منتدي طماف ايرينى
اهلا بكم في منتدي طماف ايريني ونتمني لكم اوقات مباركة
ومنتظرين مشاركاتكم
منتدي طماف ايرينى
اهلا بكم في منتدي طماف ايريني ونتمني لكم اوقات مباركة
ومنتظرين مشاركاتكم
منتدي طماف ايرينى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيــــلدخول
   1 فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم (2مل16:6). 2  الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط (ام1:15).  3 يارب تجعل لنا سلاما لانك كل اعمالنا صنعتها لنا (اش12:26).  4طوبى للذى ينظرالى المسكين فى يوم الشر ينجيه الرب (مز1:41).  5 لانه لا يزل من قلبه ولا يحزن بنى انسان (مز33:31 .  6 واما التقوى مع القناعه فهى تجاره عظيمه (اتى6:6)  7 ليصل المسيح بالايمان فى قلوبكم (اف17:3).  8 فان جاع عدوك فاطعمه وان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه (رو20:12)   9لانك انت رجائى يا سيدى الرب متكلى منذ صباى (مز5:71).  10 مخافه الرب ادب حكمه وقبل الكرامه التواضع (ام33:15)  11 الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج (مز5:126).  12 لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا رديّة ولا شجرة رديّة ان تصنع اثمارا جيدة .  13 كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار .  14 فاذا من ثمارهم تعرفونهم  15 ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات .  16 طريق الكسلان كسياج من شوك وطريق المستقيمين منهج (ام19:15).  17 لان الرب راض عن شعبه يجمل الودعاء بالخلاص (مز4:149)  18 اما رحمه الرب فالى الدهر والابد على خائفيه وعدله على بنى البنين (مز17:103).  19ان سالتم شيئا باسمى فانى افعله (يو14:14) .  20 افرحوا وتهللوا لآن اجركم عظيم فى السموات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم (مت12,11:5) .  21 ويل للحكماء فى عين انفسهم والفهماء عند ذواتهم (اش21:5).  22 فقال لا تخف لان الذين معنا اكثر من الذين معهم (2مل16:6).  23 الق علي الرب همك فهو يعولك    
مواضيع مماثلة

     

      تفسير سفر التكوين

    اذهب الى الأسفل 
    انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
    كاتب الموضوعرسالة
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالأحد 10 يوليو 2011, 5:14 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح الاول
    آية 1 "في البدء خلق الله السماوات والأرض "



    في البدء:

    هى كلمة تشير لمعنيان:

    1. تشير للوقت الذي بدأ الله فيه خلقة الأشياء، أي حينما بدأت تدور عقارب ساعة الزمان فالله أزلى أبدى، غير زمنى. ولكن الخليقة زمنية تقاس بالزمن فحينما بدأت الخليقة بدأ معها الزمان. وكلمة في البدء تعنى الحركة الأولى للخلقة وبداية الزمن.

    2. نضع أمامنا هذه الآيات " أنا من البدء..." (يو25:Cool

    "به كان كل شئ…" (يو3:1)

    "في البدء كان الكلمة" (يو1:1)

    "بكر كل خليقة…" (كو 15:1)

    "هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل" (كو 17:1)

    "الذى كان من البدء…" (1يو1:1 + 1يو2: 14،13)

    "الذى هو البداءة..." (كو 18:1)

    لذلك رأى كثير من الآباء أن فى البدء = في المسيح يسوع ويكون المعنى أن في المسيح يسوع خلق الله السموات والأرض. أو في كلمة الله خلق الله…



    خلق:

    هذا يثبت أن الله هو الذي خلق العالم. وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني في مصر وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن إلههم الواحد هو خالق السموات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات (الملائكة أو الشمس أو النار…) وهي تعنى أن العالم مخلوق وليس أزلى وهذا ثابت علمياً الآن:-

    1. قانون إضمحلال الطاقة : فالشمس تزداد فيها البقع المظلمة حسب قانون.

    2. العناصر المشعة: تفقد إشعاعيتها مع الوقت ثم تتحول إلى رصاص.

    3. إستمرار تغير الكون.

    فلو كان العالم أزلى لكانت الشمس قد إنتهت والعناصر المشعة كلها تحولت لرصاص ولأخذ العالم شكل ثابت لا يتغير.

    وكلمة خلق بالعبرية كما بالعربية برأ ومنها خالق = بارى وخليقة = برية وهي تعنى إيجاد الشئ من العدم. والله خلق من عدم كل شيء في اليوم الأول ثم بدأ عبر الأيام الستة يستعمل ما خلقه في أن يصنع كل شيء مما خلقه من العدم والكلمة جاءت هنا بصيغة المفرد.



    الله:

    جاء بصيغة الجمع فكأنه يقول " في البدء خلق الالهة السموات والأرض وبالعبرية فالمفرد آل أو آلوه والمعنى الواجب التعظيم والخشوع والإحترام.والجمع بالعبرية آلوهيم. وهذا يشير للثالوث الأقدس الذي خلق :-

    الآب : يريد وهو الذات الذي يلد الإبن وينبثق منه الروح القدس.

    الإبن : هو في البدء الذي يصنع كل شيء ويُكَون كل شئ.

    الروح القدس : كان يرف على المياه ليبعث حياة (اية 2).



    السموات:

    يشير بولس الرسول أنه أختطف للسماء الثالثة. والسموات الثلاث:-

    1. الأولى: سماء العصافير ويوجد بها طبقة الهواء.

    2. الثانية: سماء الكواكب. وكلا السماء الأولى والثانية سموات مادية.

    3. الثالثة: السماء الروحية التي يستعلن فيها مجد الله وفيها مساكن الملائكة وفيها عرش الله وميراث القديسين حيث يسكنون مع الله.

    وكلمة سماء عموماً تشير لكل ما سما وعلا. والسماء الأولى والثانية الماديتان هما اللذان سيزولان مع الأرض لتوجد سماء جديدة وأرض جديدة وبالطبع فلن تزول السماء الثالثة الروحية. ولكن لماذا صمت الكتاب عن خلقة السماوات:-

    1. الكلام في الكتاب موجه للبشر وهم لن يفهموا ما هو خاص بالسموات. وهذا ماعناه المسيح في كلامه مع نيقوديموس (يو 12:3).

    2. بولس نفسه لم يستطع أن يصف ما في السماء فقال "ما لم تره عين ولم تسمع به أذن" لأن لغة السماء مختلفة تماماً عن لغة البشر على الأرض.

    والله خلق السماء قبل أن يخلق الأرض:

    1. ذكرت السماء قبل الأرض في هذه الآية.

    2. راجع أي 1:38-7 فالملائكة كواكب الصبح رنموا حين خلقت الأرض.

    3. وكلمة السموات هنا تشير لخلقة الملائكة ثم الكواكب في مساراتها.



    الأرض:

    كلمة أرض هنا تشير أنها كانت في حالة جنينية. والكلمة المستخدمة هنا تشمل أول حرف وأخر حرف في العبرية (ما يناظر الألف والياء) وهذا ما دعا العلماء لأن يقولوا أن الكلمة هنا تعنى أن الله خلق كل المواد أولاً والتي سوف يستخدمها في الأيام الستة في خلقة العالم.

    وعبارة "فى البدء خلق السموات والأرض" تحتمل معنيين:

    1. هي عبارة موجزة تعلن أن الله خلق السموات والأرض وباقى الإصحاح يشرح التفاصيل.

    2. أن هذه العبارة تشير لأن الله خلق المواد الأولية في صورة غير كاملة ثم تأتى باقى آيات الإصحاح لتشرح كيف إستخدم الله هذه المواد الأولية (المشار لها هنا بكلمة الأرض) ليصنع منها أرضنا الجميلة. وهذا الرأى هو الأرجح. وتصبح كلمة الأرض هنا بمعنى المواد الأولية التي سيصنع الله منها الأرض.



    أية 2 "وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه"

    و كانت الأرض خربة وخالية:

    الأرض هنا هو كل ما ينتمى للمادة. وهو ما يسمى الهيولى وهي المادة الأولية اللامتشكلة المفروض أنها سبقت الشكل الحالى للكون وبالإنجليزية CHAOS. وكلمة خربة وخالية بالعبرية توهو وبوهو وبالإنجليزية Without form & void أى مشوشة عديمة الشكل ومقفرة. لا تصلح للحياة فارغة من كل جمال، يكسوها الظلام. والترجمة السبعينية ترجمتها "غير منظورة وغير كاملة".

    وعلى وجه الغمر ظلمة:

    الغمر فى العبرية تشير لمعنى العمق والتشويش. وكلمة غمر مستخدمة لأن المياه كانت تغمر كل شيء بعمق. والظلمة نشأت من أن حرارة الأرض الشديدة جداً في بدايتها جعلت المياه تتبخر وتكون ضباب وأبخرة منعت النور عن وجه الأرض.

    و روح الله يرف على وجه المياه:

    كلمة روح وكلمة ريح هي كلمة واحدة في العبرية واليونانية ومن عادات اللغة اليهودية أنهم إذا قالوا روح الله فمعناها ريح عظيمة وإذا قالوا رئيس من الله تك 6:23 إذا هو رئيس عظيم، وقول راحيل مصارعات الله قد صارعت أي مصارعات عظيمة، سبات الرب وقع عليهم أي سبات عظيم. وهكذا فهم اليهود الآية أن هناك ريح عظيمة هي نفخة الرب لإعلان بدء الخليقة (مز 6:33 + أي 13:26). وهكذا كان تشبيه المسيح يو 8:3 ونحن المسيحيين نفهم هذه الآية على أن الروح القدس هو الذي كان يرف على المياه ليعطى حياة وليكون عالم جميل. وما يربط كلا المعنيين ما حدث يوم الخمسين يوم حل الروح القدس على الكنيسة فصار صوت كما من هبوب ريح عاصفة (أع 2:2).

    وتعبير يرف إستخدم في تث 11:32 + أش 5:31 + مت 37:23 والمعنى المقصود بالكلمة يحتضن. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكأن الروح يشبه طائراً يحتضن بيضاً ليهبه حياة خلال دفئه الذاتى.ولا يزال الروح القدس يحل على مياه المعمودية ليقدسها فيقيم من الإنسان الذى أفسدته الخطية وجعلت منه أرضاً خربة وخاوية، سموات جديدة وأرضاً جديدة.

    ويقول العلامة ترتليان لقد أنجبت المياه الأولى حياة، فلا يتعجب أحد إن كانت المياه في المعمودية أيضاً تقدر أن تهب حياة. والروح القدس هكذا يحتضننا ويريد أن يعمل فينا ليصيرنا نوراً للعالم، يعمل فينا نحن المادة التي بلا جمال ولا قداسة ليخلق فينا ما هو حسن ومقدس. (راجع أيضاً حزقيال 37).



    الآيات 3-5: "وقال الله ليكن نور فكان نور ورآى الله النور أنه حسن وفصل الله بين النور والظلمة ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلاً وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً "



    اليوم الأول

    هناك رأيين بخصوص الأيام الستة

    أولاً: أنها أيام حقيقية كل منها 24 ساعة وأصحاب هذا الرأى يقولون الله قادر على كل شئ.

    ثانياً: أنها حقبات زمنية لا نعرف مقدارها فقد تطول لتصبح آلاف الملايين من السنين وهذا هو الأرجح للأسباب الآتية:

    1. الأيام ليست أيام شمسية فالشمس لم تكن قد خلقت في اليوم الأول وحتى اليوم الثالث.

    2. اليوم السابع بدأ ولم ينتهى حتى الآن. حقاً إن يوماً عند الرب كألف سنة 2 بط 8:3.

    3. فى تك 4:2 "يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات" هنا أدمجت الستة أيام في يوم. فكلمة يوم هنا لا تعنى بالقطع اليوم المعروف الآن بـ 24 ساعة.

    4. وحتى الآن ففي القطبين اليوم ليس 24 ساعة.

    5. الكتاب المقدس يستخدم كلمة اليوم بمعانى مختلفة بمفهوم أوسع من اليوم الزمنى:-

    ‌أ. يقصد به الأزل… أنت إبنى أنا اليوم ولدتك مز 7:2 + عب 5:1.

    ‌ب. يقصد الكتاب بقوله عن الله "القديم الأيام" دا 9:7 أنه أزلى.

    ‌ج. يقصد به الأبدية... "يوم الرب" أع 20:2.



    ولماذا كان يقول كان مساء وكان صباح؟

    (ولاحظ أنه قبل خلقة الشمس لم يكن هناك مساء وصباح بالمعنى المفهوم الآن).

    1. تعبير مساء وصباح هو تعبير يهودى عن اليوم الكامل. فاليوم يبدأ من العشية ثم الصباح. وهكذا نفعل نحن الآن في الكنيسة فيوم الأربعاء مثلاً يبدأ من غروب الثلاثاء وينتهى بنهاية صباح الأربعاء ثم يبدأ يوم الخميس من غروب الأربعاء وهكذا.

    2. المساء هو ما قبل خروج العمل للنور والصباح هو ما بعد خروج العمل.

    3. في اليوم الأول خلق الله النور فكان بعد خلق النور صباح هذا اليوم وما قبل خلقة النور مساء اليوم الأول.

    4. في اليوم السابع إستراح الله، والله إستراح بعد الفداء الذي صنعه المسيح وكان ما قبل مجئ المسيح شمس البر هو مساء اليوم السابع وما بعد المسيح صباح هذا اليوم.

    5. كان اليهود يسمون المساء "عرب" من غروب في العربية والكلمة في العبرية تعنى مزيج أو خليط والمقصود به إختلاط النور مع العتمة. وكانوا يسمون الصباح "بقر" أي شق أو إنفجر لأن النور هنا شق جلباب الظلام. ولسبق الظلمة على النهار بدأوا اليوم بالمساء.

    6. اليوم الثامن هو الأبدية بعد القيامة العامة حيث النور الدائم وحيث تستمر حياتنا للأبد في هذا النور ولكن حياتنا بدأت في مساء هذا العالم وستكمل في صباح الأبدية. وهناك يفصل الله بين النور (أبناء النور) والظلمة (أتباع إبليس سلطان الظلمة).



    خلقة النور:


    هناك نظرية تسمي نظرية السديم. والسديم هو كتلة غازية هائلة الحجم ذات كثافة متخلخلة. وغازاتها ذات حركة دوامية. وهي تحتوى على كل مقومات الطاقة والمادة. ومادة السديم خفيفة جداً في حالة تخلخل كامل ولكنها أي ذرات هذا السديم تتحرك بإستمرار من الوضع المتباعد حول نقطة للجاذبية في مركز السديم وبإستمرار الحركة ينكمش السديم فتزداد كثافته تدريجياً نحو المركز وبالتالى يزداد تصادم الذرات المكونة له بسرعات عظيمة وهذا يؤدى لرفع حرارة السديم. وبإستمرار إرتفاع الحرارة يصبح الإشعاع الصادر من السديم إشعاعاً مرئياً فتبدأ الأنوار في الظهور لأول مرة ولكنها أنوار ضئيلة خافتة، فسفورية. وهذا يفسر ظهور النور في اليوم الأول وخلقة الشمس في اليوم الرابع، ففي اليوم الأول لم تكن الشمس قد أخذت صورتها الحالية، بل أخذت هذه الصورة في اليوم الرابع. وفي السموات الآن أعداداً هائلة من هذه السدم. " قد يكون أول مصدر للنور الشمس ذاتها في حالتها السديمية الأولى أو أي سدم سمائية أخرى.



    وهذا السديم كثير الإنفجار والإنكماش. ونتيجة لهذا الإنكماش نشأ فراغات متخلخلة وحركة الغازات الدوامية سببت تمزيقاً أدى إلى تكوين ما يشبه الأذرع الخارجة عن جزئها المركزى وبزيادة التخلخل إنفصلت هذه الأذرع متكاثفة بعيداً عن الجزء الأم.

    وكان أن الأجزاء المنفصلة كونت الكواكب المعتمة ولكن بفعل الحركة ظلت هذه الكواكب دائرة في فلك الجزء المركزي.

    وبإستمرار الإقتراب بين الذرات وإستمرار تصادمها أدى هذا لإرتفاع كبير في درجة الحرارة وأدى لتفاعلات نووية (كما هي حالة الشمس الآن). وهكذا كانت كل الكواكب مثل الشمس لكن مع الأيام بردت الكواكب مثل الأرض قبل الشمس لصغر حجمها بالمقارنة مع الشمس وبعد أيام كثيرة ستبرد الشمس أيضاً وتتحول لكوكب مظلم. وكانت دورة الكواكب (الأرض/المريخ… إلخ) أسرع من الشمس فهى وصلت للسخونة والبرودة أسرع من الشمس لصغر حجمها بالمقارنة مع الشمس.

    تفسير أباء الكنيسة لظهور النور قبل خلقة الشمس

    علل توما الإكوينى (1225-1274) نور اليوم الأول بأنه نور الشمس التي لم تكن قد اتخذت هيأتها قبل اليوم الرابع للخليقة وفسره ذهبي الفم (344-407) بأنه كان نور الشمس التي كانت في اليوم الأول عارية من الصورة وتصورت في اليوم الرابع.



    بدء ظهور النور على الأرض

    كانت الأرض محاطة بغيوم كثيفة تحجز النور عنها وعندما بدأ ينقشع هذا الضباب بدأ النور يظهر. وكان هناك مناطق بها غيوم كثيفة حجزت النور أما المناطق التي انقشع عنها الضباب فصارت منيرة. هذا هو أول معنى لفصل النور عن الظلمة. وأيضاً بدأ ظهور النور حينما تكون الغبار حول الأرض الذي تنكسر عليه الأشعة فيظهر النور. هنا نقف أمام قول بولس الرسول "لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر" عب 8:3.

    والله فصل بين النور والظلمة:

    فإذا أشرق النور لا تصير هناك ظلمة. وبداءة كان هناك مناطق منيرة ومناطق مظلمة ثم عين الله الشمس لهذا بعد ذلك فبشروقها يكون نور وبغروبها يكون ظلام وهذا ناشئ عن دوران الأرض والشمس. وروحيا فصل الله بين الملائكة الذين اختاروا النور والشيطان الذي اختار الظلمة، وصار سلطان الظلمة (لو22 : 53) وطرد الشيطان من السماء وبقى الملائكة.

    والله كانت أول أعماله خلقة النور لنرى نحن أعماله فنسبحه كما تسبحه ملائكته. والنور هو بكر خلائق الله. والمسيح البكر كان هو نور العالم. والعكس هو الشيطان سلطان الظلمة الذي أعماله تكون ليلاً حيث يسرق وينهب أما الله فأعماله في النور فكلها حب وعطاء وكلها حسن وجميل.

    وقال الله:

    المسيح هو كلمة الله وقوته ويده، به صنع كل شيء (مز 9:33) وكلمة قال هنا لا تعنى أن الله تكلم ليسمعه أحد بل هو أراد فنفذ كلمته (الأقنوم الثانى) إرادته. فالمسيح كلمة الله به كان النور فهو النور الحقيقى. راجع كو1: 16،17

    ورأي الله النور أنه حسن:

    لم يقل هذا عن الظلمة. فالله لم يخلق ظلمة، بل أن الظلمة ناشئة عن غياب النور، هي حرمان من النور، بل بظهور النور إنفضحت الظلمة وعرفت. لكن الظلمة جعلها الله نتيجة لدوران الأرض، والإنسان المتعب من العمل نهاراً يحتاج إلى الليل لينام ويعطى جسده راحة أما في الأبدية فلا تعب ولا حاجة للظلمة أبداً. وكون أن الله يجد الشئ حسن فهذا ليس راجعاً فقط لشكله وجماله بل لأنه كاملاً ونافعاً ومناسباً. وكان أن الله خلق كل شيء حسن ولكن الإنسان بفساده أفسد إستخدام الخليقة الصالحة. وبعد أن جاء المسيح ليجدد طبيعتنا الساقطة وكأنه يخلقها من جديد لا نعود نرى في العالم شيئاً شريراً.

    ودعا الله النور نهاراً والظلمة دعاها ليلاً:

    هنا الله يعلم الإنسان أن يدعو الأشياء بأسمائها ويميزها حتي لا يسقطوا تحت الويل النبوى " ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً أش 20:5" فالله فصل بين النور والظلمة لكى نقبل النور كأبناء للنور ونرفض الظلمة فلا نسقط تحت ليل الجهالة المهلك. وفصل النور عن الظلمة يشير لفصل الملائكة عن الشياطين بعد سقوطهم فصاروا ظلمة، وفصل القديسين في السماء وهم في أحضان إبراهيم عن الأشرار في الجحيم مثل الغنى وبينهما هوة عظيمة.

    وكان أول أعمال الله هو النور ورأت الملائكة فمجدته أي 7:38. وهكذا في بداية الخليقة الجديدة حينما قام المسيح من القبر المقدس إنطلق منه نور مازال ينطلق حتي اليوم في بعض الأوقات لأن الرب أشرق علينا بنوره الالهي. وهكذا في المعمودية ننعم بالنور الإلهى، نور قيامته عاملاً فينا، كأول عمل إلهى في حياتنا. ولذلك نسمى المعمودية "سر الإستنارة" فنوهب روح التمييز بين النور والظلمة "أف 8:5"



    الآيات 6-8: "وقال الله ليكن جلد في وسط المياه وليكن فاصلاً بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد وكان كذلك. ودعا الله الجلد سماء وكان مساء وكان صباح يوماً ثانياً "



    اليوم الثانى



    الجلد:

    الكلمة العبرية هي "رقيع" وتعنى أي شيء مبسوط وممتد (أش 22:40).

    وتشير الكلمة لغطاء ممتد أو خيمة مبسوطة. والكلمة اللاتينية Firmamentum والإنجليزية Firmament وتعنى دعامة أو أساس ثابت (ربما من نفس مصدر كلمة Firm أى ثابت ومتين).

    والقديس باسيليوس فسر كلمة جلد بأن الهواء هو جسم له صلابة (أى كثافة وشدة) فيستطيع أن يحمل السحاب فوقه. إذن الجلد هو الجو المحيط بالأرض. ونرى هنا أن موسى لم يأخذ بالرأى القديم أن الهواء هو فراغ وعدم فموسى لا يردد ما يسمعه من الناس بل من الروح القدس. والجلد إذن هو سماء الطيور، وليس سماء الكواكب. وطريقة تحقيق ذلك كانت بأن الأرض كانت في غليان مستمر وبخار فكانت محاطة بغلاف بخارى كثيف. وفي الفترة بين اليوم الأول والثانى أي الحقبة الأولى والثانية أخذت درجة الحرارة تهبط، وبالتالى هدأ البخار وبدأ الجو يصير صحواً. أما تسمية الجلد سماء فذلك من قبيل إطلاق الكلمة على ما هو سام ومرتفع.



    كيف تكون الجلد

    كان جو الأرض مدفوناً تحت سطحها. وتشمل خاماته الأولية والمواد الطيارة الحبيسة في البلورات أو الداخلة في تركيب الجزيئات الثقيلة في الأيام الأولي لتكوينها… وكل هذه الخامات تحررت من البراكين مع الرماد والحمم وتحررت من الينابيع والنافورات مع مائها وأملاحها وغازاتها… وهكذا تكون جو الأرض بعد أن هدأت الغيوم وخرجت الغازات.



    المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد:

    هنا قدم المياه التي تحت لأنها الأصل والمنشأ لما فوق وهذا الجلد يفصل ما بين المياه التي من فوق أي السحب، والمياه التي من أسفل أي البحار وقد حمل هذا مفهوماً روحياً. فحينما يستنير الإنسان (بعمل نور المعمودية – اليوم الأول) عليه أن يحمل داخله الجلد الذي يفصل بين مياه ومياه فيتقبل مياه الروح القدس العلوية واهبة الحياة (يو 14:4) ويسمو فوق المياه التي هي أسفل، مياه البحر المالحة التي من يشرب منها يعطش أكثر. وإذ يرتبط المؤمن بالمياه العليا التي هي فوق في السماوات يصير سماوياً، ويطلب الأمور المرتفعة العلوية، فلا يكون له فكر أرضى بل سماوى (كو1:3) ونلاحظ أنه لم يقل هنا أنه حسن. ولعل هذا راجع أن السماء لم تكن قد اكتملت زينتها بالكواكب والنجوم أو لأن عمل اليوم الثاني والثالث كان متصل حيث إجتمعت المياه معاً في اليوم الثالث ولما تم العمل قال إنه حسن في اليوم الثالث. وهناك رأى يقول أن اليهود كانوا ينظرون إلى الهواء كمسكن للشياطينحين طردهم الله من السماء. وأكد بولس الرسول هذا المعنى وأطلق على الشيطان رئيس سلطان الهواء (أف2:2) فهو يثير الهواء، والهواء بدوره يثير البحر (والبحر يرمز للعالم) وهكذا أثار الشيطان الجميع على السيد المسيح فصلبوه. وراجع (مت14 : 24) .وبهذا المفهوم لم يقل هنا أنه حسن فالجلد مسكن الشيطان. لذلك فحين علق المسيح على الصليب حاربهم في عرينهم. ولذلك قال بولس الرسول " سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء 1تس 17:4" فإن كانت الشياطين تقطن الهواء، فالرب قد غلبهم في عرينهم وسيحملنا في ذات الموضع كأبناء الميراث عوضاً أن كنا أبناء المعصية. والهواء يشير لخروج النفس من الجسد خلال الموت لتنطلق في الهواء. وبعد أن كانت النفس قبل المسيح تنطلق من الجسد فتجد الشياطين تحاصرها فى الهواء، أصبحت تقابل الرب في الهواء.



    الأيات 9-13: "وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر اليابسة وكان كذلك. ودعا الله اليابسة أرضاً ومجتمع المياه دعاه بحاراً ورأى الله ذلك أنه حسن. وقال الله لتنبت الأرض عشباً وبقلاً يبزر بزراً وشجراً ذا ثمر يعمل ثمراً كجنسه بزره فيه على لأارض وكان كذلك. فأخرجت الأرض عشباً وبقلاً يبزر بزراً كجنسه وشجراً يعمل ثمراً بزره فيه كجنسه ورأى الله ذلك أنه حسن. وكان مساء وكان صباح يوماً ثالثاً ".



    اليوم الثالث

    أية 9: "وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر وكان كذلك "

    حين بردت الأرض ظهرت القشرة الأرضية وحين بردت أكثر أدى هذا إلي تقلص القشرة الأرضية وتشققها فنشأت المجارى العميقة ومنها المحيطات والبحار والأنهار وكل مجتمع البحار متصل بعضه ببعض، أما البحار المعزولة الآن فجاءت نتيجة عوامل طبيعية مختلفة. ونلاحظ أن ¾ مساحة الأرض عبارة عن مياه لتكون كمية البخر كافية لتكوين سحاب كافى ليروى الأرض ويرطب جوها.

    أية 11: "ودعا الله اليابسة أرضاً ومجتمع المياه دعاه بحاراً ورأى الله ذلك أنه حسن "

    نجد هنا خلقة النبات ولم يخلق الله النبات إلا بعد أن خلق مستلزمات نموه من أرض وحرارة معقولة وأنوار. وخلقة النباتات لازمة في هذه الحقبة قبل خلقة الحيوان والإنسان، فجو الأرض الأن مشبع بغازات كربونية والنبات يمتص هذه الغازات ويخرج بدلاً منها أكسوجين فيتنقى جو الأرض. وحين يخلق الله الحيوان يجد النبات غذاء له ويجد أيضاً الجو نقى فيستطيع الحياة.

    وموسى قد رتب بالوحى الإلهى ترتيب ظهور الحياة النباتية (عشب فبقل فشجر) والعشب مثل الطحالب والحشائش القصيرة والبقل يشمل نباتات الحبوب (قمح/ ذرة/ فول……) والنباتات حتى تنمو في اليوم الثالث قبل شمس اليوم الرابع فلهذا إحتمالات:

    1. الله قادر أن ينبت النبات دون شمس فهو خالق الكل.

    2. ربما استفادت النباتات من حرارة الأرض الذاتية ومن الأنوار السديمية أو من الشمس ذاتها قبل أن تأخذ صورتها الحالية أو دورتها الحالية بينها وبين الأرض.

    3. ان يكون الله إكتفى بالحشائش لتنقية الجو وأعطى للأرض إمكانية الإنبات في هذا اليوم ثم أنبتت الأرض البقول والأشجار في أيام لاحقة. ونجد في (تك8:2) أن الرب الاله غرس جنة ليسكن فيها آدم فربما تكون في هذه المرحلة أن النباتات بدأت تأخذ شكلها المعروف. وأما نباتات اليوم الثالث فكانت شيء خاص لتنقية الجو.


    St-Takla.org Image: Grass, from St-Takla.org's Ethiopia journey photos, 2008

    صورة في موقع الأنبا تكلا: أعشاب، من صور رحلة موقع الأنبا تكلا للحبشة 2008

    الترتيب الذي أعلنه موسى للخليقة وهو أعشاب/ بقل/ شجر/ حيوانات مائية/ طيور/ حيوانات أرضية/ إنسان، يتفق مع الترتيب الذي تضعه علوم الحياة الحديثة.

    ولاحظ أن اليوم الثالث هو الذي ظهرت فيه الأرض المثمرة بعد أن كانت مدفونة لمدة يومين تحت الماء. واليوم الثالث هو يوم قيامة المسيح.

    والأرض تشير للإنسان (خرج الزارع ليزرع… وبعض البذور وقعت على أرض صالحة فأعطت ثمراً). وكون الأرض غارقة تحت مياه البحر فهذا يشير لغرق الإنسان وموته في خطايا وشهوات العالم. وتوبة الإنسان تجعله يقوم مع المسيح فيكون له ثمر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالأرض الصالحة طالما كانت مدفونة فلا فائدة منها (الأرض هنا تشير لحياتنا أو لوزناتنا) (مت 8:13 + 25:25) راجع تك 27:27. إذن في إنبات الأرض علامة على قيامة الجسد، فكما تخرج الأرض حياة بأمر الرب، هكذا بأمره يرد الحياة لجسدنا المائت. وهذا بأن نخرج من مياه المعمودية كخليقة جديدة لنا حياة جديدة هى المسيح (رو6 + فى1 : 21) فنثمر بالروح القدس (غل5 : 22 ، 23).



    الآيات 14-19: "وقال الله لتكن انوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين. وتكون أنواراً في جلد السماء لتنير على الأرض وكان كذلك. فعمل الله النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل والنجوم. وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض. ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة ورأى الله ذلك أنه حسن. وكان مساء وكان صباح يوماً رابعاً"



    اليوم الرابع

    آية 14: "وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين "



    أنوار

    هنا بالعبرية مأوروت وتعنى حوامل نور أو نيرات والمقصود بها الشمس والقمر والنجوم أما كلمة نور في الإصحاح الأول فهى بالعبرية أور ومقصود بها مجرد إشعاع أو ضياء قد يكون سببه أنوار السدم أو أي مصدر كهرومغناطيسى أو كيميائى أو أنه نور الشمس السديم الأم التي ستشكل الشمس فيما بعد.



    جلد السماء:

    هذا غير جلد الأرض (أية 6) الذي يفصل بين مياه ومياه. فجلد السماء هو الذي يحمل الكواكب.

    حتى اليوم الرابع كان نور الشمس أو الشمس ذاتها في حالة هيولية ولم تأخذ الشمس صورتها بعد. وكان هذا اليوم هو يوم ترتيب العالم الشمسى وفيه توالى الليل والنهار، كما هو معروف إلى يومنا هذا. وأخذ الفلك شكله المعروف. وهل يمكن أن ننسب حفظ الكواكب في مداراتها بهذا الإعجاز للصدفة!! حقا فالسموات تحدث بمجد الله. وهناك تأمل روحى فإن الشمس تشير للمسيح، شمس البر الذي قدمه الآب لنا ليحول ظلمتنا إلى نور. والقمر يشير للكنيسة التي لا تضئ من نفسها بل ينير عليها المسيح فتضئ والكواكب هم القديسون سواء علي الأرض أو في السماء كل له موضعه في الفلك ويضئ.



    تكون لآيات:

    فالشمس لها موعدها تشرق فيه كل صباح وهي تشرق وتغرب بحسب قانون معروف وحين يكسر هذا القانون فيكون بطريقة معجزية أو آية وهذا حدث 3 مرات:

    1. يوم صلب المسيح حدثت ظلمة علي الأرض ولم يكن وقت كسوف.

    2. بصلاة يشوع توقفت الشمس ليكمل حربه ضد عدوه يش 12:10.

    3. رجوع الظل على المزولة كعلامة لتأكيد شفاء حزقيا الملك 2 مل 11:20.



    وأوقات:

    الكلمة في العبرية تشمل الأعياد والمناسبات التي أمر الله بها أش 13:66 وقد حدد الناس مواسم الزراعة وهجرة الطيور بحسب الوقت الذي يحدده مكان الشمس وفصول السنة ومواسمها (ربيع/ شتاء…) كل هذا راجع للشمس.



    وأيام وسنين:

    هناك تقويم شمسى وتقويم مبنى على دورة القمر وتقويم مبنى على الكواكب (الشعرى اليمانية) وهم بالترتيب السنة الميلادية ثم السنة العربية ثم السنة القبطية.

    آية 16 :"فعمل الله النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار والنور الأصغر لحكم الليل والنجوم "

    النورين العظيمين:

    أى الشمس تنير صباحاً والقمر ينير ليلاً.



    الآيات 20-23: "وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء. فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذى جناح كجنسه ورأى الله ذلك أنه حسن. وباركها الله قائلاً أثمرى وأكثرى وأملائى المياه في البحار وليكثر الطير على الارض. وكان مساء وكان صباح يوماً خامساً "



    اليوم الخامس

    آية 20: "وقال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء "

    لتفض المياه:

    كل سمكة تضع آلاف من البيض فيفيض الماء سمك. وهناك كائنات مجهرية منها ألاف مؤلفة في نقطة ماء واحدة. وكما خرج من الماء أحياء مائية هكذا تلد مياه المعمودية كائنات حية حسب النعمة. وأخذت السمكة رمزاً للمسيحية فكلمة سمكة بالقبطية "إخثيس" خمسة حروف كل حرف منها يبدأ كلمة من الجملة "يسوع المسيح إبن الله مخلصنا" ولأن السمك يعيش في الماء ولا يموت هكذا فالمسيحى يحيا في العالم ولا يموت روحياً.

    زحافات:

    ترجمت في الإنجليزية حيتان ولكن أصل الكلمة العبرى يشير لكل الأسماك الضخمة.

    آية 21: " فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذى جناح كجنسه ورأى الله ذلك أنه حسن "

    كأجناسها:

    كل حيوان وكل طير بل كل نبات يخرج ويلد كجنسه ولا برهان على نشوء جنس جديد من يوم خلق الله هذه الأجناس كلها.

    آية 22: "وباركها الله قائلاً أثمرى وأكثرى وأملائى المياه في البحار وليكثر الطير على الارض "

    وباركها:

    أى أعطاها الله قوة للتوالد والإثمار.



    الآيات 24-31: "وقال الله لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها بهائم ودبابات ووحوش أرض كأجناسها وكان كذلك. فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها والبهائم كأجناسها وجميع دبابات الأرض كأجناسها ورأى الله ذلك أنه حسن. وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض. فخلق الله لإانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم. وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب. وقال الله أنى قدأاعطيتكم كل بقل يبزر بزراً على وجه كل الأرض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزراً لكم يكون طعاماً. ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية أعطيت كل عشب أخضر طعاماً وكان كذلك. ورأى الله كل ما عمله فإذاً هو حسن جداً وكان مساء وكان صباح يوماً سادساً "



    اليوم السادس

    في اليوم الخامس كانت خلقة المخلوقات المائية والطيور التي تطير في الهواء: جلد السماء

    وفي اليوم السادس خلق الله الحيوانات التي تعيش على الأرض وخلق الإنسان الذي يعيش على الأرض وقد خلقهم الله بعد أن هيأ كل شيء لإمكانية حياتهم.

    بهائم:

    الحيوانات المستأنسة التي يستخدمها الإنسان.

    دبابات:

    التى تدب على الأرض (حيات/ سحالى/ ديدان) أو ماله أرجل قصيرة كالفأر.

    وحوش:

    هى الوحوش المفترسة ويرى بعض القديسين أن هذه الوحوش لم تحمل روح الشراسة إلا بعد سقوط الإنسان. فالديناصورات كانت من آكلات الحشائش. فكما أخرجت الأرض شوكاً وحسكاً هكذا إنعكست طبيعة العصيان على بعض الحيوانات فصارت شرسة ومفترسة. وهذا تفسير لأن الأرض صارت ملعونة بسبب آدم. والعكس فبركة برسوم العريان هدأت الثعبان.

    أية 26: "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض "

    أخيراً توج الله خليقته الأرضية بخلق الإنسان ولم يخلقه أول المخلوقات لسببين:-

    1. حتى لا يظن الإنسان نفسه شريكاً لله في الخلق فيتضع أي 4:38.

    2. الله خلقه بعد أن أعد له كل شيء ليعيش في جنة غرسها الله له. بعد خلق المسكن خلق الساكن. والله لم يخلق الإنسان كخليقة وسط مخلوقات بلا حصر وإنما نلاحظ فرقين أساسيين

    1) نعمل الإنسان:

    لم يقل الله كالعادة ليكن إنسان فكان إنسان. هذا التعبير المستخدم قد يشير للمشورة الثالوثية لخلقة الإنسان أو يشير لإهتمام الله العجيب بالإنسان الذي قال عنه "لذاتى مع بنى آدم" (أم 31:Cool وقد يشير أن الإنسان خلق على شكل ثالوث فهو كائن عاقل حى. "يلذ للثالوث الأقدس أن يعمل معاً بسرور من أجل هذا الكائن المحبوب

    عموماً فخلقة الأنسان هي عمل الثالوث القدوس. الآب يريد والإبن يخلق والروح يعطى حياة. لذلك ففي الخلقة الجديدة بالمعمودية ظهر الثالوث القدوس (عيد الظهور الإلهى) فالإبن في الماء والروح القدس على هيئة حمامة والآب يقول "هذا هو إبنى الحبيب الذي به سررت" إعلاناً عن فرحة الآب بعودة البشر إلى حضنه في إبنه الوحيد بتقديس الروح القدس.

    2) علي صورتنا كشبهنا:

    لاحظ أن الله لم يقل على صورنا فالله ثالوث في واحد. والله وضع صورته فينا علامة ملكه لنا كما يضع الملك صورته على العملات النقدية. والإنسان هو أقرب خليقة الله لصورة الله مع الإحتفاظ بالفارق الضخم بين الله والإنسان. ونحن صورة الله ليس بحسب الجسد لكن بحسب الروح، فالجسد مأخوذ من تراب الأرض، أما الروح فهى نسمة حياة نفخها الله في أنف الإنسان (تك2: 7). ولأننا كبشر لسنا مثل الله أضاف بقوله كشبهنا. ولكن لم تقال هذه الكلمة عن المسيح فهو صورة الله وهو بهاء مجده ورسم جوهره (عب 3:1). وهو الذي قال "من رآنى فقد رآى الآب" لذلك لم يقال أن المسيح يشبه الله فهو الله نفسه. ونحن نشبه الله في الآتى:

    1. الإنسان له طبيعة ثالوثية مثل الله فالله كائن عاقل حى وهكذا الإنسان مع الفارق فالله أزلى واجب الوجود هو الخالق، والإنسان مخلوق أعطاه الله حياة من محبته (هذا من ناحية الذات). والله بعقله خلق كل شيء والإنسان بعقله بالكاد يفهم شيء مما خلقه الله (هذا من ناحية العقل) والله بروحه يعطى حياة والإنسان بروحه يحيا هو ولكن لا يعطى حياة (هذا من ناحية الروح).

    2. الإنسان يشبه الله في صفاته

    ‌أ. الحرية والإختيار: الله وضع أمامه شجرة معرفة الخير والشر وشجرة الحياة وخيره بينهما.ومعنى كشبهنا أن حرية الله مطلقة بينما حرية الإنسان محدودة.

    ‌ب. القداسة: راجع أف 24:4. وكشبهنا تعنى أن الله قدوس قداسة مطلقة بينما الإنسان يسعى ليكون قديساً.

    ‌ج. الحكمة والمنطق: وهذا لم يوجد في أي خليقة آخرى. وكشبهنا تعنى أن حكمة الله لا نهائية بينما الإنسان حكمته محدودة.

    ‌د. سلطان: فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء… تك 26:1 لكن سلطان الإنسان كان محدوداً (فليس له سلطان علي الكواكب مثلاً….) فهو ليس إلهاً.وهذا معنى كشبهنا.

    ‌ه. المعرفة: آدم أعطى أسماء للحيوانات (تك 19:2) بعد أن أفهمه الله صفاتها.

    ‌و. المحبة: محبة الله لا نهائية لكن محبة الإنسان مهما كانت فمحدودة.وهذا معنى كشبهنا.

    ‌ز. الخلود: راجع رو 12:5 فالله خلق الإنسان ليحيا للأبد ليس ليموت وأما الموت فدخل كعقوبة مؤقتة. ولكن الله ازلي والانسان له بداية بمولده.

    ح. لا محدودية الله : الله غير محدود، والإنسان محدود. لكن لأن الإنسان على صورة الله فلن يشبعه سوى الله غير المحدود، أما العالم المحدود فلن يشبع أحد، وهذا ما جربه سليمان الملك وقال أن العالم باطل وفسرها بأنه قبض الريح أي مهما امتلكت فأنت لم تمتلك شيئا (راجع سفر الجامعة). وهذا ما جربه سليمان فالمال زاد أيامه جدا لكنه رفع الضرائب على الشعب وأتعب شعبه، وأكثر من نسائه ولم يشبع من زيادة هذا أو ذاك. فالله وحده هو الذى يشبع الإنسان (يرجى مراجعة مقدمة الإصحاح السادس من إنجيل يوحنا لترى معنى الشبع الكامل). لن يشبع الإنسان سوى الله، وهذا ما نتذوق عربونه هنا ويكمل فى السماء حيث نفهم تماما قول بولس الرسول " لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله " (أف3 : 19) .

    ولاحظ انه لم يقل على صورتنا ومثالنا، فنحن نعم على صورة الله في الصفات التي ذكرناها ولكن نحن نشبهه. فصفات الله مطلقة، أما صفاتنا فنسبية فالله حر حرية مطلقة أما الإنسان فله حرية داخل دائرة معينة لا يتعداها كلاعب الكرة الذي إذا أتته الكرة هو حر أن يعطيها لأي لاعب أخر ولكن ليس حراً ان يضرب أي لاعب مثلاً. وفي القداسة، فقداسة الله مطلقة فهو المتسامي والمرتفع عن الأرضيات والخطايا أما الإنسان فهو الساعي نحو القداسة. ومن ناحية السلطان فسلطان الله مطلق أما سلطان الإنسان فمحدود.وهذا معنى كشبهنا.

    فالإنسان صار ممثل لله يحمل صورته وهو كشبهه فصار له سلطان علي كل المخلوقات هو يحكم ويسيطر بإسم الله علي كل الخليقة. ولكن بعد الخطية فقد الإنسان هذه الصورة وهذا الشبه ففقد سلطانه علي الحيوانات…. وغيرها ولكن نسمع أن قديسين كان لهم هذا السلطان علي الحيوانات لما عادت لهم هذه الصورة (الأنبا برسوم العريان).

    الله خلق الإنسان علي صورته ليقبل خالقه صديقاً له، يتجاوب معه لا علي مستوي المذلة والضعف وإنما علي مستوي الحرية والحب والصداقة. وليكون وارثاً لله مع المسيح وشريكا معه في المجد الأبدي يجري وراءه ليضمه إليه لا ليحطمه وجود الله لا يقوم علي اهدار حياة الإنسان وكرامته، وإنما نزل الله إلينا لكي يرفعنا إليه، صار إنسان ليصير الإنسان إله.

    الذين هم علي صورة الله الأن لهم سلطان علي شهواتهم. راجع غل 19:4، ايو 2:3.

    أية 27: "فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا وانثى خلقهم "

    ذكراً وأنثي خلقهم:

    حواء لم تكن قد خلقت حتي الأن. ولاحظ أنه لم يقل خلقهما. وهذا بإعتبار ما سيكون فحواء كانت في آدم والأولاد كانوا في آدم. وهكذا الكنيسة في المسيح. فكلمة خلقهم هنا تشير للجنس البشري كله. وتشير لبركة سر الزواج وللوحدة التي خلق الله العالم بها فالكل من واحد (آدم) وكان يجب ان تسود المحبة لكن الخطية دمَرت صورة الوحدة. لهذا أتي المسيح ليعيد صورة الوحدة (يو 21:17). والكنيسة واحد مع المسيح فهي جسده.

    آية 28: "وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملاوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض "

    باركهم:

    هنا هي بركة روحية وبركة جسدية للزواج ليزيد عددهم ويملأوا الأرض لذلك كل من يفكر في أن سقطة آدم هي أنه عاشر زوجته حواء يكون خاطئاً فهل تخرج بركة من خطية. والله قال لهم أثمروا قبل أن يسقطا. إذا علاقة الزوج بزوجته عطية وليس خطية. ولكن قبل السقوط كان الإنجاب يتحقق لا كثمرة للشهوة وإنما كجزء من مجد الزواج الذي أسسه الله. لقد خلق الله آدم وحواء لينجبا حتي لو لم يسقطا في العصيان. ولكن الشهوة أتت كثمرة من ثمار الخطية والعصيان.

    آية 29، 30:

    " 29 وقال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما 30 و لكل حيوان الارض وكل طير السماء وكل دبابة على الارض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاما وكان كذلك "

    الإنسان خلق كنباتي لا يأكل اللحوم. والله أعطي له تصريح بأكل اللحوم بعد الطوفان، فالانسان بخطيته فسدت طبيعته وصارت وحشية ، وانظر كيف كان الرومان يسلون انفسهم بمنظر الدماء الانسانية والوحوش تفترس البشر، وللان فهناك من يأكل لحوم البشر. وهذه الطبيعة الوحشية للبشر انعكست علي بعض الحيوانات. وحتي لا يفترس البشر بعضهم البعض سمح الله بعد نوح باكل اللحم الحيواني.



    أية 31: "وراى الله كل ما عمله فاذا هو حسن جدا وكان مساء وكان صباح يوما سادسا "

    حسن جداً:

    فكل الخليفة قد تمت، لا بل الإنسان موضع سرور الله قد خلق.

    فخلق الله الإنسان علي صورته…. وباركهم… أملاوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا

    الإنسان كالعملة المطبوع عليها صورة ملك البلاد، والإنسان مطبوع عليه صورة الله والله محبة، لذلك قال المسيح "أحبوا أعدائكم" فمن إمتلأ قلبه محبة للكل حتي اعدائه يصير عملة قابلة للتداول في السماء (أي يدخل الملكوت فيخلص)، ومن لا يعرف المحبة يصبح خارج الملكوت (عملة براني) ايو 10:3-16 +7:4-10. ونحن نحيا في العالم لنجاهد في الصلاة والصوم…الخ لنمتلئ من الروح القدس، ومن يمتلئ من الروح يمتلئ محبة رو5:5 + غل 22:5. وفي النهاية من يغلب في جهاده ويمتلئ محبة يصبح عملة قابلة للتداول في السماء أي يخلص. وقطعاً فمن يوجد فيه صورة الملك مطبوعة فهو مِلْكْ لله " أنا لحبيبي وحبيبي لي" ونحن خلقنا علي صورة الله لنصير قادرين علي الحب والصداقة مع الله "لذاتي مع بني آدم". لقد صارت الخطية سبباً لفقدان الإتصال مع الله، فأرسل لنا الله أنبياء هم أقرب الناس له وهم قادرين أن يوصلوا للإنسان إرادة الله ومحبة الله وصداقته للإنسان، وهناك أية كانت تعبر عن إشتياق الإنسان لتجسد المسيح، فيصير الأتصال بالله مباشرة سهلاً ولتدخل النفس في علاقة الحب هذه مع المسيح " ليتك كأخ لي الراضع ثدييي أمي (تجسد) فأجدك في الخارج وأقبلك فلا يخزونني (نش 1:Cool وفي علاقة الحب هذه لذة للنفس ولذة لله.

    ومن هو علي صورة الله يباركه الله: وباركهم. والبركة هنا نوعان:

    1. أملأوا الأرض:

    كثرة عددية وهذه للحيوان(آيه 22) وللإنسان(آيه 28).

    2. تسلطوا(آية 26، 28 ).

    وهذه للإنسان فقط. فالسلطان هو بركة خاصة للإنسان فقط. ولكن لمن؟ لمن هو علي صورة الله.

    لذلك نفهم ضمناً أن من يكون علي صورة الله يكون له سلطان علي شهوته، وعلي الخطية عموماً، وكلما إبتعدنا عن صورة الله نفقد هذه البركة... وأنت تسود عليها تك 7:4.



    ولكن كيف نحصل علي صورة الله؟

    1. بالمعمودية

    2. بعمل الروح القدس الذي يجددنا يوما فيوم لنصير علي صورة الله رو 5،14:6 + غل19:4 + كو10:3.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالإثنين 11 يوليو 2011, 12:54 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح الثاني
    الإصحاح الثاني
    الإصحاح الأول نجد فيه صلة الله بالكون عموماً. أما في الإصحاح الثاني فنجد فيه صلة الله المحب بالإنسان بصفة خاصة. هو إصحاح الروابط الحلوة:

    1. نشأة الإنسان وعلاقته بالله.

    2. راحة الله هي في راحة الإنسان.

    3. علاقة الإنسان بالأرض (الله ينبت زرعاً في جنة لأجل الأنسان).

    4. الإنسان يعمل بلذة وفرح في الجنة. والله شريكاً للإنسان في العمل فنجد أن الله هو الذي غرس جنة ليحيا فيها آدم، وآدم يعمل لكي يحفظ هذه الجنة.

    5. علاقة الإنسان بالحيوان (آدم له سلطان علي كل شئ) : إعطاء الأسماء.

    6. علاقة الزواج (الله يؤسس سر الزيجة) هنا نجد علاقة المحبة التي تربط الإنسان بالإنسان.

    7. وراء كل هذا نجد الله المحب الذي خلق كل هذه الخليقة من أجل الإنسان.

    8. ولكن نجد هناك وصية لآدم حتي يكون له الحق ان يستمتع بكل هذا، ففي مقابل الحرية هناك وصية.



    أية1: "فاكملت السماوات والارض وكل جندها "

    أكملت: المعني أن بعد اليوم السادس لم يعد الله يخلق أجناساً جديدة، بل هو يخلق من نفس الأجناس التي سبق فخلقها وهو يحافظ علي خليقته وهذا معني أبي يعمل حتي الآن وأنا أعمل (يو 17:5) فهو يحفظ الخليقة حتي لا تهلك والكواكب في مداراتها.

    جندها : الجند في العبراية صبا وجمعها صباؤوت ومعناها جمهور أو جيش عرمرم والله يسمَي لذلك رب الصباؤوت أي رب الجنود. والجنود تطلق علي الملائكة وعلي شعب الله الذي علي الأرض وعلي أفلاك السماء وكواكبها (2 أي 18:18 + أش 12:45 + مز 6:33) فالأولي تشير لجيش الملائكة والثانية تشير لأجرام السماء وقوات الأرض والثالثة تشير لكل المخلوقات. ويكون المقصود من الآية أن الله خلق كل شئ حسب جنسه ونظامه وترتيبه. السموات غير المنظورة بملائكتها والسموات المنظورة بنجومها والأرض وما عليها بكل زينتها. ولكن لماذا التسمية جنود؟! فالكواكب لنظامها البديع هي كجيش منظم وهي كثيرة جداً مثل الجيش لكن كل كوكب يعرف مكانه وهو تحت رياسة تضبطه وتضبط تحركاته. فالله ضابط الكل والكنيسة سميت أنها مرهبة كجيش بألوية (أش 4:6 ).



