمعون ولاوي:

    هنا نري وجه آخر لسقوط البشرية قبل المسيح. فرأوبين يمثل الفساد والشهوة. بينما شمعون ولاوي يمثلان القسوة والظلم. وإذا مثل رأوبين آدم فهما يمثلهما قايين سافك الدم.

    أخوان= أي متشابهان في قسوتهما وتخطيطهما الماكر للقتل.

    في مجلسهما لا تدخل نفسي= لا أشترك في مؤامرتهما الرديئة.

    بمجمعهما لا تتحد كرامتي= أي أن اتفاقهما علي الشر لا يتفق مع كرامتي. لذلك فأفعالنا الشريرة لا تتفق مع كرامة أبينا السماوي. وفي رضاهما عرقبا ثوراً= قمة الشر في الأنسان أن يفعل الشر وهو راضي أي يفرح بشره وهو يخطط لشره، يخطط بهدوء وسرور. وهذا ما فعله شعب اليهود في المسيح. وهكذا كان شاول الطرسوسي مع إسطفانوس "وكان شاول راضياً بقتله" أع 1:8. وكلمة ثور تستخدم للرجال العظماء عند العبرانيين فكلمة ثور قريبة جداً من كلمة أمير (مزمور 12:22) ملعون غضبهما فإنه شديد= شمعون ولاوي أخوان أي متشابهان في السمات، أخذ كل منهما سيفه وأتي كلاهما إلي شكيم حيث قتلا كل ذكر ولم يراعيا العدل فيما يصنعون فسببا تعباً لأبيهما. ولاوي جاء منه الكهنة وشمعون جاء منهم الكتبة وهؤلاء وأولئك هم الذين دبروا بمكر قتل المسيح. وكان الكتبة والكهنة أخوان في هذا. قتلا إنساناً فالمسيح هو إبن الإنسان وعرقباه كثور: فهو أتي ليقدم نفسه كذبيحة (كثور). ولقد كان غضبهما شديداً علي المسيح كما كان غضبهما شديد علي شكيم وغالباً أيضاً علي يوسف فهم كانوا أكثر قسوة عليه من باقي الإخوة لذلك إحتجز يوسف شمعون.

    أقسمهما في يعقوب= لاوي تم توزيعه في كل إسرائيل. وشمعون لم يعين له نصيباً مستقلاً بل كانوا في داخل نصيب يهوذا (يش 1:19) بل في أسوا أماكن في نصيب يهوذا. ولم يذكر شمعون في بركة موسي. ثم تشتتوا في أماكن أخري كونوا فيها قبائل شمعونية (ا أي 39:4…) أما لاوي فلأن أولاده وقفوا وقفة مقدسة نجد أن الله قد أستخدم تفريقهم وسط إسرائيل للبركة وكان الرب نصيبهم. وهم كلاويين وكهنة تفرقوا ليعلموا الشعب الشريعة.



    الأيات 8-12

    " 8 يهوذا اياك يحمد اخوتك يدك على قفا اعدائك يسجد لك بنو ابيك 9 يهوذا جرو اسد من فريسة صعدت يا ابني جثا وربض كاسد وكلبوة من ينهضه 10 لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب 11 رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنة ابن اتانه غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه 12 مسود العينين من الخمر ومبيض الاسنان من اللبن "



    يهوذا:

    رأينا فيما سبق الفساد والشهوة والظلم والقسوة ونري هنا مجئ المسيح. فيهوذا هو أبو المسيح بالجسد. لقد نال يهوذا نصيب الأسد في البركة إذ رأي يعقوب السيد المسيح الملك والكاهن يأتي من نسله.

    يهوذا إياك يحمد إخوتك= يهوذا يعني يحمد. ومن هو يهوذا هذا الذي يحمده إخوته ويرفعونه ويسبحونه إلا السيد المسيح نفسه الخارج من سبط يهوذا. يدك علي قفا أعدائك= لقد تم هذا مع داود النبي في حروبه وإنتصاراته. وبالنسبة للمسيح فهو وضع بصليبه يده علي قفا إبليس عدوه فحطمه وحرر البشرية من سلطانه. ويسجد لك بنو أبيك= داود كملك حرر الأرض سجد له الجميع. والمسيح تجثو له كل ركبة في 10:2. ويسجدون هنا تكون بمعني يعبدون. وقوله بنو أبيك أي كل أسباط أي اولاد يعقوب يسجدون للسبط الملوكي الذي خرج منه داود. وبالنسبة للمسيح فقد قال عن الآب "أبي وأبيكم" فقد صرنا فيه أبناء للآب.

