يوم الاربعاء من البصخه المقدسه
+ تطلق الكنيسه على اربعاء البصخه اسم اربعاء ايوب ..... وربما سبب تسميته :
1 – كانت تقرأ فى هذا اليوم سفر ايوب الصديق . وكله قصة الم
2 – للرموز التى يرمز بها ايوب الصديق فى الامه للمسيح وهى كثيره نذكر من بينها:
- تعرض ايوب الصديق الى الام تفوق الوصف . وكذلك المسيح
- كان ايوب رجلاً " كاملا ومستقيماً .." بشهادة الله نفسه عند اكثر من مره ( اى 1 : 8 ، 2 : 3) . وكذلك كان المسيح ( بصوره مطلقه طبعاً )والقياس مع الفارق فى كل التشبيهات
3 - حدثت تجربه ايوب بسبب حسد الشيطان له ( اى 1 : 9 ، 2: 4) وكذلك حدثت الام المسيح بايعاز من الشيطان الذى دخل فى قلب يهوذا ( لو 22 : 3) والذى دخل فى قلوب باقى اعدائه
4 – ايوب جُرح من اصحابه الثلاثه . والمسيح جُرح فى بيت احبائه
5 – تجربة ايوب انتهت بالخيرورد له الله كل ما كان له ضعفاً ( اى 42 : 10) والسيد المسيح انتهى صلبه وموته بالقيامه المجيده وبخلاص العالم كله
ونحن اذ نذكر الام المسيح والام ايوب الصديق نتعزى ونعزى الاخرين ايضاً
+قبله وخيانه
من عشية الاربعاء ( مساء الثلاثاء) تمنع القبله فى الكنيسه احتجاجاً على قبلة يهوذا الخائنه للرب ويستمر هذا الامر طوال الايام الباقيه من اسبوع الالام الى ليلة العيد ففى قداس خميس العهد لا يقول الشماس " قبلوا بعضكم بعضاً " ولا يقول هذا ايضاً فى قداس سبت النور كل ذلك لكى تغرس الكنيسه فى اذهان المؤمنين نفوراً من القبله الخائنه ومن خيانة يهوذا لمعلمه
وتذكاراً لهذه الخيانه نصوم كل اربعاء طوال السنه محتجين على التأمر على السيد المسيح ، هذا التأمر الذى اشترك فيه يهوذا احد تلاميذه بخيانه بشعه وفى البصخه ينشد المؤمنون كلهم مديحة تبكيت يهوذا
لقد تركت هذه الواقعه الاليمه اثراً عميقاً فى وجدان الكنيسه .. على ان يهوذا لم يكن هو الوحيد الذى خان المسيح فى تلك الايام فكثيرون قد خانوه . كثيرون من الذين احسن اليهم صاحوا قائلين " اصلبه اصلبه " فلماذا التركيز على خيانة يهوذا بالذات ؟
ذلك لان خيانة يهوذا كانت الخيانه الكبرى البشعه .. كانت خيانه فيها التواء قلب وخداع .. لقد جاء مع الجند واقترب الى المسيح بقبله وكانت هذه القبله علامه بينه وبينهم ويقول معلمنا مرقس الرسول فى هذا " وكان مسلمه قد اعطاهم علامه قائلاً : الذى اقبله هو هو امسكوه وامضوا به بحرص " مر14 :44
حقاً لقد ذكرنا يهوذا بشجرة التين التى لعنها السيد الرب:
خضراء مورقه من الخارج .. وداخلها عريان وبلا ثمر
كان من الخارج يقبله .. ومن الداخل يخونه ويبيعه بالمال
من الظاهر كان يسلم عليه .. وفى الواقع كان يسلمه لاعدائه
ويقول له " السلام ياسيدى" .. ولا سلام فى قلبه ولا هيبه ولا ولاء لسيده هذا
وظهرت وداعة السيد المسيح فى انه لك يمنعه
كان يعرف كل مااعتزم يهوذا ان يفعله وعاتبه فى رقه قائلاً " ابقبله تسلم ابن الانسان ؟!" لو 22 : 48
مااعجب قلب المسيح ! يحب بلا مقابل
ونحن ننظر الى السيد المسيح فى كل حبه واحتماله ونغنى له انشودتنا المعروفه " لك القوه والمجد والبركه والعزه الى الابد امين .."
نحن لا نبيعك مطلقاً وان وضُعت كل كنوز الدنيا تحت اقدامنا بل سنذكر على الدوام انك اشتريتنا بدمك الكريم
ان الذين يبيعونك باى عرض من اعراض الدنيا انما يفقدون صورتهم الالهيه وينزلون الى مستوى يهوذا المسكين الذى لما انفتحت عيناه لم يستطع ان ينظر الى صورته
كتاب مجموعة تأملات فى اسبوع الالام / البابا شنوده الثالث