    الأيات 2،3

    " 2 وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل 3 وبارك الله اليوم السابع وقدسه لانه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا "

    أكمل الله خليقته في اليوم السادس ورأي ذلك أنه حسن جداً والتطابق عجيب ففي اليوم السادس بل في الساعة السادسة أكمل الله فداء البشرية قائلا علي الصليب "قد أكمل" فبالصليب أعيدت خلقتنا من جديد وبالقيامة أخذنا الحياة. ومعني أن الله يستريح في اليوم السابع أي هو يفرح ويسر بالإنسان موضع حبه وحينما سقط الإنسان وفسدت طبيعته جدده الله روحياً وفتح له باب السماء، في خلال اليوم السابع (الذي بدأ بعد خلقة آدم وينتهي بمجئ المسيح الثاني)، ففي خلال اليوم السابع كان الفداء الذي به أنهي الله أعماله كلها للإنسان وإستراح الله لأنه قدم للإنسان طريق السماء. وراحة الإنسان الحقيقية أنه يكتشف أنه ليس تراباً فقط فيكون كل إهتمامه للعالم، بل هو خليقة روحية لا يستريح سوي في الله ومع الله، بل هو يقضي فترة خاطفة علي الأرض ويكمل بعد ذلك حياته الأبدية في السماء في حضن الله. وحتي يطبع الله هذه المفاهيم في الإنسان نري الله يطلب من الإنسان أن لا يعمل يوم السبت بل يخصصه لله وللعبادة. فالإنسان كجسد لابد ان يعمل وهذا هو ما طلبه الله من آدم " لكن الإنسان كروح لن يرتاح وتكون له راحة إلا في الله.

    فإستراح:

    في العبرية لا تعني الكف عن العمل بل الراحة والإستقرار والرضي لأن الله لا يكل ولا يعيا. وراجع مز 31:104 + صف 17:3 لتري ان الله يفرح ويسر بأعماله. وما يتعب الله خطايانا أش 24:43. والإنسان كان سيظل في راحة لو لم يخطئ. ولكن الخطية والموت الذي إستتبعها كانا شيئاً عابراً وبعده ستعود الراحة. لذلك يعيش الإنسان مدة حياته علي الأرض يعمل ويشقي ويتعب (رمزياً مدة عمر الإنسان 6 أيام) وبعد الستة الأيام يذهب الإنسان للفردوس حتي يرتاح. وصارت راحة الله في إتحادنا بالمسيح القائم، وراحة الإنسان في المسيح القائم، لذلك إستبدلت الكنيسة يوم السبت بيوم الأحد يوم القيامة. وصار هذا اليوم هو راحة للجسد من التعب واهتمامات العالم لترتاح الروح في علاقتها بالله. فراحة الله= راحة الذين يستريحون في الله.



    أية 4:

    " 4 هذه مبادئ السماوات والارض حين خلقت يوم عمل الرب الاله الارض والسماوات "

    هذه مبادئ:

    بالعبرية جاءت الكلمة توليدوت وترجمت بالإنجليزية Generations وبالعربية مبادئ فعمليات الخلق الجديدة تعتبر إنتاجاً للأجناس وتشبه بعمليات الولادة.

    الرب الإله:

    لأن الإصحاح الأول كان يتكلم عن علاقة الله بالعالم وأنه الخالق الجبار إستخدم لفظ إلوهيم= الإله بمعني صاحب القوة أو الكلي القدرة والقوة. ولكن في هذا الإصحاح الذي يكلمنا عن الله المحب الذي هو كل شئ للإنسان وصنع كل شئ لأجل الإنسان الذي يحبه فنجد هنا الكتاب يحدثنا عن الله بإسم يهوة إلوهيم أي الرب الإله وهذه أول مرة يستخدم الكتاب اللفظ يهوة. وإسم يهوة من الفعل العبري "هوا" أو "هيا" بمعني كان، إذا يهوه معناها الكائن. والله عرَف موسي المعني بقوله " اهية الذي أهية" : أكون الذي أكون والمعني أن الله هو الواجب الوجود بذاته ولا يعتمد علي أحد في وجوده هو أزلي وأبدي، هو الذي كان والكائن الأن وإلي الأبد. ولماذا إستخدم الكتاب هذا الأسم في هذا الأصحاح؟ لأن الله يعلن للإنسان الذي يحبه أنه هوله كل شئ، هو يعلن ذاته للمؤمنين به بالنعمة والمحبة وهو الذي فيه كل إحتياجات البشر.

    يهوة: Iam : أنا أكون… أكون كل شئ لأحبائي لذلك نري أسم الرب يأتي هنا في إصحاح حب الله لآدم. لفظ الله تشير لسيادة الله علي كل الخليفة ولكن لفظ يهوة (الرب) تشير لعلاقة الله بخاصته أي الإنسان الذي أحبه وخلق كل شئ لأجله.

    "هو حياتنا كلنا خلاصنا كلنا رجاؤنا كلنا وقيامتنا كلنا" (أوشية الإنجيل).

    واليهود لم يكونوا يستعملون إسم يهوة لخوفهم من الأسم فإستعملوا بدلا منه لفظ أدوناي أي السيد أو الرب وبالإنجليزية The Lord وباليونانية كيريوس هذا ونلاحظ أن المسيح بعد أن أنهي خدمته الجهارية علي الأرض صلب يوم الجمعة وقضي يوم السبت في القبر.

    ويري الأباء أن وصية حفظ السبت والتي تعني في العبرية "الراحة" إنما هي رمز للثبوت في المسيح بكونه راحة الأب، فيه يجد لذته من جهتنا، وراحتنا نحن إذ فيه ندخل إلي حضن الأب. وكأن السيد المسيح نفسه هو سبتنا الحقيقي. هذا هو سر إهتمام الله بحفظ وصية السبت وجعلها خطأ رئيسياً في خطة خلاص شعبه، من يكسرها يكون قد نقض العهد الإلهي وحرم نفسه من عضويته في جسد المسيح أي الكنيسة.

    الرب الأله

    نلاحظ في الإصحاح الأول قول الكتاب في البدء خلق الله…

    وفي الإصحاح الثاني تتكرر كلمة الرب الإله.

    فالله بمعني سيد، هو سيد كل الخليفة وموجدها من العدم وهو يسود علي الكل، علي كل ما خلقه.

    وفي الإصحاح الثاني، إصحاح صداقة الله بالإنسان، الذي فيه لذته "لذاتي مع بني آدم (أم 31:Cool" يقدم الله نفسه بإسم الرب الإله، فهو إله آدم أي خالقه وسيده، ولكنه أيضاً هو ربه. فما معني كلمة رب هذه؟ هي في أصلها يهوة (خر 15:3) ولكن اليهود خوفاً من إسم يهوة، صاروا لا يستعملونه، بل إستخدموا بدلاً منه كلمة الرب، وصاروا يستبدلون كل كلمة يهوة بكلمة الرب في الكتاب المقدس بدافع الخوف من الله ومن إسمه يهوة. (كما لا يذكر غالبية المصريين أسماء زوجاتهم ويقولون "الجماعة").

    فما معني كلمة يهوة؟ Iam أنا أكون… فهي من ناحية تعني أن الله هو الكائن بذاته ولم يوجده أحد. كان وكائن وسيكون للأبد. ومن ناحية أخري فهو كل شئ لنا، لذلك يصلح أن يوضع مكان النقاط في أنا أكون… أي شئ، كما نقول في أوشية الإنجيل "أنت حياتنا، خلاصنا، رجاءنا… كلنا" ونلاحظ في الكتاب أن كلمة الله يستخدمها الكتاب غالباً في حديثه عن علاقة الله بالعالم ككل، أما كلمة الرب فتستخدم مع شعب الله وخاصته.

    أمثلة: قارن تك 7:16 فوجد (هاجر) ملاك الرب مع تك 17:21 ونادي ملاك الله هاجر من السماء، فهو ملاك الرب حين أمرها أن تعود لإبراهيم، وإبراهيم هو شعب الله، وهو ملاك الله حين أمرها أن لا ترجع. وقارن تك 13:6 وقال الله لنوح "نهاية كل بشر"... هنا الله سيد الخليقة الذي يأمر بهلاكها. مع تك 1:7 وقال الرب لنوح أدخل… هنا نوح هو خاصة الرب والذي يحميه الرب من الهلاك، هو للرب والرب له.

    أية5: كل شجر البرية لم يكن بعد في الارض وكل عشب البرية لم ينبت بعد لان الرب الاله لم يكن قد امطر على الارض ولا كان انسان ليعمل الارض

    هي تكرار لليوم الثالث وهي لا تعني أن الله بدأ خلق النبات في هذا الوقت لأن الآن كانت الأرض قد إكتملت. وهذه الأية ذكرت هنا لتشير أن الله خلق النبات. لأجل آدم حبيبه ليكون له طعاماً. وهو خلق النبات من أرض كانت خربة وخالية. هذه الأية مراجعة لليوم الثالث تتمشي مع فكرة الأصحاح الثاني أن الله أعد كل شئ للإنسان.



    أية6:

    "6 ثم كان ضباب يطلع من الارض ويسقي كل وجه الارض "

    هذه الأية تشرح كيفية تكوين المطر فهو عطية الله للإنسان أيضا. والمطر أصله ماء قد تبخر من الأرض فتكون الضباب (السحاب) وتكاثف في طبقات الجو العليا حتي يمطر راجع أي 27:36.



    أية7:

    " 7 وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة حياة فصار ادم نفسا حية "

    أدم

    جسده من تراب الأرض وكلمة آدم تعني أحمر وأصل الكلمة "أدمية" أي تراب أحمر. ولكنه ليس تراب فقط بل

    نفخ الله في أنفه نسمة حياة

    هذه هي الروح فآدم من تراب ليعرف حقيقة ضعفه بدون نعمة الله، ومن نسمة الله ليعرف قيمته أمام الله، فيعطي لروحه الغلبة علي جسده وشهواته. وكلمة نفخ أي أودع الله في آدم خاصية الحياة فنسمة الحياة هذه هي الروح أي 8:32.

    تأمل: في آية 5 نري أن آدم كان لابد ان يعمل حتي يكون هناك ثمر. ولابد أيضا من بذور وهذه قد خلقها الله منذ اليوم الثالث ولابد من مطر يسقطه الله من السماء. وآدم هو من تراب الأرض فنجد آدم يشترك مع الله في العمل والله يشترك مع آدم في العمل حتي يكون هناك ثمر. وروحياً وبالرجوع لمثل السيد المسيح "الزارع والزرع" مت 2:13-23 يكون المقصود بالأرض في المثل هو الإنسان (آدم من تراب). والبذرة هي كلمة الله (البذور خلقت في اليوم الثالث والمسيح قام في اليوم الثالث) والمطر هو الروح القدس الذي يعطيه الله من السماء للإنسان. ولكن لنلاحظ أهمية عمل الإنسان بجانب نعمة الله وهذا ما تشير له كنيستنا بتعبير الجهاد والنعمة.



    أية8:

    " 8 وغرس الرب الاله جنة في عدن شرقا ووضع هناك ادم الذي جبله "

    هنا نري محبة الله وأبوته الفائقة ورعايته ومحبته للإنسان فهو يغرس جنة ليعيش فيها الإنسان. وهي شرقاً لأن موسي الآن يكتب في سيناء والجنة كانت عند نهر الفرات.

    وكلمة عدن تعني بهجة أو نعيم. هكذا خلق الله آدم ليحيا في فرح. وكل مسيحي الآن ينظر للشرق أي ينتظر المسيح شمس البر في مجيئه الثاني بفرح ويعيش علي هذا الرجاء أن ينتقل من عالم الحزن والشقاء لعالم الفرح الأبدي.



    أية 9:

    " 9 وانبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للاكل وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر "

    شهية للنظر وجيدة للأكل:

    والمسيح حلقه حلاوة وكله مشتهيات نش 16:5. فهل ننظر له لنشبع أم ننظر للعالم نشبع به.

    وشجرة الحيوة في وسط الجنة:

    تشير للمسيح الذي كل من يؤمن به تكون له الحياة الأبدية "يو15:3" وراجع أم 18:3 فالحكمة هي شجرة حياة لممسكيها والمسيح هو أقنوم الحكمة (اللوغوس) وراجع رؤ 7:2 +2:22 + يو54:6. ولا نجد في أورشليم السماوية غير شجرة حياة ولا نسمع أنه في السماء توجد شجرة معرفة خير وشر فلا يوجد هناك شر بل حياة أبدية







    المشكلة ليست في معرفة الخير والشر فالله يريدنا أن نميز بينهما ونختار الخير ونرفض الشر. ولكن المقصود هو أن من يأكل من هذه الشجرة فيعرف الخير والشر بمعني يعرف الخير حين يفقده ويعرف الشر بأن يختبره. فالمعرفة في حد ذاتها هي نعمة وبركة ولكنها إن إتجهت إلي خبرة الشر تصير علة للهلاك. هذه المعرفة هي التي تحمل العصيان في داخلها (عب 14:5) الله كان يريد لآدم ألا يختبر الشر لأنه مازال ضعيفاً.

    وشجرة الحياة كانت ضمن شجر الجنة المسموح لأدم أن يأكل منها ولوفعل لعاش للأبد والمقصود بهذا أن آدم كان معروضاً عليه أن يختار بحرية بين أن يتحد بالله فيحيا للأبد أو أن يبدأ في الإحساس بمواهبه وغناه وجماله وقوته بالإنفصال عن الله وليس من خلال وحدته مع الله. والإنفصال عن الله يساوي موتاً. وكانت هذه سقطة إبليس أنه شعر بإمكانياته حينما كان ملاكاً من طبقة الكاروبيم فإنفصل عن الله ومات وهلك. وهنا فالله يشرح لآدم لا تأكل من هذه الشجرة، شجرة الإنفصال عن الله كما فعل ذاك.



    أية 10:

    " 10 وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة ومن هناك ينقسم فيصير اربعة رؤوس "

    كما نجد نهر هنا في الجنة نجد نهر في أورشليم السماوية رؤ1:22. وقد سبق ورأينا في أورشليم السماوية شجرة حياة كما هنا في الجنة. وإذا كانت شجرة الحياة هي المسيح فالنهر إشارة للروح القدس الذي يفيض علي أرضنا فيحول قفرنا إلي حنة تفرح قلب الله (يو38:7) وإنقسام النهر إلي أربعة رؤوس فيشير إلي فيض الروح علي الكنيسة في كل مكان (رقم 4 هو رقم العمومية، أي هو لكل إنسان يريد) (مز 4:46) إذا الأنسان في علاقته بالله يصير بالروح القدس جنة عدن الجديدة. وبذلك فجنة عدن تشير للكنيسة أو للنفس البشرية التي فيها المسيح ويرويها الروح القدس وهي في فرح.



    الأيات 11-14:

    " 11 اسم الواحد فيشون وهو المحيط بجميع ارض الحويلة حيث الذهب وذهب تلك الارض جيد هناك المقل وحجر الجزع 12 واسم النهر الثاني جيحون وهو المحيط بجميع ارض كوش 13 واسم النهر الثالث حداقل وهو الجاري شرقي اشور والنهر الرابع الفرات "

    أسماء الأنهار الأربعة أو الفروع الأربعة كل منها يشير لعمل من أعمال الروح القدس مع الإنسان.

    فيشون: الجاري أو المنطلق والبعض يترجمه زيادة أو نمو. وهو يحيط بأرض الحويلة وحويلة تعني تعب ووجع. فالروح يفيض ليخلصنا من التعب، فهو المعزي.

    جيحون: منقذ أو مخلص وهو محيط بأرض كوش (أسود) أي خلاص من سلطان الظلمة.

    حداقل: هو نهر دجلة والكلمة تعني سريع وهو يجري شرق أشور. وأشور شعب مقاوم لله ولشعب الله. والمعني أن الله هو في إستجابته سريع، وعمل نعمته سريع حتي تخضع كل التحديات المقاومة لشعب الله.

    الفرات: غزير وماءه عذب. وما أحلي وأعذب إعلان الله في المحبة.

    إذا الروح القدس يفيض علي الإنسان بغزارة ويعطي له عذوبة تذوق محبة الله. ويخلصه من أتعابه ووجعه فهو المعزي ويخلصه من سلطان الظلمة فهو الذي يبكت علي الخطية وهو الذي يسندنا في حروبنا مع أعدائنا.

    حيث الذهب… هناك المقل وحجر الجزع: مرة أخري نعود لأورشليم السماوية فنجدها من ذهب رؤ18:22 وسوقها ذهب رؤ21:22 وأساساتها أحجار كريمة رؤ19:22 ولنقارن مع الجنة. فالجنة لأنها مازالت في الأرض فكان فيها ذهب وفيها حجر جزع أما في السماء فكلها ذهب وأساساتها أحجار كريمة. فأدم خلق في الجنة كإنسان ترابي لكن نفخة الروح فيه وشركته مع الله جعلت لـه حياة سماوية والذهب يرمز للسماويات أما لو إنتقل للسماء فعلاً فسيصير سماوياً بالكامل. والمقل هو نوع من الصمغ (المر الذي يسيل من أشجاره) ويصلح كدواء وبخور وقد يكون حجر كريم نادر وحجر الجزع هو من الأحجار الكريمة. وأولاد الله في نظره هم أحجار كريمة والمقل هنا يشير لعلاقته بالله وصلاته أو إتصاله الدائم بالله.

    ونلاحظ التشابه والمقارنة بين الجنة وأورشليم السماوية (أول وأخر الكتاب المقدس).

    وجغرافيا: فقوله النهر غالباً يقصد به إلتقاء نهري دجلة والفرات والأربعة فروع هم دجلة والفرات وفرعين لهما وربما يكونوا قد إندثروا. والحويلة هي القسم الشمالي الشرقي من أرض العرب وكان حويلة من أبناء كوش. وكان الذهب يوجد في الجبال التي علي شرق البحر الأسود. وأرض كوش غالباً هي أرض عيلام التي عرفت إلي زمان طويل بأسم "كاشو" كما أن سهل بابل كان يدعي "عدنو" وهناك فروع كثيرة للنهرين الكبيرين ربما يكون منهما جيحون وفيشون وربما هما فرعان مندثران. وموقع الجنة هو إما جنوب العراق أو في أرمينيا. وعموماً فهذه الأرض أرض خصبة وأرض أنهار.



    أية 15:

    " 15 واخذ الرب الاله ادم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها "

    ليعملها ويحفظها:

    هنا نجد آدم شريكاً لله في العمل فجنة عدن غرسها الله وها هو آدم يعملها ويحفظها. فالإنسان خلق ليعمل والله نفسه يعمل. أف 10:2 فالله لم يخلق الإنسان ويعطيه عقلاً وحكمة لينام ويأكل ويشرب فقط. فالله قدس العمل.



    الأيات 16 17 :

    "16 واوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا 17 واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت "

    هذه الأيات هي شرط الإستمرار في هذه الحياة والشركة الحلوة مع الله. هنا نجد الوصية والوصية هي:-

    1. إعلان حرية إرادة الإنسان فمع الحرية لابد من وصية.

    2. شرط الإستمرارية في هذا النوع من الحياة.

    ونجد هنا نتيجة عدم طاعة الوصية…موتاً تموت: فالإنسان لم يخلق ليموت بل ليحيا ولكن "أنا أختطفت لي قضية الموت… القداس الغريغوري". وهذه ليست عقوبة بقدر ما هي نتيجة يحذر الله آدم منها. أن الإنفصال عنه = موت. ومن هنا نري ان الوصية ليست حرماناً بل هي الطريق للتمتع بالفرح والقداسة مع الله. أما الموت فهو الثمرة الطبيعية للخطية. ومن محبة الله للإنسان فهو لم يلعن الإنسان بسبب الخطية بل لعن الأرض ولعن الحية.

    (كان آدم في الجنة مثل شخص ضعيف في غرفة معتمة أعطي له الطبيب وصية، أنه لو خرج منها ستقابله الميكروبات فيمرض ويموت. وخرج الشخص فأصيب بالأمراض فأعطي الله الوصايا العشر كنصائح مثلما يعطي الطبيب نصائح للمريض حتي يطيل عمره بقدر الإمكان).



    الايات 18- 21:

    " 18 وقال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره 19 وجبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فاحضرها الى ادم ليرى ماذا يدعوها وكل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها 20 فدعا ادم باسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية واما لنفسه فلم يجد معينا نظيره 21 فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه وملا مكانها لحما "

    في أية 18: نري الله يتخذ قراراً بأن يصنع لأدم معيناً نظيره، أي أن الله قد إتخذ قراراً بأن يخلق حواء من جنب آدم.

    وكان المسار الطبيعي للأيات أن تأتي أية 21 (فأوقع الرب الأله سباتاً علي آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه…الخ) بعد أية 18 مباشرة. فما الذي أدخل الأيات 20،19فيما بينهما.

    هنا نري طريقة الله في التعامل مع الإنسان، صديق الله. فالله خلق الإنسان حراً، والله لا يفرض علي الإنسان شئ رغما عن إرادته لذلك نجد الله هنا يأتي بالحيوانات ويشرح لآدم طبيعة كل حيوان وبعد أن يفهم آدم طبيعة الحيوان ويدرسه دراسة كاملة يعطيه أي يعطي للحيوان إسمه [ كما نقول في العربية (دب) لأن هذا الحيوان ضخم وثقيل الوزن، وحينما يسير يدب علي الأرض… وهكذا] وفي أثناء الشرح يكتشف آدم أن الحيوانات كلها ذكر وأنثى فيسأل الله ولماذا هم ذكر وأنثي؟ فتكون إجابة الله

    الإنثي يا آدم 1- لتكون معيناً نظيره" 2-ليتكاثروا.

    ويسأل آدم ولماذا أنا وحيد دون أنثي؟ ويقول له الله وهل تريد لك أنثي، ويقول آدم بعد أن أقنعه الله نعم أريد… هنا تحول قرار الله في آية 18 إلي طلب من آدم لله. فالله لا يفرض علي شيئاً إلا بعد أن يقنعني، ويصير هذا الشئ طلباً لي، لذلك قال أرميا. أقنعتني يارب فإقتنعت وألححت علي فغلبت أر7:20 بل أن الآية "الروح القدس يبكت علي خطية … يو 8:16 في ترجمات أخري نجدها "الروح القدس يقنع علي خطية… فالروح القدس يقنع الإنسان ويحاوره ويلح عليه أن يترك الخطية لمصلحته.

    أية 18: نري هنا أن الله يريد أن يحيا الإنسان حياة إجتماعية، فيها حب متبادل وأسرة متحابة ومجتمع متعاون (فيه الأذن والعين واليد والرجل…) وكلمة معيناً نظيره= يكشف عن مفهوم الحياة الزوجية فهي نظيره فلا يتشامخ أحدهما علي الأخر.

    الأيات 20،19: لماذا يسمي آدم الحيوانات بأسمائها:-

    هذا يعطيه شعوراً بالسيادة عليهم.

    كان يعطي الإسم بعد أن يدرس ويعرف طبيعة الحيوان وما العمل الممكن ان يقوم به أو الخدمة التي يمكن إستخدامه فيها. إذا هي نوع من الدراسة والمعرفة.

    كان في هذا تدريب من الله لآدم علي التفكير والنطق.

    حين درس الحيوانات وجدهم ذكراً وأنثي ولم يكن بينهم من هو نظيره فإشتاق أن يكون له معيناً نظيره.

    ولاحظ فإن الله أعطي أسماء للشمس والقمر والنهار والليل فهو له سلطان علي كل هذه وترك السلطان علي الحيوانات والطيور لآدم. فهو أي الله وضع بعضاً من كرامته علي آدم. وللأسف فقد الإنسان هذه الكرامة بعد سقوطه وهذا ما يسمى الموت الأدبى.



    الأيات 21-24:

    " 21 فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فاخذ واحدة من اضلاعه وملا مكانها لحما 22 وبنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امراة واحضرها الى ادم 23 فقال ادم هذه الان عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت 24 لذلك يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكونان جسدا واحدا "

    حواء صنعها الله من ضلع آدم والضلع بجانب القلب وتحت الذراع حتي يحيطها بحبه ويحميها بذراعه وهي ليست من رأسه فتنتفخ عليه ولا من قدمه فيدوسها. ولاحظ طريقة الله، فالله أخذ من آدم ضلعاً فهو حرمه من شئ، أي أحد ضلوعه ولكن ماذا أعطي له بعد ذلك… معيناً نظيره. وهكذا كل ما يحرمنا منه الله يعوضنا عنه بركات مضاعفة. ونجد في هذه القصة تشابهاً مع قصة المسيح مع كنيسته عروسه.

    آدم وحواء
    المسيح والكنيسة

    أوقع الرب سباتاً علي آدم فنام.

    فتح الله جنب آدم ليأخذ ضلعاً.

    بني الرب الإله الضلع… إمرأة.

    حواء هي جسد آدم (جسداً واحداً)

    هذه عظم من عظامي.. لحم من لحمي.

    يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراته.
    مات المسيح علي الصليب (موته كان كالنوم).

    فتح جنب المسيح بالحربة ليخرج دم وماء.

    الروح القدس يبني الكنيسة بإستحقاقات الدم.

    الكنيسة هي جسد المسيح (والمسيح هو الرأس)

    أف30:5

    المسيح ترك مجده السماوي وأمته اليهودية ليلتصق بنا.


    فحين مات المسيح علي الصليب وطعن في جنبه فخرج دم وماء فاضت أسرار الكنيسة من جنب المسيح. والمسيح ترك أباه بمعني أنه "إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلي نفسه أخذاً صورة عبد (في 6:2) وتَرْكِه أمه أي تَرْكِه مجمع اليهود الذي ولد منه حسب الجسد ليلتصق بالكنيسة التي جمعها من كل الأمم.

    وأحضرها إلي آدم: هذا تأسيس سر الزواج.



    أية 25:

    " 25 وكانا كلاهما عريانين ادم وامراته وهما لا يخجلان "

    كان كلاهما عريانين: الجو كان ليس بارداً ولا حاراً فهي جنة، بل ليس للحر ولا البرد سلطان عليهما. وعوامل الطبيعة ليس لها سلطان عليهما وفي السماء لا حر ولا برد.

    وهما لا يخجلان: في ترجمة أخري "لا يعرفان الخجل" فهما عريانين جسدياً لكن مستورين روحياً لهذا لم يجدا ما يخجلهما. لأن ما يخجل الإنسان ليس جسده بل الفساد الذي دب فيه بسبب الخطية "فمن لم يعرف الخطية لن يعرف الخجل" وهذا هو وضع الأطفال الصغار.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالثلاثاء 12 يوليو 2011, 12:56 pm

    تفسير سفر التكوين الأصحاح 3
    مقدمة من كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة

    خطية آدم وحواء هي خطية مركبة:-

    1. هي خطية عصيان ومخالفة:- فالله أنذرهم وخالفوا فهي ليست خطية بجهل.

    2. هي خطية معاشرات رديئة:- حوار مع الحية، وتستمر حواء في الحوار بينما الحية تشكك في كلام الله.

    3. هي خطية شك وعدم محبة:- الشك في صدق كلام الله. والشك أيضا في المحبة (يو 14: 21).

    4. هي خطية إنقياد:- إنقياد للشر ضد كلام الله فيها حواء إنقادت للحية وآدم لحواء.

    5. هي خطية ضعف إيمان:- حواء قبلت كلام الحية أكثر من كلام الله فالحية قالت "لن تموتا".

    6. هي خطية إستهانة وعدم خوف الله:- لأنهما قد مدا أياديهما وأكلا.

    7. هي خطية شهوة:- فالشجرة كانت شهية للنظر. أصبحت النظرة للشجرة مشبعة بشهوة.

    8. هي خطية كبرياء:- أرادا أن يصيرا مثل الله " هي نفس سقطة الشيطان" أش 14:14.

    9. هي خطية معرفة مخربة:- هي معرفة الشر وإختباره "الذي يزداد علماً يزداد غماً".

    10. هي خطية طلب المعرفة من غير الله:- كان يجب أن يكون الله هو المعلم والمرشد الوحيد.

    11. هم حفظوا الوصية عقلاً وليس عملاً.

    12. عدم القناعة:- فكان أمامهم كل شجر الجنة ولم يكتفوا به.

    وخطايا بعد السقوط هى:

    13. إعثار الآخرين:- فحواء أعطت رجلها أيضاً.

    14. عدم الإعتراف والشعور بالخطأ:- فكل يبرر موقفه بلا إقرار بالذنب وبلا إدانة للنفس.

    15. محاولة تبرير النفس وإلقاء التبعية علي الأخرين.

    16. إلقاء التبعية علي الأخرين فيه عدم محبة لهم. فآدم يرجع السبب في خطيته لله ولحواء.

    17. عدم اللياقة في الحديث:- المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني"

    18. فقدان البساطة: فدخل الخجل لحياتهما وعرفا أنهما عريانين. وصار هناك الحلال والحرام. الخير والشر، ما ينبغي وما لا ينبغي. لقد تشوه فكر الإنسان بمعرفة الشر.

    19. صارت هناك شهوة للمعرفة من طريق آخر غير الله بعد أن كان الله هو المعلم الوحيد.

    20. تغطية الخطية بأوراق التين:- القلب صار فيه فساد ولكن هي محاولة للتستر من الخارج ولا فائدة للتغطية سوي بدم المسيح.

    21. الهروب من الله:- إختباء آدم وحواء من الله (مثل من يهرب من الصلاة حين يخطئ).

    22. الجهل بالله وقدرته:- ظنا في جهلهما أنهما حين يختبئان لا يراهما الله.

    هذا الإصحاح نجد فيه خبر سقوط الإنسان وموته نتيجة ذلك فبإنسان واحد دخلت الخطية إلي العالم وبالخطية الموت… رو12:5

    وسبب السقوط أن عدو الخير حسد الإنسان فأراد أن يهبط به إلي الموت فكان أن إستخدم الحية في خداع الإنسان. وقد يكون إبليس إتخذ له شكل حية فهو يمكنه أن يتخذ شكل ملاك نور 2كو14:11. أو أن إبليس إستخدم الحية. فواضح من نفس الآية 2كو14:11 أن خدام إبليس يغيرون أشكالهم حتي يخدعوا البسطاء. وهذا يحدث في حياتنا حين يأتينا صديق ردئ ليدعونا لإرتكاب خطية معينة. إذن الحية هي إبليس وراجع رؤ 9:12. وإبليس إذن قد يستخدم خليقة الله الصالح كوسيلة لتحطيم الإنسان.



    أية 1:"

    1 وكانت الحية احيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله فقالت للمراة احقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة "

    كانت الحية أحيل:-

    الحية تدور وتلتف وتخادع وهكذا إبليس.. وماذا قالت الحية "أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة"

    قولها أحقاً: هي تريد ان تقول ان الله ظالم إذ أمر بهذا وعليكم أن لا تطيعوه وقولها من كل شجر الجنة: هذا كذب، هي دست الكذب وسط أقوال صادقة. فالله تكلم فعلاً مع آدم وحواء وأعطاهما وصية والوصية كانت أن يأكلا من كل شجر الجنة ولكن شجرة واحدة ممنوعة عنهما. ولكن الكذب هنا أنها إدعت أن الله منعهما من الأكل من كل شجر الجنة حتي تثير المرأة ضد الله. وكما قال المسيح عن الشيطان هو كذاب وأبو الكذاب وهدفه من الكذب والخداع هو هلاك البشر فهو كان قتالاً للناس منذ البدء (يو 44:Cool ولاحظ طريقة إبليس فهو يدخل كذبة صغيرة في وسط كلام صادق.

    جزء صدق + جزء خداع = خداع أكثر

    وإذا قبل الإنسان هذا الطعم ودخل في حوار مع إبليس يبدأ إبليس في زيادة الكذب فحواء كان يجب أن تصمت وألا تبادل الحية الحديث "المباحثات الغبية والسخيفة فإجتنبها 2تي 23:2" طالما هي إكتشفت أن هناك جزء من الكلام به كذب، كان عليها أن تكف ولا تسلم نفسها في أيدي من يتأمر عليها. لكنها طرحت دررها أمام الخنازير مت 6:7 فداستها الخنازير والتفتت فمزقتها. إبليس لا يقتحم حياتنا بالعنف ولكن نحن الذين نقبل أضاليله فنسمح له بالتسلل إلي أعماقنا. ونحن الذين نسلم له قيادة إرادتنا فيسيطر علي القلب والفكر والحواس وبذلك نسقط تحت عبوديته المرَة.



    آية3:

    " 3 واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تاكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا "

    "فقال الله لا تاكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا"

    قولها لا تمساه: هو زيادة في الكلام تظهر الله بمظهر المتشدد (مبالغة في الكلام)

    لئلا تموتا: هو تشكيك في قرار الله الذي قال "موتاً تموتا" بالتأكيد. إذن المرأة سايرت الحية في الإستخفاف بكلام الله والإستهانة به: هذه ثمرة معاشرة الأشرار… إذأ في مجلس المستهزئين لا نجلس. إذا بدأت المراة هنا تستجيب للخداع بأن أظهرت الله في موقف المتشدد وشككت في قراراته. لذلك فهي أعطت الفرصة للحية بأن يكون هناك المزيد من التشكيك.

    طريقة الشيطان المستمرة مع الإنسان:-

    1. تشكيك في محبة الله مدعياً أن الوصية ثقيلة: فإذا وافق الإنسان وتبرم وتذمر.

    2. يقدم إقناعات ويسهل طريق الخطية لعقل الشخص 2 كو11: 3.

    3. مخاطبة الشهوة وإثارة الحاجة إليها: ثم دفع الإنسان المستسلم للسقوط.

    4. ترك الإنسان للموت واليأس.



    الآيات4، 5:

    " 4 فقالت الحية للمراة لن تموتا 5 بل الله عالم انه يوم تاكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر "

    " لن تموتا…تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر"

    الشيطان لا يملك سوي أن يقدم وعوداً كاذبة. " لن تموتا… تنفتح أعينكما… تكونان كالله" لكن الله لا يقدم وعود بل هو الذي خلق كل شئ لأجلي وإبليس لم يعطني شئ سوي الكذب. وحتي المعرفة التي يدعي إبليس أن الإنسان سيحصل عليها هي معرفة وإختبار شريرين لا يجد الإنسان من ورائهما إلا الغم "من إزداد علماً إزداد غماً".

    ولاحظ كبرياء الإنسان الذي يريد أن يكون كالله. ورداءة فكر الإنسان أن ينظر للشيطان كمحل ثقة أكثر من الله، مع أن الله أظهر إرادته الحسنة بأعماله. مع أنه كان يليق بالإنسان أن يدرك العدو من كلامه المناقض لأقوال الله. حقا قال أغسطينوس القائد (الله) يقدم وصية للحياة والمهلك (إبليس) يقترح خدعة ليهلكنا.



    أية6:

    " 6 فرأت المراة ان الشجرة جيدة للاكل وانها بهجة للعيةن وان الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها واكلت رجلها أيضاَ معها فأكل "

    حوربت حواء بالشهوة وراجع ايو2: 15-17 وراجع يع 14:1-16

    شهوة الجسد أو البطن: كانت الشجرة جيدة للأكل في نظرها إذ رأت.

    شهوة العين: كانت الشجرة بهجة للعيون، شهية للنظر.

    تعظم معيشة وطمع: تكونان كالله.

    ونفس الخطايا حورب بهما المسيح

    شهوة البطن: قل أن تصير هذه الحجارة خبزاً "مت 3:4"

    شهوة العين: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي مت 9:4

    تعظم المعيشة: إن كنت إبن الله فإطرح نفسك لأسفل.

    وما نجح فيه المسيح فشل فيه آدم وحواء "إذ أن المسيح رد علي الشيطان بأقوال الله دون أن يحرفها، أما حواء فقد حرفت في كلام الله فسقطت"

    فأخذت من ثمرها:

    الشيطان لا يمكن له ولا سلطان له إلا أن يغوي فقط. لكن ليس له سلطان أن يضع الثمرة في فم المرأة. بل هي فعلت "أنا أختطفت لي قضية الموت"

    وأعطت رجلها: فقدت حواء رسالتها الأصلية كمعينة وصارت فخاً لرجلها ومحطمة لحياته.



    أية 7:"

    7 فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مازر "

    خاطا أوراق تين:

    إنفتحت أعينهما ورأيا أنهما عريانين هذا يعني أن الإنسان بالخطية يدرك أنه دخل إلي حالة من الفساد تظهر خلال أحاسيس الجسد وشهواته التي لا تضبط. بهذا يدخل الإنسان في معرفة جديدة، هي خبرة الشر الذي إمتزج بحياته وأفسد جسده تماماً، هو تعرف علي جسده الذي صار عنيفاً في الشر بلا ضابط. هما صارا عريانين إذ فقدا النعمة التي حفظتهما من خزي عري الجسد. وحاولا أن يستترا فلم يجدا سوي أوراق التين. وخياطة أوراق التين تشير لمجهود الإنسان الذي لا يستر فهو ليس كافياً بدون نعمة المسيح. فهما فقدا رداء الفضيلة والبراءة والمجد والفرح وصارا في عوز للكرامة بل للحكم المنطقي فهما حاولا الإختباء من الله الذي يري كل شئ بعد أن كان آدم مثال للحكمة والسلطان.

    أوراق التين أصبحت تشير للبر الذاتي، وكل مجهود لتبرير أخطائي هو ورق تين.



    أية 8:

    " 8 وسمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبا ادم وامراته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة "

    قابل الإنسان حب الله بالعصيان. وقابل الله عصيان الإنسان بالحب حتي يرجع له الإنسان.

    صوت الله: الصوت لا يمشي، لكننا نسمع هنا أن صوت الله كان ماشياً. إذا هو كلمة الله، الأبن الوحيد الجنس الذي جاء مبادراً بالحب ليقتنص الإنسان الساقط ويقيمه (عب 16:2)

    ماشياً: الكلمة العبرية تفيد أنه يمشي للمسرة، فهذا هو فرح الله أن يخلص الإنسان بإبنه.

    عند هبوب ريح النهار: كلمة ريح وكلمة روح بالعبرية هي كلمة واحدة. والمعني أن الروح القدس هو الذي يعطينا معرفة المسيح الكلمة نور العالم: ريح النهار فبنورك يارب نعاين النور ولاحظ أن الله لم ينتظر الإنسان ليأتي إليع معتذراً عن خطاياه، بل تقدم هو له بالحب يجتذبه ليعرف خطاياه ويعترف بها.



    أية 9:

    " 9 فنادى الرب الاله ادم وقال له اين انت "

    أين أنت؟

    هذه لا تعني أن الله يسأل عن مكانه بل عن حاله، فهو صار ضائعاً مفقوداً من الشركة مع الله. والله يسأل آدم ليستدرجه للإعتراف لذلك هو لم يسأل الحية فلا رحمة للشيطان لأنه لن يتوب. هنا صوت الله يبحث عن خروفه الضال هذا سؤال الله لكل خاطئ ومعناه "لماذا صرت بعيداً عني" فآدم كان يسعي قبل ذلك للقاء الله والأن يختبئ! ‍‍لو عرف كل خاطئ أين هو من الله بعد أن ترك حضنه، وأنه بإنصرافه عن الله صار في مزبلة لرجع فوراً. ومع هذا فمن محبة الله أنه يريد أن يدخل في حوار مع الإنسان، ويكشف له أن خطيته جعلته غير مستحقاً أن يكون موضع معرفة الله وأنه بالخطية صار مختفياً عن النور الإلهي " الله صار لا يعرفه معرفة الصداقة والشركة معه"



    أية 10:

    " 10 فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبات "

    يتضح أن آدم فهم سؤال الله أنه ليس سؤال عن المكان بل عن حاله "لماذا هو مختبئ" وواضح أن الخوف والخشية دخلا نتيجة الخطية، فالظلمة لاتطيق معاينة النور (1يو 17:4،18)

    وإختباء آدم من وجه الله يساوي هروب يونان من الله وكلاهما جهل فالخطية تعمي نظر العقل. والإنسان إذ طلب المعرفة خلال خبرة الشر إظلمت عيناه فإختبأ من وجه الرب وإبتعد عن معرفة الله النقية (أر 27:2). الإنسان لم يعد يستطيع أن يعاين الرب لا لأن الرب مرعب ومخيف وإنما لأن الإنسان في شره فقد صورة الله الداخلية التي تجتذبه بالحب نحو خالقه محب البشر فصار الله بالنسبة له مرعباً ودياناً للخطاة. فالعيب في الإنسان الذي فقد نقاوة طبيعته. بل إن الله من محبته تواري عن الإنسان فهو لم يعد يحتمل نور الله، وحتي لا يموت الإنسان.



    الأيات 12، 13:"

    12 فقال ادم المراة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فاكلت 13 فقال الرب الاله للمراة ما هذا الذي فعلت فقالت المراة الحية غرتني فاكلت "

    كان قصد الله أن يعترف الإنسان بخطيته ولكن هذا لم يحدث، بل برر الإنسان نفسه وألقي اللوم علي الغير. وربما يكون جواب حواء أفضل من جواب آدم إذ هي تقر بأنها خدعت وعيب أن آدم وهو رأس المرأة يختبئ وراء إمرأة كان المفروض أنها هي تمتثل به وتتعلم منه. ونلاحظ أن الله لم يدخل في حوار مع الحية (إبليس) فهو لا أمل له في الخلاص.



    الأيات 14، 15:

    " 14 فقال الرب الاله للحية لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين وترابا تاكلين كل ايام حياتك 15 واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه "

    لعنة الحية

    1. هذه اللعنة موجهة لإبليس في الحقيقة فهو الذي صار مكروها من كل الناس.

    2. واللعنة موجهة للحية كأداة أعثر بها الشيطان الآخرين. والله بهذا يشرح لنا أن عقوبة من يعثر الأخرين كبيرة. والله هنا يستخدم الحية كوسيلة شرح كما لعن المسيح التينة.

    3. الله يعاقب الحية لأنها كانت الأداة في الخطية، هكذا الجسد لأنه أداة الخطية لابد وان يعاقب مع النفس يوم الدينونة. وهذه الفكرة نجدها أيضاً في عقوبة الثور الذي ينطح إنساناً فيقتله، كان لابد من قتل الثور (خر29،28:21).

    4. هناك إحتمال بأن الحية كان لها قبل اللعنة أرجل تمشي عليها وترفع نفسها عن الأرض ولكن المهم أن الآن الحية تسعي علي بطنها وتلحس التراب أو هي تحصل علي طعامها ملوثاً به. هكذا كل إنسان يقبل أن يكون أداة للعدو الشرير يصير كالحية، يسعي علي بطنه محباً للأرضيات، ليس له أقدام ترفعه عن التراب، ولا أجنحة تنطلق به فوق الزمنيات والأرضيات الفانية. يصير محباً أن يملاً بطنه بالتراب. وإذ يملأ نفسه بالتراب يصير هو نفسه تراباً أي ماكلاً للحية. ياليت لنا أجنحة الروح القدس نرتفع بها عن الأرضيات للسماء.

    5. والشيطان بعد ان كان جميلاً قبل سقوطه صار كريهاً. وأكل التراب رمز للدناءة.

    6. صارت العداوة دائمة بين الشيطان (الحية) وبين الإنسان فالحية دائما تعض الإنسان في قدمه والإنسان يقتل الحية بضرب رأسها. ولاحظ ان الإنسان والحية كانا قد إتفقا في الشر والنتيجة كانت كراهية وقطيعة بينهما فالكراهية والقطيعة مصاحبان للخطية.



    البركة داخل اللعنة: "حولت لي العقوبة خلاصاً.. القداس الغريغوري"

    نجد داخل الكلمات التي لعن بها الله الحية بركات كثيرة للإنسان.

    1. نسل المرأة: هو المسيح إذن هي نبوءة بتجسد المسيح. ولم يقل نسل الرجل فهو ولد من العذراء بدون زرع بشر. لذلك رجع لوقا بنسب المسيح إلي آدم ليظهر أن نسله سحق رأس الحية. وكان كل القدماء من الأباء ينتظرون مسيا حتي السامرية توارثت هذا الرأي (يو4). ووجدوا في مصر صورة للإله "هاو" يسحق رأس حية.

    2. تسحق عقبه: هذه تشير لألام المسيح ومعاناته التي لحقت بطبيعته البشرية. فالشيطان أقنع اليهود بإضطهاد المسيح وصلبه وأقنع بطرس بإنكاره. وكل هذا ليعطل الخلاص.

    3. يسحق رأسك: راجع رؤ 20:16 + لو17:10-20 المسيح بصليبه سحق إبليس كو15،14:2.

    + إذن نجد في نفس الكلمات لعنة للشيطان وبركات للإنسان. وهذه تشبه نار ناحية الشعب تضئ لهم ليلاً وسحابة تجاه المصريين تضللهم (خر 20:14)

    + ولاحظ أن سحق رأس الشيطان يشير لحيله وأفكاره وخبثة.

    + نجد في هذه الآيات أول وعد بالخلاص.

    + مازالت الحية تسحق عقب كل من يقبل أن ينزل من الحياة السماوية.



    أية 16:

    " 16 وقال للمراة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك بالوجع تلدين اولادا والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك "

    تأديب المرأة

    1. يلاحظ أن أتعاب المرأة في ولادتها أكثر من أي خليقة أخري.

    2. الله وضع الزواج ليكون الرجل رأس المرأة يفيض عليها من حبه وهي تخضع له بالمحبة ولكن يبدو في هذا الكلام أنه نوع من الرياسة والخضوع حتي يقود المرأة للتواضع والتوبة.

    3. إلي رجلك يكون إشتياقك: لشعورها بالضعف المستمر وإحتياجها للحماية. ونلاحظ أن إشتياق المرأة للرجل دفعها للتغلب علي المخاوف من الولادة وأتعابها وحتي لا ترفض الزواج. وأيضا كون الرجل يسود عليها أعطي أن يكون للبيت رأس واحد.



    البركة داخل العقوبة

    1. رأينا سابقا ان العقوبة أثمرت عن وجود رأس واحد للأسرة. وإستمرارية الحياة بالنسل..

    2. إلي رجلك يكون إشتياقك: الرجل هنا يشير للمسيح والمرأة تشير للكنيسة وهي تشتاق له.

    3. .يسود عليك: بالحب وبصليبه. وهي تشتاق لمجئيه عبر العصور.

    4. أتعاب حبلك: غل 19:4. فنر هنا الكنيسة وخدامها يتألمون لكي يولد أي مؤمن، ويفرحون بعد أن يتوب هذا المؤمن، آلامهم هي جهادهم معه وصلواتهم لأجل توبته.



    الأيات 17-19:

    " 17 وقال لادم لانك سمعت لقول امراتك واكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك 18 وشوكا وحسكا تنبت لك وتاكل عشب الحقل 19 بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها لانك تراب والى تراب تعود "

    تأديب الرجل

    1. لعنة الأرض: تعني أنها لم تعد سخية في عطائها بل صارت قاسية لا تعطي إلا بالتعب.

    2. أكل الخبر بعرق الوجه يشير لأن العمل لم يعد لذة بل صار تعباً.

    3. الأرض تنبت شوكاً وحسكاً: أي عقوبتها الحريق عب 8:6. والشوك يشير لأن آدم كان يجد في عمله آلاماً توخزه. والأمراض والأحزان هي شوك وحسك.

    4. أكل عشب الحقل: كان العشب طعام الحيوانات فصار طعاماً للإنسان. وهذا ما كان مع نبوخذ نصر فرفع عينيه للسماء. فهذه العقوبة تشير لأن الله يريد أن نرفع أعيننا للسماء ونعرف أن هذه الأرض ليست مكاننا ولا فيها راحتنا، بل كلها تعب وأشواك وحسك وهي ملعونة فلا نشتاق أن نحيا فيها للأبد.

    5. إلي التراب تعود: هي عقوبة الموت. أما من أشتاق للسماء وعاش في السماويات فيسمع الصوت أنت عشت في السماويات فللسماء تعود، هذا عمل نعمة المسيح.



    بركات داخل العقوبة

    هذه اللعنة للأرض والألام والأتعاب التي يعاني منها الإنسان صارت تدفعه للإشتياق للخلاص من أتعاب هذا العالم حتي يذهب للراحة. بل الموت نفسه صار طريقاً للخلاص من هذا الجسد ومن شهواته (رو24:7) وصارت السماء شهوة (في23:1) بل العمر القصير صار بركة حتي لا يعتمد الإنسان علي طول عمره فيحيا في الخطية، بل يكون مستعداً دائماً.

    ماذا حمل المسيح عنا

    قبل المسيح عنا كل آثار الخطية، وحمل كل ما كان يجب علي آدم أن يحتمله (رو 12:5-20)

    1. اللعنة: المسيح قبل اللعنة "ملعون كل من علق علي خشبة" وصار لعنة لأجلنا (غل 13:3).

    2. التعب: المسيح صار رجل أوجاع ومختبر الحزن (أش 3:53).

    3. الشوك: هذا حمله علي رأسه.

    4. الموت: وقد تذوقه المسيح لأجلنا عب 9:2.

    5. العري: فقد علق المسيح عارياً علي الصليب.

    6. تعب الولادة: هو يتعب ليأتي بالمؤمنين " من تعب نفسه يري ويشبع أش 11:53.

    7. الخضوع: أطاع المسيح حتي الموت، موت الصليب بل خضع للناموس غل 4:4 + في 8:2

    8. العرق: هو عرق دماً في بستان جثسيماني لو 44:22.

    9. الحزن: صار رجل أحزان أش 3:53.



    أية 20:

    " 20 ودعا ادم اسم امراته حواء لانها ام كل حي "

    أم كل حي:

    كما رأينا فالله حمل أيات العقوبات بركات الخلاص وقد فهم آدم الوعود المتضمنه في هذه الكلمات. وتسمية آدم لإمراته حواء (من كلمة حياة) هي ختم تصديق علي وعود الله. كما غير الله إسم إبرام إلي إبراهيم كختم تصديق علي الوعد. هو سبق له أن سماها إمراة والأن يسميها حواء علي الرجاء في وعد الله بمخلص يأتي له بالحياة. ومن نسلها سيأتي المخلص الذي يسحق رأس الحية. فآدم فهم وإستوعب أقوال الله بأن حواء ستصير أماً للمسيح الحي الذي يعطي حياة للكل. وفي آدم نري أباً لكل البشرية وفي حواء نري أماً لكل البشرية. ولذلك من خلالهما سقطنا معهما تحت ذات التأديب حتي جاء آدم الثاني يهب الحياة للمؤمنين وصارت حواء الثانية هي الكنيسة والدة كل المسيحيين.



    أية 21:

    " 21 وصنع الرب الاله لادم وامراته اقمصة من جلد والبسهما "

    الأقمصة الجلدية جاءت من ذبائح.

    وفي الذبائح رأي آدم حيوان برئ يموت ليلبس هو وفهم أهمية الذبيحة أن هناك برئ يموت ليستتر هو. إذا الأقمصة الجلدية فيها يشرح الله طريقة الحياة، كيف تكون حواء أم كل حي وليست أماً لكل ميت. وبالذبيحة يشرح الله كيف يتحول الموت لحياة.

    ونري هنا كيف أن الله يهتم بملبسهم. وإذا وجدنا من يفتخر بملابسه نفكر في أنه يفتخر بعريه وخطيته فبدون الخطية ما كان في حاجة لملبس ولا حماية الملابس.

    ونلاحظ أن الله وآدم تقاسما الذبيحة فالله حصل علي اللحم كذبيحة محرقة وآدم حصل علي الجلد يلبسه. والمسيح قدم نفسه ذبيحة محرقة للأب وكسانا برداء بره وسترنا وستر خطايانا كذبيحة خطية.



    أية 22:

    " 22 وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر والان لعله يمد يده وياخذ من شجرة الحياة ايضا وياكل ويحيا الى الابد "

    قد صار كواحد منا: هذه قد تعتبر أسلوبا تهكمياً فهل صارت معرفة الإنسان كمعرفة الله وهذا ما كان الإنسان يأمله. فالله لقداسته يعرف الشر ويكرهه. أما الإنسان لضعفه فصار يعرف الشر ويشتهيه وهذا هو ما أورثه آدم للبشرية. وكون الإنسان صار كواحد من الثالوث فهذه تعتبر نبوة عن تجسد المسيح الأقنوم الثاني فهو الذي تجسد وصار كواحد منا.