    يهوذا جرو أسد… كأسد وكلبوة= كان يهوذا قد إختار لخاتمه شعاراً هو صورة أسد. والتطور هنا يبدأ بجرو أسد ثم أسد ثم لبؤة. ويقال أن جرو الأسد يشير لكالب الذي نما وصار أسداً في أيام داود. ومن نسل داود خرج ملوك شرسين شبهوا هنا باللبؤة التي هي أكثر شراسة من الأسد. وإذا نظرنا لهذه النبوة علي أنها عن المسيح نقول أن جرو أسد تشير لولادة المسيح كإبن. والأسد يشير للملك ولقد ملك المسيح علي الصليب لذلك يقول جثا وربض كأسد: لقد رأي يعقوب في يهوذا المسيح الخارج من نسله ودعاه بالأسد الذي خرج من حرب الصليب غالباً أعدائه الروحيين. لقد جثا أي سُمِر في ضعف أو في ما يشبه الضعف ونام علي الصليب ولكنه كان كأسد يربض متحفزاً للمعركة فهو سلم نفسه بإرادته ليقاتل في ضراوة (يو 18:10). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكلبوة= هنا إشارة للكنيسة عروس الأسد التي يجب أن تصلب معه وتحمل الصليب فتصير تلميذة له، يصلب لها العالم وتصلب هي للعالم.

    من ينهضه= بمعني أنه ليس هناك إنساناً يقيمه بل يقوم هو من نفسه يو 19:2 من فريسة صعدت: هو كأن أسداً في حربه ولكن ماذا كانت صورته أمام الناس سوي فريسة مستسلمة، كشاة سيقت للذبح، صعد إلي صليبه في إستسلام لصالبيه.

    لا يزول قضيب من يهوذا= القضيب هو صولجان الملك. والملوك تناسلوا من داود.

    ومشترع من بين رجليه= مشترع أي مشرع للقوانين. ومن بين رجليه أي من نسله.

    حتي يأتي شيلون= شيلون من نفس مصدر سلوام أي مرسل من الله يو 7:9+ لو 18:4 + يو 36:5-38. وفي أش 5:8 كلمة شيلوه من نفس المصدر وقد ترجمتها السبعينية سلوام. (وقد فتحت عيني الأعمي في سلوام وقارن مع مسود العينين من الخمر). ومعني هذه الأية أن المسيح سيأتي بعد أن يزول الملك عن يهوذا ولا يعود ليهوذا الحق في أن يشرع ويحكم ويقضي. وهذا تم في أثناء الحكم الروماني حين قال اليهود "ليس لنا ملك سوي قيصر. والأكتتاب الذي قام به وأمر به أغسطس قيصر شمل اليهودية فهي إذاً كانت خاضعة لحكمه (لو 2،1:2). وكون اليهود لم يعد لهم سلطاناً ليحكموا يتضح من الأية يو 31:18. فاليهود إذاً كانوا خاضعين تحت الحكم الروماني، لا سلطان لهم علي القضاء أو التنفيذ وكان ملكهم أو واليهم هيرودس أدومياً. وتكون هذه النبوة أية: 10 تشير:

    1. الملك سيكون في يهوذا (القضيب والتشريع).

    2. شيلون أي المسيح المرسل سيأتي من نسل يهوذا. وقد إتفق علي أن شيلون هو المسيح وأتفق علي هذا اليهود والمسيحيين. وإتفق أن الكلمة تشير أيضاً للراحة والسلام. وأن فترة المسيح ستكون فترة سلام وهذا ما حدث فإن فترة وجود المسيح علي الأرض كانت فترة بلا حروب في الدولة الرومانية وأغلقت الهياكل الوثنية التي تفتح فقط في أيام الحروب، وفتحت هياكل السلام وتفتح في أوقات السلام.

    3. يستمر يهوذا في الحكم حتي يأتي المسيح. والمسيح سيأتي بعد أن ينتقل القضيب لشعب اخر. رابطاً بالكرمة جحشه، وبالجفنة إبن أتانه= الكرمة والجفنة مترادفان، ومعناهما شجرة العنب. وقد جاءت الجفنة في الإنجليزية الكرمة المختارة. والمعني المباشر للآية أنها تعبير عن الرخاء والثروة التي سيتمتع بها السبط فمن كثرة الأشجار والخصب لن يجد الرجل مكاناً بربط فيه جحشه سوي الكرمة. والكرمة شجرة ضعيفة، فيكون معني أن يربط الرجل جحشه أنها ستكون قوية حتي تحتمل. ولكن الكرمة هي بالمفهوم الرمزي إشارة لشعب إسرائيل ثم صارت تشير للكنيسة (مز 8:80 + هو 1:10 + أش 1:5-7 + أر 21:2 + مت 33:21 + يو 1:15) إذاً الكرمة هي شعب الله في العهد القديم والعهد الجديد. ولاحظ أن المسيح يوم دخوله إلي أورشليم طلب جحشاً (هذا إستعمله وركبه الناس من قبل) وإبن أتان (هذا لم يركبه أحد من قبل) وقد ركب إبن الأتان. ورأي الأباء أن الجحش يشير لليهود وإبن الأتان يشير للأمم وقد ربط المسيح كلاهما بكرمته فهو الكرمة وكلنا الأغصان. وهو الذي جعل الإثنين واحداً ولاحظ أنه ربط إبن الأتان رمز الكنيسة بالجفنة أي الكرمة المختارة.

    غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه= من وفرة الخيرات يصير الخمر كالماء فيغسلون به الثياب ولكن الثوب يشير للكنيسة (كما أشار ثوب يوسف الملون للكنيسة متعددة المواهب) وكون الثوب يغسل بالخمر بل ويقول دم العنب فهذه نبوة واضحة بأن الكنيسة تطهرت بدم المسيح رؤ 14:7 + ا يو 7:1. والخمر هو إشارة لكأس دم الرب الذي يعطي لغفران الخطايا.

    مسود العينين من الخمر ومبيض الأسنان من اللبن= مسود العينين مترجمة لامع العينان أي عيناه جميلتان ولا معتان. والخمر إشارة للوفرة والخير الكثير وكذلك اللبن والمعني أن الخيرات الكثيرة (كروم ولبن) أعطته عينين قويتين وحدة بصر وأسنان قوية وروحياً فالمسيح أعطانا فرحاً روحياً كثمرة من ثمار روحه القدوس (غل 22:5 + يو 22:16) والروح القدس الذي يعطي فرحاً للقلب يعطي أيضاً إستنارة ووضوح رؤيا. ويعطي تعليم يو 26:14 + عب 11،10:8. بل الأقوياء يحصلوا علي الطعام القوي ويحولونه إلي لبن يعطونه للصغار 1كو 2:3 + ا بط 2:2. فالروح القدس يعطي الطعام القوي للبالغين وهؤلاء يعطون غذاء الضعفاء 2 تي 2:2. وراجع أش 1:55. والروح القدس يستخدم كلمة الله كغذاء يشبع به النفوس. وهو يعطي بسخاء.



    أية 13

    " 13 زبولون عند ساحل البحر يسكن وهو عند ساحل السفن وجانبه عند صيدون "

    زبولون:

    زبولون تعني مسكن. فبعد أن رأينا العالم قبل المسيح في فساد وقسوة ورأينا المسيح أتيا من يهوذا بالجسد. نري الآن سكن الجميع في الكنيسة يهوداً وأمماً. فسبط زبولون سكن بجانب البحر وهم جاوروا الفينيقيين تجار البحر وجاءوا منهم بتجارتهم وباعوا لهم. فيكون زبولون تجاراً. وهذا يشير للكرازة خصوصاً أن البحر يشير للأمم والنهر يشير لليهود. ويكون سكن زبولون (اليهود). بجانب البحر (الأمم) إشارة للكنيسة الواحدة من كلاهما. وصيدون هي صيدا علي البحر المتوسط. (لقد عرف العالم المسيحية من الشعب اليهودي الذي آمن).



    الأيات 14، 15

    " 14 يساكر حمار جسيم رابض بين الحظائر 15 فراى المحل انه حسن والارض انها نزهة فاحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبد "



    يساكر:

    يساكر حمار جسيم= غالباً فإن يساكر إختار الحمار شعاراً لخاتمه. وحمار جسيم أي ضخم وقوي وبالإنجليزية Strong donkey. فقد إشتغل هذا السبط بالفلاحة وكان دأبهم الصبر. وكانت أرضهم خصبة فإكتفوا بالزراعة ولم ينشغلوا بالسياسة. وكانوا معرضين لدفع الضرائب. وتشبيه يساكر بحمار يشير لعمله الشاق فهو حمل حملين 1) عمله الشاق في الزراعة 2) الجزية. وماذا كانت مكافأتهم؟ أرضهم الخصبة وزراعتهم الناجحة.

    وحظائرهم كثيرة أي أغنامهم كثيرة = رابض بين الحظائر… والأرض نزهة. ونزهة أي مبهجة بخصبها ودسمها. وهم لم يهتموا بالضرائب لأن أرضهم خصبة.

    وما أجمل هذا التشبيه عن الكنيسة والذي أتي في مكانه. فبعد أن سمعنا عن مجئ المسيح من سبط يهوذا وسكن اليهود والأمم معاً نسمع أن أرضهم دسمة إشارة للكنيسة التي هي جسد المسيح وتتغذي علي جسده ودمه. وأن الكنيسة مخصبة ورعاياها يزيدون جداً (حظائر كثيرة للرعاية). لقد أدرك خدام الله أن الأرض نزهة ففي السماء مالم تره عين ولم تسمع به أذن وعلي الأرض رأوا عمل المسيح في كنيسته فإهتموا بكرازتهم وعملهم في حقل المسيح دون أن يهتموا بأي ألام تفرض عليهم. وهذا ما قاله بولس الرسول "إذ كنت حراً من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين 1كو 19:9 + 2 كو 15:12.



    الأيات 16-18

    " 16 دان يدين شعبه كاحد أسباط إسرائيل 17 يكون دان حية على الطريق افعوانا على السبيل يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه إلى الوراء 18 لخلاصك انتظرت يا رب "



    دان:

    رأينا فيما سبق الكنيسة المثمرة وخدامها. ورأينا خدامها كيف يتألمون فمن أين تأتي هذه الألام؟ لابد من أنها تأتي بحيل إبليس الحية القديمة. لذلك كان دان حية علي الطريق. هو دائما يثير المشاكل في طريق الله وخدامه. وهذه الحرب بين إبليس والكنيسة تصل لذروتها في نهاية الأيام حين يطلق إبليس من سجنه ويعمل بقوته مع ضد المسيح. وكان سبط دان هم أول من أدخل العبادة الوثنية في إسرائيل بوضعهم تمثال ميخا في مدينة دان. وبسبب هذا حذف إسم دان من المختومين في الرؤيا (رؤ 7). وهذا قد يكون بسبب وثنية سبط دان إلا أن كثير من الأباء رأوا أن نبوة يعقوب هذه مع حذف إسم دان من رؤيا 7 راجع إلي أن ضد المسيح سيأتي من سبط دان. وبسبب الألام الكثيرة التي سيوقعها ضد المسيح بالكنيسة صرخ يعقوب لخلاصك إنتظرت يارب فالمسيح سيأتي مباشرة عقب هذه الأحداث، فلا خلاص حقيقي لكل إرتداد سوي بالمسيح. وهذه الآية هي إيمان بعمل المسيح المخلص. وقد عرفت ذرية دان بالمكر والدهاء قض 18،17.

    دان يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل= أي مع كونه إبن جارية إلا أنه يكون سبطاً مستقلاً أو لأن ضد المسيح سيخرج منه فسيكون هذا سبب دينونة لإسرائيل كله الذي يسير وراءه.



    أية 19

    " 19 جاد يزحمه جيش ولكنه يزحم مؤخره "



    جاد:

    كان نصيب سبط جاد شرق الإردن كطلبه. وهذا جعلهم معرضين للقتال من الأعداء من حولهم بصفة مستمرة (أمثال أرام والعمونيين والأموريين) إلا أنهم كانوا يحاربون أعدائهم دائماً ولا يسكتون وكانوا محاربين أقوياء (1 أي 8:12-14) لهم وجوه الأسود. إذاً جاد كان في حرب مستمرة: يزحمه جيش. ولكنه سرعان ما يضرب مؤخرة جيوش أعدائه ويسترد غنائمه: ولكنه يزحم مؤخره في الإنجليزية هو سيتغلب وينتصر أخيراً. إذاً فجاد يمثل الكنيسة التي هي في حرب مستمرة ولكنها ستنتصر أخيراً فهي مرهبة كجيش بألوية.



    أية 20

    " 20 اشير خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك "



    أشير:

    خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك= تنبأ يعقوب عن أشير بكثرة الخيرات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وقال عنه موسي في نبوته أنه يغمس في الزيت قدمه تث 24:33. وفعلاً تحققت النبوتان فقد تمتع سبط أشير بأرض خصبة غنية بأشجار الزيتون التي يستخرج منها الزيت. وكانت غلات أرضه وفيرة فقيل أن خبزه سمين. ويصدر من خيراته للملوك ولباقي الأسباط. هذا يشير لشبع أولاد الله ولفيض النعمة في حياة المجاهدين الروحيين.



    أية 21

    " 21 نفتالي ايلة مسيبة يعطي اقوالا حسنة .



    نفتالي:

    أيلة: أنثي الأيل. وهي مسيبة= أي كانت ممسوكة ثم جاء من حررها وسيبها حرة وهنا نفتالي يشبه في محبته للحرية بأيلة منطلقة في برية مفتوحة تتحرك في خفة وسرعة أينما أرادت. ولكن حرية هذا السبط لم تكن فرصة للإنحلال والشر، بل إلتزم بعلاقات طيبة مع بقية الأسباط فكانت كلماته: أقوالا حسنة. وهذه صورة رائعة للكنيسة التي حررها المسيح "إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً. والذي حرره المسيح يسبح ويشهد للمسيح أي يعطي أقوالاً حسنة.



    الأيات 22-26

    " 22 يوسف غصن شجرة مثمرة غصن شجرة مثمرة على عين اغصان قد ارتفعت فوق حائط 23 فمررته ورمته واضطهدته ارباب السهام 24 ولكن ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه من يدي عزيز يعقوب من هناك من الراعي صخر اسرائيل 25 من اله ابيك الذي يعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تاتي بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت بركات الثديين والرحم 26 بركات ابيك فاقت على بركات ابوي إلى منية الاكام الدهرية تكون على راس يوسف وعلى قمة نذير اخوته "



    يوسف:

    نال يوسف مدحا أكثر من إخوته فقد كان أميناً مع الله ومحباً للجميع أيا كان موقعه. ولقد كان مثمراً: غصن شجرة مثمرة. وهذه أعلي درجات النمو أن يكون الإنسان الروحي مثمراً مهما أصابته سهام العدو (إخوته ثم زوجة فوطيفار ثم فوطيفار نفسه) فمررته ورمته وإضطهدته أرباب السهام. ويعقوب كرر مرتين أن يوسف كان غصن شجرة مثمرة. فهو رغماً عن الإضطهادات التي واجهته ثبت ونما وزاد ونال من ثماره الجميع، فهى ثمار محبته لله وللجميع. وهنا يوسف يشير للمسيح الذي إضطهدوه ولكن تمتع بخلاصه الجميع حتي من إضطهدوه. ثم قال يعقوب أغصان قد إرتفعت فوق حائط= كان غصن وصار أغصان، إذا هو نمو وزيادة وهكذا الكنيسة جسد المسيح. فالمسيح هو الغصن (أش 1:11 + أر 5:23 + زك 8:3) ولماذا كرر قوله غصن مرتين؟ فرقم 2 يشير للتجسد الذي جعل به الإثنين واحداً وصار المسيح الكرمة ونحن الأغصان. فالأغصان إشارة للكنيسة جسد المسيح يو 5:15 وهذه الكنيسة مسنودة علي حائط، هو المسيح الصخرة الحقيقية. فالكروم تحتاج لحائط قوي يسندها فهي ضعيفة في ذاتها إن لم يسندها أحد. وهذه هي بركات المسيح لكنيسته المضطهدة وهذا الغصن علي عين= عين الماء هو إشارة للروح القدس الذي يروي الكنيسة فتثمر. وبالرغم من الإضطهاد ليوسف (أو للمسيح أو للكنيسة) ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه بمساعدة من الله من يدي عزيز يعقوب. فالله هو عزيز يعقوب أي ألهه المحبوب لديه، الراعي والصخر المعين له. ويعقوب يطلب لإبنه المحبوب كل البركات. بركات السماء من فوق= أي مطر وندي. وبركات الغمر الرابض تحت= أي الأنهار والينابيع. وبركات الثديين والرحم= أي كثرة النسل وصحة وبركة للأطفال من لبن الثديين. بركات أبيك لك فاقت علي بركات أبوي= أي أكثر من البركات التي أعطاها أبوي يعقوب ليعقوب. هذه البركات رمز للبركات الروحية التي يعطيها الله لكنيسته وهي تزيد بكثير عن البركات المادية التي حصل عليها شعب الله في العهد القديم. إلي منية الأكام الدهرية= الأكام هي التلال العالية. والدهرية أي إلي مدي الدهر. والمعني فلتحل هذه البركات عليك وأمنيتي أن تستمر لك طالما كانت الأكام باقية وطالما هي باقية إلي الأبد. إذا فالبركات لك تكون إلي الأبد. وهذه هي بركات المسيح التي صارت للكنيسة وتستمر حتي تزول السماء والأرض.

    وعلي قمة نذير إخوته= إخوة يوسف أبعدوه عنهم لكنه كان قد أفرز وتكرس وتخصص لله فالنذير يعتزل إخوته وكل الناس. ومن تكرس لله يستحق كل هذه البركات له. وقمة نذير إخوته في الإنجليزية علي تاج رأس نذير إخوته.



    أية 27

    " 27 بنيامين ذئب يفترس في الصباح ياكل غنيمة وعند المساء يقسم نهبا "

    بنيامين:

    إذا فهمنا أن كل ما مر من نبوات لأولاد يعقوب يشير للكنيسة المجاهدة جسد المسيح والألام التي تقع عليها والجهاد المفروض عليها، فنجد أن نهاية الأمر أن تجلس الكنيسة بعد طول جهاد عن يمين الآب فبنيامين تعني إبن اليمين، واليمين هو مكان الخراف ، بينما اليسار مكان الجداء. وبركة موسي لبنيامين تشير لنفس الشئ في تث 12:33 حبيب الرب يسكن لديه آمناً. فبعد طول جهاد نسكن عند الرب في أورشليم السماوية مسكن الله مع الناس رؤ 3:21.

    بنيامين ذئب مفترس= إشارة لشجاعة السبط في الحروب قض 16:20. وتشير لشجاعة الكنيسة المجاهدة التي هي مرهبة كجيش بألوية. وقيل هي نبوة عن شاول الطرسوسي الذي خرج كذئب في الصباح ليفترس المسيحيين المؤمنين ويقتلهم كمضطهد للكنيسة وبعد إيمانه أمن علي يده الكثيرين فقسم نهباً= أي المؤمنين الذي آمنوا بكرازته.



    الأيات 28-33:

    " 28 جميع هؤلاء هم أسباط إسرائيل الاثنا عشر وهذا ما كلمهم به ابوهم وباركهم كل واحد بحسب بركته باركهم 29 واوصاهم وقال لهم انا انضم إلى قومي ادفنوني عند ابائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي 30 في المغارة التي في حقل المكفيلة التي امام ممرا في ارض كنعان التي اشتراها ابراهيم مع الحقل من عفرون الحثي ملك قبر 31 هناك دفنوا ابراهيم وسارة امراته هناك دفنوا اسحق ورفقة امراته وهناك دفنت ليئة 32 شراء الحقل والمغارة التي فيه كان من بني حث 33 ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضم رجليه إلى السرير واسلم الروح وانضم إلى قومه "

    عند يعقوب نجد الموت أهم من الحياة. فالحياة جعلته حبيس مصر أرض العبودية. أما الموت فمركبة تحمله إلي كنعان، ويضمه إلي أبائه وإله أبائه. فهو حين يوصي أولاده بدفنه في أرض أبائه، ينظر إلي ما وراء الحياة، إلي خارج مصر. هو يوفد جسده الميت ليمتلك الميراث علي الرجاء. لذلك يوصي أولاده ويوصي يوسف بأن ينقلوا جسده إلي كنعان (30:47 + 29:49). فتبقي أيضاً قلوب أولاده متعلقة بكنعان.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين - صفحة 2 Emptyالجمعة 19 أغسطس 2011, 11:50 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 50
    لماذا أصر يعقوب على أن يدفن في كنعان؟

    1. ليدرك أولاده قيامة الأجساد فها هو ينضم لأبائه إعلاناً أنه يأتي يوم يتقابل فيه الجميع.

    2. لذلك عاشوا كغرباء حارمين أجسادهم من الترف فهم ينتظرون جسداً ممجداً في يوم الرب.

    3. أراد يعقوب أن يؤكد لأولاده أنه وإن عاش في مصر لكن قلبه متعلق بهناك حيث وعد الرب.

    4. طلبه أن يدفن مع أبائه إعلاناً عن وحدة إيمانهم.



    أية 3:

    " 3 وكمل له اربعون يوما لانه هكذا تكمل ايام المحنطين وبكى عليه المصريون سبعين يوما "

    كان لابد من تحنيط جسد يعقوب ليتمكنوا من نقله إلي كنعان فلا يفسد في الطريق وهذا إعلان عن أن أجسادنا تظل محفوظة بطريقة ما حتي نقوم بأجساد نورانية. وعن عملية التحنيط قال هيرودوتس أنها تستمر 40 يوماً خلالها تفتح البطن وتزال الأحشاء وتوضع مواد كيماوية وروائح. ثم بعد ذلك توضع الجثة في الملح 30 يوماً. وبعد ذلك تلف بكتان مصمغ. وطوال السبعين يوماً تكون مناحة للعائلة يخرجون للشوارع وقد سودوا وجوههم.



    أية 4:

    " 4 وبعدما مضت ايام بكائه كلم يوسف بيت فرعون قائلا ان كنت قد وجدت نعمة في عيونكم فتكلموا في مسامع فرعون قائلين "

    كلم يوسف بيت فرعون= إذ لم يكن ممكناً أن يكلم فرعون وهو حزين وبلحيته التي يطلقها لأجل حزنه علي ميته (راجع اس 2:4).



    الأيات 7-9:

    " 7 فصعد يوسف ليدفن اباه وصعد معه جميع عبيد فرعون شيوخ بيته وجميع شيوخ ارض مصر 8 وكل بيت يوسف واخوته وبيت ابيه غير انهم تركوا اولادهم وغنمهم وبقرهم في ارض جاسان 9 وصعد معه مركبات وفرسان فكان الجيش كثيرا جدا "

    هو موكب صعود لا نزول. إذ حمل رمزاً لإرتفاع الكنيسة نحو أورشليم العليا، كنعان الحقيقية، لتوجد مع عريسها إلي الأبد. وضم الموكب يوسف فهو قائد الموكب الحقيقي (2كو 14:2) والمسيح هو قائد موكبنا. والموكب إنطلق من أرض مصر (أرض العبودية) رمز العالم الذي نتركه لننطلق للسماء. وهذا الموكب ضم عدداً غفيراً. فالذين يذهبون للسماء كثيرين.



    أية 10:

    " 10 فاتوا إلى بيدر اطاد الذي في عبر الاردن وناحوا هناك نوحا عظيما وشديدا جدا وصنع لابيه مناحة سبعة ايام "

    بيدر أطاد= أطاد هو نوع من الشوك والشوك يشير للألام التي وجدها يعقوب في حياته، بل وألام كل البشر. فالشوك كان نتيجة للخطية. وناحوا نوحاً عظيماً= فالنوح هنا إشارة لنوح الجنس البشري علي أثار الخطية وأصعبها الموت لذلك بكي المسيح علي قبر لعازر.



    أية 11:

    " 11 فلما راى اهل البلاد الكنعانيون المناحة في بيدر اطاد قالوا هذه مناحة ثقيلة للمصريين لذلك دعي اسمه ابل مصرايم الذي في عبر الاردن "

    أبل مصرايم= أي مناحة مصر. وعلينا أن نبكي خطايانا في هذا العالم.



    أية 13:

    " 13 حمله بنوه إلى ارض كنعان ودفنوه في مغارة حقل المكفيلة التي اشتراها ابراهيم مع الحقل ملك قبر من عفرون الحثي امام ممرا "

    لم نسمع أنهم عملوا مناحة في كنعان فهي رمز للسماء حيث يمسح الله كل دمعة من عيوننا رؤ 4:21.



    الأيات 14-21:

    “14 ثم رجع يوسف إلى مصر هو واخوته وجميع الذين صعدوا معه لدفن ابيه بعدما دفن اباه 15 ولما راى اخوة يوسف ان اباهم قد مات قالوا لعل يوسف يضطهدنا ويرد علينا جميع الشر الذي صنعنا به 16 فاوصوا إلى يوسف قائلين ابوك اوصى قبل موته قائلا 17 هكذا تقولون ليوسف اه اصفح عن ذنب اخوتك وخطيتهم فانهم صنعوا بك شرا فالان اصفح عن ذنب عبيد اله ابيك فبكى يوسف حين كلموه 18 واتى اخوته ايضا ووقعوا امامه وقالوا ها نحن عبيدك 19 فقال لهم يوسف لا تخافوا لانه هل انا مكان الله 20 انتم قصدتم لي شرا اما الله فقصد به خيرا لكي يفعل كما اليوم ليحيي شعبا كثيرا 21 فالان لا تخافوا انا اعولكم واولادكم فعزاهم وطيب قلوبهم “

    عظيم هو يوسف في محبته وغفرانه. نحن لم نجد في حياة يوسف رؤي ولا ملائكة… لكننا نجده مثالا حياً للمحبة وطاعة الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وخوف إخوته ناشئ عن خطاياهم فالمحبة تطرح الخوف إلي خارج. ولم يحتمل قلب يوسف المحب تذلل إخوته فبكي وقال هل أنا مكان الله: أي لأنتقم. ولعل رجوع إخوة يوسف له أخيراً إشارة لرجوع اليهود للمسيح في آخر الأيام.

    أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً= الله هو ضابط الكل الذي يخرج من الجافي حلاوة. أنا أعولكم. وفي 24:- الله سيفتقدكم. والمعني أن الله يعولهم بإستخدام يوسف كأداة



    أية 24:

    “24 وقال يوسف لاخوته انا اموت ولكن الله سيفتقدكم ويصعدكم من هذه الارض إلى الارض التي حلف لإبراهيم وإسحق ويعقوب “

    الله سيفتقدكم ويصعدكم= قالها غالباً بالإيمان والثقة في مواعيد الله عب 22:11.



    أية 26:

    “26 ثم مات يوسف وهو ابن مئة وعشر سنين فحنطوه ووضع في تابوت في مصر “

    بدأ سفر التكوين بخلقة الحياة وإنتهي بالموت والدفن وهذه هي نتيجة الخطية. والأن صار الشعب في عبودية في أرض مصر مشتاقين للخلاص وهذا ما سنراه في سفر الخروج.

    ملحوظة1: لم نسمع عن خيمة ولا مذبح مع يوسف فهو يمثل حياة المجد وليس حياة الغربة حياة المجد بعد الألام.

    ملحوظة 2: هنا نسمع عن التحنيط ومعناه في مفهوم المصريين أن هناك حياة أخرى بعد الموت. وكون الكتاب المقدس ينهى سفر التكوين بالإشارة إلى التحنيط فهو بهذا يشير ضمنياً إلى أن هناك قيامة بعد الموت.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
     
    تفسير سفر التكوين
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتدي طماف ايرينى :: الكتـــــــــاب المقدس :: دراسه الكتاب المقدس-
    انتقل الى: