ان يكون لنا أصدقاء هذا من ضروريات
الحياة منهم القوة في الحياة وزينة في الرخاء وعده في الشدة وعون في
الضيقات وسلوى في الوحده فعليك بانتخاب أصدقاء صالحين مؤمنين تكتسب منهم
ادباً وأنساً وعوناً واشاداً وتشجيعاً وايماناً.
إذا تصادقت أو تحابيت مع صديق فسر
معه بإخلاص وصدق وسلامة نية كن صبوراً واستعمل الحكمة والتأنى لحل الخلاف.
ليكن بينك وبين صديقك نوع من
المساواه فإن كنت ارفع منه مقاماً فلا ينبغي ان تعامله معامله الرفيع
الوضيع ففي هذا ذل تأباه النفس العزيزية وان كان ارفع منك مقاماً فلا
تعامله إلا بما يحفظ كرامتك ويصون مرؤتك ، احب جميع الناس ولكن لا تعاشرهم
أو تخالطهم كلهم ، لتكن محبتك للجميع وسلامك مع الكل وان كنت صديقاً فلا
تنقلب عدواً ولا تسرع بروحك الى الغضب مع صاحبك بل كن محتملاً ومتأنياً
وحليماً، الصديق الأمين معقل حصين وسور منيع من وجده وجد كنزاً ثمين ، لا
تخسر صديقاً لك محباً ووديعاً ومرافقاً لك ومشترك معك في سرورك والآمك ،
الاخ أمنع من مدينه حصينة (أم 18 : 19) الصديق يحب في كل وقت أما الأخ
فللشده يولد (أم 17 : 17) ، مكثر الاصحاب يخرب نفسه ولكن يوجد محب الزق من
الأخ ((الرب يسوع)) (أم 8 : 24).
لازم الحكماء ورافق الامناء اقتد
بأهل الايمان واقتد في سير الافاضل (مز 16 : 3) القديسون الذين في الأرض
والافاضل كل مسرتي بهم.
اسمع كل حديث ينفعك واعمل به وان
رأيت حكيماً فطناً فاستمع اليه ، قال احد الآباء لا تبدل صديقاً بشيء زمني
ولا اخاً بذهب اوفير ، اجعل كل حديثك من خلال شريعة الرب المساير الحكماء
يصير حكيماً ورفيق الجهال يضر نفسه (أم 13 : 20)، لا تصاحب غضوباً ومع رجل
ساخط لا تجيء لئلا تألف طرقه وتأخذ شركاً لنفسك (أم 22 : 24)، لا تخالط
المتقلبين (أم 24 : 21).
ان كان احد مدعو اخا زانيه أو طماعاً
أو عابد وثن أو شتاماً أو سكيراً و خاطفاً لا تخالطوه ولا تؤاكلوا مثل هذا
( 1 كو 5 : 111أأو خاطفاً لا تخالطوه ولا تؤاكلوا مثل هذا ( 1 كو 5 : 11).
لا تدخل في سبيل الاشرار ولا تسير في
طريق الأثمه ، أما طريق الاشرار فكالظلام ( أم 4 : 14 – 19).
اعلم ان الكتاب يعلمنا ان المعاشرات
الرديه تفسد الاخلاق الجيدة (1 كو 15 : 33).
من لمس القار (الزفت) لصق به ومن
عاشر الاردياء اكتسب منهم صفاتهم لا يوجد مرض يعدي بسرعة كما تعدي الاخلاق
الرديه اصحاب الاخلاق الصالحه، اهرب وابعد عن كل رديء وخبيث واحسبه أشر من
اللصوص والخونه لان السارق يسرق امتعتك أو مالك أما هذا فانه يسلبك شرفك
واخلاقك وسمعتك انه يسرق غنى النفس والفضائل الثمينه التي هي أغلى من
اللآلىء فلماذا تبعد عن المريض خوفاً من العدوى ؟ ام من صاحب الاخلاق
السيئه لا ؟ الاخلاق السيئه عدوى أخبث من المرض الحقيقي.
اعتزلوا عن خيام هؤلاء القوم البغاه
ولا تمسوا شيئاً مما لهم لئلا تهلكوا بجميع خطاياهم (عدد 16 : 26).
تمسك في طرق الادب (أم 4 : 13).
ان معاشرتك للاتقياء تكسبك فضيلة
وتجعلك واحداً منهم شاول مع الانبياء تنبأ مثلهم ولكنه لما كان بين الجهال
صار جاهلاً ، بطرس حينما كان وسط التلاميذ اعترف بان المسيح ابن الله ولما
كان في دار قيافا انكره ثلاث مرات، لوط لما كان مرافقاً لابراهيم حصل على
ثروة هائلة ولكن لما سكن مع الأمم خسر أمواله حتى استرجعها له ابراهيم (تك
13 : 14) وبولس لما كان مسافراً في البحر وحصل نؤ عظيم وانكسرت السفينه نجا
جميع الذين كانوا فيها وعددهم (276) اكراماً لبولس (اع 27 : 24) فمرافقتك
لاهل الكمال تعلمك الكمال وعشرتك لارباب الفضيله تسيرك في الفضيله فأختر
لنفسك ما يجلب لك الحظ وعاشر الافاضل وانتفع بكلامهم وبنصائحهم المفيده .
وكما قبلت الرب يسوع اسلك فيه وسر
على نوره واتكل على بره وليكن ايمانك به وطيداً واثبت فيه ، اجعله نصيب
راحتك وميراث خلاصك وعربون مجدك في هذه الحياة ، وقل مع الرسول بولس لي
الحياة هي المسيح (في 1 : 21).