    الإنسان لا يستطيع ان يحيا من ذاته للأبد لذلك وضع الله طريقة يحيا بها وهي شجرة الحياة. والأن بعد أن وقعت علي الإنسان عقوبة الموت كان لابد ان يحرم من شجرة الحياة ولكن داخل كل عقوبة هناك بركة. فكان يجب أن يموت آدم حتي يتخلص من جسد الخطية. وصار الموت علاجاً لأنه يضع حداً للشرور.فالله لا يريد للإنسان أن يحيا بجسد شوهته الخطية.



    اية 23:"

    23 فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي اخذ منها "

    طرد الإنسان من الجنة

    1. الله بذلك يعلن عدم رضائه عن تصرف آدم.

    2. هناك مراحم محفوظة للإنسان بعد موته.

    3. خارج الجنة سيقارن بين حاله فيها وحاله خارجها فيتوب ويشتاق لله كما حدث مع الإبن الضال.

    4. إذا قدم توبه يسمع الصوت "تكون معي في الفردوس"



    أية 24:"

    24 فطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة "

    الكاروبيم يمنع الإنسان

    لأنه صارت حالة عدم سلام بين السمائيين والأرضيين لأن الإنسان في حالة تمرد علي الله. وبنفس المفهوم كان هناك كاروبيم علي حجاب قدس الأقداس وصار الكاروبيم شاهداً علي تنفيذ العقوبة حتي جاء المسيح الراكب علي الكروب وشق حجاب الهيكل وصار الصلح بين الأرضيين والسمائيين. بل صار فرح في السماء برجوع خاطئ واحد وتوبته. بل أن الكاروبيم هذا صار شاهداً علي محبة الله الذي لايريد للإنسان أن يحيا في جسد شوهته الخطية، بل عليه أن يموت أولاً بهذا الجسد ليحصل علي الجسد الممجد بعد ذلك ويحيا للأبد في مجد. فالكاروبيم هو شاهد علي مراحم الله الذي بدمه سوف يستعيد الإنسان مجده وحياته الأبدية فالكاروبيم كانوا فوق تابوت العهد ينظران دم ذبيحة الكفارة علي غطاء تابوت العهد. والدم يعلن غفران الله للشعب حتي لا يهلك الشعب. لذلك دعي الغطاء كرسي الرحمة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالأربعاء 13 يوليو 2011, 1:09 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح الرابع

    الإصحاح الرابع
    بعد أن سقط آدم وحواء حمل نسلهما ميكروب الخطية. وظهر هذا بقوة في الجريمة الأولي التي شهدت قتل قايين لأخيه هابيل. ورأينا نتائج الخطية حسد وبغضة وقتل …ألخ.

    أية 1:
    " 1 وعرف ادم حواء امراته فحبلت وولدت قايين وقالت اقتنيت رجلا من عند الرب "
    وعرف أدم أمراته:
    هذا هو التعبير المهذب الإنجيلي للمعاشرة الزوجية. وكان آدم من المفروض ان يعاشر زوجته قبل السقوط لإنجاب بنين لكن دون شهوة.
    إقتنيت رجلاً من عند الرب: يمكن ترجمتها (إقتنيت رجلاً هو الرب) أو (بمعونة الرب) وهذا معناه أن حواء تصورت أن ابنها هو المخلص أو هي تنسب لله الخلق فهو الموجد الخالق. وهكذا علينا ان ننسب كل نجاح لله.

    أية 2:
    " 2 ثم عادت فولدت اخاه هابيل وكان هابيل راعيا للغنم وكان قايين عاملا في الارض "
    هابيل:
    معني إسمه غير ثابت أو زائل كالبخار وهذا الإسم قد تكون حواء أطلقته علي إبنها بعد أن قتله قايين أخوه فقالت أنه زال كما يزال البخار. أو تكون أسمته هذا الأسم لأنها تيقنت أن كل إنسان مصيره الزوال حسب قضاء الرب.
    ونلاحظ أن الأسماء غالباً كانت تطلق علي الإنسان ليس وهو صغيراً فالعدد كان قليل لا يحتاج لأسماء للتمييز (وهذا سوف نلاحظه في أسماء أولاد قايين).
    أو لأن حواء تصورت أن قايين هو المخلص الذي أرسله الله وكل ما سواه هو هباء "في 8:3" وكان هابيل راعياً للغنم وهكذا كان داود، وكان المسيح هو الراعي الصالح. ونلاحظ هنا ورود اسم هابيل قبل قايين.
    وكان هابيل... وكان قايين...: هنا يظهر مفهوم البكورية الروحية والجسدية فقايين هو البكر جسدياً لكنه لشره فقد البكورية فتقدم عليه هابيل (مثل رأوبين وعيسو وغيرهما).
    وهكذا كان المسيح هو بكر بين إخوة كثيرين. بكر البشرية جسدياً. وكان قايين رمزاً لآدم الأول، بكر البشرية جسدياً، وقد فقد بكوريته ليظهر هابيل الحقيقي السيد المسيح، آدم الثاني والبكر الحقيقي للبشرية.
    وقايين يرمز لجماعة اليهود الذين حملوا بكورية معرفة الله لكنهم جحدوا الإيمان بالمخلص وتلطخ مجمعهم بسفك دم البرئ، ليأتي هابيل ممثلاً لكنيسة العهد الجديد تضم أعضاء من الأمم، فتحتل البكورية الروحية وتحسب كنيسة أبكار عب 23:12 خلال إلتصاقها أو اتحادها بالرب البكر. ونلاحظ أن عمل هابيل الرعاية وهذه تشير لمن يدير ويقود طاقات جسده (الغنم) أما عمل قايين الزراعة في الأرض ربما تشير لمن وجه عنايته للزمنيات. لنأكل ونشرب لأننا غداً نموت أش 13:22 + 1كو 32:15.

    الأيات 3-5:
    " 3 وحدث من بعد ايام ان قايين قدم من اثمار الارض قربانا للرب 4 وقدم هابيل ايضا من ابكار غنمه ومن سمانها فنظر الرب الى هابيل وقربانه 5 ولكن الى قايين وقربانه لم ينظر فاغتاظ قايين جدا وسقط وجهه "
    لماذا قبل الله قربان هابيل دون قايين؟
    1. ربما أشارت عبارة وحدث بعد أيام: إلي تراخي قايين في تقدمته أو ممارستها بلا حب. وبالرجوع لسفر اللاويين نفهم أن قرباناً للرب: عطية دقيق.
    2. ربما أن قايين حين قدم لم يقدم أفخر ما عنده بل من أثمار الأرض وليس مثل هابيل الذي قدم من أبكار غنمه ومن سمانها. فهو قدم أفضل ما لديه.
    3. كانت تقدمة قايين من ثمار الأرض وهذه غير قادرة علي المصالحة بين الله والأنسان أما تقدمة هابيل فكانت ذبيحة دموية تحمل رمزاً للسيد المسيح الذبيحة الحقيقية الذي صالحنا مع الأب. وهنا نسأل كيف عرف هابيل التقدمة التي ترضي الأب؟ بالتقليد والتسليم فآدم عرف فكرة الذبيحة التي سترته وعلم أولاده.
    4. قايين قدم من ثمار الأرض والأرض ملعونة. وعموماً فالأرض تشير للجسد (راجع مثل الزارع) وثمار الجسد أو أعمال الجسد.. زني عهارة.. غل 19:5-21. وهنا ثمار جسد قايين أي نتيجة عرقه وتعبه في أرض ملعونة. وتشير لأعمال البر الذاي مثل ورق التين. بينما هابيل قدم ذبيحة ليعلن أنه خاطئ ولا سبيل للصلح مع الله سوي بوساطة ذبيحة (شخص ثالث). وهذا هو إيمان هابيل. بالإيمان قدم هابيل ذبيحة لله أفضل من قايين عب 4:11. الإيمان بالمسيح الذبيحة الحقيقية. وكل أعمال الجسد بدون المسيح لا قيمة لها وتصبح غير مقبولة.
    5. أعمال قايين كانت شريرة وأعمال هابيل بارة. عب 4:11 أيو 12:3 فالمسيح قال هابيل الصديق.
    6. وكيف عرف قايين ان تقدمة هابيل قد قبلت؟
    غالباً بنزول نار من السماء كما حدث في لا 24:10 + 1مل 38:18-40.
    وسقط وجهه: أي نكس وجهه وعبسه من الخجل والغيظ. فالخطية تفقد الإنسان سلامه وتحطمه ليعيش في غيظ. وضيق. ويسقط وجهه للتراب عوضا عن أن يرتفع للسماء.

    أية 6:
    " 6 فقال الرب لقايين لماذا اغتظت ولماذا سقط وجهك "
    الله لم يترك قايين مغتاظا منهاراً بل تقدم إليه بالحب يحدثه ويحاوره قائلاً.
    لماذا إغتظت= أي لا سبب لغيظك سوي شر فعلك. ثم يبدأ يضع له أول قانون للتوبة "إرجعوا إلي إرجع إليكم" في الآية القادمة.

    آية 7:
    " 7 ان احسنت افلا رفع وان لم تحسن فعند الباب خطية رابضة واليك اشتياقها وانت تسود عليها "
    إن احسنت أفلا رفع: إن أحسنت أفلا أرفع وجهك من جديد فلماذا تستسلم للغيط.
    إن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك إشتياقها وأنت تسود عليها= إذا لم ترجع عن طريقك الخاطئة (أي الحسد والغيظ. والحقد) فهناك خطية أعظم وهي القتل وهي رابضة عند الباب (ورابضة تستخدم مع الوحوش فكان الخطية هي وحش وهذه تشبه خصكم إبليس … كأسد) ونتيجة ضعف الإنسان صار هناك شهوة وإشتياق للخطية لكن هناك سيادة عليها. فالإنسان هو صاحب السيادة والإرادة فإن قبلها تسود هي عليه. إن تسللت الخطية للإنسان تستعبده وينحني أمامها بروح العبودية وينحدر من سئ إلي أسوأ. كأنه ينحدر علي تل ودائما الخطية الأسوأ تنتظر عند الباب. وهنا كان الحسد عند الباب وحينما دخل لداخل قلب قايين ظهر الغضب والحقد عند الباب، وحينما دخل الغضب والحقد ظهر القتل عند الباب. ولذلك فالله يحذر حتي لا يستسلم فيظهر الأسوأ.
    ونلاحظ أن كلمة خطية وكلمة ذبيحة خطية هي كلمة واحدة. ونلاحظ أيضأ ان الضمير "ها" في هذه الأية يمكن ترجمته "ـه" وبذلك تصبح الآية " عند الباب ذبيحة خطية رابضة وإليك إشتياقه وأنت تسود عليه" هذه رحمة الله والمنقذ لكل خاطىء فلا داعي لليأس حتي لو سقط في الخطية فهناك ذبيحة خطية يمكن الأستفادة منها. وقوله عند الباب يذكرنا بقول السيد المسيح "أنا واقف علي الباب أقرع…" ويذكرنا بأن الخاطئ كان يأتي بذبيحة لخطيته عند باب خيمة الإجتماع (لا 4:4). فالمسيح واقف عند باب قلبي يقرع ويدعو للتوبة وما عليَ سوي أن أقبل هذه الدعوة وأذهب للكنيسة (خيمة الإجتماع) معترفاً بالخطية فتنقل خطيتي إلي المسيح الذبيحة الحقيقية. وإذا كان قايين قد قبل أن يقدم توبة كانت قد عادت له بكوريته الروحية ورجعت له السيادة علي أخيه الأصغر ولإشتاق إليه هابيل كأخ أكبر قادر علي أن يمنحه البركة. والله صاغ العبارات بهذا الأسلوب ليمنع حسد قايين ضد هابيل. والله يعلن هنا أن قبوله لذبيحة هابيل لا يعني أن يحرم قايين من بكوريته. (وهذا المبدأ طبقه الإنجيل حين دعا المسيحيين للخضوع لرؤسائهم).

    أية 8:
    " 8 وكلم قايين هابيل اخاه وحدث اذ كانا في الحقل ان قايين قام على هابيل اخيه وقتله "
    وكلم قايين هابيل أخاه:
    بعض النسخ تزيد "لنخرج إلي الحقل" إذاً هو كلمه بمحبة زائفة ليخرج معه للحقل كما إعتادوا كل يوم، كما صنع يهوذا مع المسيح، ولكن هذه المرة كان قد أضمر شراً ليقتله. وهذه الزيادة قد تكون إضافة للشرح من أحد النساخ ونلاحظ أن خطية آدم مهما كانت بسيطة فهي قد فتحت الباب لخطايا بشعة (كراهية وقتل) هنا نجد تطبيق عملي للصراع بين الحية والإنسان، بين الروح والجسد. ونجد أن هابيل صار أول شهداء هذا الصراع وقايين أول مضطهد لشعب الله بقيادة الحية.

    الأيات 9، 10:
    " 9 فقال الرب لقايين اين هابيل اخوك فقال لا اعلم احارس انا لاخي 10 فقال ماذا فعلت صوت دم اخيك صارخ الي من الارض "
    ظن قايين أنه قتل وإستراح ولكن كان سؤال الله له يكشف الجراحات ويفضحها لأجل العلاج. وكان سؤال الله لقايين مثل سؤاله لآدم: أين هابيل أخيك ونجد الله هنا يدفعه للإعتراف والتوبة. وللأسف كان رد قايين لا أعلم، أحارس أنا لأخي رد كله تبجح علي الله وكذب فالخطايا تتصاعد من حسد إلي غضب إلي قتل إلي كذب علي الله إلي بجاحة وإستهتار في الرد علي الله. ونجد الله هنا يؤكد لقايين أنه إله هابيل الذي لا ينساه
    صوت دم هابيل صارخ إليَ من الأرض: لقد أخفي قايين جسد أخيه، لكنه لم يقدر ان يكتم صوت النفس الصارخة إلي الله، إذ يشير الدم إلي النفس، بكونه علامة الحياة ومن المعزي أن أول من مات ذهب للسماء لأنه كان قديس وبار والله يحتفظ لنفسه بالأبكار وكان موت هابيل هو إفتتاح للعالم الأخر لمن يموت. ونري هنا أن كل شهيد للحق تبقي صرخاته تدوي فوق حدود المكان والزمان (رؤ 10:6) وهذه الصرخات تطلب الإنتقام. ولكن هابيل كان رمزاً للمسيح فدم المسيح الذي سفكه إخوته اليهود (رمزهم قايين) صار أيضا يصرخ ولكن طالباً الشفاعة والغفران والكفارة لذلك هو أفضل (عب 24:12).

    الأيات 11، 12:
    " 11 فالان ملعون انت من الارض التي فتحت فاها لتقبل دم اخيك من يدك 12 متى عملت الارض لا تعود تعطيك قوتها تائها وهاربا تكون في الارض "
    ملعون أنت من الأرض…
    تفسيرها فيما بعدها متي عملت الأرض لا تعطيك قوتها فالإنسان في حالته المتدنية كخاطئ لا يفهم سوي الماديات. وهنا الله يشرح له غضبه بهذا الأسلوب أي أنه سيخسر مادياً. ورمزياً فالأرض تشير للجسد المأخوذ منها الذي صار بالخطية قفر لا يقدم ثمراً روحيا. بل تبعته النفس ففقدت سلامها الداخلي: تائهاً وهارباً تكون فالنفس التي خضعت للجسد الترابي الأرضي الذي صار قفراً تعيش فيه بلا راحة ولا سلام إنما في حالة تيه وفزع. وقوله تائهاً ربما تشير أنه في سعيه أن يجد أرضاً مثمرة لن يجد ويظل يبحث ولا يجد. وهارباً قد تكون من ضميرك وخوفك.
    وقايين أول إنسان يلعن ولعنته كانت من الأرض. فالإنسان كان له سلطاناً علي الأرض والأن بعد لعنته لم يعد له هذا السلطان ولأنه لوث الأرض صارت تضن عليه بثمرها. واللعنة جاءت من الأرض التي سال عليها دم هابيل. وإذا كان دم هابيل يرمز لدم المسيح. إذا من يستفيد من دم المسيح يكون له سبب بركة وخلاص وحياة "رائحة حياة لحياة" ومن يصر علي خطيته يكون له دم المسيح سبب لعنة وموت "رائحة موت لموت" لذلك قال بولس الرسول "فكم عقاباً أشر تظنون أنه يحسب مستحقاً من داس إبن الله…. عب 29:10 ولأن قايين صار ملعوناً صار أولاده يسمون أولاد الناس (تك 2:6) بينما أولاد شيث لهم اسم "أولاد الله"

    الآيات 13، 15:
    " 13 فقال قايين للرب ذنبي اعظم من ان يحتمل 14 انك قد طردتني اليوم عن وجه الارض ومن وجهك اختفي واكون تائها وهاربا في الارض فيكون كل من وجدني يقتلني 15 فقال له الرب لذلك كل من قتل قايين فسبعة اضعاف ينتقم منه وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده "
    هناك عدة إحتمالات لرد قايين علي الله
    1. ربما نجد هنا بداية توبة وشعور بالخطأ وإقرار بالذنب ولذلك حماه الله من الموت ليعطيه فرصة توبة ثانية، وهذا من طول أناة الله.
    2. هي حالة يأس بلا داع من رحمة الله. فالله يتحاور معه ليجذبه للتوبة.
    3. هي حالة شعور بالندم ليس كراهية في الخطية وإنما خوفاً من العقاب الأرضي.
    4. وسواء هذا أو ذاك فالله الرحوم نجده يبدأ مع قايين بالحب لعله يتوب.
    ذنبي أعظم من أن يحتمل= أعظم من أن يغفر (حالة يأس بلا داع).
    من وجهك اختفي: يختفي من خجله أو لجهله ظن أنه يمكنه الإختفاء من الله كما فعل آدم أبيه.
    كل من وجدني يقتلني: ربما ولد آدم أولاد أخرين لم يذكرهم الكتاب وظن قايين أن أيا منهم يقتله إنتقاماً لهابيل. أو هو خاف من أي حيوان أن يقتله فهو خسر سلطانه علي الخليقة أو هو خائف من لا شئ مجرد وهم (هذه الحالة مرض نفسي قد يكون الشيزوفرينيا) وهذا ما يطلق عليه كتابياً "لا سلام قال الرب للأشرار" فهو لأنه خرج من حماية الله عاش فى رعب، فمن ينشق علي الله تقف الخليقة كلها ضده.
    كل من قتل قايين فسبعة أضعاف ينتقم منه= ربما أن قايين قتل دون أن يسمع من الله أن القتل ممنوع لكن الآن فالله يسن تشريعاً بمنع القتل ومن يقتل حتي للإنتقام سينتقم منه الله انتقاماً كاملاً: سبعة أضعاف. فالنفس ملك لله وله الإنتقام. ولاحظ أن القانون المدني لم يكن قد تم وضعه. فليس من حق أحد ان يقتل دون أن يسمح الله بذلك.
    جعل الرب لقايين علامة= لكي لا يقتله كل من يجده. هذه علامة حب من الله ليقتاده للتوبة. وهذه العلامة قد تكون علامة في قايين حتي لا يقتله أحد، هي علامة يراها كل أحد فلا يقتله ليحيا تحت اللعنة وغضب الله، ويصير هو نفسه علامة علي غضب الله علي الخطية. وقد تكون علامة (مثل قوس قزح) حين يراها قايين يثق في حماية الله له من أي شر ونحن نحتمي في علامة الصليب كخطاة لنجد فيه سلاماً وأماناً ومصالحة مع الله وحياة.

    أية 16:"
    16 فخرج قايين من لدن الرب وسكن في ارض نود شرقي عدن "
    خرج قايين من لدن الرب:
    لم يستفيد من كل إعلانات حب الله بل إنفصل عنه ولم يعد يتحادث معه وإنفصل عن آدم ومذبحه ولم يعد يصلي معهم ولم تعد له مخافة الرب ولا حفظ وصاياه وشرائعه وطقوس عبادته. هنا قايين القاتل إتحد بنسل الحية رمز إبليس الذي كان قتالاً للناس منذ البدء يو 44:8. وخروج قايين من لدن الرب هو خروج النفس من حضن ربها مصدر سلامها.
    وسكن في أرض نود: نود تعني التيه أو الإضطراب. وهذا نتيجة الإنفصال عن الله وهذا ما حدث مع اليهود (رمزهم قايين) إذ صلبوا المسيح ربهم تاهو أو تشتتوا هنا وهناك.

    أية 17 :
    " 17 وعرف قايين امراته فحبلت وولدت حنوك وكان يبني مدينة فدعا اسم المدينة كاسم ابنه حنوك "
    إمراة قايين هي أخته والله سمح بهذا أولاً ليقيم نسلاً. وحنوك هو الثالث من آدم من ناحية قايين وله نفس إسم أخنوخ تقريباً السابع من آدم من جهة شيث. وزاد أولاده وأحفاده جداً فبني مدينة بإسم ابنه وهذا طبيعي أن يبني مدينة لكن روحياً.
    1. سجل أن قايين بني مدينة، أما هابيل فكعابر لم يبن شيئاً "فليس لنا هنا مدينة باقية"
    2. هو بني هذه المدينة ليحتمي من التيه الذي جلبه لنفسه ويحتمي من قرارات الله وتأديباته فهو مازال خائفاً ان يقتله أحد.

    الأيات 18 –24:
    " 18و ولد لحنوك عيراد وعيراد ولد محويائيل ومحويائيل ولد متوشائيل ومتوشائيل ولد لامك19 واتخذ لامك لنفسه امراتين اسم الواحدة عادة واسم الاخرى صلة20 فولدت عادة يابال الذي كان ابا لساكني الخيام ورعاة المواشي21 واسم اخيه يوبال الذي كان ابا لكل ضارب بالعود والمزمار22 وصلة ايضا ولدت توبال قايين الضارب كل الة من نحاس وحديد واخت توبال قايين نعمة 23 وقال لامك لامراتيه عادة وصلة اسمعا قولي يا مراتي لامك واصغيا لكلامي فاني قتلت رجلا لجرحي وفتى لشدخي24 انه ينتقم لقايين سبعة اضعاف واما للامك فسبعة وسبعين "
    عيراد: قد تعني مدينة أو جحش
    حنوك: تعني تعليم
    محويائيل: مضروب من الله
    متوشائيل: بطل الله
    لامك: قوي
    عادة:جمال أو زينة في العبرية تشير لشهوة العين. وتعني ظلام في الأشورية.
    صلة:ظل في العبرية وظلال الليل في الأشورية.
    نعمة:جمال
    يابال:جوال يجول البادية
    يوبال:موقع في آلات الطرب
    توبال:نحاس
    توبال قايين: صانع نحاس (قايين هنا بمعني صانع وليس بمعني قنية).

    توجد بعض ملاحظات علي هذه الإيات
    1. نجد هنا في هذه الأسماء والحرف "الجمال والقوة وصناعة الحديد والنحاس وكل هذا لا يوجد فيه خطية لكن لم نسمع أن أحداً من هذه العائلة كانت له علاقة بالله ولذلك فالجمال بدون أن تكون هناك علاقة مع الله يصبح شهوة ولذة وعبادة للعالم. والقوة بدون الله يصبح فيها إفتخار وإعتداد بالذات وكبرياء. العالم بدون الله يصبح فساد ونهايته العدم واللاشئ.
    2. بعض الأسماء نلاحظ فيها إسم الله ولكنه التدين الظاهري (مثل اليهود) فلم نسمع مثلاً أن هذه العائلة كانت لها مذابح أو عبادة أو خرج منها قديسين.
    3. الأسماء مرتبطة بصناعات الأشخاص لذلك يغلب الظن أن الأسماء أطلقت بعد أن يكبر الشخص ويحترف صناعة ما.
    4. لامك يعني قوي (هو شاعر بقوته والناس يعرفون عنه أنه قوي) كان له زوجتين عادة بمعني جمال أو زينة وهذه تشير لشهوة العين. فهو يظن أنه في قوته قادر ان يكون له كل ما تشتهيه عينيه. والثانية صلة بمعني ظل فهو حين إنشغل بالجمال في العالم وبقوته إنشغل عن الحقيقة (السماويات) بظلها (أي الأرضيات). ولذلك نجد في معني الأسماء بالأشورية تكميلاً للمعني أنه عاش في الظلام وظلال الليل.
    5. عيراد تعني (مدينة أو جحش)فمن يظن أنه يبني مدينة يحتمي بها من غضب الله يكون له فكر حيواني مظلم والنتيجة أنه يلد محويائيل أي مضروب من الله.
    6. لامك بإتخاذه إمراتين شابه الهراطقة الذين قسموا الكنيسة (لم تكن له حواء واحدة).
    7. توبال قايين صانع النحاس صنع سيوفاً وأعطاها لوالده لامك فإفتخر لامك بقوته وبأنه بهذه الأسلحة صار منيعاً لا يستطيع أحد أن يقتله. بل هو ينتقم لمن يلحق به أي إهانة، هو ينتقم للضرر البسيط الذي يلحقه بما هو عظيم.
    أغنية أو نشيد لامك 24،23
    هذه أول قطعة شعرية في الأدب العبري تسمي "أغنية السيف للامك" ونشتم فيها رائحة الإفتخار والإعتداد بالذات والثقة في قوة الإنسان وعنفه. ومعناها أنه أي لامك قتل رجلاً حين جرحه: قتلت رجلاً لجرحي، وفتي لشدخي: أي قتل فتي لمجرد أنه لطمه أو جرح كرامته فكلمة شدخي تعني كسر الشئ أي أذي لحق بكرامته هي غالباً تشير لإفتخار لامك بقوته وتعاظمه أمامهم. وأنه يفعل هذا في دفاعه عن نفسه لهذا يحسب بريئاً إن قتل إنسان. وإن كان الله ينتقم لقايين سبعة أضعاف ينتقم للامك سبعة وسبعين ورقم 77 هو رقم كامل يشير للإنتقام الشديد. أو أنه إذا كان من يؤذيه ينتقم منه إنتقام شديد. هذه الأغنية تمثل ما وصل إليه الإنسان من صلف وغرور وإعتداد بالذات. هذا الغرور هو إستغلال لطول أناة الله.
    وهناك تفسير آخر لهذه الأغنية. أن لامك شاخ جداً وضعف بصره وكان حفيده يقوده. وبينما هو يصطاد ضرب سهمه خطأ بعد أن أشار له حفيده علي صيد فإذا بهذا الصيد لا يكون سوي قايين الذي قتله لامك دون قصد. وإذ صرخ الحفيد معلناً قتل قايين ضرب لامك الفتي فقتله (قتل رجلاً (قايين) وفتي (الحفيد). وحين ذاك أدرك أنه لابد وسينتقم منه. لكن إعلاناً انه برئ من دم قايين فقد قتله دون قصد يقول أن الله سينتقم لقاتله (أي من يقتل لامك) 77 مرة
    لكن الأكثر واقعية هو أنه نشيد الكبرياء والغطرسة.
    هذه الأيات نري فيها مجموعة خطايا عائلة قايين
    1. زواج متعدد
    2. تفاخر بالقوة
    3. أسلحة وقوة عالمية وجبروت.
    4. إنقياد للجمال والشهوة ولذات هذا العالم.
    5. البعد الكامل عن الله والإنفصال عنه

    الأيات 25،26:
    " 25 وعرف ادم امراته ايضا فولدت ابنا ودعت اسمه شيثا قائلة لان الله قد وضع لي نسلا اخر عوضا عن هابيل لان قايين كان قد قتله 26 ولشيث ايضا ولد ابن فدعا اسمه انوش حينئذ ابتدئ ان يدعى باسم الرب "
    الله لم يترك حواء منكسرة الخاطر لخسارتها قايين وهابيل. بل وهبها شيث= عوض فهو عوض هابيل ويعني أيضا معين فالله عينه راساً لجيل مقدس. وإقامة شيث عوض هابيل تحمل معني إمتداد حياة هابيل أي قيامة المسيح الذي قيل عنه يري نسلاً تطول أيامه (أش 10:53) وهذا رايناه في زيادة أيام حزقيا الملك. وأنجب شيث أبنه أنوش ويعني إنساناً ضعيفاً هشاً ولكن الله يستخدم الأنية الضعيفة لمدحه وتسبيحه: حينئذ إبتدىء أن يدعي بإسم الرب. لذلك دعي أولاد شيث أولاد الله. في مقابل أولاد الناس (أولاد قايين).
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالخميس 14 يوليو 2011, 12:48 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح الخامس


    بالخطية دخل الموت الروحي كما الجسدي إلى حياة الإنسان، فمهما طال عمر الإنسان على الأرض لا يستطيع الهروب من الموت... لأنه "بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع" (رو 5: 12). لكن وسط هذه الصورة القاتمة وُجد أخنوخ الذي انتقل إلى الله بكونه بارًا.

    ويلاحظ في هذه السلسلة من الأنساب:

    أ. لم يذكر هابيل الذي استشهد قبل أن يكون له نسل، فإن كان ذكره على الأرض قد انتهي بعدم الإنجاب، لكن صوته لم يتوقف بعد كقول الرسول: "وإن مات يتكلم بعد" (عب 11: 4). كما تجاهل ذكر قايين وذريته الذي حكم على نفسه بنفسه بالموت وهو حيّ.

    ب. مع أن الإنسان بشر فقد شبهه لله، مع ذلك ففي بداية سلسلة الآباء يقول: "يوم خلق الله الإنسان على شبه الله عمله" [1]. فإن كان الإنسان قد تدنس بالإثم، لكن الله يترجى أن يرده مرة أخرى إلى صورته الأصلية التي خلقه عليها... ولعل غاية هذه السلسلة أن تقدم لنا في النهاية شخص المخلص الذي يقوم بهذا العمل فينعم المؤمنون بهذه العطية، أي حملهم شبه الله فيهم.

    ج. إذ يذكر ميلاد شيث يقول "وولد (آدم) ولدًا على شبهه كصورته ودعا اسمه شيثًا" [3]، أي "إنسانًا". ولعله يقصد بحمله شبه صورة أبيه وصورته، إنه حمل نفس الرجاء الذي لأبيه آدم في التمتع بالخلاص الموعود به، وليس كقايين الذي عاش بلا رجاء تائهًا في الأرض.

    د. يلاحظ أيضًا في سلسلة الآباء جاء أخنوخ من نسل شيث الذي "سار مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه" [24]، ولعله يقابل "حنوك (أخنوخ)" الله من نسل قايين، على أسمه بُنيت أول مدينة على الأرض... وكأن الله أقام نسلاً يحمل السمة السماوية عوض النسل المرتبط بالأرضيات. وبنفس الفكر نجد لامك هنا السابع من نسل شيث يلد نوحًا علامة النياح الروحي والراحة في الرب، عوض لامك السابع من نسل قايين الذي تزوج بامرأتين هما الظلمة وظل الليل كما رأينا وقد أتسم بالعنف... بمعنى آخر إن كان عدو الخير يبذل كل طاقاته لإفساد البشرية لحساب مملكته، فإن الله يقيم له شهودًا في كل جيل أحباء له ينعمون بشركة أمجاده.

    ه. من جهة أعمار هؤلاء الآباء: حاول كثير من الدارسين تقديم تفاسير مختلفة فمنهم من قال أن الأرقام في العبرية قديمًا كانت غامضة ويصعب ترجمتها، وآخرون قالوا أن الأعمار المذكورة لا يقصد بها الآباء وإنما تعني عمر عشائرهم... على أي الأحوال الكتاب المقدس ليس بالكتاب التاريخي ولا يهدف بكلماته الإلهية تسجيل تاريخ الإنسان بمفهومنا الحرفي، وإن كنا لا ننكر دقته وإمكانية الحياة الطويلة في بداية الخليقة.

    و. لعل غاية هذه السلسلة تأكيد أن الإنسان وإن طال عمره لكنه يموت، مسلمًا ابنه الوعد بالخلاص ليترقب الحياة الجديدة التي لا يغلبها الموت.

    2. أخنوخ البار:

    بين هذه السلسلة من الأنساب وُجد إنسان واحد لم تختم حياته بعبارة "ومات"، إنما قيل عنه "ولم يوجد لأن الله أخذه" [24]، هذا الذي "قبل نقله شُهد له بأنه أرضي الله" (عب 11: 5). فإن كانت الأنساب الأخرى تمثل البشرية المؤمنة التي تمتعت بالرجاء في مجيء المخلص الموعود به لينقلها من الموت إلى الحياة، فإن "أخنوخ" يمثل أعضاء الكنيسة التي لا تعاين الموت عند مجيء ربنا يسوع بل ترتفع معه على السحاب لتنعم مع بقية الأعضاء بالحياة الأبدية المجيدة (1 تس 4: 14– 17).

    لعل ما ورد عن أخنوخ هنا وسط سلسلة الآباء، تأكيد أن سرّ سعادة الإنسان ليس طول بقائه على الأرض وإنما انتقاله إلى حضرة الرب ليعيش معه وجها لوجه.

    وكأن "أخنوخ" يمثل استرداد الإنسان لحالته الأولى الفردوسية، بانطلاقه من الأرض التي فسدت إلى مقدس الله. وكما يقول يهوذا الرسول: "وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلاً: "هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليضع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجورهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها على جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار" (يه 14: 15). انتقال أخنوخ إلى الله هي نبوة عملية عن الحياة الأبدية وشهادة ضد الأشرار ودينونتهم العتيدة، بجانب نبوته النطقية التي تسلمتها الكنيسة اليهودية خلال التقليد الشفوي وسجلها الرسول يهوذا.

    أخنوخ يمثل القلب الذي يتحد مع الذي ويصير موضع سروره ورضاه في المسيح يسوع الابن المحبوب، فلا يمكن للموت (الروحي) أن يجد له فيه موضعًا، بل يكون في حالة انطلاق مستمر نحو الأبدية، لا يقدر العدو أن يمسك به أو يقتنصه.

    لم نعرف عن حياة أخنوخ شيئًا سوي هذه العبارة "وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه" [24]، إذ لم يذكر لنا الكتاب شيئًا عن تصرفاته أو مثلاً لمعاملاته، لكنه بحياته الخفية سحب قلوب الكثيرين عبر الأجيال نحو التوبة والحياة مع الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). يقول أبن سيراخ: "نُقل أخنوخ كمثال للتوبة لجميع الأجيال" (44: 16). ورأى فيه القديس أمبروسيوس صورة للحياة الرسولية التي لا يهزمها الموت إذ يقول: [حقًا لم يعرف الرسل الموت كما قيل لهم: "الحق الحق أقول لكم إن كثيرين من القيام ههنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان قادمًا في ملكوته" (راجع مت 16: 28). فمن ليس بداخله شيء يموت (يحيا أبديًا)، هذا الذي ليس فيه من مصر (رمزيًا) أي نعل أو رباط، إنما خلع عنه هذا كله قبل تركه خدمة الجسد. ليس أخنوخ وحده هو الحيّ ولا وحده أُخذ إلى فوق، إنما بولس أيضًا ارتفع ليلتقي بالمسيح[158]].

    بنفس الفكر يرى القديس كبريانوس مثلاً حيًا للمنتقلين إلى الرب سريعًا إذ تركوا عنهم محبة الزمنيات: [إنك تكون (كأخنوخ) قد أرضيت الله إن تأهلت للانتقال من عدوى العالم. لقد علّم الروح القدس سليمان أن الذين يرضون الله يؤخذون مبكرين ويتحررون سريعًا لئلا بتأخيرهم في هذه العالم يتدنسون بوبائه. وكما قيل: "خطفه لئلا يغير الشر عقله، إنه كان مرضيًا لله فأحبه وكان يعيش بين الخطاة فنقله" (حك 4: 10، 11). وفي المزامير تسرع النفس المكرمة لإلهها نحوه قائلة: "ما أحلى مساكنك يارب الجنود، تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب" (مز 84: 1)[159]].

    ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن "أخنوخ" فاق هابيل في إيمانه، إذ يقول: [فاق هذا الرجل هابيل في إيمانه. ربما تسأل كيف؟ لأنه بالرغم من مجيئه بعده فإن ما أصاب هابيل كان كافيًا بصده عن سعيه... ومع هذا لم يدخل أخنوخ إلى اللامبالاة، ولا قال في نفسه: ما الحاجة إذن إلى التعب؟![160]]. كان أخنوخ عظيمًا في إيمانه، فمع عدم رؤيته أمثلة حية يحتذي بها، ومع سماعه ما حدث مع هابيل عاش مع الله يسلك بالبر فاستحق أن يأخذه الله.

    3. متوشالح:

    "متوشالح" اسم سامي معناه "رجل السلاح"، ابن أخنوخ، مات في سنة الطوفان وكان عمره 969 عامًا، أطول عمر ذكر في الكتاب المقدس... لكنه وإن طال عمره فقد انتهى بالموت. وكما يقول القديس چيروم: [حتى إن عشنا تسعمائة سنة أو أكثر كما كان الناس قبل الطوفان، ولو وُهب لنا أيام متوشالح لكن هذه الفسحة من الزمن الطويل عندما تعبر وتنتهي تُحسب كلا شيء. فإن عاش الإنسان عشرة سنوات أو ألفًا من السنين، عندما تنتهي الحياة ويتحقق الموت المحتوم يُحسب الماضي – طال أو قصر – واحدًا، غير أن الذي عاش مدة أطول يُثقل بخطايا أكثر يحملها معه[161]].

    4. نوح:

    خلال نسب الآباء أعلن الوحي ميلاد "نوح" بكونه علامة "النياح" أو "الراحة" التي يتمتع بها العالم بتجديده بمياه الطوفان... الأمر الذي يعرضه الكتاب في الأصحاحات التالية بشيء من التفصيل. وقد جاء نسل نوح: "سام وحام ويافث" [32] كرؤوس لكل شعوب الأمم بعد الطوفان.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالجمعة 15 يوليو 2011, 11:38 am

    تفسير الاصحاح السادس من سفر التكوين


    تكوين - الأصحاح السادس
    فلك نوح
    احتلت قصة الطوفان مركزا رئيسيا فى تاريخ الخلاص وتجديد العالم بالماء ، إذ أعلن الله :
    " نهاية كل بشر قد أتت قدامى " ، لا ليبيد الإنسان وإنما ليجدد العالم ، فيحول كارثة الطوفان إلى خير أعظم للبشرية التى ألقت بنفسها فى الهلاك الأبدى ، هكذا جاء الطوفان فى الخارج يكشف عن طوفان الخطية المدمر للنفس فى الداخل .
    ( 1 ) أبناء الله وبنات الناس :
    " وحدث لما أبتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات ، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات ، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروه " ( ع 1 ، 2 ) .
    حذرنا الرسول بولس بقوله : " لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين ، لأنه أية خلطة للبر والإثم ؟! وأية شركة للنور مع الظلمة ؟! وأى اتفاق للمسيح مع بليعال ؟! " [ 2 كو 6 : 14 ، 15 ] .
    جاء تعبير " أبناء الله " فى الترجمة السبعينية " الملائكة " ؛ وقد انحرف البعض فى التفسير الحرفى لهذا الموضوع بأن الملائكة نزلوا من السماء وتزوجوا من بنات الناس !!
    أولا : إن كلمة " إنجيلوس " فى اليونانية تعنى [ رسول ] ، وكأن تعبير " ملائكة " هنا يشير إلى خدام الله ، وكأن أولاد الله أو خدامه قد انشغلوا بالزواج بشريرات عوض إنشغالهم بخدمة الله .
    ثانيا : إن قول الرسول بطرس : " لأنه إن كان لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا بل فى سلاسل الظلام طرخهم فى جهنم وسلمهم محروسين للقضاء " [ 1 بط 2 : 4 ] ، لا يعنى سقوطهم فى شهوات جسدية مع نساء بشريات ، إنما سقوطهم قبل خلق الإنسان فى الكبرياء .
    ثالثا : إن ما قصده الكتاب سواء ملائكة أو أبناء الآلهة إنما يعنى أبناء شيث الذين كان ينبغى أن يعيشوا كملائكة الله وخدامه ، فإذ بهموينجذبون إلى بنات قايين الشريرات لجمالهن الجسدى ، لقد أعلن الله عدم رضاه لقوله :
    " لا يدين روحى فى الإنسان إلى الأبد لزيغانه هو بشر ، وتكون أيامه مئة وعشرين سنة " ( ع 3 )
    تحقق هذا الوعد بالتدريج بعد الطوفان ، وإن كان قد سمح للبعض أن يعيشوا أكثر من مئة وعشرين لكنهم بلا حيوية ...
    ( 2 ) نوح البار
    " ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر فى الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم . فحزن الرب أنه عمل الإنسان فى الأرض ، وتأسف فى قلبه ، فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذى خلقته ، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء ، لأنى حزنت أنى عملتهم " ( ع 5 – 7 ) .
    لم يكن ممكنا لله القدوس أن يطيق الشر الذى كثر على الأرض ، ولا يتحمل الإلتقاء مع النفس التى خلقها كمسكن له أن يرى تصورها شريرا كل يوم ، لهذا حزن أنه صنع الإنسان فى الأرض . وحينما يقول الكتاب : " حزن " أو " تأسف قلبه " أو " ندم " ، لا نفهم هذه التعبيرات كإنفعالات غضب ، إنما هى لغة الكتاب الموجهة لنا نحن البشر لكى نفهم وندرك مرارة الخطية فى ذاتها وعدم إمكانية الشركة بين القداسة الإلهية والفساد الإنسانى .
    العجيب أنه وسط هذه الصورة المؤلمة التى أعلنها الله من جهة البشر ، لا يتجاهل إنسانا واحدا يسلك بالبر وسط جيل شرير ، إذ يقول الكتاب : " وأما نوح فوجد نعمة فى عينى الله " ( ع 8 ) . لقد وجد نوح نعمة فى عينى الرب الذى شهد له : " كان نوح رجلا بارا كاملا فى أجياله " ( ع 9 ) . أما قوله : " فى أجياله " فتكشف أن بره وكماله ليسا مطلقين ، إنما لو قورنا بما يقدمه أجياله من فساد ، فالإنسان بره نسبى .
    ( 3 ) فساد الأرض :
    " وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت الأرض ظلما .... إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض " [ ع 11 ، 12 ] . نلاحظ تكرار كلمة " الأرض " فى هذا الأصحاح وهذا يكشف عن اشتياق الله أن يرى فى الحياة البشرية سمة سماوية .
    ( 4 ) فلك نوح :
    كشف الله لعبده البار نوح ما كان مزمعا أن يفعله ، إذ قال له : " نهاية كل بشر قد أتت أمامى ، لأن الأرض إمتلأت ظلما منهم ، فها أنا مهلكهم مع الأرض " .
    الله هو الصديق المحب الذى يحاور الإنسان ويكشف له حكمته وأسراره ، لقد كشف لنوح البار أن الهلاك هو ثمرة طبيعية لفساد هم اختاروه .
    أهمية الفلك :
    نرى فى كتابات الآباء وأقوالهم أهمية الفلك بكون أن الطوفان رمزا لعمل التجديد للطبيعة البشرية ، والفلك رمزا للصليب الذى حمل السيد المسيح معلقا لأجلنا ، فحمل فيه الكنيسة التى هى جسده المقدس ، كان لا بد من هلاك العالم القديم [ اإنسان القديم ] فى مياة المعمودية ليقوم العالم الجديد أو الإنسان الجديد الذى على صورة خالقه يحمل جدة الحياة أو الحياة المقامة فى المسيح يسوع [ رو 6 : 3 ، 4 ] .
    نوح وعائلته داخل الفلك : يقول العلامة أوريجانوس : [ بصعودنا خلال أدوار الفلك المختلفة نصل إلى نوح نفسه الذى يعنى ( نياح ) أو ( بر ) ، فنوح هو يسوع المسيح ، إذ لا ينطبق على نوح القديم قول لامك أبيه : " هذا يعزينا عن عملنا وتعب أيدينا من قبل الأرض التى لعنها الرب " [ تك 5 : 29 ] ... أنظروا إلى ربنا يسوع المسيح الذى قيل عنه : " هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم " [ يو 1 : 29 ] ..... ها أنتم ترونه بالحقيقة يهب راحة للبشرية ، ويخلص الأرض من اللعنة .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالسبت 16 يوليو 2011, 12:28 pm


    تفسير الأصحاح السابع من سفر التكوين

    أية 1:

    " 1 وقال الرب لنوح ادخل انت وجميع بيتك الى الفلك لاني اياك رايت بارا لدي في هذا الجيل "

    وقال الرب: الرب هو يهوة ولاحظ أن العمل هنا عمل حب ورعاية فيستخدم الروح القدس لفظ الرب. وحينما يتكلم عن الطوفان المهلك يستخدم لفظ الله (13،12:6).

    أدخل: هذه تساوي تعالوا إلي يا جميع المتعبين… وتساوي من يعطش فليأت إليَ….

    وجميع بيتك: هذه تساوي "الموعد هو لك ولبيتك" المهم أن الجميع يكونوا في المسيح، العالم مصلوب لهم وهم مصلوبين للعالم. أما لو أحب أحدهم العالم بعد ذلك لهلك.

    باراً: ما أجمل أن يشهد الله لأولاده. والله لا يشهد فقط بل يدبر كل شئ لأولاده فالله إهتم بتحديد نوع الخشب وأبعاد الفلك وطلاؤه بالقار وتموينه بالطعام….. ويري البعض أن نوح بقي 120 سنة في إنذار الأشرار، وهو يبني الفلك أمام أعينهم ليؤكد لهم صدق إنذارات الله ويعتمد القائلون بهذا علي الآية (3:6) راجع تفسير أية 6 أيضاً. ولكن من المؤكد أن نوح كان موضع سخرية الناس وهو يبني فلكاً ليهرب به من طوفان ظنوه وهماً.



    أية 2:

    " 2 من جميع البهائم الطاهرة تاخذ معك سبعة سبعة ذكرا وانثى ومن البهائم التي ليست بطاهرة اثنين ذكرا وانثى "

    البهائم الطاهرة: لاحظ أن شريعة موسي لم تكن قد حددت في هذا الوقت البهائم الطاهرة وغير الطاهرة. لذلك فهذه الأية تثبت أن التقليد الذي تعمل به كنيستنا صحيح. فقد تسلم آدم هذه الشريعة شفاهة من الله وسلمها لأولاده ووصلت لنوح. ونلاحظ أن البهائم الطاهرة آخذ منها سبعة لأنه سيأكل منها ويقدم منها ذبائح.



    أية 3:

    " 3 ومن طيور السماء ايضا سبعة سبعة ذكرا وانثى لاستبقاء نسل على وجه كل الارض"

    كل الأرض: رأي بعض الدارسين أن الفلك بحجمه هذا لا يمكن أن يحمل كل حيوانات العالم وطيوره. ويقولون أن الطوفان كان محلياً فهو أفني كل الجنس البشري ما عدا نوح وعائلته وكل حيوانات المنطقة التي كان بها بشر. أما القارات البعيدة فإستمرت فيها الحياة الحيوانية ولم تتأثر. ويؤكدون هذا بأنه قيل عن يوسف أن كل الأرض جاءت لتشتري منه قمحاً تك 57:41) وكان المقصود البلاد التي حول مصر. وفي لو 1:2 يقول إكتتبت كل المسكونة والمقصود كل الدول الخاضعة للحكم الروماني.وهذا رأى صحيح.



    أية 4:

    " 4 لاني بعد سبعة ايام ايضا امطر على الارض اربعين يوما واربعين ليلة وامحو عن وجه الارض كل قائم عملته "

    سبعة أيام: هي المدة التي إستغرقها نوح في إدخال الحيوانات إلي الفلك.

    أربعين يوماً: هي ذات المدة التي صامها المسيح وموسي وإيليا. وقد تشير هذه المدة لأنها مدة إنسحاق وتذلل أمام الله حتي يعطي خيراته. وهكذا كانت فترة الإنذار لنينوي وفترة الـ 120 سنة هي 3×40 سنة. هي فترة إنذار بالتوبة حتي لا يهلكهم الطوفان وبينما إستغل شعب نينوي فرصة الأربعين يوماً وتابوا فشل الناس أيام نوح وهلكوا فهى فترة أو فرصة يعطيها الله يعقبها إما خيرات أو عقوبات. لذلك هي تشير لفترة حياتنا علي الأرض وعلينا أن نختفي في الفلك حتي ننجو.



    أية 6:

    " 6 ولما كان نوح ابن ست مئة سنة صار طوفان الماء على الارض "

    قارن مع أية 32:5 فقد قيل أن عمر نوح كان 500 سنة وهنا نسمع أن عمره كان 600 سنة وقت أن دخل الفلك. لذلك تقدر مدة بناء الفلك ما بين 100 –120 سنة.



    أية 9:

    " 9 دخل اثنان اثنان الى نوح الى الفلك ذكرا وانثى كما امر الله نوحا "

    نوح يتحرك نحو الفلك ويستغرق 7 أيام إشارة للكنيسة التي تفتح أبواب الرجاء لكل إنسان كل أيام الأسبوع. ولاحظ أن نوح وأولاده لم يكن لكل واحد سوي زوجة واحدة.



    أية 10 :

    " 10 وحدث بعد السبعة الايام ان مياه الطوفان صارت على الارض "

    يفسرون الطوفان علمياً بهبوط قشرة الأرض لأسفل وبذلك تكون أسفل من مستوي البحار. ثم بحركة عكسية تصعد الأرض فتنحسر المياه وتتراجع إلي البحار. وقال بعضهم أن الأرض تفتحت وخرجت منها المياه الجوفية. وقد أمكن إثبات حدوث الطوفان جيولوجياً فقد وجد طبقات طمي ومن تحتها ومن فوقها طبقات أحجار بل حددوا ميعاد هذا الطوفان بسنة 3200-3400 ق.م. وهي نفس الفترة المحددة حسب التقويم العبري.



    أية 11 :

    "11 في سنة ست مئة من حياة نوح في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء "

    إنفجرت كل ينابيع الغمر العظيم: إذا الطوفان لم يكن نتيجة المطر فقط، بل صارت الأرض وكأنها مجموعة من العيون والينابيع تفجر ماء بلا حساب.



    أية 16:

    " 16 والداخلات دخلت ذكرا وانثى من كل ذي جسد كما امره الله واغلق الرب عليه "

    وأغلق الرب عليه: من ناحية ليحميهم من الطوفان. ومن ناحية أخري فهي تشبه مثل العذاري فالمستعدات دخلن ثم أغلق الباب. فالآن أغلق الله الباب وحتي لو أراد أحد الأشرار أن يدخل سيمنعه الله الذي أغلق فهو يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح. وبعد أن ينتهي زمان غربتنا يغلق الباب. (رؤ 7:3) والله فتح لنا باب الفردوس بمفتاح صليبه لكي ندخل معه وفيه بشركة أمجاده وهو يغلق علينا معه أبدياً فلا يتسرب العدو الشرير إلينا. وهذه العبارة هي نموذج لإيمان كنيستنا في موضوع الجهاد والنعمة. فهل كانت التكنولوجيا المتوفرة أيام نوح تسمح ببناء فلك يقاوم المياه من فوق ومن تحت كأنه غواصة. لقد ترك الله نوحاً يجاهد في البناء علي قدر إستطاعته وهذا هو الجهاد (هذا يساوي خمس أرغفة وسمكتين). ثم إغلق الرب عليه بنعمته (وهذا يساوي إطعام الألاف).
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالسبت 16 يوليو 2011, 12:30 pm

    تفسير سفر التكوين الأصحاح 8
    لإصحاح الثامن
    أية 1:

    " 1 ثم ذكر الله نوحا وكل الوحوش وكل البهائم التي معه في الفلك واجاز الله ريحا على الارض فهدات المياه "

    ثم ذكر الله: أي فاض الله بمراحمه علي نوح. لذلك تصلي الكنيسة أذكر يارب كذا…

    أجاز ريحاً علي الأرض: كما أجاز ريحاً لشق البحر خر 21:14 أيام موسي. ولأن كلمة ريح وكلمة روح في العبرية كلمة واحدة. فكأن الله وسط مياه المعمودية يهب بروحه القدوس لتقديس أجسادنا (أرضنا) فنتهيأ كأعضاء لجسد المسيح ونصير هيكلاً لروحه القدوس.



    أية 3:

    " 3 ورجعت المياه عن الارض رجوعا متواليا وبعد مئة وخمسين يوما نقصت المياه "

    ورجعت المياه: هذه قد تؤكد نظرية أن الأرض هبطت فطمت عليها مياه البحر ثم عادت الأرض وصعدت كطبيعتها فرجعت المياه.



    أية 4:

    " 4 واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال اراراط "

    إستفر الفلك علي جبال أراراط: لاحظ أن بداية الحياة الجديدة كانت علي جبل أي حياة سماوية مرتفعة وهذا ما تعطيه المعمودية. وكلمة أراراط تعني مكان مرتفع. وهذا الجبل يوجد في أرمينيا.



    أية 5:

    " 5 وكانت المياه تنقص نقصا متواليا الى الشهر العاشر وفي العاشر في اول الشهر ظهرت رؤوس الجبال "

    تكرر رقم 10 في هذه الآية مرتين مقترناً بظهور رؤوس الجبال. ورقم 10 يشير للوصايا التي نفذناها لظهرت في حياتنا رؤوس جبال الفضائل بل يظهر فينا المسيح نفسه.



    الأيات 6-12:

    " 6 وحدث من بعد اربعين يوما ان نوحا فتح طاقة الفلك التي كان قد عملها 7 وارسل الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الارض 8 ثم ارسل الحمامة من عنده ليرى هل قلت المياه عن وجه الارض 9 فلم تجد الحمامة مقرا لرجلها فرجعت اليه الى الفلك لان مياها كانت على وجه كل الارض فمد يده واخذها وادخلها عنده الى الفلك 10 فلبث ايضا سبعة ايام اخر وعاد فارسل الحمامة من الفلك 11 فاتت اليه الحمامة عند المساء واذا ورقة زيتون خضراء في فمها فعلم نوح ان المياه قد قلت عن الارض 12 فلبث ايضا سبعة ايام اخر وارسل الحمامة فلم تعد ترجع اليه ايضا "

    الفلك يشير إلي الكنيسة ويوجد فيها القديسين (الحمامة) والخطاة (الغراب) والغراب يشير إلي الخطية فهو ينطلق إلي حيث الجيف النتنة ثم يعود مرة أخري إلي الفلك يقف خارجه: فخرج متردداً: أي ذاهباً وراجعاً. هو لا يدخل إلي الفلك. ولا يمد نوح يده ليدخله كما فعل مع الحمامة. أما الحمامة التي تعلن السلام (غصن الزيتون) فقد عادت وأدخلها نوح. والحمامة لا تأكل الجيف النتنة بل تأكل النباتات لذلك عادت فلا مكان لها وسط الجيف بل تعود لتعلن السلام. وفي المعمودية يُطرد الشيطان (رمزه الغراب) ويحل الروح القدس يعلن السلام ولاحظ أن الحمامة عادت بغصن زيتون والزيتون نحصل منه علي الزيت وهذا يشير لزيت الميرون الذي به يحل الروح القدس. والحمامة عادت بثمر فالروح له ثمار (غل 22:5). وقد تشير الحمامة للنفس المؤمنة التي تطلب المسيح فيسميها النشيد "حمامتي" ( نش 14:2 ) وهذه النفس لا تجد لها مستقراً وسط الجيف كالغراب ولكنها تعود لنوح الذى يرمز للمسيح، فهي لا تسترح سوي في يديه. ولاحظ أنها حين ترجع يمد يده ليدخلها. والحمامة خرجت من الفلك ثلاث مرات:-

    المرة الأولي: لم تحد لرجلها مقراً. وهذه تشير للنفس الملتهبة بالروح القدس لا يمكنها أن تعيش وسط الجيف. وتنجذب في غربتها نحو الفلك فتجد يد مسيحها ممتدة لتحملها لحضنه.

    المرة الثانية: عادت لتعلن السلام وظهور الحياة الجديدة. ولذلك فغصن الزيتون يشير إلي السلام الذي حدث بين الله والناس. وذلك لأن شجرة الزيتون دائمة الخضرة تمثل الإنسان المملوء سلاماً دائما بالرغم من عواصف العالم. والزيت يطفو علي سطح الماء الذي يمثل تيارات تجارب هذا العالم فالمؤمن يطفو فوق ضيقات وإغراءات العالم.

    المرة الثالثة: خرجت ولم تعد إشارة لإنطلاق الموكب كله إلي الأرض الجديدة. هذه الحالة تشير لإنطلاق النفس إلي الأبدية بعد حياة كلها سلام وثمار.



    أية 13:

    " 13 وكان في السنة الواحدة والست مئة في الشهر الاول في اول الشهر ان المياه نشفت عن الارض فكشف نوح الغطاء عن الفلك ونظر فاذا وجه الارض قد نشف "

    هنا نري نوح يبدأ حياته الجديدة في قرنه السابع بعد أن أنهي ستة قرون (600سنة) والكنيسة مدة تغربها عن الراحة الحقيقية 6 أيام عمل يعقبها اليوم السابع حين ينزع الرب كل غطاء لنلتقي معه وجهاً لوجه : فكشف نوح الغطاء.راجع 1كو 12:13.



    أية 20:

    " 20 وبنى نوح مذبحا للرب واخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة واصعد محرقات على المذبح "

    كما بدأت حياة آدم علي الأرض بذبيحة هكذا تبدأ الحياة الجديدة لنوح بذبيحة. وكان أول ما صنعه نوح بعد خروجه إلي الأرض التي غسلها الطوفان هو أنه أقام مذبحاً. وكان الكنيسة لا تقدر أن تقدم ذبيحة السيد المسيح (الإفخارستيا) إلا بعد التمتع بالمعمودية. لهذا السبب أيضاً نجد الكتاب المقدس للمرة الأولي يعلن عن إقامة مذبح للرب.



    أية 21:

    " 21 فتنسم الرب رائحة الرضا وقال الرب في قلبه لا اعود العن الارض ايضا من اجل الانسان لان تصور قلب الانسان شرير منذ حداثته ولا اعود ايضا اميت كل حي كما فعلت "

    تنسم الرب رائحة الرضا: فالله كان يري في هذه الذبائح رمزاً لإبنه المحرقة الحقيقية التي بها بدأت حياتنا الجديدة مع الله. إذا ما عمله نوح كان رمزاً لعمل المسيح الذبيحي لكنيسته وصار مذبح نوح رمزاً للصليب الذي صار سبباً لنزع اللعنة عن الأرض. ولذلك نسمع هنا أن الله لا يعود يلعن الأرض بطوفان ثانية: لا أعود أيضا أميت كل حي كما فعلت لكن هذا لا يمنع أن الله يضرب ضربات محدودة لأجل التأديب ولكن الله لن يعود لضربة عامة تشمل الأرض كلها. قال الرب في قلبه: تعبير مجازي يعني نية الله وعزمه أن يفعل شئ.



    أية 22:

    " 22 مدة كل ايام الارض زرع وحصاد وبرد وحر وصيف وشتاء ونهار وليل لا تزال "

    أي مادامت الأرض قائمة فجميع نواميس الطبيعة وظواهرها تظل قائمة بعملها لخدمة الإنسان والله سيبقي علي العالم رغم إنحرافاته مت 45:5 ويؤدب محاولاً جذب كل نفس للإستفادة من دمه الذي سال. لكن من يرفض سيهلك.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالإثنين 18 يوليو 2011, 12:29 pm

    تفسير سفر التكوين الأصحاح 9
    تفسير الأصحاح رقم 9


    جدول لقصة نوح والطوفان. وقد إستغرقت حوالي سنة كاملة
    1. صدور الأمر بدخول الفلك (1:7).
    2. بعد سبعة أيام بدأ الطوفان (10:7) بتاريخ 17/2/600 (من عمر نوح).
    3. مدة سقوط الأمطار وإنفجار ينابيع الغمر 40 يوماً (12:7).
    4. تعاظم المياه علي الأرض 150 يوماً شاملة الـ 40 يوماً مدة نزول المطر. (24:7).
    5. نقصان المياه حتي ظهور رؤوس الجبال (5:Cool بتاريخ 1/10/600.
    6. إرسال الغراب بعد 40 يوماً (8،7:6).
    7. إرسال الحمامة للمرة الأولي بعد 7 أيام.
    8. إرسال الحمامة للمرة الثانية.
    9. إرسال الحمامة للمرة الثالثة.
    10. كشف الغطاء بتاريخ 1/1/601.
    11. جفاف الأرض وخروج نوح بتاريخ 27/2/601.
    وبعد أن خرج نوح وقدم ذبيحة وتنسم الله رائحة الرضا بارك نوح وبنيه وقدم لهم ناموساً ليخضعوا له وعهداً يربطهم به وعلامة تسندهم في أيام غربتهم.

    أية 1:
    " 1 وبارك الله نوحا وبنيه وقال لهم اثمروا واكثروا واملاوا الارض "
    وبارك الله نوحاً وبنيه: بإعتبارهم رؤوساً جديدة للخليقة. فنوح صار رأس جديد للخليقة مثالا للمسيح رأس الخليقة الجديدة. وأولاد نوح تفرعت منهم كل شعوب العالم. وكلمات البركة تشبه هذه التي قيلت لآدم وحواء.

    الأيات 2-7:
    " 2 ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الارض وكل طيور السماء مع كل ما يدب على الارض وكل اسماك البحر قد دفعت الى ايديكم 3 كل دابة حية تكون لكم طعاما كالعشب الاخضر دفعت اليكم الجميع 4 غير ان لحما بحياته دمه لا تاكلوه 5 واطلب انا دمكم لانفسكم فقط من يد كل حيوان اطلبه ومن يد الانسان اطلب نفس الانسان من يد الانسان اخيه 6 سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه لان الله على صورته عمل الانسان 7 فاثمروا انتم واكثروا وتوالدوا في الارض وتكاثروا فيها "
    ناموس نوح
    هذا الناموس يناظر الوصية التي أعطاها الله لآدم وحواء.
    1. ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات…. فالله يعطي سلطاناً للإنسان علي المخلوقات، بل يعطيها ان تخافه وهذا رأيناه مع عديد من القديسين (دانيال… الأنبا برسوم العريان).
    2. كل دابة حية تكون لكم طعاماً= كان طعام الإنسان قبلا من العشب الأخضر. والآن يسمح له الله بأكل لحوم الحيوانات والطيور والأسماك. لماذا؟
    سقوط الإنسان حول طبعه لطبع وحشي فوجدنا قايين يقتل أخوه هابيل ووحشية الإنسان إنعكست علي الحيوان فصارت بعض الحيوانات متوحشة وصارت بعض الطيور متوحشة وهكذا الأسماك. وحرصا من الله أن لا يتحول الإنسان لوحش يأكل أخيه سمح الله بأكل لحوم الحيوانات. إلا أننا أيضا وجدنا بعض القبائل تأكل لحم الإنسان.
    قد تكون الأرض ضعفت نتيجة اللعنة وأصبحت تعطي نباتات أضعف.
    قد تكون العلة في ضعف جسد الإنسان الذي أصبح يحتاج لطعام أقوي.
    ليهيئ الطريق لقبول الشريعة الموسوية التي بها يلتزم الكاهن أن يأكل من بعض الذبائح.[1] وهذا رمز للتمتع بتناول جسد ربنا يسوع ودمه " لأن جسدي ماكل حق… يو 55،54:6" "فالذبيحة تعلن مصالحة الله مع الإنسان وهي عطية للإنسان بها تشبع نفسه ويرتوي قلبه علي مستوي روحي فائق للطبيعة. (أما الوثنيين فيظنون أن الذبيحة هي لتهدئة غضب الهتهم.) أكل الكاهن لجزء من لحم ذبيحة الخطية إشارة للمسيح الذى حمل خطايانا فى جسده.فالخاطىء يأتى بذبيحة الخطية ويمسك بقرونها معترفاً بخطاياه وكأنه نقل خطاياه إليها ثم تذبح وتقدم للمذبح ( الصليب ) وجزء منها يأكله الكاهن. والكاهن هنا هو رمز للمسيح الذى حمل خطايانا بصليبه.
    3. لحماً بحياته دمه لا تأكلوه: الله سمح بأكل اللحوم ولكنه يحذر من أكلها بدمائها. فالدم يساوي الحياة والحياة هي لله، أما اللحم فيعطي للإنسان. وإحتفظ الله بسر الدم الذي الذي لا يشربه الإنسان حتي كشف السر المخفي في دم المسيح الذي أعطي كفارة لنا ونشربه لنحيا به. أما شرب دم الحيوانات فيعطي للإنسان وحشية يرفضها الله. الله لا يريد أن تدخل فينا حياة غريبة بل أن تكون لنا حياة المسيح.
    4. وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط: الله هو الذي ينتقم من قاتل الإنسان. لذلك منع القتل وكذلك الإنتحار فالله وحده هو الذي يحدد حياة الإنسان. وقد يتم هذا بالشريعة كما يأتي.
    5. من يد كل حيوان أطلبه: إذا قتل حيوانا إنساناً يقتل الحيوان (خر 28:21 وما بعده).
    6. سافك دم الانسان بالانسان يسفك دمه: هذا أول قانون مدني. والله يَسُنه فمن قتل يقتل. وهذا القتل للقاتل بسماح من الله.
    7. فأثمروا أنتم.. رغبة الله حياة وتعمير للأرض وبركة للإنسان.

    الأيات 8-17:
    " 8 وكلم الله نوحا وبنيه معه قائلا 9 وها انا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم 10 ومع كل ذوات الانفس الحية التي معكم الطيور والبهائم وكل وحوش الارض التي معكم من جميع الخارجين من الفلك حتى كل حيوان الارض 11 اقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد ايضا بمياه الطوفان ولا يكون ايضا طوفان ليخرب الارض 12 وقال الله هذه علامة الميثاق الذي انا واضعه بيني وبينكم وبين كل ذوات الانفس الحية التي معكم الى اجيال الدهر 13 وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الارض 14 فيكون متى انشر سحابا على الارض وتظهر القوس في السحاب 15 اني اذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية في كل جسد فلا تكون ايضا المياه طوفانا لتهلك كل ذي جسد 16 فمتى كانت القوس في السحاب ابصرها لاذكر ميثاقا ابديا بين الله وبين كل نفس حية في كل جسد على الارض 17 وقال الله لنوح هذه علامة الميثاق الذي انا اقمته بيني وبين كل ذي جسد على الارض "
    تجديد العهد والميثاق
    قوس قزح هو ظاهرة طبيعية تحدث من إنكسار أشعة الشمس علي قطرات المطر بعد المطر. وهو غالباً كان يظهر قبل الطوفان ولكن الله إستخدمه كعلامة حب ولنلاحظ.
    كما أن قوس قزح لابد وأن يظهر بعد كل مطر طالما الشمس والمطر موجودان هكذا فإن وعد الله بعدم حدوث طوفان عام مرة اخري لن يكسر.
    ظهر قوس قزح حول العرش الإلهي (رؤ3:4+1:10) وهذه علامة أن الله يريد لنا الحياة ويريد أن يعلن من المساء أنه عند وعده ولم ينسى أنه يعد لنا حياة أبدية.ولاحظ أول آية في الكتاب المقدس "في البدء خلق… إعطاء حياة" ونهاية الكتاب في سفر الرؤيا "أمين تعال أيها الرب يسوع … هي رجاء في هذه الحياة الموعودة.
    الله لا يكرر الطوفان. والطوفان رمز المعمودية لذلك المعمودية لا تتكرر.
    هذا القوس يذكرنا بالأتي:
    الخطية عقوبتها الموت. (إعلانا عن عدل الله وقداسته).
    غني مراحم الله الذي يطيل أناته علينا. ويريد لنا الحياة.
    المثال الصالح لنوع الذي كان بركة للعالم.
    إذن من يتشبه بنوح يستفيد من مراحم الله وينجو من غضبه وعدله الذي يستوجب الموت للخاطئ.
    القوس هو ختم العهد (الميثاق بين الله ونوح).
    الشمس تسقط نورها علي قطرات المطر فتظهر هذه الألوان المتعددة. والمسيح شمس البر يرسل نوره علي قطرات الماء[2] (الروح القدس الذي يعلن مجد المسيح يو 14،13:16) والألوان متعددة لتعلن عن إحسانات الله وعطاياه المتعددة. وتعلن مجد المسيح ووساطته فهو علامة حب قدمها الله حين أقام ميثاقاً مع نوح بعد الطوفان، ويبقي الله كمحب للبشرية يقدم لنا كل حب خلال ميثاقه معنا. والله في حبه يعتز بالميثاق فيقول "ميثاقي… قوسي".
    القوس علامة ميثاق بين السماء والأرض ولاحظ أنه يمتد من السماء حتي الأرض.

    الأيات 18-24:
    " 18 وكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساما وحاما ويافث وحام هو ابو كنعان 19 هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح ومن هؤلاء تشعبت كل الارض 20 وابتدا نوح يكون فلاحا وغرس كرما 21 وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه 22 فابصر حام ابو كنعان عورة ابيه واخبر اخويه خارجا 23 فاخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على اكتافهما ومشيا الى الوراء وسترا عورة ابيهما ووجهاهما الى الوراء فلم يبصرا عورة ابيهما 24 فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير "
    نوح وعريه
    أية 18: وحام هو أبو كنعان: يذكر هنا كنعان فهو سبب أساسي للأحداث التالية. وليعرف موسي والشعب لماذا يعاقب الله الكنعانيين ولماذا يأخذ اليهود أرضهم، هذا بسبب خطية كنعان ولعنة "ابيه نوح له". فيحذر الشعب أن لا يتشبهوا بخطايا الكنعانيين لئلا يشابهوهم في المصير. ولسبب آخر هو أن حام نفسه كان أبا لكنعان وكأب كان مؤكداً انه يعرف كيف يجب ان يحترمه إبنه كنعان وعليه هو أن يحترم أباه نوحاً وهذا ما لم يحدث.
    أية 20: وإبتدأ نوح يكون فلاحاً: قوله إبتدأ لأنه كان له مدة 120 سنة يعمل نجاراً. ويفسر كثيرين الفرق بين نوح كفلاح وقايين كعامل في الأرض بقولهم أن العامل في الأرض يشير لمن يضع كل طاقاته في الزمنيات. والفلاح يشير للمسيح الذي جاء يغرس كرمه من جديد. والأرض في هذه الحالة تشير للكنيسة أو الجسد الذي يرتوي بمياه الروح القدس.
    أية 21: غالبا سكر نوح بعد ان شرب من الخمر دون أن يعرف أن هذا الخمر يكون نتيجته العري والإستهزاء ولفقدان الإنسان لكرامته. عموما نحن نصلي لله قائلين إغفر لنا خطايانا التي صنعناها بمعرفة وبغير معرفة. ومرة أخري نري تفسيراً لأن نوح كان كاملاً في إجياله أي كمال نسبي. فها هو له سقطات أيضا. وها نحن نجد الخمر وقد عرت هذا القديس الذي لم تطوله مياه الطوفان وظل مستتراً أكثر من 600 عام. فالخطية هي بالحقيقة الخمر المسكر الذي يعري النفس ويفضحها، أما السيد المسيح فهو اللباس البهي الذي يستر النفس من فضيحتها الأبدية. ولاحظ أن سبب خطية نوح مثل آدم.. البطن التي تتخم وعندئذ تثور الأعضاء. ورأي القديس جيروم أن في هذه القصة رمز لعمل المسيح فهو شرب كأس الألم علي الصليب ومن أجلنا تعري علي الصليب فسخر به الأشرار(حام وكنعان) بينما آمن به الأمم (سام ويافث)ولنذكر قول المسيح "إن أمكن ان تعبر عني هذا الكأس مت 39:26. وجاء حام وضحك كما ضحك اليهود وإستهزأوا بالمسيح. والأمم غطوا ألامه بإيمانهم.
    أية 22: من يكشف عورة الأخرين أي يذيع خطاياهم ويفضحهم يلعن.
    أية 23: من يستر عورة الأخرين يستره الله (مثال أبومقار) هما صنعا هذا بالناموس الطبيعي.
    أية 24: إبنه الصغير= كلمة إبن في العبرانية تستخدم أيضاً للحفيد. وقوله إبنه الصغير فهذا غالباً يشير لكنعان. ويصبح التفسير أن حاما رأي أباه نوح في هذا الوضع وسخر منه وإشترك معه كنعان أو أن كنعان دخل مع حام أبيه وإشتركا كلاهما في السخرية.

    الأيات 25-27:
    " 25 فقال ملعون كنعان عبد العبيد يكون لاخوته 26 وقال مبارك الرب اله سام وليكن كنعان عبدا لهم 27 ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام وليكن كنعان عبدا لهم "
    بنوة نوح
    كنعان: عبد العبيد= معلون. وعبد العبيد تعني أحقر العبيد. وإستعباد أخويه له تم أولاً بإستعباد اليهود نسل سام للكنعانيين ثم إستعباد اليونان والرومان نسل يافث لهم. ونوح لم يلعن حام لأن الله سبق وباركه فلا يلعن من باركه الله (عد 20،19،18:23)، لكن كانت لعنة كنعان سبب غصة وألم لأبيه حام. ونبوة نوح تحققت في أن شعب الكنعانيين كان في حالة من النجاسة والإنحراف للرجسات الوثنية لم يكن مثلها. وقيل عنهم لم يكن مثلهم في مزجهم سفك الدماء (ضحايا بشرية) بالفجور إكراماً لألهتهم. وقيل أماتت ديانة الكنعانيين أحسن العواطف البشرية (تقديم أبنائهم ذبائح) وإشتهروا بخرافاتهم وفسقهم ولم يَسُد بينهم شئ من الفضائل. فهم نزلوا إلي أدني صور العبيد. وصاروا ملعونين بوثنيتهم.
    سام: مبارك الرب إله سام: هو بارك الرب من أجل سام ونسل سام فمنه خرج المسيح ومنه خرج إبراهيم وأسحق ويعقوب وداود أباء المسيح بالجسد. إذن نبوة نوح تحققت بولادة المسيح. وإسم سام = سامٍ أو عالٍ فأي اسم أسمي من المسيح الذي فاح عبيره في كل مكان. وتعني النبوة أيضا ليكن نسل سام مباركاً فيبارك الرب إلهه ومن نسل سام جاء شعب الله. الذي كان سيؤتمن علي عبادة الله ومعرفته وشريعته وناموسه وهيكله. ولذلك لاحظ أن نوح إستخدم لقب الرب أي يهوه حين تكلم عن سام.
    يافث:- يعني توسع أو ملء. ونبوة نوح عنه أن الله يفتح له فتتسع مساكنه وهذا حدث مع يافث الذي ملا أوروبا ومعظم آسيا ثم الأمريكتين واستراليا.
    فيسكن في مساكن سام: لقد إتسعت مساكن سام أي كنيسة المسيح لتقبل الأمم إليها أي يافث وفي الكنيسة إتحد نسل يافث وسام. وقد تعني النبوة إحتلال الأوروبين لبلاد سام لفترة ما.


    [1] بعد الخطية نزل الإنسان لمستوي الحيوان وأكل العشب 18:3. وبركة نوح أشارت إلي إعطاء حياة بدلاً من الموت.

    [2] هذا تفسير قامة ملء المسيح (أف) فاللون الابيض هو المسيح الكامل وألوان الطيف هي مواهب كل فرد في الكنيسة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالثلاثاء 19 يوليو 2011, 12:06 pm

    تفسير سفر التكوين الأصحاح العاشر


    نمرود قد يكون حفيد لكوش أو إبنا له وذكر وحده لأهميته.

    يفهم من الأية أيضا أن فلشتيم وكفتوريم من نسل فتروسيم وكسلوحيم فقط وغالبا هم نسل كسلوحيم فقط.

    يسمي هذا الإصحاح قائمة الأمم القديمة وفيه يظهر أن الله الذي أهلك العالم، ها هو يعيد بناؤه ثانية فهو يقلع ليغرس ويهدم ليبني ويميت ليحيي (راجع أر10:1). وقد قسمت الشعوب بأسماء أولاد نوح وبأسماء أولادهم. ونجد القائمة بدأت بيافث سواء لأنه الأكبر أو الأبعد عن شعب إسرائيل فهو الأبعد تأثيراً عن حياتهم. ثم يأتي نسل حام الذي يشكل أولاده أكبر أعداء للشعب ثم يأتي نسل سام الذي تناسل منه إسرائيل ويبدأه هنا بإختصار ويسهب في الشرح بعد ذلك. ولقد جدد الله الخليقة بالطوفان ولكن سريعاً مازاغت للشر بعد ذلك ولكن لم يستعمل الهلاك والإفناء التام ثانية بل إستعمل التأديبات المحلية (حريق سدوم وعمورة/ أوبئة…) (حروب/ مجاعات…) ليدفع الناس إلي التوبة. وهذا ما يحدث بعد المعمودية فنحن نحصل علي الإنسان الجديد لكن نعود ونخطئ ولكن نستعيد صورة الإنسان الجديد بالتوبة وقد يستعمل الله التأديبات حتي يتوب الإنسان (راجع عب 6:12).

    ويقول العلماء أن هذا السجل لا نظير له علي الإطلاق لبيان أصل الأمم ومنشأها وقد أيدته الإكتشافات الأثرية. ولكن هذا السفر لا يهدف إلي عرض نشأة الأمم إنما:-

    أراد أن يقدم لنا تمهيد لنشأة الشعب الذي يخرج منه المسيح المخلص لكل الشعوب.

    فيه يظهر أن الله هو صانع وخالق لكل الشعوب وكل الأمم أنه المسئول عن خلاصها أيضا.



    الأيات 2-5:

    " 2 بنو يافث جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال وماشك وتيراس 3 وبنو جومر اشكناز وريفاث وتوجرمة 4 وبنو ياوان اليشة وترشيش وكتيم ودودانيم 5 من هؤلاء تفرقت جزائر الامم باراضيهم كل انسان كلسانه حسب قبائلهم باممهم "

    بنو يافث

    جومر: سكن نسل جومر في الشمال. وجاء منهم إلي أسيا من مناطق ما وراء القوقاز وإستوطنوا كبادوكية وتناسل منهم سكان أوروبا الشمالية وسكان بريطانيا والدانمارك ويقال روسيا. (بعض جماعات نزحت للدانمارك وروسيا)

    ماجوج: كلمة عبرية تعني أرض جوج. وإقترن الأسمان معاً وصارا رمزاً لمقاومة الإيمان المسيحي (رؤ 7:20-9). ومنهم التتار والسكيثيين. ومكانهم بين بحر قزوين والبحر الأسود.

    ماداي: من نسله تكونت إمبراطورية مادي التي إتحدت بعد ذلك مع فارس. وعرفت بلادهم بإسم مادي أو ميدياوسكنوا جنوب وجنوب غربي بحر قزوين وهي الأن جزء من إيران.

    ياوان: هو أب اليونانيين. وكلمة ياوان في الكتاب المقدس يقصد بها اليونان (زك 13:9)

    توبال: سكنوا جنوب شرق البحر الأسود.

    ماشك: سكنوا بقرب ينابيع دجلة والفرات ثم انتقلوا إلي جوار البحر الأسود و بحر قزوين.

    تيراس: جاء من نسله الشعب الترسيني وسكنوا في جزر وسواحل بحر إيجة.ثم أقتصر الوحي علي نسل إثنين من أولاد يافث هما جومر وياوان لأنهما أكثرهما شعوباً وأهمية.

    أشكناز: سكنوا شرق البحر الأسود في أرمينية. والبحر الأسود كان يدعي بحر أشكناز.

    ريفاث: هناك رأيان عن مكانهما 1) شرق الأردن 2) أقصي شمال العالم القديم.

    توجرمة: سكنوا في أرمينيا جنوب غرب أسيا.

    إليشة: سكنوا اليونان وقبرص.

    ترشيش: سكنوا إيطاليا وأسبانيا. وكانت بداية ترشيش في كيليكية حيث طرسوس حيث ولد بولس.

    كتيم: الساحل الغربي لفلسطين وبعض الجزائر بالبحر المتوسط مثل قبرص كان إسمها كتيم بل إن هذا الإسم إمتد لليونان وإيطاليا. ولقد عبر اليهود عن الشعوب الأتية من البحر المتوسط بأنهم من كتيم.و أشير لهذا هنا بإسم جزائر الأمم (آية 5)

    دودانيم: يرجح أنهم سكان رودس ومن نسلهم من نزح لليونان.



    الأيات 6-20:

    " 6 وبنو حام كوش ومصرايم وفوط وكنعان 7 وبنو كوش سبا وحويلة وسبتة ورعمة وسبتكا وبنو رعمة شبا وددان 8 وكوش ولد نمرود الذي ابتدا يكون جبارا في الارض 9 الذي كان جبار صيد امام الرب لذلك يقال كنمرود جبار صيد امام الرب 10 وكان ابتداء مملكته بابل وارك واكد وكلنة في ارض شنعار 11 من تلك الارض خرج اشور وبنى نينوى ورحوبوت عير وكالح 12 ورسن بين نينوى وكالح هي المدينة الكبيرة 13 ومصرايم ولد لوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم 14 وفتروسيم وكسلوحيم الذين خرج منهم فلشتيم وكفتوريم 15 وكنعان ولد صيدون بكره وحثا 16 واليبوسي والاموري والجرجاشي 17 والحوي والعرقي والسيني 18 والاروادي والصماري والحماتي وبعد ذلك تفرقت قبائل الكنعاني 19 وكانت تخوم الكنعاني من صيدون حينما تجيء نحو جرار إلى غزة وحينما تجيء نحو سدوم وعمورة وادمة وصبوييم إلى لاشع 20 هؤلاء بنو حام حسب قبائلهم كالسنتهم باراضيهم واممهم "

    بنو حام

    كلمة حام تعني حام أو ساخن أو أسود ودعي إله الشمس حامو بسبب حرارة الشمس وبهذا المفهوم تكون أسود بمعني لفحته الشمس أو أحمته وسكنوا أفريقيا وبعض أجزاء من آسيا.

    كوش: تعني أسود بالعبرية وله خمسة أولاد سبا وحويلة وسبتة ورعمة وسبتكا.

    سبا: منهم من سكن جنوب جزيرة العرب ومنهم من عبر إلي إفريقيا عبر بوغاز باب المندب وأقاموا علي سواحل البحر المتوسط وتكون من هؤلاء شعب إثيوبيا (الحبشة).

    حويلة: سكنوا شمال بلاد العرب بجوار خليج العجم ووصلوا إلى اليمن.

    سبتة: سكنوا في حضرموت في بلاد العرب وسكن بعض منهم في الحبشة.

    رعمة: وولداه شبا وددان. سكنا جنوب خليج العجم ثم رحلا للجنوب الغربي من بلاد العرب.

    سبتكا: سكنوا جنوب بلاد العرب ومنهم من رحل لإفريقيا.

    شبا: إبن رعمة إنتقل للحبشة.

    ددان: أستقر في بلاد العرب.

    وبذلك نجد أن أبناء كوش أما سكنوا في بلاد العرب أو أنتقلوا إلي الحبشة ولذلك نجد في الكتاب المقدس مكانين بإسم كوش أولهما عند عيلام في منطقة جنوب دجلة والفرات (تك 13:2) وثانيهما هو الحبشة وهذا هو الأكثر شهرة. وكوش إفريقيا يقصد بها الحبشة والنوبة جنوب مصر.

    وقد قدم نسل حام بوجه عام شعوباً وأمما مقاومة لعمل الله ولشعبه في العهد القديم لذا جاء العهد القديم يعلن العقوبة الإلهية علي هذه الشعوب بكونها تحمل رموزاً للشر فكوش كانت تشير إلي ظلمة الجهالة ولسواد الخطية أر 23:13.

    ومصر كانت تشير إلي محبة العالم التي تستعبد النفس (فالشعب إشتهي أكل مصر ونسي العبودية).

    كنعان كانت تشير إلي العمل الشيطانى وتشير للعنة زك 21:14.

    نمرود


    St-Takla.org Image: Ancient Coptic icon: Monastery of the Syrians, Egypt - Church of the Holy Virgin Mary, the patriarchs Abraham, Isaac, and Jacob in paradise

    صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية أثرية تصور بطاركة العهد القديم الآباء إبراهيم، اسحق، يعقوب في السماء - دير السريان، مصر

    معني إسمه جبار متمرد قوي وشديد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). هو نموذج كيف تحدي نسل حام الله في مقابل كيف كان نسل سام منه إبراهيم وإسحق ويعقوب.

    كان قوياً ومشهوراً بأنه صياد جبار. وقد وجدت له تماثيل في اطلال نينوي وهو يحمل أسداً تحت ذراعه الأيسر. وهو الذي أسس الأسرة الحاكمة في بابل وشنعار وأكاد. وربما كان هو نفسه جلجاميش الأكادي أو البابلي.

    وقوله جبار صيد أمام الرب: الإضافة " أمام الرب" تعني أنه كان عظيماً. وقد تعني وهذا واضح من أسمه أنه حينما ظهرت قوته أخذ موقف التحدي من الله. وينسب لنمرود بداية العبادة الوثنية. وصارت بابل في الكتاب المقدس رمزاً لمعاندة الله وللكبرياء والزنا الروحي بل أطلق عليها "أم الزواني" وصارت أسماً لمملكة الدجال وجماعة الأشرار. وعجيب هو الإنسان إذا ما شعر بقوته فهو يتحدي الله عوضاً عن أن يشكره علي عطاياه (راجع رؤ 8:14 + 19:16 + 1:17-5).

    وكانت مملكة نمرود في أرض شنعار التي تعني "نهرين" ربما لوقوعها بين نهري دجلة والفرات. وهي المناطق السهلة في بلاد بابل. وقد حوت هذه المملكة أربع مدن رئيسية في ذلك الوقت:-

    بابل: قد تعني باب الله "باب إيل" ولكنها صارت لها معني أخر هو بلبلة الألسنة وموسي حين كتب إستخدم الأسماء المعروفة وقته.

    أرك: كانت شرق الفرات.

    أكد: تأسس منها بعد ذلك مملكة الأكاديين وكانت مملكة ذات شأن وكانت غرب دجلة.

    كلنة: شرق الفرات.

    نمرود قد يكون إبنا سادساً لكوش وذكر وحده لأهميته أو هو من أحفاد كوش. وقد إشتهر جبروته حتي صار مضربا للأمثال: لذلك يقال كنمرود وجبار صيد (هذا مثل تناوله الناس) من تلك الأرض خرج أشور وبني نينوي: أشورهو من أبناء سام ولا مجال لذكره الأن وسط أبناء حام. لذلك تفهم الأية بمعني أخر يؤيده أن كلمة خرج في العبرية مثل العربية قد تصلح أن نترجمها "خرج من" أو " خرج إلي وقد استخدمت الترجمة العربية "خرج من" والأرجح هي الترجمة الأخري ويصير المعني وخرج إلي أرض أشور: ويكون المقصود هو أن نمرود لم يكتف بأرضه وخرج كجبار يفتح مدناً اخري في أرض أشور. وبني نينوي علي الضفة الشرقية لدجلة التي أصبحت عاصمة أشور فيما بعد. وبني أيضاً رحوبوت عير ومعناها المدينة الرحبة وقد تكون ضاحية لنينوي أو مدينة أخري تجاورها. وبني كالح جنوب نينوي بعشرين ميلاً. ورسن بنيت بين نينوي وكالح كمكملة لهما، يكون قوله هي المدينة الكبيرة. كقولنا القاهرة العظمي حين نضم حلوان والجيزة عليها (يون 2:1 المدينة العظيمة)

    مصرايم: مصرايم في العبرية مثني، لذا ظن البعض أنها دعيت هكذا بسبب وجود الوجه البحري والوجه القبلي أو لأن نهر النيل يقسمها إلي ضفة شرقية وغربية. أو هي دعيت مصر نسبة لمصرايم حيث سكن فيها هو وأولاده وإمتدوا للبلاد المجاورة. وإسم مصر القديم كيمي أو خيمي أي أرض حام وسميت كذلك لسواد تربتها أو نسبة لحام.

    لوديم: جاء منه شعب لود أو اللوديون وهم غير شعب لود من نسل سام وسكنوا نحو ليبيا.

    عناميم: سكنوا غرب النيل في جنوب مصر غالباً.

    لهابيم: غالباً هم اللوبيون (قبيلة لوبيم) نشأوا في مصر ونزحوا إلي ليبيا.

    نفتوحيم: من سكان مصر الوسطي قرب منف مركز الإله بتاح.

    فتروسيم: سكنوا في فتروس بصعيد مصر "كلمة فتروس تعني أرض الجنوب (عاصمتها طيبة)

    كسلوحيم: معناها محصن. سكن نسله في كسيونس في منطقة جبلية علي الحدود بين مصر وفلسطين.

    فلشتيم: خرج من نسل كسلوحيم ولقربهم من فلسطين هاجروا إليها. وفلشتيم هي أصل كلمة فلسطين وتعني متغرب أو مهاجر.

    كفتوريم: خرج غالباً من كسلوحيم أيضاً وسكنوا في كفتور وكانت توجد في دلتا مصر مدينة تسمي كابت هور يغلب أنها كفتور هذه. وغالبا هاجر هؤلاء إلي جزيرة كريت وسميت بإسمهم ثم هاجر منهم بعد ذلك إلي فلسطين. وبذلك إجتمع في فلسطين المهاجرين من نسل كسلوحيم (فلشتيم وكفتوريم) مكونين الشعب الفلسطيني.

    كنعان: الإبن الأصغر لحام. وظهر من نسله القبائل الكنعانية. وسكن كنعان علي الساحل المنخفض لفلسطين وفي بعض الأحيان يطلق اسم كنعان علي كل الشعوب في منطقة فلسطين.

    صيدون: سكن في صيدون (صيدا).

    حث: جاء منه الحثيين (تك 20:23) ومنهم أوريا الحثي. وإتسعوا وشملوا أراضي شمال فلسطين بل إمتدوا حتي الفرات.

    اليبوسي: الاسم القديم لأورشليم قبل أن يستولي داود عليها.

    الأموري: سكنوا الجبال غرب البحر الميت جنوب أورشليم.

    الجرجاشي: شرق بحر الجليل.

    الحوي: شمال شرق فلسطين ولبنان.

    العرقي: في لبنان.

    السيني: لبنان

    الأروادي: هم قوم رُحَل.

    الصماري: سكنوا في فينيقيا.

    الحماتي: سكنوا حماة بسوريا.

    أية 19: يهتم بتحديد أرض الكنعانيين وذلك لأن أسرائيل سيرث هذه الأرض وهي الحدود التي حددها لهم موسي بعد ذلك عند إقترابهم من أرض كنعان. ولقد تجمعت كل القبائل الكنعانية في هذا المكان حتي يسهل علي شعب الله ضربهم وإمتلاك أرضهم. وكان هذا بحكمة الله وذلك لتأديبهم علي شرورهم التي إشتهروا بها.



    أية 21:

    " 21 وسام ابو كل بني عابر اخو يافث الكبير ولد له ايضا بنون "

    سام أبو كل بني عابر: عابر هو ابن حفيد سام. وعابر من عبر وهو جد العبرانيين.

    وسام ينسب هنا لأهم أحفاده وهو عابر فمنه جاء إبراهيم وإسحق ويعقوب ومن نسله جاء المسيح بالجسد. فالبركة تسلسلت من نوح لسام لعابر كما تسلسلت اللعنة من كنعان لأسرته. ومن نسل عابر أيضاً العرب والأراميين. وغالباً كان عابر هو الرجل الصالح البار في عصره ونقل بره لأولاده. ويقول البعض أنه لصلاحه عند بلبلة الألسنة إستمرت العبرانية لغته ولغة اسرته بينما تبلبلت السنة الباقين

    أخو يافث: ذكره أن سام هو أخو يافث إشارة لأخوة الأمم مع اليهود في كنيسة المسيح.



    الأيات 22-30:

    " 22 بنو سام عيلام واشور وارفكشاد ولود وارام 23 وبنو ارام عوص وحول وجاثر وماش 24 وارفكشاد ولد شالح وشالح ولد عابر 25 ولعابر ولد ابنان اسم الواحد فالج لان في ايامه قسمت الارض واسم اخيه يقطان 26 ويقطان ولد الموداد وشالف وحضرموت ويارح 27 وهدورام واوزال ودقلة 28 وعوبال وابيمايل وشبا 29 واوفير وحويلة ويوباب جميع هؤلاء بنو يقطان 30 وكان مسكنهم من ميشا حينما تجيء نحو سفار جبل المشرق "

    بنو سام

    سكن أولاده الخمسة في الأرض الممتدة من عيلام غرب أسيا حتي شرق البحر المتوسط. ومن نسله جاء اليهود والأراميون والأشوريون والعرب وتسمي لغات هؤلاء اللغات السامية.

    عيلام: من نسله العيلاميون والفرس وبلادهم تمتد وراء دجلة شرق مملكة بابل وجنوب أشور وميديا وشمال الخليج الفارسي وهي الأن جزء من إيران.

    أشور: أب الأشوريين. بلاده تقع علي الجزء الأعلي من نهر دجلة.

    أرفكشاد: جد القبائل العربية اليقطانية. وقد يكون جد الكلدانيين (كهنة وحكماء بابل) وهؤلاء موطنهم المنطقة الجنوبية فيما بين النهرين (المصة)

    لود: جد اللوديين (غير اللوديين من نسل مصرايم) سكنوا في منطقة ليديا جنوب أسيا الصغري.

    أرام: هناك عدة دويلات بإسم أرام منها أرام بين النهرين وأرام دمشق… وأرام هي سوريا القديمة. واللغة الأرامية هي السورية القديمة.

    وذكر هنا أولاد أرام وأرفكشاد فقط غالباً لأهميتهما.

    عوص: هي أرض أيوب (أي 1:1) وهي جنوب صحراء سوريا بين سوريا وأدوم.

    حول: وادي الأردن.

    جاثر: مقاربة لحول.

    ماش: غالباً بسوريا بها جبل ماسوس.

    فالج: إهتم موسي بنسل أرفكشاد الذي انجب شالح وشالح ولد عابر وعابر ولد فالج الذي من نسله جاء إبراهيم أبو شعب الله. وسمي هكذا لأن في أيامه قسمت الأرض ومعني كلمة فالج تعني

    1. مجري ماء وربما أشارت لإقتسام فالج ويقطان ينابيع المياه وأراضي الرعي فقد سكن فالج عند الفرات ويقطان ذهب لبلاد العرب.

    2. كلمة فالج قد تعنى إنقسام وقد يشير لإقتسام فالج ويقطان الأرض بينهما. أو يشير لتفرق العالم نتيجة بلبلة الألسنة. هذا كان تفسير القديس أغسطينوس أن كلمة فالج تشير لتعدد اللغات ففي أيامه بدأ ظهور أكثر من لغة علي الأرض بعد أن كان الكل يتحدث بما دعي فيما بعد بالعبرية. (هذا التفسير بحسب التقليد اليهودي).

    يقطان: يسميه العرب قحطان وله 13 ابن سكنوا جميعاً في الجزيرة العربية ومن أولاده شبا: سكن في جنوب غرب الجزيرة العربية وكان منهم ملكة سبأ وسميت ملكة التيمن أي ملكة الجنوب اليمن حالياً. وكانت عاصمة اليمن تسمي سبأ.

    أوفير: قد تكون جنوب الجزيرة العربية وهاجر منها بعضهم لإفريقية وأرضهم مشهورة بالذهب.

    حويلة: جنوب بلاد العرب وهو غير حويلة بن كوش الذي كان في الشمال.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالخميس 21 يوليو 2011, 11:47 am

    تفسير سفر التكوين الحادي عشر


    أية 1:

    " 1 وكانت الارض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة "

    لغة واحدة: يظن البعض أن هذه اللغة كانت العبرانية ويدللون علي ذلك ان الأسماء الأولي مثل آدم وحواء وعدن عبرية. وأن بعد بلبلة الألسنة ظلت هذه اللغة هي لغة عابر وكان هذا مكافأة له علي قداسته (نادي بهذا القديس أغسطينوس) وإستمرت العبرية لغة اليهود حتي السبي ثم تحولت للأرامية لإختلاطهم بالبابليين. ويري البعض الأخر أنها كانت الكلدانية (السريانية) ويعللون ذلك بأن اللغات الشرقية كلها مشتقة من مصدر واحد وأن العبرية ليست إلا فرعاً من فروع هذه اللغة. عموماً يصعب تحديد هذه اللغة الواحدة قبل البلبلة.





    ولكننا نري يوم الخمسين حين حل الروح القدس أنهم تكلموا بلغات مختلفة وفهموا بعضهم فمثلاً سمع المصريين أو الفرس بعض الرسل يتكلمون بلغتهم وفهموهم. ونستنتج أن الروح القدس روح المحبة قادر أن يضع فينا لغة مشتركة بها نتقاهم معاً هي لغة الحب الذي لا يعرف الإنقسام. لغة الشكر والتسبيح لله. هذه هي اللغة التي سنتكلم بها في السماء، فهي لغة كل السمائيين. ونفهم أن بلبلة الألسنة حدثت لتفضح البلبلة الداخلية.



    أية 2:

    " 2 وحدث في ارتحالهم شرقا انهم وجدوا بقعة في ارض شنعار وسكنوا هناك "

    وحدث في ارتحالهم: غالباً للبحث عن مراعي للماشية. أو للإمتداد لباقي الأماكن لتعميرها. شرقاً: بعد الطوفان إستقر الفلك علي جبل أراراط وقوله شرقاً فهذا يشير إما انهم بعد الطوفان كانوا قد أتجهوا ناحية الغرب أولاً ثم أتجهوا شرقاً نحو أرض شنعار: وأرض شنعار هي سهل دجلة والفرات. أو أن جزء منهم إتجه شرقاً وهم الذين حاولوا بناء البرج. لأن جبل أراراط شمال أرض شنعار. أو لأن أرض شنعار عموماً تسمي الشرق (عد 7:23) فهي شرق أرض الميعاد.



    أية 3:

    " 3 وقال بعضهم لبعض هلم نصنع لبنا ونشويه شيا فكان لهم اللبن مكان الحجر وكان لهم الحمر مكان الطين "

    قال بعضهم لبعض: هنا نري الأشرار يدعمون بعضهم بعض فهل نفعل هذا كأولاد الله. ونجد هنا بداية التمدن. فلأن سهل شنعار يفتقد وجود الحجر إستعملوا اللبن المحروق بالنار بعد تجفيفه في الشمس، كما يحدث حالياً في مصر لتصنيع الطوب الأحمر. والحُمر: نوع من القار المعدني متي جمد يدعي بالزفت. وهو يكثر في منطقة الفرات.

    مكان الطين: استخدم الطين لعمل المونة بين قطع الحجر. والأن يستخدم الحمر بدلاً منه. ولنلاحظ أن هؤلاء الذين بنوا لهم مدينة لتكون باقية في الأرض إستخدموا الطين والزفت. أما من عاش في خيمة مثل أبرام متغرباً فلنسمع ما أعده الله لمن هم مثله (أش 12،11:54+ رؤ 19:21).



    أية 4:

    " 4 وقالوا هلم نبن لانفسنا مدينة وبرجا راسه بالسماء ونصنع لانفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الارض "

    ما هو هدف بناء البرج والمدينة؟

    1. قال البعض: ليهربوا من الطوفان إذا حاول الله إهلاكهم بسبب خطاياهم. ولكن إذا كان هذا صحيحاً لبنوا البرج فوق الجبل. عموماً هو إحتمال قائم.

    2. برجاً رأسه بالسماء: هذا القول يحمل نغمة تحدي الله فيصل للسماء أي يصل لله. ولكن الوصول للسماء يكون بالقداسة وليس بالأبراج العالية. وقال البعض أقاموه لعبادة نجوم السماء وأرادوه عالياً ليصلوا لأعلي مكان ليرضوا الهتهم ويتقربوا لها (بداية العبادة الوثنية).

    3. لنصنع لأنفسنا إسماً: كانوا يريدون أن يكون هذا البناء الرائع شاهداً لعظمتهم مخلداً لهم ليتحدث عنهم الجميع بمهابة وتعطيهم سيادة للعالم. وهناك من قال أنهم كتبوا أسماؤهم علي حجارة البرج. فهو علامة علي المجد الزمني العالمي، هم قوم مختالين بأنفسهم.

    4. لئلا نتبدد علي وجه كل الأرض: لقد أمرهم الله بالإنتشار ليملاؤا كل الأرض ولكنهم حاولوا أن يتمركزوا في بابل مؤسسين مملكة عظيمة غالباً بقيادة نمرود مخالفين رأي الله. وقيل عن الكنعانيين أن لهم مدن عظيمة محصنة إلي السماء (تث 28:1). ولم يكن الشر في أنهم أرادوا أن يقيموا مدينة ولا في بناء برج شاهق لكن في قلوبهم التي كانت في وضع تحدي لله ورفض لمشورته فهم لم يثقوا في حمايته ووعوده مع أن الله يكون سوراً من نار يحمي اولاده. (زك 5:2) وهم في بعدهم عن الله أرادوا أن يثبتوا ذواتهم فيقيموا لأنفسهم إسماً. وإذا كان الكنعانيين بنوا مدن عظيمة محصنة إلي السماء ، فلنا أن نتصور أن هؤلاء البابليين لم يكتفوا ببناء برج واحد بل أرادوا بناء أبراج عالية كثيرة. ولو عادوا لله بالحب لوجدوا فيه مدينتهم السماوية وحصنهم الحقيقي ولنالوا إسماً في السماء وليس علي الأرض فقط.



    أية 5:

    " 5 فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو ادم يبنونهما "

    فنزل الرب: الله موجود في كل مكان وقوله نزل لا يُفهم حرفياً لكن معناها:-

    1. نزل تشير لمدي تدني فكرهم فنزول الله معناها أن يتواضع ليري عملهم المتدني.

    2. هو نزول، أن الله يهتم بتفاصيل حياة البشر حتي عصيانهم.

    3. بعد ذلك نزل الرب وتجسد ليخلص ويرفع مستوي البشر الهابط.

    4. قوله ينزل أي أنه سوف يفعل شيئاً غير عادي علي الأرض لتصير حضرته ملموسة.

    لينظر: بنفس المفهوم لا يعني أن يتعلم شيئاً جديداً فهو لا يجهل شيئاً. إنما يقال ينظر ويعرف بالمعني الذي به يجعل الأخرين ينظرون ويعرفون. فالله يحدثنا بلغتنا بقدر ما نفهم ونحتمل.

    بنو آدم: هم بنو آدم وليس أبناء الله. فهم هنا شابهوا آدم أبيهم في عصيانه. وهم علي شكل أبيهم سيموتون فلماذا يبحثون عن إسماً علي الأرض ولماذا يتحدون الله وهم ضعفاء.



    الأيات 6-8:

    6 وقال الرب هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل والان لا يمتنع عليهم كل ما ينوون ان يعملوه 7 هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض 8 فبددهم الرب من هناك على وجه كل الارض فكفوا عن بنيان المدينة "

    كان الله يمكنه بسهولة أن يعاقبهم بالموت لكن ليست هذه هي طريقة الله فالله لا يعاقب الأن في هذه الحياة بل هو يؤدب ويوقف إمتداد الشر حتي لا يؤثر علي خطة الله للبشر. ونجد الله هنا يؤدبهم بأن بلبل السنتهم وبددهم في الأرض ولنلاحظ:-

    1. هم خافوا أن يتبددوا فبنوا برجاً يجمعهم كنقطة تجمع ومركز لمملكة قوية لكن الله بددهم.

    2. ضربات الله تظهر عدله ومراحمه ممتزجين معاً.

    ‌أ. لقد بلبل الله ألسنتهم حتي لا يتفقوا علي صنع الشر. وبوقوف الأشرار ضد بعضهم وعدم إتحادهم نفهم كيف تعين الأرض المرأة (رؤ 16:12).

    ‌ب. بلبلة الألسنة أدت لإنتشارهم في الأرض كلها وتعميرها.



    أية 9:

    " 9 لذلك دعي اسمها بابل لان الرب هناك بلبل لسان كل الارض ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الارض "

    لذلك دعي إسمها بابل: إسم بابل يعني باب إيل أي باب الله. والله هنا يستخدم اسم بابل لبلبلة الألسنة. فهناك معان متعددة لبعض الأسماء ومنها بابل هذا. وهناك بيت شعر للمتنبي صنع فيه هذا فمدينة تدمر أعجمية معناها النخل وجاء المتنبي فوضعها في بيت شعر بمعني الدمار. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهكذا صنعت زوجة نابال مع داود فهي غيرت مفهوم اسم زوجها نابال فكلمة نابال تعني عود للطرب أو أحمق. وهذا يدل علي عدم رضاء الله علي أهل بابل ولا يريد أن ينسب أسمها له.



    الأيات من 10-26:

    " 10 هذه مواليد سام لما كان سام ابن مئة سنة ولد ارفكشاد بعد الطوفان بسنتين. 11 وعاش سام بعدما ولد ارفكشاد خمس مئة سنة وولد بنين وبنات 12 وعاش ارفكشاد خمسا وثلاثين سنة وولد شالح 13 وعاش ارفكشاد بعدما ولد شالح اربع مئة وثلاث سنين وولد بنين وبنات 14 وعاش شالح ثلاثين سنة وولد عابر 15 وعاش شالح بعدما ولد عابر اربع مئة وثلاث سنين وولد بنين وبنات 16 وعاش عابر اربعا وثلاثين سنة وولد فالج 17 وعاش عابر بعدما ولد فالج اربع مئة وثلاثين سنة وولد بنين وبنات 18 وعاش فالج ثلاثين سنة وولد رعو 19 وعاش فالج بعدما ولد رعو مئتين وتسع سنين وولد بنين وبنات 20 وعاش رعو اثنتين وثلاثين سنة وولد سروج 21 وعاش رعو بعدما ولد سروج مئتين وسبع سنين وولد بنين وبنات 22 وعاش سروج ثلاثين سنة وولد ناحور 23 وعاش سروج بعدما ولد ناحور مئتي سنة وولد بنين وبنات 24 وعاش ناحور تسعا وعشرين سنة وولد تارح 25 وعاش ناحور بعدما ولد تارح مئة وتسع عشرة سنة وولد بنين وبنات 26 وعاش تارح سبعين سنة وولد ابرام وناحور وهاران "

    هذه القائمة تشير أنه كما جاء من نسل حام من يقيم بابل رمز للمدينة الأرضية هكذا جاء من نسل سام من يقيم مدينة الله. وهنا يبدأ من سام ليصل لإبراهيم ونلاحظ:

    1. لا نسمع في هذه القائمة نغمة "ومات" كما في الأصحاح الخامس فهذا النسل سيأتي منه المسيح. وهذه القائمة مدعوة من الله لوعد بالحياة.

    2. كان منهم من عبد الأوثان. (يش 3،2:24+ أع 2،1:7) فالله دعا إبراهيم ليترك أرضه وعشيرته ولا يتشبه بأباه في عبادة الأوثان. لكن الوحي لم يذكر لهم هنا عبادتهم للأوثان.

    3. أعمار هذه القائمة صغيرة بالنسبة لقائمة إصحاح "5" لكن ماذا يهم لو أن الأعمار هنا قليلة لكن هناك وعد بالحياة في السماء.

    4. لقد كان كل أب يسلم أبنه وعداً ورجاء بالميراث.



    الأيات 27-32:

    " 27 وهذه مواليد تارح ولد تارح ابرام وناحور وهاران وولد هاران لوطا 28 ومات هاران قبل تارح ابيه في ارض ميلاده في اور الكلدانيين 29 واتخذ ابرام وناحور لانفسهما امراتين اسم امراة ابرام ساراي واسم امراة ناحور ملكة بنت هاران ابي ملكة وابي يسكة 30 وكانت ساراي عاقرا ليس لها ولد 31 واخذ تارح ابرام ابنه ولوطا بن هاران ابن ابنه وساراي كنته امراة ابرام ابنه فخرجوا معا من اور الكلدانيين ليذهبوا إلى ارض كنعان فاتوا إلى حاران واقاموا هناك 32 وكانت ايام تارح مئتين وخمس سنين ومات تارح في حاران "


    هاران ولد إبناً هو لوط وإبنتين هما ملكة ويسكة. وتزوج ناحور أخو هاران ملكة بنته (بنت هاران) أي تزوج بنت أخيه. وهؤلاء ظلوا في أور وقد تزوج إسحق ويعقوب من هذه العائلة. ولاحظ فقد خرج تارح مع إبرام وساراي ولوط من أور ثم توقف في حاران ومات. وكثيرون خرجوا من أور (الخطية) لكنهم بقوا في حاران ولم يصلوا لكنعان





    حياة إبراهيم

    · يسمي الأباء الأولون مثل إبراهيم وإسحق ويعقوب ونوح وأيوب… الأباء البطاركة فكان كل منهم رأس لعائلته وكاهناً لها ويقدم الذبائح لله وكان هذا قبل تأسيس الكنهوت اللاوي.

    · بدأ عصر البطاركة (الأباء) كطريق تمهيدي لدخول الله مع البشرية في عهود متتالية تختم بالعهد الذي يقيمه الله مع الأنسان في المسيح يسوع خلال الدم الذكي علي الصليب.

    · بدأ العمل بدعوة إبراهيم كأب الأباء، خلاله أخذت البشرية كلها – أهل الختان وأهل الغرلة – الوعد بالبركة. فبإيمانه تبرر وهو بعد في الغرلة (رو4) وأخذ الختان كختم لهذا الإيمان، فحمل إبراهيم أبوة جسدية لأهل الختان وأبوة روحية لمن يسلك بإيمانه



    رحلة حياة إبراهيم

    1. عاش إبراهيم مع أبيه تارح وأخوته في أور الكلدانيين حيث تزوج سارة.

    2. تلقي الدعوة الأولي للخروج وهو في أور وهذا ما أعلنه أسطفانوس أع 2:7.

    3. خرج من أور ومعه أبيه تارح وزوجته وابن اخيه لوط وسكنوا في حاران 15 سنة.

    4. بعد موت أبيه تارح جاءته الدعوة الثانية للذهاب إلي كنعان. فالله يكرر دعواته لعبيده. بمحبة ولطف وكرم بل وبإلحاح "ألححت علي فغلبت" (أر 7:20) وخرج إبراهيم من حاران وعمره "75" سنة.



    5. يبدو أنه اتخذ طريقه إلي كنعان عبر دمشق حيث أخذ عبده كبير بيته اليعازر الدمشقي.

    6. أقام أولا في شكيم (6:12) ثم ذهب إلي بيت إيل (8:12) ثم جنوباً.

    7. إذ حدث جوع إرتحل إلي مصر وقال عن سارة أنها اخته خوفا من فرعون.

    8. عاد إلي أرض الجنوب في فلسطين 1:13 ثم ذهب إلي بيت إيل 3:13.

    9. إفترق عن لوط فذهب إبراهيم إلي بلوطات ممرا في حبرون وذهب لوط إلي سدوم. وأقام إبراهيم في بلوطات ممرا بين 15-25 سنة ودخل في عهود مع ملوك الأموريين. وغلب كدرلعومر وحلفائه لينقذ لوط. وفي عودته باركه ملكي صادق.

    10. إنتقل من بلوطات ممرا إلي أرض الجنوب وهناك أخذ أبيمالك ملك جرار زوجته سارة.

    11. إمتحن الله إبراهيم وسأله أن يذبح إبنه أسحق علي جبل المريا.

    12. إرتحل إبراهيم بعد ذلك إلي بئر سبع.

    13. موت سارة ودفنها في مغارة المكفيلة.

    14. بعد موتها أوصي إبراهيم عبده أن يذهب لعائلته ليأخذ زوجة لإبنه إسحق.

    15. تزوج قطورة وأنجب منها 6 أولاد.

    16. مات إبراهيم وسنة 175 سنة ودفن في مغارة المكفيلة.



    ملاحظات سريعة علي حياة إبراهيم

    1. دعوة الله لإبراهيم إن يخرج من أور ثم من حاران هي دعوة الله لكل نفس أن تعتزل أماكن الشر. فأهل أور من نسل حام كانوا يعبدون الأوثان. وكان دعوة الله لإبراهيم أن يترك أهله وعشيرته لأرض لا يعرفها ليحيا حياة الغربة في خيمة.

    2. هو تغرب من أهله وعن عشيرته لكنه لم يتغرب عن الله فأينما حَل أقام مذبحاً. لذلك ظهر في حياة إبراهيم دائما الخيمة والمذبح= غربة عن العالم وشركة مع الله.

    3. ظهر الإيمان واضحاً في حياته فصار أباً لجميع المؤمنين وأمنت جميع الأديان بقداسته ففيه إلتقي الجميع. فحينما دعاه الله خرج وراء الله وهو لا يعلم إلي إين. وحينما طلب منه الله تقديم أبنه قدمه دون مناقشة.

    4. دعوة الله لإعتزال الشر موجودة دائماً في الكتاب المقدس راجع (2كو 17:6 + رؤ 4:18 + تك 17:19). والأنسان لكى تدخله محبة المسيح لابد أن يترك شيئاً لأجله فالمرأة السامرية تركت جرتها والتلاميذ تركوا شباكهم بل تركوا المهنة كلها ومتي ترك مكان الجباية وإبراهيم ترك بيته وعشيرته وبلده.

    5. إتبع الله مع إبراهيم منهجاً عجيباً فهو يجرده من كل شيء حتي تزداد صلته بالله وتزداد محبته، بدأ بأباه تارح ثم بأرض حاران ومن قبل ذلك أخرجه من أور نفسها ثم جرده من هاجر وإسمعيل (رمز المحبة الجسدية) كما كان تارح رمزاً للمعطلات فهو عطل إبراهيم في حاران 15 سنة بعيداً عن كنعان. وجرده من المدينة الآمنة أور فهي مركز للعبادة الوثنية. ثم جرده من سارة وطلب منه تقديم إسحق. وهنا إرتفع إبراهيم في محبته للمستوي الذي قال عنه المسيح "من أحب أبا أو أما… أكثر مني فلا يستحقني" والمعني أن لا تكون العواطف البشرية الطبيعية عائقاً عن حب الله.

    6. إيمان إبراهيم وحياته مثالاً عجيباً في الكتاب المقدس. فهو إيمان عملي بأن الله يعوله عب 9،8:11. وعاش كغريب ينتظر المدينة السماوية ساكناً هنا في خيام. بل آمن بأن الله قادر ان يقيم إسحق من الموت بعد أن يقدمه ذبيحة لأن الله وعده بنسل من اسحق فهو رجل إيمان ورجل طاعة لله وله روح العبادة يقيم مذبحاً في كل مكان، متغرباً عن العالم بشروره. بل هو مثال للإتضاع (يسجد لبني حث طالباً منهم شراء مغارة المكفيلة) وللشجاعة فهو يحارب خمس ملوك لينقذ لوط. ومثال للتسامح فهو أنقذ لوط بالرغم مما فعله به لوط. ومثالا لعفة النفس فلم يقبل أي أجر عن حربه وانقاذ أهل سدوم ومثال للكرم فهو يضيف الغرباء وهو لا يعرفهم. هو صديق لله يشفع عن أهل سدوم وحتي أن الله لا يخفي عنه شيئاً.

    7. بسبب كل هذه الفضائل في حياة إبراهيم كثرت وعود الله له وبركاته لإبراهيم ونسله وتركزت الوعود في

    ‌أ. يكون بركة وبه تتبارك الأمم: يأتي منه المسيح.

    ‌ب. وعود بالنسل الكثير: رمز لنمو الكنيسة (يهود وأمم).

    ‌ج. وعود بالأرض وميراثها: رمز الأرض الجديدة والملكوت.



    وعود الله لإبراهيم

    1. تك 2:12-3 كانت في حاران وعمره 75 سنة.

    2. تك 7:12 بعد أن ترك حاران حينما أمره الله.

    3. تك 14:13-17 بعد أن تركه لوط فوعده الله بميراث الأرض كلها.

    4. تك 4:15-18 بعد معركة كدر لعومر.

    5. تك 4:17 غير الله إسمه لإبراهيم.

    6. تك 17:22، 18 بعد تقديم إسحق محرقة.

    علي إننا نلاحظ أن وعود الله لا تتحقق فورياً، فوعد الله الأول لإبراهيم كان وعمره 75 سنة ولم يتحقق أن يكون لإبراهيم نسل من سارة إلا وسنه 100 سنة. فالله لا يتعجل الأمور كالبشر المصابين بحمي السرعة ولكن هناك ميعاد لتحقيق وعود الله وهو الميعاد المناسب والذي يسمي "ملء الزمان".( غل 4: 4)

    7. ومع كل صفات إبراهيم الرائعة كان له سقطات فظيعة مثل

    ‌أ. النزول إلي مصر دون إستشارة الله حين حدثت المجاعة. فالله الذي عال إيليا كان يستطيع أن يعوله لكنه تعجل وبحث عن الحلول البشرية ونتعجب فهو لم يقيم مذبحاً لله في أرض مصر.

    ‌ب. كذبه وإدعائه أن سارة أخته (هي من أبيه وليست من أمه) لكن إخفاء جزء من الحقائق للخداع هو كذب وكانت النتيجة أن فرعون أخذها.

    ‌ج. قبوله هدايا فرعون مقابل زوجته. فهو إحتمي وراء زوجته بل كسب مادياً من ذلك.

    ‌د. تكرار نفس الخطأ مع إبيمالك ملك جرار. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي قصة إبيمالك نري إبراهيم يعترف بأنها خطة إتفق عليها مع سارة حتي لا يقتله أحد بسبب جمالها. ونري إبراهيم هنا يحكم علي أهل جرار ظلماً بأن ليس فيهم خوف الله والسؤال "لماذا أتيت إذاً."

    ‌ه. لما أبطأ الله في تنفيذ وعده بالنسل تعجل إبراهيم وتزوج هاجر فكان هذا سبب مشاكل أسرية ومرارة نفس للجميع وبعد أن كانت سارة تقول له يا سيدي بدأت تتشاجر معه وتقول له أنه ظلمها وتحولت السعادة العائلية لمشاجرات.



    والسؤال: - لماذا يكشف الله ضعفات رجاله في الكتاب المقدس؟

    1. من المعزي حينما نقرأ الكتاب المقدس عن رجال الله القديسين نجدهم شخصيات بشرية مثلنا لهم ضعفاتهم ونقائصهم وسقطاتهم فلا نظن أنهم من عجينة أخري غيرنا أو من طبيعة مختلفة عنا (فنوح سكر وتعري وإبراهيم أخطأ) إذاً:-

    أ. لا نيأس إن أخطانا بل يكون لنا رجاء أن نقوم ونتوب وأن الله سيقبلنا.

    ب. يكون لنا رجاء في حياة مقدسة مثلهم وتكون لنا أشواق روحية للقداسة.

    2. حينما نجد أن الجميع زاغوا وفسدوا…رو 12:3 نعرف أن الجنس البشري كله ساقط ويحتاج لمعونة من الله فنشعر بإحتياجنا جميعاً لدم المسيح ونعمته.

    3. الله لم يختار أشخاص معصومين لخدمته بل أشخاص عاديين لهم إيجابياتهم ولهم سلبياتهم ولكنه يقنعهم بأن يتخلوا عن سلبياتهم ليسيروا في طريق الكمال. وهكذا كل منا بالرغم من سلبياتنا فالله وضع لكل منا عمل وخدمة وعلينا أن نعمل بأمانة حتي نتممه ولا نسمع لمشورات عدو الخير بأن نترك خدمتنا لأننا غير مستحقين بل نتجاوب مع عمل الروح القدس الذي يتوبنا فتكون خدمتنا ناجحة.

    4. الله يتدخل لحماية أولاده وحياتهم حتي دون أن يسالوه وحتي لو كانت مشاكلهم بسبب أخطائهم الشخصية، هكذا أنقذ الله سارة في المرتين من يد فرعون ومن يد أبيمالك. بل نري الله يسعي لصداقة مع البشر ويكشف لهم أسراره "هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله. وإبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية تك 17:18 هذه تساوي في الأمثال العامية " إن كبر إبنك خاويه". وعجيب هو الله في تواضعه ومحبته.

    5. يتضح من قصة سارة وهاجر. خطأ تعدد الزوجات وخطأ الحلول البشرية. والحلول البشرية قد تأتي بحلول سريعة لكن مشاكلها كثيرة. فما فشلت فيه سارة بأن تنجب ولداً لمدة 83 سنة عملته هاجر في سنة. ولكن حجم المشاكل كان رهيباً.

    الخيمة والمذبح: هما علامتين ملازمتين لإبراهيم أينما ذهب. والخيمة تعني شعوره بالغربة في هذا العالم، لأنه يبتغي وطناً أفضل أي سماوي عب 16:11 والمذبح إشارة للعلاقة مع الله، وعبادة الله. ولنلاحظ أن خيمة بدون مذبح، لا تزيد عن كونها "مرضا" نفسياً وعزلة عن المجتمع فالشعور بالغربة والإنعزال عن المجتمع دون أن يكون هناك حياة وصلاة وعشرة لذيذة معزية مع الله، ستكون هذه العزلة، شيئاً غريباً مؤلماً للنفس. المؤمن الحقيقي يعتزل العالم بشره وخطاياه لأنه اكتشف لذة المخدع. ولذلك وجدنا حياة إبراهيم سلسلة من الرؤي والتعزيات الإلهية بسبب عبادته (المذبح) التي كانت بجانب إحساسه بالغربة (الخيمة)

    أبوكم إبراهيم رأي يومي وفرح: يو 56:8 لقد رأي إبراهيم الله بعد أن قدم إسحق (تك 14:22). وغالباً في هذه الرؤيا فهم إبراهيم معني تقديم إبنه اسحق ذبيحة، وفهم معني الخلاص الذي سيتم بالمسيح…. ففرح وتهلل.



    الوعد بأن اليهود لهم الأرض من النيل للفرات

    هذا الوعد جاء في تك 18:15 ولنا عليه عدة تعليقات لأن اليهود كعادتهم يخدعون البسطاء وغير الدارسين.

    1. الوعد لم يقل من النيل… بل من نهر مصر (وهذا المقصود به فرع النيل الذي كان يصل إلي شرق العريش، وهذا الفرع إندثر الآن).

    2. نهر الفرات المقصود هو الفرع الذي يمر في سوريا وليس العراق.

    3. هذه المملكة تحققت فعلاً في أيام سليمان امل 21:4 فهذه النبوة قد تمت فعلاً.

    4. في الأيات تك 20،19:15 لم يذكر اسم المصريين ولا السوريين ضمن الشعوب التي سيخضعها اليهود لهم. بل ذكر الشعوب الكنعانية فقط (ولم يذكر أيضا الفلسطينيين).

    5. هذه الأية تك 18:15 لها تطبيق روحي جميل يتمشي مع أش 23:19-25 وهو أنه في الأيام الأخيرة سيكون هناك إيمان قوي لمسيحيي مصر وسوريا بالإضافة لليهود في إسرائيل الذين سيؤمنون بالمسيح في نهاية الأيام.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالجمعة 22 يوليو 2011, 11:36 am

    تفسير سفر التكوين اصحاح 12
    بعد الطوفان تعاملت البشرية مع الله كخصم وليس كصديق محب، وبحث الله عن إنسان يستحق أن يتمتع بالدعوة ليكون أباً لشعب الله الذي يأتي منه المسيح. ووجد أبرام فدعاه ليعتزل شعبه لينطلق بالبشرية في علاقتها مع الله ببداية جديدة. وأبرام تعني أب مكرم أو أب سام وحينما غير الله إسمه جعله إبراهيم وهذه تعني أباً لجمهور كثير فهو أب الأباء وأب جميع المؤمنين. وهو أب الشعب الذي سيأتمنه الله علي الخلاص المزمع أن يحدث.

    وأور بلد إبراهيم كانت عاصمة الكلدانيين وكانت مركزاً لعبادة الأوثان. وعاش فيها إبراهيم مع أبيه تارح (في جنوب بابل). كانت علي ساحل الخليج الفارسي في أيام إبراهيم ثم ردم الطمي جزءاً من الخليج فصارت الأن للداخل. وحينما كانت علي الخليج كانت مركزاً تجارياً ساحلياً وهناك إنتشر الغني مع الرجاسات وإشتهرت بالهها "نانار" إله القمر الذي إشتهرت عبادته بالرجاسات المرة. وهكذا كانت حاران أيضا مركزاً لعبادة إله القمر. ولذلك نجد أن إبراهيم لم يحصل علي أية إعلانات أثناء فترة تواجده في أماكن الشر.

    ولم يوجد وسط المنطقة كلها، بل في العالم في ذلك الحين من يعبد الله بالحق سوي أبرام الذي بقي شاهداً لله وإجتذب إليه زوجته ساراي ولوط إين أخيه.

    وإذ رأي الله أمانة إبرام دعاه للخروج من أور فخرج ومعه تارح أبيه ولوط وساراي ولكن تارح عطله فترة طويلة في حاران. وبعد موت تارح كرر الله الدعوة لإبرام ونجد سفر التكوين يحكي لنا عن هذه الدعوة في حاران بينما كشف أسطفانوس عن دعوة الله لإبراهيم في أور (أع 2:7). وإستجابة أبرام لله تعبر عن إيمانه العجيب بأن الله قادر أن يخرج حياة من الموت. هذا هو الإيمان الظاهر في حياته. وهذا هو الإيمان الذي يحتاجه كل خاطئ.

    1. خروجه وهو في سن كبير (75) سنة من مدينة معروفة إلي برية ومكان مجهول، لم يسأل كيف يعوله الله في البرية وهو في هذه السن الكبيرة. والبرية القاحلة تعني الموت لكن الله قادر أن يحييه في غربته وفي هذه البرية.

    2. إيمانه بأن الله قادر أن يحيي مستودع سارة الميت.

    3. إيمانه بأن الله قادر أن يقيم أسحق ويكون له نسل منه حتي لو قدمه محرقة عب 19:11
    4. وكانت عائلة إبراهيم عائلة مؤمنة بلا شك ولكن تسلل إليها بعض العادات الوثنية من الجيران الوثنيين فنحن نجد لابان بعد ذلك له ألهته (تماثيله الوثنية التي يعتقد في بركتها) فهو يعبد الله لكن لا مانع من وجود هذه التماثيل. وكان الله بدعوته لإبراهيم يحافظ علي نسله من تسلل هذه العبادات إليهم. وقد أثر إبراهيم علي من حوله وإجتذبهم لعبادة الله ومنهم من إرتقي خطوة كتارح الذي خرج معه لكنه لم يكمل الطريق. ومنهم من إرتقي لخطوة أكبر من تارح كلوط الذي خرج من حاران مع إبراهيم لكنه سقط بعد ذلك في محبة العالم وإختار النصيب العالمي. هؤلاء كانت قوتهم الدافعة للخروج هي إيمان إبراهيم وليس إيمانهم الشخصي. هؤلاء كل منهم سقط في مكان فتارح سقط ومات في حاران أما لوط الذي كانت محبة العالم في قلبه فسقط في سدوم (أين نحن؟).

    وفي أش 2،1:51 "إنظروا إلي الصخر الذي منه قطعتم إنظروا إلي إبراهيم أبيكم

    وإلي نقرة الجب التي منها حفرتم وإلي سارة التي ولدتكم."

    الصخر هنا هو إيمان إبراهيم الذي آمن بأن مستودع سارة الميت (نقرة الجب) يعطي حياة.



    أية 1:

    " 1 وقال الرب لابرام اذهب من ارضك ومن عشيرتك ومن بيت ابيك إلى الارض التي اريك "

    ليس من السهل أن يحتفظ الإنسان بالله والأرض في وقت واحد. وهذه الدعوة الألهية موجهة لكل نفس بشرية حتي تنطلق من محبة العالم والذات (الأنا) من محبة العادات والخطايا القديمة. هي دعوة للغربة عن العالم ولتطبيق الأية "أنا صلبت للعالم والعالم صلب لي". بهذا تلتقي النفس بالله وتعيش معه في أحضانه "أميلي أذنك وانسى شعبك وبيت أبيك مز 45" من أرضك: الدائرة الواسعة التي تعيش فيها أي كل أرض الكلدانيين ومن عشيرتك: الدائرة الأصغر: أي القبيلة التي تنتمي إليها ومن بيت أبيك: هي أصغر دائرة. فمن يعتزل يعتزل كل شئ. إلي الأرض التي أريك: لقد أعطي الله لإبرام وعداً بأرض أفضل لكنه لم يحددها ولم يكن إبرام قد رآها. لكنه صدق الله بالإيمان. فهل نصدق أننا لو تركنا خطايانا نرث السماء التي هي أفضل. الإيمان لا يخدع لكن حواسنا تخدعنا. وبالإيمان يفتح الله عيوننا علي الأمور غير المنظورة ونتمتع بمعرفة الله فنزداد إقتناعاً بترك العالم فتزداد بصيرتنا وهكذا ننتقل من إيمان لأيمان أعظم.



    أية 2،3:

    " 2 فاجعلك امة عظيمة واباركك واعظم اسمك وتكون بركة 3 وابارك مباركيك ولاعنك العنه وتتبارك فيك جميع قبائل الارض "

    مع كل دعوة أو وصية هناك وعد يقدمه الله (2كو 18،17:6 + رؤ 2،3) من يغلب أعطيه…. كذا وكذا. فالله إذا حرم إنسان من شيء يعوضه أضعاف. فالله حرم إبرام من أهله وعشيرته وها هو يعده بأن أجعلك أمة عظيمة. وهو ترك أور العظيمة يومها والله يقدم له وعداً وأباركك وأعظم أسمك: وأين عظمة أور اليوم التي تركها ابراهيم من العظمة التي صارت لإبراهيم في كل العالم وفي كل العصور. وهو ترك غني أور والله يعده تكون بركة: هو يبارك من حوله ويبارك المكان الذي يوجد فيه. هو ترك أور فأعطاه الله كنعان كلها وحرم من عائلته فصار أبا للمؤمنين. فقد حماية أور بأسوارها المنيعة فصار له الله سوراً من نار: أبارك مباركك ولاعنك العنه. ونأتي لأعظم بركة نالها إبراهيم وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض: هذا هو وعد الخلاص وبأن المسيح يأتي من نسله لذلك قال وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض: هذا هو وعد الخلاص وبأن المسيح يأتي من نسله لذلك قال فيك ولم يقل بك. فالإنسان الذي يتخلي عن شيء من أجل الله لا يعيش محروماً بل هو يأخذ الكثير فالله لا يقبل أن يكون مديناً لإنسان بل هو يعطي بسخاء ولا يعير. وهذه البركة الأخيرة تشير إلي أن من يتخلي عن شيء يعطيه الله أن يأخذ ولحساب الجماعة فهو أخذ أن يأتي المسيح من نسله. وكل من قدم توبة حقيقية ينعم بتجلي المسيح فيه فيكون بركة لكثيرين. هذا هو معني "أنتم ملح الأرض… أنتم نور العالم" والوعد لإبراهيم أجعلك أمة عظيمة تحقق في الأمة الإسرائيلية وأنها ترث كنعان والوعد بالبركة لكل العالم صار فيه إبراهيم أباً لكل المؤمنين الذين يتشبهوا به ويؤمنون.



    الأيات 4، 5:

    " 4 فذهب ابرام كما قال له الرب وذهب معه لوط وكان ابرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران 5 فاخذ ابرام ساراي امراته ولوطا ابن اخيه وكل مقتنياتهما التي اقتنيا والنفوس التي امتلكا في حاران وخرجوا ليذهبوا إلى ارض كنعان فاتوا إلى ارض كنعان "

    ليتنا لا نكون مثل تارح نخرج من أور ولا نكمل الطريق إلي كنعان السماوية، وياليتنا لا يكون لنا تارح يعطلنا عن المسير.



    أية 6: " 6 واجتاز ابرام في الارض إلى مكان شكيم إلى بلوطة مورة وكان الكنعانيون حينئذ في الارض "

    بلوطة مورة: تعني بلوطة المعلم وربما أخذت اسمها من معلم ديني أي مدرس كان يجلس تحتها. ويقال أنها تعني بلوطة العراف. وشكيم هي نابلس علي بعد 65 كيلومتر من أورشليم وهي أول بلد بلغها إبراهيم في أرض كنعان.

    وكان الكنعانيون هناك: تاريخياً تشير هذه الجملة إلي أنه في هذا الوقت كان الكنعانيون قد تسيدوا علي الأرض كلها. أو إلي أن موسي بروح الإيمان قبل أن يدخل الشعب لكنعان وبناء علي وعد الله أن هذه الأرض هي لنسل إبراهيم وإسحق ويعقوب يقول هذا كأنه يري الأرض في يد شعب الله وكأنه بهذه العبارة يريد أن يقول الله وَعَدَ إبراهيم بالأرض لكن مازالت الأرض في يد الكنعانين علي رجاء حصول شعب الله عليها. وروحياً يشير هذا للمقاومة التي يجدها أولاد الله في الكنيسة التي تشير إليها كنعان فليس معني التوبة والرجوع للكنيسة أن مقاومة إبليس ستنتهي وتكون الجملة= وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض تعني وكان إبليس حينئذ يحارب أولاد الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). فالكنيسة التي تحيا في السماويات مازالت علي الأرض لذلك يحاربها إبليس (أف 12:6). وليس معني وصول إبراهيم لكنعان هلاك الكنعانيين فوراً بل هناك بعض الحروب لكن كان الله يظهر له ويعزيه (أية 7) ونحن يعطينا الله نصرة وغلبة علي الشيطان ويعطينا سلاماً وفرحاً وصبراً علي هذه الحروب.



    أية 7:

    " 7 وظهر الرب لابرام وقال لنسلك اعطي هذه الارض فبنى هناك مذبحا للرب الذي ظهر له "

    هذه أول مرة يذكر فيها أن الله ظهر لبشر وهي أحد ظهورات المسيح قبل التجسد. وفي هذا المكان أقام أبرام مذبحاً للرب فتقدس الموضع بتقديمه ذبيحة شكر لله من أجل وصوله سالماً.



    أية 8:

    " 8 ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت ايل ونصب خيمته وله بيت ايل من المغرب وعاي من الشرق فبنى هناك مذبحا للرب ودعا باسم الرب "

    لاحظ أنه يكرر بناء مذبح للرب حينما إنتقل إبرام لمكان جديد فالمذبح لم يكن يفارقه.



    أية 9:

    " 9 ثم ارتحل ابرام ارتحالا متواليا نحو الجنوب "

    إرتحالاً متوالياً: نحن في غربتنا في هذا العالم علينا أن نكون في إرتحال متوالي ناحية كنعان السماوية لا تعوقنا أتعاب العالم ولا مغريات العالم.



    أية 10:

    " 10 وحدث جوع في الارض فانحدر ابرام إلى مصر ليتغرب هناك لان الجوع في الارض كان شديدا "

    هذه أول مجاعة تذكر في الكتاب المقدس ومن المؤكد أن سببها هو شر سكان الأرض وكانت المجاعات تتكرر في أرض كنعان وكان العلاج هو النزول إلي مصر حيث نهر النيل. وهكذا صنع إبراهيم دون إن يستشير الرب الذي كان قادراً أن يعوله كما فعل مع إيليا. وهذا الخطأ يمثل خطأ من تاب لكنه سرعان ما يعتمد علي الذراع البشري فيطلب المعونة الإنسانية وليس المعونة الإلهية. ولم يكن في مصر مذبح بناه إبرام فهو يبحث عن شبع البطن ومشكلتنا أننا نبحث عن الراحة الخارجية وليس عن السلام الداخلي الذي يتحقق باللقاء مع الرب عند المذبح مذبح الصلاة والشكر. [ بالرغم من خطأ إبراهيم إلا أن أرض مصر تباركت بزيارته كما تباركت بعد ذلك بحفيده يعقوب ثم بأعظم الكل السيد المسيح. إلا أن هناك فرقاً بين نزول إبراهيم ونزول يعقوب. فيعقوب نزل إلي مصر بمشورة الله] لأن الجوع في الأرض كان شديداً: الجوع يؤثر في الأرض لكن أولاد الله السماويين لهم معاملة خاصة فالكتاب لم يقل أن إبراهيم جاع. أو إشتد عليه الجوع كما قال عن المصريين (تك 20:47) وقد يجوع الجسد لكن هناك سلاماً في النفس (مز 25:37) الله لا يتخلي عن أولاده ويعطيهم حياة سماوية وشبعاً أبدياً.



    الأيات 11-13:

    " 11 وحدث لما قرب ان يدخل مصر انه قال لساراي امراته اني قد علمت انك امراة حسنة المنظر 12 فيكون اذا راك المصريون انهم يقولون هذه امراته فيقتلونني ويستبقونك 13 قولي انك اختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من اجلك "

    هذه هي سقطة أبرام الكبري. فإخفاء جزء من الحقيقة (أنها زوجته) يعتبر كذباً حتي لو كانت شقيقته من أبيه وليس من أمه. فهذا يعتبر خداع وكذب وضعف إيمان. والخداع هو نوع من الغواية يسقط فيه الإنسان ليحل مشكلة بطريقة سهلة فيجلب علي نفسه مشاكل عديدة. وبدء السقوط كان ضعف الإيمان الذي جعله ينزل إلي مصر. وهذا إمتد لضعف إيمان أن الله قادر علي حمايته وحماية زوجته. فالخطية تأتي ورائها بخطايا أخري. والنتيجة أنه حرم من زوجته.



    الأيات 14 – 20: " 14 فحدث لما دخل ابرام إلى مصر ان المصريين راوا المراة انها حسنة جدا 15 وراها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فاخذت المراة إلى بيت فرعون 16 فصنع إلى ابرام خيرا بسببها وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد واماء واتن وجمال 17 فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امراة ابرام 18 فدعا فرعون ابرام وقال ما هذا الذي صنعت بي لماذا لم تخبرني انها امراتك 19 لماذا قلت هي اختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي والان هوذا امراتك خذها واذهب 20 فاوصى عليه فرعون رجالا فشيعوه وامراته وكل ما كان له "

    العجيب أن ما كان إبرام عاجراً عن أعلانه بأن ساراي زوجته أعلنه الله لفرعون ليردها إليه دون أن يمسها، بل ونال غني وكرامة. فالله في محبته لا يحاسب الإنسان حسب ضعفاته. ويفهم من الكلام أن الله ضرب فرعون بضربات لا نعرفها، المهم أنها أي الضربات أستطاعت أن تقنع فرعون بأن الله غاضب إذ هو حاول أن ينال من ساراي. وربما أفهمت ساراي فرعون أنها زوجة إبرام وطلبت منه أن لا يمسها. وربما حاول فرعون فضربه الله. المهم أن الله في محبته لم يقبل أن يعيش إبرام معذب الضمير كل حياته في حالة أن فرعون مس ساراي زوجته. لذلك حفظها الرب من يدي فرعون بل ورد لأبرام غني وكرامة (مز 10:103،11) فالله يخرج من الجافي حلاوة. لقد كان إبرام احد خائفي الرب ومحبيه لذا تمتع بالمراحم التي تعلو علي الأرض (مز 15:105) وتوبيخ فرعون لأبرام يشبه توبيخ البحارة ليونان النبي وهو شيء يدعو للأسف

    وهنا تشابه بين ما حدث لإبراهيم ونسله بعد ذلك.

    1. كلاهما (إبراهيم ونسل يعقوب) ذهبوا لمصر بسبب المجاعة.

    2. في الحالتين كانت هناك ضربات لفرعون وبيته.

    3. كلاهما عادا محملين بالعطايا. (الله سمح بهذا ليدركوا محبته ورحمته).

    وفي الأيات 20،19: نجد أن فرعون ورجاله أخرجوا أبرام. وهنا لم يظهر له الرب. وكان الرب يحدثه باللغة التي تناسبه في ذلك الحين. فحينما كان إيمان إبراهيم بسيطاً كلمه الرب. ولكن إذ لجأ لفرعون ليطعمه ترك الله فرعون يكلمه. هذه هي معاملات الله معنا. فعندما صار بلعام جاهلاً ترك حماره يكلمه. وإذ كان المجوس مهتمين بالنجوم حدثهم بنجم عن ميلاد المسيح.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالجمعة 22 يوليو 2011, 11:37 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 13
    أية 1:

    " 1فصعد ابرام من مصر هو وامراته وكل ما كان له ولوط معه إلى الجنوب "

    إلي الجنوب: أي جنوب أرض فلسطين. وصعود إبراهيم من أرض مصر يشير لقيام كل خاطئ من سقطته وعدم إستسلامه (مي 8:7). ودائما نعود محملين بالبركات.



    الأيات 2-5:

    " 2 وكان ابرام غنيا جدا في المواشي والفضة والذهب 3 وسار في رحلاته من الجنوب إلى بيت ايل إلى المكان الذي كانت خيمته فيه في البداءة بين بيت ايل وعاي 4 إلى مكان المذبح الذي عمله هناك اولا ودعا هناك ابرام باسم الرب 5 ولوط السائر مع ابرام كان له ايضا غنم وبقر وخيام "

    إلي بيت أيل: الله أعاده إلي المكان الذي كان فيه في البداية والله لا يستريح إلا بهذا.

    وعودته لبيت أيل :-

    1. تعيد له الذكريات الأولي الحلوة مع الله وهذا مفيد جداً.

    2. ربما عودته لبيت أيل كانت لتقديم الشكر لله علي عودته هو وسارة سالمين.

    3. هو عاد إلي مذبحه القديم.

    غنياً جداً: هو خرج من التجربة منتفعاً وغنياً جداً وهكذا أولاد الله لا يتوقفوا في نموهم المستمر والدخول إلي الغني الروحي حتي لو تعرضوا لضعفات أو سقطات. وكون إبراهيم كان غنياً جداً هذا يعطي رجاء للأغنياء. فالأغنياء لا تكون السماء مغلقة أمامهم إذا لم يتكلوا علي أموالهم وإذا لم تكن أموالهم قد سببت لهم كبرياء. أو أن حب أموالهم دخل إلي قلوبهم وأربك فكرهم. الفارق بين إبرام ولوط هنا أن أبرام كان له ذهباً وفضة= والذهب يشير للسماويات أو الحياة السماوية والفضة تشير إلي كلمة الله. فكأن إبرام كان يحيا حياة سماوية متمتعاً بكلمة الله أو الوصية كسر غني داخلي. فغناه الحقيقي كان داخله وليس خارجه. أما لوط فيمثل الإنسان المتدين الذي له معرفة نظرية بالله ويصاحب من هم في الكنيسة ولكن قلبه مع العالم(غنم وبقر وخيام). وما يكشف كلاهما (قلب إبراهيم وقلب لوط) هو التجارب (النار هي التي تمتحن القش أو الذهب). وهذا ما سنراه بعد ذلك.



    الأيات 6-13:

    " 6 ولم تحتملهما الارض ان يسكنا معا اذ كانت املاكهما كثيرة فلم يقدرا ان يسكنا معا 7 فحدثت مخاصمة بين رعاة مواشي ابرام ورعاة مواشي لوط وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في الارض 8 فقال ابرام للوط لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك لاننا نحن اخوان 9 اليست كل الارض امامك اعتزل عني ان ذهبت شمالا فانا يمينا وان يمينا فانا شمالا 10 فرفع لوط عينيه وراى كل دائرة الاردن ان جميعها سقي قبلما اخرب الرب سدوم وعمورة كجنة الرب كارض مصر حينما تجيء إلى صوغر 11 فاختار لوط لنفسه كل دائرة الاردن وارتحل لوط شرقا فاعتزل الواحد عن الاخر 12 ابرام سكن في ارض كنعان ولوط سكن في مدن الدائرة ونقل خيامه إلى سدوم 13 وكان اهل سدوم اشرارا وخطاة لدى الرب جدا "

    كانت التجربة التي كشفت قلبيهما هي المشاجرة بين الرعاة فماذا اختار الاثنين:-

    لوط أختار ما يرفع ذاته ويلذذه ولم يهتم بأن يكون جيرانه من الأشرار: فكان أهل سدوم أشراراً وخطاة لدي الرب جداً. أما إبراهيم الذي تجرد من كل شيء فقد ترك لوط يختار لنفسه معتمداً علي الله الذي يختار له، فكان نصيبه سلام قلبي داخلي بل هو إمتلك في نسله كل الأرض. (مت 40:5). لوط سار مع إبراهيم في رحلة الخروج من أور لكن بقلب مغلق حمل في داخله محبة العالم لكن في خارجه كان يبدو رفيقاً لرجل الأيمان. ودعوة إبرام للوط أن يعتزلا كانت من أجل السلام بينهما فيبدو أن لوط لم ينهر رجاله بل ناصرهم وأيدهم وعند الإختيار كان المفروض أن لوط يترك لإبرام الأكبر والأقوي إيماناً أن يختار لكن إذ بأدب وتواضع وإنكار ذات طلب منه إبرام أن يختار. لم يرد ان يخسر الفرصة فإختار أحسن الأرض. فهذه التجربة كشفت عن قلب إبرام المتغرب عن العالم وقلب لوط المادي. ولقد احترقت كل سدوم وعمورة وذهبت إمراة لوط وفسدت ابنتيه. هذا هو مصير محبة العالم ولكن لا يمكن لنا أن ننكر أنه كانت هناك جوانب طيبة في لوط (2بط 6:2-Cool ولقد أثبتت الأثار فعلاً خصوبة أرض سدوم أيام إبراهيم وعجيب أن يكون سكانها بهذا الشر فحين يتنعم الأنسان جداً ينجذب للشر جداً، لذلك تكثر كنيستنا من أصوامها.

    وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في الأرض= بنفس المفهوم السابق. والسؤال هل كان يليق هذا الخلاف بين الأخوة أمام هؤلاء. والسؤال موجه لكل منا. هل يصح أن نتخاصم مع أخوتنا ويشمت فينا الشياطين. لأننا نحن أخوان: إبرام عينه كانت علي الله أما لوط فإنغلق علي أنانيته. حينما تجيء إلي صوغر: جاءت في بعض الترجمات صوعن وهي في مصر علي ضفاف النيل فإن كانت هكذا يكون المعني أن الأرض جيدة كأرض مصر. وإذا كانت صوغر فهي بلدة تبعد عن سدوم عدة كيلومترات ذهب لوط لها قبل الحريق ويكون المعني أنه امتلك في الأرض ما بين سدوم وصوغر.



    الأيان 17-14:

    " 14 وقال الرب لابرام بعد اعتزال لوط عنه ارفع عينيك وانظر من الموضع الذي انت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا 15 لان جميع الارض التي انت ترى لك اعطيها ولنسلك إلى الابد 16 واجعل نسلك كتراب الارض حتى اذا استطاع احد ان يعد تراب الارض فنسلك ايضا يعد 17 قم امش في الارض طولها وعرضها لاني لك اعطيها "

    نجد هنا بركة الله لإبرام الذي تنازل عن حقه في الإختيار فأعطاه الله الأرض كلها هو ترك قسم فأخذ الكل. ومن اختار لنفسه وسط الأشرار خسر كل شئ. التجارب تزيد المؤمنين قوة وبركة وتكشف أعمال المرائين وتفضحها. وقد يكون النظر للإتجاهات الأربعة إشارة للصليب الذي به سيملك المسيح الخارج من نسل إبرام علي كل الشعوب وقوله قم إمش: يشير لقيامة المسيح، ولشعبه الذي يعمل ولا يتراخ بل يمشي دائماً في اتجاه السماء.

    أجعل نسلك كتراب الأرض: قال له الله هذا في النهار أما وهو يكلمه في المساء فيقول كنجوم السماء (5:15). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). عموما فابراهيم اب للمؤمنين كلهم يهود وامم. واليهود يشار لهم بنجوم السماء (هم كانوا قبل ان ياتي المسيح شمس البر) ، واب للمؤمنين بالمسيح من الامم ، ويشار لهم هنا برمل البحار ، الذي يمكن رؤيته في نور الشمس.



    أية 18:

    " 18 فنقل ابرام خيامه واتى واقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون بنى هناك مذبحا للرب"

    بلوطات ممرا: ممرا كان رجلا أموريا كان إبرام ضيفاً عنده ثم إتحد معه بعد ذلك.

    بني مذبحاً للرب: كأنه يقول للرب أنت نصيبي وإن تركني أقربائي "معك لا أريد شيئاً علي الأرض" فهو في الله يمتلك كل شئ. وعند بلوطات ممرا تقابل مع الله وإستضافه مع الملاكين. وعاش في شركة مع الله. حياته كانت رحيل مستمر نحو شركة أعمق مع الله. وأما لوط فكان رحيله إلي سدوم حيث الهلاك وخسارة كل شئ.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالجمعة 22 يوليو 2011, 11:38 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 14
    كان أهل سدوم أشراراً ونهايتهم كانت الحريق ولكن الله لا يضرب مباشرة دون إنذار لذلك نجد في هذا الإصحاح إنذارين موجهين لأهل سدوم وعمورة.

    1. خضوعهم لكدر لعومر 12 سنة كانوا يدفعون فيها الجزية له.

    2. لم يفهموا أن هذا الألم راجع للخطية فيتوبوا بل فكروا بطريقة بشرية وعصوا علي كدر لعومر فحاربهم وسبا منهم سبياً ومن ضمن السبايا كان لوط.

    3. وتدخل إبرام ناسياً أعمال لوط وأنقذه وأعاد كل شيء لسدوم وعمورة ولم يقبل أن يأخذ في مقابل ذلك أي شئ. ولكن هؤلاء الأشرار أيضاً لم يتوبوا



    الأيات 1-7:

    " 1 وحدث في ايام امرافل ملك شنعار واريوك ملك الاسار وكدرلعومر ملك عيلام وتدعال ملك جوييم 2 ان هؤلاء صنعوا حربا مع بارع ملك سدوم وبرشاع ملك عمورة وشناب ملك ادمة وشمئيبر ملك صبوييم وملك بالع التي هي صوغر 3 جميع هؤلاء اجتمعوا متعاهدين إلى عمق السديم الذي هو بحر الملح 4 اثنتي عشرة سنة استعبدوا لكدرلعومر والسنة الثالثة عشرة عصوا عليه 5 وفي السنة الرابعة عشرة اتى كدرلعومر والملوك الذين معه وضربوا الرفائيين في عشتاروث قرنايم والزوزيين في هام والايميين في شوى قريتايم 6 والحوريين في جبلهم سعير إلى بطمة فاران التي عند البرية 7 ثم رجعوا وجاءوا إلى عين مشفاط التي هي قادش وضربوا كل بلاد العمالقة وايضا الاموريين الساكنين في حصون تامار "

    سكن لوط منطقة سدوم الخاضعة في ذلك الحين لكدر لعومر ملك عيلام (فارس) وكانت تدفع له الجزية وهذا الملك عرف ببطشه وسطوته إذ إكتسح كل ممالك الجنوب. وأخضع لسلطانه كل بلاد وادي الأردن (كان هذا جزءاً من نبوة نوح بخضوع كنعان لسام).

    وشنعار: هي مابين النهرين الفرات ودجلة والاسار علي الفرات. وملوك ما بين النهرين كانوا قد أخضعوا ملوك سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم وصوغر للجزية لمدة 12 سنة ولم يذكر اسم ملك صوغر أما 1) لصغر شأنه أو 2) لبشاعة خطيته.
    وإذ شعرت البلاد بالمذلة قام الخمسة ملوك (سدوم وعمورة…. الخ) بالثورة ضد ملوك ما بين النهرين حتي لا يدفعوا الجزية. فقام كدر لعومر بحملة تأديب ثانية ضد المتمردين وتحالف معه 3 ملوك وقد إكتسح هؤلاء الملوك الأربعة المنطقة. وكان خط سير الغزاة الرفائيين في عشتاروت ترنايم… الأموريين الساكنين في حصون تامار (5-7) هم ضربوا كل هؤلاء قبل أن يأتوا علي سدوم وعمورة. وكانت هذه خطة عسكرية محكمة فهم ضربوا الشعوب الصغيرة التي كانت ستؤيد وتدعم ملوك سدوم وعمورة. فهم بهذا أفقدوهم من يعينهم وتركوهم وحدهم للمرحلة الأخيرة من الحرب.

    عمق السديم: لها تفسيرات عديدة (1) قالوا أنها سلسلة الصخور الطباشيرية الممتدة جنوب سهل أريحا وتسمي السد وجمعها بالعبرانية السديم فيكون المقصود هو كل دائرة الأردن. (2) رأي البعض أن بحر الملح إبتلع سدوم بعد حرقها فسمي المكان عمق السديم (عمق سدوم) (3) رأي البعض أنه يعني نمور السديم: وادي الحفر والأخاديد وهو سهل منخفض في منطقة بحر لوط (البحر الميت) تكثر به أبار الحمر.

    والحرب بين ملوك بابل الأربعة ضد ملوك كنعان الخمسة لها تأمل روحي فرقم (5) هو رقم الحواس ورقم (4) هو رقم العالم. فالعالم بكل قوة إغرائه وخطاياه يهجم علي حواسنا الخمسة الخاضعة لإغراءات العالم. وكيف نغلب= إبراهيم + 318 من رجاله وإبراهيم يمثل الإيمان ورقم 318 قد يمثل رجال مجمع نيقية أي الثبات علي الإيمان المسلم مرة من الأباء وقد يشير كما سنري للصليب علامة يسوع المسيح.

    أية 4: استعبدوا لكدر لعومر: أي دفعوا له الجزية مدة 12 سنة



    الأيات 8-12:

    " 8 فخرج ملك سدوم وملك عمورة وملك ادمة وملك صبوييم وملك بالع التي هي صوغر ونظموا حربا معهم في عمق السديم 9 مع كدرلعومر ملك عيلام وتدعال ملك جوييم وامرافل ملك شنعار واريوك ملك الاسار اربعة ملوك مع خمسة 10 وعمق السديم كان فيه ابار حمر كثيرة فهرب ملكا سدوم وعمورة وسقطا هناك والباقون هربوا إلى الجبل 11 فاخذوا جميع املاك سدوم وعمورة وجميع اطعمتهم ومضوا 12 واخذوا لوطا ابن اخي ابرام واملاكه ومضوا اذ كان ساكنا في سدوم "

    أبار حمر: الحمر هو القار المعدني وهو كالزفت أو القطران وهو موجود للأن بهذه المنطقة. وسقطا هناك: ملوك سدوم وعمورة كانوا يعتمدون علي أبار الحمر هذه كحماية طبيعية لهم تحميهم من هجوم الأعداء لكنهم سقطوا فيها. فهم سقطوا فيما تصوروا أنه يحميهم وهذا حال كل خاطئ. وريما يكون المعني أن الملوك سقطوا في أبار الحمر وأنقذوهم أو أن رجال جيشهم سقطوا هناك وهلكوا. أو أن المعركة دارت في هذه الأماكن غير المناسبة وكانت سبباً لهزيمتهم. وفي آية (12) تركيز علي أن لوط الذي إختار لنفسه خسر كل شيء في هذه الحرب بل خسر نفسه إذ هو نفسه ذهب أسيراً. لقد خسر كل ما تشاجر عليه. وفي هذه الآيات نجد أن ملوك ما بين النهرين بعد أن ضربا الشعوب الصغيرة المؤيدة لكل من ملوك سدوم إستداروا علي ملوك سدوم وعمورة لضربهم.



    أية 13:

    " 13 فاتى من نجا واخبر ابرام العبراني وكان ساكنا عند بلوطات ممرا الاموري اخي اشكول واخي عانر وكانوا اصحاب عهد مع ابرام "

    إذ نجا إنسان كان يعرف علاقة لوط بإبرام أتي وأخبر إبرام، العبراني: قد تعني أنه إبن عابر أو لأنه عبر الفرات وأتي إلي كنعان. ولكن ذكر الوحي هنا أنه عبراني مقصود أن يذكرنا بأن إبرام المتغرب في خيام هو الذي أنقذ لوط الساكن المستوطن في سدوم. وواضح أن إبرام هنا كان في عهد مع ممرا وأشكول وعانر الإخوة الأموريين وهؤلاء ساعدوه.



    أية 14:

    " 14 فلما سمع ابرام ان اخاه سبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاث مئة وثمانية عشر وتبعهم إلى دان "

    هي شجاعة وشهامة من إبرام أن يحارب لينقذ لوط. وأنها لحكمة إلهية تعطينا أن نعرف متي نتسامح ومتي نحارب لندافع. فإبرام ترك حقوقه في نزاعه مع لوط لكنه حارب هنا لأن قلبه الناري لم يحتمل أن يكون هو في راحة وغيره متألم. ونلاحظ أن لوط الذي طلب ما لنفسه خسر كل شئ. وهو قد تعرض لحروب الأعداء لأنه خرج بإرادته من حماية الله فهو رفض أن يسير مع إبرام وأختار الأماكن الشريرة ليحيا فيها. إذن فعليه أن يتعرض لحروب العالم وتقلباته. ويري القديس إكليمنضس السكندري أن رقم 318 باليونانية يكتب هكذا TIH ويري أن حرف T هو شبيه بعلامة الصليب وحرف أو من IOC أي إبن وحرف H هو من Hcorc أي يسوع ويكون المعني انها رمز لعلامة يسوع المسيح إبن الله أي الصليب (هي علامة الذين خلصوا) وقطعاً فإن رجال إبراهيم وحلفائه عددهم كان قليلاً لكن الله هو الذي يحارب ويعطي حكمة لإبراهيم كما حدث مع جدعون بعد ذلك بل لم نسمع عن أي خسارة في رجال إبراهيم.



    أية 15:

    " 15 وانقسم عليهم ليلا هو وعبيده فكسرهم وتبعهم إلى حوبة التي عن شمال دمشق "

    إنقسم عليهم: أي قسم نفسه لعدة جيوش ليهجم عليهم من عدة نواح وهذا ما عمله جدعون أيضاً. (وكان رجال جدعون أيضا 300 رجل).



    أية 16:

    " 16 واسترجع كل الاملاك واسترجع لوطا اخاه ايضا واملاكه والنساء ايضا والشعب "

    أبرام الذي عاش كمتغرب هو الذي أنقذ لوط. وهكذا أولاد الله الذين يعيشون بروح الغربة قادرين أن يسندوا النفوس الضعيفة التي إنغمست في العالم.

    تعليق: القديس بطرس في (2بط 6:2-Cool يقول أن لوط كان يعذب نفسه بسبب الشر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لذلك كان عليه أن يترك هذا المكان مضحياً بالثروات المادية لينقذ حياته. فهو ذهب لهذا المكان سعياً وراء المادة فقط ولذلك لم يستطع أن يبشر أو يشهد للحق وحينما فعل أخيراً كان كمازح في عيون أهل سدوم (ص 19). لذلك قال له الملاك "إهرب لحياتك" وكان عليه أن يفعل هذا من قبل لكنه لم يفعل.



    أية 17:

    " 17 فخرج ملك سدوم لاستقباله بعد رجوعه من كسرة كدرلعومر والملوك الذين معه إلى عمق شوى الذي هو عمق الملك "

    عمق شوي: وادي السهل وعمق الملك: يقولون أن ملوك يهوذا كانوا يدربون جيوشهم في هذا المكان وبذلك تكون إضافة حديثة تضع الأسم الحديث للمكان وهناك من يقول أن الأسم راجع لحادثة إجتماع الملوك مع إبرام ليشكروه علي إنقاذهم.



    الأيات 18-20:

    " 18 وملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا وخمرا وكان كاهنا لله العلي 19 وباركه وقال مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات والارض 20 ومبارك الله العلي الذي اسلم اعداءك في يدك فاعطاه عشرا من كل شيء "

    ملكي صادق

    قصة لقاء إبراهيم مع ملكي صادق تمثل لغزاً عند اليهود لا يعرفون له تفسيراً (عب 11:5) وقالوا أنه عسر التفسير. إذ كيف يقدم إبراهيم أب الأباء الذي في صلبه كهنوت لاوي العشور لرجل غريب ولماذا ظهر هذا الرجل في الكتاب فجأة وإختفي فجاة ولا يعرف أحد أباه أو أمه أو نسبه ولماذا لم يقدم ذبيحة دموية كما كانت عادة ذلك الزمان. وقد قال اليهود كمحاولة للتفسير أن ملكي صادق هو سام إبن نوح؟!! لكن ما الذي غير اسمه وماذا أتي به إلي كنعان!! هناك أسئلة كثيرة لا يجد لها اليهود حلاً. وقد كشف السر بولس الرسول في رسالة العبرانيين وقال إن ملكي صادق هو رمز السيد المسيح. ونجد هنا لفظ كاهن ولفظ الله العلي لأول مرة في الكتاب فالمسيح هو العلي الذي سيقدم نفسه ذبيحة ككاهن.وهو ملك وابن داود.

    1. ملكي صادق تعني ملك البر رو 24:3 هذا من جهة الأسم.

    2. لك ساليم تعني ملك السلام يو 33:16 من جهة العمل (وساليم غالبا هي أورشليم).

    3. ن ملكاً وكاهناً في نفس الوقت وهذا لا يتحقق عند اليهود فالملوك من سبط والكهنة من سبط آخر. فداود من سبط يهوذا والكهنة من سبط لاوي.

    4. قدم خبزاً وخمراً وهكذا قدم المسيح جسده ودمه على هذه الصورة في الإفخارستيا.

    5. لم نعرف شيئاً عن أبيه وأمه وهو لا بداية لملكه ولا نهاية مذكورة، إشارة إلي السيد المسيح الذي بلا أب جسدي وبلا أم من جهة اللاهوت، بلا بداية أيام، أبدي.

    6. جاء السيد المسيح كاهناً علي رتبة ملكي صادق. وكأن الكهنوت اللاوي قد إنتهي ليقوم كهنوت جديد يقدم خبزاً وخمراً.

    7. إبراهيم الذي من صلبه الكهنوت اللاوي يجمع العشور، هو نفسه يقدم العشور لملكي صادق فمن يكون هذا الذي يقبل العشور من إبراهيم سوي الله نفسه أو من يرمز إليه.



    أية 21:

    " 21 وقال ملك سدوم لابرام اعطني النفوس واما الاملاك فخذها لنفسك "

    كان من حق إبرام أن يحصل علي الأملاك فهو الذي حرر الجميع، كمكافأة علي تعبه.



    أية 22:

    " 22 فقال ابرام لملك سدوم رفعت يدي الى الرب الاله العلي مالك السماء والارض "

    لاحظ ان إبرام يكرر وراء ملكي صادق ما تعلمه منه "الله العلي مالك السماء والأرض" وعلينا ان نتشبه نحن أيضاً بالقديسين. ورفع اليد تعني القسم.



    أية 23:

    " 23 لا اخذن لا خيطا ولا شراك نعل ولا من كل ما هو لك فلا تقول انا اغنيت ابرام "

    لا خيطاً: هذا خاص بالنساء فالخيط هو الذي يربطون به شعرهم ولا شراك نعل: هذا للرجال والمقصود أنه لا يريد أي مكافأة أرضية (لا من الرجال ولا من النساء الذين أنقذهم) ترك المكافأة الأرضية طالباً المكافأة السماوية. بل هو في تركه المكافأة فاق مطالب الناموس التي أعطيت فيما بعد وكانت تعطيه الحق في المكأفاة.



    أية 24:

    " 24 ليس لي غير الذي اكله الغلمان واما نصيب الرجال الذين ذهبوا معي عانر واشكول وممرا فهم ياخذون نصيبهم "

    هو ترك حقه لكن طلب حق الرجال الذين حاربوا معه. فهو لا يلزم الأخرين بنفس مستواه الروحي. بل بحكمته هذه إشتري صداقتهم. هذه صورة حية للنضوج الروحي والفكري.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالإثنين 25 يوليو 2011, 11:49 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 15
    . ظهور الرب له:
    "بعد هذه الأمور صار كلام الرب إلى إبرام في الرؤيا، قائلاً: لا تخف يا إبرام، أنا ترس لك، أجرك كثير جدًا. فقال إبرام: أيها السيد الرب ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيمًا ومالك بيتي هو أليعازر الدمشقي؟!" [1-2].

    جاء كلام الرب لإبرام في الرؤيا في الوقت المناسب... إذ يقول: "بعد هذه الأمور"، كأن ما تمتع به إبرام من كلام الرب ورؤيا إنما يطابق الأحداث السابقة. لقد قدم إبرام حياته وممتلكاته فدية عن ابن أخيه، معرضًا نفسه للخطر، فتمتع بالرب نفسه كترس له. وإذ رفض إبرام المكافأة سمع القول الإلهي: "أجرك كثير جدًا".
    لم نسمع عن إبرام أنه خائف بل خرج من المعركة غالبًا، فلماذا يؤكد له الرب: "لا تخف يا إبرام، أنا ترسل لك"؟! بلا شك هذا التأكيد الإلهي إنما يمثل اقترابًا إلهيًا نحو إبرام. لقد اقترب إبرام إلى الله لا بالصلاة وتقديم الذبائح فحسب وإنما اقترب إليه بالعمل، خلال الجهاد من أجل نفع الآخرين، لذا يقترب إليه الرب حسب وعده: "اقتربوا إليّ يقول رب الجنود فأقترب إليكم" (زك 1). أقترب إبرام إلى الله خلال ترفقه العملي بأخوته فاقترب إليه الرب بإعلان أنه ترسل له يسنده. أقترب إبرام أيضًا إلى الله برفضه للمكافأة البشرية فاقترب إليه الرب بوعده إياه "أجرك كثير جدًا".

    لنقترب للرب لا بالصلاة والدموع والمطانيات والتقدمات فحسب وإنما خلال الحياة كلها، خلال الحب له ولكل البشرية... فإننا إذ نقترب إليه بالعمل يقترب هو إلينا عمليًا.

    أقترب الله منه زاد إبرام اقتراب إليه، إذ تقدم إليه يتحدث لا في شكليات أو رسميات وإنما في جرأة ودالة، يقول له: "أيها السيد الرب ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيمًا ومالك بيتي أليعازر الدمشقي؟" لم يطلب منه صراحة ابنًا لينزع العار عنه ويتمتع بالميراث، لكنه في دالة يسأله معاتبًا ما نفع العطايا الكثيرة لإنسان عقيم يرثه آخر؟... على أي الأحوال، معاملات الله مع إبرام أعطت الأخير الدالة ليتحدث معه بصراحة بقلب مفتوح حتى دُعى "خليل الله".



    2. الوعد بالبركة:
    في الحقيقة حياة إبرام هي سلسلة غير منقطعة من اللقاءات مع الله والتمتع بالوعود، ولم يكن هذا عن محاباة وإنما تأهل إبرام لهذه العطايا الإلهية غير المنقطعة بسبب أيمانه الحيّ العملي وطاعته للرب في كل شيء.

    في عتاب تحدث إبرام مع الرب من أجل العطايا التي تُمنح له وليس له ابن يرثه... فكانت إجابة الرب له: "لا يرثك هذا، بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك ثم أخرجه إلى خارج وقال له: أنظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها، وقال له: هكذا يكون نسلك" [4-5]. "فآمن بالرب فحسب له برًا" [6].

    صار كلام الرب لإبرام... وبحسب الطبيعة يبدو الوعد مستحيلاً، لكن إبرام "آمن بالرب فحسب له برًا"؛ هذه هي المرة الأولى التي فيها نسمع كلمة "آمن". يقول معلمنا بولس: "ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطيًا مجدًا لله" (عب 4: 20)، وقد اقتبس رجال الله العبارة: "آمن بالرب" في أكثر من موضع (رو 4: 3؛ غل 3: 6؛ يع 2: 23)، وكأن إبرام أب الآباء قد فتح لنا نحن أولاده طريق البر خلال الإيمان، إذ يقول الرسول: "ولكن لم يكتب من أجله وحده أنه حسب له، بل من أجلنا نحن أيضًا الذين سيحسب لنا، الذين نؤمن بمن أقام يسوع ربنا من الأموات" (رو 4: 23، 24).



    3. الحيوانات المشقوقة والطيور:
    في دالة الصداقة الفائقة القائمة بين الله وإبرام، إذ نال الأخير وعدًا آمن فحسب له برًا، لكنه طلب علامة، قائلاً: "أيها السيد الرب بماذا أعلم أني أرثها؟" [8]. لم يكن طلب العلامة يحمل شيئًا من التشكك في مواعيد الله، إنما يحمل علامة انفتاح قلب لإبرام ووجود دالة بينه وبين الله. وقد جاءت العلامة تكشف لنا "سر الكنيسة الخارجة من صلب إبرام". فإن كان الله قد وعده بنسل من صلبه كنجوم السماء لا تعد، الآن يكشف له عن هذا النسل الذي يصير كنيسة مقدسة للرب تضم أعضاءها من نسل إبراهيم من أهل الختان كما من أهل الأمم.

    في اختصار طالبه الرب أن يشق عجلة سنها ثلاث سنوات وعنزة وكبشًا في ذات السن، ويضع كل شق مقابل الآخر، ويذبح يمامة وحمامة دون أن يشقهما... وإذ جاءت الجوارح على الجثث كان إبرام يزجرها. وعند الغروب وقع إبرام في سبات، وصار في رعبة مظلمة، وقيل أن نسله يُستعبد في أرض غريبة لمدة أربعمائة سنة... ثم غابت الشمس فصارت العتمة، وإذا تنور ومصباح نار يجوز بين تلك القطع.

    ماذا يعني هذا كله؟ يرى الأب قيصريوس أسقف Arles أن هذه الرؤيا تخص الكنيسة الجامعة وقد ضمت أعضاء من كل الأمم، صاروا أولادًا لإبراهيم لا حسب الجسد وإنما بالإيمان، لكن للأسف يسلك بعضهم روحيًا والبعض جسديًا إذ يقول: [دعى إبراهيم أبًا لجمهور أمم (تك 17: 5)، إذ تؤمن الأمم بالمسيح ويصيرون أولادًا لإبراهيم بامتثالهم بإيمانه وليس خلال ولادة جسدية. أما اليهود فإذ يجحدون الإيمان يصيرون أبناء إبليس، وقد لُقبوا في الإنجيل: "أولاد الأفاعي" (مت 3: 7)، بينما استحق الأمم المؤمنون بالمسيح أن يُلقبوا أولاد إبراهيم، فالعجلة والمعزة والكبش سنهم ثلاث سنوات يشيرون مع اليمامة والحمامة إلى كل الأمم. وصفوا بأن سنهم ثلاث سنوات لإيمانهم بسرّ الثالوث. لا تضم الكنيسة الجامعة أعضاء روحيين فقط بل وجسديين أيضًا. فإن كان البعض يعلن أنه يؤمن بالثالوث لكنهم جسديون إذ هم متراخون في التخلي عن الخطايا والرذائل. توجد أيضًا نفوس روحية مع الجسديين لهذا تضم اليمامة والحمامة، فيُفهم من الحيوانات الثلاثة وجود الجسديين ومن اليمامة والحمامة وجود الروحيين. لاحظ بدقة أنه قيل عن إبراهيم أنه يشق الحيوانات الثلاثة إلى شقين كل شق يوضع مقابل صاحبه، ويقول الكتاب: "وأما الطير فلا يشقه" [10]. لماذا هذا أيها الأخوة لأنه يوجد في الكنيسة الجامعة أُناس جسديون منقسمون، أما الروحانيون فلن ينقسموا. يقول الكتاب: "ينفصل كل واحد مقابل صاحبه"؛ لماذا ينفصل كل واحد مقابل صاحبه؟ لأن الأشرار محبي العالم لا يتوقفون عن الانقسامات والافتراءات فيما بينهم، لذلك فهم منقسمون كل واحد ضد الآخر، أما الطيور، أي النفوس الروحية، فلا تنقسم. لماذا لا تنقسم؟ لأن لها قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة في الرب (أع 4: 32)... بالتأكيد اليمام والحمام المشار إليه قبلاً هو هذه النفوس، ففي اليمامة تتمثل الطهارة وفي الحمامة تتمثل البساطة. كل خائفي الله في الكنيسة الجامعة هم الطاهرون والبسطاء، يقولون مع المرتل: "يا ليت لي جناحًا كالحمامة وأطير فأستريح" (مز 55: 6)، وأيضًا "السنونة (وجدت) عشًا لنفسها حتى تضع أفراخها" (مز 84: 3). فإن الجسديين المنقسمين على أنفسهم مثقلون بقيود الرذيلة الثقيلة، أما الروحيون فمرتفعون إلى الأعالي بأجنحة الفضيلة المتنوعة، كما بجناحين، أي بوصيتي حب الله وحب القريب، منطلقين نحو السماء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هؤلاء يستطيعون القول مع الرسول: "سيرتنا هي في السموات" (في 3: 20). وإذ يقول الكاهن: "ارفعوا قلوبكم" يجيبون بتأكيد وورع أنهم قد رفعوا قلوبهم للرب. على أي الأحوال، قليلون جدًا ونادرون هم الذين يستطيعون في الكنيسة أن ينطقوا هكذا بثقة وحق[258]].

    كما يقول الأب قيصريوس أيضًا: [ليتنا نظهر بساطة الحمامة وطهارة اليمامة، لنُرفع إلى السماء بأجنحة الفضيلة الروحية، كقول الرسول: "سنخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء[259]].

    الآن إذ نترك الحديث عن هذه الذبيحة ونتطلع إلى إبرام ونجد منظره أمام زوجته وعبيده غريبًا، إذ يقف الشيخ الوقور بجوار هذه الحيوانات والطيور المذبوحة بطريقة معينة وقد رتبها ترتيبًا خاصًا، دون أن يقدمها على مذبح أو يطلب طهيها، إنما يقف ليرى الطيور الجارحة تحوم حولها لتقتنص منها شيئًا، وهو يزجرها طول النهار. تُرى ماذا كانت مشاعر إبرام طوال اليوم؟ وما هي مشاعر المرافقين له؟

    إن كانت هذه الذبائح تشير إلى الكنيسة الجامعة بنقاوتها كما بحملها للضعفاء فيها، كما تشير إلى حياة كل عضو فيها، فإن إبرام يشير إلى النفس الروحية اليقظة التي لا تستطيع أن تمنع الطيور الجارحة النجسة من أن تحوم حوله، لكنه يقدر أن يمنعها من أن تستقر عنده أو تخطف شيئًا من عندياته. هذا ما أكده كثير من آباء الكنيسة، أن المؤمن الحيُ لا يقدر أن يمنع حرب الخطايا من مهاجمته، لكنها إذ تجد إنسانًا يقظًا لا تقدر أن تدخل إليه أو تتسلل إلى فكره أو قلبه، إنما تبقى الحرب خارجه، تحوم حوله دون أن تنال منه شيئًا.

    بقي اليوم كله في طاعة لله يزجر الجوارح دون أن يرى شيئًا أو يسمع صوتًا، وقبيل مغيب الشمس صار في سبات ووقعت عليه رعبة مظلمة وعظيمة... لماذا؟ لقد رأى ثمر الخطية في حياة الإنسان، كيف تفسده وتستعبده؟! فقد سمع أن نسله يكون مستعبدًا لأمة غريبة في مذلة أربعمائة عام... إنها صورة مؤلمة للنفس التي تسقط تحت الخطية فتصير في عبودية فرعون الطاغي ومذلته. لكن الله عند غروب الشمس، أي في ملء الزمان، يطلق البشرية بالصليب من هذه العبودية واهبًا إياهم غنائم روحية كثيرة، إذ يقول: "بعد ذلك يخرجون بأملاك جزيلة" [14]... "ثم غابت الشمس فصارت عتمة، وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع" [17]، إشارة إلى خلاص الناس في الرب واستنارتهم بالروح القدس الناري.

    يمكننا القول أن ما حدث مع إبرام هنا يشير إلى عمل السيد المسيح الخلاصي، فقبيل غروب الشمس، في ملء الزمان، وقع على الرب سبات إذ أسلم الروح على الصليب، معلنًا مرارة الخطية التي حدرتنا إلى الجحيم ونزلت بنا إلى العبودية زمانًا، لكن الرب الراقد على الصليب إذ ينزل إلى الجحيم يحملنا على كتفيه ويخرج بنا كما بأملاك جزيلة، حاملاً غناه، وواهبًا إيانا غنى الروح، حتى متى جاء غروب العالم وانقضاء الدهر يُعلن خلاص أجسادنا، ويعلن يومه العظيم كما بنار.

    يقدم لنا القديس أغسطينوس تفسيرًا رائعًا لهذه الرؤيا، جاء فيه: [يكفي أن نعرف أنه بعدما قال أن إبرام آمن بالله فحسب له برًا لم يفشل إبرام في الإيمان عندما قال "أيها الرب الإله بماذا أعلم أني أرثها؟" [8]... فإنه لم يقل " كيف أعرف؟" كما لو كان لم يؤمن بعد أنه يرث، وإنما قال "بماذا أعلم؟" بمعنى يطلب علامة ليعرف الطريق الذي به يتحقق ما قد آمن أن يناله. إنه كالعذراء مريم التي ليس عن عدم أيمان قالت: "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟" (لو 1: 34)، فإنها تسأل عن الوسيلة التي بها يتحقق ما سيحدث فعلاً. لذلك عندما سألَت هذا أُخبرَت: "الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تظللكِ" (لو 1: 35). هنا أيضًا أُعطي له رمز بدقة خلاله يتعرف على الطريقة التي يتحقق بها الأمر الذي لم يشك فيه. هذا الرمز يتكون من ثلاث حيوانات: عجلة ومعزة وكبش، ومن طائرين: يمامة وحمامة.

    العجلة تشير إلى الشعب الذي سيخضع للناموس، والمعزة تشير إلى أنه شعب خاطي، وأما الكبش فيشير إلى أنهم سيملكون، (وقد قيل عن هذه الحيوانات أنها تبلغ ثلاث سنوات من جهة عمرها، وذلك لوجود ثلاث حقبات زمنية متمايزة: من آدم إلى نوح، ومن نوح إلى إبراهيم، ومن إبراهيم إلى داود الذي يقيم مملكة الأمة الإسرائيلية كإرادة الرب بعدما يُرفض شاول... ). وربما حملت هذه الحيوانات معانٍ أخرى أكثر مناسبة، فإنني لا أشك في أنها تحمل رموزًا لمعان روحية هي واليمامة والحمامة.

    لقد قيل "أما الطير فلا يشقه" [10]، لأن الجسديين منشقين ضد أنفسهم أما الروحيون فليس بينهم انشقاق قط، سواء كانوا مثل اليمامة منعزلين عن المناقشات الكثيرة مع الناس أو كانوا كالحمامة يعيشون وسطهم، فكلا الطيرين بسيطان وغير ضارين...

    أما الطيور الجارحة التي نزلت على الجثث فلا تمثل أمرًا صالحًا بل تمثل أرواح الهواء التي تطلب لنفسها بعض الطعام خلال إنشاقات الجسدانيين.

    جلوس إبراهيم بجوارها يشير إلى أنه حتى وسط إنشقاقات الجسدانيين يُحفظ المؤمنون الحقيقيون حتى النهاية.

    حلول الخوف العظيم بإبراهيم والرعب من العتمة الشديدة عن غروب الشمس هذا يشير إلى أنه في آخر الأزمنة سيكون المؤمنون في شدة وضيق، الأمر الذي تحدث عنه الرب في الإنجيل: "يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم" (مت 24: 21).

    أما ما قيل لإبراهيم أن نسله يكون غريبًا في أرض ليست لهم ويستعبدون 400 عامًا، فواضح أنه نبوة عن شعب إسرائيل الذين يستعبدون في مصر...

    أما ما قيل: "ثم غابت الشمس... وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع" [17]، فيشير إلى الجسدانيين سيحاكمون بنار في نهاية العالم[260]].



    4. الرب يقطع معه عهدًا:
    "في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقًا، قائلاً: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات" [18].

    إذ كشف الله لإبرام علامة الخلاص لكل الأمم، خلال سُبات الرب قبيل الغروب عند ملء الزمان، وحوّل له الظلمة إلى تنور دخان (إشارة إلى حرق الذبيحة) ومصباح نور يجوز وسط شعبه، أكد له الوعد أنه يهب نسله الأرض. وكأنه يؤكد له أن كل ما يتمتع به إبرام من لقاءات مع الله ورؤى وإعلانات إنما من أجل تمتع أولاده بالميراث الروحي في المسيح يسوع مخلص العالم.

    هذا الميثاق يحمل جانبين متكاملين: تمتع أولاد إبراهيم بالأرض وطرد الأمم الوثنية منها، وقد حددهم بعشر أمم [19]. يرى الأب سرابيون[261] أن هذه الأمم المطرودة تشير إلى الخطايا الثمانية العظمى التي تنعم بالنصرة عليها: النهم، الزنى، محبة المال، الغضب، الغم، الفتور الروحي، حب الظهور، الكبرياء، مضافًا إليها عبادة الأوثان والتجديف.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالثلاثاء 26 يوليو 2011, 3:19 pm

    تفسير سفر التكوين الأصحاح 16
    في الإصحاح السابق سمعنا "فأمن بالرب فحسبه له براً" تك 6:15 ونسمع في عب 15:6 "وهكذا إذ تأني نال الموعد" ولكن نجد في هذا الأًصحاح عكس التأني فنري التسرع والحلول البشرية فكان نتيجة للقلق وعدم الإيمان أن ساراي سلكت بتفكير بشري بحت خارج دائرة الإيمان. فالقلق يعطل الإيمان. وكان للزوجة أن تهب جاريتها لزوجها لتعطيه نسلاً. ويحسب النسل لها لأن جاريتها ونسلها ملك للسيدة. وهكذا تعجلت ساراي الأمور وكان لها جارية مصرية هي هاجر وغالباً كانت ضمن هدايا فرعون لإبرام. وكان الحل البشري خطأ فهو عبارة عن تعدد زوجات نتج عنه مرارة وخسارة فهاجر أثبتت أنها غير وفية لسيدتها وأهانت سيدتها حين حبلت من إبرام. ولاحظ أن الشيطان قد يستخدم أقرب الناس لنا لغوايتنا فساراي استخدمت لغواية إبرام وحواء إستخدمت لغواية آدم.



    أية 1:

    "1 واما ساراي امراة ابرام فلم تلد له وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر "

    هاجر : تعني هجر أو هرب وغالباً فإن إبرام هو الذي أعطي لها الأسم والإسم يعني أيضا غريبة فهي كانت غريبة علي حياة إبراهيم وإيمانه. هي تمثل الفكر الغريب الذي يدخل للإنسان فيسبب مضايقات ومرارة.



    أية 2:

    " 2 فقالت ساراي لابرام هوذا الرب قد امسكني عن الولادة ادخل على جاريتي لعلي ارزق منها بنين فسمع ابرام لقول ساراي "

    يري القديس ذهبي الفم أن ساراي ظنت أن عدم الإنجاب يرجع إلي رجلها لذلك سلمته لتمتحن الأمر، وإذ رأت جاريتها حبلت إغتمت. عموماً ما فعلته ساراي يمثل إتكال الإنسان علي ذاته يخطط لنفسه دون الرجوع إلي الله وطلب مشورته.



    أية 4:

    " 4 فدخل على هاجر فحبلت ولما رات انها حبلت صغرت مولاتها في عينيها "

    إحتقار هاجر لساراي ربما تمثل في رفضها لخدمتها أو ظنها أنها هي السيدة المحبوبة من إبرام ومن الله الذي أعطاها ذلك. وربما سخرت من ساراي حينما رأت أن ساراي لها أمل في أن تنجب هي الأخري. ولنلاحظ أن الأشرار حينما تأتي لهم ميزات يتكبرون ويحتقرون الأخرين. والله إستخدم الخطأ البشري ليشرح شيئاً هاماً أن ساراي هنا أصبحت تمثل كنيسة الأمم (العهد الجديد) التي كانت قبلاً عاقراً لا تنجب أولاداً لله وهاجر تشير إلي اليهود الذين أنجبوا عبيداً برفضهم البنوة لله في المسيح يسوع. وفي ملء الزمان أنجبت ساراي أسحق إذ أتت بأبناء كثيرين لله. ولدت ساراي إبنها ليس حسب الطبيعة إذ كانت عاقراً وإنما حسب وعد الله فجاء إبنا مباركاً. أما هاجر فأنجبته حسب الطبيعة فجاء عبداً (غل 21:4-31) وكانت ساراى العاقر تمثل الأمم الذين عجزوا عن تقديم أولاد لله. لهذا سمح الله أن تظل ساراي عاقراً لتصبح رمزاً للبشرية الميتة والله يقيم منها حياة من موت.



    آية 5:

    " 5 فقالت ساراي لابرام ظلمي عليك انا دفعت جاريتي الى حضنك فلما رات انها حبلت صغرت في عينيها يقضي الرب بيني وبينك "

    ظلمي عليك … يقضي الرب بيني وبينك : هذه نتائج الحلول البشرية فبعد أن كانت سارة تقول لإبراهيم يا سيدي، ها هي تتهمه بالظلم. وفقدت العائلة سلامها.



    آية 6:

    " 6 فقال ابرام لساراي هوذا جاريتك في يدك افعلي بها ما يحسن في عينيك فاذلتها ساراي فهربت من وجهها "

    ربما تكون ساراي قد أثقلت بالعمل علي هاجر أو هي أدبتها بقسوة فهربت. ويبدو أن إبرام عاملها كزوجة وكان يحميها وحين تضايقت ساراي تركها لسيدتها فأذلتها. ويعلق القديس أغسطينوس علي موقف إبراهيم أنه بزواجه من هاجر وتسليمها لساراي حسب طلبها فهذا يثبت أنه فعل هذا ليس عن شهوة بل تنفيذا لمشورة زوجته حتي يحصل علي نسل.



    آية 7:

    " 7 فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية على العين التي في طريق شور "

    لعلها كانت متجهة إلي مصر موطنها الأصلي، فنزلت إلي برية فاران حيث لاقاها ملاك الرب عند عين ماء (ربما عيون موسي) وطريق شور هو طريق قوافل في البرية.



    الأيات 8-10:

    " 8 وقال يا هاجر جارية ساراي من اين اتيت والى اين تذهبين فقالت انا هاربة من وجه مولاتي ساراي 9 فقال لها ملاك الرب ارجعي الى مولاتك واخضعي تحت يديها 10 وقال لها ملاك الرب تكثيرا اكثر نسلك فلا يعد من الكثرة "

    يظهر فيها خطة الله مع كل خاطئ

    كبرياء هاجر: هاجر كانت خطيتها الكبرياء فأهانت سيدتها.

    سماح الله لها وإتيانه بها للبرية: يسمح الله بتجربة (برية) يمر بها الخاطئ حتي يشعر بمرارة الخطية.

    ملاك الرب يقابلها في البرية: من مراحم الرب أن لا يترك الخاطئ وحده بل يظهر له ويرحمه.

    الملاك يقول لها يا جارية ساراي: قال لها الملاك يا جارية ساراي حتي تترك كبريائها.

    الملاك يقول لها من أين أتيت وإلي أين: لماذا تركت بيت القداسة والأن أنت في الصحراء؟

    الملاك يقول لها إرجعي إلي مولاتك: أمر بالرجوع لبيت القداسة كما عاد الإبن الضال.

    الملاك يقابلها عند عين ماء: أول لقاء لنا مع المسيح يكون عند جرن المعمودية.

    هاجر تنجب إبناً وهي في بيت إبرام: في بيت الله بعد معوديتنا وتوبتنا يكون لنا ثمر

    المسيح نزل لنا في بريتنا القاحلة لكي يلتقي بنا عند مياه المعمودية ويردنا من الإتجاه إلي مصر أي محبة العالم إلي كنعان السماوية. لقد طردنا من كنعان أي الفردوس بسبب خطايانا، وبسببها صرنا في مرارة وعزلة، في برية هذا العالم، لكن الله لم يتركنا بل ردنا بتجديد المعمودية. حقا لقد كان لهاجر بنين ولكن حتي يكمل الرمز فإن سارة فاقتها في عدد أبنائها رمزاً لأن كنيسة الأمم كان لها أبناء أكثر جداً فقد دخل للكنيسة كل الأمم من كل العالم. وكانوا احراراً



    أية 10:

    " 10 وقال لها ملاك الرب تكثيرا اكثر نسلك فلا يعد من الكثرة "

    وقال لها ملاك الرب تكثيراً أكثر نسلك: هذه الجملة تظهر أن ملاك الرب هذا هو المسيح.



    أية 11:

    " 11 وقال لها ملاك الرب ها انت حبلى فتلدين ابنا وتدعين اسمه اسماعيل لان الرب قد سمع لمذلتك "

    إسمعيل: الله سمع. إعلاناً أن الله سمع لصوت مذلتها وأنقذها.



    أية 12:

    " 12 وانه يكون انسانا وحشيا يده على كل واحد ويد كل واحد عليه وامام جميع اخوته يسكن "

    إنساناً وحشياً: أصل الكلمة "إنسانا كالفرا" والفرا هو حمار الوحش وهو معروف بقوته وميله للحرية والإنطلاق في الصحراء ومن الصعب تذليله وإخضاعه وحمار الوحش عند العرب يعتبر من الحيوانات الراقية (أي 5:39- وهذا الوصف هو أحسن وصف للعرب البدو. فصار رمزاً لحياتهم الطلقة وإسمعيل هو أبو العرب. يده علي كل واحد : يميل البدو لغزو من حولهم وتقوم الحروب بين قبائلهم ويعتبرون الأسلاب الناتجة عن الغزو من الربح الحلال ويد كل أحد عليه : لاحظ أن الجزاء من نفس جنس الخطية. أمام جميع إخوته يسكن : أي أن الشعوب العربية المتناسلة من إسمعيل يكون لها كيانها المستقل كشعوب مستقلة أمام باقي الشعوب المتناسلة من إبراهيم أي غير خاضعة لأحد منهم.



    أية 13:

    " 13 فدعت اسم الرب الذي تكلم معها انت ايل رئي لانها قالت اههنا ايضا رايت بعد رؤية "

    أنت إيل رئي: أي إله الرؤيا : إله يري والمعني ان الله الذي رأي مشقتها ظهر لها وها هي تراه. إذا هو يري وأيضا ممكن رؤيته فها أنا أراه. والعبارة في العبرية تعني " هل مازلت أحيا ومازلت أري بعد أن رأيت الله" رأيت بعد رؤيا: رأيت ظهر أوقفا الذي رآني.



    أية 14:

    " 14 لذلك دعيت البئر بئر لحي رئي ها هي بين قادش وبارد "

    بئر لحي رئي: بئر الحي الذي يري وتعني استمرار الحياة بعد رؤية الرب. وهذا يتماشي مع كلام منوح "نموت موتاً لأننا قد رأينا الله قض 22:13 ثم كلام زوجة منوح.



    أية 15:

    " 15 فولدت هاجر لابرام ابنا ودعا ابرام اسم ابنه الذي ولدته هاجر اسماعيل "

    ودعا إبرام اسم ابنه إسمعيل: ربما يكون إبرام قد أسماه إسمعيل بعد أن سمع قصة لقاء الله مع هاجر أو يكون إبرام قد تصور خطأ أن هذا هو الإبن الموعود به وأن الله استمع له وأعطاه هذا الأبن الذي سيكون من نسله البركة. وهذا يحدث كثيراً معنا أن نظن أن صوت إرادتنا الشخصية هو صوت الله فنخدع إذ نكون منحصرين داخل أنفسنا.



    أية 16:

    " 16 كان ابرام ابن ست وثمانين سنة لما ولدت هاجر اسماعيل لابرام "

    وكان إبرام إبن 86 سنة : وحين ولد إسحق كان عمره 100 سنة

    ملحوظات

    1. هاجر فهمت أن الملاك الذي ظهر لها هو الرب (يهوة) هكذا قالت وهكذا أيدها موسي (13)

    2. سارة تشير للكنيسة (النعمة) وهاجر للناموس وعودتها لبيت إبرام يعني أن الناموس يجب أن يحل في بيت الله ويكون الأولاد أولاد الناموس (إسمعيل) إلي أن يأتي ملء الزمان ويولد إسحق (المسيح).
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالأربعاء 27 يوليو 2011, 12:32 pm

    تفسير سفر التكوين الأصحاح 17

    في بدء خلق الإنسان وقبل السقوط كانت العهود بين الله والإنسان مقامة علي أساس الحب دون أي علامة ظاهرة للعهد فكان الإنسان كصورة الله متجاوباً مع خالقه بالحب. وبعد السقوط إحتاج الإنسان لعلامات يشعر بها الإنسان بوجود الله ومحبته فجوهر العهد هو وجود الله لأن جوهر الخلاص هو رجوعنا للإتحاد بالله. فعند تجديد العالم بالطوفان أعطي الله علامة قوس قزح علامة العهد مع نوح. والأن نري أن الله يدخل في عهد مع إبرام يعطي علامة الختان كعلامة ثابتة في جسم كل ذكر. وعلامة الختان هي علامة بالدم فهو ظل لميثاق أعظم يقدمه المسيح في جسده للمصالحة علي مستوي أبدي. فالدم هو شكل العهد الجديد. والختان يعتبر قطع جزء من جسم الإنسان ليموت هذا الجزء إعلاناً عن قطع الحياة القديمة ليقوم الشخص في حياة جديدة كإبن لله. وكما كان قوس قزح موجوداً قبل الطوفان وإتخذه الله علامة لإرادته الحياة للإنسان هكذا كان الختان معروفاً وسط بعض الشعوب وإتخذه الله علامة عهد بينه وبين شعبه.



    أية 1:

    " 1 ولما كان ابرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لابرام وقال له انا الله القدير سر امامي وكن كاملا "

    الله القدير : في أصلها "الذي فيه كل الكفاية الذي يسكب كل النعم عليك بغني وإستمرار.

    كن كاملاً : هذا القول راجع لضعف الإيمان الذي ظهر في زواجه بهاجر.

    سر أمامي : السير مع الله كانت الفضيلة التي نسبت لأخنوخ ثم لنوح.



    أية 2:

    " 2 فاجعل عهدي بيني وبينك واكثرك كثيرا جدا "

    أجعل عهدي بيني وبينك : قصة الله مع الإنسان هي قصة عهود مستمرة ومتجددة خلالها يعلن الله حبه للإنسان ويتوق أن يقبل الإنسان هذا الحب ويبادله بالحب والطاعة.



    الأيات 4،5:

    " 4 اما انا فهوذا عهدي معك وتكون ابا لجمهور من الامم 5 فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون اسمك ابراهيم لاني اجعلك ابا لجمهور من الامم "

    تغيير الأسم من إبرام لإبراهيم التي تعني أباً لجمهور تشير إلي تجديد البشرية.

    العهد القديم
    رمز إلي
    العهد الجديد

    الختان

    للمعمودية

    الوعد هنا بالنسل (الوعد مرتبط بالنسل)

    المعمودية ولادة جديدة

    تغيير الأسماء

    تجديد البشرية بالمعمودية

    فيه دم يسيل

    كل شئ يتطهر بالدم عب 22:9 + خر 8:24

    للرجال فقط فالرجل رأس للمرأة والمرأة مقدسة فى الرجل

    لأن دم المسيح سال عن كنيسته عروسه

    كان الختان في اليوم الثامن

    ورقم 8 يشير للحياة الأبدية




    ولقد إعتادت الكنيسة أن تغير الأسماء عند الرسامات بنفس المفهوم حتي يشعر الكاهن أو الراهب أنه الأن يحيا حياة جديدة. وكون إبراهيم صار أباً لجمهور تعني أنه صار أباً للجميع (يهوداً وأمماً). ما أجمل أن الإنسان حين يتحد بالله يخرج من ذاته ليهتم بالأخرين.



    أية 7:

    " 7 واقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في اجيالهم عهدا ابديا لاكون الها لك ولنسلك من بعدك "

    عهداً أبدياً: لأولاده بالجسد يكون بالختان ولأولاده بالإيمان يكون بالمعمودية.



    أية 8:

    " 8 واعطي لك ولنسلك من بعدك ارض غربتك كل ارض كنعان ملكا ابديا واكون الههم "

    ملكاً أبدياً: الإنسان المختون بالقلب يرث السماء (كنعان السماوية) ميراثاً أبدياً. وختان القلب يشير لقطع الخطايا التي يحبها القلب هنا نجد سكيناً سماوياً يقطع غلف الخطية النجسة. وختان الأذن أي أن يغلقها الإنسان أمام الوشاية الخاطئة والكذب والغضب والأغاني الخليعة وختان اليدين أي الإمتناع عن السرقة والقتل وختان الرجلين بمعني ان لا يسرعا للشر وختان العينين أي الإمتناع عن النظرة الشهوانية والنظرة التي تحسد الأخرين….ألخ.



    أية 10:

    " 10 هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر "

    لم يطلب الله ختان الإناث فهو ضار أما ختان الذكور فهو صحي.



    أية 11:

    " 11 فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم "

    الغرلة: هي الجزء الذي يقطع وهو جزء لا أهمية له وهكذا كل خطية لا أهمية لها.



    أية 12:

    " 12 ابن ثمانية ايام يختن منكم كل ذكر في اجيالكم وليد البيت والمبتاع بفضة من كل ابن غريب ليس من نسلك "

    إبن ثمانية أيام: رقم 7 يشير لحياتنا الزمنية (7 أيام الأسبوع) والثامن يعني الدخول إلي ما وراء حياتنا الزمنية. فالختان هو عبور للحياة الأبدية بخلع محبة الزمنيات المبتاع بفضة : أي العبيد. وختان العبيد كان رمزاً لإيمان الأمم.



    أية 14:

    " 14 واما الذكر الاغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها انه قد نكث عهدي "

    تقطع تلك النفس: تفرز ولا تعتبر من المؤمنين ولا يكون له أي حق من حقوق الشعب ولا يدافعون عنه. (قطعاً هذا بالنسبة للكبار فالصغار يختنون وهم في سن ثمانية أيام(



    أية 15:

    " 15 وقال الله لابراهيم ساراي امراتك لا تدعو اسمها ساراي بل اسمها سارة "

    ساراي: أميرتي. والآن إذ حملت أمومة للمؤمنين دعيت سارة= أميرة إذن هي لم تعد بعد خاصة بإبراهيم بل بكل المؤمنين. وسارة ترمز للعذراء مريم في أمومتها وفي أنها ولدت إبنا ضد الطبيعة فسارة ولدت ومستودعها ميت والعذراء ولدت بدون زرع بشر.



    أية 17:

    " 17 فسقط ابراهيم على وجهه وضحك وقال في قلبه هل يولد لابن مئة سنة وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة "

    وضحك: كلا إبراهيم وسارة ضحكا عندما سمعا بأنه سيكون لهما ولد وهما شيخين ولأن الله شهد لإبراهيم بإيمانه (6:15) فنفهم أن ضحكه هنا علامة فرح وليس علامة شك (مز 2،1:126) علامة إستغراب من عطايا الله أن يكون له إبن في هذه الظروف فضحكه لا يعني عدم إيمانه بل شدة دهشته لعمل الله معه وعلامة إيمانه أنه سقط علي وجهه أي سجد ليقدم الشكر لله

    )رو 18:4-20 + مت 9:3 + أش 1:51(



    أية 18:

    " 18 وقال ابراهيم لله ليت اسماعيل يعيش امامك "

    ليت إسمعيل يعيش أمامك: هذا القول يحتمل عدة معان

    1. أنا يارب مكتف بإسمعيل الذي أعطيتني ولا أطلب المزيد. فلتحفظه ليحيا في طاعتك.

    2. إذا كنت ستعطيني أبنا اخر فهذا لا تحرمه من بركاتك.



    أية 19:

    " 19 فقال الله بل سارة امراتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق واقيم عهدي معه عهدا ابديا لنسله من بعده "

    الذي يرث هو إبن الموعد الذي أعطاه الله حياة من موت. وإسحق تعني ضحك فكلا إبراهيم وسارة ضحكا حينما سمعا.



    أية 20:

    " 20 واما اسماعيل فقد سمعت لك فيه ها انا اباركه واثمره واكثره كثيرا جدا اثني عشر رئيسا يلد واجعله امة كبيرة

    إسمعيل له بركات زمنية ولكن الوعد والميراث لإسحق المولود ليس حسب الجسد بل حسب الروح خلال التجديد بواسطة نعمة الله في المعمودية.

    ولاحظ التشابه بين اليهود نسل يعقوب والعرب نسل إسمعيل

    12 سبطاً إثني عشر رئيساً (هذا تحقق في تك 12:25-16)

    لهم علامة الختان لهم علامة الختان (تعلمه كلاهما من إبراهيم(



    أية 22:

    " 22 فلما فرغ من الكلام معه صعد الله عن ابراهيم "

    صعد الله : كان الله يكلمه بصورة منظورة. وهذا الصعود دليل له أن من كان يكلمه ليس إنساناً عادياً. هكذا صعد المسيح أمام تلاميذه.



    أية 23:

    " 23 فاخذ ابراهيم اسماعيل ابنه وجميع ولدان بيته وجميع المبتاعين بفضته كل ذكر من اهل بيت ابراهيم وختن لحم غرلتهم في ذلك اليوم عينه كما كلمه الله "

    فأخذ إبراهيم : لاحظ التنفيذ الفوري من إبراهيم وقارن مع تأجيل موسي ختان إبنه وغضب الله لذلك.



    أية 26:

    " 26 في ذلك اليوم عينه ختن ابراهيم واسماعيل ابنه "

    في ذلك اليوم عينه ختن إبراهيم: لم يخجل إبراهيم وعمره 99 سنة أن يختتن فهو الشيخ الكبير الوقور يختتن فهذا قد يصير سخرية من الناس. لكن إبراهيم لم يهتم فليس أمامه كصديق لله سوي أن يطيع في محبة ودون مناقشة. وهكذا علي كل تائب أن يطيع الله دون مناقشة ويقطع من قلبه كل محبة للخطية. ولاحظ ان الختان هو علامة داخلية لا يراها الناس من خارج وهكذا التوبة.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالخميس 28 يوليو 2011, 11:20 am

    تفسير سفر التكوين الأصحاح 18

    لإصحاح الثامن عشر
    أيات 1،2:

    " 1 وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار 2 فرفع عينيه ونظر واذا ثلاثة رجال واقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد الى الارض "

    الصداقة الفريدة بين الله وابراهيم تظهر هنا في زيارة الله لإبراهيم ومعه ملاكين وهي احد ظهورات المسيح في العهد القديم. هي زيارة كشفت الكثير من حب الله ومعاملاته.

    وسجد إلي الأرض: هو سجود إكراماً للضيف وليس سجود لله فإبراهيم لم يكن يعرف أولاً أنه الله بدليل (عب 2:13) هذا النوع من السجود هو الذي تقدمه الكنيسة لأبائها البطاركة والأساقفة. بل أن إبراهيم سجد بعد ذلك لبني حث (تك 12:23) فأي اعتراض علي ما تقوم به الكنيسة. ومشهد إستقبال إبراهيم للمسيح يشرح لكل نفس تتمثل بإبراهيم وتدخل مع الله في صداقة حب تجلس عند باب خيمتها (الغربة عن العالم). هذه النفس تستقبل رب السماء وملائكته. "إن أحبني أحد يحفظ كلامى ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً " يو 23:14" "وهانذا واقف علي الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه رؤ 20:3" ودخول المسيح (الشخص الأول والبارز من الثلاثة إلي خيمة إبراهيم يرمز لتجسده (أي أخذ خيمة بشرية(

    بلوطات ممرا: ممرا أي الرؤية أو البصيرة "طوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" وبولس يعطي درس من هذه الحادثة أنه بإضافة الغرباء إستضاف إبراهيم ملائكة وهو لا يعلم ركض لإستقبالهم: هنا إبراهيم يتوجه للثلاثة ولم يميز حتي الآن تميز أحدهم عن الباقين.



    أية 3:

    " 3 وقال يا سيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك "

    يا سيد : حين اقترب منهم ميَز الشخص المميَز أي المسيح فوجه كلامه إليه.



    الأيات 4، 5:

    " 4 ليؤخذ قليل ماء واغسلوا ارجلكم واتكئوا تحت الشجرة 5 فاخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون لانكم قد مررتم على عبدكم فقالوا هكذا تفعل كما تكلمت "

    ظنهم إبراهيم مسافرين فسألهم أن يغسل أقدامهم وأن يأكلوا. وغسل الأقدام هي عادة شرقية (لم يكن هناك أحذية بل صنادل مفتوحة فكانت سخونة الرمال تؤذي الجسد) لأن السير في الحر مؤلم وغسل الأرجل يبرد الجسم كله وينعشه علاوة علي تنظيف الأرجل من الغبار. فتسندون قلوبكم: هذا بالطعام ليتقووا جسدياً بعد طول سفر.



    الأيات 6-8:

    " 6 فاسرع ابراهيم الى الخيمة الى سارة وقال اسرعي بثلاث كيلات دقيقا سميذا اعجني واصنعي خبز ملة 7 ثم ركض ابراهيم الى البقر واخذ عجلا رخصا وجيدا واعطاه للغلام فاسرع ليعمله 8 ثم اخذ زبدا ولبنا والعجل الذي عمله ووضعها قدامهم واذ كان هو واقفا لديهم تحت الشجرة اكلوا "

    كان إبراهيم كريما جداً هو قال كسرة خبر فماذا كانت كسرة الخبز التي قدمها لهم 3 كيلات دقيق سميذاً (أفخر دقيق) مصنوع خبز ملة (كان يخبز علي حجارة محماة) وهو من الخبز النفيس +عجل رخص وجيد + زبداً ولبناً. ووقف هو يخدم الضيوف وهم يأكلوا وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا : فإبراهيم كان لديه غلمان لكنه من كرمه كان هو بنفسه الذي يخدم الضيوف الغرباء ولاحظ تكرار كلمات (ركض/ أسرع/ أسرعي). وما هي تقدمة إبراهيم أ) دقيق يشير للمسيح في نقاوته (ابيض) وعاش مسحوقاً بالأحزان ب) 3 كيلات رقم 3 يشير للثالوث ففي المسيح حل كل ملء اللاهوت "فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً كو 9:2" ولذلك كان رقم 3 يشير أيضا للقيامة فالمسيح ما كان ممكنا ان يسود عليه الموت طالما حل فيه كل ملء اللاهوت جسدياً. ج) عجل جيد مذبوح هذا يشير للمسيح المذبوح الذي قدم جسده لنا لنأكله "العجل المسمن لو 23:15" والكنيسة تجتمع دائما حول المائدة المقدسة فالله لا يمكث معنا إن لم يكن المسيح في وسطنا. لنقف مع إبراهيم تحت شجرة الصليب نخدم الأخرين في إتضاع وبفرح فنحن نخدم الرب فيهم.



    أية 9:

    " 9 وقالوا له اين سارة امراتك فقال ها هي في الخيمة "

    إين سارة إمراتك : الله لم يقبل أن يكون مديوناً. فإبراهيم أكرمه وها هو يرد الجميل لإبراهيم بأن يبارك زوجته. ولم يكن من عادة الشرقيين أن يسألوا عن الزوجة بإسمها ولكن الرب هنا أراد أن يعلن أنه ليس إنساناً عادياً. فيكف عرف اسم سارة؟



    أية 10:

    " 10 فقال اني ارجع اليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امراتك ابن وكانت سارة سامعة في باب الخيمة وهو وراءه "

    زمان الحياة : في تك 21:17 سبق الرب وحدد أن سارة تلد في السنة الأتية أي بعد سنة وهنا يسمي هذا الزمن زمان الحياة فهو زمن إعطاء حياة لمستودع سارة الميت.

    وهو وراءه: الضمير يعود علي باب الخيمة ولذلك يترجم النص "وسمعت سارة في باب الخيمة الذي كان وراءه" ومن كان وراءه سوي المتكلم طبعاً وهي ظنته أولاً إنسان عادي يجامل زوجها.



    أية 11:

    " 11 وكان ابراهيم وسارة شيخين متقدمين في الايام وقد انقطع ان يكون لسارة عادة كالنساء "

    هذه الأية تثبت أن ولادة أسحق تساوي أقامة حياة من الموت.



    أية 12:

    " 12 فضحكت سارة في باطنها قائلة ابعد فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ "

    ضحكت سارة : ربما ضحكت من الفرح أو الإندهاش. لذلك سمي الإبن إسحق الذي يعني ضحكاً حتي يذكر إبراهيم وسارة عمل الله معهما كلما نادياه بإسمه فيمجدوا الله. وسيدي قد شاخ : هذه الكلمة لفتت نظر الرسول بطرس (ا بط 6:3(



    أية 15:

    " 15 فانكرت سارة قائلة لم اضحك لانها خافت فقال لا بل ضحكت "

    إنكار سارة يعني أنها بدأت تدرك أن المتكلم شخص إلهي لأنه عرف ما في قلبها فخافت.



    أية 16:

    " 16 ثم قام الرجال من هناك وتطلعوا نحو سدوم وكان ابراهيم ماشيا معهم ليشيعهم "

    لم يكتفي إبراهيم بالوليمة بل سار معهم ليرشدهم للطريق ويودعهم.



    أية 17:

    " 17 فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله "

    هل أخفي عن إبراهيم : هذا سؤال لتأكيد أن الله لا يريد أن يخفي عن إبراهيم شيئاً هو سؤال للتأكيد مثل " هل يخرج الشوك عنباً" (إن كبر إبنك خاويه(



    أية 18:

    " 18 وابراهيم يكون امة كبيرة وقوية ويتبارك به جميع امم الارض "

    وإبراهيم يكون أمة كبيرة : من اليهود والمسيحين اولاده بالإيمان



    أية 19:

    " 19 لاني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده ان يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا وعدلا لكي ياتي الرب لابراهيم بما تكلم به "

    لكي يوصي بنيه : علي الأب أن يعلم بنيه. وواضح أن وعد الله مشروط بحفظهم وصاياه.



    أية 20:

    " 20 وقال الرب ان صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدا "

    صراخ في سدوم: من بشاعة خطاياهم صارت الخطايا تصرخ طالبة القصاص أو أن الأرض التي تلوثت صارت تصرخ من فساد أهلها كما حدث في حالة دم هابيل الصارخ إلي الله.



    أية 21:

    " 21 انزل وارى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الاتي الي والا فاعلم

    أنزل وأري: هذا ليشير لعدل الله الكامل فهو لا يعاقب إلا بعد الفحص التام. وهو الذي نزل فيما بعد ليصلب ويرفع عنا خطايانا إذ أخذ شكل العبد.



    أية 22:

    " 22 وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم واما ابراهيم فكان لم يزل قائما امام الرب "

    كان إبراهيم لم يزل قائما أمام الرب: كان الرب قد أخبره بما نوي عمله وكان هذا ليدفع إبراهيم للصلاة والشفاعة كما فعل مع موسي بعد ذلك.

    وسدوم وعمورة مدينتان بجوار البحر الميت أقام لوط في إحداهما. وسدوم تعني إحراق وعمورة تعني فيض أو طوفان. فالخطية تسبب الأحتراق والغرق. وربما نتيجة الحريق غرقتا.



    أية 23:

    " 23 فتقدم ابراهيم وقال افتهلك البار مع الاثيم "

    حينما سمع إبراهيم بمصير سدوم وعمورة لم يتحدث مع الله عن ابنه المقبل ولا وعود الله بل إهتم وصلي وتشفع عن سدوم وعمورة. هي صورة حية للحب الناضج الذي فيه ينشغل الإنسان بخلاص إخوته. هكذا نفوس القديسين لا تهتم بما لنفسها بل بما للأخرين.



    الأيات 24-33:

    " 24 عسى ان يكون خمسون بارا في المدينة افتهلك المكان ولا تصفح عنه من اجل الخمسين بارا الذين فيه 25 حاشا لك ان تفعل مثل هذا الامر ان تميت البار مع الاثيم فيكون البار كالاثيم حاشا لك اديان كل الارض لا يصنع عدلا 26 فقال الرب ان وجدت في سدوم خمسين بارا في المدينة فاني اصفح عن المكان كله من اجلهم 27 فاجاب ابراهيم وقال اني قد شرعت اكلم المولى وانا تراب ورماد 28 ربما نقص الخمسون بارا خمسة اتهلك كل المدينة بالخمسة فقال لا اهلك ان وجدت هناك خمسة واربعين 29 فعاد يكلمه ايضا وقال عسى ان يوجد هناك اربعون فقال لا افعل من اجل الاربعين 30 فقال لا يسخط المولى فاتكلم عسى ان يوجد هناك ثلاثون فقال لا افعل ان وجدت هناك ثلاثين 31 فقال اني قد شرعت اكلم المولى عسى ان يوجد هناك عشرون فقال لا اهلك من اجل العشرين 32 فقال لا يسخط المولى فاتكلم هذه المرة فقط عسى ان يوجد هناك عشرة فقال لا اهلك من اجل العشرة 33 وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع ابراهيم ورجع ابراهيم الى مكانه "

    نلاحظ في هذه الأيات

    1. اتضاع إبراهيم أمام الله " أنا تراب ورماد" هكذا يجب ان نقف أمام الله.

    2. شفاعته عن الآخرين وصلاته عنهم. ولم ينشغل بنفسه ومشكلته هو الشخصية.

    3. لو وجد في سدوم 10 أبرار لنجت وهذا يشير لبركة وجود قديسين في مكان ما.

    4. صلاة إبراهيم توقفت عند 10 أبرار ولم يكمل فلعله إقتنع بأن هذا الشعب يستحق مادام لا يوجد ولا حتي عشرة أبرار. وغالباً ما كان يدفعه للصلاة والشفاعة هو الروح القدس الذي يعلمنا كيف نصلي وهو الذي يضع كلاماً في أفواهنا هو 2:14 وهو الذي أقنع إبراهيم ان يكف فهم لا يستحقون. إنما قبل الله صلاة وشفاعة إبراهيم وأنقذ لوطاً وزوجته وإبنتيه بل كان من أجل خاطر إبراهيم أن الملاكين سمحا للوط أن يخرج معه أصهاره، إلا أن أصهاره لم يستفيدوا من هذه الفرصة.

    5. ذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم : فالله حاضر طالما كان إبراهيم يصلي ويتشفع. لذلك يقول بولس الرسول صلوا بلا إنقطاع 1تس 17:5

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالخميس 28 يوليو 2011, 11:21 am

    تفسير سفر التكوين الأصحاح 19
    الله له طرق يجذب بها النفس للسماء وكل طريقة تتناسب مع حالة الشخص. ففي الإصحاح السابق نجد الله في شركة حلوة مع إبراهيم يجذبه للسماويات وفي هذا الإصحاح نجد صورة عكسية، إنذار بالدينونة والخراب والحريق ليجذب لوط خارج دائرة الشر.

    وكانت خطية سدوم وعمورة هي الشذوذ الجنسي وتسمي في العربية اللواط نسبة إلي لوط ولكن في الإنجليزية تسمي السدومية Sodomy نسبة لسدوم وعمورة وهذه أوقع.



    أية 1:

    " 1 فجاء الملاكان إلى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم فلما راهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الارض "

    باب المدينة: كان العظماء والوجهاء والقضاة هم الذين يجلسون في باب المدينة فهذا يدل علي عظم المركز وغني لوط الذي وصل لهما. ونجد هنا لوط الذي تربي في بيت إبراهيم يصنع ما صنعه إبراهيم في ضيافة الغرباء.



    أية 2:

    " 2 وقال يا سيدي ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما ثم تبكران وتذهبان في طريقكما فقالا لا بل في الساحة نبيت "

    لابل في الساحة نبيت: كان الغريب يبيت في الساحة إذا لم يجد مكاناً اخر (قض 20،15:19) وكان هذا احتجاجاً منهما علي لوط وبيته. إذ فضلا ان يبيتا في ساحة المدينة. نجد في 2بط 8:2 أن القديس بطرس يطلق علي لوط لقب البار فهو بار نسبياً بالنسبة لشعب سدوم وعمورة ولكن بره هذا يتصاغر جداً بالنسبة لبر إبراهيم. وكان خطأ لوط الواضح انه اختار ان يسكن في هذا المكان الشرير وبعد أن اكتشف شره لم يتركه.



    وهنا مقارنة بين إبراهيم ولوط

    إبراهيم

    لوط

    1.يستضيف الرب وملاكين في شركة حب وصداقة.

    2.كان لقاء إبراهيم معهم في النهار (فهو يحيا في النور).

    3.إستضاف إبراهيم الرب وملاكين.

    4.قبلوا دعوة إبراهيم فوراً. "قالوا هكذا نفعل كما تكلمت".

    5.وليمة إبراهيم تضمنت سر الثالوث والقيامة سر المسيح والمصلوب والمقام فهو عينه مفتوحة.

    6.إنتهي لقاء إبراهيم معهم بالبركة له ولسارة.

    7.إبراهيم يقف كشفيع عن الأخرين.

    8.إبراهيم أختار له الله الأرض.

    9.إبراهيم كان قلبه علي الخيمة والمذبح.

    10.ظل حراً في محبة الله.

    11.هو أنقذ لوط بشفاعته بل ورث كل الأرض

    1.بالكاد يخلصه الملاكين من الدمار من مدينة أختارها هو.

    2.لقاء لوط معهم كان في المساء.

    3.لوط لم يذهب له سوي الملاكين.

    4.رفضوا الدخول أولاً ثم دخلوا بعد إلحاح من لوط بعد ان كانا يفضلان أن يبيتا في الساحة.

    5.وليمة لوط عادية.

    6.إنتهي اللقاء معهم بالكاد بنجاته من الدمار

    7.لوط يتوسل لأن يسكن في صوغر وليس في الجبل.

    8.لوط إختار لنفسه وترك الصحبة الطيبة.

    9.لوط بحث عن العشب والمراعي (المادة).

    10.فقد شجاعته الأدبية وحريته الشخصية.

    11.أضاع كل شيء أختاره

    ولاحظ أن إلحاح لوط أن يبيت الرجلان عنده كان ليحميهما من شر أهل سدوم الذي يعرفه.



    أية 4:

    " 4 وقبلما اضطجعا احاط بالبيت رجال المدينة رجال سدوم من الحدث إلى الشيخ كل الشعب من اقصاها "

    لاحظ فساد الشعب كله من الحدث إلي الشيخ. الكل صار في نجاسة.



    أية 5:

    " 5 فنادوا لوطا وقالوا له اين الرجلان اللذان دخلا اليك الليلة اخرجهما الينا لنعرفهم "

    لنعرفهما: هي لغة الكتاب المهذبة للمعاشرة الجنسية.



    أية 8:

    " 8 هوذا لي ابنتان لم تعرفا رجلا اخرجهما اليكم فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم واما هذان الرجلان فلا تفعلوا بهما شيئا لانهما قد دخلا تحت ظل سقفي "

    لوط يحاول ان يصلح الموقف ولكن بطريقة فاسدة، أو قال هذا ليخجلهم.



    أية 9:

    " 9 فقالوا ابعد إلى هناك ثم قالوا جاء هذا الانسان ليتغرب وهو يحكم حكما الان نفعل بك شرا اكثر منهما فالحوا على الرجل لوط جدا وتقدموا ليكسروا الباب "

    وهو يحكم حكماً: لم يحتمل هؤلاء الأشرار أن لوط يمنعهم من الأعتداء الجنسي علي الرجلين فقالوا هل يتحكم فينا هذا الغريب. بل هددوه بأن يفعلوا فيه شراً أكثر منهما. وربما هم إستاءوا من قوله في (7) لا تفعلوا شراً فقالوا هل يحكم هذا الغريب بأن أعمالنا شريرة.



    أية 10:

    " 10 فمد الرجلان ايديهما وادخلا لوطا اليهما إلى البيت واغلقا الباب "

    حاول لوط أن يحمي ضيفيه فطلب أن يخرج بنتيه لكن قاما الغريبان بحمايته مع أهل بيته.



    أية 11:

    " 11 واما الرجال الذين على باب البيت فضرباهم بالعمى من الصغير إلى الكبير فعجزوا عن ان يجدوا الباب "

    ضرباهم بالعمي: الكلمة المستخدمة للعمي تشير لنور شديد يلمع فيفقد الإنسان رؤيته أو يحدث نوع من عدم توافق النظر مع العقل فيضل الإنسان طريقه (وهذا هو حال الخاطئ لهم عيون لكنهم لا يبصرون أع 26:28) فهم ظنوا أنهم يرون باب البيت لكنهم سعوا وراء شيء أخر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). (راجع 2 مل 18:6) حيث إستخدمت نفس الكلمة. أو قد تعني أنهم أحيطوا بظلام يتخبطوا فيه. ولاحظ تسلسل ضربات الله للخطاة للتحذير قبل الضربة العظيمة.

    1. وقوعهم تحت الجزية وخضوعهم لكدرلعومر 12 سنة.

    2. الحرب والأسر للنفوس والممتلكات.

    3. ضربة العمي.

    4. كرازة لوط لكنهم اعتبروه يمزح ولم يهرب أحد.



    أية 12:

    " 12 وقال الرجلان للوط من لك ايضا ههنا اصهارك وبنيك وبناتك وكل من لك في المدينة اخرج من المكان "

    من لك ههنا: نظراً لشفاعة إبراهيم فالملاكان كان مستعدان لإنقاذ أقرباء لوط.



    أية 14:

    " 14 فخرج لوط وكلم أصهاره الاخذين بناته وقال قوموا اخرجوا من هذا المكان لان الرب مهلك المدينة فكان كمازح في اعين أصهاره "

    أصهاره الأخذين بناته: سبق وقال أن بناته لم يعرفوا رجلاً فيكون هؤلاء الأصهار إما في حالة خطوبة للبنات أو كان لوط له بنات اخرين متزوجين وهلكوا مع هلاك سدوم وعمورة.

    كان كمازح: فالوعظ لا يصلح إذا كان سلوك الشخص لا يؤيده. وبالنسبة لأهل سدوم نقول إن من اعتاد علي المزاح فحين يأتي وقت الجد نجده مازحاً. فهم كانوا يمكن أن يخلصوا لكن في كل جيل يري الأشرار في إنذارات الله هزلاً ومزاحاً فيستخفون بها.



    أية 15:

    " 15 ولما طلع الفجر كان الملاكان يعجلان لوطا قائلين قم خذ امراتك وابنتيك الموجودتين لئلا تهلك باثم المدينة "

    قم: هي دعوة من السماء أن نقوم مع المسيح القائم من الأموات في الفجر.



    اية 16:

    " 16 ولما توانى امسك الرجلان بيده وبيد امراته وبيد ابنتيه لشفقة الرب عليه واخرجاه ووضعاه خارج المدينة "

    عجيب أن يجذب الملاكان لوط وعائلته لخارج المدينة. فهم متمسكون بالدنيويات للنفس الأخير. فكان لوط متمسكاً بالمكان وبثروته لا يريد أن يتركها.



    الأيات 17-22:

    " 17 وكان لما اخرجاهم إلى خارج انه قال اهرب لحياتك لا تنظر إلى ورائك ولا تقف في كل الدائرة اهرب إلى الجبل لئلا تهلك 18 فقال لهما لوط لا يا سيد 19 هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك وعظمت لطفك الذي صنعت الي باستبقاء نفسي وانا لا اقدر ان اهرب إلى الجبل لعل الشر يدركني فاموت 20 هوذا المدينة هذه قريبة للهرب اليها وهي صغيرة اهرب إلى هناك اليست هي صغيرة فتحيا نفسي 21 فقال له اني قد رفعت وجهك في هذا الامر ايضا ان لا اقلب المدينة التي تكلمت عنها 22 اسرع اهرب إلى هناك لاني لا استطيع ان افعل شيئا حتى تجيء إلى هناك لذلك دعي اسم المدينة صوغر "

    طلب الملاكان من لوط أن يهرب إلي الجبل فإختار ان يذهب إلي مدينة صوغر!! وعجيب أن يختار الله لإنسان المكان الأمن فيختار الإنسان لنفسه فهل رأي لوط أن اختياره أفضل والأعجب أنه بعد أن رفض الصعود للجبل عاد وصعد للجبل (أية 30). فهل كان لوط متعباً لا يستطيع صعود الجبل وهل يتعب من يجذبه ملاكان. هل خاف لوط أن لا يستطيع الوصول للجبل قبل أن يأتي الدمار؟ هذا مردود عليه فالملاك أفهمه أنه لا يستطيع أن يفعل شيء إن لم يهرب لوط وينجو (22) أو هل هو طمع أن تكون صوغر ملكاً له فيقول "اليست هي صغيرة فتحيا نفسي" : أي هي صغيرة فلاخذها ميراثاً لأحيا عوضاً عن كل ما خسرته في سدوم. وصوغر كانت أصغر مدن الدائرة. وهذا حال كثيرين يدعوهم الله لصعود الجبل المقدس فيكتفوا بصوغر أي بنصيب مادي أرضي. مهما كان كبيراً فهو تافه بالنسبة للسماويات.



    الأيات 24،25:

    " 24 فامطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء 25 وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الارض "

    الله في رحمته لم يمطر علي سدوم وعمورة قبل أن يدخل لوط إلي صوغر فهو حريص علي لوط كانسان بار "قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ"

    فأمطر الرب… من عند الرب: هذه تشبه "قال الرب لربي" والمعني أن الابن أمطر من عند الآب وغالباً كان خراب سدوم وعمورة عن طريق بركان قذف حمماً فطبيعة المنطقة كبريتية وباطن الأرض به غازات مكتومة مضغوطة قابلة للإشتعال وقد إنطلقت بفعل أحد الزلازل ثم إشتعلت ونزلت علي الأرض بشكل أمطار ملتهبة. وربما كانت هناك صواعق من السماء تشعل أبار الحمر الموجودة بكثرة. المهم أن غضب الله احرق المدن بطريقة ما بسبب شرها.

    وهكذا كل من يجري وراء شهوته ستحرقه نار غريبة (يه 7) وما حدث في سدوم وعمورة هو نموذج للنار الأبدية.قلب مدن الدائرة = غالباً تشير لغرقهم في البحر الميت، بحر الملح.



    أية 26:

    " 26 ونظرت امراته من ورائه فصارت عمود ملح "

    الله حولها بقدرته لعمود ملح. أو أنها اختنقت من الكبريت والدخان ثم غطي الملح جسدها فصار لها قبراً. أو إنهالت عليها الحمم السائلة وجمدت عليها فصارت عمود ملح. لكن لماذا؟ هي نظرت لسدوم مشتهية خطاياها. ولذلك قال السيد المسيح "اذكروا إمراة لوط لو 37:17" فهي إشتهت أشياء عالمية وخطاياها بينما هي صاعدة للجبل فعلينا أن لا ننظر للوراء ونمتد إلي ما هو قدام. والملح في الكتاب المقدس يشير لعدم الفساد فيقال العهد عهد ملح أي أبدي وإمراة لوط أصبحت شاهدة علي نتائج الخطية شهادة أبدية.



    أية 27،28:

    " 27 وبكر ابراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه امام الرب 28 وتطلع نحو سدوم وعمورة ونحو كل ارض الدائرة ونظر واذا دخان الارض يصعد كدخان الاتون "

    إبراهيم كان قد عرف قرار الله بالنسبة لسدوم وهو ذهب لينظر حزيناً علي مصيرهما وهو نظر ولم يتحول لعمود ملح فهناك فرق في النظرة وهو لا يشتهي الخطية بل يرثي علي الخطاة.



    أية 29:

    " 29 وحدث لما اخرب الله مدن الدائرة ان الله ذكر ابراهيم وارسل لوطا من وسط الانقلاب حين قلب المدن التي سكن فيها لوط "

    هذه الاية تثبت قوة شفاعة إبراهيم ولاحظ أن إبراهيم لم يتشفع في لوط وعائلته فقط بل للجميع ولكن الله أنقذ كل فتيلة مدخنة. ولنلاحظ المدعوين للخروج.

    1. أصهار لوط: هؤلاء إستهانوا وكان لوط كمازح في أعينهم وهؤلاء هلكوا إذ رفضوا.

    2. إمراة لوط: تمثل المتواجدين في الكنيسة تواجداً جسدياً لكن قلبهم مشتعل بمحبة العالم. هلكت.

    3. إبنتي لوط: خرجتا لكن قلبهما لم يكن نقياً، خرجتا خوفاً من الموت وليس رغبة في عدم الشركة مع الأشرار. كانتا لهما صورة التقوي وداخلهم مملوءاً شراً.

    4. لوط: متردد يمسكه الملاكان ليجذباه، متباطئ، يجادل في كلام الله ويرفض صعود الجبل ويذهب إلي صوغر (مثال لمن يرفض التقديس الكامل) حقاً قصبة مرضوضة لا يقصف.



    الأيات 30-38:

    " 30 وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه لانه خاف ان يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه 31 وقالت البكر للصغيرة ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض 32 هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من ابينا نسلا 33 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 34 وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة اني قد اضطجعت البارحة مع ابي نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من ابينا نسلا 35 فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها 36 فحبلت ابنتا لوط من ابيهما 37 فولدت البكر ابنا ودعت اسمه مواب وهو ابو الموابيين إلى اليوم 38 والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي وهو ابو بني عمون إلى اليوم "

    نجد لوط هنا وقد صعد للجبل وهذا ما قد رفضه أولاً. ولو ذهب أولاً لكان قد ذهب في إيمان ومحبة وطاعة لله كإبن أما الآن فهو يذهب خائفاً كعبد. وهذا الفصل الذي به يختم الكتاب قصة لوط مؤلم فهو أوضح أن إبنتا لوط شربتا الكثير من شر سدوم وعمورة والبعض قدم عذراً لهما أنهن تصورن خراب العالم كله بعد الحريق فأردن أن يحتفظن بالنسل أو هن أردن أن يحتفظن بالنسل المقدس ظنا منهما إن إبراهيم قد مات (فيأتي من نسلهن المسيح) ولكنه حل بشري خاطئ مرفوض. وما فعلوه كان خطية بشعة وكان إبنيهما رأسين لشعبين شريرين موأب (إبن الأب أي منسوب لأبي الأم) وبني عمون (إبن شعبي أي الذي من جنسي). وموأب صار أمة كبيرة ثم إندمج مع بني عمون في الشعوب العربية
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالخميس 28 يوليو 2011, 11:25 am

    تفسير سفر التكوين الأصحاح20
    الأيات 1،2:

    " 1 وانتقل ابراهيم من هناك إلى ارض الجنوب وسكن بين قادش وشور وتغرب في جرار 2 وقال ابراهيم عن سارة امراته هي اختي فارسل ابيمالك ملك جرار واخذ سارة "

    لا نعرف لماذا ذهب إبراهيم إلي جرار، وهناك من يقول أنه تأثر مما حدث في سدوم وعمورة إذ راهما تحترقان. أو هو طلب مرعي أخر إذ كثرت مواشيه، أو لعل مجاعة جديدة حدثت فغادر بلوطات ممرا إلي جرار. وهنا نجد لحظة ضعف إيمان لأبو الإيمان، فيها تغيرت نظرة إبراهيم فبدلاً من أن ينظر للسماء بإيمان نظر لأهل جرار فرآهم أشرار فخاف منهم وكرر الخدعة الأولي التي فعلها مع فرعون بعد حوالي 20 سنة. لكن هناك سؤال كيف ينظر ملك جرار إلي سارة وهي الأن تقترب من التسعين من عمرها!! هل كانت مازالت محتفظة بجمالها؟ الأجابة أن الله الذي أعطاها نسلاً ضد الطبيعة وقد غير طبيعتها بل هي كانت ترضع إسحق هو نفسه أعطاها حيوية تتحمل الولادة والرضاعة وتربية الطفل فهو الذي جدَد مثل النسر شبابها وبنفس المفهوم نفهم كيف أن إبراهيم وقد إندهش أن يكون لإبن مائة عام قدرة أن ينجب قد إستمر ينجب بعد أن تزوج قطورة وعمره 140 عاماً وأنجب منها 6 أولاد فعطايا الله دائمة لا يرجع فيها.

    إبيمالك: غالبا لا تعني إسماً بل لقباً مثلما كان فرعون في مصر هو ملك مصر. وإبيمالك تعني أبي ملك. وهو كان وثنياً لكن كان له صفات لطيفة وجميلة. ولاحظ حديثه مع الله ومع إبراهيم ومع سارة. ونتعجب كيف حكم إبراهيم أن هذا الموضع ليس فيه خوف الله (آية 11). ومدينة جرار علي الجانب الجنوبي من حدود فلسطين تبعد 9 كيلومتر من غزة وسكنها الفلسطينيون.



    أية 6:

    " 6 فقال له الله في الحلم انا ايضا علمت انك بسلامة قلبك فعلت هذا وانا ايضا امسكتك عن ان تخطئ الي لذلك لم ادعك تمسها "

    وأنا أمسكتك: لعل الله أصابه بمرض حتي لا يمس سارة. ولعل إبيمالك تذمر وقتها بسبب المرض الذي لحقه. لكن كان هذا المرض لخيره لأنه لو كان صحيحاً ومسها لكان الله قتله.



    أية 7:

    " 7 فالان رد امراة الرجل فانه نبي فيصلي لاجلك فتحيا وان كنت لست تردها فاعلم انك موتا تموت انت وكل من لك "

    فإنه نبي: نبي باليونانية بروفيتيس: برو (قبل) + فيتيس (يتكلم) والمعني أنه يتكلم بأشياء قبل أن تحدث أي أشياء مستقبلية. وفي العبرية الكلمة نبي مثل العربية ولكنها تعني الذي يصلي ويتوسل ويتشفع. ولأن من بين من يصلي ويتوسل لله يوجد من إرتقي لعلاقة المودة والمحبة لله والصداقة لله التي معها يقول الله "هل أخفي عن عبدي هذا ما أنا فاعله". فيكشف لهم الله أفكاره عن الحاضر والمستقبل. ولذلك أصبحت كلمة نبي تعني من يتكلم ويعظ ويعلم عن الله وتعني أيضا من يكشف المستقبل. وكان المعني الذي قصده بولس الرسول في 1كو 3:14 يعني من يتكلم عن أفكار الله ويعلنها ويعلمها وهكذا كان المعني لموسي وهرون، فهرون كان له اللسان الذي به يعلن أفكار الله التي تأتي لموسي. وهذه الأية إثبات مهم لموضوع الشفاعة. وهنا نجد الله يكرم إبراهيم جداً في عيون الفلسطينين.

    فهل الله كان غير قادر ان يبارك إبيمالك بدون صلاة إبراهيم. قطعاً لا لكن الله أراد ان يكرم ابراهيم الذي أكرمه 1صم 30:2



    أية 8:

    " 8 فبكر ابيمالك في الغد ودعا جميع عبيده وتكلم بكل هذا الكلام في مسامعهم فخاف الرجال جدا "

    كان رجال إبيمالك وثنيين لكن كانت قلوبهم مستعدة لقبول كلمة الله.



    أية 9:

    " 9 ثم دعا ابيمالك ابراهيم وقال له ماذا فعلت بنا وبماذا اخطات اليك حتى جلبت علي وعلى مملكتي خطية عظيمة اعمالا لا تعمل عملت بي "

    الله يسمح لأبيمالك أن يعاتب إبراهيم ويلومه. ماذا فعلت بي: أي ماذا قصدت بي، فإني لم أسئ إليك حتي خدعتني وجلبت علي غضباً إلهياً. لو قلت الصدق ما حدث هذا.



    أية 10:

    " 10 وقال ابيمالك لابراهيم ماذا رايت حتى عملت هذا الشيء "

    ماذا رأيت حتي عملت هذا الشي: ماذا رأيت فينا من شر حتي تفعل بنا هذا.



    الايات 11-13:

    " 11 فقال ابراهيم اني قلت ليس في هذا الموضع خوف الله البتة فيقتلونني لاجل امراتي 12 وبالحقيقة ايضا هي اختي ابنة ابي غير انها ليست ابنة امي فصارت لي زوجة 13 وحدث لما اتاهني الله من بيت ابي اني قلت لها هذا معروفك الذي تصنعين الي في كل مكان ناتي اليه قولي عني هو اخي "

    العجيب أن رد إبراهيم لم يتضمن إعترافاً بالخطأ بل تضمن إتهاماً لأهل جرار بالشر دون مبرر فسقط في خطية الإدانة والتسرع في الحكم علي الأخرين. مع أنه ثبت أنهم صالحين. وأوضح كلام إبراهيم أن ما فعله كان إتفاقاً قديما بينه وبين سارة ونفذوه من قبل مع فرعون.

    حدث لما أتاهني الله: أي حينما أخرجني الله من أور ثم من حاران وكنت لا أعلم إلي إين أذهب.



    الأيات 14-16:

    " 14 فاخذ ابيمالك غنما وبقرا وعبيدا واماء واعطاها لابراهيم ورد اليه سارة امراته 15 وقال ابيمالك هوذا ارضي قدامك اسكن في ما حسن في عينيك 16 وقال لسارة اني قد اعطيت اخاك الفا من الفضة ها هو لك غطاء عين من جهة كل ما عندك وعند كل واحد فانصفت "

    كان أكرام ابيمالك لإبراهيم عظيماً لا في الهدايا وحسب وإنما في إعلان محبته وتقديره له، لقد رد إلاساءة إليه بالحب العملي.

    أني قد أعطيت اخاك: هو عتاب مملوء حباً لأنها قالت لأبيمالك هو اخي فهو يعاتبها بقوله أخاك. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وقد تكون الألف فضة ثمن المواشي أو هي فوق المواشي.

    غطاء عين لك: يعني هذا أن الهدية معناها أن ابيمالك لم يمس سارة فقبول إبراهيم للهدية يعني هذا وهو إثبات لعفة سارة. هو تكريم ورد شرف وتقديراً لها ولزوجها أمام الناس. وهناك من يقول أن المقصود بغطاء العين هو إبراهيم نفسه فيكون حامياً لها وساتراً إياها عن كل عين تتطلع أو تفكر في أخذها.



    الأيات 17،18:

    " 17 فصلى ابراهيم إلى الله فشفى الله ابيمالك وامراته وجواريه فولدن 18 لان الرب كان قد اغلق كل رحم لبيت ابيمالك بسبب سارة امراة ابراهيم "

    يبدو أن إبراهيم صلي لأجل إبيمالك وسراريه بعد مدة فيها علموا بعقمهم. والمفروض أن يكون الزواج غطاء عين فلا ينظر أي من الطرفين ليشتهي (أي 1
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالجمعة 29 يوليو 2011, 11:48 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 21
    الأيات 1، 2:

    " 1 وافتقد الرب سارة كما قال وفعل الرب لسارة كما تكلم 2 فحبلت سارة وولدت لابراهيم ابنا في شيخوخته في الوقت الذي تكلم الله عنه "

    هذا الابن هو ثمرة إفتقاد الرب لسارة ووعوده لها ولرجلها. هو إبن موعد وعلينا أن نجاهد ولا نطلب الثمر بل في إيمان نجاهد العمر كله والله سيعطينا في الوقت المناسب وما خاب من إنتظر الله أبداً.



    أية 3:

    " 3 ودعا ابراهيم اسم ابنه المولود له الذي ولدته له سارة اسحق "

    الله هو الذي أسماه قبل ذلك وإبراهيم ينفذ أمر الله.



    أية 6:

    " 6 وقالت سارة قد صنع الي الله ضحكا كل من يسمع يضحك لي "

    الكل سيفرح لي ويستغربون عطية الله لعجوز رحمها كان ميتاً كالصخر. وهكذا السمائيين يفرحون بكل خاطئ كميت يتوب فيحيا.



    أية 7:

    " 7 وقالت من قال لابراهيم سارة ترضع بنين حتى ولدت ابنا في شيخوخته "

    من قال لإبراهيم: أي هذا لم يخطر علي بال أحد فيقوله لإبراهيم.



    أية 8:

    " 8 فكبر الولد وفطم وصنع ابراهيم وليمة عظيمة يوم فطام اسحق "

    كان الفطام عند اليهود في سن 3 سنين (وفي هذا السن ذهب صموئيل إلي الهيكل) ولم يذكر الكتاب أن إبراهيم صنع وليمة عظيمة يوم ولادة أسحق. فالفرح الحقيقي للمؤمن يكون بالنضوج في طريق الإيمان والتوبة وبكل نمو روحي لإنساننا الداخلي.



    أية 9:

    " 9 ورات سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لابراهيم يمزح "

    يمزح: يسخر ويتهكم ويري المفسرون أن هذه الحادثة هي بداية الـ 400 سنة التي يضطهد فيها نسل إبراهيم وبدايتها إضطهاد إبن المصرية لإسحق وفي نهايتها إضطهد المصريون الشعب نسل إسحق. لذلك قال الكتاب إبن المصرية ولم يقل إسمعيل. وربما كانت الوليمة العظيمة التي أقامها إبراهيم هي التي أغاظت هاجر وإسمعيل بوصول وريث جديد لإبراهيم. وبولس هو الذي كشف أن هذا المزاح كان إضطهاداً. وهكذا كان إضطهاد اليهود للمسيحية في بدايتها فاليهود يرمز لهم إسمعيل والكنيسة يرمز لها إسحق. والميراث الذي تنتظره الكنيسة هو ميراث روحي فلا يرثه إنسان جسدي بل إنسان روحي. والإنسان الروحي ولد بوعد وبحسب إيمان فورث من أبيه الإيمان وهو إبن الحرة سارة فورث منها الحرية وهكذا الكنيسة المولودة من المعمودية من فوق (يمثله اسحق).

    أما الإنسان الجسداني فهو إبن الجسد والشهوة وضعف الإيمان فورث من أبيه ضعف الإيمان ومن أمه العبودية فكان إنساناً وحشياً حيواني الغرائز يحيا حسب الجسد (يمثله إسمعيل).



    أية 10:

    .” 10 فقالت لابراهيم اطرد هذه الجارية وابنها لان ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق “

    كان كلام سارة هذا بروح النبوة لذلك فقد وافق الله عليه. فكان لكنيسة العهد القديم أن تتواري حتي تظهر كنيسة العهد الجديد ولذلك سمح الله بطرده. كنيسة العهد القديم هم اليهود الذين تمسكوا بحرف الناموس وشكلياته فعاشوا علي مستوي الجسد لا الروح. أما كنيسة العهد الجديد فجاءت ثمرة النعمة الإلهية لها حق الميراث.



    أية 11:

    “11 فقبح الكلام جدا في عيني ابراهيم لسبب ابنه “

    فقبح الكلام: كم تألم إبراهيم وهو يطرد إبنه إسمعيل لكن هذا كان نتيجة ثمار الحلول البشرية التي كانت ضد خطة الله. وهكذا أيضاً كل خطية تمكنت فينا أو أحببناها حين يأتي الوقت الذي نريد أن نتركها نكون كمن يقدم ذبيحة نقطع فيها هذا الشئ المحبوب.
    فقال الله لابراهيم لا يق بح في عينيك من اجل الغلام ومن اجل جاريتك في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها لانه باسحق يدعى لك نسل “

    الله قبل طرد الجارية والغلام ليكون هذا رمزاً لإختفاء كنيسة العهد القديم أمام كنيسة المسيح.



    أية 13:

    “ 13 وابن الجارية ايضا ساجعله امة لانه نسلك “

    لكن الله لن ينسي إسمعيل من أجل إبراهيم ومن أجل أنه خليقته وهو المسئول عنه.



    أية 14:

    “14 فبكر ابراهيم صباحا واخذ خبزا وقربة ماء واعطاهما لهاجر واضعا اياهما على كتفها والولد وصرفها فمضت وتاهت في برية بئر سبع “

    هناك من يتهم إبراهيم بالقسوة في طرد هاجر وإسمعيل ولكن هو نفسه الذي قدم إسحق للذبح ففي الحالتين فعل هذا لأنها أوامر الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والله الذي عال إسمعيل في البرية هو الذي فدي إسحق. ولكن الله سمح بهذا ليقدم الرمز. وكانت العادة أن يتزود الشخص المسافر بماء في قربة يكفيه للوصول لأقرب بئر وقطعاً أرشدهما إبراهيم للطريق إلي أقرب بئر لكنهم ضلوا الطريق. وكان الولد حينئذ سنة 16-17 سنة.



    أية 15:

    “15 ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت احدى الاشجار
    في سن الشباب وبسبب النشاط وزيادة العرق يحتاج الشاب لكمية من الماء أكثر من كبار السن لذلك خارت قوي إسمعيل قبل أمه وظهر تعبه قبلها.

    وبينما كان الطفل إسحق يرتوي من ينابيع حب أبويه بلا توقف، شرب إبن هاجر من القربة المصنوعة من جلد حيوانات ميتة، فلم تستطع ان تروه إلا قليلاً ليبقي في حالة ظمأ وإعياء ويقترب جداً من الموت. أنها صورة تكشف عن الفارق بين روح الحياة الإنجيلية والفكر الجسداني النابع عن حرفية الناموس. وهكذا كل من ترك بيت الله (هنا يرمز له بيت إبراهيم). لكن الله يعطي ماء وينقذ هاجر وإبنها فهو أب الجميع. لكن مثل اليهود الآن لهم خيرات زمنية ولكن ليس مثل حضن الآب.



    أية 16:

    “ 16 ومضت وجلست مقابله بعيدا نحو رمية قوس لانها قالت لا انظر موت الولد فجلست مقابله ورفعت صوتها وبكت “

    المسافة بين الأم والولد قيست بحسب ما إشتهر به الولد أنه رامي قوس (20) أي صياد.



    أية 17:

    “ 17 فسمع الله صوت الغلام ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر لا تخافي لان الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو “

    فسمع الله صوت الغلام : بينما أن هاجر هي التي رفعت صوتها وبكت (16) ولكن الله يعرف إحتياجنا دون أن نتكلم أو نصرخ. ونادي ملاك الله: سبق في 7:16 أن قيل ملاك الرب أي يهوة. فهي الأن خارج دائرة شعب الرب وهذا بسماح من الله. وشعب الرب الأن هو بيت إبراهيم. والله يعلن نفسه لها أنه الله إله العالم كله. لكن إسم يهوة هو لشعبه فقط



    أية 19:

    “19 وفتح الله عينيها فابصرت بئر ماء فذهبت وملات القربة ماء وسقت الغلام “

    البئر كانت بجانبهم لكنهم لم يروها إلا حين أرشدهم الله وبدونها كانوا معرضين للهلاك. وهكذا اليهود الأن لو صرخوا لله سيفتح عيونهم ويرشدهم للإيمان بالمسيح.



    الأيات 22-27:

    “22 وحدث في ذلك الزمان ان ابيمالك وفيكول رئيس جيشه كلما ابراهيم قائلين الله معك في كل ما انت صانع 23 فالان احلف لي بالله ههنا انك لا تغدر بي ولا بنسلي وذريتي كالمعروف الذي صنعت اليك تصنع الي والى الارض التي تغربت فيها 24 فقال ابراهيم انا احلف 25 وعاتب ابراهيم ابيمالك لسبب بئر الماء التي اغتصبها عبيد ابيمالك 26 فقال ابيمالك لم اعلم من فعل هذا الامر انت لم تخبرني ولا انا سمعت سوى اليوم 27 فاخذ ابراهيم غنما وبقرا واعطى ابيمالك فقطعا كلاهما ميثاقا “

    أكرم إبيمالك ملك جرار إبراهيم جداً وسمح له بالبقاء في ارضه، لكنه إذ رآه يعظم جداً، أدرك أن الله هو سر عظمته ونجاحه فخاف منه، لذلك جاء ومعه رئيس جيشه فيكول ليقيما معه ميثاقاً حتي لا يغدر إبراهيم به أو بنسله وذريته. وغالباً كان سبب الزيارة أن إبراهيم قد فترت مودته بطريقة شعر بها إبيمالك فأتي للبحث عن السبب. وكان غضب إبراهيم راجعاً بسبب بئر الماء التي إغتصبها عبيد إبيمالك والأبار في هذه المناطق هي وسيلة الحياة. ولاحظ أن الله يظهر نجاحاً وتوفيقاً لعبيده وسط العالم به يظهر أنه معهم ويؤيدهم.



    الأيات 28-31:

    “28 واقام ابراهيم سبع نعاج من الغنم وحدها 29 فقال ابيمالك لابراهيم ما هي هذه السبع النعاج التي اقمتها وحدها 30 فقال انك سبع نعاج تاخذ من يدي لكي تكون لي شهادة باني حفرت هذه البئر 31 لذلك دعا ذلك الموضع بئر سبع لانهما هناك حلفا كلاهما “

    كلمة سبع بالعبرية Shevah وأصلها Savah أي يشبع ويمتلئ فالله في اليوم السادس اتم خلقة العالم وفي اليوم السابع إستراح فكل شيء كان قد تم خلقه حسنا وكاملاً ولا يمكن أن يضاف شيء لما خلقه الله. ومن نفس الأصل إشتقت كلمة يقسم أو يحلف فهم كانوا يستخدمون للحلف سبع نعاج أو سبع خراف فالبئر أسميت بئر سبع أي بئر القسم أو الحلف لأنهم تعاهدوا بحلف بشأنها وإستخدم في الحلف سبع نعاج. ومعني الـسبع نعاج كمال القسم أو تمام الروابط بينهم (تك 28:21-31) لذلك نجد نفس الكلمة تستخدم كرقم سبع وتستخدم كقسم أو حلف. وفي (29) إتضح أن إبيمالك لم يفهم هذه العادة العبرانية.



    أية 33:

    “33 وغرس ابراهيم اثلا في بئر سبع ودعا هناك باسم الرب الاله السرمدي “

    وغرس إبراهيم أثلاً في بئر سبع: ليؤكد ملكيته للبئر غرس هذه الأشجار والأثل يماثل السرو وهو يكبر ويرتفع في البلاد الحارة للتظليل ولإقامة الخيام تحتها.

    وروحياً فالبئر تشير للكنيسة التي تفيض بالروح القدس الذي يهبه المسيح وإصرار إبراهيم أن يحصل علي البئر يجب أن يكون إصرار للمؤمن أن يمتلئ بالروح القدس. ولانها بئر سبع فتشير للأسرار السبع التي يعمل فيها الروح القدس. وغرس الأشجار حولها يشير لغرس المؤمنين الذين يلتفون حول مياه الروح القدس. ودعا هناك باسم الرب: هذا المكان صار مقدساً بصلوات أبينا إبراهيم.

    السرمدي : الله الموجود دائما أبدا الأزلي الأبدي والأصل العبري يشير إلي أنه غير مرئي.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالسبت 30 يوليو 2011, 11:19 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح22

    الإصحاح الثاني والعشرون
    لو لم توجد في حياة إبراهيم وأسحق سوي هذه الحادثة التي فيها يقدم إبراهيم أبنه ذبيحة، وإبنه إسحق لا يعترض ولا يقاوم، لكان كلاهما أعظم قديسين عبر العصور. وهذه القصة تشير لعظمة إيمان إبراهيم الذي يري أن الله هو كل كفايته حتي لو حرم من كل مصادر التعزية فإبنه إسمعيل مطرود وإبنه اسحق سيقدمه ذبيحة بيديه وبقدر ما قست التجربة جداً تمجد إبراهيم وإسحق إبنه، فصار يمثلان صورة حية لعمل الله الخلاصي خلال ذبيحة الصليب وإعلان قيامة المسيح.

    والكنيسة تصلي في يوم خميس العهد قسمة ذبح إسحق وهي تذكر تقديم المسيح نفسه كذبيحة.



    أية 1:

    “1 وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم فقال له يا ابراهيم فقال هانذا “

    وحدث بعد هذه الأمور : كأن الله لم يسمح بالتجربة الرهيبة إلا بعد أن أعطي له الوعد من جهة اسحق وقد تحقق الوعد وبعد أن اعطي له مهابة ورهبة أمام الملوك. فالله قوي إيمانه قبل أن يمتحنه فالله لا يجرب إنسان فوق ما يستطيع 1كو 13:10. ومن المؤكد أن الله رافقه وشدده خلالها "يجعل مع التجربة المنفذ" ويكون هذا بطريقة خفية

    الله إمتحن إبراهيم : والكلمة العبرية لإمتحن تعني يختبر أو يثبت. والمعني أن الله وضع له هذه التجربة ليظهر عظمته أمام الأجيال، عظمة إيمانه الذي لا يهتز. وأراد الله في نفس الوقت أن يظهر لإبراهيم طريقة الخلاص، فرجل مثل إبراهيم حصل علي كل ما يتمناه، الأبناء والأرض والمهابة من المؤكد أنه كان يفكر في طريقة الخلاص بعد الموت وهنا طلب منه الله هذا الطلب وكان إبراهيم في هذه القصة الرمزية رمزاً للآب الذي سيقدم أبنه ولقد اختبر إبراهيم بنفسه مرارة الألم إعلاناً عن مشاعر الآب الذي قدم إبنه فداء عن بني آدم الذين أحبهم. وخلال التجربة تمتع إبراهيم برؤية واضحة لطريقة الخلاص وفهم مسبقاً كيف أن المسيح سيقوم من الأموات مانحاً الحياة لإبراهيم ولأولاده ففرح إبراهيم "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يري يومي فرأي وفرح يو 56:8" فهو بالإيمان والمرارة أنطلق بابنه نحو المذبح ورجع من التجربة فرحاً باسحق القائم من الأموات رمزاً للمسيح. لقد شرح الله طريقة الخلاص ولكن استخدم الله إبراهيم وأسحق الجبابرة الذين يصلحون لهذه المهمة. ولنلاحظ أنه كلما زادت التجربة زاد حجم العطية ولكن الله يعرف من يتحمل ويمتحنه. إذاً معني أن الله يمتحن إبراهيم لا تعني أن الله ينتظر ماذا سيكون موقف إبراهيم من التجربة فهو بالقطع يعرف، ليس هذا فقط، بل الله أظهر نتيجة الامتحان مسبقاً في 6:15 "فأمن إبراهيم بالرب فحسبه له براً". إنما الإمتحان هنا هو لمزيد من الإعلانات ولإظهار بر إبراهيم للعالم. ولقد شرح بولس الرسول ماذا كان إيمان إبراهيم في هذه الحالة عب 17:11-19. إذ قد صدَق وآمن بوعد الله أنه بإسحق سيدعي له نسل فأمن أنه ولو قدمه ذبيحة فسيقيمه الله ثانية فلا نحزن إذا إمتحننا الله بتجربة صعبة فالله لا يمتحن سوي الأقوياء ليعطيهم مزيداً من الإعلانات.

    وهذا ما قد حدث فلقد مر إبراهيم بتجربة صعبة والنتيجة أنه رأى الله، لقد تحول الإيمان إلى عيان ( أية 14).



    أية 2:

    “2 فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق واذهب الى ارض المريا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك “

    الله لا يطيق الذبائح البشرية وقد حرم الناموس والشريعة ذلك تماماً. وكان الوثنيون يقدمون أبكارهم ذبائح لألهتهم فهم كانوا كيائسين يودون إسترضاء الهتهم المتعطشة للدماء. أما الله هنا المحب للبشر فهو أراد أن يعلن أنه لا يريد موت إنسان بل هو الذي سيبذل نفسه عن البشر ليعطيهم حياة.

    إينك وحيدك الذي تحبه : هذه الكلمات مصممة لتنطبق علي المسيح الإبن الوحيد الجنس المحبوب. أف 6:1 أرض المريا : يري البعض أنه المكان الذي بني فيه الهيكل حيث كانت تقدم الذبائح ويري البعض أنه الموقع الذي صلب فيه المسيح (2 أي 1:3) المهم أن المكانين متجاورين. وكلمة مريا تعني (الرب راء أو معد) حيث أعد الرب كبش المحرقة. وقد قال إبراهيم الرب يري له الخروف للمحرقة (أية . فغالباً المكان سمي بحسب الحادثة. وغالباً فجبل المريا يعني كل جبال أورشليم وهي تبعد عن بئر سبع حيث كان إبراهيم يسكن 42 ميلاً (3 أيام سفر).



    أية 3:

    “3 فبكر ابراهيم صباحا وشد على حماره واخذ اثنين من غلمانه معه واسحق ابنه وشقق حطبا لمحرقة وقام وذهب الى الموضع الذي قال له الله “

    فبكر : دون تراخ وقبل أن تستيقظ سارة وتعرف فتمنعه. وبغير جدال أوشك في مواعيد الله. كان إبراهيم عجيباً في طاعته وإسحق عجيباً في إستسلامه. وهذا يعني الحب. وشقق حطباً: ليذهب للمكان مستعداً فلا يوجد ما يعوقه عن تحقيق أمر الرب وحتي لا يضعف حين يصل إلي المكان. والحطب هو الخشب الذي يشير لخشبة صليب المسيح. الله كان يكشف سر الصليب بطرق متنوعة غير أن الكثيرين عيونهم قد إنطمست. ولنري مميزات إيمان إبراهيم.

    1. الله سيقيم من الأموات

    2. بلا تردد ولا أسئلة كيف ولماذا.

    3. بسرعة وباكراً ولا يستشير لحماً ولا دماً

    4. إيمان عملي ينفذ وليس كلاماً فقط.

    لذلك هو إختبر الله ورآه ورأي يومه ورجع من هذه التجربة فرحاً. لا تجربة بلا فرح



    آية 4:

    “4 وفي اليوم الثالث رفع ابراهيم عينيه وابصر الموضع من بعيد “

    وفي اليوم الثالث : اليوم الثالث يشير للقيامة وكان إسحق ظل مع المسيح في القبر هذه الثلاثة أيام وفي اليوم الثالث رجع حياً. ولقد تكررت قصة الأيام الثلاثة في الكتاب المقدس لتشرح نفس الفكرة وهناك بعض الأمثلة.

    1. طلب من بني إسرائيل أن يقدموا ذبيحة علي مسيرة 3 أيام فالذبيحة لا تقبل خارج دائرة القيامة.

    2. بعد مسيرة 3 أيام وجدوا ماء

    3. مسيرة التابوت 3 أيام

    راجع خر 3:5 + 22:15 + عد 33:10 + خر 11:19 + يش 14:1 + 2 مل 5:20 والكتاب لم يخبرنا لماذا سكن إبراهيم في جرار بجانب إبيمالك ولعلنا الأن علمنا السبب!! ليكون إبراهيم وإسحق علي مسافة 3 أيام من جبل المريا في أورشليم ويكمل الرمز. كم كانت التجربة مؤلمة ومرة علي نفس إبراهيم وإسحق ولكن وسط التجربة وبين ضغطات الألم وعند كثرة الهموم إمتلات نفس إبراهيم تعزية وإنفتحت بصيرته الداخلية فعاين سر المصلوب القائم من بين الأموات فتهلل إذ رأي يوم الرب (يو 56:. وبالنسبة لنا فمن المؤكد أنه لو صبرنا علي أي تجربة ستكون النتيجة خيراً وبقدر ما زاد ألم التجربة زادت إعلانات الله وتعزيته وزاد المجد المنتظر رؤ 18،17:8 + يع 2:1. ولاحظ أن الله لم يجرب لوط بمثل هذه التجربة فلوط الذي وضع نفسه في هذا المكان السيئ هو غير مستعد للإعلانات الإلهية.



    أية 5:

    “5 فقال ابراهيم لغلاميه اجلسا انتما ههنا مع الحمار واما انا والغلام فنذهب الى هناك ونسجد ثم نرجع اليكما “

    لقد منع إبراهيم غلاميه أن يصحباه لأنهما كانا من المؤكد أنهما سيعوقانه ويمنعانه من ذبح إبنه. فهل نترك تحت التل ما يعوقنا عن العبادة من أفكار وأهتمامات. أما الخادمان اللذان تركهما إبراهيم تحت التل مع الحمار فيشيران للشعب اليهودي الذي لم يستطيع ان يصعد ويبلغ إلي موضع الذبيحة إذ لم يريدوا أن يؤمنوا. وهم رأوا المسيح والصليب ولم يدركوا سره ولا قوة القيامة ولم يفرحوا كما فرح إبراهيم. من إرتبط بالفكر الترابي لا يدرك السماويات وأما أنا والغلام فنذهب… ثم نرجع : هذا يوضح إيمان إبراهيم برجوع إبنه حياً.



    أية 6:

    “6 فاخذ ابراهيم حطب المحرقة ووضعه على اسحق ابنه واخذ بيده النار والسكين فذهبا كلاهما معا “

    إسحق كان شاباً ويقدر البعض عمره بـ 25 سنة لذلك وضع إبراهيم عليه الحطب رمزاً لحمل المسيح لخشبة صليبه. (وتكون الرئاسة علي كتفيه إش 6،5:9)

    فذهبا كلاهما معاً : قدم إبراهيم إبنه الوحيد خلال الحب الفائق وقدم إسحق نفس في طاعة كاملة فحسبت الذبيحة لحساب الإثنين معاً. وهكذا فذبيحة المسيح هي ذبيحة الأب الذي قدم إبنه فدية عنا وهي ذبيحة الإبن الذي أطاع حتي الموت موت الصليب (يو 16:3 + رو 32:8 + في 8:2) فقوله ذهبا كلاهما معاً يشير إلي انطلاق الأب والإبن إلي الصليب ليقدما ذبيحة الصليب.



    أية 7:

    “7 وكلم اسحق ابراهيم اباه وقال يا ابي فقال هانذا يا ابني فقال هوذا النار والحطب ولكن اين الخروف للمحرقة “

    لقد كان سؤال إسحق لإبراهيم إبيه ربما أقسي موقف في التجربة. ولكن هذا السؤال سؤال تعليمى لنا جميعاً. فهوذا النار = الروح القدس الذى يساعد والله الذى يقبل... وهوذا الحطب : الوصايا التي نصلب عليها شهواتنا وأهوائنا. ولكن إين الخروف للمحرقة : فهل نقبل أن نكون ذبائح حية (رو 1:12) ونقدم ذواتنا محرقة.



    أية 8:

    “8 فقال ابراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني فذهبا كلاهما معا “

    الله يري له الخروف : جاءت في الإنجليزية في النسخ القديمة Old KJ(God will provide himself a lamb for a burnt offering.

    وأضيفت كلمة For قبل Himself في النسخ الجديدة New KJ والمعني أن الله سيدبر نفسه الخروف للمحرقة. قال إبراهيم هذا الرد بروح النبوة الذي به رأي خطة الله للخلاص وأنها ليست من صنع إنسان لكنها بتدبير إلهي هو وحده يراه.



    أية 9:

    “9 فلما اتيا الى الموضع الذي قال له الله بنى هناك ابراهيم المذبح ورتب الحطب وربط اسحق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب “

    هذه صورة المسيح المربوط والمثبت علي الصليب ولكن بمسامير.



    أية 11:

    “ 11 فناداه ملاك الرب من السماء وقال ابراهيم ابراهيم فقال هانذا “

    ملاك الرب : يهوه صانع الخلاص.



    أية 12:

    “12 فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا لاني الان علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني “

    لا تمد يدك إلي الغلام : هذا تدبير الخلاص وهو نفس ما قاله المسيح لمن أتو للقبض عليه "فدعوا هؤلاء يذهبون يو 8:18" فيسوع حين قال أنا هو يعني أنا يهوة. لأني الأن علمت : هل كان الله لا يعلم قبل ذلك؟ بالقطع كان يعلم فهو لا يخفي عليه شئ. لكن الأن صار إيمان إبراهيم العجيب مكشوفاً أمام العالم كله وأمام نفسه. ونلاحظ أن بولس حين ناقش الآية "فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً" ركز علي إيمان إبراهيم وحين ناقشها يعقوب فقد ركز علي أعمال إبراهيم (رؤ 1:4-5 + يع 20:2-23) وليس هناك أي خلاف فبولس كان يكشف الجانب الخفي في قلب إبراهيم ويعقوب كان يتكلم عن الأعمال التي تظهر أمام العالم. فتبرر إبراهيم بإيمانه أمام الله وتبرر بأعماله أمام الناس. فأعمال إبراهيم أظهرت أن إيمانه المخفي إيمان حي وليس إيمان ميت. وهذا الإيمان الذي لم يكن يراه سوي الله ظهر الأن أمام الناس بل حتي أمام إبراهيم نفسه.



    أية 13:

    “13 فرفع ابراهيم عينيه ونظر واذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم واخذ الكبش واصعده محرقة عوضا عن ابنه “

    ممسكاً في الغابة بقرنيه : قرون الكبش هي علامة قوته وهنا هو موثق من قرنيه إشارة للمسيح الذي أخلي ذاته بإرادته وسلطانه (يو 18،17:10). المسيح أوثق قوته أو تنازل عنها حتي يصلب. والغابة شجرة. والمعني أن المسيح كان موثقاً علي الصليب. وسر ذبيحة المسيح نراها في إسحق والكبش معاً. الكبش يمثل المسيح في موته فعلاً وإسحق يمثل المسيح في حمله للصليب ثم في قيامته. ولنلاحظ أيضاً ان الكبش فدي إسحق (إبن الحرة) والمسيح فدي كنيسته الحرة التي حررها.



    آية 14:

    “14 فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى “

    يهوة يرأه : أي الله يُري. فمن ثمار التجربة المؤلمة أن إبراهيم إختبر الرب ورآه. هكذا تراءي الله لإبراهيم في موضع الذبيحة إذ فيه تمت المصالحة بين الله والإنسان. فصار لنا حق رؤيته كأبناء. وهو يري حلاً لكل مشاكلنا ولذلك نتكل عليه وصار هذا مثلاً " في جبل الرب يُري : أي أن الله في علوه وسموه في سماه المشار لها بالجبل، هو يري تعب البشر وأمورهم الصعبة وينقذهم وكان هذا نبوة عن التجسد (أش 5:53).

    مقارنة بين إسحق والمسيح

    إسحق
    المسيح

    ولادة إعجازية من مستودع سارة الميت



    إبن محبوب وحيد لوالديه.



    حمل الخشب وسار ثلاثة أيام.

    طاعة إسحق العجيبة.

    أخذ إبراهيم معه غلامين وحمار لأورشليم (المريا)

    عاد إسحق حياً
    ولادة إعجازية من العذراء بدون زرع بشر.

    الإبن الوحيد الجنس المحبوب من الآب المحب.

    حمل الصليب ودفن ثلاثة أيام.

    طاعة المسيح حتي الموت موت الصليب

    دخل المسيح أورشليم علي حمار أتي به التلاميذ

    قام المسيح من الأموات




    الأيات 15-18:

    “15 ونادى ملاك الرب ابراهيم ثانية من السماء 16 وقال بذاتي اقسمت يقول الرب اني من اجل انك فعلت هذا الامر ولم تمسك ابنك وحيدك 17 اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر ويرث نسلك باب اعدائه 18 ويتبارك في نسلك جميع امم الارض من اجل انك سمعت لقولي “

    هنا يتمتع إبراهيم بتجديد الوعد بطريقة فاقت المرات السابقة فهو لم يمسك إبنه عن الله فإستحق أن يكشف له الله عن الأتي:-

    1. كان الكلام مثبتاً بقسم : بذاتي أقسمت للتدليل علي أهميته وتأكيداً لحدوثه.

    2. هو وعد بالبركة : أباركك مباركة.

    3. كثرة النسل. وقد سمعنا من قبل أن نسل إبراهيم سيكون كنجوم السماء ومرة أخري سمعنا أنهم كتراب الأرض وكان هذا راجعاً لأن الرؤيا الأولي كانت مساءً فقال نجوم السماء والرؤيا الثانية كانت صباحاً فقال كتراب الأرض. وهنا جمع الإثنين وربما أشار هذا أن نسل إبراهيم سيكون من اليهود (نجوم السماء) الذين كانوا في ليل العالم قبل أن يشرق المسيح شمس البر. وسيكون أباً للكنيسة المسيحية (رمل البحر) الذين هم الأن في نور المسيح.

    4. النصرة والغلبة علي الشياطين والأعداء : يرث نسلك باب أعدائه.

    5. الوعد بتجسد المسيح ويكون من نسله : يتبارك في نسلك فالمسيح هو بركة العالم العظمي

    6. لأن هذه الرؤيا كانت تخص شعب العهد الجديد كان الصوت من السماء : نادي ملاك الرب إبراهيم ثانية من السماء. وقبل ذلك كان الصوت من الأرض فهو لم يقل من السماء من قبل.

    7. لهذه الأسباب رجع إبراهيم فرحاً.



    أية 19:

    “19 ثم رجع ابراهيم الى غلاميه فقاموا وذهبوا معا الى بئر سبع وسكن ابراهيم في بئر سبع “

    وسكن إبراهيم في بئر سبع : بئر سبع أصبحت تشير للمعمودية. والختان يشير للمعمودية ولقد إختتن إبراهيم من قبل فما معني أن يسكن عند بئر سبع. المعني ان المعمودية هي موت وقيامة مع المسيح وهذا تم في المعمودية ولكن علي الإنسان أن يعيش ميتاً عن خطايا العالم ليتمتع بالحياة المقامة مع المسيح (جدة الحياة أو الحياة الجديدة). وهكذا إبراهيم بعد أن أخذ كل هذه الإعلانات عاش كميت عن العالم متمتعاً بالحياة الجديدة وفرحاً مع الله متذكراً عمل البنوة الألهية. ومياه البئر تشير للروح القدس الذي ينعم به الأبناء فيكون لهم ثمار "محبة وفرح وسلام…" هكذا ينبغي أن يحيا المؤمن.

    ولعل إنطلاق الغلامين إلي بئر سبع مع إبراهيم وإسحق في نهاية المطاف يشير إلي عودة اليهود إلي الإيمان بالمسيح الذي لم يستطيعوا قبلاً معاينة سر ذبيحته. فينطلقوا في آخر العصور إلي مياه المعمودية ويقبلوا من كانوا قد جحدوه.



    الأيات 20-24:

    “20 وحدث بعد هذه الامور ان ابراهيم اخبر وقيل له هوذا ملكة قد ولدت هي ايضا بنين لناحور اخيك 21 عوصا بكره وبوزا اخاه وقموئيل ابا ارام 22 وكاسد وحزوا وفلداش ويدلاف وبتوئيل 23 وولد بتوئيل رفقة هؤلاء الثمانية ولدتهم ملكة لناحور اخي ابراهيم 24 واما سريته واسمها رؤومة فولدت هي ايضا طابح وجاحم وتاحش ومعكة “

    جاءت أخبار عائلة إبراهيم لإبراهيم ربما عن طريق القوافل التجارية. وربما أن هذا النبأ هو ما شجع إبراهيم أن يطلب زوجة لإبنه من عائلته. وهذا النبأ يكشف قرابة رفقة لزوجها إسحق. فرفقة قريبة إسحق بالجسد. وهكذا الكنيسة صارت عروس للمسيح وصار هناك قرابة جسدية بين المسيح والكنيسة فهو البكر بين إخوة كثيرين. وقيل عن أقرباء المسيح "أمة وإخوته فهو صارت له قرابات جسدية مع البشر"
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالسبت 30 يوليو 2011, 11:21 am

    تفسير سفر التكوين الاصحاح23
    بعد أن أخذ إبراهيم وعد الحياة والبركة في الإصحاح السابق نجد هنا أخبار الموت. وهذا يشير إلي أنه ولو أن المسيح مات عنا وقام ليحمل عنا عقوبتنا إلا أنه يجب أن نموت كعبور للحياة الأخري. وخبر أقارب رفقة ما بين الأصحاحين يشير إلي إستمرار الحياة عن طريق الأبناء بعد موت الأباء حتي يأتي يوم القيامة الذي يقوم فيه الجميع وهذا معبر عنه بقول الوحي وقام إبراهيم من أمام ميته (أية 3)، بعد أن ناح وبكي ولم تكن قامة إبراهيم الروحية العالية جداً مانعاً أمام ظهور العواطف والمشاعر الإنسانية فالمسيح نفسه بكي أمام قبر لعازر لكن قوله وقام تشير لإيمانه بالقيامة. ولكن نحن هنا في هذه الأرض في فترة بكاء وعالم حزن يخفف منهم الإيمان بالقيامة.



    أية 1:

    “ 1 وكانت حياة سارة مئة وسبعا وعشرين سنة سني حياة سارة “

    سارة هي المرأة الوحيدة التي يذكر الكتاب المقدس عمرها فهى أم العبراينين.



    أية 2:

    “2 وماتت سارة في قرية اربع التي هي حبرون في ارض كنعان فاتى ابراهيم ليندب سارة ويبكي عليها “

    كان إبراهيم يتنقل غالباً وله عدة مراكز بسبب أملاكه الوفيرة بين حبرون وبئر سبع فأتي إبراهيم ليندب سارة: معناها أنه كان متغرباً في عمله وسمع فأتي ليندبها.



    أية 3:

    “ 3 وقام ابراهيم من امام ميته وكلم بني حث قائلا “

    كلمة حث معناها خوف ورعب. وهذا هو حال الأرض قبل فداء المسيح.



    أية 4:

    “4 انا غريب ونزيل عندكم اعطوني ملك قبر معكم لادفن ميتي من امامي “

    أنا غريب ونزيل: بالرغم من كل أملاكه وهيبته أمام بني حث حتي عاملوه كرئيس بينهم (آية 6) إلا أنه في إتضاع عاش كغريب شاعراً أنه لا ينتمي لهذا العالم بل لمن هو في السماء. وقطعاً فإن شركته مع الله هذه هي التي أعطته الكرامة أمام هؤلاء القوم .

    أعطوني ملك قبر: لم يفكر إبراهيم في دفن سارة زوجته بجوار أسلافه، فإن كان بالإيمان قد خرج مع سارة من أور. فهو قد بقي سالكاً بهذا الإيمان حتي النفس الأخير. وهو الذي لم يمتلك شيئاً في أرض كنعان إمتلك مقبرة (أع 5:7) بينما إمتلك نمرود وقايين مدناً. هذا يعبر عن روح الغربة. إلا أننا نلاحظ.

    1. إصرار إبراهيم علي شراء الأرض وهذه الأرض بالذات هو تأكيد لإيمانه بإن الله سيعطيها له.

    2. الأرض التي وهبها الله له مجاناً لا يأخذها سوي بعد دفع الثمن. وهذا إشارة لأن الله أعطانا هبات مجانية وميراثاً للسماء من نعمته ولكن علينا أن نجاهد حتي نرث (الثمن).

    3. الأرض إشتراها بفضة. والأرض تشير لميراث السماء. والفضة تشير للفداء الذي به نلنا الميراث.

    4. الله وعده بالأرض لكنه لم يمتلك منها سوى مقبرة. وحل هذا قاله بولس الرسول، أنها أرض غربة وكان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله عب 10:11 أى ميراث السماء.



    أية 6:

    " 6 اسمعنا يا سيدي انت رئيس من الله بيننا في افضل قبورنا ادفن ميتك لا يمنع احد منا قبره عنك حتى لا تدفن ميتك "

    رئيس من الله: أي رئيس عظيم. ولاحظ محبة بني حث وتكريمهم لإبراهيم.



    أية 7:

    " 7 فقام ابراهيم وسجد لشعب الارض لبني حث "

    سجود إبراهيم هنا سجود إكرام وليس سجود عبادة: وهكذا نسجد للبابا والأساقفة.



    الأيات 8،9:

    " 8 وكلمهم قائلا ان كان في نفوسكم ان ادفن ميتي من امامي فاسمعوني والتمسوا لي من عفرون بن صوحر 9 ان يعطيني مغارة المكفيلة التي له التي في طرف حقله بثمن كامل يعطيني اياها في وسطكم ملك قبر "

    هنا نجد إصرار إبراهيم علي الدفع ولم يستغل محبة بني حث. وواضح أن إبراهيم كان يعلم إسم صاحب الأرض التي يريد شراؤها لكنه لم يكن قد رآه من قبل.



    أية 10:

    " 10 وكان عفرون جالسا بين بني حث فاجاب عفرون الحثي ابراهيم في مسامع بني حث لدى جميع الداخلين باب مدينته قائلا "

    كان الوجهاء والعظماء يجلسون في باب المدينة حيث تحل المشاكل.



    أية 12:

    " 12 فسجد ابراهيم امام شعب الارض "

    السجود هنا هو سجود شكر لهم علي مودتهم.



    أية 13:

    " 13 وكلم عفرون في مسامع شعب الارض قائلا بل ان كنت انت اياه فليتك تسمعني اعطيك ثمن الحقل خذ مني فادفن ميتي هناك "

    هنا إكتشف إبراهيم أن عفرون جالساً في وسطهم فقال له إن كنت أنت إياه: أي إن كنت أنت عفرون صاحب المغارة والحقل. وقد تعني الجملة إن أردت هذا فعلاً أن تعطيني المغارة وأنت قادر فعلاً أن تعطيني مجاناً فأنا واثق من كرمك ولكن إسمح أن أدفع الثمن. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والأسلوب الذي إتبع هنا هو أسلوب شرقي مهذب للشراء والبيع فيسأل الشاري "بكم" ويرد البائع "مجانا" أو "لأجلك مجانا" ويرد الشاري "أنت قدها وزيادة ولكن أريد أن أدفع" وإيمانياً فإبراهيم لا يريد أن يأخذ الأرض مجاناً من يد عفرون فهو ينتظر أن يأخذها من يد الله في الوقت الذي يحدده الله. هو ينتظر بصبر تحقيق وعد الله ولا يظهر كمن يتقبل من الناس شيئاً وعده الله أن يهبه إياه.



    الأيات 15،16:

    " 15 يا سيدي اسمعني ارض باربع مئة شاقل فضة ما هي بيني وبينك فادفن ميتك 16 فسمع ابراهيم لعفرون ووزن ابراهيم لعفرون الفضة التي ذكرها في مسامع بني حث اربع مئة شاقل فضة جائزة عند التجار "

    400 فضة كانت كثيرة علي الأرض لكن عند إبراهيم لم تكن شيئاً فهي عربون ميراثه. وهو لم يقتن من الأرض إلا ما يدفن فيه جسده. ولقد دفن في هذه المغارة إبراهيم وسارة وإسحق ورفقة ويعقوب وليئة والأن مقام فوقها مسجد الخليل وساحته. ولقد إشتري يعقوب مدفناً اخر في شكيم (يش 32:24) دفن فيه يوسف وأخرين راجع أع 16:7 وغالباً دفن فيه بعض أباء الأسباط. ويقال ان عظام يوسف تم نقلها بعد ذلك إلي مغارة المكفيلة. فضة جائزة عند التجار: هذه تشبه التمغة الأن. أي الذهب والفضة يتم تمغهما ليظهر أنهما ليسا مغشوشان.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالأحد 31 يوليو 2011, 3:54 pm


    الإصحاح الرابع والعشرون

    هناك خط عام يتضح في قصة حياة إبراهيم يشرح قصة الخلاص

    1. إختيار إبراهيم ليكون أباً للشعب الذي سيأتي منه المسيح وإعداده بدعوته للخروج وهذا يشمل الإصحاحات (12-17).

    2. الوعد بالنسل من سارة (إصحاح 18) وإعلان عقوبة سدوم وعمورة إعلاناً لهلاك الشر ودينونة عدو الخير.

    3. تنفيذ الدينونة في الأشرار فعلاً (إصحاح 19).

    4. ولادة اسحق رمز المسيح (إصحاح 21).

    5. تقديم إسحق ذبيحة ورجوعه حياً إعلان عن حمل الصليب (إصحاح 22).

    6. موت سارة (إصحاح 23) وسارة تمثل الكنيسة اليهودية التي كان يجب أن تموت وينتهي دورها قبل ان يخطب المسيح لنفسه كنيسته.

    7. هذا الإصحاح (24) يعلن خطبة المسيح وإقترانه بكنيسته. وإرسال كبير بيت إبراهيم لإحضار رفقة زوجة لإسحق من مدينة ناحور بحاران فيشير إلي عمل الروح القدس الذي إجتذب الأمم من أرضهم الشريرة (عبادتهم للأوثان) ليقيمها لإسحق الحقيقي ربنا يسوع المسيح عروساً يتعزي بها عوضاً عن أمه سارة = عوضاً عن الأمة اليهودية التي رفضته وصلبته. ولنلاحظ أنه إذا كان الوحي قد أفرد إصحاحاً كاملاً بهذا الطول ليحكي لنا قصة إختيار زوجة لإسحق ولم يحكي لنا كيف إختار إبراهيم زوجته مثلاً. فهذا يشير لإهتمام الروح القدس ليس بتاريخ زواج إسحق نفسه إنما بكونه رمزاً لما حدث بين المسيح وكنيسته. ونلاحظ أن إبراهيم كان الأفضل له سياسياً ان يزوج إبنه من ابنة احد رؤساء القبائل من حوله فيضمن الإستقرار وسطهم لكنه أصر علي تزويجه من عائلته التي كانت تعبد الله، لكن للأسف كان قد تسلل إليها نوع من الوثنية كالتفاؤل بالتماثيل (الترافيم) التي كانوا يعتقدون أن لها شفاعة أو وساطة لدي الله لكنهم أي عائلة إبراهيم لم يكونوا ببشاعة أهل كنعان الذين كانوا في طريق الخراب بل كانوا أفضل كثيراً جداً. ولو فهمنا أن كبير بيت إبراهيم يرمز للروح القدس فنفهم لماذا لم يذكر إسمه هنا وقد سبق أن ذكره إبراهيم من قبل في 2:15 وهو لعازر الدمشقي. لكن لماذا لم يذكر هنا؟ لنفهم ذلك نرجع إلي يو 13:16-15 فالروح القدس الآن لا يتكلم عن نفسه بل هو يشهد للمسيح ليمجده. وهكذا يجب أن يكون كل خدام المسيح " لا يتكلمون عن أنفسهم بل يكون همهم هو الشهادة للمسيح."



    أية 2:

    " 2 وقال ابراهيم لعبده كبير بيته المستولي على كل ما كان له ضع يدك تحت فخذي "

    نلاحظ هنا ان هناك مشاورات بين إبراهيم وكبير بيته وهناك قسم وتشديد علي أن يتزوج إسحق رفقة، كل هذا ورفقة لا تعلم شيئاً. وهذا يشير لاهتمام الله بخلاصنا وأن هناك مشاورات داخل الثالوث بخصوص الإنسان دون أن يعلم الإنسان بل دون أن يسأل الإنسان فالله يعطينا ويحبنا ويدبر لنا حتي دون أن نسأل. هذه إرادة الأب أن نكون عروساً لإبنه. والروح القدس هو الذي صنع هذا بدءاً بتجسد المسيح حتي الأسرار السبعة ضع يدك تحت فخذي : هو أسلوب القسم وهذا يعني أنه يضع يده تحت علامة العهد مع الله وهي الختان كمن يشهد الكتاب المقدس علي كلامه كعلامة العهد الجديد. والمعني كما أن عهد الله لا يتغير في طبيعته وأن الله لا يتغير ولا يغير في وعوده هكذا يكون من يحلف بهذا الأسلوب ملتزماً بوعوده وإلا خسر بركات الله. وهذه الطريقة للقسم تشير أيضاً أنه قسم بالمتجسد من نسله فكلمة فخذ تترجم صلب بمعني مصدر النسل (تك 26:46) وكأن إبراهيم بروح النبوة وبالإعلانات التي أعلنت له فهم أن المسيح سيأتي من نسله.



    أية 3:

    " 3 فاستحلفك بالرب اله السماء واله الارض ان لا تاخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين انا ساكن بينهم "

    لم يهتم إبراهيم أن يزوج إبنه بمن لها مركز سياسي أو أن تكون جميلة. بل إذ خرج هو من أور لينعزل عن عبادة الأوثان لم يرد أن يزوج ابنه لن تجذبه للخطية.



    أية 5:

    " 5 فقال له العبد ربما لا تشاء المراة ان تتبعني الى هذه الارض هل ارجع بابنك الى الارض التي خرجت منها "

    نلاحظ هنا إهتمام كبير البيت بتفاصيل الإتفاق الذي يحلف عليه وذلك لاهتمامه بالحلف. هل أرجع بإبنك إلي الأرض التي خرجت منها = أي أور أو حاران.



    أية 6:

    " 6 فقال له ابراهيم احترز من ان ترجع بابني الى هناك "

    رفض إبراهيم عرض عبده لأنه خاف أن يعود إسحق لأور فيفضل البقاء فيها. ولقد كان من عادة العظماء أن يرسلوا رسلاً ليخطبوا لأبنائهم.



    أية 7:

    " 7 الرب اله السماء الذي اخذني من بيت ابي ومن ارض ميلادي والذي كلمني والذي اقسم لي قائلا لنسلك اعطي هذه الارض هو يرسل ملاكه امامك فتاخذ زوجة لابني من هناك "

    يرسل ملاكه أمامك : هو يطمئن عبده أن هذه المهمة ستكون بتدبير من الله ومساعدته.



    أية 10:

    " 10 ثم اخذ العبد عشرة جمال من جمال مولاه ومضى وجميع خيرات مولاه في يده فقام وذهب الى ارام النهرين الى مدينة ناحور "

    مدينة ناحور : غالباً حين هاجر إبراهيم إلي كنعان بعد موت تارح أبيه جاء ناحور إلي هذا المكان حتي يرث أملاكهما (أملاك تارح أبيه فتارح هو أبو أبراهيم وناحور) وجميع خيرات مولاه، العبد يشير للروح القدس الذي يعطينا بسخاء ولا يعير، ثمار ومواهب… وهو أتي ليحملنا كعروس لعريسنا السماوي يسوع لنوجد معه إلي الأبد وهو يحملنا خلال معونته لنا في تنفيذ الوصايا (الوصايا العشر = عشرة جمال). الروح القدس الذي يهبنا هنا السلام والفرح وشبع النفس يقدم هذا كعربون للتمتع بالخيرات الأبدية. هنا تنعم بنصيب من المهر لا بالمهر كله فالمهر كله " لم تراه عين ولم تسمع به أذن ولا حظر علي قلب بشر" 1كو 9:2 وما سنأخذه الخلود وتسابيح الملائكة والخلاص من الموت والتحرر من الخطية وميراث الملكوت العظيم والبر والتقديس والخلاص من الشرور الحاضرة وما نحصل عليه الآن ليس سوي العربون الذي يسحب قلوبنا للسماء فنشتاق إلي أن نحصل علي أكثر.



    أية 11:

    " 11 واناخ الجمال خارج المدينة عند بئر الماء وقت المساء وقت خروج المستقيات "

    عند بئر الماء : تشير لمياة المعمودية التي فيها نولد من الماء والروح ومرة أخري تقابل إسحق مع رفقة عند بئر الماء (أية 62) فالمسيح لا يجد الكنيسة ولا الكنيسة تجد المسيح إلا بسر المعمودية. وقت السماء : مساء هذا العالم وفي انتظار مجئ المسيح شمس البر.



    أية 12:

    " 12 وقال ايها الرب اله سيدي ابراهيم يسر لي اليوم واصنع لطفا الى سيدي ابراهيم "

    لقد تعلم العبد من سيده إبراهيم وها هو يبدأ مهمته بالصلاة ليعينه الله. وبعد الإختيار (أية 48) نجده يقدم الشكر لله علي نجاح طريقه. (أية 26) أي مع كل نجاح يقدم صلاة شكر لله.



    أية 14:

    " 14 فليكن ان الفتاة التي اقول لها اميلي جرتك لاشرب فتقول اشرب وانا اسقي جمالك ايضا هي التي عينتها لعبدك اسحق وبها اعلم انك صنعت لطفا الى سيدي "

    هذا الإنسان الروحي وضع علامة لطيفة بها يظهر وداعة البنت وإستعدادها للخدمة ولم يضع علامة أن تكون جميلة أو غنية، بل وديعة ولها روح الخدمة.



    الأيات 15-21:

    " 15 واذ كان لم يفرغ بعد من الكلام اذا رفقة التي ولدت لبتوئيل ابن ملكة امراة ناحور اخي ابراهيم خارجة وجرتها على كتفها 16 وكانت الفتاة حسنة المنظر جدا وعذراء لم يعرفها رجل فنزلت الى العين وملات جرتها وطلعت 17 فركض العبد للقائها وقال اسقيني قليل ماء من جرتك 18 فقالت اشرب يا سيدي واسرعت وانزلت جرتها على يدها وسقته 19 ولما فرغت من سقيه قالت استقي لجمالك ايضا حتى تفرغ من الشرب 20 فاسرعت وافرغت جرتها في المسقاة وركضت ايضا الى البئر لتستقي فاستقت لكل جماله 21 والرجل يتفرس فيها صامتا ليعلم اانجح الرب طريقه ام لا "

    لقد طلب علامة روحية فأعطاه الله ما طلبه بل كانت البنت جميلة ومن عائلة إبراهيم. حقا فالله يسهل الأمور وهو الذي يرشد ويقود ويعطي أكثر مما نظن أو نفتكر. المسقاة : هو المكان الذي يوضع فيه ماء للماشية. لذلك كان عليها التردد بين البئر والمسقاة عدة مرات حتي تسقي كل الجمال واليعازر يتأمل كيف أن الله في محبته إستجاب لصلاته.



    أية 22:

    " 22 وحدث عندما فرغت الجمال من الشرب ان الرجل اخذ خزامة ذهب وزنها نصف شاقل وسوارين على يديها وزنهما عشرة شواقل ذهب "

    نصف شاقل : هذا هو المهر الذي دفعه اسحق ليخطب رفقة. وماذا قدم لنا المسيح؟ لقد قدم دمه كفارة ليخطبنا. ولقد كان اليهودي يدفع ½ شاقل فضة كفارة سنأتي للحديث عنها في سفر الخروج. المهم أن ½ الشاقل هذا يرمز للكفارة بدم المسيح. وهو ذهب فالمسيح سماوي. والخزامة توضع في الأنف رمزاً لتقديس الحواس. وسوارين علي يديها وزنهما 10 شواقل : رقم 10 يشير للوصايا وكون السوارين علي اليدين رمزاً لتقديس الأعمال طبقاً للوصايا العشر. هذا واجب العروس ان تتسم بالطابع السماوي (الذهب) فتتقدس حواسها وأعمالها لتستحق ان تكون عروساً للمسيح. والحواس المدربة هذا من عمل الروح القدس. وإعطاء هدايا لرفقة نجد له صورة جميلة في رسالة أفسس 8:4 إذ صعد إلي العلاء سبي سبياً وأعطي الناس عطايا.



    أية 31:

    " 31 فقال ادخل يا مبارك الرب لماذا تقف خارجا وانا قد هيات البيت ومكانا للجمال "

    نجد فيها أن لابان له نفس الطريقة المهذبة التي لرفقة أخته.



    أية 34:

    " 34 فقال انا عبد ابراهيم "

    العبد هنا يشهد لعظمة مولاه وهذا ما يعمله الروح القدس أنه يشهد للمسيح وعن مجده وعظمته ومحبته ليجذبنا إليه وكيف أن الأب أعطي كل شئ للأبن يو 13:16-15.



    أية 36:

    " 36 وولدت سارة امراة سيدي ابنا لسيدي بعدما شاخت فقد اعطاه كل ما له "

    إبراهيم أعطي كل غناه لإسحق إبنه وكل ما للأب أعطاه للأبن يو 13:16-15.



    أية 33:

    " 33 ووضع قدامه لياكل فقال لا اكل حتى اتكلم كلامي فقال تكلم "

    إذ يدخل البيت لا يريد ان تلهيه المجاملات عن عمله ورسالته فهو له هدف واضح لذلك قال السيد المسيح موصياً تلاميذه لا تسلموا علي أحد في الطريق ولا تنتقلوا من بيت إلي بيت لو 7،4:10.



    أية 50:

    " 50 فاجاب لابان وبتوئيل وقالا من عند الرب خرج الامر لا نقدر ان نكلمك بشر او خير "

    الرب الذي دبر الأمر كله هو أقنع لابان ثم رفقة بالقبول. لقد أدرك الكل أن الأمر صدر من عند الرب.



    أية 55:

    " 55 فقال اخوها وامها لتمكث الفتاة عندنا اياما او عشرة بعد ذلك تمضي "

    أياماً أو عشرة : كانوا يقسمون الشهر لثلاث أقسام كل منها عشرة أيام فيكون المقصود أن تقضي معنا الأيام المتبقية من العشرة الأولي أو أن تقضي العشرة الأيام التالية كاملة.



    أية 58:

    " 58 فدعوا رفقة وقالوا لها هل تذهبين مع هذا الرجل فقالت اذهب "

    نجد هنا حرية الإختيار فالزواج ليس غصباً عن البنت. ونحن كعروس للمسيح لسنا مجبرين أن نسير وراءه. لكن رفقة حين سمعت عن مجد اسحق قالت أذهب وياليتنا نفعل مثلها.



    أية 61:

    " 61 فقامت رفقة وفتياتها وركبن على الجمال وتبعن الرجل فاخذ العبد رفقة ومضى "

    غالباً طوال الرحلة كان العبد يحكي لرفقة عن اسحق ليلهب أشواقها إليه (هذا عمل الروح القدس) وكما إنطلقت رفقة تاركة بيت أبيها هكذا صنعت الكنيسة تاركة عالمها الوثني وسارت وراء المسيح.



    الأيات 62،63:

    " 62 وكان اسحق قد اتى من ورود بئر لحي رئي اذ كان ساكنا في ارض الجنوب 63 وخرج اسحق ليتامل في الحقل عند اقبال المساء فرفع عينيه ونظر واذا جمال مقبلة "

    كانت عادة عند اليهود أن يخرجوا للتأمل والصلاة عند الغروب. وكما خرج اسحق عند المساء. هكذا خرج المسيح عند المساء إلي صليبه ليموت عليه. واسحق قابل رفقة عن بئر الماء والمسيح أعطانا مياه المعمودية لنموت معه فيها ونقوم وبهذا نصبح عروساً له، فرفقة رمز للكنيسة. ولأن رفقة رمز الكنيسة لم يذكر الكتاب حادثة موت رفقة فالكنيسة لن تموت. وما ذكر في تك 31:49 يكون إشارة للموت بالجسد. فنحن لم نعرف متي وأين وكيف ماتت رفقة.



    أية 64:

    " 64 ورفعت رفقة عينيها فرات اسحق فنزلت عن الجمل "

    لا يمكن أن نتقابل مع المسيح إن لم نتضع وننزل فهو قد إتضع. ولا نقابله سوي بالإتضاع.



    أية 65:

    " 65 وقالت للعبد من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا فقال العبد هو سيدي فاخذت البرقع وتغطت "

    سؤال رفقة عن إسحق. هو سؤالنا عن المسيح والروح القدس هو الذي يخبرنا عنه وكانت العادة الشرقية أن العروس تضع برقعاً أمام عريسها حتي تتزوج منه علامة للخضوع له.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
    ثروت
    خادم المنتدي
    خادم المنتدي
    ثروت


    عدد الرسائل : 5787
    العمر : 55
    الموقع : https://temaf-erene.yoo7.com
    تاريخ التسجيل : 10/06/2008

     تفسير سفر التكوين Empty
    مُساهمةموضوع: رد: تفسير سفر التكوين    تفسير سفر التكوين Emptyالإثنين 01 أغسطس 2011, 1:13 pm

    تفسير سفر التكوين الاصحاح 25

    أية 1:

    " 1 وعاد ابراهيم فاخذ زوجة اسمها قطورة "

    يقول كثير من المفسرين أن إبراهيم تزوج قطورة في حياة سارة لأنهم إستصعبوا أن يكون إبراهيم قادراً علي الإنجاب وعمره فوق 140 سنة. وهو نفسه قال "هل يولد لإبن مئة سنة تك 17:17. وأكد بولس هذا في رو 19:4 وقال أن جسده كان مماتاً. ولكن مع حب إبراهيم لسارة نجد أنه من المستحيل أن يكون إبراهيم قد تزوج بقطورة في حياتها. ولكن يمكن أن نفهم ان عطية الله لإبراهيم وسارة كانت مستمرة فإحتفظت سارة بشبابها وكانت جميلة في التسعين من عمرها وإبراهيم ظل قادراً علي الإنجاب فالله أعطاهما كلاهما حيوية وجدد مثل النسر شبابهما. ورمزياً كان يجب أن تموت سارة أولاً وهي التي تمثل الكنيسة اليهودية ثم يتزوج إبراهيم ونكتشف أنه قادر علي النسل فإبراهيم هو أب الكنيسة والكنيسة أم ولود لا تشيخ أبداً.

    وهناك رأي بأن أولاد إبراهيم من قطورة يشيروا للأمم الذين دخلوا للإيمان بعد موت الكنيسة اليهودية. وهناك من رأي أن أولاد قطورة يمثلوا الهراطقة في الكنيسة أو كل من ليس له إيمان سليم وأعتقد أن هذا هو الرأي الأرجح لأن أولاد قطورة قد صرفهم إبراهيم عن اسحق الذي أخذ كل ما لإبراهيم وأعطاهم عطايا فقط.



    أية 3:

    " 3 وولد يقشان شبا وددان وكان بنو ددان اشوريم ولطوشيم ولاميم "

    شبا وددان: هما أولاد يقشان ونجد أن نفس الأسماء في تك 7:10 علي إنهما أبناء رعمة بن كوش وغالباً فيكون شبا وددان هما أسماء مناطق سكنها أولاً أولاد كوش ثم إستولي عليها أبناء يقشان إبن إبراهيم. وما يؤيد هذا أن اسماء أشوريم ولطوشيم هي بالجمع مما يدل أن الأسماء هي أسماء قبائل أو أماكن وليس أفراد.



    أية 5:

    " 5 واعطى ابراهيم اسحق كل ما كان له "

    اسحق حصل علي كل شيء إعلاناً أن شعب المسيح لهم كل الميراث الروحي.



    أية 6:

    " 6 واما بنو السراري اللواتي كانت لابراهيم فاعطاهم ابراهيم عطايا وصرفهم عن اسحق ابنه شرقا إلى ارض المشرق وهو بعد حي "

    أبناء السراري المقصود بهم أبناء هاجر وقطورة.



    أية 8:

    " 8 واسلم ابراهيم روحه ومات بشيبة صالحة شيخا وشبعان اياما وانضم إلى قومه "

    شبعان أيام: عاش أياماً كثيرة وفي راحة مع الله رغم غربته. وإنضم إلي قومه: المقصود بها روحه. فالجسد في المكفيلة بعيد جداً عن أجساد عائلته في أور وحاران. والله إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب إله أحياء وليس هو إله اموات لو 37:20.



    أية 9:

    " 9 ودفنه اسحق واسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن صوحر الحثي الذي امام ممرا "

    كان إسمعيل يسكن في فاران قريباً من لحي رئي حيث يسكن إسحق.



    أية 11:

    " 11 وكان بعد موت ابراهيم ان الله بارك اسحق ابنه وسكن اسحق عند بئر لحي رئي "

    الله بارك إسحق: إذن البركة التي حصل عليها إبراهيم لم تمت بموته بل إستمرت لإسحق. وسكن إسحق عند بئر لحي رئي: بئر لحي رئي يعني بئر الرؤيا وما أجملها بركة أن نستمر في حالة الرؤيا فننعم بإشعاعات رؤيا ربنا في عقولنا. فنلهج في كلام الله دائما والله يعطينا إستنارة وفهم.



    الأيات 12-18:

    " 12 وهذه مواليد اسماعيل بن ابراهيم الذي ولدته هاجر المصرية جارية سارة لابراهيم 13 وهذه اسماء بني اسماعيل باسمائهم حسب مواليدهم نبايوت بكر اسماعيل وقيدار وأدبئيل ومبسام 14 ومشماع ودومة ومسا 15 وحدار وتيما ويطور ونافيش وقدمة 16 هؤلاء هم بنو اسماعيل وهذه اسماؤهم بديارهم وحصونهم اثنا عشر رئيسا حسب قبائلهم 17 وهذه سنو حياة اسماعيل مئة وسبع وثلاثون سنة واسلم روحه ومات وانضم إلى قومه 18 وسكنوا من حويلة إلى شور التي امام مصر حينما تجيء نحو اشور امام جميع اخوته نزل "

    هنا نري وعد الله لإبراهيم ببركة أولاده قد تم تنفيذها فالله بارك أسحق وإسمعيل وإسمعيل صار له 12 رئيساً تنفيذاً لوعد الله في تك 20:17. والكتاب يذكر نسل إسمعيل اولاً:-

    1. لينتهي منه ثم يتفرغ لنسل إسحق ويعقوب اللذان منهم المسيح بالجسد.

    2. الله لا ينسي أولاده الذين خلقهم فهو مهتم بالجميع إلا أن التركيز في الكتاب المقدس علي المسيح.

    3. نري هنا إسمعيل ونسله رؤساء وأمراء فالإنسان العالمي الجسداني يحصل علي إمتيازاته سريعاً.

    4. يبدأ إسمعيل ثم يأتي لإسحق لأن الجسداني أولاً ثم الروحاني 1 كو 46:15.

    بنايوت: هو مؤسس مملكة الأنباط عاصمتهم كانت سالع وسميت بترا بعد ذلك.

    قيدار: معناها قادر أو جلد أسود لأن خيامهم كانت سوداء نش 5:1 وهم من أشهر قبائل العرب.

    حصونهم: كانوا محصنين في كهوف جبلية يصعب الوصول إليها. حسب مواليدهم: بترتيب اعمارهم.

    من حويلة إلي شور: سكنوا في المسافة بين مصر وأشور. حينما تجئ إلي أشور: أي في الطريق المعروف إلي أشور. أمام جميع أخوته: أي شرق أرض فلسطين وأنه عاش مزدهراً وقوياً ومنفصلاً عن إخوته نسل إسحق (تك 12:16).



    أية 20:

    " 20 وكان اسحق ابن اربعين سنة لما اتخذ لنفسه زوجة رفقة بنت بتوئيل الارامي اخت لابان الارامي من فدان ارام "

    الأرامي: لأنه سكن في فدان أرام عند حاران.



    أية 21:

    " 21 وصلى اسحق إلى الرب لاجل امراته لانها كانت عاقرا فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امراته "

    كثير من القديسات كانوا عواقر مثل سارة ورفقة وراحيل وحنة أم صموئيل وزوجة منوح أم شمشون وإليصابات وأم القديس مكاريوس الكبير وأم مارمينا…الخ) وتظهر هنا قوة الصلاة.



    أية 22:

    " 22 وتزاحم الولدان في بطنها فقالت ان كان هكذا فلماذا انا فمضت لتسال الرب "

    إن كان هكذا فلماذا أنا: كان تزاحمهما عنيفاً وفي بعض الترجمات تصارعا وهذا كان سبباً لألام شديدة لرفقة ومعني قولها "إذا كنت حبلت بصلاة إسحق وإستجابة الله فلماذا أنا متالمة هكذا أو ما الداعي لهذا الحمل إن كان سيؤدي لموتي وموت الأولاد.

    فمضت لتسأل الرب: لقد كان إبراهيم موجوداً ومذبحه كان هناك وإبراهيم واسحق علماها الصلاة عند المذبح



    أية 23:

    " 23 فقال لها الرب في بطنك امتان ومن احشائك يفترق شعبان شعب يقوى على شعب وكبير يستعبد لصغير "

    هنا إجابة الرب علي صلاة رفقة. وهذه نبوة عن أن كل منهما يصير شعباً وأمة.

    وكبير يستعبد لصغير: نبوة بأن يعقوب أو إسرائيل يسود علي عيسو.

    والصراع بين يعقوب وعيسو منذ أن كانا في البطن والذي إستمر بعد ذلك خلالهما وخلال نسلهما يراه بعض الأباء انه صورة للصراع المستمر بين الشر والخير في داخل احشاء الكنيسة. أو صراع نسل المرأة ونسل الحية. وهذا الصراع مستمر مادام الإنسان مازال في الجسد. لذلك قال المسيح "ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً" (مت 34:10) ويلقي ناراً (لو 49:12). ولكن النار هي الحرب المقدسة مع إبليس ونتيجتها سلاماً داخلياً يفوق كل عقل وهذا أفضل من سلام مزيف مع إبليس، أو مع العالم. وعيسو يرمز لمن يحب إمتلاك الأرضيات ويسعي وراء كل ما هو للعالم أما يعقوب فيرمز لمن يسعي وراء الروحيات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وفي هذه النبوة نري يعقوب الروحاني يسود علي عيسو الجسداني والسبب أن يعقوب يتمتع بل يسعي للحصول علي البركات الروحية، كل إشتياقاته روحية فحصل علي بكورية الروح وتمتع بالبركة وخرج من صلبه الأنبياء واخيراً المسيح بالجسد. وهذه العبارة تشير للكنيسة التي هي بحكم التاريخ، الأصغر إذ تعرفت علي الله في آخر الأزمنة لكنها صارت الأقوي روحياً وإغتصبت باكورة الروح. وكيف يخدم الكبير (اليهود) الصغير (الكنيسة)؟ هم حفظوا للكنيسة الناموس والنبوات وكل الكتب.



    الأيات 25،26:

    " 25 فخرج الاول احمر كله كفروة شعر فدعوا اسمه عيسو 26 وبعد ذلك خرج اخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعي اسمه يعقوب وكان اسحق ابن ستين سنة لما ولدتهما "

    عيسو: أي كثير الشعر أو خشن. ويعقوب: يتعقب لأنه ممسكاً بعقب أخيه. وقد بقي كل عمره يتعقبه ليختلس منه البكورية والبركة. ويبدو أن يعقوب إما كان فعلاً ممسكاً بعقب أخيه أو ولد وراءه مباشرة (بينما يكون هناك فاصل زمني في ولادة التوائم حوالي ساعة) فبدا كما لو كان ماسكاً بعقبه. أحمر: بالعبرية أدموني وبعد أكله العدس تثبت الإسم عليه وثبتت عليه شهوانيته إذ باع بكوريته بأكلة عدس أحمر فسمي أدوم.

    هذان الطفلان يحملان رمزاً للإنسان الجسدي (فالشعر لأنه ينبت طبيعياً من الجسد مثلما كان عيسو فهو إشارة للشهوات التي تنبعث من الجسد) فكثرة الشعر إشارة للإرتباط بالجسد وأن الجسداني يحب الجسديات ويعيش لأجلها. وأدوم كان صياداً محباً للدماء وهذا أيضاً مما يثبت فكرة إسم أدوم. ويؤكد هذه الفكرة فكر عيسو الوحشي "أقتل اخي". وهذا كله ناشئ عن مشاعر الغضب الخارجة من داخل الإنسان (مثلما ينبت الشعر من داخل) فهي مشاعر كراهية وغضب وشهوة إنتقام نابعة من الداخل. بل دموية عيسو أشارت لعدو الخير الذي كان قتالاً للناس منذ البدء يو 44:8. أما يعقوب فيرمز للإنسان الروحي الذي يتعقب الكل لأجل إقتناء الأبديات. هو مصارع ومجاهد من أجل الروحيات.



    أية 27:

    كان عيسو رجل البرية محباً للصيد ممسكاً بالسيف بيده لا يقدر المعانى الروحية. وإسحق أحب عيسو بسبب ما يقدمه له من صيد. أما يعقوب فكان إنساناً كاملاً بمعنى وديعاً محباً. فأحبته أمه رفقة وكان راعياً للغنم فإتسم بالهدوء. يسكن الخيام= عاش بروح الغربة رجاءه في الله مثل أبائه. وبالقطع كان عيسو يسكن الخيام مثل الجميع لكن الكتاب حين يذكر أن يعقوب كان يسكن الخيام يود أن يشير لروح الغربة عنده.



    أية 28:

    " 28 فاحب اسحق عيسو لان في فمه صيدا واما رفقة فكانت تحب يعقوب "

    لأن في فمه صيداً: أي من صيد عيسو يأكل فم إسحق.



    الأيات 29-34:

    " 29 وطبخ يعقوب طبيخا فاتى عيسو من الحقل وهو قد اعيا 30 فقال عيسو ليعقوب اطعمني من هذا الاحمر لاني قد اعييت لذلك دعي اسمه ادوم 31 فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك 32 فقال عيسو ها انا ماض الى الموت فلماذا لي بكورية 33 فقال يعقوب احلف لي اليوم فحلف له فباع بكوريته ليعقوب 34 فاعطى يعقوب عيسو خبزا وطبيخ عدس فاكل وشرب وقام ومضى فاحتقر عيسو البكورية "

    نجد هنا قصة أكلة العدس وهي أشهر أسوأ أكلة بعد أكلة آدم وحواء. يظهر عيسو هنا كإنسان جسدي إذ بإستهتار يبيع بكوريته لأخيه نظير طبق عدس. وكانت بركات البكر:-

    1. ينوب عن أبيه في غيابه ويأخذ الرياسة بعد موت أبيه.

    2. يقوم بخدمة الكهنوت وتقديم ذبائح عن العائلة في غياب أبيه وبعد موته.

    3. يأخذ نصيباً مضاعفاً من الميراث أي ضعف إخوته تث 17:21 (وهذا البند هو سبب حزن عيسو بعد ذلك).

    4. كان يعتبر مكرساً لله حتي جاءت شريعة اللاويين خر 29:22 + عد 12:3.

    5. كان مفهوماً أن من البكر يأتي المسيح (هذا إن كان يستحق) وكثيرون من الأبكار فقدوا هذه البركة بسبب خطيتهم (قايين / عيسو/ رأوبين...).

    وقد سمح الله أن تكتب قصة بيع البكورية لنفهم لماذا إختار الله يعقوب وترك عيسو. وراجع رو 29:8 "لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم" فالله كان يعرف محبة يعقوب فإختاره. ونري في هذه القصة أن يعقوب آمن وعرف وفهم بركات البكورية فسعي وراءها ولكن إختار الوسائل البشرية الخاطئة. كانت إشتياقاته روحية مقدسة لكن وسائله بشرية خاطئة. أما عيسو فمثل الإنسان المستهتر الذي يفرط في النعم الروحية والأمجاد الأبدية. لذلك يقول فأكل وشرب وقام ومضي = أي كل ما إهتم به أن يأكل ويشرب "نأكل ونشرب لأننا غداً نموت" فعل كل هذا بإستهتار للبكورية ومعانيها. فالخطأ ليس في طبق العدس بل في الشهوة المفرطة والإستهتار وهذا لا يمنع أن يعقوب قد أخطأ إذ إستغل جوع أخوة عيسو ليشتري البكورية. بالنسبة لنا كم من مرة تركنا مواعيد الله لأجل لذة وقتية سرعان ما تزول. فإن كنا ننعم نحن بالبكورية بإتحادنا مع الله في إبنه البكر، ليتنا لا نستهين بها من أجل أي لذة جسدية. فالإنسان الروحاني واثق في زوال الحياة الحاضرة فيسعي وراء الحياة الأبدية بإيمان 2 بط 10:3-14 أما الإنسان الجسداني فيهتم فقط بالحاضر مستهيناً بأمور الله، وأكلة عدس عنده أهم من الأبدية. فقال عيسو أنا ماض للموت = يتضح من هنا إما جهله أو إستهتاره أو عدم إيمانه. فإن كان من المعروف أن المسيح سيأتي من البكر فكيف يموت وليس له ولد.

    عيسو بإستهتاره أن يأتي منه المسيح مثل الشعب اليهودي الذي احتقر المسيح وصلبه.


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://temaf-erene.yoo7.com
     
    تفسير سفر التكوين
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتدي طماف ايرينى :: الكتـــــــــاب المقدس :: دراسه الكتاب المقدس-
    انتقل الى: